بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله رب العالمين
وصلى الله على محمد وال محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
الحلقة الأخيرة لباب الغيبة
هل هناك حالات تجوز فيها الإستغابة ؟!
هناك حالات تجوز فيها الغيبة منها :
*غيبة المتجاهر بالفسق : كمن يشرب الخمر علنا .. فقد جاء في رواية :
"اذا جاهر الفاسق بفسقه فلا حرمة له ولا غيبة "
وفي رواية اخرى : " من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له "
وفي حالة المتجاهر بالفسق فالقدر المتيقن من جواز الغيبة يكون في ذكر ما يتجاهر به , أما جواز غيبته في الذنوب الأخرى المستورة فهو غير معلوم .
ونقطة اخرى مهمه هنا يجب ملاحظتها وهي أن الغيبة تجوز للمتجاهر بالفسق في صورة لو كان المتجاهر يعلم أن عمله ذنب , أما أنه لو أظهر لعمله عذرا صحيحا فإن غيبته غير جائزة .. مثل أنه يفطر في رمضان لأن حالته الصحية لا تسمح له بالصيام .
* نصح المستشير : فمن استشاره مسلم في معاملة يريد اجراءها مع شخص , وكان في ذلك الشخص عيب بحيث لو لم يذكره للمستشير لتورط بضرر ومشقة , والحقيقة أن عدم ذكر العيب هنا خيانة بالمستشير .
وهنا يجب مراعاة أمرين :
1. أن يكون الضرر في عدم ذكر العيب اكبر, أما اذا كان الأمر على عكس ذلك , يعني كان الضرر في هتك الشخص وفضحه أكبر من الضرر الذي يصل الى المستشير عند ايقاع المعاملة , فاللازم هنا الإمتناع عن ذكر العيب .
2. أن يكون مضطرا لذكر العيب من أجل عدم ايقاع المعاملة , أما اذا كان بالإمكان منع المستشير عن ايقاع المعاملة من دون ذكر العيب , بل يقول له مثلا : لا أرى صلاحا في هذه المعاملة , وكان المستشير يقبل منه ذلك , فحينئذ يجب الإكتفاء بذلك.
* الغيبة بقصد النهي عن المنكر مع اجتماع شرائطه , بمعنى انه اذا رأى منكرا من مسلم وعلم أنه سوف يتركه إذا اغتابه , أما اذا لم يغتبه فسوف يبقى مصرا عليه جاز له غيبته .
اما اذا كان يحتمل ان ذلك الشخص قد ترك المنكر ولم يصر عليه , فغيبته غير جائزه , وكلك يجب ملاحظة المفسدة الأكبر كما في البند السابق , فإذا كانت مفسدة الغيبة وهتك حرمة ذلك المؤمن ذلك المسلم اكبر من مفسدة نفس المنكر , فإن غيبته حينئذ غير جائزة , و إن علم يقينا أنه سوف يترك الذنب لو اغتابه .
* غيبة الضالين المضلين المبتدعين في دين الله , بقصد فضحهم لئلا ينخدع الناس بهم .
* غيبة الفاسق الذي نقل خبرا أو شهد شهادة بقصد أن يعرف فسقه فلا يقبل قوله .
* التظلم : اي غيبة الظالم في مقام الشكاية منه وبيان ظلمه , والأحوط الاقتصار على اظهار التظلم عند من يرجو نصرته واغاثته , وأما من يعلم بأنه لا يستطيع نصرته واغاثته فالأحوط أن لايشتكي عنده من الظالم ولا يذكر ظلمه .
مع ملاحظة هذه العباره "الإقتصار على اظهار التظلم " فقط , لا أن يهتك ستره بحجة أنه ظلمه .
* ذكر العيب الواضح المشهور , مثل غيبة الأحول والأعرج وأمثالهم , بشرط أن لايقصد بذلك الإنتقاص منهم , بل يقصد التعريف بهم , وبشرط أن لايتأذى من ذلك صاحب الوصف , أما اذا كان يتأذى من ذكره بالوصف فيجب الإمتناع عنه وتعريفه بوصف آخر .
* رد مدعي النسب زورا وكذبا , من حيث إن مصلحة حفظ الأنساب أهم من مفسدة هتك المدعي .
* إذا رأى إثنان منكرا من شخص جاز لأحدهما نقله للآخر في غياب صاحبه , إذ أن الناقل لا يكشف بذلك أمرا خفيا عن السامع , بل ينقل مارأياه معا . وقد ذكر العاملي أن الأفضل ترك مثل هذا القول خصوصا مع احتمال نسيان السامع له أو إن كان يخاف أن يشتهر الموضوع . ولكن إن تحدث الشخصين الشاهدين , بهذا الذنب بهدف الإنتقاص والإساءة للفاعل فهذا حرام .
* وبنحو اجمالي , إن كانت المصلحة في الغيبة أكثر من مفسدة هتك حرمة المؤمن - كما في الشهادة عليه - فالغيبة جائزة .
كفارة الغيبة
* الندم والتوبه والتصميم على عدم العودة لمثل هذا الذنب .
* طلب العفو من المستغاب وارضاؤه ( إن أمكن ).
* ذكره بخير مقابل استغابته قبلا .
* الإستغفار للمستغاب وأن يسأل الله جل وعلا أن يرضيه .
وهناك جواب لمولانا أحمد ع من المتشابهاث الجزء4 , تنفع لغفران الذنوب التي بينك وبين الله جل وعلا , والتي بينك وبين العباد . أعيد كتابتها - لأنها مكررة في مشاركات سابقة - لعظيم الفائدة :
سؤال/ 150: قال تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ ([195]). وقال تعالى: ﴿يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ ([196]).
فالآية الأولى تعد بمغفرة جميع الذنوب ، والثانية ببعض الذنوب ، فكيف الجمع بين الاثنين ؟
الجواب : بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين
الذنوب بينكم وبين العباد لا تغتفر، إلا بإعادة الحقوق إلى أصحابها، وتحصيل براءة الذمة منهم، هذا قانون عام ﴿يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ﴾، أي يغفر الله الذنوب التي بينكم وبينه، أما الذنوب مع العباد فلابد من تحصيل براءة الذمة، وإعادة الحقوق لأصحابها، وفي دعاء يوم الاثنين للإمام زين العابدين (ع) : (… وأسألك في مظالم عبادك عندي، فأيما عبد من عبيدك، أو أمَة من إمائك كانت له قبلي مظلمة ظلمتها إياه في نفسه أو في عرضه أو في ماله أو في أهله وولده، أو غيبة اغتبته بها، أو تحامل عليه بميل أو هوى، أو أنفة أو حمية أو رياء أو عصبية غائباً كان أو شاهداً، وحياً كان أو ميتاً، فقصرت يدي، وضاق وسعي عن ردها إليه، والتحلل منه. فأسألك يا من يملك الحاجات وهي مستجيبة لمشيئته، ومسرعة إلى إرادته أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن ترضيه عني بما شئت، وتهب لي من عندك رحمة إنه لا تنقصك المغفرة، ولا تضرك الموهبة يا أرحم الراحمين) ([197]).
أي يغفر لكم بينكم وبين العباد بالدعاء والتوسل إليه سبحانه، بأن يكون هو الذي يعيد الحقوق إلى أصحابها (إذا ضاق وسعي وقصرت يدي)، وهذا هو القانون الخاص (وبه يصبح غفران الذنوب جميعاً).
وهناك طريق لغفران الذنوب جميعاً يسير، قال تعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ ([198])، وعن أهل البيت (ع) هي: (في صلة الإمام) ([199])، وعنهم (ع) هي: (في صلة الرحم، والرحم رحم آل محمد خاصة) ([200]). فصلة الإمام يعبر عنها الله سبحانه وتعالى بأنها قرض له سبحانه وتعالى وهو الذي يسدده، وصلة الإمام تكون بصور: منها: الصلة بالمال، والصلة بالعمل معه والجهاد بين يديه باللسان والسنان لإثبات حقه (ع).
وأكيد أن العمل مع الإمام أفضل من إعطاء المال له؛ لأن العمل يرهق جسد الإنسان، وربما كان فيه هلاك جسده إذا جاهد بين يدي الإمام باللسان والسنان.
فكم هي الرحمة عظيمة إذا كان الحجة بين أظهر الناس، حيث فُتح هذا الباب العظيم، وهو أن يكون الإنسان بصلة الإمام (ع) قد أقرض الله، فيقف يوم القيامة بين يدي الله فيوفيه الله هذا القرض، وهذا العبد لو جاء بعدد رمال البر ذنوباً لغُفرت له؛ لأن له قرضاً عند الله ديان يوم الدين، وهو يعطي الكثير بالقليل، وعطاؤه بلا حساب، فيسدد الله جميع ديون هذا العبد، وذنوبه مع العباد، ويدخله الجنة بغير حساب.
أحمد الحسن
--------------------
وبذلك تم نغلق باب الغيبة ولله الحمد والمنة
وأرجو من اخوتي ان لاينسوني من دعائهم اذا استفادوا من هذه البحوث حيث "ما أبرأ نفسي فإن النفس لأمارة بالسوء الا مارحم ربي" , وأخاف أن تنطبق علي آية : " أتأمرون الناس بالبر وتنسوْن أنفسكم " , فبدعائكم اخوتي انصار الله أرجو من المولى جل وعلا أن يشملني برحمته ويخلصني من غضبه وعتابه .
المصادر
الذنوب الكبيرة لدستغيب
كشف الريبة عن احكام الغيبة للعاملي
والحمدلله رب العالمين
وصلى الله على محمد وال محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
الحلقة الأخيرة لباب الغيبة
هل هناك حالات تجوز فيها الإستغابة ؟!
هناك حالات تجوز فيها الغيبة منها :
*غيبة المتجاهر بالفسق : كمن يشرب الخمر علنا .. فقد جاء في رواية :
"اذا جاهر الفاسق بفسقه فلا حرمة له ولا غيبة "
وفي رواية اخرى : " من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له "
وفي حالة المتجاهر بالفسق فالقدر المتيقن من جواز الغيبة يكون في ذكر ما يتجاهر به , أما جواز غيبته في الذنوب الأخرى المستورة فهو غير معلوم .
ونقطة اخرى مهمه هنا يجب ملاحظتها وهي أن الغيبة تجوز للمتجاهر بالفسق في صورة لو كان المتجاهر يعلم أن عمله ذنب , أما أنه لو أظهر لعمله عذرا صحيحا فإن غيبته غير جائزة .. مثل أنه يفطر في رمضان لأن حالته الصحية لا تسمح له بالصيام .
* نصح المستشير : فمن استشاره مسلم في معاملة يريد اجراءها مع شخص , وكان في ذلك الشخص عيب بحيث لو لم يذكره للمستشير لتورط بضرر ومشقة , والحقيقة أن عدم ذكر العيب هنا خيانة بالمستشير .
وهنا يجب مراعاة أمرين :
1. أن يكون الضرر في عدم ذكر العيب اكبر, أما اذا كان الأمر على عكس ذلك , يعني كان الضرر في هتك الشخص وفضحه أكبر من الضرر الذي يصل الى المستشير عند ايقاع المعاملة , فاللازم هنا الإمتناع عن ذكر العيب .
2. أن يكون مضطرا لذكر العيب من أجل عدم ايقاع المعاملة , أما اذا كان بالإمكان منع المستشير عن ايقاع المعاملة من دون ذكر العيب , بل يقول له مثلا : لا أرى صلاحا في هذه المعاملة , وكان المستشير يقبل منه ذلك , فحينئذ يجب الإكتفاء بذلك.
* الغيبة بقصد النهي عن المنكر مع اجتماع شرائطه , بمعنى انه اذا رأى منكرا من مسلم وعلم أنه سوف يتركه إذا اغتابه , أما اذا لم يغتبه فسوف يبقى مصرا عليه جاز له غيبته .
اما اذا كان يحتمل ان ذلك الشخص قد ترك المنكر ولم يصر عليه , فغيبته غير جائزه , وكلك يجب ملاحظة المفسدة الأكبر كما في البند السابق , فإذا كانت مفسدة الغيبة وهتك حرمة ذلك المؤمن ذلك المسلم اكبر من مفسدة نفس المنكر , فإن غيبته حينئذ غير جائزة , و إن علم يقينا أنه سوف يترك الذنب لو اغتابه .
* غيبة الضالين المضلين المبتدعين في دين الله , بقصد فضحهم لئلا ينخدع الناس بهم .
* غيبة الفاسق الذي نقل خبرا أو شهد شهادة بقصد أن يعرف فسقه فلا يقبل قوله .
* التظلم : اي غيبة الظالم في مقام الشكاية منه وبيان ظلمه , والأحوط الاقتصار على اظهار التظلم عند من يرجو نصرته واغاثته , وأما من يعلم بأنه لا يستطيع نصرته واغاثته فالأحوط أن لايشتكي عنده من الظالم ولا يذكر ظلمه .
مع ملاحظة هذه العباره "الإقتصار على اظهار التظلم " فقط , لا أن يهتك ستره بحجة أنه ظلمه .
* ذكر العيب الواضح المشهور , مثل غيبة الأحول والأعرج وأمثالهم , بشرط أن لايقصد بذلك الإنتقاص منهم , بل يقصد التعريف بهم , وبشرط أن لايتأذى من ذلك صاحب الوصف , أما اذا كان يتأذى من ذكره بالوصف فيجب الإمتناع عنه وتعريفه بوصف آخر .
* رد مدعي النسب زورا وكذبا , من حيث إن مصلحة حفظ الأنساب أهم من مفسدة هتك المدعي .
* إذا رأى إثنان منكرا من شخص جاز لأحدهما نقله للآخر في غياب صاحبه , إذ أن الناقل لا يكشف بذلك أمرا خفيا عن السامع , بل ينقل مارأياه معا . وقد ذكر العاملي أن الأفضل ترك مثل هذا القول خصوصا مع احتمال نسيان السامع له أو إن كان يخاف أن يشتهر الموضوع . ولكن إن تحدث الشخصين الشاهدين , بهذا الذنب بهدف الإنتقاص والإساءة للفاعل فهذا حرام .
* وبنحو اجمالي , إن كانت المصلحة في الغيبة أكثر من مفسدة هتك حرمة المؤمن - كما في الشهادة عليه - فالغيبة جائزة .
كفارة الغيبة
* الندم والتوبه والتصميم على عدم العودة لمثل هذا الذنب .
* طلب العفو من المستغاب وارضاؤه ( إن أمكن ).
* ذكره بخير مقابل استغابته قبلا .
* الإستغفار للمستغاب وأن يسأل الله جل وعلا أن يرضيه .
وهناك جواب لمولانا أحمد ع من المتشابهاث الجزء4 , تنفع لغفران الذنوب التي بينك وبين الله جل وعلا , والتي بينك وبين العباد . أعيد كتابتها - لأنها مكررة في مشاركات سابقة - لعظيم الفائدة :
سؤال/ 150: قال تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ ([195]). وقال تعالى: ﴿يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ ([196]).
فالآية الأولى تعد بمغفرة جميع الذنوب ، والثانية ببعض الذنوب ، فكيف الجمع بين الاثنين ؟
الجواب : بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين
الذنوب بينكم وبين العباد لا تغتفر، إلا بإعادة الحقوق إلى أصحابها، وتحصيل براءة الذمة منهم، هذا قانون عام ﴿يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ﴾، أي يغفر الله الذنوب التي بينكم وبينه، أما الذنوب مع العباد فلابد من تحصيل براءة الذمة، وإعادة الحقوق لأصحابها، وفي دعاء يوم الاثنين للإمام زين العابدين (ع) : (… وأسألك في مظالم عبادك عندي، فأيما عبد من عبيدك، أو أمَة من إمائك كانت له قبلي مظلمة ظلمتها إياه في نفسه أو في عرضه أو في ماله أو في أهله وولده، أو غيبة اغتبته بها، أو تحامل عليه بميل أو هوى، أو أنفة أو حمية أو رياء أو عصبية غائباً كان أو شاهداً، وحياً كان أو ميتاً، فقصرت يدي، وضاق وسعي عن ردها إليه، والتحلل منه. فأسألك يا من يملك الحاجات وهي مستجيبة لمشيئته، ومسرعة إلى إرادته أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن ترضيه عني بما شئت، وتهب لي من عندك رحمة إنه لا تنقصك المغفرة، ولا تضرك الموهبة يا أرحم الراحمين) ([197]).
أي يغفر لكم بينكم وبين العباد بالدعاء والتوسل إليه سبحانه، بأن يكون هو الذي يعيد الحقوق إلى أصحابها (إذا ضاق وسعي وقصرت يدي)، وهذا هو القانون الخاص (وبه يصبح غفران الذنوب جميعاً).
وهناك طريق لغفران الذنوب جميعاً يسير، قال تعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ ([198])، وعن أهل البيت (ع) هي: (في صلة الإمام) ([199])، وعنهم (ع) هي: (في صلة الرحم، والرحم رحم آل محمد خاصة) ([200]). فصلة الإمام يعبر عنها الله سبحانه وتعالى بأنها قرض له سبحانه وتعالى وهو الذي يسدده، وصلة الإمام تكون بصور: منها: الصلة بالمال، والصلة بالعمل معه والجهاد بين يديه باللسان والسنان لإثبات حقه (ع).
وأكيد أن العمل مع الإمام أفضل من إعطاء المال له؛ لأن العمل يرهق جسد الإنسان، وربما كان فيه هلاك جسده إذا جاهد بين يدي الإمام باللسان والسنان.
فكم هي الرحمة عظيمة إذا كان الحجة بين أظهر الناس، حيث فُتح هذا الباب العظيم، وهو أن يكون الإنسان بصلة الإمام (ع) قد أقرض الله، فيقف يوم القيامة بين يدي الله فيوفيه الله هذا القرض، وهذا العبد لو جاء بعدد رمال البر ذنوباً لغُفرت له؛ لأن له قرضاً عند الله ديان يوم الدين، وهو يعطي الكثير بالقليل، وعطاؤه بلا حساب، فيسدد الله جميع ديون هذا العبد، وذنوبه مع العباد، ويدخله الجنة بغير حساب.
أحمد الحسن
--------------------
وبذلك تم نغلق باب الغيبة ولله الحمد والمنة
وأرجو من اخوتي ان لاينسوني من دعائهم اذا استفادوا من هذه البحوث حيث "ما أبرأ نفسي فإن النفس لأمارة بالسوء الا مارحم ربي" , وأخاف أن تنطبق علي آية : " أتأمرون الناس بالبر وتنسوْن أنفسكم " , فبدعائكم اخوتي انصار الله أرجو من المولى جل وعلا أن يشملني برحمته ويخلصني من غضبه وعتابه .
المصادر
الذنوب الكبيرة لدستغيب
كشف الريبة عن احكام الغيبة للعاملي
Comment