السلام عليكم
في بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩٥ - الصفحة ٣٩٠ ورد هذا الدعاء :
أخبرني محمد بن سنان عن محمد السجاد في حديث طويل قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك هذا رجب علمني فيه دعاء ينفعني الله به، قال: فقال لي أبو عبد الله عليه السلام:
اكتب بسم الله الرحمن الرحيم وقل في كل يوم من رجب صباحا ومساء وفي أعقاب صلواتك في يومك وليلتك.
يا من أرجوه لكل خير، وآمن سخطه عند كل شر، يا من يعطي الكثير بالقليل، يا من يعطي من سأله، يا من يعطى من لم يسأله ومن لم يعرفه تحننا منه ورحمة، ( أعطني بمسألتي إياك جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة ) ، واصرف عني بمسئلتي إياك جميع شر الدنيا وشر الآخرة، فإنه غير منقوص ما أعطيت، وزدني من فضلك يا كريم.
قال: ثم مد أبو عبد الله عليه السلام يده اليسرى فقبض على لحيته ودعا بهذا الدعاء وهو يلوذ بسبابته اليمنى ثم قال بعد ذلك: " يا ذا الجلال والاكرام يا ذا النعماء والجود
يا ذا المن والطول، حرم شيبتي على النار " وفي حديث آخر ثم وضع يده على لحيته ولم يرفعها إلا وقد امتلأ ظهر كفه دموعا.
من هم الذين تكتب أسماؤهم في سجل الحياة ؟
في كتاب المتشابهات ذكر هذا الجواب :
سؤال 77 ورد في الدعاء :
أعطني بمسألتي إياك جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة، وأصرف عني بمسألتي إياك جميع شر الدنيا وشر الآخرة
فلماذا قال : (جميع خير الآخرة)، وفي الشر قال: (وشر الآخرة)، ولم يقل: (وجميع شر الآخرة) ؟ .
جواب السيد أحمد الحسن ( ع ) :
خير الآخرة مراتب كثيرة، وهو جنان ومقامات ودرجات، وكل إنسان يحصل هذه المقامات والجنات والدرجات بحسب ما سعى لتحصيلها .
وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ (41) النجم .
فالداعي يطلب جميع هذه المقامات والجنات لأن التفاوت بين جنة وجنة، وبين مقام ومقام كبيرجداً.
فمن كتبت له جنة في السماء الثانية، يسعى لأنْ تكتب له جنة في السماء الثالثة
وهكذا حتى يرجو ويطلب أعلى المقامات، وهو رضا الله سبحانه وتعالى.
اما شر الآخرة فهو جهنم .
ولا يدخل جهنم إلا من باء بسخط الله سبحانه وتعالى.
فمن يطلب أن يصرف عنه شر الآخرة وهو جهنم وسخط الله سبحانه يريد أن لا يطأها مطلقاً، وسواء في ذلك جميع طبقات ودرجات عذابها، فجهنم كلها شر واحد وأولها وآخرها سواء لأنها لا تكون إلا عن غضب الله سبحانه وتعالى وسخطه على العبد، ولهذا يكفي أن يستعيذ العبد من شر الآخرة دون أن يبين كثرة هذا الشر، فهو شر قليله كثير ..
وهو في الحقيقة شر واحد لمن عرفه دون أن يطأه.
ومن جهة أخرى يوجد سجل اسمه : (سجل الحياة)، تسطُر فيه الملائكة أسماء أهل الجنان، فمن كُتب اسمه في سجل الحياة فاز ورجا من الله أن يرفعه في المقامات والجنات .
ومن لم يكتب اسمه كان من أهل النار.
فكتابة الاسم في هذا السجل على درجات ومقامات، فالطلب من الداعي يكون لجميع هذه المقامات والدرجات .
أما عدم كتابة الاسم في هذا السجل وهي شر الآخرة فهي شيء واحد، فالطلب من الداعي أن يصرف عنه هذا الشيء الواحد.انتهى
كذلك في كتاب المتشابهات س/ 63 كان جواب للسيد أحمد الحسن (ع) قال :
وفي هذه الحياة الدنيا إذا أطاع الإنسان ربه وسعى لرضاه سبحانه وكان له حظ في السموات الملكوتية أصبح من أصحاب اليمين .
وكتب من الأحياء , وسطر اسمه في سجل الحياة وممن يرثون الجنان .
وإن جدّ في الطاعة كان من المقربين ( أولياء الله ) الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
وإن عصى الإنسان ربه وسعى لسخطه سبحانه وتعالى لم يكن له حظ في السموات الملكوتية ولم يكتب من الأحياء
بل عُد من الأموات , ولم يسطر اسمه في سجل الحياة وأمسى ممن يَرِدون جهنم , بل هو قطعة من جهنم .
وهنا وَضَّح السيد الإمام (ع) عن رحلة الخلود الروحية في مراسيه المختارة :
جلجامش في الملحمة (ثلثاه اله) ونجد قصته - وهو صاحب الطوفان الثاني - مرتبطة بقصة جده السومري زيو سو درا (نوح) والبابلي اوتو – نبشتم (نوح) صاحب الطوفان الاول
بل ربما اهم أسفار جلجامش في الملحمة هو سفره ليلتقي بجده نوح - اوتو نبشتم الخالد مع الالهة ويسأله عن السر الذي يمكنه ان يتخلص من ثلثه الانساني ليخلد مع الالهة كجده نوح ( ع ) او بعبارة اخرى ليكتب اسمه في سجل الحياة الابدية بجدارة ويكون من الخالدين روحيا فالمسألة متعلقة بروحه فثلثاه اله واراد ان يجعل ثلثه الباقي كذلك .
ولاعلاقة للامر بالخلود الجسماني كما توهم شراح الملحمة
وأخيرا أذكركم ونفسي بنصيحته عليه السلام لأنصار الله المؤمنين وتبشيرهم بالفوز العظيم ، من خطابه ( خطاب الحج) نصحهم بالحث على الجهاد و العمل بين يدي القائم و الامام الحجة بن الحسن عليهما السلام ومكن لهما في الأرض قال عليه السلام :
( فاعملوا واعملوا واعملوا فأنه سباق الى الجنة ،وطوبى للفائزين ، الذين تكتب أسماؤهم في سجل الحياة الأبدية . )
آجركم الله وجعلكم من الفائزين . آمين
Comment