بسم الله الرحمن الرحيم
لعل المرء يستغرب حينما نقول ان الصراع الدائر بين الكتل السياسية في العراق امرا طبيعيا ! فليس من السياسة ( صداقة دائمة و لا عداء دائم و انما السياسة مصالح دائمة , فليس غريبا ان يكون المناضل !!
( عميلا , و المجاهد وقحا )
لان السياسة في معناها الحديث
(فن الممكن )
( فكل الاحزاب و التنظيمات و التيارات لها اهداف و غايات محددة ما ان تصل لها حتى تتوقف عندها او تحوم حولها )
على ان كل من هذه الفئات غاياتها المحددة الوصول الى الكرسي , فلذا تجدها حين تبلغ هذه الغاية تنقلب عندها جميع الموازين الاخلاقية والانسانية بل و حتى العرفية , تبدأ مرحلة جديدة هي مرحلة اقصاء الاخر و تجحيم دوره لغرض تحقيق مصالحها الشخصية و الفئوية و لكي تتخذ مال الله دولا و عباد الله خولا , و هذه الحقيقة ليست مقتصرة على الاحزاب المادية والعلمانية بل تطال حتى الاحزاب الاسلامية التي لم تبنى على عقيدة يحددها الشرع و النواميس الربانية . ان الصراع الدائر بين الكتل السياسية ليس وليد الصدفة بل هو أس من اساسات السياسة
( فالتحالف و الصراع )
قانون من قوانينها الشاذة المسمى بالديمقراطية و حرية الرأي في الانتخابات ليصبح صديق الامس المؤتلف عدو اليوم المختلف - باختلاف المصالح -
فليس من السهل التخلي عن جبروت الكرسي و بريق المال و تلك الحقائق ظهرت و بصورة جلية غير خافية على ابسط متتبع للشأن العراقي في ازمة تشكيل الحكومة و منصب رئاسة الوزراء الذي ما انفك المالكي متمسكا به,
فليس غريبا فهو يعلم علم اليقين ان تخليه عن منصب رئاسة الوزراء يعني اقصائه و تحطيم كتلته الى الابد و ربما محاكمته بعد ان بان للقاصي و الداني فساد ادارته في سرقة اموال الدولة و تعطيل مشاريعها .
ان تمسك المالكي لمنصبه و على ان يكون هو المرشح الوحيد دون غيره حتى بات اقرب المقربين منه يخشى الحديث معه في هذا الامر – يعني ان المقربين منه متورطين معه و سوف يرحلون برحيله نعم هذا لا يخفى على الجاهل دون العارف و لكن السؤال : على ماذا يراهن المالكي في تأخير تشكيل الحكومة ؟؟!
فهل يراهن على الشعب في دعم موقفه ؟ -
هذا الشعب الذي وصفه بالامس بالشعب المتحضر و المتمدن و الديمقراطي ليعود و يصفه ( بالمشاغب ) في اول تظاهرة للمطالبة بحقوقه المشروعة في توفير الكهرباء , الحقيقة المرة الخافية على الكثيرين هي المالكي ينتظر من الشعب ان يطفح كيله تحت سيل الضربات المتلاحقة من تعطيل الحياة ليخرج مطالباً بحقه المشروع ,
و من ثم يوجه مؤسسته العسكرية لقمعه ليبقى في سدة الحكم بحجة محاربة ( الشغب ) كما فعل صدام ايام الانتفاضة الشعبانية حينما تلقى الضوء الاخضر من اسياده الامريكان , فالمالكي و صدام من مدرسة واحدة الامر الذي بات يقلق السياسيين لتعقد تحالفات جديدة و هكذا يكون الشعب البائس دائماً هو الضحية في ظل الحكومات الدكتاتورية و الديموقراطية !!!.
بقلم الكاشف
Comment