بســم الله الرحمــن الرحيــم
اللهــم صـلِ علـى محمــد وآل محمــد الأئمــه والمهدييــن وسلــم تسليمــاً كثيــراً
إنها لخسارة مروعة أن يجد الإنسان نفسه بعد أن قضى عمراً مديداً في عبادة الله تعالى والزهد عن محارمه وتمسكه بحبله المتين قد أضله هواه ليكون للشيطان تبعاً ولله عاصياً قد غرته الدنيا بما تحوي من زخارف براقة وذهب لماع قد لمع في عينيه فأنساه ذكر الله سبحانه
التاريخ مليئ بهكذا نماذج كتبت على نفسها الشقاء ورضيت بخسران الدارين بعد أن كانت سعيدة بقربها من الله تعالى مجابة الدعاء قد وصلت إلى منزلة عظيمة ودرجة رفيعة ثم ردت إلى أسفل السافلين
وبعلم بن باعوراء أحد الأمثلة ..
حسان بن ثابت ذلك الشاعر الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله ما زلت مؤيداً بروح القدس ما بقيت ناصراً لنا أهل البيت
أحد النماذج الذين حادوا عن الحق في أواخر عمرهم بعد أن لزموا الهدى وأيدوه بما آتاهم الله تعالى من موهبة شعرية سخروها في فترة من عمرهم في نشر الولاء لمن جعله الله ولياً على المؤمنين ونصيراً للدين ، قد غرتهم زخارف الدنيا بعد أن لمعت في أعينهم لتجعلهم من أهل الضلال ليخسروا بذلك الحياتين ويهوون في دركات الجحيم خالدين مخلدين
ومن النماذج الذين سقطوا على وجوههم بعد أن ساروا على هدى مستقيم
الزبير بن العوام ، الذي ما برح يذب عن بيضة الدين حتى كُسر سيفه ، قد نصر ولي الله وبايعه بعد وفاة خير المرسلين مُعرضاً عن غيره من الخلفاء ، ليكون من القلة القليلة الذين اعتصموا في بيت الزهراء عليها السلام حين هجوم القوم الغاصبين ، وإذا به بعد تلك السنين التي قضاها مُصاحباً للأمير مؤيداً له صار من الناكثين لأجل حفنة دنانير ، ليتحول من موالٍ إلى معادٍ ومحارب للأمير لتُختم حياته بشقاء وصل بها إلى اسوأ مصير
والنماذج كثيرة في هذا المجال ....
نستجير بالله تعالى من أن نشقى كما شقوا بعد أن من الله تعالى علينا بالهدى والإيمان بيماني آل محمد روحي فداه
وعلينا إن أردنا الثبات على الإيمان أن نلح على الله تعالى متضرعين بأن يُثبتنا على طاعته واجتناب معصيته والسير على منهاج أوليائه إلى آخر العمر وأن يختم لنا بخير الخواتيم
والحمـــــد لله وحــــده
Comment