بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
=================
المحرّفــون
وهم الحكام والمتظاهرون بالإسلام، وعلماء السوء غير العاملين.
أمّا الحكام، فداعيهم إلى تحريف الشريعة هـو الملك لا غير. فكل معتقد أو حكم شرعي يتعارض وبقاءهم على كرسي الحكم يجب أن يحرّف بحسب نظرهم الفاسد، بأيّ صورة كانت سواء بوضع أحاديث وإلصاقها بالرسول ، أم بحذف آيات أو سور من القرآن لو أمكن، أو بمنع رواية الأحاديث الصحيحة عن الرسول ، أو بمنع قراءة القرآن كما أُنزل وتأويله كما يريد الله، أو بشراء مرتزقة يسمونهم علماء يحرّفون القرآن ويؤولونه ويفسّرونه على هوى الحكّام الظلمة.
وطبعاً لو أمكنهم وضع تشريعات وقوانين مخالفة لشريعة الله، ولكنها تساعد على بقائهم في السلطة مدّة أطول لسارعوا إلى وضعها، خصوصاً إذا أعانتهم ظروف الجهل الديني في المجتمع الإسلامي ووجود علماء سوء غير عاملين، كما هو حال البلاد الإسلامية اليوم.
وأمّا علماء السوء، فهم أخطر من الحكّام الظلمة؛ لأنّ الحاكم الجائر يدلك كثير من تصرفاته وأعماله العلنية في محاربة أولياء الله على خروجه عن الشريعة ومحاربتها، أمّا العالم غير العامل فربما يتسربل بلباس العابد الناسك، فتجده مثلاً متماوتاً في مشيته، خاضعاً في كلمته، ولعله يظهر التذلل والخضوع ليصطاد الأتباع. ولكنّك إذا سبرت غوره وجدّته فاسداً متكبّراً، يتصنّع الصلاح والتواضع، بل إنّ ظاهره يدلك على باطنه، فتصدر منه كثير من الفلتات التي تفضح باطنه الأسود، فـ (الإناء ينضح بالذي فيه).
وخطر علماء السوء يمتد حتى بعد موتهم، فتبقى مذاهبهم ومعتقداتهم الفاسدة وفتواهم غير الصحيحة، ويبقى لهم أتباع كما أنهم يمتازون بالنفاق وإخفاء بواطنهم الفاسدة، ودواعي هؤلاء للتحريف كثيرة، منها: طلب القيادة الدينية، وإرضاء الأهواء النفسية.
ومنها: إنهم يأنفون من قول (لا أعلم)، ولهذا يدّعون معرفة كتاب الله والعلم بالتنزيل والتأويل والمحكم والمتشابه، وإنّ لديهم فتوى لكل مسألة شرعية، وحل لكل معضلة عقائدية. وربما يأخذ التكبر منهم كل مأخذ، فيرون أنفسهم علماء وسواهم جهلاء. وإنهم خير من الجميع وأعلم من الجميع.
وربما كان من دواعيهم إلى التحريف الخوف من الطاغوت الحاكم، فيفتون إرضاء له وتجنباً للاصطدام معه مثلاً بجواز الانخراط في صفوف قواته المسلحة، التي مهمتها الأساسية هي ضرب الشعوب الإسلامية، وإضعاف دين الله في أرضه والقضاء عليه إذا أمكن.
وربما كان بعضهم أخس من ذلك، فيكون داعيهم للتحريف إضافة إلى الجبن الدنيا والمال، فيداهنون الطاغوت، ويضلون المسلمين ويحرّفون الشريعة.
قال الإمام الصادق عليه السلام: (إذا رأيتم العالم محبّاً للدنيا فاتهموه على دينكم، فإنّ كل محب يحوط ما أحب) (علل الشرايع: ج2 ص394، مشكاة الأنوار: ص245، بحار الأنوار: ج2 ص107. ).
وقال عليه السلام: (أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام، لا تجعل بيني وبينك عالماً مفتوناً بالدنيا فيضلك عن طريق محبتي، فإنّ أولئك قطّاع طريق عبادي المريدين، إنّ أدنى ما أنا صانع بهم إن أنزع حلاوة مناجاتي من قلوبهم) (علل الشرايع: ج2 ص394 ، مشكاة الأنوار: ص245، ورواه في الكافي: ج1 ص46 عن النبي .).
ومن كلام عيسى عليه السلام: (إنّكم علماء السوء، الأجر تأخذون والعمل تضيعون، يوشك رب العمل إن يطلب عمله، وتوشكون إن تخرجوا من الدنيا العريضة إلى ظلمة القبر وضيقه) (منية المريد: ص141، بحار الأنوار: ج2 ص39، سنن الدارمي: ج1 ص103، تاريخ دمشق: ج47 ص464. ).
وكلاهما - أي علماء السوء غير العاملين، والحكّام الطواغيت الذين يحكمون البلاد الإسلامية اليوم - أخطر من الكافر الحربي كالصهاينة على الإسلام؛ وذلك لأنّ بقاء علماء السوء يعني بقاء الحكّام الظلمة متسلطين على المسلمين، وبقاء الحكّام الظلمة يعني بقاء الصهاينة يحتلون أرض المسلمين، وبقاء الأمريكان متسلطين على المسلمين يجرعونهم الويل والثبور؛ لأنّ هؤلاء الحكّام هم خدم للطاغوت الأمريكي سواء بعلمهم أم برعونتهم وتخبطهم الأهوج، كما أنّ الصهاينة وطيلة أشهر من الانتفاضة المباركة في أرض فلسطين لا يقتلون إلاّ مائة شخص أو أكثر بقليل. أمّا هؤلاء الحكّام الطواغيت فهم يقتلون في يوم واحد المئات، بل وآلاف المسلمين. كما أنّ الصهاينة يقتلون المسلمين ليحتفظوا بالأرض التي اغتصبوها، أمّا هؤلاء الحكّام الظلمة وأعوانهم فيقتلون المؤمنين؛ لأنهم يتلذذون بسفك الدماء. فهؤلاء الطواغيت وأعوانهم مسوخ شيطانية منكوسون لا يعرفون شيئاً من الخير، ﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ﴾(البقرة : 18.).
ومعركة الإصلاح يجب إن تبدأ مع علماء السوء غير العاملين، ثم تنتقل إلى الطواغيت المتسلطين على البلاد الإسلامية، ثم من يليهم من الطواغيت المتسلطين على العالم، بل وقبل كل ذلك يجب أن نبدأ مع أنفسنا ونطهّرها من جنود الشيطان. فرسول الله بدأ حركته الإصلاحية في أم القرى في مكة، المدينة التي تمثل المرجعية الدينية للأحناف والمدينة التي يحج إليها الأحناف، ثم انتقل إلى ما حولها من القرى في الجزيرة العربية، ثم انتقل إلى الإمبراطوريات المحيطة به صلوات الله عليه وعلى آله.
ومن الطبيعي أنّ مواجهة التيارات الجاهلية جميعها ومواجهة قادتها صعبة تحتاج إلى شدّة في ذات الله، وعزم وصبر على الملمات.
وربما لن يقوى على القيام بها إلاّ معصوم مؤيد من الله سبحانه وتعالى وهو المهدي عليه السلام، فواجبنا اليوم هو التهيئة لدولته عليه السلام، إصلاح الانحرافات الموجودة ما أمكن أو على الأقل تعريفها للناس، لا أن نقف مكتوفي الأيدي ونقول لا حول ولا وقوّة إلاّ بالله.
نعم، لا حول ولا قوّة إلاّ بالله، وإنّا لله وإنا إليه راجعون، ولكن الله خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً. وأسألوا الله إن يعجل فرج مولانا المهدي عليه السلام ويمن علينا بفضله وعطائه الابتداء وجوده وكرمه بظهوره و قيامه، ليأخذ بأيدينا إلى الصراط المستقيم، ويخرجنا من الظلمات إلى النور، ويرينا مناسكنا والأحكام الشرعية الصحيحة.
منقول من كتاب: العِجــْـــل
=========================================================
نسال الله تعالى ان يجعلنا من الثابتين على ولاية سيدي ومولاي الامام احمد الحسن عليه الصلاة والسلام
اللهم مكن لقائم آل محمد
اللهم مكن لقائم آل محمد
اللهم مكن لقائم آل محمد
نسالكم الدعاء
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
=================
المحرّفــون
وهم الحكام والمتظاهرون بالإسلام، وعلماء السوء غير العاملين.
أمّا الحكام، فداعيهم إلى تحريف الشريعة هـو الملك لا غير. فكل معتقد أو حكم شرعي يتعارض وبقاءهم على كرسي الحكم يجب أن يحرّف بحسب نظرهم الفاسد، بأيّ صورة كانت سواء بوضع أحاديث وإلصاقها بالرسول ، أم بحذف آيات أو سور من القرآن لو أمكن، أو بمنع رواية الأحاديث الصحيحة عن الرسول ، أو بمنع قراءة القرآن كما أُنزل وتأويله كما يريد الله، أو بشراء مرتزقة يسمونهم علماء يحرّفون القرآن ويؤولونه ويفسّرونه على هوى الحكّام الظلمة.
وطبعاً لو أمكنهم وضع تشريعات وقوانين مخالفة لشريعة الله، ولكنها تساعد على بقائهم في السلطة مدّة أطول لسارعوا إلى وضعها، خصوصاً إذا أعانتهم ظروف الجهل الديني في المجتمع الإسلامي ووجود علماء سوء غير عاملين، كما هو حال البلاد الإسلامية اليوم.
وأمّا علماء السوء، فهم أخطر من الحكّام الظلمة؛ لأنّ الحاكم الجائر يدلك كثير من تصرفاته وأعماله العلنية في محاربة أولياء الله على خروجه عن الشريعة ومحاربتها، أمّا العالم غير العامل فربما يتسربل بلباس العابد الناسك، فتجده مثلاً متماوتاً في مشيته، خاضعاً في كلمته، ولعله يظهر التذلل والخضوع ليصطاد الأتباع. ولكنّك إذا سبرت غوره وجدّته فاسداً متكبّراً، يتصنّع الصلاح والتواضع، بل إنّ ظاهره يدلك على باطنه، فتصدر منه كثير من الفلتات التي تفضح باطنه الأسود، فـ (الإناء ينضح بالذي فيه).
وخطر علماء السوء يمتد حتى بعد موتهم، فتبقى مذاهبهم ومعتقداتهم الفاسدة وفتواهم غير الصحيحة، ويبقى لهم أتباع كما أنهم يمتازون بالنفاق وإخفاء بواطنهم الفاسدة، ودواعي هؤلاء للتحريف كثيرة، منها: طلب القيادة الدينية، وإرضاء الأهواء النفسية.
ومنها: إنهم يأنفون من قول (لا أعلم)، ولهذا يدّعون معرفة كتاب الله والعلم بالتنزيل والتأويل والمحكم والمتشابه، وإنّ لديهم فتوى لكل مسألة شرعية، وحل لكل معضلة عقائدية. وربما يأخذ التكبر منهم كل مأخذ، فيرون أنفسهم علماء وسواهم جهلاء. وإنهم خير من الجميع وأعلم من الجميع.
وربما كان من دواعيهم إلى التحريف الخوف من الطاغوت الحاكم، فيفتون إرضاء له وتجنباً للاصطدام معه مثلاً بجواز الانخراط في صفوف قواته المسلحة، التي مهمتها الأساسية هي ضرب الشعوب الإسلامية، وإضعاف دين الله في أرضه والقضاء عليه إذا أمكن.
وربما كان بعضهم أخس من ذلك، فيكون داعيهم للتحريف إضافة إلى الجبن الدنيا والمال، فيداهنون الطاغوت، ويضلون المسلمين ويحرّفون الشريعة.
قال الإمام الصادق عليه السلام: (إذا رأيتم العالم محبّاً للدنيا فاتهموه على دينكم، فإنّ كل محب يحوط ما أحب) (علل الشرايع: ج2 ص394، مشكاة الأنوار: ص245، بحار الأنوار: ج2 ص107. ).
وقال عليه السلام: (أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام، لا تجعل بيني وبينك عالماً مفتوناً بالدنيا فيضلك عن طريق محبتي، فإنّ أولئك قطّاع طريق عبادي المريدين، إنّ أدنى ما أنا صانع بهم إن أنزع حلاوة مناجاتي من قلوبهم) (علل الشرايع: ج2 ص394 ، مشكاة الأنوار: ص245، ورواه في الكافي: ج1 ص46 عن النبي .).
ومن كلام عيسى عليه السلام: (إنّكم علماء السوء، الأجر تأخذون والعمل تضيعون، يوشك رب العمل إن يطلب عمله، وتوشكون إن تخرجوا من الدنيا العريضة إلى ظلمة القبر وضيقه) (منية المريد: ص141، بحار الأنوار: ج2 ص39، سنن الدارمي: ج1 ص103، تاريخ دمشق: ج47 ص464. ).
وكلاهما - أي علماء السوء غير العاملين، والحكّام الطواغيت الذين يحكمون البلاد الإسلامية اليوم - أخطر من الكافر الحربي كالصهاينة على الإسلام؛ وذلك لأنّ بقاء علماء السوء يعني بقاء الحكّام الظلمة متسلطين على المسلمين، وبقاء الحكّام الظلمة يعني بقاء الصهاينة يحتلون أرض المسلمين، وبقاء الأمريكان متسلطين على المسلمين يجرعونهم الويل والثبور؛ لأنّ هؤلاء الحكّام هم خدم للطاغوت الأمريكي سواء بعلمهم أم برعونتهم وتخبطهم الأهوج، كما أنّ الصهاينة وطيلة أشهر من الانتفاضة المباركة في أرض فلسطين لا يقتلون إلاّ مائة شخص أو أكثر بقليل. أمّا هؤلاء الحكّام الطواغيت فهم يقتلون في يوم واحد المئات، بل وآلاف المسلمين. كما أنّ الصهاينة يقتلون المسلمين ليحتفظوا بالأرض التي اغتصبوها، أمّا هؤلاء الحكّام الظلمة وأعوانهم فيقتلون المؤمنين؛ لأنهم يتلذذون بسفك الدماء. فهؤلاء الطواغيت وأعوانهم مسوخ شيطانية منكوسون لا يعرفون شيئاً من الخير، ﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ﴾(البقرة : 18.).
ومعركة الإصلاح يجب إن تبدأ مع علماء السوء غير العاملين، ثم تنتقل إلى الطواغيت المتسلطين على البلاد الإسلامية، ثم من يليهم من الطواغيت المتسلطين على العالم، بل وقبل كل ذلك يجب أن نبدأ مع أنفسنا ونطهّرها من جنود الشيطان. فرسول الله بدأ حركته الإصلاحية في أم القرى في مكة، المدينة التي تمثل المرجعية الدينية للأحناف والمدينة التي يحج إليها الأحناف، ثم انتقل إلى ما حولها من القرى في الجزيرة العربية، ثم انتقل إلى الإمبراطوريات المحيطة به صلوات الله عليه وعلى آله.
ومن الطبيعي أنّ مواجهة التيارات الجاهلية جميعها ومواجهة قادتها صعبة تحتاج إلى شدّة في ذات الله، وعزم وصبر على الملمات.
وربما لن يقوى على القيام بها إلاّ معصوم مؤيد من الله سبحانه وتعالى وهو المهدي عليه السلام، فواجبنا اليوم هو التهيئة لدولته عليه السلام، إصلاح الانحرافات الموجودة ما أمكن أو على الأقل تعريفها للناس، لا أن نقف مكتوفي الأيدي ونقول لا حول ولا وقوّة إلاّ بالله.
نعم، لا حول ولا قوّة إلاّ بالله، وإنّا لله وإنا إليه راجعون، ولكن الله خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً. وأسألوا الله إن يعجل فرج مولانا المهدي عليه السلام ويمن علينا بفضله وعطائه الابتداء وجوده وكرمه بظهوره و قيامه، ليأخذ بأيدينا إلى الصراط المستقيم، ويخرجنا من الظلمات إلى النور، ويرينا مناسكنا والأحكام الشرعية الصحيحة.
منقول من كتاب: العِجــْـــل
=========================================================
نسال الله تعالى ان يجعلنا من الثابتين على ولاية سيدي ومولاي الامام احمد الحسن عليه الصلاة والسلام
اللهم مكن لقائم آل محمد
اللهم مكن لقائم آل محمد
اللهم مكن لقائم آل محمد
نسالكم الدعاء
Comment