بسم الله الرحمن الرحيم
لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)البقرة .
سيدي صدر هذه الآية ينفي التكليف بما هو خارج الوسع , وفي وسطها ضمن الدعاء الوارد في الآية قوله تعالى : ( رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ )فما هو مراده تعالى من قوله هذا ؟؟.
2 ) و ما تفسير قوله تعالى : ( رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ) وهل الإنسان يؤاخذ على النسيان ؟؟.
ولدكم الجاهل
المرسل : الشيخ الحلي ـ العراق .
جواب السيد الإمام احمد الحسن (ع) : لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ ۖ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284)البقرة .
هذه الآية كما هو واضح فيها أن الله يحاسب على ما يُضمر في الأنفس , أي إن أضمر الإنسان شراً يُحاسب عليه , فالله بيَّن أن هذا الأمر ليس خارجاً عن قدرة الإنسان , أي إن الإنسان بحسب فطرته والقدرة المودعة فيه يمكنه أن يكون خيراً دائماً ولا يضمر شراً , فهو يمكن بحسب فطرته أن يكون ممن فتح الله لهم , إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)الفتح , فلا يكون للشيطان نصيب حقيقي فيه أو في نواياه وأفعاله , ولكن مع أن هذا الأمر في حدود قدرة الإنسان فإننا نجده خارجاً عن سعة وطاقة أكثر بني آدم , وليس بسبب نقص في فطرتهم فرضه الله عليهم , بل بسبب تقصير منهم هم أنفسهم , وبالتالي فالله يقول في الآية التي أتيت بها وفقك الله إن هذه المحاسبة التي تكون على ما في النفس من نوايا قد رفعت عن عامة الناس فلا يكلف الناس إلا بحسب وسعهم وطاقتهم التي عليها أكثرهم وإن كانوا مؤمنين , وهذا تخفيف عن الناس , ويعني أن الله يحاسبهم على قدرة هي في الحقيقة دون قدرتهم الحقيقية المودعة فيهم .
قال تعالى : عَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ أي يحاسب الله الإنسان على الشر الذي صدر منه بالفعل وليس فقط نواه , أي إنه سبحانه يُحاسب الإنسان على الشر إذا نواه وصدر منه , ولا يُحاسبه فقط على نواه ولم يتمكن من إنفاذه , أو إنه فعل شراً دون نية الفعل المسبقة .
لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ .
فقوله تعالى : رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ .... رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ : يُبين أن لكل إنسان وسع وقدرة هو حددها ـــ أي الإنسان ـــ بعمله وسعيه , فالمفروض به أن يطلب من الله أن يغفر له تقصيره ونسيانه ـــ أي تركه وإغفاله ـــ لأوامر الله .
رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا وأيضاً يطلب أن يكون امتحانه بحدود وسعه وقدرته وإن كان دون السعة والقدرة المودعة في فطرته ; وإن كان سبب ذلك تقصيره دون القدرة الحقيقية المودعة في فطرته ـــ سيفشل ويخسر كل شيئ , وبالتالي يكون هذا الدعاء هو غاية الحكمة بالنسبة لمن خسر شيئاً ولا يريد أن يخسر كل شيئ وهؤلاء هم معظم بنو آدم , وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ .
احمد الحسن كتابه الجواب المنير جزء 5 / س رقم 1 و2 /من السؤال 422
ربيع الأول 1431
لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)البقرة .
سيدي صدر هذه الآية ينفي التكليف بما هو خارج الوسع , وفي وسطها ضمن الدعاء الوارد في الآية قوله تعالى : ( رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ )فما هو مراده تعالى من قوله هذا ؟؟.
2 ) و ما تفسير قوله تعالى : ( رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ) وهل الإنسان يؤاخذ على النسيان ؟؟.
ولدكم الجاهل
المرسل : الشيخ الحلي ـ العراق .
جواب السيد الإمام احمد الحسن (ع) : لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ ۖ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284)البقرة .
هذه الآية كما هو واضح فيها أن الله يحاسب على ما يُضمر في الأنفس , أي إن أضمر الإنسان شراً يُحاسب عليه , فالله بيَّن أن هذا الأمر ليس خارجاً عن قدرة الإنسان , أي إن الإنسان بحسب فطرته والقدرة المودعة فيه يمكنه أن يكون خيراً دائماً ولا يضمر شراً , فهو يمكن بحسب فطرته أن يكون ممن فتح الله لهم , إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)الفتح , فلا يكون للشيطان نصيب حقيقي فيه أو في نواياه وأفعاله , ولكن مع أن هذا الأمر في حدود قدرة الإنسان فإننا نجده خارجاً عن سعة وطاقة أكثر بني آدم , وليس بسبب نقص في فطرتهم فرضه الله عليهم , بل بسبب تقصير منهم هم أنفسهم , وبالتالي فالله يقول في الآية التي أتيت بها وفقك الله إن هذه المحاسبة التي تكون على ما في النفس من نوايا قد رفعت عن عامة الناس فلا يكلف الناس إلا بحسب وسعهم وطاقتهم التي عليها أكثرهم وإن كانوا مؤمنين , وهذا تخفيف عن الناس , ويعني أن الله يحاسبهم على قدرة هي في الحقيقة دون قدرتهم الحقيقية المودعة فيهم .
قال تعالى : عَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ أي يحاسب الله الإنسان على الشر الذي صدر منه بالفعل وليس فقط نواه , أي إنه سبحانه يُحاسب الإنسان على الشر إذا نواه وصدر منه , ولا يُحاسبه فقط على نواه ولم يتمكن من إنفاذه , أو إنه فعل شراً دون نية الفعل المسبقة .
لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ .
فقوله تعالى : رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ .... رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ : يُبين أن لكل إنسان وسع وقدرة هو حددها ـــ أي الإنسان ـــ بعمله وسعيه , فالمفروض به أن يطلب من الله أن يغفر له تقصيره ونسيانه ـــ أي تركه وإغفاله ـــ لأوامر الله .
رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا وأيضاً يطلب أن يكون امتحانه بحدود وسعه وقدرته وإن كان دون السعة والقدرة المودعة في فطرته ; وإن كان سبب ذلك تقصيره دون القدرة الحقيقية المودعة في فطرته ـــ سيفشل ويخسر كل شيئ , وبالتالي يكون هذا الدعاء هو غاية الحكمة بالنسبة لمن خسر شيئاً ولا يريد أن يخسر كل شيئ وهؤلاء هم معظم بنو آدم , وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ .
احمد الحسن كتابه الجواب المنير جزء 5 / س رقم 1 و2 /من السؤال 422
ربيع الأول 1431
Comment