الرئاسة حق سرقه المراجع من اهل البيت (ع)
من طرف النهضة الفاطمية
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد ألأئمة والمهديين وسلم تسليما
و اللعنة الدائمة على مخربي شرائعهم الى قيام يوم الدين
ان الله سبحانه عندما خلق الانسان خلقه على جانبين جانب الضعف وجانب القوة .
فأما جانب ألضعف فيتمثل في قوله تعالى (وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً )النساء 28
فكونه ضعيفا وذلك لانه ناقصا وقليل الادراك وضعيف البدن قال تعالى {وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }النحل78
وقال امير المؤمنين (ع) ( مسكين ابن ادم تؤلمه البقة وتنتنه العرقة وتقتله الشرقة ) واما جانب القوة فكونه قادر على التعلم والتكامل والرقي وهذا يعني ان ألأنسان ضعيف في الخلقة وقوي في الامكانية ولو لاحظنا هذا ألأنسان بلحاظ عام لوجدناه يمر في كل مراحله بعدة نشآت فباعتباره مفردا فاوله نطفة واوسطه وليدا واخره ميتا وباعتباره فردا من افراد المجتمع فاوله مجتمعا بدائيا واوسطه مجتمعا متحضرا بالحضارة المادية واخره ينقسم الى قسمين فمنهم من ينزل الى الحضيض ويدخل النار لانحرافه عن طريق ولي الله ومنهم من يرتقي الى ( عليين ) ويدخل الجنة بسلوكه طريق الرحمن الذي مثله المعصومون على طيلة الحقب الزمانية وهذا الانسان او المجتمع بعد ان عرفنا عنه ما عرفنا لم يتركه الله سبحانه ( سدا ) فقد وضع له الله منذ ان خلقه ما يرشده ويسدده فباعتباره ناقصا يبغي الكمال قد انزل عليه كتبا تضع له لكل شئ قانون يسير على نهجه وان كانت هذه الكتب قد نزلت عليه في مراحل لكنها كلها تهدف الى طلب مرضاة الله سبحانه والسعي الى تحقيق النظام الاحسن في الحياة الدنيا و في الاخرة ثم جعل له قيما وامينا على هذا الكتاب وهو خليفته المعصوم فكتب الله وان تعددت فحقيقتها واحدة لذا نجد قول الله سبحانه وتعالى حيث يقول ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ ) آل عمران19 وان جميع الانبياء كانوا يدعون الله ويطلبون منه ان يتوفاهم على الاسلام فكتاب الله موجود في عصر وخليفته وحجته لا يفترق عن الكتاب فهذا الخلق مخلوق لغاية وهدف وهو طلب مرضاة الله سبحانه وهذاه الغاية لا تتحقق الا عن طريق الا متحان ولا نعني بعدم تحقق هو الامتناع الذاتي لتلك الغاية بل ان الله هو الذي اراد ذلك فالكل يتسابق فمنهم من يفوز بالسباق ومنهم من يخسر فالذي يفوز لا بد ان يكون مطيعا لحجة الله والذي يخسر لا بد ان يكون عاصيا له ولو درسنا التاريخ دراسة معمقة كي نطلع على حقيقة المجتمع الانساني منذ ان خلقه الله تعالى لوجدنا ان المجتمع ينقسم الى خمسة اقسام :
1- خليفة الله وحجته .
2- اتباع الخليفة .
3- علماء السوء.
4- اتباع اولئك العلماء ( المقلدة )
5- سلاطين الجور.
وهذا التقسيم واضح في كتاب الله تعالى حيث نجد قوله في سورة الفاتحة ( ..................................)
الذين (انعم الله عليهم ) هم حججه على خلقه والمغضوب عليهم هم قادة الكفر سواء كانوا علماء او غيرهم والضالين هم الذين لم يهتدوا الى طريق الحق فهذه ثلاثة مجاميع ذكرتها هذه السورة ولو قال قائل ان السورة قد ذكرت ثلاث وانتم ذكرتم خمسة قلنا ان الذين يطلبون الهداية الى صراط الذين انعم الله عليهم هم اتباع حجة الله واما سلاطين الجور فهم مرة يتصفون بصفة المغضوب عليهم ومرة يتصفون بصفة الضالين بحسب الحال الذي هم عليه فهذه المجموعات خمسة لا تتغير فاذا عرفنا هذا علينا ان نثبت عدة مسائل قبل كل شئ :
1- ان صراط الحق واحد واما الباطل فله سبل متعددة {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }الأنعام153 .
2- ان قانون الاكثرية دائما مع الباطل و يرمز اليه وان قانون الاقلية مع الحق ويدافع عنه .
3- ان حجة الله موجود في كل زمان فلا تخلوا الارض من حجة منذ ان خلق الله سبحانه وتعالى الارض فاذا مضى النبي او الرسول قام مقامه اوصيائه لان الغاية من وجود الحجة ثابتة لا تتغير فلابد من القول بوجود الحجة .
4- ان افراد المجتمع لهم صفات متعددة فمنهم :-
أ- المسلم : وهو الذي تشهد الشهادتين .
ب- المؤمن :- وهو الذي عرف الحجة واتبعه .
ج- الكافر :- وهو الذي عرف الحق وجحده.
د- المنافق :- وهو الذي جحد الحق واظهر خلافه .
و- الضال او المشرك :- وهوالذي لم يهتدي الى الحق واشرك معه غيره من غير عناد .
5- ان الغاية من ايجاد الخلق هي عبادة الله سبحانه والعبادة لا تكون الا بمعرفة ، والمعرفة لا تأتي الا عن طريق حجة الله فمن طلبها من غيره اما ان يكون ضالا او جاحدا لان فاقد الشئ لا يعطيه .
6-ان المجتمع الرباني عند الله واحد لان كتاب الله واحد وحجته واحده وما اختلاف المجتمعات الا دليل على بطلانها .
7- ان توقف كل مجتمع على الايمان بحجة بعينه وعدم الايمان بالحجة الذي بعده دليل على كفره وعدم ايمانه ففشله بالامتحان اظهر حقيقته فالذين آمنوا بموسى ( ع ) مثلا وكفروا بعيسى ( ع ) فهذا يعني انهم لم يؤمنوا بموسى اصلا او كان ايمانهم تقليديا او طلبا للدنيا كما فعلوا اصحاب الهيكل فلو قلنا بصحة ايمانهم فهو يعني القول بعدم الحجية في ارسال عيسى (ع) او عدم الدليل عليه وهذا الامتحان مظطرد في اكثر الحجج اذا لم نقل في جميعهم .
8- ان كل رسول قد جاء ببينة تدل عليه فلم يصدق من قبل قومه وقوبل بالتكذيب فهذا نوح (ع) قد لبث في قومه الف سنة الا خمسين عاما فلم يئمن به الا ثمانون شخصا ، وهذا ابراهيم (ع) كان امة قانته لله ، فاتباع الانبياء اما ان يعدموا فلا يوجد منهم فردا وان وجدوا فلا يتجاوزون القلة المستضعفة الذين يسمون بالاراذل .
9- ان طلاب الدنيا وهم الكثرة دائما يتخئون الدين شعارا لتمرير مخططاتهم وهذا الدور يتقاسمه المنتحلين للدين
( الفقهاء) واتباعهم الضالون فيحاربوا كل دعوة حق .
10- ان اقامة حكم الله ودولته في كل عصر لا يقوم بها الا حجة الله لانه القيم والامين على كتاب الله والعالم بفروضه وحدوده وظاهره وباطنه فان كان ظاهرا بين الناس فلا بد من اعانته على اقامة الدولة وان كان غائبا فلا يحل لاحد ان يقوم مقامه لانه هو المعين لذلك فمن ادعى انه يقيم الحق ولو جزئيا وجمع الناس حوله فلا يكون الا باطلا لان ذلك يعني ان الامام (ع) او الحجة قد تهيأت له القاعدة وتغافل عنها وهو باطل قطعا .
11- ان خليفة الله اما ظاهر مشهور او غائب مأمور فاذا كان غائبا فلا يعني عدم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولو قلت انك نهيت عن اقامة الدولة جزئيا في غيبة الامام (ع) فبما تفسر ما قام به السيد الخميني ( رحمه الله ) في ايران ولما تعيب على من يقيمها في العراق ؟
أقول : ان اقامة الدولة ليس المقصود منها الحدود الاقليمية لارض معينة بل هي على جميع الكرة الارضية فما قام به السيد الخميني ( رحمه الله ) ليس دوله بل هي ثورة ضد الباطل وامر بالمعروف ونهي عن المنكر وان كان ضمن حدود اقليمية واما في العراق فقد ادعوا انهم يقيمون الحكم الجزئي والدوله وهذا ما نقول ببطلانه .
12- وعد الله المحسنين بان لهم الجنة واوعد المسيئين بان لهم النار ومن قتل في سبيل الله فانه شهيد لانه يشهد للحق واما الذين يقاتلون باسم الدين لا لاجله فالقاتل والمقتول في النار فالذي اريد ان اتحدث عنه في هذه السطور هو ما يجري في هذا الزمان فمرة يكون الحديث عاما فالمجتمع الانساني منشغلا الان في حظارته المادية غارقا في كوارثهاومرة يكون حديثا خاصا أي عن المسلمين وبوجه اخص عن الشيعة او المدعين لها فهم منشغلين الان بالرئاسة فكل ما حدث سابقا فهو يجري الان ويحدث فحجة الله موجود وهو (( اليماني )) ألسيد احمد الحسن (ع) واما اتباعه فهم قلة وفقهاء السوء قد نصبوا انفسهم قيمين على الكتاب واتباعهم كثرة واما سلاطين الجور فهم المنفذين لأحكام الفقهاء والذين يحرصون على تطبيقها فهل من عاقل يجيب ؟
ان تكذيب حجة الله اذا كان دليله دليل من سبقه من الحجج الا يعني عدم ايمان من كذبه بمن قبله وعدم اعتقادهم بهم ثم ان من تزعم المجتمع بشعار ديني وتصارع هو ومن معه على الكرسي والمال لا يكون دليلا على بطلانهم ؟
فيا ايها المنصف ماذا يعني لك الدعوة الاسلامية و (( بدر الكبرى )) و (( الولاء الاسلامي )) و (( الفضيلة )) و ((جيش المهدي ))
فان كانوا جميعا على حق فهل ان الحق يختلف ؟
نعم ان كانوا على حق فهل مقتولهم الى النار أم الى الجنة ؟
وما تعني الدعوة الاسلامية وحزبها ؟
اذا كانت قد انشات لاقامة الدين واحياء شريعة الله بعد ان دثرها صدام ( لع ) كما يقولون فلماذا يتواحدون الان مع الصابئة و اليزيدية ويأتمرون وينتهون باوامر امريكا ونواهيها ؟
ولماذا حلت العراقية والوطنية بدل الاسلام ؟
ثم الم يدعوا صدام ( لع ) الى الوطنية من قبلهم وقد اعلن معاداته لامريكا ولو بالظاهر وهم الان يستعينون بامريكا لضرب المسلمين من اجل تثبيت سلطانهم وما معنى (( بدر الكبرى)) فهل هي الا معركة الحق ضد الباطل ام بدلها فقهاء آخر الزمان كما بدلوا كتاب الله بقانون امريكا ؟
ثم ما صنعت منظمة بدر لاهل البيت و شيعتهم فهل كانوا يعملون الا القتل والتعذيب في السجون بابشع الوسائل وقد فاقوا صدام ( لع ) في تعذيبه وجرمه ؟
وما معنى الاولاء الاسلامي فهل هو الا اعلان للشيطان وحزبه ؟
من الذين يشترطون ان ياتي الامام (ع) بحسب اهوائهم ؟
ويريدون منه ان يخوض في باطلهم ؟
ثم ما معنى (( الفضيلة)) ؟ وهل لمس الناس ظاهرا منها ؟ ام انها رذيلة قد تزينت بزي الدين ؟
كما كان معاوية (لع) يغطي سمه بالعسل ليقظي به على اهل البيت واتباعهم واشد ما اعجب ممن يسمي نفسه ((بجيش المهدي )) فان كان المهدي ظاهرا عندهم فلماذا لا ياتمرون بامره وينتهون عن نهيه ؟
وان كان غائبا عندهم فلماذا يفعلون الباطل باسمه ؟!!!!!!!
ان هذه المجاميع كلها وغيرها الكثيرقد تسربلت بسربال الدين ليوهموا الناس عن طريق الحق وما يريدون بذلك الا الاستيلاء على حطام الدنيا الفانية وما هم الا رؤساء قد ترأسوا ليهلكوا ويهلكوا فهم ملعونون على لسان الامام الصادق (ع) حيث قال (( ملعون من ترأس ملعون من هم بها ملعون من حدث بها نفسه ))
وقوله (ع) (( اياكم وهؤلاء الرؤساء الذين يترأسون فوالله ما خفقت النعال خلف رجل الا هلك واهلك ))
فنجد الامام (ع) في هذه الاحاديث قد لعن كل اصناف الرئاسة واوعد المترأسين بالهلكه وذلك لانهم سرقوها من اهلها ولا يحق لهم ان يحدثوا انفسهم بها فالخلافة امر الهي وتنصيب منه والله اعلم حيث يجعل رسالته هذا امر المترأسين واما امر الناس فقد نهاهم الامام (ع) عن ذلك وحذرهم من ان يتبعوا رجلا غير الحجة
حيث قال (ع) (( اياك والرئاسة واياك ان تطأ اعقب الرجال قال : فقلت جعلت فداك اما الرئاسة فقد عرفتها واما ان أطأ اعقاب الرجال فما ثلثا ما في يدي الا مما وطئت اعقاب الرجال فقال لي : ليس حيث تذهب ، اياك ان تنصب رجلا دون الحجة فتصدقه في كل ما قال ))
فالواضح من امر الناس الان ان المراجع عندهم هم نواب الامام (ع) فيصدقونهم في كل ما يقولون علما انهم يعملون بآرائهم وادلتهم العقلية واصولهم المبتدعة فان قالوا ان الانتخابات واجبة صدقوهم وان قالوا بوجوب وضع الدستور بدلا من القران صدقوهم والادهى والانكى من ذلك انهم كذبوا وصي ورسول الامام المهدي(ع) فصدقوهم ايضا ولا يدرون انهم يريدون ان يقولوا في اهل البيت (ع) ما لا يقولون في انفسهم
كما قال الامام ابي جعفر (ع) (( قال لي : ويحك يا ابا الربيع لا تطلبن الرئاسة ولا تكن ذئبا ولا تأكل بنا الناس فيفقرك الله ولا تقل فينا ما لا نقول في انفسنا فانك موقوف و مسؤول لا محالة فان كنت صادقا صدقناك وان كنت كاذبا كذبناك )) واخيرا اوجه نصحي لكل من يطلب الحقيقة ان يطلب العبرة فيما مضى وفيمن حوله قبل ان يكون عبرة لمن بعده .
والحمد لله وحده .
من طرف النهضة الفاطمية
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد ألأئمة والمهديين وسلم تسليما
و اللعنة الدائمة على مخربي شرائعهم الى قيام يوم الدين
ان الله سبحانه عندما خلق الانسان خلقه على جانبين جانب الضعف وجانب القوة .
فأما جانب ألضعف فيتمثل في قوله تعالى (وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً )النساء 28
فكونه ضعيفا وذلك لانه ناقصا وقليل الادراك وضعيف البدن قال تعالى {وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }النحل78
وقال امير المؤمنين (ع) ( مسكين ابن ادم تؤلمه البقة وتنتنه العرقة وتقتله الشرقة ) واما جانب القوة فكونه قادر على التعلم والتكامل والرقي وهذا يعني ان ألأنسان ضعيف في الخلقة وقوي في الامكانية ولو لاحظنا هذا ألأنسان بلحاظ عام لوجدناه يمر في كل مراحله بعدة نشآت فباعتباره مفردا فاوله نطفة واوسطه وليدا واخره ميتا وباعتباره فردا من افراد المجتمع فاوله مجتمعا بدائيا واوسطه مجتمعا متحضرا بالحضارة المادية واخره ينقسم الى قسمين فمنهم من ينزل الى الحضيض ويدخل النار لانحرافه عن طريق ولي الله ومنهم من يرتقي الى ( عليين ) ويدخل الجنة بسلوكه طريق الرحمن الذي مثله المعصومون على طيلة الحقب الزمانية وهذا الانسان او المجتمع بعد ان عرفنا عنه ما عرفنا لم يتركه الله سبحانه ( سدا ) فقد وضع له الله منذ ان خلقه ما يرشده ويسدده فباعتباره ناقصا يبغي الكمال قد انزل عليه كتبا تضع له لكل شئ قانون يسير على نهجه وان كانت هذه الكتب قد نزلت عليه في مراحل لكنها كلها تهدف الى طلب مرضاة الله سبحانه والسعي الى تحقيق النظام الاحسن في الحياة الدنيا و في الاخرة ثم جعل له قيما وامينا على هذا الكتاب وهو خليفته المعصوم فكتب الله وان تعددت فحقيقتها واحدة لذا نجد قول الله سبحانه وتعالى حيث يقول ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ ) آل عمران19 وان جميع الانبياء كانوا يدعون الله ويطلبون منه ان يتوفاهم على الاسلام فكتاب الله موجود في عصر وخليفته وحجته لا يفترق عن الكتاب فهذا الخلق مخلوق لغاية وهدف وهو طلب مرضاة الله سبحانه وهذاه الغاية لا تتحقق الا عن طريق الا متحان ولا نعني بعدم تحقق هو الامتناع الذاتي لتلك الغاية بل ان الله هو الذي اراد ذلك فالكل يتسابق فمنهم من يفوز بالسباق ومنهم من يخسر فالذي يفوز لا بد ان يكون مطيعا لحجة الله والذي يخسر لا بد ان يكون عاصيا له ولو درسنا التاريخ دراسة معمقة كي نطلع على حقيقة المجتمع الانساني منذ ان خلقه الله تعالى لوجدنا ان المجتمع ينقسم الى خمسة اقسام :
1- خليفة الله وحجته .
2- اتباع الخليفة .
3- علماء السوء.
4- اتباع اولئك العلماء ( المقلدة )
5- سلاطين الجور.
وهذا التقسيم واضح في كتاب الله تعالى حيث نجد قوله في سورة الفاتحة ( ..................................)
الذين (انعم الله عليهم ) هم حججه على خلقه والمغضوب عليهم هم قادة الكفر سواء كانوا علماء او غيرهم والضالين هم الذين لم يهتدوا الى طريق الحق فهذه ثلاثة مجاميع ذكرتها هذه السورة ولو قال قائل ان السورة قد ذكرت ثلاث وانتم ذكرتم خمسة قلنا ان الذين يطلبون الهداية الى صراط الذين انعم الله عليهم هم اتباع حجة الله واما سلاطين الجور فهم مرة يتصفون بصفة المغضوب عليهم ومرة يتصفون بصفة الضالين بحسب الحال الذي هم عليه فهذه المجموعات خمسة لا تتغير فاذا عرفنا هذا علينا ان نثبت عدة مسائل قبل كل شئ :
1- ان صراط الحق واحد واما الباطل فله سبل متعددة {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }الأنعام153 .
2- ان قانون الاكثرية دائما مع الباطل و يرمز اليه وان قانون الاقلية مع الحق ويدافع عنه .
3- ان حجة الله موجود في كل زمان فلا تخلوا الارض من حجة منذ ان خلق الله سبحانه وتعالى الارض فاذا مضى النبي او الرسول قام مقامه اوصيائه لان الغاية من وجود الحجة ثابتة لا تتغير فلابد من القول بوجود الحجة .
4- ان افراد المجتمع لهم صفات متعددة فمنهم :-
أ- المسلم : وهو الذي تشهد الشهادتين .
ب- المؤمن :- وهو الذي عرف الحجة واتبعه .
ج- الكافر :- وهو الذي عرف الحق وجحده.
د- المنافق :- وهو الذي جحد الحق واظهر خلافه .
و- الضال او المشرك :- وهوالذي لم يهتدي الى الحق واشرك معه غيره من غير عناد .
5- ان الغاية من ايجاد الخلق هي عبادة الله سبحانه والعبادة لا تكون الا بمعرفة ، والمعرفة لا تأتي الا عن طريق حجة الله فمن طلبها من غيره اما ان يكون ضالا او جاحدا لان فاقد الشئ لا يعطيه .
6-ان المجتمع الرباني عند الله واحد لان كتاب الله واحد وحجته واحده وما اختلاف المجتمعات الا دليل على بطلانها .
7- ان توقف كل مجتمع على الايمان بحجة بعينه وعدم الايمان بالحجة الذي بعده دليل على كفره وعدم ايمانه ففشله بالامتحان اظهر حقيقته فالذين آمنوا بموسى ( ع ) مثلا وكفروا بعيسى ( ع ) فهذا يعني انهم لم يؤمنوا بموسى اصلا او كان ايمانهم تقليديا او طلبا للدنيا كما فعلوا اصحاب الهيكل فلو قلنا بصحة ايمانهم فهو يعني القول بعدم الحجية في ارسال عيسى (ع) او عدم الدليل عليه وهذا الامتحان مظطرد في اكثر الحجج اذا لم نقل في جميعهم .
8- ان كل رسول قد جاء ببينة تدل عليه فلم يصدق من قبل قومه وقوبل بالتكذيب فهذا نوح (ع) قد لبث في قومه الف سنة الا خمسين عاما فلم يئمن به الا ثمانون شخصا ، وهذا ابراهيم (ع) كان امة قانته لله ، فاتباع الانبياء اما ان يعدموا فلا يوجد منهم فردا وان وجدوا فلا يتجاوزون القلة المستضعفة الذين يسمون بالاراذل .
9- ان طلاب الدنيا وهم الكثرة دائما يتخئون الدين شعارا لتمرير مخططاتهم وهذا الدور يتقاسمه المنتحلين للدين
( الفقهاء) واتباعهم الضالون فيحاربوا كل دعوة حق .
10- ان اقامة حكم الله ودولته في كل عصر لا يقوم بها الا حجة الله لانه القيم والامين على كتاب الله والعالم بفروضه وحدوده وظاهره وباطنه فان كان ظاهرا بين الناس فلا بد من اعانته على اقامة الدولة وان كان غائبا فلا يحل لاحد ان يقوم مقامه لانه هو المعين لذلك فمن ادعى انه يقيم الحق ولو جزئيا وجمع الناس حوله فلا يكون الا باطلا لان ذلك يعني ان الامام (ع) او الحجة قد تهيأت له القاعدة وتغافل عنها وهو باطل قطعا .
11- ان خليفة الله اما ظاهر مشهور او غائب مأمور فاذا كان غائبا فلا يعني عدم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولو قلت انك نهيت عن اقامة الدولة جزئيا في غيبة الامام (ع) فبما تفسر ما قام به السيد الخميني ( رحمه الله ) في ايران ولما تعيب على من يقيمها في العراق ؟
أقول : ان اقامة الدولة ليس المقصود منها الحدود الاقليمية لارض معينة بل هي على جميع الكرة الارضية فما قام به السيد الخميني ( رحمه الله ) ليس دوله بل هي ثورة ضد الباطل وامر بالمعروف ونهي عن المنكر وان كان ضمن حدود اقليمية واما في العراق فقد ادعوا انهم يقيمون الحكم الجزئي والدوله وهذا ما نقول ببطلانه .
12- وعد الله المحسنين بان لهم الجنة واوعد المسيئين بان لهم النار ومن قتل في سبيل الله فانه شهيد لانه يشهد للحق واما الذين يقاتلون باسم الدين لا لاجله فالقاتل والمقتول في النار فالذي اريد ان اتحدث عنه في هذه السطور هو ما يجري في هذا الزمان فمرة يكون الحديث عاما فالمجتمع الانساني منشغلا الان في حظارته المادية غارقا في كوارثهاومرة يكون حديثا خاصا أي عن المسلمين وبوجه اخص عن الشيعة او المدعين لها فهم منشغلين الان بالرئاسة فكل ما حدث سابقا فهو يجري الان ويحدث فحجة الله موجود وهو (( اليماني )) ألسيد احمد الحسن (ع) واما اتباعه فهم قلة وفقهاء السوء قد نصبوا انفسهم قيمين على الكتاب واتباعهم كثرة واما سلاطين الجور فهم المنفذين لأحكام الفقهاء والذين يحرصون على تطبيقها فهل من عاقل يجيب ؟
ان تكذيب حجة الله اذا كان دليله دليل من سبقه من الحجج الا يعني عدم ايمان من كذبه بمن قبله وعدم اعتقادهم بهم ثم ان من تزعم المجتمع بشعار ديني وتصارع هو ومن معه على الكرسي والمال لا يكون دليلا على بطلانهم ؟
فيا ايها المنصف ماذا يعني لك الدعوة الاسلامية و (( بدر الكبرى )) و (( الولاء الاسلامي )) و (( الفضيلة )) و ((جيش المهدي ))
فان كانوا جميعا على حق فهل ان الحق يختلف ؟
نعم ان كانوا على حق فهل مقتولهم الى النار أم الى الجنة ؟
وما تعني الدعوة الاسلامية وحزبها ؟
اذا كانت قد انشات لاقامة الدين واحياء شريعة الله بعد ان دثرها صدام ( لع ) كما يقولون فلماذا يتواحدون الان مع الصابئة و اليزيدية ويأتمرون وينتهون باوامر امريكا ونواهيها ؟
ولماذا حلت العراقية والوطنية بدل الاسلام ؟
ثم الم يدعوا صدام ( لع ) الى الوطنية من قبلهم وقد اعلن معاداته لامريكا ولو بالظاهر وهم الان يستعينون بامريكا لضرب المسلمين من اجل تثبيت سلطانهم وما معنى (( بدر الكبرى)) فهل هي الا معركة الحق ضد الباطل ام بدلها فقهاء آخر الزمان كما بدلوا كتاب الله بقانون امريكا ؟
ثم ما صنعت منظمة بدر لاهل البيت و شيعتهم فهل كانوا يعملون الا القتل والتعذيب في السجون بابشع الوسائل وقد فاقوا صدام ( لع ) في تعذيبه وجرمه ؟
وما معنى الاولاء الاسلامي فهل هو الا اعلان للشيطان وحزبه ؟
من الذين يشترطون ان ياتي الامام (ع) بحسب اهوائهم ؟
ويريدون منه ان يخوض في باطلهم ؟
ثم ما معنى (( الفضيلة)) ؟ وهل لمس الناس ظاهرا منها ؟ ام انها رذيلة قد تزينت بزي الدين ؟
كما كان معاوية (لع) يغطي سمه بالعسل ليقظي به على اهل البيت واتباعهم واشد ما اعجب ممن يسمي نفسه ((بجيش المهدي )) فان كان المهدي ظاهرا عندهم فلماذا لا ياتمرون بامره وينتهون عن نهيه ؟
وان كان غائبا عندهم فلماذا يفعلون الباطل باسمه ؟!!!!!!!
ان هذه المجاميع كلها وغيرها الكثيرقد تسربلت بسربال الدين ليوهموا الناس عن طريق الحق وما يريدون بذلك الا الاستيلاء على حطام الدنيا الفانية وما هم الا رؤساء قد ترأسوا ليهلكوا ويهلكوا فهم ملعونون على لسان الامام الصادق (ع) حيث قال (( ملعون من ترأس ملعون من هم بها ملعون من حدث بها نفسه ))
وقوله (ع) (( اياكم وهؤلاء الرؤساء الذين يترأسون فوالله ما خفقت النعال خلف رجل الا هلك واهلك ))
فنجد الامام (ع) في هذه الاحاديث قد لعن كل اصناف الرئاسة واوعد المترأسين بالهلكه وذلك لانهم سرقوها من اهلها ولا يحق لهم ان يحدثوا انفسهم بها فالخلافة امر الهي وتنصيب منه والله اعلم حيث يجعل رسالته هذا امر المترأسين واما امر الناس فقد نهاهم الامام (ع) عن ذلك وحذرهم من ان يتبعوا رجلا غير الحجة
حيث قال (ع) (( اياك والرئاسة واياك ان تطأ اعقب الرجال قال : فقلت جعلت فداك اما الرئاسة فقد عرفتها واما ان أطأ اعقاب الرجال فما ثلثا ما في يدي الا مما وطئت اعقاب الرجال فقال لي : ليس حيث تذهب ، اياك ان تنصب رجلا دون الحجة فتصدقه في كل ما قال ))
فالواضح من امر الناس الان ان المراجع عندهم هم نواب الامام (ع) فيصدقونهم في كل ما يقولون علما انهم يعملون بآرائهم وادلتهم العقلية واصولهم المبتدعة فان قالوا ان الانتخابات واجبة صدقوهم وان قالوا بوجوب وضع الدستور بدلا من القران صدقوهم والادهى والانكى من ذلك انهم كذبوا وصي ورسول الامام المهدي(ع) فصدقوهم ايضا ولا يدرون انهم يريدون ان يقولوا في اهل البيت (ع) ما لا يقولون في انفسهم
كما قال الامام ابي جعفر (ع) (( قال لي : ويحك يا ابا الربيع لا تطلبن الرئاسة ولا تكن ذئبا ولا تأكل بنا الناس فيفقرك الله ولا تقل فينا ما لا نقول في انفسنا فانك موقوف و مسؤول لا محالة فان كنت صادقا صدقناك وان كنت كاذبا كذبناك )) واخيرا اوجه نصحي لكل من يطلب الحقيقة ان يطلب العبرة فيما مضى وفيمن حوله قبل ان يكون عبرة لمن بعده .
والحمد لله وحده .
Comment