السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الدنيا دار بلاء وزوال،
تتقلّب بأهلها حالاً بعد حال،
فهل تريد أن يحفظك الله وينصرك فيها ؟
إذن ما عليك إلا أن تعرف السبيل لذلك ثم تسعى لانتهاجه.
وهذا هو السبيل :
عن الإمام الصادق (ع) أن رسول الله (ص) قال للفضل بن العباس:
[ يا غلام ..
احفظ الله يحفظك،
واحفظ الله تجده أمامك،
تعرّف إلى الله عز وجل في الرخاء يعرفك في الشدة،
إذا سألت فاسأل الله،
وإذا استعنت فاستعن بالله عز وجل،
فقد مضى القلم بما هو كائن؛
فلو جهد الناس أن ينفعوك بأمر لم يكتبه الله لك لم يقدروا عليه،
ولو جهدوا أن يضروك بأمر لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه،
فإن استطعت أن تعمل بالصبر مع اليقين فافعل،
فإن لم تستطع فاصبر،
فإنّ في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً،
واعلم أنّ النصر مع الصبر،
وأنّ الفرج مع الكرب،
وإنّ مع العسر يسراً إنّ مع العسر يسراً ] الفقيه: ج4 ص413.
تعليق: حقيقة، لا أرغب في التعقيب على هذه الكلمات الربّانية بكلام كثير مني؛ لوضوحها وبغية إبقائها على صفائها وإشراقها، تاركاً القارئ لها أن يتزوّد منها بقدر إخلاصه لربّه وما يوفقه سبحانه إليه،
لكني أعتقد جازماً أنّ انتهاج ما رسمه الرسول الأكرم (ص) من خطة سير للعبد في عالم الامتحان الذي نحن فيه، كفيل بأن ينتج عبداً حقيقياً لله سبحانه، ويا لها من نتيجة عظيمة تهفو إليها أفئدة السائرين إليه، وعلى أعتابها تُحطّ رحالهم ..
إلهي اعنّا، واعفو عنّا، بفضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
Comment