بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
العامل بالظلم= هم الذين سنوا البدعة وكانوا اربابا لها
المعين بالظلم=هم الناس الذين ينتخبون
الراضي بالظلم= الذي لايشارك ولكنه راضي بعملهم وكما قالوا اهل البيت ع من رضي بعمل قوم حشر معهم.
عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال:الله أجل وأكرم وأعظم من أن يترك الارض بلا إمام عادل .
جاء في مسالك الأفهام للشهيد الثاني ج13 شرح ص331 عن الصادق عليه السلام انه قال ( اتقوا الحكومة ، فإن الحكومة إنما هي للإمام العالم بالقضاء العادل في المسلمين)
وروي عن النبي ص:مَن مشى مع ظالم لِيُعينَهُ ، وهو يعلم أنه ظالم ، فقد خرج من الإسلام .
فالاننخابات والذهاب للأقتراع اليست هي اعانة للظالم ؟ الجواب: نعم هي اعانة للظلم وبقائه.
اليس الانتخاب هو تنصيب من قبل الناس ؟ الجواب: نعم
اليس اختيار احد المرشحين هو تنصيب وتولية على رقاب الناس؟ الجواب: نعم هو كذلك وهلم جرا.
وكل هذا ونجد الفرد الذي يشارك على علم انه من جدا سينصب ظالما ...فرسول الله يجيبه بعمله هذا انه قد خرج من الاسلام.
روي عن الصادق (ع) قوله:إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ أين الظلمة، وأعوانهم ومَن لاق لهم دواة، أو ربط كيساً ، أو مَدَّ لهم مَدَّةَ قلم ، فاحشروهم معهم)).
الظلمه من هم المقصودون في هذا الحديث الشريف؟ هل هم أائمة الجور؟ ام اتباعهم
الجواب: ان المقصودين في الحديث هم أائمة الجور بشاهد ذكر الاعوان في سياق الحديث (إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ أين الظلمة وأعوانهم..).
طيب الاعوان من هم ؟
الجواب الاعوان هم الحواشي والمقربين والمنتفعين وابواق التبليغ ولبتصويت ومن شاكلهم؟
(ومَن لاق لهم دواة، أو ربط كيساً، أو مَدَّ لهم مَدَّةَ قلم..) من هم المقودين؟ الجواب: هم من اعطى للظالم محبره لأنتخابهم او بلغ لهم او اعانهم على تولي رقاب الناس او انتخب احدهم والكلام والمصاديق كثيرة.
وكتب الشهيد الأول محمد بن جمال بن مكي العاملي (عليه رضوان الله تعالى) عند حديثه عن المكاسب المحرمة قوله: ((ومعونة الظالمين بالظلم، ثم أوضح الشهيد الثاني الشارح للمتن هذا الرأي بقوله: كالكتابة لهم، وإحضار المظلوم ونحوه) انتهى.
والكتابه لهم وهو ان يختارهم كأن يصوت لأنتخابهم ويتولاهم ويجعلهم يتولون رقاب الناس.
واحضار المظلوم فحدث بلا حرج حيث ان السجون تضج بالابرياء في سجون حكام الجور من خلال الجهات التنفيذيه كالشرطة والامن والمباحث وغيرها من القوات التي شكلها حكام الجور والتي ضجت اصوات المظلومين في سجونهم .
وكتب السيدالخميني يقول: معونة الظالمين في ظلمهم ، بل في كل محرّم حرام بلا إشكال ، بل ورد عن النبي ص أنه قال: مَن مشى إلى ظالم ليعينه ، وهو يعلم أنه ظالم ، فقد خرج من الإسلام .
ويقول احد العلماء الاثني عشرية في خصوص التنصيب الالهي:وقد أعطت هذه التربية السياسية في تبيان حاكمية الله آثارها في مواقف وسلوكية أتباع مدرسة أهل البيت (ع) على امتداد التاريخ ، الماضي منه والمعاصر، وكونت تياراً يحمل روح الرفض والمقاطعة للحاكم الظالم، ويأبى التعاون معه، والخضوع لولايته، فصنعت مواقف سياسية معارضة للظلم والطغيان، تشكّل عمق الوعي السياسي والفهم السليم للحياة السياسية في ظل نظام الإسلام ودولته.انتهى
و الثابت حيث ان الثورة على الحاكم الظالم والإطاحة به هو من التكليف الواجب على الناس وباب من ابواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وإن قراءة تاريخ المواجهة الفكرية والسياسية في حياة أئمة أهل البيت (ع) وأتباعهم ضد حكام الجور( حاكمية الناس) واضحة ، وتكشف لنا بوضوح تبني هذه المدرسة الإسلامية لتلك المواقف والآراء الإسلامية المعبرة عن روح الشريعة ونقاء دعوتها في ان الحكم لله والتنصيب له .
وكان أول رائد لأسلوب رفض الانتخاب وحاكمية الناس والثورة ضدهم هو الامام الحسين ع الذي انطلق في ثورته في محرم عام (61هـ) ليعرّي حاكمية الناس التي تمثلة في يزيد بن معاوية ، ويكشف زيفها، وليثبت للمسلمين فقهاً سياسياً اجتماعيا انه لاطاعه لمخلوق قد نصب نفسه على الخلق...وشاهد خاله سلام الله عليه يقول بصورة واضحة كلا لحاكمية الناس ...نعم لحاكمية الله. حيث انه قال في ذلك الموقف أيها الناس إن رسول الله (ص) قال: مَن رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرام الله، ناكثاً لعهد الله مخالفاً لسنة رسول الله (ص) يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغير ما عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله أن يدخله مدخله، ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد وعطّلوا الحدود، واستأثروا بالفيء، وأحلّوا حرام الله، وحرّموا حلاله).
وفي بيان آخر للأمام الحسين ع يبين للناس صفة الإمام المفترض الطاعة، ورفض مَن يستولي على مقاليد الأمور وهو فاقد لهذه الصفاتفلعمري ما الإمام، إلا الحاكم بالكتاب ، القائم بالقسط ، الداين بدين الحق ، الحابس نفسه على ذات الله).
ثم يصرّح للأمة بكشف شخصية الحاكم المنحرف عن الإسلام يزيد بن معاوية فيقولويزيد رجل فاسق، شارب للخمر، قاتل للنفس، معلن بالفسق، فمثلي لا يبايع لمثله).
ثم يقول (ع): (أيها الناس إنكم إن تتقوا الله، وتعرفوا الحق لأهله تكن أرضى لله عنكم، ونحن أهل بيت محمد (ص) وأولى بولاية هذا الأمر عليكم من هؤلاء المدّعين ما ليس لهم، والسائرين فيكم بالجور والعدوان).
وفي خطاب آخر وجهه إلى أهل العراق مع مبعوثه مسلم بن عقيل يبين أن سبب ثورته هو بسبب إماتتهم السنة النبوية الواجبة التي تقول بأن الحكم لله والتنصيب له "عز وجل" وانتشار في مكانها البدع والانحرافات وعلى رأسها اغتصاب الحكومة التي وضعها الله لججه فيقولأما بعد، فإن الله اصطفى محمداً (ص) على خلقه، وأكرمه بنبوته، واختاره لرسالته، ثم قبضه إليه، وقد نصح لعباده، وبلَّغ ما أُرسل به (ص)، وكنا أهله، وأولياءه، وأوصياءه، وورثته، وأحقّ الناس بمقامه في الناس ).
هذا كله لكي يشهد لله بأن دمه الشريف فداء عرش الله والثورة على الحاكم الجائر والمنحرف هي لكي يعرف الناس ان الحكم لله وان قتل الخليفه الحق بيد الجور وان لله وانا اليه راجعون.
فإن ابا عبدالله ع كان يمثل في موقفه هذا ضمير الشريعة واصل الامر الالهي الا وهو حاكمية الله لا حاكمية الناس، ثم توالت من بعده ثورات علوية كلها رافضه لحاكمية الناس، كثورة زيد بن علي عام (121هـ) على الحاكم الأموي هشام بن عبدالملك، وكثورة الحسين صاحب فخ عام (169هـ).
تلك الثورات التي أقرها وأيدها أئمة أهل البيت ع ، الباقر والصادق والكاظم والجواد (ع).
وإذا كانت هذه مواقف أهل البيت (ع) والفقهاء السابقين التابعين لهم ضد الحاكم الجائر والشورى فإن لفقهاء وعلماء المذاهب الإسلامية الأخرى آراء سياسية تخالف الفهم القائم في مدرسة أهل البيت (ع) وأتباعهم من الحاكم الجائر والفاسق، فهم يرون وجوب الطاعة والخضوع لإرادة السلطة الظالمة المتمثلة بحامية الناس.
وقد صرّح جمع من أولئك العلماء والفقهاء بهذه الآراء السياسية، أمثال النووي والباقلاني وأحمد بن حنبل وغيرهم وادعوا اجماع لم ينزله الله في كتابه. وجاء من هذه التصريحات وأما الخروج عليهم(أي على حكام الجور) وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين، وإن كانوا فسقة ظالمين، وقد تظاهرت الأحاديث بمعنى ما ذكرته، وأجمع أهل السنة أنه لا ينعزل السلطان بالفسق . انتهى
وقال جماهير أهل السنة ايضا من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين: لا ينعزل(أي الحاكم) بالفسق والظلم وتعطيل الحقوق، ولا يخلع ولا يجوز الخروج عليه بذلك، بل يجب وعظه وتخويفه بالأحاديث الواردة في ذلك.
وقال القاضي أبو بكر الباقلاني: قال الجمهور من أهل الإثبات وأصحاب الحديث: لا ينخلع الحاكم بفسقه وظلمه بغصب الأموال، وضرب الابشار، وتناول النفوس المحرمة، وتضييع الحقوق، وتعطيل الحدود، ولا يجب الخروج عليه، بل يجب وعظه وتخويفه، وترك طاعته في شيء مما يدعو إليه من معاصي الله).
وقال أحمد بن حنبل: (ومَن غلبهم بالسيف صار خليفة، وسمي أمير المؤمنين، ولا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ولا يراه إماماً عليه ... براً كان أو فاجراً فهو أمير للمؤمنين).
أما شارح عقائد النسفية فقد صرح: (ولا ينعزل الإمام بالفسق والجور؛ لأنه قد ظهر الفسق والجور، من الأئمة والأمراء بعد الخلفاء، والسلف كانوا ينقادون لهم، ويقيمون الجُمع والأعياد بإذنهم).
وهكذا تتحدد المواقف والآراء في مجال الحاكميه ، ويبرز في هذا المجال فهمان متقابلان احدهما نقيضه يكون الاخر الذي يقابله فالاول حاكمية الله وهو الاصل التابع من ايجاد الهي والذي يقابله نابع من عدم ليس له ايجاد الهي الا وهو حاكمية الناس .
فهم أئمة أهل البيت للسلطة والقيادة السياسية والاجتماعيه والاقتصاديه المتمثله بحاكمية الله، والموقف من الانحراف والظلم والجور والمتمثل بحاكمية الناس، والفهم الحق وكما تضح هو حكم الله في ارضه من خلال التنصيب الالهي للأئمة الذين هم الفقهاء والقاده الى الله .
وقد طبق هذا الفهم موقف أتباع أهل البيت ، فمارسوا المعارضة السياسية للسلطات، وقادوا ثورات عديدة، وفهموا الإسلام معارضة للظلم السياسي والاجتماعي.
قال الجوينيُّ إمامُ مذهب الشافعية - وقد ذكر أنَّ الإمامَ لا ينعزل بالفسق - ما لفظه : وهذا في نادرِ الفسقِ , فأما إذا تواصلَ منه العصيانُ , وفشا منه العدوانُ , وظهرَ الفسادُ , وزالَ السدادُ , وتعطلتِ الحقوقُ , وارتفعتِ الصيانةُ , ووضُحَتِ الخيانةُ , فلا بدَّ من استدراك هذا الأمر المتفاقم , فإنْ أمكنَ كفُّ يدِه , وتوليةِ غيرِه بالصفاتِ المعتبَرَةِ , فالبِدارَ البِدارَ , وإن لَم يُمكن ذلك لاستظهارِه بالشوكةِ إلا بإراقةِ الدماءِ , ومصادمةِ الأهوالِ , فالوجهُ أن يقاسَ ما الناسُ مندفعون إليه , مُبْتَلُونَ به بما يعرضُ وقوعُه , فإنْ كانَ الواقعُ الناجزُ أكثرَ مما يُتَوقَّعُ , فيجبُ احتمالُ المتوقَّعِ , وإلا فلا يَسُوغُ التشاغلُ بالدّفع , بل يتعيَّنُ الصبرُ والابتهالُ إلى الله تعالى . انتهى[/align]
[1] هود/ 113
Comment