إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

التصدي العلمي للإلحاد و الملحدين (3)

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • ya_allah313
    عضو جديد
    • 31-07-2012
    • 3

    التصدي العلمي للإلحاد و الملحدين (3)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا على كل حال
    اللهم صل على محمد و ال محمد الامة و المهديين و سلم تسليما كثيرا
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    في بدء هذا المقال اود أن أشكر المراقب الاداري "يمانيون" على تفاعله و مشاركته الطيبة في المقالين السابقين اللذان تم نشرهما بخصوص هذا الموضوع الحرج و المهم جدا من فهم ما يستند عليه علماء معاصرون من حقائق علمية لإثبات عدم ضرورة وجود الخالق سبحانه لخلق الكون على ما هو عليه الان. فالشكر لله دائما و ابدا، و من ثم الشكر ليمانيون على هذه المشاركة و الادعية الجميلة. كما اسال الله تعالى ان يرضى عنا و ان يتقبل اعمالنا و ان يوفقنا لما يحب و يرضى.
    في المقال السابق نشره بتاريخ 7 فبراير 2013 ختمته (و أعوذ بالله من نفسي) بالتساؤلات التي طرحها ريتشارد دوكنز في الفقرة الأخيرة من فصل "السلطة و المحفوظات أو الأرشيف" في كتابه " صانع الساعات الأعمى"، و هي تنص على ان:
    " اي تأثير يحدثه تغيير الجين في نسخه لنفسه هو بمثابة اللعبة المتاحة للانتخاب الطبيعي. ان الامر كله بسيط بساطة تامة، غير متعمد و تلقائي على نحو مبهج ، ان شيئا كهذا يكون محتوما بمجرد أن يظهر للوجود المقومات الاساسية للانتخاب التراكمي، الا و هي التناسخ و الخطأ و السلطة. لكن كيف حدث هذا؟ كيف أتت هذه المقومات للوجود على الأرض قبل أن تكون هناك حياة؟". أي....و بعبارة اخرى:
    كيف حدث أن أتت مقومات الوجود على الأرض قبل أن تكون هناك حياة على الأرض ؟
    في الفصل الذي يليه عقب الكاتب على هذا التساؤل بافتراضات و تفسيرات علمية بحسابات بعيدة كل البعد عن تدخل الخالق سبحانه في وجود الحياة على الأرض. و فيما يلي ما طرحه الكاتب و ايضا باسلوبي الخاص (أعوذ بالله من نفسي) عله يعود بمنفعة على القارئ الكريم بإذن الله تعالى.
    كما شرح في المقال الأول المنشور بتاريخ 28 يناير 2012، ان التطور هو نتاج الانتخاب التراكمي الذي هو سلسلة من الخطوات المتتابعة التي تبدأ من خطوة أولي واحدة. تلك الخطوات تكون متتالية باتجاه غير عشوائي ولكن هي بذاتها تغييرات او طفرات عشوائية. فالواضح هنا أنه لا بد من "حدث تصادفي" من خطوة اولي واحدة ليستهل من بعدها هذا الانتخاب التراكمي. و هذه الخطوة الاولي هي خطوة صعبة تستدعي وجود تناسخ لوضع الخطوة التالية، و التناسخ يستدعي وجود ماكينة معقدة للنسخ و "كبداية" ؟
    في نظر الكاتب أن خطوة التناسخ هذه هي التي قد تحدث خلل نظرية "صانع الساعات الأعمى"، و ذلك بترجيح وجود "مصمم" بل "مصمم خارق بعيد النظر" أو بعبارة أخري (خالق أواله) "استغفر الله و اتوب اليه"، و ذلك بقوله:
    "هذا الخالق قد لا يتحكم في الحياة اليومية، و قد لا يكون قد وضع اطار لنمر او خروف، أو صنع شجرة، و لكنه أنشأ ماكينة التناسخ الأصلية و قوة هذا التناسخ، أنشأ الد أن أ و البرتينات التي أتى منها الانتخاب التراكمي و بالتالي التطور.....و هذا ممكن..... و لكن من الواضح ان هذه محاجة واهية بحيث تنقض نفسها بصورة جلية، هذا لأنه لتفسير أصل وجود الد أن أ و البروتينات بالاحتجاج بالخالق الخارق هو لا شئ لتفسير دقيق بحيث يترك أصل الخالق بلا تفسير ! فلذلك من يدعون هذا التفكير سيقولون شئ ك"الاله كان دائما موجودا" و اذا تركنا انفسنا لهذا التفكير الخامل او الكسول، بطبيعة الحال سنقول "الد أن أ كان دائما موجود" أو "الحياة كانت دائما موجودة" و سيكون هذا كافي للتفسير".
    و قد طرح الكاتب في هذا الفصل افكار فلسفية عدة من احتمالية و عدم احتمالية وجود الحياة على الارض، و ذلك بالاستناد على حسابات رياضية، في محاولة البعد عن ما يمت بصلة بالمعجزات و كذلك الصدف، لا يسعنا ان نستعرضها في هذا المقال (وقد نعود لها في مقال خاص او بمشاركات من القراء الكرام)، و يكون ما ذكر اعلاه كافيا في هذا السياق.

    و يرجع الكاتب الى توضيح ان الفكرة الاساسية ل"صانع السعات الاعمى" هي ليست الحاجة للتسليم لمصمم (او خالق) لفهم وجود الحياة او لفهم اي شيء في الكون. المهم هنا هو ايجاد حل اللغز او المشكلة التي نواجهها و ذلك بالنظر الى مجموعة من النظريات التي افضلها يفسر بداية الانتخاب التراكمي (اي الخطوة الاولى الواحدة)، و من ضمن هذه العائلة من النظريات، تكون نظرية "الخليط الاولي" (او الحساء الاولي) هي "الاثقل وزنا". فبوجود عناصر عضوية للحياة على الارض قبل ان تكون هناك حياة هو الذي ادى الى تعزيز التركيب التلقائي للمركبات العضوية، و هذا ما نتج عن تجارب مخبرية للكيميائيين، حيث بتفاعلات معينة استطاعوا ان ينتجوا مركبات توجد فقط في الاشياء الحية منها وحدات بنائية لد ان ا و البروتينات مثلا. لكن ما زالت هذه التفاعلات تنقصها عنصر النسخ التي تنسخ الخطوة التصادفية الاولى بحيث تتوالى الخطوات التراكمية المتتالية ليكون التحسين ؟
    لهذا لم يختار الكاتب نظرية "الخليط الاولي" لحل اللغز الذي يبحث عنه. لقد اختار الكاتب نظرية اقل ذيوعا ولكن في نظره اكثر ارضاءا، هذه النظرية هي نظرية " المعادن الغير عضوية" (مقارنة بنظرية الخليط الاولى التي هي لمركبات عضوية)، تلك النظرية المقبولة هي لكيميائي جلاسجو "جراهام كيرنز سميث" و التي عرضت لاول مرة منذ عشرين سنة.
    و بلتخيص ما عرضه الكاتب من نظرية كيرنز سميث لتفسير اصل الحياة على الارض، هو ان هذه الحياة تعتمد على تواجد بلورات غير عضوية ذات نسخ ذاتي مثل السيليكون (و بدقة السيليكات) و تلك التي توجد في الطين و التراب، حيث ان ناسخات عضوية و التي مؤخرا هي الد ان ا قد اغتصبت هذه القدرة على نسخ الذات، و هذا ما سيتم شرحه في الفقرات التالية.
    ما هي البلورة؟. هي نظام لترتيب الذرات او الجزيئات في الحالة الصلبة، و بسبب خواص هذه الذرات و الجزيئات فإنها تتجه الى التراص معا بطريقة ثابتة منظمة، و الطريقة المفضلة لذرات ما للتداخل هي التي تشكل البلورة (مثال في شكل رقم 1).
    الان يأتي السؤال المهم، الا و هو: هل تستطيع البلورات ان تنسخ بنيتها؟. البلورات بطبيعتها تتكون من عشرات الالاف من طبقات الذرات (صفوفا من الذرات تمتد بخطوط مستقيمة، فهي تكرار هندسي)، حيث ان كل طبقة تنبني فوق طبقة اسفلها. في محلول مائي تسبح هذه الذرات حرة، لكن اذا ارتطمت بسطح صلب لبلورة اخرى فإنها تلتصق بها بحيث تحدث اضافة طبقة جديدة الى البلورة، و بهذا تنمو البلورة. و يمكن للبلورة ان تنشا من محلول تلقائيا و ذلك مثلا بإذابة كمية كبيرة من ملح (محلول مشبع) في ماء ساخن و تركه ليبرد، او بإسقاط حبة او حبيبات من التراب لمحلول اخر اقل تشبعا بالملح. بالطبع هذه تجارب لا يخفي على القارئ الكريم انها صحيحة علميا حيث انها معمول بها و تدرس بالمدارس و الجامعات.
    و بصورة اوسع، الطين و الصخور المصنوعة من بلورات صغيرة كانت دائما في الارض، و اذا دققنا في عينات من هذه البلورات تحت ميكروسكوب الكتروني فانها تتخذ اشكالا و مناظر جميلة كزهور و انابيب و صبار و ما شابه، و لو دققنا اكثر فان هذه البلورات لها ما يسمى ب"مسارات او تدفقات". بالنظر الى هذه المسارات نجد انه كلما ظهر مسار فانه ينسخ نفسه عندما تترسبالطبقة التالية (التي فوقه) للبلورة، هذه المسارات قد تحدث في اي مكان من سطح البلورة (شكلي رقم 2 و3).
    عند هذا الحد نكون قد بينا كيف وضح الكاتب ان البلورات المعدنية على الارض البدائية لها خواص التناسخ و التكاثر و الوراثة و الطفرة التي لابد منها كشكل من الانتخاب التراكمي. و كما ذكرنا في المقال السابق انه لابد من عنصر اخير و مهم، الا و هو "السلطة" المعرفة على الاغلب باللزوجة.
    فالطين بتكوينته الكيميائية من سيليكات و معادن يكون على هيئة محلول في الانهار و الجداول في اتجاه تيار ما، و عندما تكون الظروف مواتية فان هذه المكونات الكيميائية تتبلور لتكون الطين مرة اخرى في اسفل اتجاه هذا التيار. و كما هو واضح هنا ان ترسب بلورات الطين هنا يعتمد على سرعة و نمط انسياب التيار، و طبعا العكس صحيح حيث ان ترسب هذه البلورات ياثر على انسياب التيار المعني. فاذا كان الطين له خاصية اعادة تشكيل بنيته بحيث تزداد سرعة التيار و بالتالي ينجرف الطين ثانية بعيدا، يكون هذا النوع من الطين (غير ناجح). أما الطين (الناجح) فهو الذي يزيد من فرصة ترسبه (و ذلك لخلل ما في بنيته) و ذلك بسد الجداول، بحيث تتكون برك كبيرة ضحلة راكدة اعلى السدود و بالتالى يتحول التيار الى مجرى جديد، و بهذا يترسب النوع نفسه من الطين.
    و بسبب هذا التحويل في مجرى التيار فان البرك الضحلة سوف تجف في موسم الجفاف و بالتالى فان الطين المترسب يجف و يتشقق في الشمس، بحيث تذرو الرياح الطبقات العليا للطين الجاف (التراب) بحيث انه كل ذرة تراب ترث (خلل) الطين الاصلي (الاب او الوالد) الذى احدث السد. و ذرات التراب المتطاير هنا تحمل تعليمات عن كيفية او طريقة احداث السدود في الجداول، فاذا حطت ذرة الغبار المتطايرة هذه في جدول اخر فانه تتم العدوى و يبدا تسرب الطين صانع السدود و يعود الجفاف و التشقق، وهكذا...........تتم العدوى من جدول الى جدول اخر....
    فهذه الدورة هي (دورة حياة)، بحيث انه يمكن تنظيم الجداول ك(اشجار عائلات)، كل جدول بحسب الطين المكون لسدودها، الجدول المصاب بالعدوي له جدول (والد)، فهو (الابن)، و الوالد هنا قد يكون له اكثر من ابن (جداول). ذرات التراب هنا هي (الجينات) الحاملة لمعلومات نمو الجسد (الجدول) الذي ينتج عنه ذرات تراب عندما يجف و يتشقق حيث يبدا الجيل التالي بتطاير هذه الذرات و سقوطها في جدول اخر. و على مر الاجيال اذا حدث عرض او خلل ترسيب البلورات ثم نسخ لهذا الخلل مما يقلل او يزيد من صنع السدود / الجفاف / التأكل، فانه يأثر على عدد النسخ للاجيال القادمة سواء بقلتها او زيادتها، و بالتالي قد يكون هناك "تطور" (او تحسين) كنوع بدائي ل(الانتخاب التراكمي).
    نأتي الى المرحلة التالية من الانتخاب التراكمي، و هي كما شرحنا في المقالين السابقين انه لابد من ان التغييرات او الطفرات ان تظهر علي شكل الشي الحي، أي الشكل المظهري، و هذا نجده واضحا في نظرية سميث، فبالنسبة للبلورات الغير عضوية، فان هذه البلورات تحفز على تركيب مواد جديدة تساعد على مرورها (اي هذه البلورات) عبر الاجيال. هذه المواد هي ثانوية حيث يتم انتاجها من جديد بواسطة كل جيل من الناسخات الاولية (اي البلورات نفسها). و هذه المواد الثانوية هي مواد عضوية تعمل كأدوات غير ناسخة (للشكل المظهري) لناسخات غير عضوية. ففي الصناعات التجارية علي سبيل المثال، تستخدم المواد العضوية في صناعات المواد الغير عضوية بسبب تأثيرها في تدفق السوائل وفي تفتيت و نمو المواد الغير عضوية. فمثلا كميات صغيرة من مادة عضوية تسمى كربوكسي ميثيل السلولوز تستخدم في تفتيت مواد طين معدنية تسمى مونتموريللونيت.
    في نظر الكاتب، عند هذه النقطة من نظرية سميث تكون النظرية مدعومة و على درجة من المعقولية، في حين أن نظرية الخليط الاولي تقليدية و لها ايضا دعم في نظر كيميائيين اخرين، و قد وافق هؤلاء الكيميائيين ايضا منذ زمن طويل ان انواع الطين المعدني قد يكون لها فائدتها.
    و يستعرض سميث في نظريته ايضا ان من هذه الناسخات الغير عضوية ما يكون قد استخدم كبنية بدائية لد ان ا، حيث ان هن البنية البدائية عملت على تغليف كمادة عضوية البلورات (او الناسخات الغير عضوية)، بحيث ان هذا الد ان ا البدائي اخذ بتحسين نفسه الى ان اصبح قادرا على نسخ ذاته، وتطوير نفسه الى ان استكمل صورته و امكاناته التي نعرفها اليوم.
    في الفصل القادم من الكتاب الذي بين ايدينا، سيحاول الكاتب دوكينز ان يزيل عثرة اخرى الا وهي " فكرة ان الانتخاب الطبيعي يستطيع ان يدمر فحسب، و لا يستطيع ان يبني قط".
    الملفات المرفقة
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎