اللهم صلي على محمد وال محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما
قال
دعا سلمان أبا ذر رحمة الله عليهما إلى منزله فقدّم إليه رغيفين ، فأخذ أبو ذر الرغيفين فقلبهما فقال سلمان:
يا أبا ذر !..لأي شيء تقلب هذين الرغيفين ؟.. قال : خفت ألا يكونا نضيجين ، فغضب سلمان من ذلك غضبا شديدا ، ثم قال :
ما أجرأك حيث تقلب الرغيفين !.. فوالله لقد عمل في هذا الخبز الماء الذي تحت العرش ، وعملت فيه الملائكة حتى ألقوه إلى الريح ، وعملت فيه الريح حتى ألقاه إلى السحاب ، وعمل فيه السحاب حتى أمطره إلى الأرض ، وعمل فيه الرعد والملائكة حتى وضعوه مواضعه ، وعملت فيه الأرض والخشب والحديد والبهائم والنار والحطب والملح وما لا أحصيه أكثر ، فكيف لك أن تقوم بهذا الشكر؟ .. فقال أبو ذر : إلى الله أتوب ، وأستغفر الله مما أحدثت ، وإليك أعتذر مما كرهت..
قال :
ودعا سلمان أبا ذر رحمة الله عليهما ذات يوم إلى ضيافة ، فقدّم إليه من جرابه كسرا يابسة و بلّها من ركوته ، فقال أبو ذر : ما أطيب هذا الخبز لو كان معه ملح ، فقام سلمان وخرج فرهن ركوته بملح وحمله إليه ، فجعل أبو ذر يأكل ذلك الخبز ويذّر عليه ذلك الملح ، ويقول : الحمد الله الذي رزقنا هذه القناعة ، فقال سلمان : لو كانت قناعة لم تكن ركوتي مرهونة.
Comment