إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

ارجو المشاركة في الإجابة .. مهم

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • ya howa
    مشرف
    • 08-05-2011
    • 1106

    ارجو المشاركة في الإجابة .. مهم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمدلله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وال محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
    قيل :
    إن رجلاً فقيراً معدوما ومعه ابنه الصغير , قد سكنا في بيت خربة في مكان ناءٍ . وفي هذه الخربة أعطاب ومشاكل كثيرة ، وفيها جحور حيات وعقارب و حواليهم سباع ضارية ، فكانت الأخطار محدقة بهم من كل جانب .
    فعرف بحاله رجل حكيم جليل ، ذو ثروة وحشمة وخدم وقصور عالية ورتب سامية ، فرّق قلبه رحمة لهذا الرجل ولولده ، فأرسل إليه بعض غلمانه فقال للفقير :
    " إن سيدي يقول لك : إني قد أشفقت عليك من هذه الخربة ، وانا خائف عليك وعلى ولدك من هذه الأخطار المحدقة بكم ، وقد خصصت قصرا لإبنك ، ليعيش فيه ، وخصصت جارية حنونه بل عدة جواري يخدمون ابنك ويقضون له حوائجه , إلى ان تنهي عملك الذي تقوم به في تلك الخربة .. ، ثم أقدم الينا ، و سأنزلك مع ابنك في القصر ، بل في قصر أحسن من قصره "
    .
    فأجاب الرجل الفقير الغلام الذي أرسله الرجل الجليل :
    " قل لسيدك , أنا لا أرضى بذلك ، لا اريد أن يفارقني ولدي في هذه الخربة ،
    لا لعدم وثوقي بك كرجل سخي وكريم ،
    ولا زهداً مني في دارك وقصرك ،
    ولا لأنني لاأخاف على ولدي من أخطار هذه الخربة ،
    فقط
    لأني لاأحب أن يفارقني ولدي ولو للحظة . يصعب علي ذلك."
    أيها القارئ الكريم
    ما رأيك بهذا الرجل الفقير؟
    ارجو الإجابة والمشاركة .. ولكن احذر....
    كن منصفا في إجابتك
    لأنها قد تكون حجة عليك يوم القيامة

    وإلى حلقة أخرى بحول الله وقوته ................
    نزل صامتاً، وصلب صامتاً، وقـُتل صامتاً، وصعد الى ربه صامتاً، هكذا إن أردتم أن تكونوا فكونوا...
  • صبر العقيلة
    عضو مميز
    • 30-12-2011
    • 1333

    #2
    رد: ارجو المشاركة في الإجابة .. مهم


    بســم الله الرحمــن الرحيــم
    اللهــم صـلِ علـى محمــد وآل محمــد الأئمــه والمهدييــن وسلـم تسليمــاً كثيــراً

    وفقكــي الله لخيــر الدنيــآ والآخــره
    موضــوع جميــل جــداً
    رجل محب لأبنه عطوف عليه ولا يستطيع الابتعاد عنه

    هذه القصـه قلبت مواجعي في فقــدي لسيــدي ومــولآي وأبــي
    فحال ذلك الفقير كحال سيدي ومولاي يماني آل محمد عندما قال سلآم لشهدآء الحق في هذآ الزمآن سلآم عليكم أيهآ الأطهآر يآمن عبرتم إلى النور لا ينقطع حزننآ عليكم لا والله فحزني على فقدكم كمآ قآل القآئل في رثآء أمير المؤمنين كمن ذبح وحيدهآ في حجرهآ .

    الســـلآآآم عليـــك يـآ سيــدي ومــولآي أحمــــد روحـــي فـــدآك
    واللـــه اشتقــت لرؤيتـــك





    والحمــــد لله وحــــده





    مـآ طـآح العلـم بالكَـآع ... حضـر سـآعتهـآ مهدينـآ
    وطــخ للكَـآع ابـو صـآلـح ... وشـآل العلـم بيمينـه
    وانطــه عهـد يـآخـذ الثـآر ... واحنـه الثـآر تـآنينـه

    نصــــر مـن الله وفتـــح قريـــــب

    Comment

    • ya howa
      مشرف
      • 08-05-2011
      • 1106

      #3
      رد: ارجو المشاركة في الإجابة .. مهم

      بسم الله الرحمن الرحيم
      والحمدلله رب العالمين
      وصلى الله على محمد وال محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
      اعتذر منكم اخوتي
      يبدو اني لم استطع توضيح الفكرة
      ____رجل لديه مهمة في مكان خطر جدا ومقفر والظروف أجبرته أن يأخذ ولده الصغير معه
      فيمر عليه رجل جليل القدر وذو سعة
      قيرق قلبه لحال الرجل وولده
      فيقترح على الرجل"" أن يأخذ ابنه الى قصره, ويوّكل له جارية حنونه تتولى جميع شئونه , بدلا من عذاب الصغير بالبرد والجوع في هذا المكان الموحش الخطر
      فإذا انهى عمله من هذا المكان الخطر فليقدم عليه وسيسكنه في قصره عند ولده معززا مكرما""
      فيرفض الرجل الفقير هذا العرض الرحيم والسخي ..
      لالشئ فقط لأنه لايطيق فراق ولده
      راضيا بشقاء ولده جوعا وبردا وخوفا
      وراضيا لتعرضه لتلك الأخطار من الافاعي والعقارب والسباع والتي قد تقتله في اي لحظة
      ما رأيكم بهذا الرجل ؟
      لابد وأنكم ستقولون عنه أناني ومحب لذاته..
      هذا المثل اخوتي الكرام ضُرب للحياة الدنيا وما فيها من افات وفتن وعذاب والانسان مبتلى بها . وقد يكرمه رب العالمين بأخذ ولده منه وهو صغير وقبل التكليف فيدخله الجنة حتما لأنه يكون بلا ذنب , و ويسكن الصغير قصرا و يوّكل له حور العين لتتكفل شئونه ويكون في كفالة فاطمة الزهراء عليها السلام , الى حين ورود الرجل الى الآخره , فتلحق الزهراء ع الولد بأبيه ويسكنه الله معه بالقصر او قصرا اخر بقربه.. هكذا ورد في الروايات عمّن يصبر على فقط طفله في الحياة الدنيا
      فالرجل الذي يرفض هذا الشيء مثله كمثل هذا الرجل الأناني الذي لايقبل براحة ابنه من بلاءات الدنيا وعذاباتها و((فتنها)) التي قد تجعل مصير ابنه للكفر او الشرك بالله العظيم فالنار , ليس لأنه لايثق بما وعده رب العالمين من أجر وثواب .. بل لمجرد أنه لايطيق فراق ابنه ..
      فمن باب اولى , ليس فقط أن يسلّم ويرضى بالقضاء بموت ابنه , بل وان يشكر الله عزوجل على هذه النعمة التي انعم على ابنه وعليه بها ..
      قد تستغربون من هذا المثل وهذه الطريقة بالتفكير عمّن يفقد أحد ابناءه الصغار في الحياة الدنيا
      وقد تستغربون أكثر حينما تعلمون أن كاتب هذا المثل هو رجل فَقَدَ ما يناهز العشرة من أولاده وجميعهم عمرهم لايتعدى الخامسة من السنين
      انه الشيخ الجليل
      الشيخ زين الدين بن علي بن أحمد العاملي الجبعي المعروف بالشهيد الثاني
      وقد أورد هذا المثال في كتابه مسكّن الفؤاد عند فقد الأحبة والأولاد
      وقد أحببت أن أنزل مقدمة كتابه بالمنتدى كشاهد حي للتسليم لقضاء الله عزوجل .. رزقنا اياكم ذلك بحق الطاهرين ..
      كتب في مقدمة الكتاب
      وهذا الجزء الأول من المقدمة
      ---
      <<<وبعد :
      فلما كان الموت هو الحادث العظيم ، والأمر الذي هو على تفريق الأحبة مقيم ، وكان فراق المحبوب يعد من أعظم المصائب ، حتى يكاد يزيغ له قلب ذي العقل ، والموسوم بالحدس الصائب ، خصوصاً ومن أعظم الأحباب الولد ، الذي هو
      مهجة الألباب ؛ ولهذا رتب على فراقه جزيل الثواب ، ووعد أبواه شفاعته فيهما يوم المآب .
      فلذلك جمعت في هذه الرسالة جملة من الآثار النبوية ، وأحوال أهل الكمالات العلية ، ونبذة من التنبيهات الجلية ، ما ينجلي به ـ إن شاء الله تعالى ـ الصدأ عن قلوب المحزونين ، وتنكشف به الغمة عن المكروبين ، بل تبتهج به نفوس العارفين ، ويستيقظ من اعتبره من سنة الغافلين ، وسميتها (مسكن الفؤاد عند فقد الأحبة والاولاد) ورتبتها على مقدمة ، وأبواب ، وخاتمة.
      أمّا المقدمة : فاعلم أنه ثبت أن العقل هو الآلة التي بها عرف الله سبحانه ، وحصل به تصديق الرسل والتزام الشرائع ، وأنه المحرض على طلب الفضائل ، والمخوف من الإتصاف بالرذائل ، فهو مدبر أمر الدارين ، وسبب لحصول الرئاستين ، ومثله كالنور في الظلمة ، فقد يقل عند قوم ، فيكون كعين الأعشى ، ويزيد عند آخرين ، فيكون كالنهار في وقت الضحى.
      فينبغي لمن رزق العقل أن لا يخالفه فيما يراه ، ولا يخلد إلى متابعة غفلته وهواه ، بل يجعله حاكماً له وعليه ، ويراجعه فيما يرشده إليه ، فيكشف له حينئذ ما يوجب الرضا بقضاء الله سبحانه وتعالى ، سيما فيما نزل به من هذا الفراق ، من وجوه كثيرة ، نذكر بعضها : >>>>> نهاية الجزء الاول من مقدمة الكاتب
      والى حلقة اخرى انشاءالله لنكمل مايقوله أب انكوى قلبه لمرات ومرات بفراق اولاده الصغار
      Last edited by ya howa; 17-03-2012, 15:29.
      نزل صامتاً، وصلب صامتاً، وقـُتل صامتاً، وصعد الى ربه صامتاً، هكذا إن أردتم أن تكونوا فكونوا...

      Comment

      • لبيك_أحمد
        مشرف
        • 14-08-2009
        • 731

        #4
        رد: ارجو المشاركة في الإجابة .. مهم

        الحمد لله على كل حال ..

        انها دنيا الامتحان فاحرصوا أن يختم لكم بخير
        قال الامام احمد الحسن (ع) المنقذ العالمي لكل الناس

        أدعو كل عاقل يطلب الحقيقة ليحمل فأساً كما حمله ابراهيم (ع) ويحطم كل الأصنام التي تعبد من دون الله بما فيها الصنم الموجود بين جنبيه وهو الأنا .

        [/CENTER]

        Comment

        • ya howa
          مشرف
          • 08-05-2011
          • 1106

          #5
          رد: ارجو المشاركة في الإجابة .. مهم

          بسم الله الرحمن الرحيم

          الجزء الثاني

          "....

          الاول : إنك نظرت إلى عدل الله وحكمته ، وتمام فضله ورحمته ، وكمال عنايته ببريته ، إذا أخرجهم إد من العدم ، وأسبغ عليهم جلائل النعم ، وأيدهم بالالطاف ، وأمدهم بجزيل المعونة والإسعاف ، كلى الوجول ذلك ليأخذوا حظهم من السعادة الأبدية والكرامة السرمدية ، لا لحاجة منه إليهم ، ولا لاعتماد في شيء من أمره عليهم ؛ لأنه الغني المطلق ، والجواد المحقق.
          وكلفهم بالتكاليف الشاقة ، والاعمال الثقيلة ؛ يأخذوا منه حظاً وأملاً وليبلوهم أيهم أحسن عملاً ، وما فعل ذلك إلا لغاية منفعتهم ، وتمام مصلحتهم ، وأرسل إليهم الرسل مبشرين ومنذرين ، وأنزل عليهم الكتب ، وأودعها ما فيه بلاغ للعالمين.
          وتحقيق هذا المرام مستوفى في باب العدل من علم الكلام.
          وإذا كانت أفعاله ـ تعالى وتقدس ـ كلها لمصلحتهم ، وما فيه تمام شرفهم ، والموت من جملة ذلك كما نطق به الوحي الإلهي في عدة آيات ، كقوله تعالى : ( وما كان لنفس ان تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلاً ) ، ( قل لو كنتم في بيوتكم لبرز إليكم الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم ) ، ( أين ما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ) ، ( الله يتوفى الانفس حين موتها ) ، إلى غير ذلك من الآيات.
          فلولا أن في ذلك غاية المصلحة ، ونهاية الفائدة للعبد الضعيف الغافل عن مصلحته ، التائه في حيرته وغفلته ، لما فعله الله تعالى به ؛ لما قد عرفت من أنه أرحم الراحمين ، وأجود الأجودين ، فإن حدثتك نفسك بخلاف ذلك فاعلم أنه الشرك الخفي ، وإن أيقنته ولم تطمئن نفسك وتسكن روعتك فهو الحمق الجلي.
          وإنما نشأ ذلك من الغفلة عن حكمة ( الله تعالى ) في بريته ، وحسن قضائه في خليقته ، حتى أن العبد ليبتهل ويدعو الله تعالى أن يرحمه ، ويجيب دعائه في أمثال ذلك ، فيقول الله تعالى لملائكته : كيف أرحمه من شيء به أرحمه !‍ فتدبر ـ رحمك الله تعالى ـ في هذه الكلمة الإلهية ، تكفيك في هذا الباب إن شاء الله تعالى.

          الثاني : أنه إذا نظرت إلى أحوال الرسل عليهم السلام ، وصدقتهم فيما أخبروا به من الامور الدنيوية والاخروية ، ووعدوا به من السعادة الأبدية ، وعلمت أنهم إنما أتوا أتوا بما أتوا به عن الله جل جلاله ، ( واعتقدت أن قولهم ) معصوم عن الخطأ ، محفوظ من الغلط والهوى ، وسمعت ما وعدوا به من الثواب على أي نوع من أنواع المصاب كما ستراه وتسمعه ، سهل عليك موقعه ، وعلمت أن لك في ذلك غاية الفائدة ، وتمام السعادة الدائمة ، وأنك قد أعددت لنفسك كنزاً من الكنوز مذخوراً ، بل حرزاً ومعقلاً وجنة
          ( من العذاب الأليم والعقاب العظيم ) (1) ، الذي لا يطيقه بشر ، ولا يقوى به أحد ، مع أن ولدك مشاركك في هذه السعادة ، فقد فزت أنت وهو ، فلا ينبغي أن تجزع.

          ومثل نفسك : أنه لو دهمك أمر عظيم ، أو وثب عليك سبع أو حية ، أو هجمت عليك نار مضرمة ، وكان عندك أعز أولادك ، وأحبهم إلى نفسك ، وبحضرتك نبي من الأنبياء ، لا ترتاب في صدقه ، وأخبرك : أنك إن افتديت بولدك سلمت أنت وولدك ، وإن لم تفعل عطبت ، و ( الحال أنك ) لا تعلم هل يعطب ولدك ، أو يسلم ؟
          أيشك عاقل أن الإفتداء بالولد الذي يتحقق معه سلامة الولد ، ويرجى معه ـ أيضاً ـ سلامة الوالد ، هو عين المصلحة ، وأن عدم ذلك ، والتعرض لعطب الأب والولد هو عين المفسدة ! بل ربٌما قدٌم كثير من النٌاس نفسه على ولده ، وافتدى به وإن تيقٌن عطب الولد ، كما اتفق ذلك في المفاوز والمخمصة
          هذا كله في نار وعطب ينقضي ألمه في ساعة واحدة ، وربما ينتقل بعده إلى الراحة والجنة ، فما ظنك بألم يبقى أبد الآباد ، ويمكث سنين !؟ وإن يوماً عند ربك منها كألف سنة مما تعدون ، ولو رآها أحدنا ، وأشرف عليها ، لود أن يفتدي ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه ومن في ألارض جميعاً ثم ينجيه كلا إنها لضى نزاعة للشوى تدعو من أدبر وتولى وجمع فأوعى .
          ومن هنا جاء ما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله ، أنه قال لعثمان بن مظعون رضي الله عنه ، وقد مات ولده ، فاشتد حزنه عليه : « يا ابن مظعون ، إن للجنة ثمانية أبواب ، وللنار سبعة أبواب ، أفما يسرك أن لا تأتي باباً منها إلا وجدت ابنك الى جنبه ، آخذاً بحجزتك يستشفع لك إلى ربك ، حتى يشفعه الله تعالى ؟ ».
          وسيأتي له نظائر كثيرة إن شاء الله.
          الثالث : إنك تحب بقاء ولدك لينفعك في دنياك ، أو في آخرتك ، ولا تريد
          في الأغلب بقاءه لنفسه ، فإن هذا هو المجبول عليه طبع الخلق ، ومنفعته لك على تقدير بقائه غير معلومة ، بل كثيراً ما يكون المظنون عدمها ، فإن الزمان قد صار في آخره ، والشقوة والغفلة قد شملت أكثر الخلائق ، وقد عز السعيد ، وقل الصالح الحميد ، فنفعه لك ـ بل لنفسه ـ على تقدير بقائه غير معلوم ، وانتفاعه الآن وسلامته من الخطر ونفعه لك قد صار معلوماً ، فلا ينبغي أن تترك الأمر المعلوم لأجل الأمر المظنون بل الموهوم ، وتأمل أكثر الخلف لأكثر السلف ، هل تجد منهم نافعاً لأبويه إلا أقلهم ، أو مستيقظاً إلا أوحديّهم حتى إذا رأيت واحداً كذلك ، فعد ألوفاً بخلافه. وإلحاقك ولدك الواحد بالفرد النادر الفذ دون الأغلب الكثير ، عين الغفلة والغباوة ، فإن الناس بزمانهم أشبه منهم بآئهم. كما ذكره سيد الوصيين ، وترجمان رب العالمين ، صلوات الله عليه وسلامه عليه.
          مع ان ذلك الفرد الذي تريد مثله ، إنما هو صالح نافع بحسب الظاهر ، وما الذي يدريك بباطنه وفساد نيته وظلمه لنفسه ؟ ! فلعلك لو كشفت عن باطنه ، ظهر لك أنه منطو على معاصي وفضائح ، لا ترضاها لنفسك ولا لولدك ، وتتمنى أن ولدك لو كان على مثل حالته يموت فإنه خير له.
          هذا كله إذا كنت تريد أن تجعل ولدك واحداً في العالمين ، وولياً من الصالحين ، فكيف وأنت لا تريده إلا ليرث بيتك ، أو بستانك ، أو دوابك ، وأمثال ذلك من الأمور الخسيسة الزائلة عما قريب ! وتتركه يرث الفردوس الأعلى في جوار اولاد النبيين والمرسلين ، مبعوثاً مع الآمنين الفرحين ، مربىً إن كان صغيراً في حجر سارة اُم النبيين ، كما وردت به الأخبار عن سيد المرسلين (2) ، ما هذا إلا معدود من السفه لو عقلت !.
          ولو كان مرادك أن تجعله من العلماء الراسخين والصلحاء المتقين ، وتورثه علمك وكتبك وغيرها من أسباب الخير ، فاذكر ايضاً أن ذلك كله لو تم معك ، فما وعد الله تعالى من العوض على فقده أعظم من مقصدك ، كما ستسمعه إن شاء الله تعالى.
          مثل ما رواه الصدوق ، عن الصادق عليه السلام : « ولد واحد يقدمه الرجل ،
          أفضل من سبعين ولداً يبقون بعده ، يدركون القائم عليه السلام »
          واعتبر أنه لو قيل : إن رجلاً فقيراً معه ولد عليه خلقان الثياب ، قد أسكنه في خربة مقفرة ذات آفات كثيرة ، وفيها بيوت حيات وعقارب وسباع ضارية ، وهو معه على خطر عظيم ، فاطلع عليه رجل حكيم جليل ، ذو ثروة وحشمة وخدم وقصور عالية ورتب سامية ، فرّق لهذا الرجل ولولده ، فأرسل إليه بعض غلمانه : إن سيدي يقول لك : إني قد رحمتك مما بك في هذه الخربة ، وهو خائف عليك وعلى ولدك ( من العاهات ) ، وقد تفضلت عليك بهذا القصر ، ينزل به ولدك ، ويوكل به جارية عظيمة من كرائم جواريه تقوم بخدمته إلى ان تقضي أنت أغراضك التي في نفسك ، ثم إذا قدمت ، وأردت الإقامة أنزلتك معه في القصر ، بل في قصر ، بل في قصر أحسن من قصره.
          فقال الرجل الفقير : أنا لا أرضى بذلك ، ولا يفارقني ولدي في هذه الخربة ، لا لعدم وثوقي بالرجل الباذل ، ولا زهداً مني في داره وقصره ، ولا لأماني على ولدي في هذه الخربة ، بل طبعي اقتضى ذلك ، وما أريد أن أخالف طبعي.
          أفما كنت ـ أيها السامع لوصف هذا الرجل ـ تعده من أدنياء السفهاء وأخساء الأغبياء ؟ ! فلا تقع في خلق لا ترضاه لغيرك ، فإن نفسك أعز عليك من غيرك.
          واعلم ان لسع الافاعي ، وأكل السباع ، وغيرهما من آفات الدنيا لا نسبة لها إلى أقل محنة من محن الآخرة المكتسبة في الدنيا ، بل لا نسبة لها إلى إعراض الحق سبحانه ، وتوبيخه ساعة واحدة في عرصة القيامة ، أو عرضة واحدة على النار مع الخروج منها بسرعة.
          فما ظنك بتوبيخ يكون ألف عام ، أو أضعافه ، وبنفحة من عذاب جهنم يبقى ألمها ألف عام ، ولسعة من حياتها وعقاربها يبقى ألمها أربعين خريفاً ! وأي نسبة لأعلى قصر في دار الدنيا ، إلى أدنى مسكن في الجنة ! وأي مناسبة بين خلقان الثياب في الدنيا )إلى فاخرها إلى أعلى ما في الدنيا ، بالإضافة إلى سندس الجنة وإستبرقها ، وهلم جرا إلى ما فيها من النعيم المقيم ؟ !
          بل لو تأملت بعين بصيرتك في هذا المثل ، وأجلت فيه رؤيتك ، علمت أنّ ذلك الكريم الكبير ، بل جميع العقلاء لا يرضون من ذلك الفقير بمجرد تسليم ولده ورضاه بأخذه ، بل لا بدّ في الحكمه من حمده عليه وشكره عليه وشكره ، وإضهار الثناء عليه بما هو أهله ؛ لأن ذلك هو مقتضى حق النعمة."
          ----------------
          نزل صامتاً، وصلب صامتاً، وقـُتل صامتاً، وصعد الى ربه صامتاً، هكذا إن أردتم أن تكونوا فكونوا...

          Comment

          Working...
          X
          😀
          🥰
          🤢
          😎
          😡
          👍
          👎