التقليد في الميزان هل هو الطريق الى الله ام الى الشيطان (الجزء الرابع)
بسم الله الرحمن الرحيم
- الاعتقادات الشخصية بداية الضلال والاستكبار
والمقصود هنا الأدلة الشخصية التي يتبناها الفقهاء والمقلدين لاثبات بدعة التقليد وهي عبارة عن أفكارهم واعتقاداتهم الشخصية اي ليست من القرآن والعترة الطاهرة وبالرغم من أنها غير ملزمة لأي انسان لأنها خارجة عن الخط الذي رسمه الرسول الكريم محمد (ص) حيث قال انه تارك فينا الثقلين الذي ما ان تمسكنا بهما لن نضل ابداً، وبخلافه فإننا سنبتعد عن الطريق المستقيم، ولكن من الأفضل أن نطرح هذه الأفكار والآراء ومناقشتها وتحليلها وبيان بطلانها وهي عموماً تنحصر بنقطتين رئيسيتين وهما:
النقطة الاولى:
وهو ما يدعيه العوام اي المقلدون وهو انهم يقلدون الفقهاء لأن لكل انسان اختصاصه ولا يمكن لكل انسان ان يكون مختصاً بكل الاختصاصات ومثال على ذلك اذا مرض الانسان ذهب الى طبيب واذا أراد أن يبني بيتاً ذهب الى المهندس واذا أراد سريراً أو كرسياً ذهب الى النجار...
واذا اراد فتوىً او مسألةً شرعية ذهب الى الفقيه الذي يقلده!
حيث لا يمكن أن يكون هو نفسه طبيباً ومهندساً ونجاراً أو فقيهاً في نفس الوقت وانه أمر الدين والفقه صعب جداً ويجب أن يكون هناك متخصص بذلك ويكفيهم العناء في البحث والفتوى وهم يكفيهم أن صلاتهم وصيامهم ودفع الخمس يوجب لهم دخول الجنة.
وللرد على ذلك عدة نقاط:
1. أن الطبيب إذا أخطأ تشخيص مرضك فإنك في هذه الحالة ستتأخر في العلاج والشفاء والأسوأ الذي يمكن أن يحصل هو أن يموت الانسان بسبب هذا الخطأ كذلك المهندس اذا أخطأ في التصميم فان الأسوأ هو سقوط البيت و موت من فيه كذلك النجار اذا أخطأ في التصميم فان الأسوأ هو سقوط السرير وكسر أحد الأعضاء ولكن هذا كله لا يوجب دخولك النار أو يحاسبك الله عز وجل عن أخطاء هؤلاء ولكن الخطر كل الخطر هو حين ان يفتي لك أحدهم برأيه (لان استنباط الفتوى الشرعية تعتمد على اربعة مصادر هي القران والسنة والعقل والاجماع اي اضافوا مصدرين لم يوصي بها الرسول الكريم وهو العقل والاجماع وهذه يتدخل فيها الراي والقياس الذي نهى عنه اهل البيت ع بشدة ) فتتبعه فإن اخطأ واتبعته فقد يؤدي ذلك بك الى النار لامحال لأن الله لم يأمرك باتباع الرجال وانما أمرك باتباع القرآن والعترة الطاهرة (ع) وهذا ما يؤكد الباري عز وجل في كتابه حيث يقول ((ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً))
فانظر أخي المسلم في كثرة وشدة اختلافاتهم وفي جميع الأمور في الفتوى وفي الأعلمية وفي ضرب بعضهم الآخر واتهاماتهم فوالله انها جميعاً تؤكد انها من عند غير الله وانهم يأخذون بأيدينا الى الهاوية والى جهنم والعياذ بالله فانظروا الى من تتبعون.
2. عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: عليكم بالتفقه في دين الله ولا تكونوا أعراباً فإنه من لم بتفقه في دين الله لم ينظر الله اليه يوم القيامة ولم يزك له عملاً [الكافي ج1 باب فرض العلم ووجوب طلبه حديث41 ص48] ... وهل هناك كلام أوضح من هذا مما يوجب على الكل التفقه في دين الله وانه ليس بواجب كفائي لانه من لم يتفقه في دين الله وليس دين الفقهاء فإن الله لم ينظر اليه يوم القيامة ولم يزك له عملاً وهل هناك عقوبة أشد وأعظم من ذلك أي انه لن تنفعنا صلاة أو صوم أو زكاة فأين نحن من ذلك وكلما أسأل أو أتحدث الى احد الاخوان في وجوب التفقه يقول لي ان لا علم لي ولا عقل لي وهذا ليس من اختصاصي و....، فماذا سيقول لله الكريم يوم الحساب وقد سمع وعرف ما يوجب عليه وأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها ولو كان هذا الأمر بهذه الصعوبة والاستحالة كما يدعون فحاشى لله ان يجعلها بهذه الأهمية والالزامية لكل مسلم كما سمعنا ولكنهم قد ركنوا الى الدنيا وزخرفها وهناك من يقوم بالتحليل والتحريم فيتبعوه وهو بالحقيقة عبادة الرجال بعينها كما قال الباري ((اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله))
النقطة الثانية: يدعون أنه يجب أن تكون هناك قيادة شيعية يتزعمها المرجع او الفقيه الاعلم تقود عوام الشيعة وتوحدهم وان يطيع العوام هذه القيادة او بالاحرى الفقيه الاعلم تماماً كما يطيعون الامام الحجة (عج)ونرى ذلك واضحاً خاصةً عند تطبيقهم مبدأ ولاية الفقيه فانهم يذهبون الى ابعد من ذلك فان المرجع في هذه الحالة سيكون هو الولي الفقيه اي انه سيكون أولى بالمؤمنين من أنفسهم أي انه لديه الحقوق السابقة من الطاعة واستلام الحقوق الشرعيه وكذلك أن له الحق بالتصرف بأرواح المسلمين وأن بعضهم تمادى وذلك في وجوب التقليد على العوام حتى في أصول الدين أي في العقائد اي ان الفقيه يمكنه ايقاف الصلاة ومنع الزكاة وافطار شهر رمضان وغيرها من العقائد حسب ما يراه عقله القاصر مناسباً وهذا ما قاله أحد الفقهاء المتأخرين صراحة وهو السيد كمال الحيدري في كتابه التفقه في الدين، حوار مع السيد كمال الحيدري الفصل الثالث التقليد في اصول الدين، وللرد على هذا وما تقدم اعلاه هناك عدة نقاط:
أولاً: أن فكرة توحيد الأمة هي فكرة جيدة وهي حق ولكنه هنا حق يراد به باطل في هذه القضية لأنه من المهم هو أن يكون الاجتماع والتوحيد على الحق لا على الباطل والبدع, لاننا نرى ان الكثير من الأديان والقوميات متوحدة ولكن بعيدة كل البعد عن طريق الحق وطريق الله ولنأخذ اليهود فهم خير مثال على ذلك حيث انهم معروفون ومنذ القدم بتمسك مقلِديهم بعلمائهم وانهم متعصبون الى دينهم لدرحة انه لا يمكن لباقي الأديان اعتناق دينهم لأنهم يعتبرون أنفسهم شعب الله المختار وان دماءهم خاصة وقد أسسوا دولة وهي اسرائيل خاصة بهم فقط وهم الآن يتحكمون في مصير الكثير من دول العالم أي انهم من الناحية الدنيوية هم على درجة عالية جداً من التطور والتقدم الاقتصادي والسياسي والجتماعي ومن الناحيه الدينيه هم مطيعين ومتمسكين جداً باحبارهم ولكن كل هذا هل سيقيهم شيئاً من عذاب الله بحجة أن هذا الذي لديهم وهم يقومون به هو من اجل انتظارهم ونصرتهم لمنقذهم المنتظر ولكن لا، لأن القوانين وشرائع الله تختلف عن قوانينهم وشرائعهم وما تعتقد به الآن معظم البشرية لأن الله لا يقبل مبدأ الغاية تبرر الوسيلة حيث أن اليهود مستعدين لقتل وسرقة ومصادرت حقوق أي انسان من الديانات الأخرى لأجل مصلحة اسرائيل ونصرة دينهم دون اي رادع، وهذا ما نقوله أيضاً الى فقهائنا الذين يريدون أن يبرروا هذه البدعة (التقليد) وهي الوسيلة من أجل الغاية السامية وهي اعداد قاعدة قوية لنصرة الحجة (عج)
لأن هناك وسيلة واضحة وشريفة قد أقرها الله لنا وأوصانا بها أهل البيت عليهم السلام وهي على الكل التفقه بالدين ليكونوا بالفعل من جنود الحجة (عج) يلتزمون بأوامره ولا يكون للشيطان عليهم سبيلاً وسيكون دور الفقهاء العاملين هنا دور بارز ومؤثر جداً أيضاً حيث أنهم يأمرون الناس وينصحونهم بالالتزام وتطبيق ما أمرنا به الله ورسوله والأئمة عليهم السلام عن طريق القرآن الكريم وأحاديثهم (ع) وليس عن طريق آرائهم وأفكارهم الشخصية (العقل والاجماع) ولاعن طريق أخذ الأموال والحقوق التي تخص الامام الحجة (ع) فبهذا يكون عملهم هذا خالص لوجه الله تعالى وحده وليس من أجل مغريات هذه الدنيا من مال وجاه وسلطة وأستعباد لخلق الله عز وجل,
والآن لننظر الى عصرنا الحالي ونرى هؤلاء الفقهاء أو المراجع الذين يدعون الأعلمية ويُوجِبون العوام بتقليدهم واتباعهم ونرجو ان يجيبوننا هم أو وكلاءهم على هذه النقاط التي يمكن أن يراها كل الناس سواء البسطاء منهم أو المثقفون وهي:
1) اختلافهم العميق فيما بينهم الى درجة أن يتهم الواحد منهم الآخر بأنه عميل أو مجنون او ابن زنى وهم كلهم لديهم مقلِدين فإما هم باتهاماتهم هذه كاذبين وبهذا يمكن أن يكونوا كاذبين أيضاً في كثير من الأمور الأخرى وبهذا لا يمكن تقليدهم لأنهم قد ابتعدوا عن شروط الفقيه الواجب التقليد أو أن كلهم صادقون في اتهاماتهما وهذه الطامة الكبرى لخطورة هذه الاتهامات وابتعادها ايضاً كل البعد عن الشروط الواجبه للفقيه أو ان منهم الصادق ومنهم الكاذب وهذا أيضاً يعني أن هناك الكثير من العوام الآن يقلدون من هم عملاء أو ابناء زنى مع العلم أن كل هؤلاء الفقهاء لديهم شبكة من الوكلاء وهؤلاء يدعون لهم لأن لكل منهم نصيبه من الحقوق الشرعية ,والسؤال هنا انهُ في هذه الحالة المشروحة في هذه النقطة ما هوموقف العوام الذين يقلدون هؤلاء الفقهاء الذين هم بالفعل يحملون الصفاة التي أُتهموا بها من قبل الفقهاء الاخرين اي ما هو موقفهم من الله هل سيكون اتباعهم لهؤلاء مجزي عند الله مع العلم أنهم يقودوهم الى الباطل في كثير من الأمور وانهم اكيد بعمالتهم وصفاتهم هذه اذا آن زمن الظهور سيقودن مُقليديهم من العوام لمحاربة الامام الحجة نفسه (عج) وهذا ما أكدت عليه جميع روايات أهل البيت (ع), والان اليكم بعض الأمثال الحية لهذه الاتهامات التي اشرنا اليها اعلاه والتي عاشرناها في زمننا هذا:
أ- اتهم السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر بشير الباكستاني( وهو مرجع معروف جدا في النجف الاشرف وهو حالياً أحد المراجع الاربعة الرسميين عند الدولة)قد اتهمه علناً وفي خطبة الجمعة أنه عميل لصدام وقد رفض السيد الشهيد من تجديد اقامته لأنه سيكون قد اشترك في هذا الظلم لأنه يساعد ظالم على بث شروره بين الناس.
ب- كذلك اتهم الشهيد الثاني محمد صادق الصدر المرجع محمد سعيد الحكيم(وهو ايضاً من المراجع العضام وله ملايين المقلدين وهو ايضاً أحد المراجع الاربعة الرسميين عند الدولة)قد أتهمه علناً بأنه أوقافي وذلك عندما لجأ الثاني الى عدي صدام حسين بالتحديد وذلك لارجاع المدرسة التي كانوا قيمين عليها ولكنهم لم يفتحوها وقد قام بفتحها السيد الشهيد الثاني وبالفعل قد لجأ الحكيم لهذا الطاغي وقد استرجعوا تلك المدرسة بكتاب موقع من الظلمة [وهذا من احتكام الطاغوت]الذي ينهى عنه أهل البيت بشده ويعتبر من الكبائر وقد عُلق هذا الكتاب في براني الشهيد الثاني ليراه جميع المسلمين كشهاده واثبات على الفعل المنكر الذي قام به الحكيم.
ج- كذلك اتهم الشهيد الثاني السيد محمد محمد صادق الصدر المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني(ويعتبر السستاني الان المرجع الديني الاعلى والاعلم للشيعة بعد وفاة السيد الخوئي وهو ايضاً احد المراجع الاربعة الرسميين عند الدولة) حيث قال له انه لا يحق له الاختباء في منزله وعدم اتصاله بالعامة واقتصار اتصاله فقط على الخاصة لأنه يخاف الاغتيال أو الشهادة، وقال أن هذه ليست صفات من يتصدى لهذا الأمر فاذا كان يخاف فليعتزل ويترك هذا الأمر الى من يستحقه.
وعمموماً قد اسماهم الشهيد الثاني الحوزة الصامتة التي هي أشد من صمت القبور وهو يشير بهذا الى المراجع الموجودين في العراق في زمنه والذين هم يقودون الشيعة في العراق وفي الكثير من باقي الدول حالياً.
د- ان مراجع الحوزة الصامتة المشار أليهم سابقاً قد اتهموا الشهيد الثاني بأنه عميل وأوقافي وانه ليس عالم وان اجتهاده باطل وشككوا بنسبه الى ابيه ونهوا مقلديهم أو عوام الشيعة بالصلاة خلفه لأنه ليس لديه عدالة (مع العلم ان الشهيد الثاني محمد محمد صادق الصدر لديه ملايين المقلدين في حياته وبعد وفاته).
ه- أُتهم المرجع محمد حسين فضل الله من قبل مراجع ايران والكثير من مراجع العراق بأنه خارج عن المله وأنه غير عادل وان تقليده باطل.
و- اتهم المرجع فاضل المالكي مؤخراً مراجع النجف وخصوصاً من هم ليسوا عراقيين بأنهم وعاظ السلطة وأتهمهم بأسوء الاتهامات ودانهم بشدة.
وبالنظر الى هذه الاسماء أعلاه فاننا نرى ان معظم الشيعة في العالم يقلدونهم، أليست هذه كارثة حقيقية يجب النظر فيها, فأما انهم جميعاً كذابين وبهذا لا يجوز تقليدهم جميعاً (على شرطهم بوجوب تقليد الفقيه العادل كما يدعون) أو أن أحدهم صادق باتهامه وبهذا يكون أيضاً الكثير من الشيعة هم في ضلال بتقليدهم هؤلاء فأين عقولكم أيها المقلديين.
2) النفاق الواضح بينهم حيث أن معظم من كان يسب ويتهم الشهيد الثاني في حياته فانه نفسه قام يتقديسه واحترامه بعد استشهاده مع العلم انهم لم يغيروا اي شيء من اعتقاداتهم ولم يتوبوا من أعمالهم السابقة حتى نقول انهم قد تابوا (وخير مثال على ذلك المرجع الراحل محمد باقر الحكيم فبالرغم من عداءه للسيد الصدر واتهامه بالعماله والخيانة في حياته نراه يحضر مأتمه بعد أستشهاده وقد استقبلوه هناك بالنِعال والاحذية وهذه قصة معروفة )
3) تأييدهم المحتل وعدم اصدار اي فتوى بجهاد المحتل واخراجه من ارض العراق المقدسة وعندما قالوا ان النجف هي خط احمر عند بدء الاحتلال قد رأيناهم وقد هربوا جميعاً وتركوها لتُضرب ويُضرب كذلك ضريح أمير المؤمنين علي (ع) في أحداث النجف في ايام حكم ايد علاوي وقد ذهب كبيرهم الى ارض المحتل نفسه بريطانيا بحجة الفحص الطبي والآخرون الى مناطق مختلفة وبعد 22 يوماً عاد كما يعود الفاتح المنتصر وذلك بعد ان ادعى انه امر المحتل بايقاف هذا الاعتداء وان المحتل استجاب له لما لهذا المرجع من سلطة واحترام لدى المحتل الغاشم وقد قام الناس باستقباله وهم لحد الآن يعتبرون هذا من الانجازات العظيمة له، فنقول اذا هذا كان له كل هذا الاحترام والطاعة من قبل المحتل الكافر فلماذا لم يأمرهم بأن لا يعتدوا ويضربوا هذه المدينة وضريح امير المؤمنين (ع) من أول يوم لماذا ترك هذا الأمر لمدة 22 يوماً وقد دُمر ما دُمر وقُتل من قُتل من المسلمين المواليين لامير المؤمنين(ع)؟ أوليس من المنطقي ان من لديه هذا المقام وهو المرجع الكبير والنائب العام للإمام الحجة (ع) أن يكون أول المدافعين عن هذا المكان المقدس وان يكون جسده درعاً الى الصحن الشريف لكي يُشهد الرسول الاعظم وامير المؤمنيين (ع) بأنه أول من دافع عن الحرم واستشهد في ذلك مع العلم أن هذا ما فعله الكثير من البسطاء الذين يؤمنون بإمامهم ويقدسون ضريحه أليس هذا تناقضاً حيث يكون المرجع الاعلى هو نفسه أول الفارين وإلى أين؟ ألى بلد الظالم نفسه بريطانيا، والمدافعين هم البسطاء والعوام (( مالكم كيف تحكمون)) وكأن غشاوة أو حجباً قد غلفت أعين وقلوب الناس مع أن الحقيقة أوضح من الشمس في رابعة النهار.
4) تكبرهم على الناس حتى وصل الأمر الى تقبيل ايديهم والتبرك بافرازاتهم الجسدية ولم يمنعوا الناس من ذلك بل حثوا عليه مع العلم ان الرسول الكريم منع تقبيل اليد وقال اتركوها فانها حمقة من حمقات الأعاجم
ثانياً: ادعاءهم النيابة العامة عن الحجة (عج)
ولهذا عدة نقاط يجب مناقشتها:
1. اين ومتى تم هذا الأمر اي انه ليس لدينا أي رواية أو حديث يتم فيه اعتبار هؤلاء بأنهم نواب عامون عن الامام الحجة (عج) مع العلم أن هذا الأمر عظيم جداً ولا يمكن اعتماده عن طريق التأويل والظن من غير معصومين مهما كانت درجتهم العلمية فهكذا أمر يجب أن يكون صريحاً وواضحاً ومن المعصوم نفسه والدليل عليه هم السفراء الأربعة فكان تقليدهم هذا الدور واضح وصريح من الامام الحجة (عج) وبروايات عديدة بأسمائهم فلو كان هناك دورٌ لهؤلاء الفقهاء بالقيادة بعد السفراء الاربعة واعتبارهم نواب عامين للامام الحجة (عج) ولديهم كامل حقوقه من طاعة واستلامٍ الخمس لكان هناك روايات وتوصيات واضحة وكثير من الحجة (عج) حيث يوصي العوام بها حتى يطيعوا ويتبعوا نوابه العامين وأيضاً يجب أن تكون هناك روايات تحل كل الاشكالات الموجودة حالياً في كيفية تحديد الاعلم وجواز البقاء على تقليده أو عدمه بعد وفاته او تقليده ابتدائاً وغيرها من الامور الكثيرة المختلف فيها بين فقهاء التقليد وذلك لعدم وجود اي نص من الائمه(ع) يحدد هذه الامور وكيف ينصون (ع)على أمر هم يحذرون المسلمين منه ويأكدون برواياتهم المتوافره على خلافه اي وجوب التفقه لكل المسلمين واتباع القرآن والعتره المعصومة لا ثالث لهما,وكان يجب أيضاً أن تكون هذه التوصيات اكثر بكثير من تلك الموجود والواضحة للسفراء الأربعة لأن هذه الغيبة وهي الكبرى ستطول عشرات المرات أكثر من الغيبة الصغرى، فكيف يقصر الامام بأمر عظيم ومهم كهذا، حاشى له ولكنه يعلم يقيناً أن ما يفعله هؤلاء بعيد كل البعد عن الدين وطريق الحق ولهذا فقد منع السفير الرابع أن يوصي الى اي شخص بعده ولم يعط اي حديث أو رواية أو وصية تثبت أن هؤلاء سيكونون نواب عامين عنه(ع) !!!
2. من هذا المقام الذي يدعوه لأنفسهم وهو أنهم نواب عامون هذا يعني أنهم يمثلون الامام الحجة (عج) الآن بما للامام من أخلاق وعلم وصفات أو على الأقل يكونون أقرب الناس الى هذه الصفات ولكننا نرى عكس ذلك وقد شرحنا ذلك في نقاط سابقة من حيث اتهامهم الى بعضهم بأبشع الاتهامات وتركهم الجهاد والدفاع عن مراقد الأئمة (ع) وذهابهم ونصرهم للمحتل والظلمة حتى ان الظلمة قد اشادوا بهذه الشخصيات ومدى تعاونهم واستجابتهم لهم وهذه الامور ينوء عنها ويستنكرها الكثير من المؤمنين فما بالك بنائب الامام (عج) .
ان الامام الحجة (عج) كان له نائب أو سفير واحد في الغيبة الصغرى فكيف لنا الآن كل هؤلاء النواب وبهذا العدد الكبير، الا يوجد أي طريقة أو وسيلة لكيفية معرفتهم والتأكد من صدقهم بأنهم نواب عامين عن الإمام (عج) وكان النواب وسفراء الامام (عج) متحديين ومتحابيين فيما بينهم ولا يوجد اي خلاف بينهم واما هؤلاء فما نراه من اختلافهم الكبير فيما بينهم وفي فتاويهم حتى وصل الأمر أنه بدأ مقلدي بعضهم يتجاوز ليس فقط بالسب و التكذيب على مقلدي الفقهاء الآخرين ولكنه تجاوز هذا الى حد انه بدأ أحدهم يقتل الآخر وهو ما حصل ورأيناه في العراق بين مقلدي الحكيم والصدر والسستاني وهذا الذي يحصل هو نفسه ما أشار اليه أمير المؤمنين علي (ع) وهو من علامات ظهور الحجة (عج) وهو عن اختلاف الشيعة وان بعضهم سوف يتفتل في وجه بعض وبعضهم يكذب الآخر .... ,وهذه اخلاق بعيده جدا عن اخلاق وتصرفات سفراء ونواب الامام (عج) اما اذا اعتبروا وهو ما يعتقدون به أن الاعلم منهم هو النائب العام للامام (عج) وان معرفته هي عن طريق سؤال اهل الخبرة عنه فهذا اعتقاد وحجة باطلة لان اهل الخبرة هم غير معصوميين وان ما حصل مع موسى (ع) واختياره السبعين رجلا من قومه حيث انه لم يشك في ايمانهم والنتيجه ان صعقهم الله جميعا لانهم جميعا استحقوا ذلك لنفاقهم وكفرهم مع العلم ان موسى (ع) معصوم ومن الرسل وأولي العزم لان هذا الامر لا يتم الا عن طريق الله فكيف نطمأن لهؤلاء اهل الخبرة من البشر العاديين واكثرهم يسعى خلف من يعطه من المراجع حصة وراتب اعلى من غيره وهذا دليل منهم على ما اقول (وشهد شاهد من اهلها): يقول صاحب كتاب (شعراء الغري) :
أما النجف فالزعامة الدينية لم تأخذ يوماً ما شكلها الإنفرادي إنما يقوى بعض الزعمــاء ويتســع نفوذه ......،
لذا ترى كلاً قد ذهب إلى تعزيز فريقه وتعصب له كأن كل واحد منهم له مذهب غير مذهب الإمام جعفر ع وله دين غير دين الإسلام ، وترى لكل واحد منهم اتباعاً يرون رأيه حتى وإن خالف البديهيات أحياناً ] شعراء الغري / ج12/ ص460/ ط1/ 1956م
فأنتبه اخي المسلم لهذا الاعتراف الخطير حيث يشير ان الزعامة في النجف ليست مسألة اعلمية وانما هي مسألة اتساع نفوذ وسلطة والمسألة بعيدة كل البعد عن الدين والمصلحة العامة للمسلمين وهذا واضح في خلافاتهم كان مذهبهم غير مذهب الامام الصادق (ع) واتباعه أولي الخبرة انما متعصبون لهم حتى لو خالفوا البديهيات, وهذا نص اخر من كتبهم يشير الى انحراف اهل الخبرة عن اظهار الحقيقة والذين يعتبرون الدليل لعوام الشيعة لمعرفة الاعلم :{ أشار ذوو الخبرة إلى أعلمية السيد حسين التبريزي على السيد محمد حسن الشيرازي المعروف بالمجدد إلا أن السيد الشيرازي كان أعمق علماً وأوسع ، وفي فترة أخرى أشار ذووا الخبرة الى أعلمية السيد محمد التبريزي على السيد حسين البروجردي بينما السيد البروجردي له مباني أصولية لا يرقى إليها السيد التبريزي ، ولتحديد الأعلم بين العلماء (الشيخ النائيني والشيخ العراقي والشيخ عبد الكريم الحائري والشيخ الأصفهاني والسيد الأصفهاني ) فقد أشار أهل الخبرة إلى أعلمية السيد الأصفهاني والغريب في الأمر ان كل الأعلام الوارد ذكرهم هم أعلم قطعاً من السيد الأصفهاني } الانوار النعمانية للسيد نعمة الله الجزائري / تحقيق محمد القاضي ج4 / ص322
وهذا مثال عملي على خيانة هؤلاء أهل الخبرة فبربكم هل من الممكن ان تكون هذه هي الطريقة التي يتبجحون بها لمعرفة الاعلم ويتبجحون انها من القرأن والعترة الطاهره (ع),
والحقيقة المستفادة من الذي تقدم أعلاه انه لا يوجد لديهم أي طريقة لمعرفة النائب العام (في حالة وجوده ) من غيره لأنه الإمام الحجة (عج) لم يعينهم اصلاً لهذا المقام ولذلك لم يضع هذه الطريقة لمعرفته واذا اراد الامام من تعيين سفير او نائب له فستكون له ادلة واثباتات تأكد ادعاءه وستكون هذه الادلة للجميع من البسطاء والمثقفين الاغنياء والفقراء ولا تخصص معرفته بذوي الخبرة فقط لانه سيكون حجة على الجميع لا على طبقه معينه من الناس دون غيرهم, وهكذا تجد أن هذا الأمر لا يمكن حله أو ايجاد أي مخرج شرعي له وهو ما يؤيد النقطة الأولى فيما تقدم أعلاه فهم غاصبون لحق الإمام ويفرضون وجودهم عليه كنواب له وهذه فرية عظيمة.
3. حسب مبدأ التقليد فإنه يجب تقليد الأعلم وهو المخول في هذه الحالة بالفتوى واستلام الحقوق الشرعية وكل الحقوق تحت مظلة النيابة العامة للحجة (عج) وهذا طبعاًحسب ادعائهم ولكننا نرى أنهم جميعاً (أي المراجع) يدعون أنهم الأعلم وهذا يعيدنا الى نفس الدوامة اي هل هم كلهم محقون بادعائهم هذا وفي أفضل الأحوال فانه واحد منهم فقط سيكون صادقاً بهدا الادعاء، اذن ما هي الاشكالات الشرعية المترتبة على الذين ادعوا هذا الأمر وهم ليسوا أعلم الموجودين ولكنهم يفتون الناس ويستلمون أموال الخمس ويتصرفون بها حسب علمهم ويفعلون كل ما للأعلم من حقوق النائب العام للحجة (عج) وهذا يعني أنه غصب حق غيره وأنه يتصرف بأموال الامام بدون أي شرعية وهذا أمر عظيم من حيث الشرع فهل هناك طريقة لمعرفة الأعلم واذا كانت هناك طريقة غير سؤال اهل الخبرة التي تبين بطلانها في النقطة السلبقة فأذا كانت موجودة فأين هي ولماذا لا يستخدمونها ليختاروا أعلمهم ويتجنب الباقين هذا الذنب العظيم من التجاوز على حق الامام (عج) واذا لم توجد طريقة فلماذا لم يستجيبوا الى بعض المقترحات ومنها ما قاله المرجع محمدحسين فضل الله حيث دعاهم الى اقامة حوزة أو مرجعية مؤسساتية تظم كل المراجع المعترف بهم وبهذا تكون هذه المؤسسة هي التي تصدر الفتوى وبهذا تكون هذه الفتوى موحدة للكل وهي التي تشرف على الحقوق الشرعية عن طريق لجان مختصة بقبض وصرف الحقوق الشرعية، وهذا الاقتراح بالحقيقة هو اثبات ودليل اضافي على انه لا وجود اصلاً الى اي اشارة في القرآن والأحاديث الشريفة على ان التقليد يجب على الأعلم والاقتراح اعلاه صادر من مرجع ديني له ثقله في الوسط الشيعي وله مقلدين كثر فمن أين جاؤوا بكل هذه الطقوس وعند التفكر قليلاً نرى أن هذه الطقوس المبتدعة هي في الحقيقة الأهواء للنفس الأمارة بالسوء من حب السلطة والجاه وتقديس الناس لها، حيث اننا نرى انهم مُطاعون ومسموعون وتخافهم الناس اكثر من خيفهم الله عز وجل وان اموال هؤلاء العوام تذهب لهم وتصرف معظمها لشؤونهم الخاصة والكثير منها تكون على شكل أملاك قيمة جداً بأسمائهم أو اسماء ابنائهم وأقاربهم ومعظم هذه الاملاك الآن موجودة في لندن عاصمة الاحتلال والمؤامرات والدسائس ضد الاسلام ولا ادري لماذا اختاروا هذا البلد الكافر المعادي للاسلام وهناك بلدان اسلامية أو على الأقل أن يختاروا من البلدان الأوروبية الأخرى الأقل عداءً للاسلام من بريطانيا.
ثالثاً: ويلخص في نقطتين:
النقطة الأولى
أ. لو كان التقليد يعني أو يمثل قيادة الشيعة أو مذهب أهل البيت (ع) فلماذا ظهر في القرون المتأخره وكان اول وجوبه في القرن العشرين فقط( وتحديداً في رسالة المرجع كاظم اليزدي عام1919 م والذي له احترام وتقدير خاص من قبل المحتل الانجليزي في وقته) ولم يكن معروفاً أو عمل به أي فقيه أو عالم من الذين عاصروا بداية الغيبة الكبرى مثل الشيخ الكليني والطوسي والشيخ المفيد والى عدة قرون بعدها فهل كانت القيادة غير ضرورية في وقتهم وأصبحت كذلك بعد قرون؟ فاننا نرى اعلام فقهاء الشيعة ومحققيهم ورواة حديث أهل البيت ينكرون التقليد وليس لديهم أي رسائل عليه يتوجب فيها على العوام الالتزام بها ولم يذكروا أنه على المكلف أن يقلدهم وبعضهم التقى بالحجة في الغيبة الكبرى وهو الشيخ المفيد وقد أخذ رسائل منه (عج) ولم يكونوا مقلدين لغيرهم سوى ولايتهم للحجة (عج) ويمكنكم الاطلاع على كتبهم واحاديثهم للتأكد من ذلك وقد اطلعنا على رأي الكليني في التقليد في كتابه الكافي ج1 باب التقليد ((اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (التوبة:31)عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: "أما والله ما دعوهم الى عبادة انفسهم ولو دعوهم ما اجابوهم ولكن أحلوا لهم حراماً وحرموا عليهم حلالاً [فاتبعوهم] فعبدوهم من حيث لا يشعرون" (الكافي، ج1 باب التقليد ص37)
) ومنهم كذلك الشيخ الطوسي والمجلسي والحر العاملي والكثير الكثير من أعلام المذهب فهل أمرهم الحجة (عج) بالتقليد أي أنه أوجبه عليهم وعصوه ونحن الى الآن نلتزم بأحاديثهم ونوقرهم ونعتبرهم من أعلام المذهب أم أن الحجة (عج) بعد حوالي عشرة قرون من الغيبة الكبرى أبلغ الفقهاء المتأخرين بوجوبه فأطاعوه
نريد أن نعرف الحقيقة يا أيها الفقهاء، اخبرونا، ردوا علينا
ما لكم لا تنطقون؟ ((ام لكم كتاب فيه تدرسون)) القلم37
ب. وهي قول الامام (ع) ان كل راية قبل راية القائم صاحبها طاغوت وهذا حديث واضح وجلي اي انه لا يمكن ان يكون هناك امام أو قائد يحمل راية الا وهو طاغوت والأمر واضح لأنه في الحقيقة اذا كان هناك قاعدة مؤمنة ومطيعة فالأولى أن يكون طاعتها الى الامام الحجة نفسه (عج) وهو قائدها ويفتح الله به وبهم الأرض ويملؤها قسطاً وعدلاً بعد أن ملأت ظلماً وجوراً.
حيث أنه معصوم (ع) سوف يقودهم الى الحق 100% وسيكون اتباعهم له مجزي عند الله ويثابون عليه رضا الله والجنة ان شاء الله جعلنا واياكم منهم
في الجزء الخامس سنوضح انشاءالله لماذا سكت العلماء العاملون على بدعة التقليد
بسم الله الرحمن الرحيم
- الاعتقادات الشخصية بداية الضلال والاستكبار
والمقصود هنا الأدلة الشخصية التي يتبناها الفقهاء والمقلدين لاثبات بدعة التقليد وهي عبارة عن أفكارهم واعتقاداتهم الشخصية اي ليست من القرآن والعترة الطاهرة وبالرغم من أنها غير ملزمة لأي انسان لأنها خارجة عن الخط الذي رسمه الرسول الكريم محمد (ص) حيث قال انه تارك فينا الثقلين الذي ما ان تمسكنا بهما لن نضل ابداً، وبخلافه فإننا سنبتعد عن الطريق المستقيم، ولكن من الأفضل أن نطرح هذه الأفكار والآراء ومناقشتها وتحليلها وبيان بطلانها وهي عموماً تنحصر بنقطتين رئيسيتين وهما:
النقطة الاولى:
وهو ما يدعيه العوام اي المقلدون وهو انهم يقلدون الفقهاء لأن لكل انسان اختصاصه ولا يمكن لكل انسان ان يكون مختصاً بكل الاختصاصات ومثال على ذلك اذا مرض الانسان ذهب الى طبيب واذا أراد أن يبني بيتاً ذهب الى المهندس واذا أراد سريراً أو كرسياً ذهب الى النجار...
واذا اراد فتوىً او مسألةً شرعية ذهب الى الفقيه الذي يقلده!
حيث لا يمكن أن يكون هو نفسه طبيباً ومهندساً ونجاراً أو فقيهاً في نفس الوقت وانه أمر الدين والفقه صعب جداً ويجب أن يكون هناك متخصص بذلك ويكفيهم العناء في البحث والفتوى وهم يكفيهم أن صلاتهم وصيامهم ودفع الخمس يوجب لهم دخول الجنة.
وللرد على ذلك عدة نقاط:
1. أن الطبيب إذا أخطأ تشخيص مرضك فإنك في هذه الحالة ستتأخر في العلاج والشفاء والأسوأ الذي يمكن أن يحصل هو أن يموت الانسان بسبب هذا الخطأ كذلك المهندس اذا أخطأ في التصميم فان الأسوأ هو سقوط البيت و موت من فيه كذلك النجار اذا أخطأ في التصميم فان الأسوأ هو سقوط السرير وكسر أحد الأعضاء ولكن هذا كله لا يوجب دخولك النار أو يحاسبك الله عز وجل عن أخطاء هؤلاء ولكن الخطر كل الخطر هو حين ان يفتي لك أحدهم برأيه (لان استنباط الفتوى الشرعية تعتمد على اربعة مصادر هي القران والسنة والعقل والاجماع اي اضافوا مصدرين لم يوصي بها الرسول الكريم وهو العقل والاجماع وهذه يتدخل فيها الراي والقياس الذي نهى عنه اهل البيت ع بشدة ) فتتبعه فإن اخطأ واتبعته فقد يؤدي ذلك بك الى النار لامحال لأن الله لم يأمرك باتباع الرجال وانما أمرك باتباع القرآن والعترة الطاهرة (ع) وهذا ما يؤكد الباري عز وجل في كتابه حيث يقول ((ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً))
فانظر أخي المسلم في كثرة وشدة اختلافاتهم وفي جميع الأمور في الفتوى وفي الأعلمية وفي ضرب بعضهم الآخر واتهاماتهم فوالله انها جميعاً تؤكد انها من عند غير الله وانهم يأخذون بأيدينا الى الهاوية والى جهنم والعياذ بالله فانظروا الى من تتبعون.
2. عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: عليكم بالتفقه في دين الله ولا تكونوا أعراباً فإنه من لم بتفقه في دين الله لم ينظر الله اليه يوم القيامة ولم يزك له عملاً [الكافي ج1 باب فرض العلم ووجوب طلبه حديث41 ص48] ... وهل هناك كلام أوضح من هذا مما يوجب على الكل التفقه في دين الله وانه ليس بواجب كفائي لانه من لم يتفقه في دين الله وليس دين الفقهاء فإن الله لم ينظر اليه يوم القيامة ولم يزك له عملاً وهل هناك عقوبة أشد وأعظم من ذلك أي انه لن تنفعنا صلاة أو صوم أو زكاة فأين نحن من ذلك وكلما أسأل أو أتحدث الى احد الاخوان في وجوب التفقه يقول لي ان لا علم لي ولا عقل لي وهذا ليس من اختصاصي و....، فماذا سيقول لله الكريم يوم الحساب وقد سمع وعرف ما يوجب عليه وأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها ولو كان هذا الأمر بهذه الصعوبة والاستحالة كما يدعون فحاشى لله ان يجعلها بهذه الأهمية والالزامية لكل مسلم كما سمعنا ولكنهم قد ركنوا الى الدنيا وزخرفها وهناك من يقوم بالتحليل والتحريم فيتبعوه وهو بالحقيقة عبادة الرجال بعينها كما قال الباري ((اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله))
النقطة الثانية: يدعون أنه يجب أن تكون هناك قيادة شيعية يتزعمها المرجع او الفقيه الاعلم تقود عوام الشيعة وتوحدهم وان يطيع العوام هذه القيادة او بالاحرى الفقيه الاعلم تماماً كما يطيعون الامام الحجة (عج)ونرى ذلك واضحاً خاصةً عند تطبيقهم مبدأ ولاية الفقيه فانهم يذهبون الى ابعد من ذلك فان المرجع في هذه الحالة سيكون هو الولي الفقيه اي انه سيكون أولى بالمؤمنين من أنفسهم أي انه لديه الحقوق السابقة من الطاعة واستلام الحقوق الشرعيه وكذلك أن له الحق بالتصرف بأرواح المسلمين وأن بعضهم تمادى وذلك في وجوب التقليد على العوام حتى في أصول الدين أي في العقائد اي ان الفقيه يمكنه ايقاف الصلاة ومنع الزكاة وافطار شهر رمضان وغيرها من العقائد حسب ما يراه عقله القاصر مناسباً وهذا ما قاله أحد الفقهاء المتأخرين صراحة وهو السيد كمال الحيدري في كتابه التفقه في الدين، حوار مع السيد كمال الحيدري الفصل الثالث التقليد في اصول الدين، وللرد على هذا وما تقدم اعلاه هناك عدة نقاط:
أولاً: أن فكرة توحيد الأمة هي فكرة جيدة وهي حق ولكنه هنا حق يراد به باطل في هذه القضية لأنه من المهم هو أن يكون الاجتماع والتوحيد على الحق لا على الباطل والبدع, لاننا نرى ان الكثير من الأديان والقوميات متوحدة ولكن بعيدة كل البعد عن طريق الحق وطريق الله ولنأخذ اليهود فهم خير مثال على ذلك حيث انهم معروفون ومنذ القدم بتمسك مقلِديهم بعلمائهم وانهم متعصبون الى دينهم لدرحة انه لا يمكن لباقي الأديان اعتناق دينهم لأنهم يعتبرون أنفسهم شعب الله المختار وان دماءهم خاصة وقد أسسوا دولة وهي اسرائيل خاصة بهم فقط وهم الآن يتحكمون في مصير الكثير من دول العالم أي انهم من الناحية الدنيوية هم على درجة عالية جداً من التطور والتقدم الاقتصادي والسياسي والجتماعي ومن الناحيه الدينيه هم مطيعين ومتمسكين جداً باحبارهم ولكن كل هذا هل سيقيهم شيئاً من عذاب الله بحجة أن هذا الذي لديهم وهم يقومون به هو من اجل انتظارهم ونصرتهم لمنقذهم المنتظر ولكن لا، لأن القوانين وشرائع الله تختلف عن قوانينهم وشرائعهم وما تعتقد به الآن معظم البشرية لأن الله لا يقبل مبدأ الغاية تبرر الوسيلة حيث أن اليهود مستعدين لقتل وسرقة ومصادرت حقوق أي انسان من الديانات الأخرى لأجل مصلحة اسرائيل ونصرة دينهم دون اي رادع، وهذا ما نقوله أيضاً الى فقهائنا الذين يريدون أن يبرروا هذه البدعة (التقليد) وهي الوسيلة من أجل الغاية السامية وهي اعداد قاعدة قوية لنصرة الحجة (عج)
لأن هناك وسيلة واضحة وشريفة قد أقرها الله لنا وأوصانا بها أهل البيت عليهم السلام وهي على الكل التفقه بالدين ليكونوا بالفعل من جنود الحجة (عج) يلتزمون بأوامره ولا يكون للشيطان عليهم سبيلاً وسيكون دور الفقهاء العاملين هنا دور بارز ومؤثر جداً أيضاً حيث أنهم يأمرون الناس وينصحونهم بالالتزام وتطبيق ما أمرنا به الله ورسوله والأئمة عليهم السلام عن طريق القرآن الكريم وأحاديثهم (ع) وليس عن طريق آرائهم وأفكارهم الشخصية (العقل والاجماع) ولاعن طريق أخذ الأموال والحقوق التي تخص الامام الحجة (ع) فبهذا يكون عملهم هذا خالص لوجه الله تعالى وحده وليس من أجل مغريات هذه الدنيا من مال وجاه وسلطة وأستعباد لخلق الله عز وجل,
والآن لننظر الى عصرنا الحالي ونرى هؤلاء الفقهاء أو المراجع الذين يدعون الأعلمية ويُوجِبون العوام بتقليدهم واتباعهم ونرجو ان يجيبوننا هم أو وكلاءهم على هذه النقاط التي يمكن أن يراها كل الناس سواء البسطاء منهم أو المثقفون وهي:
1) اختلافهم العميق فيما بينهم الى درجة أن يتهم الواحد منهم الآخر بأنه عميل أو مجنون او ابن زنى وهم كلهم لديهم مقلِدين فإما هم باتهاماتهم هذه كاذبين وبهذا يمكن أن يكونوا كاذبين أيضاً في كثير من الأمور الأخرى وبهذا لا يمكن تقليدهم لأنهم قد ابتعدوا عن شروط الفقيه الواجب التقليد أو أن كلهم صادقون في اتهاماتهما وهذه الطامة الكبرى لخطورة هذه الاتهامات وابتعادها ايضاً كل البعد عن الشروط الواجبه للفقيه أو ان منهم الصادق ومنهم الكاذب وهذا أيضاً يعني أن هناك الكثير من العوام الآن يقلدون من هم عملاء أو ابناء زنى مع العلم أن كل هؤلاء الفقهاء لديهم شبكة من الوكلاء وهؤلاء يدعون لهم لأن لكل منهم نصيبه من الحقوق الشرعية ,والسؤال هنا انهُ في هذه الحالة المشروحة في هذه النقطة ما هوموقف العوام الذين يقلدون هؤلاء الفقهاء الذين هم بالفعل يحملون الصفاة التي أُتهموا بها من قبل الفقهاء الاخرين اي ما هو موقفهم من الله هل سيكون اتباعهم لهؤلاء مجزي عند الله مع العلم أنهم يقودوهم الى الباطل في كثير من الأمور وانهم اكيد بعمالتهم وصفاتهم هذه اذا آن زمن الظهور سيقودن مُقليديهم من العوام لمحاربة الامام الحجة نفسه (عج) وهذا ما أكدت عليه جميع روايات أهل البيت (ع), والان اليكم بعض الأمثال الحية لهذه الاتهامات التي اشرنا اليها اعلاه والتي عاشرناها في زمننا هذا:
أ- اتهم السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر بشير الباكستاني( وهو مرجع معروف جدا في النجف الاشرف وهو حالياً أحد المراجع الاربعة الرسميين عند الدولة)قد اتهمه علناً وفي خطبة الجمعة أنه عميل لصدام وقد رفض السيد الشهيد من تجديد اقامته لأنه سيكون قد اشترك في هذا الظلم لأنه يساعد ظالم على بث شروره بين الناس.
ب- كذلك اتهم الشهيد الثاني محمد صادق الصدر المرجع محمد سعيد الحكيم(وهو ايضاً من المراجع العضام وله ملايين المقلدين وهو ايضاً أحد المراجع الاربعة الرسميين عند الدولة)قد أتهمه علناً بأنه أوقافي وذلك عندما لجأ الثاني الى عدي صدام حسين بالتحديد وذلك لارجاع المدرسة التي كانوا قيمين عليها ولكنهم لم يفتحوها وقد قام بفتحها السيد الشهيد الثاني وبالفعل قد لجأ الحكيم لهذا الطاغي وقد استرجعوا تلك المدرسة بكتاب موقع من الظلمة [وهذا من احتكام الطاغوت]الذي ينهى عنه أهل البيت بشده ويعتبر من الكبائر وقد عُلق هذا الكتاب في براني الشهيد الثاني ليراه جميع المسلمين كشهاده واثبات على الفعل المنكر الذي قام به الحكيم.
ج- كذلك اتهم الشهيد الثاني السيد محمد محمد صادق الصدر المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني(ويعتبر السستاني الان المرجع الديني الاعلى والاعلم للشيعة بعد وفاة السيد الخوئي وهو ايضاً احد المراجع الاربعة الرسميين عند الدولة) حيث قال له انه لا يحق له الاختباء في منزله وعدم اتصاله بالعامة واقتصار اتصاله فقط على الخاصة لأنه يخاف الاغتيال أو الشهادة، وقال أن هذه ليست صفات من يتصدى لهذا الأمر فاذا كان يخاف فليعتزل ويترك هذا الأمر الى من يستحقه.
وعمموماً قد اسماهم الشهيد الثاني الحوزة الصامتة التي هي أشد من صمت القبور وهو يشير بهذا الى المراجع الموجودين في العراق في زمنه والذين هم يقودون الشيعة في العراق وفي الكثير من باقي الدول حالياً.
د- ان مراجع الحوزة الصامتة المشار أليهم سابقاً قد اتهموا الشهيد الثاني بأنه عميل وأوقافي وانه ليس عالم وان اجتهاده باطل وشككوا بنسبه الى ابيه ونهوا مقلديهم أو عوام الشيعة بالصلاة خلفه لأنه ليس لديه عدالة (مع العلم ان الشهيد الثاني محمد محمد صادق الصدر لديه ملايين المقلدين في حياته وبعد وفاته).
ه- أُتهم المرجع محمد حسين فضل الله من قبل مراجع ايران والكثير من مراجع العراق بأنه خارج عن المله وأنه غير عادل وان تقليده باطل.
و- اتهم المرجع فاضل المالكي مؤخراً مراجع النجف وخصوصاً من هم ليسوا عراقيين بأنهم وعاظ السلطة وأتهمهم بأسوء الاتهامات ودانهم بشدة.
وبالنظر الى هذه الاسماء أعلاه فاننا نرى ان معظم الشيعة في العالم يقلدونهم، أليست هذه كارثة حقيقية يجب النظر فيها, فأما انهم جميعاً كذابين وبهذا لا يجوز تقليدهم جميعاً (على شرطهم بوجوب تقليد الفقيه العادل كما يدعون) أو أن أحدهم صادق باتهامه وبهذا يكون أيضاً الكثير من الشيعة هم في ضلال بتقليدهم هؤلاء فأين عقولكم أيها المقلديين.
2) النفاق الواضح بينهم حيث أن معظم من كان يسب ويتهم الشهيد الثاني في حياته فانه نفسه قام يتقديسه واحترامه بعد استشهاده مع العلم انهم لم يغيروا اي شيء من اعتقاداتهم ولم يتوبوا من أعمالهم السابقة حتى نقول انهم قد تابوا (وخير مثال على ذلك المرجع الراحل محمد باقر الحكيم فبالرغم من عداءه للسيد الصدر واتهامه بالعماله والخيانة في حياته نراه يحضر مأتمه بعد أستشهاده وقد استقبلوه هناك بالنِعال والاحذية وهذه قصة معروفة )
3) تأييدهم المحتل وعدم اصدار اي فتوى بجهاد المحتل واخراجه من ارض العراق المقدسة وعندما قالوا ان النجف هي خط احمر عند بدء الاحتلال قد رأيناهم وقد هربوا جميعاً وتركوها لتُضرب ويُضرب كذلك ضريح أمير المؤمنين علي (ع) في أحداث النجف في ايام حكم ايد علاوي وقد ذهب كبيرهم الى ارض المحتل نفسه بريطانيا بحجة الفحص الطبي والآخرون الى مناطق مختلفة وبعد 22 يوماً عاد كما يعود الفاتح المنتصر وذلك بعد ان ادعى انه امر المحتل بايقاف هذا الاعتداء وان المحتل استجاب له لما لهذا المرجع من سلطة واحترام لدى المحتل الغاشم وقد قام الناس باستقباله وهم لحد الآن يعتبرون هذا من الانجازات العظيمة له، فنقول اذا هذا كان له كل هذا الاحترام والطاعة من قبل المحتل الكافر فلماذا لم يأمرهم بأن لا يعتدوا ويضربوا هذه المدينة وضريح امير المؤمنين (ع) من أول يوم لماذا ترك هذا الأمر لمدة 22 يوماً وقد دُمر ما دُمر وقُتل من قُتل من المسلمين المواليين لامير المؤمنين(ع)؟ أوليس من المنطقي ان من لديه هذا المقام وهو المرجع الكبير والنائب العام للإمام الحجة (ع) أن يكون أول المدافعين عن هذا المكان المقدس وان يكون جسده درعاً الى الصحن الشريف لكي يُشهد الرسول الاعظم وامير المؤمنيين (ع) بأنه أول من دافع عن الحرم واستشهد في ذلك مع العلم أن هذا ما فعله الكثير من البسطاء الذين يؤمنون بإمامهم ويقدسون ضريحه أليس هذا تناقضاً حيث يكون المرجع الاعلى هو نفسه أول الفارين وإلى أين؟ ألى بلد الظالم نفسه بريطانيا، والمدافعين هم البسطاء والعوام (( مالكم كيف تحكمون)) وكأن غشاوة أو حجباً قد غلفت أعين وقلوب الناس مع أن الحقيقة أوضح من الشمس في رابعة النهار.
4) تكبرهم على الناس حتى وصل الأمر الى تقبيل ايديهم والتبرك بافرازاتهم الجسدية ولم يمنعوا الناس من ذلك بل حثوا عليه مع العلم ان الرسول الكريم منع تقبيل اليد وقال اتركوها فانها حمقة من حمقات الأعاجم
ثانياً: ادعاءهم النيابة العامة عن الحجة (عج)
ولهذا عدة نقاط يجب مناقشتها:
1. اين ومتى تم هذا الأمر اي انه ليس لدينا أي رواية أو حديث يتم فيه اعتبار هؤلاء بأنهم نواب عامون عن الامام الحجة (عج) مع العلم أن هذا الأمر عظيم جداً ولا يمكن اعتماده عن طريق التأويل والظن من غير معصومين مهما كانت درجتهم العلمية فهكذا أمر يجب أن يكون صريحاً وواضحاً ومن المعصوم نفسه والدليل عليه هم السفراء الأربعة فكان تقليدهم هذا الدور واضح وصريح من الامام الحجة (عج) وبروايات عديدة بأسمائهم فلو كان هناك دورٌ لهؤلاء الفقهاء بالقيادة بعد السفراء الاربعة واعتبارهم نواب عامين للامام الحجة (عج) ولديهم كامل حقوقه من طاعة واستلامٍ الخمس لكان هناك روايات وتوصيات واضحة وكثير من الحجة (عج) حيث يوصي العوام بها حتى يطيعوا ويتبعوا نوابه العامين وأيضاً يجب أن تكون هناك روايات تحل كل الاشكالات الموجودة حالياً في كيفية تحديد الاعلم وجواز البقاء على تقليده أو عدمه بعد وفاته او تقليده ابتدائاً وغيرها من الامور الكثيرة المختلف فيها بين فقهاء التقليد وذلك لعدم وجود اي نص من الائمه(ع) يحدد هذه الامور وكيف ينصون (ع)على أمر هم يحذرون المسلمين منه ويأكدون برواياتهم المتوافره على خلافه اي وجوب التفقه لكل المسلمين واتباع القرآن والعتره المعصومة لا ثالث لهما,وكان يجب أيضاً أن تكون هذه التوصيات اكثر بكثير من تلك الموجود والواضحة للسفراء الأربعة لأن هذه الغيبة وهي الكبرى ستطول عشرات المرات أكثر من الغيبة الصغرى، فكيف يقصر الامام بأمر عظيم ومهم كهذا، حاشى له ولكنه يعلم يقيناً أن ما يفعله هؤلاء بعيد كل البعد عن الدين وطريق الحق ولهذا فقد منع السفير الرابع أن يوصي الى اي شخص بعده ولم يعط اي حديث أو رواية أو وصية تثبت أن هؤلاء سيكونون نواب عامين عنه(ع) !!!
2. من هذا المقام الذي يدعوه لأنفسهم وهو أنهم نواب عامون هذا يعني أنهم يمثلون الامام الحجة (عج) الآن بما للامام من أخلاق وعلم وصفات أو على الأقل يكونون أقرب الناس الى هذه الصفات ولكننا نرى عكس ذلك وقد شرحنا ذلك في نقاط سابقة من حيث اتهامهم الى بعضهم بأبشع الاتهامات وتركهم الجهاد والدفاع عن مراقد الأئمة (ع) وذهابهم ونصرهم للمحتل والظلمة حتى ان الظلمة قد اشادوا بهذه الشخصيات ومدى تعاونهم واستجابتهم لهم وهذه الامور ينوء عنها ويستنكرها الكثير من المؤمنين فما بالك بنائب الامام (عج) .
ان الامام الحجة (عج) كان له نائب أو سفير واحد في الغيبة الصغرى فكيف لنا الآن كل هؤلاء النواب وبهذا العدد الكبير، الا يوجد أي طريقة أو وسيلة لكيفية معرفتهم والتأكد من صدقهم بأنهم نواب عامين عن الإمام (عج) وكان النواب وسفراء الامام (عج) متحديين ومتحابيين فيما بينهم ولا يوجد اي خلاف بينهم واما هؤلاء فما نراه من اختلافهم الكبير فيما بينهم وفي فتاويهم حتى وصل الأمر أنه بدأ مقلدي بعضهم يتجاوز ليس فقط بالسب و التكذيب على مقلدي الفقهاء الآخرين ولكنه تجاوز هذا الى حد انه بدأ أحدهم يقتل الآخر وهو ما حصل ورأيناه في العراق بين مقلدي الحكيم والصدر والسستاني وهذا الذي يحصل هو نفسه ما أشار اليه أمير المؤمنين علي (ع) وهو من علامات ظهور الحجة (عج) وهو عن اختلاف الشيعة وان بعضهم سوف يتفتل في وجه بعض وبعضهم يكذب الآخر .... ,وهذه اخلاق بعيده جدا عن اخلاق وتصرفات سفراء ونواب الامام (عج) اما اذا اعتبروا وهو ما يعتقدون به أن الاعلم منهم هو النائب العام للامام (عج) وان معرفته هي عن طريق سؤال اهل الخبرة عنه فهذا اعتقاد وحجة باطلة لان اهل الخبرة هم غير معصوميين وان ما حصل مع موسى (ع) واختياره السبعين رجلا من قومه حيث انه لم يشك في ايمانهم والنتيجه ان صعقهم الله جميعا لانهم جميعا استحقوا ذلك لنفاقهم وكفرهم مع العلم ان موسى (ع) معصوم ومن الرسل وأولي العزم لان هذا الامر لا يتم الا عن طريق الله فكيف نطمأن لهؤلاء اهل الخبرة من البشر العاديين واكثرهم يسعى خلف من يعطه من المراجع حصة وراتب اعلى من غيره وهذا دليل منهم على ما اقول (وشهد شاهد من اهلها): يقول صاحب كتاب (شعراء الغري) :
أما النجف فالزعامة الدينية لم تأخذ يوماً ما شكلها الإنفرادي إنما يقوى بعض الزعمــاء ويتســع نفوذه ......،
لذا ترى كلاً قد ذهب إلى تعزيز فريقه وتعصب له كأن كل واحد منهم له مذهب غير مذهب الإمام جعفر ع وله دين غير دين الإسلام ، وترى لكل واحد منهم اتباعاً يرون رأيه حتى وإن خالف البديهيات أحياناً ] شعراء الغري / ج12/ ص460/ ط1/ 1956م
فأنتبه اخي المسلم لهذا الاعتراف الخطير حيث يشير ان الزعامة في النجف ليست مسألة اعلمية وانما هي مسألة اتساع نفوذ وسلطة والمسألة بعيدة كل البعد عن الدين والمصلحة العامة للمسلمين وهذا واضح في خلافاتهم كان مذهبهم غير مذهب الامام الصادق (ع) واتباعه أولي الخبرة انما متعصبون لهم حتى لو خالفوا البديهيات, وهذا نص اخر من كتبهم يشير الى انحراف اهل الخبرة عن اظهار الحقيقة والذين يعتبرون الدليل لعوام الشيعة لمعرفة الاعلم :{ أشار ذوو الخبرة إلى أعلمية السيد حسين التبريزي على السيد محمد حسن الشيرازي المعروف بالمجدد إلا أن السيد الشيرازي كان أعمق علماً وأوسع ، وفي فترة أخرى أشار ذووا الخبرة الى أعلمية السيد محمد التبريزي على السيد حسين البروجردي بينما السيد البروجردي له مباني أصولية لا يرقى إليها السيد التبريزي ، ولتحديد الأعلم بين العلماء (الشيخ النائيني والشيخ العراقي والشيخ عبد الكريم الحائري والشيخ الأصفهاني والسيد الأصفهاني ) فقد أشار أهل الخبرة إلى أعلمية السيد الأصفهاني والغريب في الأمر ان كل الأعلام الوارد ذكرهم هم أعلم قطعاً من السيد الأصفهاني } الانوار النعمانية للسيد نعمة الله الجزائري / تحقيق محمد القاضي ج4 / ص322
وهذا مثال عملي على خيانة هؤلاء أهل الخبرة فبربكم هل من الممكن ان تكون هذه هي الطريقة التي يتبجحون بها لمعرفة الاعلم ويتبجحون انها من القرأن والعترة الطاهره (ع),
والحقيقة المستفادة من الذي تقدم أعلاه انه لا يوجد لديهم أي طريقة لمعرفة النائب العام (في حالة وجوده ) من غيره لأنه الإمام الحجة (عج) لم يعينهم اصلاً لهذا المقام ولذلك لم يضع هذه الطريقة لمعرفته واذا اراد الامام من تعيين سفير او نائب له فستكون له ادلة واثباتات تأكد ادعاءه وستكون هذه الادلة للجميع من البسطاء والمثقفين الاغنياء والفقراء ولا تخصص معرفته بذوي الخبرة فقط لانه سيكون حجة على الجميع لا على طبقه معينه من الناس دون غيرهم, وهكذا تجد أن هذا الأمر لا يمكن حله أو ايجاد أي مخرج شرعي له وهو ما يؤيد النقطة الأولى فيما تقدم أعلاه فهم غاصبون لحق الإمام ويفرضون وجودهم عليه كنواب له وهذه فرية عظيمة.
3. حسب مبدأ التقليد فإنه يجب تقليد الأعلم وهو المخول في هذه الحالة بالفتوى واستلام الحقوق الشرعية وكل الحقوق تحت مظلة النيابة العامة للحجة (عج) وهذا طبعاًحسب ادعائهم ولكننا نرى أنهم جميعاً (أي المراجع) يدعون أنهم الأعلم وهذا يعيدنا الى نفس الدوامة اي هل هم كلهم محقون بادعائهم هذا وفي أفضل الأحوال فانه واحد منهم فقط سيكون صادقاً بهدا الادعاء، اذن ما هي الاشكالات الشرعية المترتبة على الذين ادعوا هذا الأمر وهم ليسوا أعلم الموجودين ولكنهم يفتون الناس ويستلمون أموال الخمس ويتصرفون بها حسب علمهم ويفعلون كل ما للأعلم من حقوق النائب العام للحجة (عج) وهذا يعني أنه غصب حق غيره وأنه يتصرف بأموال الامام بدون أي شرعية وهذا أمر عظيم من حيث الشرع فهل هناك طريقة لمعرفة الأعلم واذا كانت هناك طريقة غير سؤال اهل الخبرة التي تبين بطلانها في النقطة السلبقة فأذا كانت موجودة فأين هي ولماذا لا يستخدمونها ليختاروا أعلمهم ويتجنب الباقين هذا الذنب العظيم من التجاوز على حق الامام (عج) واذا لم توجد طريقة فلماذا لم يستجيبوا الى بعض المقترحات ومنها ما قاله المرجع محمدحسين فضل الله حيث دعاهم الى اقامة حوزة أو مرجعية مؤسساتية تظم كل المراجع المعترف بهم وبهذا تكون هذه المؤسسة هي التي تصدر الفتوى وبهذا تكون هذه الفتوى موحدة للكل وهي التي تشرف على الحقوق الشرعية عن طريق لجان مختصة بقبض وصرف الحقوق الشرعية، وهذا الاقتراح بالحقيقة هو اثبات ودليل اضافي على انه لا وجود اصلاً الى اي اشارة في القرآن والأحاديث الشريفة على ان التقليد يجب على الأعلم والاقتراح اعلاه صادر من مرجع ديني له ثقله في الوسط الشيعي وله مقلدين كثر فمن أين جاؤوا بكل هذه الطقوس وعند التفكر قليلاً نرى أن هذه الطقوس المبتدعة هي في الحقيقة الأهواء للنفس الأمارة بالسوء من حب السلطة والجاه وتقديس الناس لها، حيث اننا نرى انهم مُطاعون ومسموعون وتخافهم الناس اكثر من خيفهم الله عز وجل وان اموال هؤلاء العوام تذهب لهم وتصرف معظمها لشؤونهم الخاصة والكثير منها تكون على شكل أملاك قيمة جداً بأسمائهم أو اسماء ابنائهم وأقاربهم ومعظم هذه الاملاك الآن موجودة في لندن عاصمة الاحتلال والمؤامرات والدسائس ضد الاسلام ولا ادري لماذا اختاروا هذا البلد الكافر المعادي للاسلام وهناك بلدان اسلامية أو على الأقل أن يختاروا من البلدان الأوروبية الأخرى الأقل عداءً للاسلام من بريطانيا.
ثالثاً: ويلخص في نقطتين:
النقطة الأولى
أ. لو كان التقليد يعني أو يمثل قيادة الشيعة أو مذهب أهل البيت (ع) فلماذا ظهر في القرون المتأخره وكان اول وجوبه في القرن العشرين فقط( وتحديداً في رسالة المرجع كاظم اليزدي عام1919 م والذي له احترام وتقدير خاص من قبل المحتل الانجليزي في وقته) ولم يكن معروفاً أو عمل به أي فقيه أو عالم من الذين عاصروا بداية الغيبة الكبرى مثل الشيخ الكليني والطوسي والشيخ المفيد والى عدة قرون بعدها فهل كانت القيادة غير ضرورية في وقتهم وأصبحت كذلك بعد قرون؟ فاننا نرى اعلام فقهاء الشيعة ومحققيهم ورواة حديث أهل البيت ينكرون التقليد وليس لديهم أي رسائل عليه يتوجب فيها على العوام الالتزام بها ولم يذكروا أنه على المكلف أن يقلدهم وبعضهم التقى بالحجة في الغيبة الكبرى وهو الشيخ المفيد وقد أخذ رسائل منه (عج) ولم يكونوا مقلدين لغيرهم سوى ولايتهم للحجة (عج) ويمكنكم الاطلاع على كتبهم واحاديثهم للتأكد من ذلك وقد اطلعنا على رأي الكليني في التقليد في كتابه الكافي ج1 باب التقليد ((اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (التوبة:31)عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: "أما والله ما دعوهم الى عبادة انفسهم ولو دعوهم ما اجابوهم ولكن أحلوا لهم حراماً وحرموا عليهم حلالاً [فاتبعوهم] فعبدوهم من حيث لا يشعرون" (الكافي، ج1 باب التقليد ص37)
) ومنهم كذلك الشيخ الطوسي والمجلسي والحر العاملي والكثير الكثير من أعلام المذهب فهل أمرهم الحجة (عج) بالتقليد أي أنه أوجبه عليهم وعصوه ونحن الى الآن نلتزم بأحاديثهم ونوقرهم ونعتبرهم من أعلام المذهب أم أن الحجة (عج) بعد حوالي عشرة قرون من الغيبة الكبرى أبلغ الفقهاء المتأخرين بوجوبه فأطاعوه
نريد أن نعرف الحقيقة يا أيها الفقهاء، اخبرونا، ردوا علينا
ما لكم لا تنطقون؟ ((ام لكم كتاب فيه تدرسون)) القلم37
ب. وهي قول الامام (ع) ان كل راية قبل راية القائم صاحبها طاغوت وهذا حديث واضح وجلي اي انه لا يمكن ان يكون هناك امام أو قائد يحمل راية الا وهو طاغوت والأمر واضح لأنه في الحقيقة اذا كان هناك قاعدة مؤمنة ومطيعة فالأولى أن يكون طاعتها الى الامام الحجة نفسه (عج) وهو قائدها ويفتح الله به وبهم الأرض ويملؤها قسطاً وعدلاً بعد أن ملأت ظلماً وجوراً.
حيث أنه معصوم (ع) سوف يقودهم الى الحق 100% وسيكون اتباعهم له مجزي عند الله ويثابون عليه رضا الله والجنة ان شاء الله جعلنا واياكم منهم
في الجزء الخامس سنوضح انشاءالله لماذا سكت العلماء العاملون على بدعة التقليد
Comment