بسم الله الرحمن الرحيم
ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
كيف أصل لمقام الرضا والتسليم لله عزوجل ؟ الحلقة 1
المصدر : " كتاب الطريق إلى الله للبحراني "
مقدمة
لماذا الغفلة عن ما بعد الموت ؟!
---------------------------------
أخي الكريم
الرحلة إلى الآخرة صعبة ولا يعرف مدى صعوبتها وشدة أهوالها إلا العالِمين بها , فمن سكرات الموت ....الى الصراط . رحلة طويلة شاقة ذات منازل مهولة مخيفة يصعب وصفها لأنها تفوق مخيلتنا وتصورنا فهي من نوع آخر لايفقهه إلا العارفين (1). وهذه الرحلة لابد أن يسلكها الجميع وأنت أيها القارئ الكريم أحد هؤلاء السالكين حتما .... من كلام أمير المؤمنين عليه السلام : " آه آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق " ... إذا كان أمير المؤمنين ع يتأوه من وحشة الطريق وقلة الزاد فأي حال سيكون حالنا نحن ؟ ...نعم أخي حينما تلتفت لما ينتظرك بعد الموت (2) وأنت وحيد فريد في في حفرتك الأحدية التي كل بعيد عندها قريب , وكل صعب عندها سهل , ونسبة الأشياء إليها سواء , تهون عليك الدنيا بأسرها بهمومها وغمومها
روي أنه حينما تدفن في حفرتك , وييأس منك أهلك , ويقومون من عند قبرك , ويتركوك وحيدا في ظلمتك , يأتيك النداء الإلهي :
" عبدي ... أهلك تركوك .. وفي التراب دفنوك .. ولو ظلوا معك ما نفعوك .. ولم يبق معك إلا أنا .. وأنا الحي الذي لايموت "
ما نسبة غم الدنيا الى غم الآخرة ؟!
------------------------------
أخي الكريم
فأين الهمّ والغمّ في هذه الدنيا نسبة إلى ذاك الهم والغم ؟!..
وما قيمة الشيء المأسوف عليه في هذه الدنيا نسبة إلى قيمة ما فاتك هناك ؟!
وأي حسرة وألم في هذه الدنيا تضاهي حسرتك وألمك هناك ؟!
واود أن ألفت انتباهك أخي الكريم لشيء قد تكون غفلت عنه في زحام هموم هذه الدنيا :
ما فاتك من هذه الحياة الدنيا لايعود .. ولكن الله وعدك بالجزاء الحسن على صبرك عند البلاء , فقد يخلفك بأضعاف مضاعفة فتكون خسارتك في هذه الحياة الدنيا تجارة وربح في الآخرة .. حيث خسرت واحدا , ولكن الله سيعوضك بألف إن لم يكن بآلاف ...
ولكن ماتفعل بخسارة الآخرة ؟ .. فلا عوض لها .. أم ستقول كما يقول الكفرة : " رب ارجعون لعلى أعمل صالحا فيما تركت ... قال كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون " ...؟!
والله أخي أن هذا هو الهم الحقيقي الذي يشيب له الصغير ... عالم ما بعد الموت
أليس الله بكافٍ عبده ؟!
--------------------
أما دنياك هذه فقد تكفل الله لك بكل شيء فيها : أما رزقك فمقسوم ,,
و أما العسره فقد جعل الله معه يسرين (فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ) والإثنان يغلبان الواحد كما روي عن رسول الله ص
.. وأما البلاء فقد وعدنا أهل البيت ع أن : ما من بلاء إلا ونزّل الله الصبر قبله على قلبك ..
ومهما كانت نتيجة البلاء مادام لم يخرج من فمك مالايليق فأنت مأجور ..
وما هذه الحياة الدنيا إلا دار امتحان وبلاء يستوي فيها الصالح والطالح والعاقبة للمتقين .. ولاتنسى أثر الدعاء والصدقة وصلة الرحم والتوسل بالأئمة وقضاء حاجة الإخوان وغيرها من أشياء تخفف من كل صعب ...
فما هو مطلوبٌ منك في هذه الحياة الدنيا إلا العزم على العمل ,, لأن حتى التوفيق لإنجاز العمل من الله ..
الهموم تظلم القلب
----------------
فلماذا الهم والغم والحزن والأسف ؟
فإذا كنت تريد أن تصل لمقام التسليم لأمر الله أخي الحبيب
لابد وأن تخلي قلبك من الهموم والغموم الدنيوية .. حتى تصير عندك مساحة للتوجه إلى الله عزوجل
فإنّ واردة الهموم أعظم شيءٍ إفساداً للقلب ، والقلب وقت اشتغاله بها يكون معرضٌ عن ربه ، مشغولٌ عن التوجّه إليه سبحانه بما فيه من الهموم والأحزان ، فتظلم أقطار القلب وجوانبه بإعراضه عن باريه ، وتنهدّ بُنية الجسد ، وربما سبب الى مرضك مرضاً شديداً ، يؤدي إلى الهلاك والعطب.
فالقلب إذا توجّه إلى ذكر الله ، وعطفه ولطفه ، ورأفته ورحمته ، فرّت عنه الهموم والأحزان والغموم
..
فيا أخي !.. لا راحة للقلب حقيقة إلا عند ذكر الله ، ,,,,
ولا اضطراب له إلا عند التفات النفس إلى عالم الضيق أعني هذه الحياة الدنيا، .
فالإعراض عن الهموم ....
يكون سبب للتوجّه إلى الحيّ القيوم ،,,,
أو يكون سبب " للتذكر" .. الذي يهوّن الهموم ، ويكشف الغموم.
فأول نقطة تؤدي إلى تحصيل التسليم لله ، هو إلقاء الهموم والغموم عن القلب ،
وتفريغ البال للتوجّه إلى حضرة ذي الجلال.
فعند ذلك نشاهد ألطافه بنا ، و نلمس ضمانه جل وعلا لنا بالكفاية في جميع أمورنا الكلية والجزئية ، وهو قوله عزّ وجلّ :
أليس الله بكاف عبده (3)..
فأخي الحبيب تدبر في هذه الأبيات التي وردت من إمامك الحسن المجتبى ع والتي علمها لأحد المؤمنين في عالم الرؤيا .. احفظها .. ردّدها بينك وبين نفسك :
كن عن همومك معرضا ----- وكل الامور الى القضاء
فلربما اتسع المضــيق ----- ولربما ضاق الفــضاء
ولرب امر مســـخط ------ لك في عواقـبه رضا
الله يفــــعل ما يشاء ----- فلا تكن مـــعترضا
الله عودك الجمــــيل ----- فقس على ما قد مضى
اذاً اخي الحبيب ( واعتذر من كثرة التكرار) أول خطوة للتسليم هو تفريغ القلب من هموم الدنيا الوهمية .. حتى تستطيع التوجه إلى ربك ..
وإلى حلقة أخرى بتوفيقه جل وعلا
-------------------------------------------------------------------------------------
(1) حالنا في تخيل عالم الآخرة , كحال الجنين وهوفي بطن أمه .. هل تعتقد أنه يستطيع بخياله أن يستوعب التنوع الذي في الدنيا ؟!
(2) ابحث عن عالم ما بعد الموت لتزداد معرفة ويقين .
(3) ومن عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه ... وهذه قصة جميلة في هذا الباب (كفاية الله عبده المؤمن) ,,, وما يلّقاها إلا ذوحظ عظيم :
قال الهادي (ع) عن آبائه (ع) : إنّ رسول الله (ص) كان من خيار أصحابه عنده أبو ذر الغفاري ، فجاءه ذات يوم فقال :
يا رسول الله !.. إنّ لي غنيمات قدر ستين شاة ، فأكره أن أبدو (أي يذهب بها للبادية) فيها وأفارق حضرتك وخدمتك ، وأكره أن أكلها إلى راع فيظلمها ويسيء رعايتها ، فكيف أصنع ؟..
فقال رسول الله (ص) : ابدُ فيها .. فبدا فيها ، فلما كان في اليوم السابع جاء إلى رسول الله (ص) ، فقال رسول الله (ص) : يا أبا ذر ، قال : لبيك يا رسول الله !.. قال : ما فعلت غنيماتك ؟.. قال : يا رسول الله !.. إنّ لها قصة عجيبة ، قال : وما هي ؟..
قال : يا رسول الله !.. بينا أنا في صلاتي إذ عدا الذئب على غنمي ، فقلت :
يا ربّ !.. صلاتي ، ويا ربّ !.. غنمي ، فآثرت صلاتي على غنمي . وأخطر الشيطان ببالي : يا أبا ذر !.. أين أنت إن عدت الذئاب على غنمك وأنت تصلي فأهلكتها ، وما يبقى لك في الدنيا ما تتعيّش به ؟.. فقلت للشيطان : يبقى لي توحيد الله تعالى والإيمان برسول الله (ص) ، وولاية أخيه سيد الخلق بعده علي بن أبي طالب (ع) ، ومولاة الأئمة الهادين الطاهرين من ولده ، ومعاداة أعدائهم ، وكل ما فات من الدنيا بعد ذلك سهل ، فأقبلت على صلاتي ، فجاء ذئبٌ فأخذ حملاً فذهب به وأنا أحسّ به ، إذ أقبل على الذئب أسدٌ فقطعه نصفين ، واستنقذ الحمل وردّه إلى القطيع .....
فلما جاء أبو ذر إلى رسول الله (ص) قال له رسول الله (ص) : يا أبا ذر !.. إنك أحسنت طاعة الله فسخّر الله لك من يطيعك في كفّ العوادي عنك ، فأنت من أفاضل مَن مدحه الله عزّ وجلّ بأنه يقيم الصلاة .
ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
كيف أصل لمقام الرضا والتسليم لله عزوجل ؟ الحلقة 1
المصدر : " كتاب الطريق إلى الله للبحراني "
مقدمة
لماذا الغفلة عن ما بعد الموت ؟!
---------------------------------
أخي الكريم
الرحلة إلى الآخرة صعبة ولا يعرف مدى صعوبتها وشدة أهوالها إلا العالِمين بها , فمن سكرات الموت ....الى الصراط . رحلة طويلة شاقة ذات منازل مهولة مخيفة يصعب وصفها لأنها تفوق مخيلتنا وتصورنا فهي من نوع آخر لايفقهه إلا العارفين (1). وهذه الرحلة لابد أن يسلكها الجميع وأنت أيها القارئ الكريم أحد هؤلاء السالكين حتما .... من كلام أمير المؤمنين عليه السلام : " آه آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق " ... إذا كان أمير المؤمنين ع يتأوه من وحشة الطريق وقلة الزاد فأي حال سيكون حالنا نحن ؟ ...نعم أخي حينما تلتفت لما ينتظرك بعد الموت (2) وأنت وحيد فريد في في حفرتك الأحدية التي كل بعيد عندها قريب , وكل صعب عندها سهل , ونسبة الأشياء إليها سواء , تهون عليك الدنيا بأسرها بهمومها وغمومها
روي أنه حينما تدفن في حفرتك , وييأس منك أهلك , ويقومون من عند قبرك , ويتركوك وحيدا في ظلمتك , يأتيك النداء الإلهي :
" عبدي ... أهلك تركوك .. وفي التراب دفنوك .. ولو ظلوا معك ما نفعوك .. ولم يبق معك إلا أنا .. وأنا الحي الذي لايموت "
ما نسبة غم الدنيا الى غم الآخرة ؟!
------------------------------
أخي الكريم
فأين الهمّ والغمّ في هذه الدنيا نسبة إلى ذاك الهم والغم ؟!..
وما قيمة الشيء المأسوف عليه في هذه الدنيا نسبة إلى قيمة ما فاتك هناك ؟!
وأي حسرة وألم في هذه الدنيا تضاهي حسرتك وألمك هناك ؟!
واود أن ألفت انتباهك أخي الكريم لشيء قد تكون غفلت عنه في زحام هموم هذه الدنيا :
ما فاتك من هذه الحياة الدنيا لايعود .. ولكن الله وعدك بالجزاء الحسن على صبرك عند البلاء , فقد يخلفك بأضعاف مضاعفة فتكون خسارتك في هذه الحياة الدنيا تجارة وربح في الآخرة .. حيث خسرت واحدا , ولكن الله سيعوضك بألف إن لم يكن بآلاف ...
ولكن ماتفعل بخسارة الآخرة ؟ .. فلا عوض لها .. أم ستقول كما يقول الكفرة : " رب ارجعون لعلى أعمل صالحا فيما تركت ... قال كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون " ...؟!
والله أخي أن هذا هو الهم الحقيقي الذي يشيب له الصغير ... عالم ما بعد الموت
أليس الله بكافٍ عبده ؟!
--------------------
أما دنياك هذه فقد تكفل الله لك بكل شيء فيها : أما رزقك فمقسوم ,,
و أما العسره فقد جعل الله معه يسرين (فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ) والإثنان يغلبان الواحد كما روي عن رسول الله ص
.. وأما البلاء فقد وعدنا أهل البيت ع أن : ما من بلاء إلا ونزّل الله الصبر قبله على قلبك ..
ومهما كانت نتيجة البلاء مادام لم يخرج من فمك مالايليق فأنت مأجور ..
وما هذه الحياة الدنيا إلا دار امتحان وبلاء يستوي فيها الصالح والطالح والعاقبة للمتقين .. ولاتنسى أثر الدعاء والصدقة وصلة الرحم والتوسل بالأئمة وقضاء حاجة الإخوان وغيرها من أشياء تخفف من كل صعب ...
فما هو مطلوبٌ منك في هذه الحياة الدنيا إلا العزم على العمل ,, لأن حتى التوفيق لإنجاز العمل من الله ..
الهموم تظلم القلب
----------------
فلماذا الهم والغم والحزن والأسف ؟
فإذا كنت تريد أن تصل لمقام التسليم لأمر الله أخي الحبيب
لابد وأن تخلي قلبك من الهموم والغموم الدنيوية .. حتى تصير عندك مساحة للتوجه إلى الله عزوجل
فإنّ واردة الهموم أعظم شيءٍ إفساداً للقلب ، والقلب وقت اشتغاله بها يكون معرضٌ عن ربه ، مشغولٌ عن التوجّه إليه سبحانه بما فيه من الهموم والأحزان ، فتظلم أقطار القلب وجوانبه بإعراضه عن باريه ، وتنهدّ بُنية الجسد ، وربما سبب الى مرضك مرضاً شديداً ، يؤدي إلى الهلاك والعطب.
فالقلب إذا توجّه إلى ذكر الله ، وعطفه ولطفه ، ورأفته ورحمته ، فرّت عنه الهموم والأحزان والغموم
..
فيا أخي !.. لا راحة للقلب حقيقة إلا عند ذكر الله ، ,,,,
ولا اضطراب له إلا عند التفات النفس إلى عالم الضيق أعني هذه الحياة الدنيا، .
فالإعراض عن الهموم ....
يكون سبب للتوجّه إلى الحيّ القيوم ،,,,
أو يكون سبب " للتذكر" .. الذي يهوّن الهموم ، ويكشف الغموم.
فأول نقطة تؤدي إلى تحصيل التسليم لله ، هو إلقاء الهموم والغموم عن القلب ،
وتفريغ البال للتوجّه إلى حضرة ذي الجلال.
فعند ذلك نشاهد ألطافه بنا ، و نلمس ضمانه جل وعلا لنا بالكفاية في جميع أمورنا الكلية والجزئية ، وهو قوله عزّ وجلّ :
أليس الله بكاف عبده (3)..
فأخي الحبيب تدبر في هذه الأبيات التي وردت من إمامك الحسن المجتبى ع والتي علمها لأحد المؤمنين في عالم الرؤيا .. احفظها .. ردّدها بينك وبين نفسك :
كن عن همومك معرضا ----- وكل الامور الى القضاء
فلربما اتسع المضــيق ----- ولربما ضاق الفــضاء
ولرب امر مســـخط ------ لك في عواقـبه رضا
الله يفــــعل ما يشاء ----- فلا تكن مـــعترضا
الله عودك الجمــــيل ----- فقس على ما قد مضى
اذاً اخي الحبيب ( واعتذر من كثرة التكرار) أول خطوة للتسليم هو تفريغ القلب من هموم الدنيا الوهمية .. حتى تستطيع التوجه إلى ربك ..
وإلى حلقة أخرى بتوفيقه جل وعلا
-------------------------------------------------------------------------------------
(1) حالنا في تخيل عالم الآخرة , كحال الجنين وهوفي بطن أمه .. هل تعتقد أنه يستطيع بخياله أن يستوعب التنوع الذي في الدنيا ؟!
(2) ابحث عن عالم ما بعد الموت لتزداد معرفة ويقين .
(3) ومن عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه ... وهذه قصة جميلة في هذا الباب (كفاية الله عبده المؤمن) ,,, وما يلّقاها إلا ذوحظ عظيم :
قال الهادي (ع) عن آبائه (ع) : إنّ رسول الله (ص) كان من خيار أصحابه عنده أبو ذر الغفاري ، فجاءه ذات يوم فقال :
يا رسول الله !.. إنّ لي غنيمات قدر ستين شاة ، فأكره أن أبدو (أي يذهب بها للبادية) فيها وأفارق حضرتك وخدمتك ، وأكره أن أكلها إلى راع فيظلمها ويسيء رعايتها ، فكيف أصنع ؟..
فقال رسول الله (ص) : ابدُ فيها .. فبدا فيها ، فلما كان في اليوم السابع جاء إلى رسول الله (ص) ، فقال رسول الله (ص) : يا أبا ذر ، قال : لبيك يا رسول الله !.. قال : ما فعلت غنيماتك ؟.. قال : يا رسول الله !.. إنّ لها قصة عجيبة ، قال : وما هي ؟..
قال : يا رسول الله !.. بينا أنا في صلاتي إذ عدا الذئب على غنمي ، فقلت :
يا ربّ !.. صلاتي ، ويا ربّ !.. غنمي ، فآثرت صلاتي على غنمي . وأخطر الشيطان ببالي : يا أبا ذر !.. أين أنت إن عدت الذئاب على غنمك وأنت تصلي فأهلكتها ، وما يبقى لك في الدنيا ما تتعيّش به ؟.. فقلت للشيطان : يبقى لي توحيد الله تعالى والإيمان برسول الله (ص) ، وولاية أخيه سيد الخلق بعده علي بن أبي طالب (ع) ، ومولاة الأئمة الهادين الطاهرين من ولده ، ومعاداة أعدائهم ، وكل ما فات من الدنيا بعد ذلك سهل ، فأقبلت على صلاتي ، فجاء ذئبٌ فأخذ حملاً فذهب به وأنا أحسّ به ، إذ أقبل على الذئب أسدٌ فقطعه نصفين ، واستنقذ الحمل وردّه إلى القطيع .....
فلما جاء أبو ذر إلى رسول الله (ص) قال له رسول الله (ص) : يا أبا ذر !.. إنك أحسنت طاعة الله فسخّر الله لك من يطيعك في كفّ العوادي عنك ، فأنت من أفاضل مَن مدحه الله عزّ وجلّ بأنه يقيم الصلاة .
Comment