الأحزاب السيستانية : قلق وجودي متزايد
تعيش الأحزاب السيستانية قلقاً وجودياً ربما لم يسبق لها أن شعرت بمثله. فالفكرة الحاضرة بقوة الآن، وبما يُشبه خنجراً أثيرياً يحزّ الحنجرة، هي أن الانتخابات المهرولة كقدرٍ مفاجئ ستشكل فاصلاً بحجم الموت والحياة، أو الزوال والبقاء بين ما قبلها وما بعدها.
فكرة أن المعركة الانتخابية الوشيكة هي معركة بكل ما تحمله الكلمة من دلالات، وهي عتبة وجودية، مصيرُ من لا يتخطاها بنجاح كامل الموتُ المؤكد، أطاحت بقوانين اللعبة كاملة، وفتحت الأبواب على مصاريعها لجميع الوسائل الممكنة؛ الوضيعة منها قبل الشريفة.
ليس نشر غسيل الشيخ اليعقوبي القذر وعمالته الموثقة لصدام وجهاز أمنه، وتهجمه الهرطوقي، هو وأزلامه من قبيل اسماعيل مصبح الوائلي، على العنب السيستاني الأسود ذي الطعم المقدس، ولا الترويج المكثف لتوجهات المالكي العلمانية، وعلاقاته المشبوهة مع البعثيين، ولا مغامراته العسكرية غير المحسوبة النتائج التي تسببت بغضب الآلهة الكبار الأربعة، لا هذا ولا غيره كإشاعة أن من لا يحصل على البطاقة الانتخابية سيُحرم من استلام حصتة التموينية المدعمة هذه المرة بسلة فواكه ولحوم، بل لن يتمكن من ترويج معاملاته في دوائر الدولة، أقول ليس كل هذا نهاية المطاف. فالسقف مرتفع هذه المرة وإذا لم يُستعمل السلاح الأخطر فلن يستخدم أبداً.
لابد إذن من الزج بالمراجع الأربعة، وكانت البداية بالصوت المرج لبشير الباكستاني الذي أطل من خلال اليوتيوب ليهرش المالكي، ويسلقه بلسانه المتوبل ببهارات اللكنة الهندية الظريفة.
طبعاً بشير الباكستاني قد لا تتعدى قيمته وقيمة ما يصدر عنه حدود تهيئة الأذهان لاستقبال اللاعب الجديد الذي سيتم الزج به، فالرجل، في أفضل دور له، ظاهرة صوتية، وهو يعلم هذا، ويبدو سعيداً به.
وبالفعل وبحبكة مسرحية اعتلى الشيخ محمد فلك، أحد أكبر وكلاء السيستاني في البصرة منصة ليعلن منها أنه التقى سيده السيستاني الذي وجده في حال لم يُعهد عليها من قبل أبداً، فقد خاطبه بصوت هستيري مرتفع مستهجناً ما أقدم عليه المالكي في غزوته الأخيرة!
لمن يعرف دور الوكلاء في جهاز إعلام المؤسسة الدينية سيكون واضحاً له بأن غضب السيستاني على المالكي ستلوكه الألسن في كل المساجد التابعة للسيستاني، وسيكون ثيمة محفزة للكثير من القصص الشبيهة، الواقعية منها والمختلقة. أما الإطار التي ستستقر عليه كل حركة السرد الفعلية والمتوقعة فسيكون تحريم انتخاب المالكي، بل تحريم انتخاب غير الأحزاب السيستانية.
تعيش الأحزاب السيستانية قلقاً وجودياً ربما لم يسبق لها أن شعرت بمثله. فالفكرة الحاضرة بقوة الآن، وبما يُشبه خنجراً أثيرياً يحزّ الحنجرة، هي أن الانتخابات المهرولة كقدرٍ مفاجئ ستشكل فاصلاً بحجم الموت والحياة، أو الزوال والبقاء بين ما قبلها وما بعدها.
فكرة أن المعركة الانتخابية الوشيكة هي معركة بكل ما تحمله الكلمة من دلالات، وهي عتبة وجودية، مصيرُ من لا يتخطاها بنجاح كامل الموتُ المؤكد، أطاحت بقوانين اللعبة كاملة، وفتحت الأبواب على مصاريعها لجميع الوسائل الممكنة؛ الوضيعة منها قبل الشريفة.
ليس نشر غسيل الشيخ اليعقوبي القذر وعمالته الموثقة لصدام وجهاز أمنه، وتهجمه الهرطوقي، هو وأزلامه من قبيل اسماعيل مصبح الوائلي، على العنب السيستاني الأسود ذي الطعم المقدس، ولا الترويج المكثف لتوجهات المالكي العلمانية، وعلاقاته المشبوهة مع البعثيين، ولا مغامراته العسكرية غير المحسوبة النتائج التي تسببت بغضب الآلهة الكبار الأربعة، لا هذا ولا غيره كإشاعة أن من لا يحصل على البطاقة الانتخابية سيُحرم من استلام حصتة التموينية المدعمة هذه المرة بسلة فواكه ولحوم، بل لن يتمكن من ترويج معاملاته في دوائر الدولة، أقول ليس كل هذا نهاية المطاف. فالسقف مرتفع هذه المرة وإذا لم يُستعمل السلاح الأخطر فلن يستخدم أبداً.
لابد إذن من الزج بالمراجع الأربعة، وكانت البداية بالصوت المرج لبشير الباكستاني الذي أطل من خلال اليوتيوب ليهرش المالكي، ويسلقه بلسانه المتوبل ببهارات اللكنة الهندية الظريفة.
طبعاً بشير الباكستاني قد لا تتعدى قيمته وقيمة ما يصدر عنه حدود تهيئة الأذهان لاستقبال اللاعب الجديد الذي سيتم الزج به، فالرجل، في أفضل دور له، ظاهرة صوتية، وهو يعلم هذا، ويبدو سعيداً به.
وبالفعل وبحبكة مسرحية اعتلى الشيخ محمد فلك، أحد أكبر وكلاء السيستاني في البصرة منصة ليعلن منها أنه التقى سيده السيستاني الذي وجده في حال لم يُعهد عليها من قبل أبداً، فقد خاطبه بصوت هستيري مرتفع مستهجناً ما أقدم عليه المالكي في غزوته الأخيرة!
لمن يعرف دور الوكلاء في جهاز إعلام المؤسسة الدينية سيكون واضحاً له بأن غضب السيستاني على المالكي ستلوكه الألسن في كل المساجد التابعة للسيستاني، وسيكون ثيمة محفزة للكثير من القصص الشبيهة، الواقعية منها والمختلقة. أما الإطار التي ستستقر عليه كل حركة السرد الفعلية والمتوقعة فسيكون تحريم انتخاب المالكي، بل تحريم انتخاب غير الأحزاب السيستانية.
Comment