إنخفاض شعبية الأحزاب السيستانية
أبو محمد الأنصاري
على سبيل الملاحظة المهمة لابد من التذكير بأن الأحزاب الإسلامية بالمعنى الصحيح لا وجود لها ، لا على الساحة العراقية ولا غيرها ، فما هو موجود في الحقيقة أحزاب منحرفة تدعي الإسلام ، أو قل تتلبس بلبوسه لتستخف الأتباع ممن يحسنون الظن بالإسلام .
وبتصوري إن هذه الثنائية أو الإشكالية ؛ ثنائية المظهر / الجوهر ، أو الإدعاء / الحقيقة هي منشأ الفشل الذريع الذي منيت به الأحزاب التي ينبغي أن نسميها الأحزاب السيستانية لا الأحزاب الإسلامية ، ويكون مقصودنا جميع الأحزاب التي تتلبس بعباءة الإسلام زوراً وبهتاناً ومن مختلف الطوائف والمشارب ، والذي يمنح هذا الإصطلاح واقعيته ؛ النظرية الذهنية من جهة والعملية الخارجية من جهة أخرى هو أن السيستاني هو الدجال ، فالدجال – كما ورد في الروايات – يأتي من مدينة سيجستان وهي سيستان نفسها ، فالأحزاب المتسترة بالدين هي إذن أحزاب الدجال أو أحزاب السيستانية ، كما أن السيستاني معروف بالإنحراف ، بل هو أنموذجه الأكبر .
إن تلبّس الأحزاب السيستانية بلباس الإسلام قد حتم عليها دفع ضريبة لم يكن بمقدورها الإيفاء بها على أية حال ، فالجماهير التي تراقب أداء الأحزاب السيستانية من خلال المنظور الإسلامي بصورته التي تستوعب كل ما هو جميل وخيّر ومثال ستجد مساحة الإسلام أوسع بكثير من أن تتمكن الأحزاب المذكورة من ملئها ، أو حتى من أن تكون ممثلاً لها بقدر ما .
الأحزاب السيستانية إذن أرادت التباهي بثوب الإسلام ولكن الجماهير لاحظت بوضوح أن الثوب أوسع بكثير من الأجساد القميئة التي ترتديه ، بل إن الأيام كشفت لها وبما لا يدع مجالاً لشك أو مشكك أن هذه الأحزاب وقادتها ومن يقف وراءها قد تقمصت ثوباً لم يكن لها ، ولم تكن تصلح له أبداً ، وأن سرقة من أكثر السرقات وضاعة ولأنفس الأشياء قد امتدت له يد الأحزاب السيستانية دون ورع أو حتى شعور بالحرج .
وبقدر تعلق الأمر بالسيستانية العراقية ، وهي الأكثر وضاعة وخسة كانت الجريمة مضاعفة ، فالسيستانية العراقية لم تكتف بالسرقة البسيطة – إن صح هذا التعبير – فهي قد عمدت منذ البداية الى تجيير الإسلام لمصلحة شخوص بعينهم وزعمت أن ما يصدر عن هؤلاء الشخوص هو الصورة الحقيقية للإسلام وإن لم تشبه أو كانت تتناقض بصورة صارخة مع ما هو معروف عن الإسلام ، بل إن هذه الصورة القبيحة من السيستانية لم تتورع عن تحريف حتى الواضحات من العقيدة الإسلامية من قبيل الدعوة الى حاكمية الله والجهاد الدفاعي عن بيضة الإسلام وعدم الركون الى الظالمين ، وعدم جعل السبيل للكافرين على المؤمنين ، والقائمة طويلة لا تكاد تستثني شيئاً .
وعلى المستوى العملي المواجه للناس مباشرة ، ولعله القشة التي قصمت ظهر البعير ، كانت الروائح السيستانية الكريهة التي تزكم الأنوف عصية عن كل علاج ، بل لم يعد ممكناً حتى بالنسبة لأولئك المؤمنين المغفلين الذين عودوا أنفسهم على تكميم أنوفهم أن يستمروا بطريق الغفلة الى مسافة أبعد مما بلغوه .
لم تترك السيستانية شيئاً من الموبقات لم تركبه ، والناس البسطاء منهم والمثقفين يتناقلون أحاديث عن الثراء الفاحش لأقطاب السيستانية وحياة الملذات الدنيوية أكثر غرابة من تلك التي قرأوها أو سمعوا بها من حكايات ألف ليلة وليلة ، بل هم يرون بأم أعينهم موائد ألف ليلة وليلة التي ينشرها المعممون الأراذل أمام رجالات المحتل الكافر المغتصب الذي يقتلهم كل يوم وكل لحظة ، وهي بطبيعة الحال لا تُقارن بمواد الحصة التموينية التي تأتي ولا تأتي على رأي الشاعر البياتي !!
إن المشكلة الحقيقية والجريمة الكبرى التي ارتكبتها السيستانية – السيستانية التي لا يضاهي تحريفها ما أقدم عليه محرفو الشرائع السماوية من اليهود والنصارى – هو أنها وللأسف الشديد قد ساهمت بقوة – يشترك الناس معها في هذه الجريمة – في تشويه صورة الإسلام التي تختزنها ضمائر الناس ، والذي ارجوه مخلصاً أن يتحدد ميل الناس للعلمانية كما أشارت بعض الإستفتاءات على أنه قناعة بفشل المشروع السيستاني المنحرف لا على أنه هزيمة للإسلام .