بسم الله الرحمن الرحيم
[IMG][/IMG]
السلطان محمود وأياد
كان (أياد) في البداية خادماً للسلطان، ومن جراء ذكائه وتضحيته أصبح من أقرب المقربين إلى السلطان محمود من بين حاشيته. وقد أدى ذلك إلى إثارة الحسد عليه من قبل الوزراء والحاشية وطفقوا يفكرون في التخلص منه والوشاية به عند السلطان.
وكانت لأياد حجرة يحرص على إقفال بابها دائماً ولا يسمح لأحد بالدخول إليها، وفي صباح كل يوم وقبل أن يذهب إلى السلطان كان أياد يحرص على دخول هذه الغرفة والمكوث فيها هنيهة ثم يغادرها ويقفل بابها إقفالا محكماً ويذهب إلى قصر السلطان.
فذهب الحساد إلى السلطان محمود وقالوا:
(إن أياداً استحوذ على كمية كبيرة من الجواهر واللآلئ وسرقها من الخزانة الملكية فأخفاها في غرفة يذهب إليها كل صباح كي يعدها جيداً ويطمئن عليها ثم يغادر الغرفة، ولا يسمح لأي شخص بدخولها).
وظلوا يشون به عند الملك ويفتعلون الأدلة الملفقة ضده حتى حملوا الملك على الشك فيه، ولذلك أصدر أمراً بأن يقوم الجلاوزة باقتحام غرفة أياد بعد تحطم بابها في وقت يكون فيه أياد جالساً عند الملك والمجيء بكل ما يعثرون عليه من الجواهر واللآلئ ووضعها بين يديه.
وهكذا حدث، فبعد أن استقر المجلس بأياد في بلاط الملك بادر الجلاوزة إلى كسر باب غرفة أياد بالفؤوس والمعاول، وحطموا قفلها ودخلوا يبحثون عن الجواهر واللآليء لكنهم لم يعثروا سوى على جلد حيوان وحذاء ممزق بالٍ. فتسرب إليهم الشك في أن يكون أياد قد أخفاها بإتقان في مكان ما، ولهذا السبب أخذوا يحفرون أرضية الغرفة وينقّبون فيها لكنهم لم يجدوا ضالّتهم المنشودة فعادوا إلى البلاط حاملين الجلد والحذاء ووضعوهما بين يدي السلطان وانصرفوا.
فأدرك السلطان أن حاشيته قد وشوا بأياد حسداً فاستدعاهم وقال لهم:
(إذا لم يعفُ عنكم أياد فاني سأعاتبكم ).
فطفق الحاشية يتوسلون بأياد ووقعوا أمام قدميه طالبين منه العفو والمعذرة، فقال لهم:
(إذا عفا عنكم السلطان وسامحكم فإنني سأعفو عنكم).
فسأل السلطان أياداً: ما سر ذهابك إلى تلك الحجرة صباح كل يوم ومكوثك فيها هنيهة؟
أجاب أياد:
"قبل أن أصبح خادماً للسلطان كنت شخصاً فقيراً ولم يكن عندي من مال الدنيا سوى هذا الحذاء والجلد. وعندما صرت مقرباً عند السلطان، وقد وضعتها في حجرة وصرت أتردد إليها صباح كل يوم كي لا تطغى نفسي ولا يصيبني الغرور ولا أغفل عن ذكر الله".
والغرض من نقل هذه القصة هو أن لا ينسى الإنسان ماضيه وحالته السابقة ويبقى وضعه وأصله في ذاكرته على الدوام، وينبغي أن يعلم أن الله قد خلقه من نطفة قذرة لا تعد شيئاً وأن كل ما لديه هو من فضل الله وعطاءه ومنّه وليس للإنسان فضل في ذلك.
المصدر
من قصص دستغيب
[IMG][/IMG]
السلطان محمود وأياد
كان (أياد) في البداية خادماً للسلطان، ومن جراء ذكائه وتضحيته أصبح من أقرب المقربين إلى السلطان محمود من بين حاشيته. وقد أدى ذلك إلى إثارة الحسد عليه من قبل الوزراء والحاشية وطفقوا يفكرون في التخلص منه والوشاية به عند السلطان.
وكانت لأياد حجرة يحرص على إقفال بابها دائماً ولا يسمح لأحد بالدخول إليها، وفي صباح كل يوم وقبل أن يذهب إلى السلطان كان أياد يحرص على دخول هذه الغرفة والمكوث فيها هنيهة ثم يغادرها ويقفل بابها إقفالا محكماً ويذهب إلى قصر السلطان.
فذهب الحساد إلى السلطان محمود وقالوا:
(إن أياداً استحوذ على كمية كبيرة من الجواهر واللآلئ وسرقها من الخزانة الملكية فأخفاها في غرفة يذهب إليها كل صباح كي يعدها جيداً ويطمئن عليها ثم يغادر الغرفة، ولا يسمح لأي شخص بدخولها).
وظلوا يشون به عند الملك ويفتعلون الأدلة الملفقة ضده حتى حملوا الملك على الشك فيه، ولذلك أصدر أمراً بأن يقوم الجلاوزة باقتحام غرفة أياد بعد تحطم بابها في وقت يكون فيه أياد جالساً عند الملك والمجيء بكل ما يعثرون عليه من الجواهر واللآلئ ووضعها بين يديه.
وهكذا حدث، فبعد أن استقر المجلس بأياد في بلاط الملك بادر الجلاوزة إلى كسر باب غرفة أياد بالفؤوس والمعاول، وحطموا قفلها ودخلوا يبحثون عن الجواهر واللآليء لكنهم لم يعثروا سوى على جلد حيوان وحذاء ممزق بالٍ. فتسرب إليهم الشك في أن يكون أياد قد أخفاها بإتقان في مكان ما، ولهذا السبب أخذوا يحفرون أرضية الغرفة وينقّبون فيها لكنهم لم يجدوا ضالّتهم المنشودة فعادوا إلى البلاط حاملين الجلد والحذاء ووضعوهما بين يدي السلطان وانصرفوا.
فأدرك السلطان أن حاشيته قد وشوا بأياد حسداً فاستدعاهم وقال لهم:
(إذا لم يعفُ عنكم أياد فاني سأعاتبكم ).
فطفق الحاشية يتوسلون بأياد ووقعوا أمام قدميه طالبين منه العفو والمعذرة، فقال لهم:
(إذا عفا عنكم السلطان وسامحكم فإنني سأعفو عنكم).
فسأل السلطان أياداً: ما سر ذهابك إلى تلك الحجرة صباح كل يوم ومكوثك فيها هنيهة؟
أجاب أياد:
"قبل أن أصبح خادماً للسلطان كنت شخصاً فقيراً ولم يكن عندي من مال الدنيا سوى هذا الحذاء والجلد. وعندما صرت مقرباً عند السلطان، وقد وضعتها في حجرة وصرت أتردد إليها صباح كل يوم كي لا تطغى نفسي ولا يصيبني الغرور ولا أغفل عن ذكر الله".
والغرض من نقل هذه القصة هو أن لا ينسى الإنسان ماضيه وحالته السابقة ويبقى وضعه وأصله في ذاكرته على الدوام، وينبغي أن يعلم أن الله قد خلقه من نطفة قذرة لا تعد شيئاً وأن كل ما لديه هو من فضل الله وعطاءه ومنّه وليس للإنسان فضل في ذلك.
المصدر
من قصص دستغيب
Comment