الامام الحسين (ع) والحوزات العلمية
ثامر الصفار
أن مسميات مثل "رجال الدين, العلماء,رجال الفقه" يتم تداولها بين عامة الناس رغم انها مصطلحات غير صحيحة,فمثلا أن أصطلاح رجال الدين ليس مصطلحا أسلاميا لآنه لاتوجد طبقة رجال الدين في ألاسلام وهي موجودة لدى الديانات ألاخرى كاليهودية والنصرانية وفي ألاسلام عندنا : الفقيه قال تعالى" ولولا نفر من كل فرقة طائفة منهم ليتفقهوا بالدين " أذن ان نقول رجال الفقه أو فقهاء الدين ولا نقول رجال الدين,أما أصطلاح علماء الدين هو كذلك غير دقيق فمثلا حين نقول علماء النجف الاشرف نتركب خطأ والصحيح أن نقول فقهاء النجف الاشرف لان" العلماء حسب قول رسولنا الاكرم(ص)هم ورثة الانبياء" وهولاء هم أهل البيت وأئمتهم وليس المقصود به كل من لبس العمامة كما يشاع له من قبلهم : لآن المقصود بالعلماء هم : الراسخون بالعلم وأهل الذكر وأولي العلم وهذه المرتبة لايمكن أن يقوم بها ألا من كان علمه لدني من الله تعالى ومقارنته بالورثة للانبياء فالله تعالى قال : ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم - سورة أل عمران - 34- وأستنادا لما تقدم يسقط اصطلاح او تسمية رجال الدين لانه غير اسلامي وكذلك يسقط اصطلاح علماء الدين لانه يختص به ورثة الانبياء الائمة الاطهار(ع) أذن يبقى مصطلحا صحيحا واحد وهو "فقهاء الدين" فلذا علينا ان نقول فقهاء النجف الاشرف أو فقهاء مكة او فقهاء الازهر وهكذا...وعلى هذا الاساس أن لم يكن متفقها بالدين تسقط عنه الصفة الدينية حتى لو لبس مليون عمامة بيضاء؟؟ كانت اما سوداء؟؟ وأول ما يجب ان يطبقه المتفقه بالدين هو"الامر بالمعروف والنهي عن المنكر" بمعنى ان يامر بحلال الله والعمل به وأن يأمر بالابتعاد عن ما حرمه الله ويبتعد هو شخصيا عنه ويعتبر هذا مفروغا منه على اعتبار انه القادر على تميز حلال الله من حرامه.....
لذلك عندما نتفحص تاريخ الكثير من الرجال الذي سلكوا طريق التفقه بالدين من السابقين واللاحقين كانوا عمليا لا يمتوا للدين والاسلام باي صفة وان أنتظموا وأنخرطوا بالحوزات العلمية, حتى ان الشيخ أبن شعبة الحراني اخبرنا في كتاب تحف العقول أن الامام الحسين (ع)قد وجها كلاما قاسيا شديد اللهجة لرجالات الحوزات العلمية أنذاك الذين تقاعسوا عن نصرة وريث الانبياء(ع) الامام الحسين (ع) في معركة الطف فقال لهم
"لا أنفس خاطرتم بها للذي خلقها ولا أموالا بذلتموها للذي رزقها تكرمون بالله على عباده ولا تكرمون الله في عباده"
ويقصد الامام عليه السلام أن احترام الناس لكم "فقهاء الدين" هو احتراما لله (لخاطر الله) بينما" هم فقهاء الدين" لا يهتمون ولا يحترمون الله في عباده (الناس ومصالحهم) والمفاسد وهضم حقوق الناس امامهم وهم سكاتين ولا يفعلون ولا ينزلون الى ساحة الجهاد لكي يحاربوا الفساد وظلم الحاكم لهم ولا ينصرون الحق بحججا شتى,هؤلاء ليس فقط لم ينصروا الامام الحسين(ع) وانما لم يعظموا الله وشعائره , حيث أن شعارات الثورة الحسينية كانت "الاصلاح" و"هيهات منا الذلة" والتي ألقت الحجة على الجميع وأولهم فقهاء الدين الذين يجب ان يستلهموا المبادىء العظيمة للانبياء وخاتمهم وسيدهم محمد(ص) وأئمته الاطهار(ع) ولا يسكتون على ظلم الحكام وفسادهم!!! ولايسكتون على ظلم الناس وسلب وتضيع حقوقهم من قبل الحكام
أن فقهاء الدين حين يداهنون الحكام ويجدون لهم الاعذار ويستغلون مكانتهم واحترامهم بين الناس لخدمة الحكام ومصالحهم ولا يخرجوا بانفسهم لقيادة الناس والجهاد ضد الطغيان والباطل,هولاء يشرعنون للباطل حيث أنهم يعطلون شعيرة مهمة من شعائر الله وهي"الامر بالمعروف والنهي عن المنكر" هولاء يقول عنهم رسول الله(ص):"أذا رايت العالم مقبلا على دنياه فاتهموه على دينكم"
كان الانبياء جميعا(124ألف نبي) وخاتمهم وسيدهم محمد(ص) والائمة(ع) يرفعون شعار الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولم يتشغالوا عن هموم الناس بالعبادة (معتقدين ان الابتعاد عن الناس يعطيهم هالة من القدسية) وحاربوا الفتن والفساد والبدع والامراض الاجتماعية و تحملوا ما تحملوا من اجل الحق والعدل وصيانة كرامة الانسان حتى قال محمدنا الاكرم(ص)"ما أذي نبي مثل ما أذيت" وكان يقصد بذلك جهاده وجهاد عترته الطاهرة(ع) وما تحملوه من سجون وعذاب وتشريد وتضحيات وقتل من اجل محاربة الفساد والمنكر وأشاعة العدل والتقوى بين الناس, الذين كانوا يعيشون بين الفقراء يلبسون مثل فقرأهم وياكلون طعامهم ويعملون لكسب قوت عيالهم وكانوا قدوة صالحة للناس بكل امور الدين والدنيا حتى أن ألامام علي(ع) قال : " والله لقد رقعت مدرعتي حتى أستحييت من راقعها " وكانوا لا يقبلون بخفق النعل(الحمايات والمواكب الرسمية) خلفهم اطلاقا رغم كثرة أعدائهم,حتى ان الامام علي (ع)الذي حارب القاسطين والناكثين والمارقين أستشهد في محراب الصلاة وهو الخليفة الحاكم السياسي والقائد الديني للامة وكان لا يمتلك حارسا واحدا لان الحكمة الالهي توجب أن لا يكون لورثة الانبياء (ع)أي حاجزا بينهم وبين الناس ولان مقتضى عدل السماء يكمن في ان يكون العالم الرباني يعيش بين الناس كابسطهم حتى لا يبتعد الفقير والمسكين عن العالم الرباني ولكي يبث له شكواه وأحتياجاته الدنيوية والاخروية بدون خوفا او رهبة وأكد تلك الحقيقة الامام علي (ع) قائلا :" هلك الرجل أذا كثر خلفه خفق النعل ", لذا يجب أن يكون فقيه الدين كقول الشاعر
قف دون رايك مجاهدا........أن الحياة عقيدتا وجهادا
أما فقهاء الدين الذين يتشغالون بالعبادة ويتعاقسون عن الدفاع العملي عن مصالح البلاد والعباد هولاء ينطبق عليهم قول الشاعر
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا.........لعلمت أنك بالعبادة تلعب
من كان يخضب خده بدموعه....... فخدودنا بدمائنا تتخضب
من كان يتعب خيله في باطلا..... فخيولنا يوم الكريهة تتعب
ريح العبير لكم ونحن عبيرنا.....رهج السنابك والغبار الاطيب
هذه النوعية من الفقهاء موجودين في كل زمان حيث يقبعون في صومعاتهم ويعتبرون أن الانشغال والابتعاد عن الناس وهمومهم يعطيهم نوعا من التقديس , فبئسا لهذا الزمان الذي قال عنه رسول الله "ص" في أخر حجة الوداع عندما قال : ألا أخبركم عن أشراط الساعة فقال سلمان وكان قريبا منه مكانا نعم يارسول الله فقال في حديث طويل تضيع الصلوات وتتبع الشهوات ؟ ثم قال ويصعد الصبيان المنابر ومساجدهم مزينة مزخرفة وقلوبهم مريضة يكثر الغش فيهم يتركون المعروف ويتبعون المنكر فيسلط عليهم ظلمتهم ويكون الحج فيهم ألاغنياء للنزهة وحج متوسطي الحال للتجارة وحج فقرائهم للتباهي والتفاخر نسائهم عاريات متبرجات تركب الفروج السروج تكثر فيهم المعازف ويتغنون بالقرأن من غير تطبيق ويل لكم من زمان تمطر سماؤه بغير أوانها ويشكو التجار من قلة الربح كل يقول ماربحت وتكثر فيهم العقوق فيقوم الرجل بعق والديه وبر أصدقائه ويتبع العلماء الهوى فعند ذاك تكون أشراط الساعة
ثامر الصفار
أن مسميات مثل "رجال الدين, العلماء,رجال الفقه" يتم تداولها بين عامة الناس رغم انها مصطلحات غير صحيحة,فمثلا أن أصطلاح رجال الدين ليس مصطلحا أسلاميا لآنه لاتوجد طبقة رجال الدين في ألاسلام وهي موجودة لدى الديانات ألاخرى كاليهودية والنصرانية وفي ألاسلام عندنا : الفقيه قال تعالى" ولولا نفر من كل فرقة طائفة منهم ليتفقهوا بالدين " أذن ان نقول رجال الفقه أو فقهاء الدين ولا نقول رجال الدين,أما أصطلاح علماء الدين هو كذلك غير دقيق فمثلا حين نقول علماء النجف الاشرف نتركب خطأ والصحيح أن نقول فقهاء النجف الاشرف لان" العلماء حسب قول رسولنا الاكرم(ص)هم ورثة الانبياء" وهولاء هم أهل البيت وأئمتهم وليس المقصود به كل من لبس العمامة كما يشاع له من قبلهم : لآن المقصود بالعلماء هم : الراسخون بالعلم وأهل الذكر وأولي العلم وهذه المرتبة لايمكن أن يقوم بها ألا من كان علمه لدني من الله تعالى ومقارنته بالورثة للانبياء فالله تعالى قال : ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم - سورة أل عمران - 34- وأستنادا لما تقدم يسقط اصطلاح او تسمية رجال الدين لانه غير اسلامي وكذلك يسقط اصطلاح علماء الدين لانه يختص به ورثة الانبياء الائمة الاطهار(ع) أذن يبقى مصطلحا صحيحا واحد وهو "فقهاء الدين" فلذا علينا ان نقول فقهاء النجف الاشرف أو فقهاء مكة او فقهاء الازهر وهكذا...وعلى هذا الاساس أن لم يكن متفقها بالدين تسقط عنه الصفة الدينية حتى لو لبس مليون عمامة بيضاء؟؟ كانت اما سوداء؟؟ وأول ما يجب ان يطبقه المتفقه بالدين هو"الامر بالمعروف والنهي عن المنكر" بمعنى ان يامر بحلال الله والعمل به وأن يأمر بالابتعاد عن ما حرمه الله ويبتعد هو شخصيا عنه ويعتبر هذا مفروغا منه على اعتبار انه القادر على تميز حلال الله من حرامه.....
لذلك عندما نتفحص تاريخ الكثير من الرجال الذي سلكوا طريق التفقه بالدين من السابقين واللاحقين كانوا عمليا لا يمتوا للدين والاسلام باي صفة وان أنتظموا وأنخرطوا بالحوزات العلمية, حتى ان الشيخ أبن شعبة الحراني اخبرنا في كتاب تحف العقول أن الامام الحسين (ع)قد وجها كلاما قاسيا شديد اللهجة لرجالات الحوزات العلمية أنذاك الذين تقاعسوا عن نصرة وريث الانبياء(ع) الامام الحسين (ع) في معركة الطف فقال لهم
"لا أنفس خاطرتم بها للذي خلقها ولا أموالا بذلتموها للذي رزقها تكرمون بالله على عباده ولا تكرمون الله في عباده"
ويقصد الامام عليه السلام أن احترام الناس لكم "فقهاء الدين" هو احتراما لله (لخاطر الله) بينما" هم فقهاء الدين" لا يهتمون ولا يحترمون الله في عباده (الناس ومصالحهم) والمفاسد وهضم حقوق الناس امامهم وهم سكاتين ولا يفعلون ولا ينزلون الى ساحة الجهاد لكي يحاربوا الفساد وظلم الحاكم لهم ولا ينصرون الحق بحججا شتى,هؤلاء ليس فقط لم ينصروا الامام الحسين(ع) وانما لم يعظموا الله وشعائره , حيث أن شعارات الثورة الحسينية كانت "الاصلاح" و"هيهات منا الذلة" والتي ألقت الحجة على الجميع وأولهم فقهاء الدين الذين يجب ان يستلهموا المبادىء العظيمة للانبياء وخاتمهم وسيدهم محمد(ص) وأئمته الاطهار(ع) ولا يسكتون على ظلم الحكام وفسادهم!!! ولايسكتون على ظلم الناس وسلب وتضيع حقوقهم من قبل الحكام
أن فقهاء الدين حين يداهنون الحكام ويجدون لهم الاعذار ويستغلون مكانتهم واحترامهم بين الناس لخدمة الحكام ومصالحهم ولا يخرجوا بانفسهم لقيادة الناس والجهاد ضد الطغيان والباطل,هولاء يشرعنون للباطل حيث أنهم يعطلون شعيرة مهمة من شعائر الله وهي"الامر بالمعروف والنهي عن المنكر" هولاء يقول عنهم رسول الله(ص):"أذا رايت العالم مقبلا على دنياه فاتهموه على دينكم"
كان الانبياء جميعا(124ألف نبي) وخاتمهم وسيدهم محمد(ص) والائمة(ع) يرفعون شعار الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولم يتشغالوا عن هموم الناس بالعبادة (معتقدين ان الابتعاد عن الناس يعطيهم هالة من القدسية) وحاربوا الفتن والفساد والبدع والامراض الاجتماعية و تحملوا ما تحملوا من اجل الحق والعدل وصيانة كرامة الانسان حتى قال محمدنا الاكرم(ص)"ما أذي نبي مثل ما أذيت" وكان يقصد بذلك جهاده وجهاد عترته الطاهرة(ع) وما تحملوه من سجون وعذاب وتشريد وتضحيات وقتل من اجل محاربة الفساد والمنكر وأشاعة العدل والتقوى بين الناس, الذين كانوا يعيشون بين الفقراء يلبسون مثل فقرأهم وياكلون طعامهم ويعملون لكسب قوت عيالهم وكانوا قدوة صالحة للناس بكل امور الدين والدنيا حتى أن ألامام علي(ع) قال : " والله لقد رقعت مدرعتي حتى أستحييت من راقعها " وكانوا لا يقبلون بخفق النعل(الحمايات والمواكب الرسمية) خلفهم اطلاقا رغم كثرة أعدائهم,حتى ان الامام علي (ع)الذي حارب القاسطين والناكثين والمارقين أستشهد في محراب الصلاة وهو الخليفة الحاكم السياسي والقائد الديني للامة وكان لا يمتلك حارسا واحدا لان الحكمة الالهي توجب أن لا يكون لورثة الانبياء (ع)أي حاجزا بينهم وبين الناس ولان مقتضى عدل السماء يكمن في ان يكون العالم الرباني يعيش بين الناس كابسطهم حتى لا يبتعد الفقير والمسكين عن العالم الرباني ولكي يبث له شكواه وأحتياجاته الدنيوية والاخروية بدون خوفا او رهبة وأكد تلك الحقيقة الامام علي (ع) قائلا :" هلك الرجل أذا كثر خلفه خفق النعل ", لذا يجب أن يكون فقيه الدين كقول الشاعر
قف دون رايك مجاهدا........أن الحياة عقيدتا وجهادا
أما فقهاء الدين الذين يتشغالون بالعبادة ويتعاقسون عن الدفاع العملي عن مصالح البلاد والعباد هولاء ينطبق عليهم قول الشاعر
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا.........لعلمت أنك بالعبادة تلعب
من كان يخضب خده بدموعه....... فخدودنا بدمائنا تتخضب
من كان يتعب خيله في باطلا..... فخيولنا يوم الكريهة تتعب
ريح العبير لكم ونحن عبيرنا.....رهج السنابك والغبار الاطيب
هذه النوعية من الفقهاء موجودين في كل زمان حيث يقبعون في صومعاتهم ويعتبرون أن الانشغال والابتعاد عن الناس وهمومهم يعطيهم نوعا من التقديس , فبئسا لهذا الزمان الذي قال عنه رسول الله "ص" في أخر حجة الوداع عندما قال : ألا أخبركم عن أشراط الساعة فقال سلمان وكان قريبا منه مكانا نعم يارسول الله فقال في حديث طويل تضيع الصلوات وتتبع الشهوات ؟ ثم قال ويصعد الصبيان المنابر ومساجدهم مزينة مزخرفة وقلوبهم مريضة يكثر الغش فيهم يتركون المعروف ويتبعون المنكر فيسلط عليهم ظلمتهم ويكون الحج فيهم ألاغنياء للنزهة وحج متوسطي الحال للتجارة وحج فقرائهم للتباهي والتفاخر نسائهم عاريات متبرجات تركب الفروج السروج تكثر فيهم المعازف ويتغنون بالقرأن من غير تطبيق ويل لكم من زمان تمطر سماؤه بغير أوانها ويشكو التجار من قلة الربح كل يقول ماربحت وتكثر فيهم العقوق فيقوم الرجل بعق والديه وبر أصدقائه ويتبع العلماء الهوى فعند ذاك تكون أشراط الساعة
Comment