بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
اللهم صلي على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
من كتاب المتشابهات للامام احمد الحسن ع
سؤال (107): كيف نحارب الأنا ؟ .
الجواب:
محاربة الأنا من جهتين الأولى هي في هذا العالم الجسماني والثانية في الملكوت والعالم الروحاني، فالإنسان مركب من الجسم والروح ( أو النفس وهي الناطقة المغروسة في الجنان في أدنى مراتب الروح ).
·أما محاربة الأنا في هذا العالم الجسماني فتتم بالتحلي بمكارم الأخلاق، وأهمها الكرم، قال تعالى: ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ )[1]،
فعلى المؤمن أن ينفق في سبيل الله على الفقراء والمساكين وعلى المجاهدين، ويوفر لهم العدة اللازمة لقتال عدو الله،
وخير الكرم ما كان عن حاجة أو قلة ذات يد، ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ )،
كما على المؤمن أن لا يحب التقدم على المؤمنين أو المراكز القيادية،
ورد في الحديث عن الرسول (ص) ما معناه: ( من تقدم على قوم مؤمنين وهو يعلم أن فيهم من هو خير منه أكبه الله على منخريه في النار )، وأكتفي بهذا القدر وأترك التفريع والتفصيل للمؤمنين.
·أما محاربة الأنا في العالم الروحاني فتتم بالتدبر والتفكر، قال رسول الله (ص) لعلي (ع) ما معناه: ( يا علي ساعة تفكر خير من عبادة ألف عام )،
وتعال معي يا أخي المؤمن لنتفكر في حالنا المخزي بين يدي الله سبحانه وتعالى، وليكن أحدنا من يكون،
هب أنك أحد الثلاث مائة وثلاثة عشر،
وهب أنك أحد النقباء الإثني عشر منهم،
وهؤلاء هم خيرة من في الأرض، يقول فيهم أمير المؤمنين (ع) ما معناه: ( بأبي وأمي هم من عدة أسمائهم في السماء معروفة وفي الأرض مجهولة … )، وقالوا (ع) فيهم: ( أن الأرض تفتخر بسيرهم عليها )، وبكى لأجلهم الصادق (ع) قبل أكثر من ألف عام، ودعا لهم وقال ما معناه: ( يارب إن كنت تريد أن تعبد في أرضك فلا تسلط عليهم عدواً لك )، وقال الصادق (ع) ما معناه: ( ما كانوا كذلك لولا أنهم خلقوا من نور خلق منه محمد (ص) ومن طينة خلق منها محمد (ص) )،
فتدبر فضلهم على عامة الناس وعلى عامة شيعة أهل البيت (ع)، فالشيعة خلقوا من نورهم ومن فاضل طينتهم (ع)، وهؤلاء الشيعة المخلصون أصحاب القائم (ع) خلقوا من نور خلق منه محمد (ص)، ومن طينة خلق منها محمد (ص)، ومع هذا الفضل العظيم والمقام الرفيع ومع أنهم من المقربين ومن أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون،
ولكن تعال معي إلى عرصات يوم القيامة لنرى حالهم بل حال جميع الخلق سوى محمد (ص)،
فإذا قامت القيامة لن يجرؤ أحد على الكلام بين يدي الله، حتى يسجد محمد وحتى يحمد الله محمد وحتى يتكلم محمد (ص) ويشفع لخلق الله وعبيده، فلماذا لن يسجد ويحمد ويتكلم في ذلك الموقف أحد إلا بعد سجود وحمد وكلام محمد (ص) ؟
أمن تقصير بالخلق سوى محمد (ص) ؟؟؟ ...
أم من ظلم موجود في ساحة الله سبحانه وتعالى عن ذلك علواً عظيماً وكبيراً ؟؟
أخي العزيز:
أمير المؤمنين علي (ع) خير الخلق بعد محمد (ص) يقول: ( إلهي قد جرت على نفسي في النظر لها فلها الويل إن لم تغفر لها )،
ولو تدبرت كلامي السابق لعلمت أن أمير المؤمنين (ع) يقصد كل ما قال بكل معنى الكلمة، فما حالنا نحن ؟؟
والحق أقول لك: إن الإنسان مهما كان ذو مقام رفيع وجاه وجيه بين يدي الله سبحانه وتعالى، فعليه أن يعض على إصبعه حسرة وندماً على قلة حياءه من الله سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم الحليم الكريم ويردد هذه الكلمات يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله حتى تقوم القيامة والحمد لله وحده.
[1]- الحشر: 9.
والحمد لله رب العالمين
اللهم صلي على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
من كتاب المتشابهات للامام احمد الحسن ع
سؤال (107): كيف نحارب الأنا ؟ .
الجواب:
محاربة الأنا من جهتين الأولى هي في هذا العالم الجسماني والثانية في الملكوت والعالم الروحاني، فالإنسان مركب من الجسم والروح ( أو النفس وهي الناطقة المغروسة في الجنان في أدنى مراتب الروح ).
·أما محاربة الأنا في هذا العالم الجسماني فتتم بالتحلي بمكارم الأخلاق، وأهمها الكرم، قال تعالى: ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ )[1]،
فعلى المؤمن أن ينفق في سبيل الله على الفقراء والمساكين وعلى المجاهدين، ويوفر لهم العدة اللازمة لقتال عدو الله،
وخير الكرم ما كان عن حاجة أو قلة ذات يد، ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ )،
كما على المؤمن أن لا يحب التقدم على المؤمنين أو المراكز القيادية،
ورد في الحديث عن الرسول (ص) ما معناه: ( من تقدم على قوم مؤمنين وهو يعلم أن فيهم من هو خير منه أكبه الله على منخريه في النار )، وأكتفي بهذا القدر وأترك التفريع والتفصيل للمؤمنين.
·أما محاربة الأنا في العالم الروحاني فتتم بالتدبر والتفكر، قال رسول الله (ص) لعلي (ع) ما معناه: ( يا علي ساعة تفكر خير من عبادة ألف عام )،
وتعال معي يا أخي المؤمن لنتفكر في حالنا المخزي بين يدي الله سبحانه وتعالى، وليكن أحدنا من يكون،
هب أنك أحد الثلاث مائة وثلاثة عشر،
وهب أنك أحد النقباء الإثني عشر منهم،
وهؤلاء هم خيرة من في الأرض، يقول فيهم أمير المؤمنين (ع) ما معناه: ( بأبي وأمي هم من عدة أسمائهم في السماء معروفة وفي الأرض مجهولة … )، وقالوا (ع) فيهم: ( أن الأرض تفتخر بسيرهم عليها )، وبكى لأجلهم الصادق (ع) قبل أكثر من ألف عام، ودعا لهم وقال ما معناه: ( يارب إن كنت تريد أن تعبد في أرضك فلا تسلط عليهم عدواً لك )، وقال الصادق (ع) ما معناه: ( ما كانوا كذلك لولا أنهم خلقوا من نور خلق منه محمد (ص) ومن طينة خلق منها محمد (ص) )،
فتدبر فضلهم على عامة الناس وعلى عامة شيعة أهل البيت (ع)، فالشيعة خلقوا من نورهم ومن فاضل طينتهم (ع)، وهؤلاء الشيعة المخلصون أصحاب القائم (ع) خلقوا من نور خلق منه محمد (ص)، ومن طينة خلق منها محمد (ص)، ومع هذا الفضل العظيم والمقام الرفيع ومع أنهم من المقربين ومن أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون،
ولكن تعال معي إلى عرصات يوم القيامة لنرى حالهم بل حال جميع الخلق سوى محمد (ص)،
فإذا قامت القيامة لن يجرؤ أحد على الكلام بين يدي الله، حتى يسجد محمد وحتى يحمد الله محمد وحتى يتكلم محمد (ص) ويشفع لخلق الله وعبيده، فلماذا لن يسجد ويحمد ويتكلم في ذلك الموقف أحد إلا بعد سجود وحمد وكلام محمد (ص) ؟
أمن تقصير بالخلق سوى محمد (ص) ؟؟؟ ...
أم من ظلم موجود في ساحة الله سبحانه وتعالى عن ذلك علواً عظيماً وكبيراً ؟؟
أخي العزيز:
أمير المؤمنين علي (ع) خير الخلق بعد محمد (ص) يقول: ( إلهي قد جرت على نفسي في النظر لها فلها الويل إن لم تغفر لها )،
ولو تدبرت كلامي السابق لعلمت أن أمير المؤمنين (ع) يقصد كل ما قال بكل معنى الكلمة، فما حالنا نحن ؟؟
والحق أقول لك: إن الإنسان مهما كان ذو مقام رفيع وجاه وجيه بين يدي الله سبحانه وتعالى، فعليه أن يعض على إصبعه حسرة وندماً على قلة حياءه من الله سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم الحليم الكريم ويردد هذه الكلمات يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله حتى تقوم القيامة والحمد لله وحده.
******
[1]- الحشر: 9.
Comment