رد: الدين الالهي الاسلام القران لعلاء السالم
#الدين_الالهي
#الاسلام
#القرآن
.
(64)
.
مثال 48: يرى بعض المشككين أنّ الآية: "قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَار" آل عمران: 13، تتعارض مع الآية: "وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ" الأنفال: 44، إذ الأولى تدل على أنّ المسلمين يرون الكافرين مثلي عددهم أو العكس (بحسب اختلاف المفسرين)، بينما الثانية تدل على أنّ كلّاً من الطرفين يرى الآخر قليلاً، وهذا تناقض!
.
الجواب: لا يوجد تعارض بين الآيتين؛ لأن كل منهما تشير إلى غرض وعبرة أرادها الله سبحانه أن تكون في واقعة بدر، ودرساً يستفيد منه جميع المؤمنين بالله في دنيا الامتحان التي يحتدم فيها الصراع بين الحق والباطل دائماً وأبداً.
.
عدد المسلمين يوم بدر في الواقع - بحسب كتب السير والتاريخ - كان أقل من عدد المشركين بمرتين تقريباً، إذ كان عددهم 313 رجلاً في حين كان عدد المشركين يقارب الألف رجل. لذا فمن الطبيعي بحسب الظاهر والواقع الخارجي والرؤية البصرية أن يرى المسلمون عدوهم "مثليهم" أي بزيادة على عددهم مرتين.
.
("... قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله" يعني فئة المسلمين وفئة الكفار "وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين" أي كانوا مثلي المسلمين "والله يؤيد بنصره من يشاء" يعني رسول الله صلى الله عليه وآله يوم بدر "إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار") تفسير القمي: 1/97.
.
وبحسب الآية الأولى، فإنّ رؤية المسلمين للكافرين مثلي عددهم كانت دافعاً لهم للاستعانة بالله على عدوهم ورفع شعار: "لا قوة إلا بالله"، وأكيد أنّ المؤمنين الذين يرفعون هذا الشعار ويتيقنون بمضمونه يؤيدهم الله بنصره "وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء"، فينتصرون بالله وإن كانوا قلة - عدة وعدداً - قياساً بعدوهم المخذول من الله وإن كان كثيراً، ولهذا كان الدرس المستقى من هذا التأييد الإلهي نافعاً لأولي الأبصار والقلوب الواعية دون غيرهم "إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَار".
.
أما الآية الثانية، فتقليل المشركين في حساب المؤمنين سببه أنّ المؤمن الذي يرفع شعار "لا قوة إلا بالله" ويتوكل على الله حقيقة يكون ذلك سبباً في أن يكون قوياً بالله ويرى عدوه مهما كانت آلته المادية ضخمة وكبيرة (عدة، وعدداً ....... إلخ) قليلاً وضعيفاً ومخذولاً ويتعامل معه على أساس هذه الرؤية، فالعدو وإن كان كثير العدد بحسب الظاهر لكنه في نفس الوقت ضعيف وهيّن عند من يعتقد بـ "لا قوة إلا بالله"، وعلى هذا الأساس استطاع رسل الله النهوض بدعواتهم الإلهية في ظل أشد حكم الطواغيت قسوة وفتكاً وظلماً.
.
وأيضاً: تقليل المشركين بنظر المؤمنين في بدر كان بتأييد من الله سبحانه للمؤمنين؛ لأن رؤيتهم قليلين - رغم كثرتهم في الواقع - سيكون دافعاً للمسلمين على الإقدام والانتصار بعد رفع الجبن والتردد الذي ربما يستحوذ على بعض النفوس في وقت منازلة العدو المتفوق عدة وعدداً، ولذا بيّنت الآية السابقة على هذه الآية أنّ الله سبحانه أرى رسوله (ص) في الرؤيا الصادقة قلة المشركين وضعفهم بحسب الحقيقة لا الظاهر (الذي يبدون فيه أنهم أكثر من المسلمين عدة وعدداً)، وأراهم في أعين المسلمين قليلاً أيضاً؛ لأنهم لو كانوا يرونهم كثر لأدى ذلك إلى فشل المسلمين وانكسارهم في المعركة نتيجة تردد بعضهم واختلاف الرأي فيما بينهم، قال تعالى: "إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّه فِي مَنامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَلكِنَّ اللَّه سَلَّمَ إِنَّه عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ".
.
أما تقليل المؤمنين بنظر المشركين، فهو أيضاً تأييد من الله سبحانه للمؤمنين ليقضي الله بذلك أمره وينجز وعده بنصر المؤمنين المتوكلين عليه؛ باعتبار أنّ الخصم الذي لا يأبه بخصمه ولا يعير له وزناً قد يؤدي به ذلك إلى الاستهانة وعدم الاستعداد للمنازلة فيكون ذلك سبباً لخسارته المعركة، وهو ما حصل بالفعل لمشركي قريش "وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ"، فأنجز الله أمره ونصر رسوله (ص) والثلة القليلة التي كانت معه في بدر بعد أن كانت كل التوقعات تشير إلى انتصار قريش وهزيمة المسلمين والقضاء على الإسلام.
.
فتلخص أنّ الآيتين تلتقيان في بيان التأييد الإلهي للرسول (ص) والمؤمنين به:
1- رؤية المؤمنين للكافرين مثلي عددهم يدفعهم للرجوع إلى الله والتوكل عليه حقيقة ومن ثمّ تيقنهم بلا قوة إلا بالله، وبهذا يكون الكثير ظاهراً بنظرهم قليلاً وضعيفاً مهما تراءت للعيون أعداده وعدته.
.
2- حكمة تقليل الكافرين بنظر المؤمنين هو تأييد من الله للمؤمنين لرفع معنوياتهم وإقدامهم وبالتالي نصرهم، كما أنّ حكمة تقليل المؤمنين بنظر الكافرين هو خذلان الكافرين وانكسارهم، وهو أيضاً تأييد من الله للمؤمنين.
.
#الدين_الالهي
#الاسلام
#القرآن
.
(64)
.
مثال 48: يرى بعض المشككين أنّ الآية: "قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَار" آل عمران: 13، تتعارض مع الآية: "وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ" الأنفال: 44، إذ الأولى تدل على أنّ المسلمين يرون الكافرين مثلي عددهم أو العكس (بحسب اختلاف المفسرين)، بينما الثانية تدل على أنّ كلّاً من الطرفين يرى الآخر قليلاً، وهذا تناقض!
.
الجواب: لا يوجد تعارض بين الآيتين؛ لأن كل منهما تشير إلى غرض وعبرة أرادها الله سبحانه أن تكون في واقعة بدر، ودرساً يستفيد منه جميع المؤمنين بالله في دنيا الامتحان التي يحتدم فيها الصراع بين الحق والباطل دائماً وأبداً.
.
عدد المسلمين يوم بدر في الواقع - بحسب كتب السير والتاريخ - كان أقل من عدد المشركين بمرتين تقريباً، إذ كان عددهم 313 رجلاً في حين كان عدد المشركين يقارب الألف رجل. لذا فمن الطبيعي بحسب الظاهر والواقع الخارجي والرؤية البصرية أن يرى المسلمون عدوهم "مثليهم" أي بزيادة على عددهم مرتين.
.
("... قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله" يعني فئة المسلمين وفئة الكفار "وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين" أي كانوا مثلي المسلمين "والله يؤيد بنصره من يشاء" يعني رسول الله صلى الله عليه وآله يوم بدر "إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار") تفسير القمي: 1/97.
.
وبحسب الآية الأولى، فإنّ رؤية المسلمين للكافرين مثلي عددهم كانت دافعاً لهم للاستعانة بالله على عدوهم ورفع شعار: "لا قوة إلا بالله"، وأكيد أنّ المؤمنين الذين يرفعون هذا الشعار ويتيقنون بمضمونه يؤيدهم الله بنصره "وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء"، فينتصرون بالله وإن كانوا قلة - عدة وعدداً - قياساً بعدوهم المخذول من الله وإن كان كثيراً، ولهذا كان الدرس المستقى من هذا التأييد الإلهي نافعاً لأولي الأبصار والقلوب الواعية دون غيرهم "إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَار".
.
أما الآية الثانية، فتقليل المشركين في حساب المؤمنين سببه أنّ المؤمن الذي يرفع شعار "لا قوة إلا بالله" ويتوكل على الله حقيقة يكون ذلك سبباً في أن يكون قوياً بالله ويرى عدوه مهما كانت آلته المادية ضخمة وكبيرة (عدة، وعدداً ....... إلخ) قليلاً وضعيفاً ومخذولاً ويتعامل معه على أساس هذه الرؤية، فالعدو وإن كان كثير العدد بحسب الظاهر لكنه في نفس الوقت ضعيف وهيّن عند من يعتقد بـ "لا قوة إلا بالله"، وعلى هذا الأساس استطاع رسل الله النهوض بدعواتهم الإلهية في ظل أشد حكم الطواغيت قسوة وفتكاً وظلماً.
.
وأيضاً: تقليل المشركين بنظر المؤمنين في بدر كان بتأييد من الله سبحانه للمؤمنين؛ لأن رؤيتهم قليلين - رغم كثرتهم في الواقع - سيكون دافعاً للمسلمين على الإقدام والانتصار بعد رفع الجبن والتردد الذي ربما يستحوذ على بعض النفوس في وقت منازلة العدو المتفوق عدة وعدداً، ولذا بيّنت الآية السابقة على هذه الآية أنّ الله سبحانه أرى رسوله (ص) في الرؤيا الصادقة قلة المشركين وضعفهم بحسب الحقيقة لا الظاهر (الذي يبدون فيه أنهم أكثر من المسلمين عدة وعدداً)، وأراهم في أعين المسلمين قليلاً أيضاً؛ لأنهم لو كانوا يرونهم كثر لأدى ذلك إلى فشل المسلمين وانكسارهم في المعركة نتيجة تردد بعضهم واختلاف الرأي فيما بينهم، قال تعالى: "إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّه فِي مَنامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَلكِنَّ اللَّه سَلَّمَ إِنَّه عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ".
.
أما تقليل المؤمنين بنظر المشركين، فهو أيضاً تأييد من الله سبحانه للمؤمنين ليقضي الله بذلك أمره وينجز وعده بنصر المؤمنين المتوكلين عليه؛ باعتبار أنّ الخصم الذي لا يأبه بخصمه ولا يعير له وزناً قد يؤدي به ذلك إلى الاستهانة وعدم الاستعداد للمنازلة فيكون ذلك سبباً لخسارته المعركة، وهو ما حصل بالفعل لمشركي قريش "وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ"، فأنجز الله أمره ونصر رسوله (ص) والثلة القليلة التي كانت معه في بدر بعد أن كانت كل التوقعات تشير إلى انتصار قريش وهزيمة المسلمين والقضاء على الإسلام.
.
فتلخص أنّ الآيتين تلتقيان في بيان التأييد الإلهي للرسول (ص) والمؤمنين به:
1- رؤية المؤمنين للكافرين مثلي عددهم يدفعهم للرجوع إلى الله والتوكل عليه حقيقة ومن ثمّ تيقنهم بلا قوة إلا بالله، وبهذا يكون الكثير ظاهراً بنظرهم قليلاً وضعيفاً مهما تراءت للعيون أعداده وعدته.
.
2- حكمة تقليل الكافرين بنظر المؤمنين هو تأييد من الله للمؤمنين لرفع معنوياتهم وإقدامهم وبالتالي نصرهم، كما أنّ حكمة تقليل المؤمنين بنظر الكافرين هو خذلان الكافرين وانكسارهم، وهو أيضاً تأييد من الله للمؤمنين.
.
Comment