- الشيخ أبو جعفر الطوسي في (أماليه) ، قال: أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال: حدثنا أبو عبدالله جعفر بن محمد بن جعفر بن حسن الحسيني (رحمه الله) في رجب سنة سبع وثلاثمائة ، قال: حدثني محمد بن علي ابن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) ، قال: حدثني الرضا علي بن موسى (عليهما السلام) ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين (عليهم السلام) ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، قال: «سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: طلب العلم فريضة على كل مسلم ، فاطلبوا العلم من مظانه ، واقتبسوه من أهله ، فإن تعلمه لله حسنة ، وطلبه عبادة ، والمذاكرة به تسبيح ، والعمل به جهاد ، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة ، وبذله لأهله قربة إلى الله تعالى ، لأنه معالم الحلال والحرام ، ومنار سبل الجنة ، والمؤنس في الوحشة ، والصاحب في الغربة والوحدة ، والمحّدث في الخلوة ، والدليل على السراء والضراء ، والسلاح على الأعداء ، والزين عند الأخلاء. يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير قادة ، تقتبس آثارهم ، ويهتدى بأفعالهم ، وينتهى إلى آرائهم ، ترغب الملائكة في خلتهم ، وبأجنحتها تمسحهم ، وفي صلواتها تبارك عليهم ، ويستغفر لهم كل رطب ويابس حتى حيتان البحر وهوامه ، وسباع البر وأنعامه. إن العلم حياة القلوب من الجهل ، وضياء الأبصار من الظلمة ، وقوة الأبدان من الضعف ، يبلغ بالعبد منازل الأخيار ، ومجالس الأبرار ، والدرجات العلا في الدنيا والآخرة ، الذكر فيه يعدل بالصيام ، ومدارسته بالقيام ، به يطاع الرب ويعبد ، وبه توصل الأرحام ، ويعرف الحلال من الحرام. العلم إمام العمل ، والعمل تابعه ، يلهمه السعداء ، ويحرمه الأشقياء ، فطوبى لمن لم يحرمه الله من حظه» .
ورواه الشيخ أيضا في كتاب (المجالس) ، بالسند والمتن إلى قوله: «ويجعلهم في الخير قادة» ، وفي المتن بعض التغيير .
وعنه ، بإسناده ، عن محمد بن علي بن شاذان الأزدي بالكوفة ، قال: حدثني أبو أنس كثير بن محمد الحرامي ، قال: حدثنا حسن بن حسين العرني ، قال: حدثنا يحيى بن يعلى ، عن أسباط بن نصر ، عن شيخ من أهل البصرة ، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «تعلموا العلم فإن تعليمه حسنة» وذكر نحو حديث الرضا (عليه السلام).
- وعنه ، قال: أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال: حدثنا الفضل بن محمد بن المسيب أبو محمد الشعراني البيهقي
بجرجان ، قال: حدثنا هارون بن عمر بن عبد العزيز بن محمد أبو موسى المجاشعي ، قال: حدثنا محمد بن جعفر بن محمد (عليهم السلام) ، قال: حدثنا أبي أبو عبدالله (عليه السلام).
قالا المجاشعي: وحدثنا الرضا علي بن موسى (عليه السلام) ، عن أبيه موسى ، عن أبيه أبي عبدالله جعفر بن محمد ، عن آبائه ، عن علي (عليهم السلام) ، قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): العالم بين الجهال كالحي بين الأموات ، وإن طالب العلم ليستغفر له كل شيء حتى حيتان البحر وهوامه ، وسباع البر وأنعامه ، فاطلبوا العلم فإنه السبب بينكم وبين الله عز وجل ، وإن طلب العلم فريضة على كل مسلم» .
- وعنه ، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «إذا كان يوم القيامة وزن مداد العلماء بدماء الشهداء ، فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء» .
- وعنه ، بإسناده ، عن أبي قلابة ، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «من خرج من بيته يطلب علما شيعه سبعون ألف ملك يستغفرون له» .
- وعنه ، بإسناده عن أبي ذر - في حديث طويل - قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «يا أبا ذر ، فضل العلم خير من فضل العبادة ، و اعلم أنكم لو صليتم حتى تكونوا كالحنايا ، وصمتم حتى تكونوا كالأوتاد ، ما نفعكم ذلك إلا بورع» .
- وروي أنه ذكر عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) رجلان: كان أحدهما يصلي المكتوبة ويجلس يعلم الناس ، وكان الآخر يصوم النهار ويقوم الليل ، فقال (صلى الله عليه وآله): «فضل الأول على الثاني كفضلي على أدناكم» .
- الزمخشري في (ربيع الأبرار): عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): «فضل العالم على العباد كفضلي على أدناكم رجلا» .
- وأيضا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): «بين العالم والعابد مائة درجة ، بين كل درجتين حضر الفرس المضمر سبعين عاما» .
- وأيضا عن أنس ، عن النبي (صلى الله عليه وآله): «أخلصوا أعمالكم وأعزوا الإسلام» .
قالوا: يا رسول الله ، وكيف نعز الإسلام ؟
قال: «بالحضور عند العلماء لتعلم العلم بالرد على أهل الأهواء ، فإن من رد عليهم وأراد به وجه الله ، فله عبادة الثقلين : الجن والإنس ، ومن رد عليهم وأراد به وجه الله ، فله عبادة أهل مكة منذ خلقت».
فقيل: يا رسول الله ، فالمرائي يؤجر بعلمه ؟
قال: «إن الله قضى على نفسه أن من أعز الإسلام و أراد به وجه الله ، فله عبادة أهل مكة منذ خلقت ، ولو لم يرد فقد حرم النار على وجهه».
- الشيخ أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان المفيد في كتاب (الاختصاص): عن محمد بن الحسن بن أحمد ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن السندي بن محمد ، عن أبي البختري ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) ، قال: «إن العلماء ورثة الأنبياء ، وذلك أن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا ، وإنما ورثوا أحاديث من أحاديثهم ، فمن أخذ بشيء منها فقد أخذ حظا وافرا.
فانظروا علمكم عمن تأخذونه ، فإن فينا أهل البيت في كل خلف عدولا ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين» .
- وعنه أيضا يرفعه إلى أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه أمير المؤمنين (صلوات الله عليهم أجمعين) ، قال: «والله ما برأ الله من برية أفضل من محمد (صلى الله عليه وآله) ومني ومن أهل بيتي.»
من (البرهان في تفسير القرآن)