العلماء وموقفهم في زمن الظهور
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وال محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
قال تعالى(إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً * وَنَرَاهُ قَرِيباً)
مما لا شك فيه نحن نعيش في زمن الظهور المقدس لدولة العدل الالهي التي هي أمل الأنبياء والمرسلين والأئمة الطاهرين وكل المستضعفين والمحرومين في الأرض التي ملئت ضلماً وجورا،ولابد من تحقيق الوعد الإلهي لتطبيق حاكمية الله على هذه الأرض ،ففي دولة العدل الإلهي تطبق شرائع الأنبياء التي جاءوا بها وتتحقق الأهداف السامية التي كلفهم الله بتطبيقها على هذه الأرض وشردوا وقتلوا ولاقوا ما لاقوا من اجل إقامتها وإقامة العدل ووضع الشيء في موضعه وإقرار حاكمية الله في أرضه.
وجميع الديانات السماويه تنتظر خليفة الله في ارضه والمصلح والمخلص وكل اهل ديانه يعتقدون انه منهم بناءً على ماجاء في كتبهم، والكل يقر بأن وعد الله اتِ .
العلماء الذين في زمن الظهور المقدس وهم يمثلون اهم الجهات ومصدر الرايات المشتبه
التي تلعب دوراً كبيراً وخطيراً في حركة الظهور المقدس،وحتى يتبين ويتضح دور هؤلاء العلماء لابد من التعرض لروايات أهل البيت(ع) التي تذكرعلماء أخر الزمان حتى يتبين للمكلف ولطالب الحق ويكون على بصيرةِ من أمره،وكذلك يتعرف على راية الحق وصاحبها التي ذكروها آل محمد(ع)وهي راية اليماني أهدى الرايات.
الله سبحانه وتعالى وصف العلماء غير العاملين في القرآن الكريم وكون القرآن حي الى يوم القيامة ولكل زمان فقد وصف الله العلماء ومواقفهم تجاه الأنبياء والمرسلين وقصهم في كتابه المجيد ،حيث قال تعاى(مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً…) (الجمعة:5) ، أي يحملون كلام الله ولم ينتفعوا به فهم كالحمار الذي يحمل أثقالاً لا ينتفع بها ، يحملها فقط ، فلا بد أن تمر بنا سنة أهل الكتاب الذين حملوا التوراة ولكنهم لم يعملوا به .
وعن أمير المؤمنين (ع) في محاججتة عمر وأبي بكر، قال عن رسول الله (ص) قال سمعته يقول : لتركبن أمتي سنة بني إسرائيل حذو النعل بالنعل وحذو القذة بالقذة ، شبرا بشبر باعا بباع وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحرا لدخلوا فيه معهم ، وإنه كتب التوراة والقرآن ملك واحد في رق واحد وجرت الأمثال والسنن )غاية المرام ج5 ص 321.
فالعلماء غير العاملين الذين عندهم القرآن ولا يعملون بما فيه هم مصداق لهذه الآية ، أي (مثلهم كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً) . فالقرآن حي لا يموت إلى يوم القيامة ، ولم ينـزل لأمة دون غيرها .
وفي قوله تعالى (وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ) هذه الآية وردت في أحاديث أهل البيت (ع) ، إنها في زمن الظهور وتأويلها في جيش السفياني الذي يخسف الله بهم الأرض ، ولا ادري ما هي العلاقة بين العلماء وجيش السفياني ؟ ولو ربطنا بين كلام رسول الله (ص) وكلام الإمام الباقر (ع) في الرواية التالية ، يتضح لنا إن هناك رابط وثيق بين العلماء وبين جيش السفياني الذي يقع به الخسف فهما مشمولان في نفس الآية القرآنية
أبي جعفر ( عليه السلام ) : يكون لصاحب هذا الأمر غيبة وذكر حديثا طويلا يتضمن غيبته وظهوره ، إلى أن قال : فيدعو الناس - يعني القائم - إلى كتاب الله وسنة نبيه والولاية لعلي بن أبي طالب (ع) والبراءة من عدوه ولا يسمي أحدا حتى ينتهي إلى البيداء فيخرج إليه جيش السفياني فيأمر الله فتأخذهم من تحت أقدامهم ، وهو قول الله تعالى : (وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ * وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ …) يعني بقائم آل محمد (ص) … ) إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب ج 2 - الشيخ علي اليزدي الحائري ص 106.
وعن رسول الله (ص) من وصيته لأبن مسعود …… يا ابن مسعود : يأتي على الناس زمان الصابر فيه على دينه مثل القابض على الجمر بكفه ، فإن كان في ذلك الزمان ذئبا ، وإلا أكلته الذئاب .
يا ابن مسعود : علماؤهم وفقهاؤهم خونة فجرة ، ألا إنهم أشرار خلق الله ، وكذلك أتباعهم ومن يأتيهم ويأخذ منهم ويحبهم ويجالسهم ويشاورهم أشرار خلق الله يدخلهم نار جهنم
يا ابن مسعود : يدعون أنهم على ديني وسنتي ومنهاجي وشرائعي إنهم مني برآء وأنا منهم برئ .
يا ابن مسعود : لا تجالسوهم في الملا ولا تبايعوهم في الأسواق ، ولا تهدوهم إلى الطريق ، ولا تسقوهم الماء ، قال الله تعالى : (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ) ، يقول الله تعالى : ( وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ) ،
يا ابن مسعود : ما بلوى أمتي منهم العداوة والبغضاء والجدال أولئك أذلاء هذه الأمة في دنياهم . والذي بعثني بالحق ليخسفن الله بهم ويمسخهم قردة وخنازير . قال : فبكى رسول الله (ص) وبكينا لبكائه وقلنا : يا رسول الله ما يبكيك ؟ فقال : رحمة للأشقياء ، يقول الله تعالى : (َلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ) . يعني العلماء والفقهاء ). – مكارم الأخلاق- الشيخ الطبرسي ص 450-451 .
وعن أبي بصير عن الصادق (ع) ( قال قلت له ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ ) فقال (ع) آما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم ولو دعوهم إلى عبادة أنفسهم ما أجابوهم ولكن احلوا لهم حراما وحرمواً عليهم حلالاً فعبدوهم من حيث لا يشعرون ) البرهان ج 10 ص120 ، أصول الكافي باب التقليد ج1 ص53 ح1
وعن الإمام الصادق (ع) قال : (إن قائمنا إذا قام استقبل من جهلةِ الناس اشد مما استقبله رسول الله (ص) من الجاهلية فقيل له : كيف ذلك ؟ فقال : إن رسول الله (ص) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة وان قائمنا إذا قام أتى الناس كلهم يتأولون عليه كتاب الله ، ويحتج عليه به ويقاتلونه عليه ، أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقر) بحار الأنوار ج52 ص363 .
وبعد ان استعراض هذه الروايات وماجاء عن الرسول(ص) وأهل بيته الطاهرين يتضح موقف العلماء غير العاملين جلياً انهم شرار خلق الله واشر فقهاء تحت ظل السماء يحاربون الإمام المهدي(ع) بأسم الإسلام ويصدون الناس عن الحق وراية الحق(راية اليماني) التي هي راية الإمام المهدي (ع) والتي ذكروها آل محمد(ع)، حيث ورد عن الإمام الباقر(ع) يقول (( … وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى ، لأنه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم ) الغيبة - محمد بن ابراهيم النعماني ص 264.
إذن راية اليماني هي راية الحق لأنه يدعوا الى الإمام المهدي(ع) والإمام الباقر(ع) يقول إذا خرج اليماني فأنهض اليه وهنا أمر بالنهوض الى اليماني وعدم الألتواء عليه فالملتوي عليه والذي لايتبعه ولايبايعه فهو من أهل النار،لماذا؟ لانه صاحب الراية الوحيدة من بين اثنى عشرة رايه مشتبه كلها ظاله وباطله إلا راية اليماني الذي هو وصي ورسول الإمام المهدي(ع).
إذن لابد من وجود رايه تمثل الحق ويقابلها رايات لفقهاء اخر الزمان الذين يحاربون الأمام المهدي(ع) كما ورد في روايات أهل البيت(ع) وهذا موقف العلماء غير العاملين على مر العصور وعبر التأريخ الذي لايتبدل في الوقوف ضد الحق ولانجد في سيرة الانبياء والمرسلين والأولياء والصالحين أن العلماء نصروهم اوصدقوهم اوتبعوهم او..أو...أو....؟؟
ولكن الله سبحانه ابى إلا ان يتم نوره ولو كره الكافرون ومهما يفعل الظالمون لإسكات صوت الحق من أن يصل لأسماع طلابه ولحجب ضوء الشمس من تطهير القلوب وانارتها بنور الله سبحانه . ولاحول ولاقوة إلابالله العلي العظيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وال محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما.
خادمكم شاهد الحق
Comment