اللهم صل على محمد وال محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما
نقل أن الحسن بن علي (عليهما السلام) اغتسل وخرج من داره في حلّة فاخرة ، وبزة طاهرة ، و محاسن سافرة ، وقسمات ظاهرة ، ونفخات ناشرة ، ووجهه يشرق حسنا ً.... فعرض له في طريقه من محاويج اليهود .... فاستوقف الحسن () وقال :
يا بن رسول الله : أنصفني !.. فقال () : في أي شيء ؟..
فقال : جدك يقول :" الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر " وأنت مؤمن وأنا كافر ، فما أرى الدنيا إلا جنة تتنعم بها ، وتستلذ بها ، وما أراها إلا سجنا لي قد أهلكني ضرها ، وأتلفني فقرها .
فلما سمع الحسن () كلامه أشرق عليه نور التأييد ، واستخرج الجواب بفهمه من خزانة علمه ، وأوضح لليهودي خطأ ظنه وخطل زعمه ، وقال :
ياشيخ !.. لو نظرت إلى ما أعد الله لي وللمؤمنين في الدار الآخرة مما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، لعلمت أني قبل انتقالي إليه في هذه الدنيا في سجن ضنك ، ولو نظرت إلى ما أعد الله لك ولكل كافر في الدار الآخرة من سعير نار الجحيم ، ونكال العذاب المقيم ، لرأيت أنك قبل مصيرك إليه الآن في جنة واسعة ، ونعمة جامعة .ص347
المصدر: كشف الغمة جواهر البحار