بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
مرجعية النجف ألد أعداء الإمام المهدي بنص الروايات الواردة عن أهل البيت (ع)
لم تكن مصادفة أبداً ولا سوء اختيار أن يتبوأ السيستاني وبقية أوثان مرجعية النجف موقعهم كعرابين لعملية سياسية تتناقض كل التناقض مع ما يفترض بعمائمهم المغتصبة أن تكون ممثلة له ، وإذا ما كان أحد يتوقع أن تصطف هذه الحفنة من المنكوسين في موقع غير الذي تقف فيه ، فهو بلا شك يشكو نقصاً مرعباً في معرفة حقيقة تأريخ هؤلاء الأدعياء ، والأدوار التي لعبوها طيلة حياتهم المكتظة بالعمالة والصغار .
مرجعية النجف ألد أعداء الإمام المهدي بنص الروايات الواردة عن أهل البيت (ع)
أبو محمد الأنصاري
لم تكن مصادفة أبداً ولا سوء اختيار أن يتبوأ السيستاني وبقية أوثان مرجعية النجف موقعهم كعرابين لعملية سياسية تتناقض كل التناقض مع ما يفترض بعمائمهم المغتصبة أن تكون ممثلة له ، وإذا ما كان أحد يتوقع أن تصطف هذه الحفنة من المنكوسين في موقع غير الذي تقف فيه ، فهو بلا شك يشكو نقصاً مرعباً في معرفة حقيقة تأريخ هؤلاء الأدعياء ، والأدوار التي لعبوها طيلة حياتهم المكتظة بالعمالة والصغار . وبصرف النظر عن الخوض في تأريخ وحاضر هؤلاء الأدعياء الذي قد يكون مدعاة للأخذ والرد، لاسيما وأن الكثير من المنافقين وأصحاب المصالح الدنيوية لا يتورعون عن تجنيد ألسنتهم وماء وجوههم لغسل كل القذارات التي تطفح بها سراديب أعمارهم ، أقول إن الروايات الواردة عن أهل البيت كفيلة بإزالة الغشاوة عن الأعين الرمداء، وإظهار الحقيقة ساطعة كالشمس في رابعة النهار .
عن الباقر (ع) ( إذا قام القائم ( ع ) سار إلى الكوفة فيخرج منها بضعة ألف نفس يدعون البترية عليهم السلاح فيقولون له ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم ثم يدخل الكوفة فيقتل بها كل منافق مرتاب ويهدم قصورها ويقتل مقاتليها حتى يرضى الله عز وعلا ) .
هذه النتيجة التي ينتهي إليها أهل الكوفة من قتال الإمام المهدي (ع) لا تأتي مصادفة، دون مقدمات، فالحق إنها مسبوقة بسلسلة طويلة من التحريفات أبطالها فقهاء آخر الزمان الخونة، عن رسول الله (ص)سيأتي زمان على أمتي لا يبقى من القرآن إلا رسمه، ولا من الإسلام إلا اسمه، يسمون به وهم أبعد الناس منه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى، فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود) (بحار الأنوار / ج52: 190).
مساجدهم خراب من الهدى رغم اكتظاظها بالناس لأن الدين بالنسبة لهم أضحى كلمات يرددونها دون وعي حقيقي ، ودون ترتيب أثر عملي عليها ، فالقرآن اليوم مهجور وميت في الحوزة العلمية في النجف الأشرف ، فضلاً عن غيرها ، فالبحث يدور في المساجد التي أنشأها القرآن حول الكتب المنطقية والفلسفية والكلامية والنحوية ، التي يدعون دراستها وتدريسها لفهم القرآن والسنة ، في حين انك لا تجد من يهتم بدراسة كتاب الله ، والبحث في تفسيره ، وإذا وجد مثل هذا الاهتمام من قبل بعض المؤمنين فهو قليل ، يكاد لا يذكر.
قال تعالى : { وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً} (الفرقان:30) .
ف ( مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى ) . أي عامرة بالناس ولكنهم ليسوا على الطريق الذي رسمه : (القرآن ومحمد وآل محمد) (ع) .
وقال أمير المؤمنين (ع) في وصف معظم أهل العلم في زماننا هذا نبذ الكتاب حملته وتناساه حفظته ) . أي المفروض أنهم حملته وحفظته ، وهم طلبة العلوم الدينية والعلماء . هذا وان وجد بحث في الكتاب الكريم فهو يدور حول آراء المفسرين .
وعن أبان بن تغلب قال : قال أبو عبد الله (ع) : ( كيف أنت إذا وقعت البطشة بين المسجدين ، فيأزر العلم كما تأزر الحية في جحرها واختلفت الشيعة وسمى بعضهم بعضا كذابين وتفل بعضهم في وجوه بعض ؟ قلت : جعلت فداك ، ما عند ذلك من خير . فقال لي : الخير كله عند ذلك ـ ثلاثا ـ ) أصول الكافي ج1 ص382 .
نعم الخير كله عند ذلك لأن عندها يظهر القائم (ع) فيقتل من كبار علمائهم ( 70 ) منافق ، ومن صغارهم ( 3000 ) ، عن أمير المؤمنين (ع) في حديثه لمالك بن ضمرةيا مالك بن ضمرة، كيف بك إذا اختلف الشيعة هكذا – وشبك أصابعه وأدخل بعضها في بعض -؟ فقلت: يا أمير المؤمنين ما عند ذلك من خير. قال: الخير كله عند ذلك، يا مالك عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلاً يكذبون على الله وعلى رسوله (ص) فيقتلهم، ثم يجمعهم الله على أمر واحد) (نفسه: 214).
فالشيعة في هذا الحديث منصوص عليهم، ولاشك في أن السبعين رجلاً هم سبب الفتنة والفرقة ( يقتل بعضهم بعضاً ...الخ ) ولهذا يقتلهم القائم (ع) وبقتلهم تعود الوحدة للشيعة. ومعنى أنهم يكذبون على الله وعلى رسوله، إنهم يشرعون أحكاماً لم ينزل الله فيها من سلطان، شأن علماء اليهود الذين يخطون الكتاب بأيديهم ويقولون هو من عند الله. وأنت تعلم أن الشيعة لا يتبعون غير فقهائهم، فالسبعون رجلاً من هؤلاء الفقهاء ، بل إنهم كبار الفقهاء، فظاهر الحديث يدل على أن الفتنة تعم الشيعة جميعاً، لا طائفة صغيرة منهم، ولو كان سبب الفتنة بعض المضلين من غير الفقهاء الكبار لما عمت الجميع. أقول وقد علق الشيخ الكوراني بعد أن أورد هذا الحديث قائلاًأقول يظهر أن هؤلاء أصل الفتنة والإختلاف داخل الشيعة، ولايبعد أن يكونوا من علماء السوء المضلين و السياسيين المنحرفين) (المعجم الموضوعي / الكوراني: 581).
وعن أبي الجارود أنه سأل الإمام الباقر (ع)متى يقوم قائمكم؟ قال: يا أبا الجارود لا تدركون. فقلت: أهل زمانه؟ فقال: ولن تدرك زمانه، يقوم قائمنا بالحق بعد إياس من الشيعة، يدعو الناس ثلاثاً فلا يجيبه أحد... الى قوله (ع): ويسير الى الكوفة فيخرج منها ستة عشر ألفاً من البترية شاكين السلاح، قراء القرآن، فقهاء في الدين، قد قرحوا جباههم، وسمروا ساماتهم، وعمهم النفاق، وكلهم يقولون يا ابن فاطمة ارجع، لا حاجة لنا فيك. فيضع السيف فيهم على ظهر النجف عشية الإثنين من العصر الى العشاء... ثم الكوفة فيقتل مقاتليها حتى يرضى الله تعالى) (المعجم الموضوعي: 568 – 569).
يعلق الشيخ الكوراني على هذه الرواية، قائلاً(يبدو أن أكثر هؤلاء البترية أصلهم شيعة)) (نفسه: 570). أقول بل يبدو إنهم جميعهم من الشيعة كما يسمون أنفسهم ، ولكن الكوراني ربما شعر أنه واحد منهم فارتجف قلمه . ويا سبحان الله القائم يدعو الناس ثلاثاً ولكن لا يجيبه أحد ، فأين هؤلاء المتبجحين الكذبة الذين يقولون إننا ننتظر ظهوره ، أم لعلهم يطالبونه بالدخول في العملية السياسية والإنتخابات ! فعن حذيفة بن اليمان وجابر الأنصاري، عن رسول الله (ص)، إنه قال: (الويل الويل لأمتي من الشورى الكبرى والصغرى ، فسُئل عنهما، فقال: أما الكبرى فتنعقد في بلدتي بعد وفاتي لغصب خلافة أخي وغصب حق إبنتي، وأما الشورى الصغرى فتنعقد في الغيبة الكبرى في الزوراء لتغيير سنتي وتبديل أحكامي) (مناقب العترة /ومائتان وخمسون علامة130).
وأية سنة أبقوا وأي أحكام لم يبدلوا ؟ أ ليسوا قد نصبوا مراجعهم أئمة يتقولون في دين الله ما طابت لهم شهواتهم ؟ فالإمام الحسين (ع) قُتل من أجل الديمقراطية وليس من أجل حاكمية الله تعالى والإنتخابات أو اختيار الناس للحاكم المحرم شرعاً أضحى واجباً شرعياً ، والمنكر معروف والمعروف منكر ! عن رسول الله (ص)والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة، حتى لا تخطئون طريقهم، و لايخطئكم سنة بني إسرائيل) (بحار الأنوار ج52 : 180). ومعلوم أن بني إسرائيل اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله، كما أخبر عنهم القرآن الكريم : {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }التوبة31. ورد عن الإمام الصادق (ع) : ))إياكم والتقليد فانه من قلد في دينه هلك إن الله تعالى يقول { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ } (التوبة :31) . فلا والله ما صلوا لهم ولا صاموا ولكنهم احلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا وقلدوهم في ذلك فعبدوهم وهم لا يشعرون ((
وعن الصادق (ع)لينصرن الله هذا الأمر بمن لا خلاق له، ولو قد جاء أمرنا لقد خرج منه من هو اليوم مقيم على عبادة الأوثان) (المصدر نفسه: 392). وبربط هذا الحديث بالحديث المتقدم، يتضح أن المراد من عبادة الأوثان هو إتباع الفقهاء المضلين.
وبشان قوله(ع) لقد خرج منه ... الخ ) أقول لا تحسب أن الخارجين عن أمر أهل البيت قوم آخرين غير الشيعة ، فأمرهم (ع) هو القول بإمامتهم ولا يخرج من هذا القول إلا من كان داخل فيه وهم الشيعة تحديداً وهؤلاء هم من يخرج من أمرهم (ع) والسبب لأنهم مقيمون على عبادة الأوثان، أي إطاعة علماء السوء.
وعن ابراهيم بن عبد الحميد يقول : أخبرني من سمع أبا عبد الله يقول : إذا خرج القائم (ع) خرج من هذا الأمر من كان يظن انه من أهله ودخل فيه شبه عبدة الشمس والقمر ) غيبة النعماني ص 332 . إن المتشيعون للأسف الشديد قد أزروا بأنفسهم واتبعوا المنافقين تحت مقولة التقليد الفاسدة ، فكانت نتيجتهم الخروج من نظام ولاية أهل البيت (ع) ، عن أبي جعفر(ع) ، قاليكون في آخر الزمان قوم يتبع فيهم قوم مراؤن، يتقرون ويتنسكون، حدثاء سفهاء لايوجبون أمراً بمعروف ولا نهياً عن منكر، إلا إذا أمنوا الضرر، يطلبون لأنفسهم الرخص والمعاذير، يتبعون زلات العلماء وفساد علمهم) (تهذيب الأحكام / ج6: 180).
وعن أبي جعفر (ع)لتمحصن يا شيعة آل محمد تمحيص الكحل في العين، وإن صاحب العين يدري متى يقع الكحل في عينه، ولا يعلم متى يخرج منها، وكذلك يصبح الرجل على شريعة من أمرنا ويمسي وقد خرج منها، ويمسي على شريعة من أمرنا ويصبح وقد خرج منها) (غيبة النعماني: 214). هكذا إذن يمسي الرجل على شريعة من أمر أهل البيت ، أي إنه يقول بإمامتهم ويصبح وقد خرج منها ! أما السبب فلأنه اتبع الدجال السيستاني ، قال رسول الله (ص): (لما عرج بي الى ربي جل جلاله أتاني النداء يا محمد، قلت: لبيك... الى أن قال: وخروج رجل من ولد الحسين بن علي بن أبي طالب، وخروج الدجال يخرج من سجستان، وظهور السفياني) (بحار الأنوار ج51 ص70). ولو رجعت الى معاجم البلدان لعلمت أن سجستان هي اللفظ المعرّب لكلمة سيستان الفارسية، فالدجال بتعبير آخر يخرج من مدينة سيستان ، أي إنه سيستاني ؟
ومن باب : خذ الحكمة ولو من أفواه المجانين أقول : قال أحمد الكاتب يوماً ما مضمونه ، وهو محق في قوله : ( إن السيستاني لا يؤمن بوجود الإمام المهدي (ع) ، وإن كل من يخالف عقيدة الإنتظار ، وينساق في مشاريع سياسية من قبيل القول بولاية الفقيه ، أو الديمقراطية لا يؤمن حقاً بالإمام المهدي (ع) ) ، وعلى الرغم من أن الكاتب يفهم من عقيدة الإنتظار أن الشيعة يذهبون إلى القول بعدم وجود نظام سياسي يغطي فترة الغيبة الكبرى ، وهم بالنتيجة يميلون إلى السلبية تماماً ، ويلقون حبل النظام الاجتماعي على غاربه في هذه الفترة ، وعلى الرغم من إن هذا الفهم مغلوط إلى أبعد الحدود فيما يتعلق بفهم عقيدة الإنتظار والنظام السياسي للإسلام ، لكننا رغم ذلك نستطيع استشفاف إجابة واضحة منه على خلفية انحرافات السيستاني ، فالسيستاني لا يؤمن بالإمام المهدي (ع) وهذا كاف لجعله ينعق مع كل ناعق .
والواقع إن السيستاني يمثل نتيجة لتراكم انحرافات بدأت منذ أمد بعيد حتى انتهت الى هذه النتيجة التي تمثل خروجاً صريحاً عن حد التشيع ، وتناقضاً كاملاً لحقيقة الدين .
ويمكن في هذا الصدد أن نشير الى أن أهم أسباب الغيبة الكبرى هو إعراض الأمة عن الإمام المهدي (ع) ، الذي تجليه قلة التوقيعات الصادرة منه لوكلائه الخاصين ، حتى لقد بلغ الأمر حد أن يصدر توقيع واحد لا غير على يدي الوكيل الرابع ! وإذا علمنا أن التوقيعات تأتي عادة كأجوبة على تساؤلات القاعدة الجماهيرية المرتبطة بالإمام ، فإن قلتها الصارخة تشير بلا شك الى إعراض واضح من الأمة عن قائدها . ولكن الغيبة لم تكن تعني انتفاء أو بطلان عقيدة الإمامة أو عقيدة النص الإلهي على القائد ، وإنما هي بالأحرى عقوبة إصلاحية للأمة لتلتفت الى ما قد فرطت به ، ولكن الأمة وللأسف الشديد وقعت فيما وقعت فيه الأمم السالفة ، ورتبت على انحرافها الأول المزيد المزيد من الإنحرافات حتى باتت عملية الإصلاح تتطلب بتر الأعضاء الفاسدة وتطهير الجسم من وبائها الفتاك ، { سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً } ، { سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً }الأحزاب62 . نعم فالمنتظرون كانوا دائماً يفشلون في انتظارهم وتظهر بينهم البدع والإنحرافات ، هذا ما حدث مع الأمة التي كانت تنتظر نوحاً (ع) ومع الأمة التي انتظرت موسى وعيسى (ع) وحدث للأسف الشديد مع الأمة التي تنتظر المهدي (ع) ، (( إدريس النبي (ع) غاب عن شيعته حتى آل الأمر إلى أن تعذر عليهم القوت ، وقتل الجبار من قتل منهم وأفقر وأخاف باقيهم ، ثم ظهر ووعد شيعته بالفرج وبقيام القائم من ولده وهو نوح (ع) ثم رفع الله عز وجل إدريس (ع) فلم تزل الشيعة يتوقعون قيام نوح (ع) قرناً بعد قرن وخلفاً عن سلف ، صابرين من الطواغيت على العذاب المهين حتى ظهرت نبوة نوح (ع) )) إلزام الناصب ص 252 . فكما هو واضح إن شيعة نوح كانوا موعودين بظهوره وهو القائم الذي ينقذهم من الظلم ، وكان ذلك الوعد من نبي الله إدريس (ع) . ولكن فلننظر عندما ظهر نوح (ع) هل صدقه قومه أم كذبوه وبعبارة أخرى هل نجحوا بالانتظار أم فشلوا ؟
ينقل إلينا صاحب إلزام الناصب نقلا عن إكمال الدين للشيخ الصدوق حكايته مع قومه عند مبعثه : لما اظهر الله نبوة نوح (ع) وأيقن الشيعة بالفرج واشتدت البلوى وعظمت العزيمة ، إلى أن آل الأمر الى شدة شديدة نالت الشيعة ، والوثوب على نوح بالضرب المبرح حتى مكث (ع) في بعض الأوقات مغشيا عليه ثلاثة أيام يجري الدم من أذنه ثم أفاق ، وذلك بعد ثلاثمائة سنة من بعثه وهو في خلال ذلك يدعوهم ليلا ونهارا فيهربون ، ويدعوهم سرا فلا يجيبون ، ويدعوهم علانية فيولون ، فهّم بعد ثلاثمائة سنة بالدعاء عليهم ، وجلس بعد صلاة الفجر للدعاء فهبط عليه وفد من السماء السابعة وهم ثلاثة أملاك فسلموا عليه ثم قالوا : يا نبي الله لنا حاجة . قال وما هي ؟ قالوا : تؤخر الدعاء على قومك فإنها أول سطوة لله عز وجل في الأرض . قال : أخرت الدعاء عليهم ثلاثمائة سنة أخرى .
وعاد عليهم فصنع ما كان يصنع ، ويفعلون ما كانوا يفعلون حتى انقضت ثلاثمائة سنة ، ويئس من إيمانهم ، جلس وقت الضحى والنهار للدعاء فهبط إليه وفد من السماء السادسة وهم ثلاثة أملاك فسلموا عليه وقالوا : نحن وفد من السماء السادسة خرجنا بكرة وجئناك ضحوة ، ثم سألوه ما سأله وفد السماء السابعة ، فأجابهم مثل ما أجاب أولئك إليه .
وعاد (ع) إلى قومه يدعوهم فلا يزيدهم دعاؤه إلا فرارا حتى انقضت ثلاثمائة سنة أخرى فتمت تسعمائة سنة ، فصارت إليه الشيعة ( القلة التي آمنت به ) وشكوا ما ينالهم من العامة والطواغيت وسألوه الدعاء بالفرج فأجابهم إلى ذلك . وصلى ودعا فهبط جبرائيل (ع) فقال له : أن الله تبارك وتعالى أجاب دعوتك فقل للشيعة يأكلون التمر ويغرسون النوى ويراعونه حتى يثمر فإذا أثمر فرجت عنهم – أي ينزل العذاب على الكافرين – فحمد الله وأثنى عليه فعرّفهم ذلك فأستبشروا به ، فأكلوا التمر وغرسوا النوى وراعوه حتى أثمر ثم صاروا الى نوح بالتمر وسألوه أن ينجزهم الوعد فسال الله في ذلك فأوحى الله إليه : قل لهم كلوا هذا التمر واغرسوا النوى فإذا أثمر فرجت عنكم فلمّا ظنوا ان الخلف قد وقع عليهم ارتد منهم الثلث ، وثبت الثلثان . فأكلوا التمر وغرسوا النوى حتى إذا أثمر أتوا به نوحاً فأخبروه وسألوه ان ينجز لهم الوعد ، فسأل الله عز وجل في ذلك فأوحى الله إليه : قل لهم كلوا هذه الثمرة واغرسوا النوى ، فارتد الثلث الآخر وبقي الثلث فأكلوا التمر وغرسوا النوى فلما أثمر أتوا به نوحاً (ع) فقالوا له لم يبق منا إلا القليل ونحن نتخوف على أنفسنا بتأخر الفرج أن نهلك ، فصلى نوح (ع) فقال يا رب لم يبق من أصحابي إلا هذه العصابة واني أخاف عليهم الهلاك أن تأخر عنهم الفرج ، فأوحى عز وجل قد أجبت دعاءك فاصنع الفُلك ، وكان بين إجابة الدعاء وبين الطوفان خمسون سنة ) إلزام الناصب ص241 كمال الدين ص164 .
وكان من أخطر هذه الإنحرافات قولهم بالنيابة العامة عن الإمام المهدي (ع) ، وما تفرع عن هذه البدعة من قول بولاية الفقيه ، فالحق إن النيابة أو السفارة الخاصة المعينة بنص من الإمام المهدي (ع) مباشرة لم تنقطع في الغيبة الكبرى ، فالنائب الخاص كان على الدوام موجوداً ، ولكن الناس كانوا منصرفين عنه ، بل كانوا على استعداد دائم للفتك به فحجج الله لا تنقطع عن الناس ، وزاد الطين بلة أن الفقهاء الذين يحلو لهم السطو على منازل الأنبياء والأوصياء قد أغلقوا الباب تماماً على الناس بمقولة الولاية العامة التي لا يملكون دليلاً شرعياً عليها أبداً ، ثم أعقبوها بمقولة ولاية الفقيه ، فأصبحوا هم محط نظر الناس ، وأضحى ذكر الإمام المهدي (ع) لعقاً على ألسنتهم وكلمات يرددونها دون أن تعني شيئاً محدداً أو موقفاً معيناً ، تماماً كما حدث قبل أيام في زيارة الإمام الحسين (ع) حين حولوها من مناسبة لتجديد العهد مع حاكمية الله تعالى الى مناسبة لبيعة الأصنام البشرية التي يعبدونها من دون الله .
عن الفضيل بن يسار قال سمعت آبا عبد الله (ع) يقول ( إن قائمنا إذا قام استقبل من جهلة الناس اشد مما استقبل رسول الله (ص) من جهال الجاهلية . فقلت وكيف ذلك ؟ قال إن رسول الله (ص) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة وان قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله ، ويحتج عليه به . ثم قال (ع) : أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم ، كما يدخل الحر و القر ) غيبة النعماني ص159.
الحمد لله وصلى الله على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا أنصار الله ووفقكم الله لكل خير
مرجعية النجف ألد أعداء الإمام المهدي بنص الروايات الواردة عن أهل البيت (ع)
لم تكن مصادفة أبداً ولا سوء اختيار أن يتبوأ السيستاني وبقية أوثان مرجعية النجف موقعهم كعرابين لعملية سياسية تتناقض كل التناقض مع ما يفترض بعمائمهم المغتصبة أن تكون ممثلة له ، وإذا ما كان أحد يتوقع أن تصطف هذه الحفنة من المنكوسين في موقع غير الذي تقف فيه ، فهو بلا شك يشكو نقصاً مرعباً في معرفة حقيقة تأريخ هؤلاء الأدعياء ، والأدوار التي لعبوها طيلة حياتهم المكتظة بالعمالة والصغار .
مرجعية النجف ألد أعداء الإمام المهدي بنص الروايات الواردة عن أهل البيت (ع)
أبو محمد الأنصاري
لم تكن مصادفة أبداً ولا سوء اختيار أن يتبوأ السيستاني وبقية أوثان مرجعية النجف موقعهم كعرابين لعملية سياسية تتناقض كل التناقض مع ما يفترض بعمائمهم المغتصبة أن تكون ممثلة له ، وإذا ما كان أحد يتوقع أن تصطف هذه الحفنة من المنكوسين في موقع غير الذي تقف فيه ، فهو بلا شك يشكو نقصاً مرعباً في معرفة حقيقة تأريخ هؤلاء الأدعياء ، والأدوار التي لعبوها طيلة حياتهم المكتظة بالعمالة والصغار . وبصرف النظر عن الخوض في تأريخ وحاضر هؤلاء الأدعياء الذي قد يكون مدعاة للأخذ والرد، لاسيما وأن الكثير من المنافقين وأصحاب المصالح الدنيوية لا يتورعون عن تجنيد ألسنتهم وماء وجوههم لغسل كل القذارات التي تطفح بها سراديب أعمارهم ، أقول إن الروايات الواردة عن أهل البيت كفيلة بإزالة الغشاوة عن الأعين الرمداء، وإظهار الحقيقة ساطعة كالشمس في رابعة النهار .
عن الباقر (ع) ( إذا قام القائم ( ع ) سار إلى الكوفة فيخرج منها بضعة ألف نفس يدعون البترية عليهم السلاح فيقولون له ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم ثم يدخل الكوفة فيقتل بها كل منافق مرتاب ويهدم قصورها ويقتل مقاتليها حتى يرضى الله عز وعلا ) .
هذه النتيجة التي ينتهي إليها أهل الكوفة من قتال الإمام المهدي (ع) لا تأتي مصادفة، دون مقدمات، فالحق إنها مسبوقة بسلسلة طويلة من التحريفات أبطالها فقهاء آخر الزمان الخونة، عن رسول الله (ص)سيأتي زمان على أمتي لا يبقى من القرآن إلا رسمه، ولا من الإسلام إلا اسمه، يسمون به وهم أبعد الناس منه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى، فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود) (بحار الأنوار / ج52: 190).
مساجدهم خراب من الهدى رغم اكتظاظها بالناس لأن الدين بالنسبة لهم أضحى كلمات يرددونها دون وعي حقيقي ، ودون ترتيب أثر عملي عليها ، فالقرآن اليوم مهجور وميت في الحوزة العلمية في النجف الأشرف ، فضلاً عن غيرها ، فالبحث يدور في المساجد التي أنشأها القرآن حول الكتب المنطقية والفلسفية والكلامية والنحوية ، التي يدعون دراستها وتدريسها لفهم القرآن والسنة ، في حين انك لا تجد من يهتم بدراسة كتاب الله ، والبحث في تفسيره ، وإذا وجد مثل هذا الاهتمام من قبل بعض المؤمنين فهو قليل ، يكاد لا يذكر.
قال تعالى : { وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً} (الفرقان:30) .
ف ( مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى ) . أي عامرة بالناس ولكنهم ليسوا على الطريق الذي رسمه : (القرآن ومحمد وآل محمد) (ع) .
وقال أمير المؤمنين (ع) في وصف معظم أهل العلم في زماننا هذا نبذ الكتاب حملته وتناساه حفظته ) . أي المفروض أنهم حملته وحفظته ، وهم طلبة العلوم الدينية والعلماء . هذا وان وجد بحث في الكتاب الكريم فهو يدور حول آراء المفسرين .
وعن أبان بن تغلب قال : قال أبو عبد الله (ع) : ( كيف أنت إذا وقعت البطشة بين المسجدين ، فيأزر العلم كما تأزر الحية في جحرها واختلفت الشيعة وسمى بعضهم بعضا كذابين وتفل بعضهم في وجوه بعض ؟ قلت : جعلت فداك ، ما عند ذلك من خير . فقال لي : الخير كله عند ذلك ـ ثلاثا ـ ) أصول الكافي ج1 ص382 .
نعم الخير كله عند ذلك لأن عندها يظهر القائم (ع) فيقتل من كبار علمائهم ( 70 ) منافق ، ومن صغارهم ( 3000 ) ، عن أمير المؤمنين (ع) في حديثه لمالك بن ضمرةيا مالك بن ضمرة، كيف بك إذا اختلف الشيعة هكذا – وشبك أصابعه وأدخل بعضها في بعض -؟ فقلت: يا أمير المؤمنين ما عند ذلك من خير. قال: الخير كله عند ذلك، يا مالك عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلاً يكذبون على الله وعلى رسوله (ص) فيقتلهم، ثم يجمعهم الله على أمر واحد) (نفسه: 214).
فالشيعة في هذا الحديث منصوص عليهم، ولاشك في أن السبعين رجلاً هم سبب الفتنة والفرقة ( يقتل بعضهم بعضاً ...الخ ) ولهذا يقتلهم القائم (ع) وبقتلهم تعود الوحدة للشيعة. ومعنى أنهم يكذبون على الله وعلى رسوله، إنهم يشرعون أحكاماً لم ينزل الله فيها من سلطان، شأن علماء اليهود الذين يخطون الكتاب بأيديهم ويقولون هو من عند الله. وأنت تعلم أن الشيعة لا يتبعون غير فقهائهم، فالسبعون رجلاً من هؤلاء الفقهاء ، بل إنهم كبار الفقهاء، فظاهر الحديث يدل على أن الفتنة تعم الشيعة جميعاً، لا طائفة صغيرة منهم، ولو كان سبب الفتنة بعض المضلين من غير الفقهاء الكبار لما عمت الجميع. أقول وقد علق الشيخ الكوراني بعد أن أورد هذا الحديث قائلاًأقول يظهر أن هؤلاء أصل الفتنة والإختلاف داخل الشيعة، ولايبعد أن يكونوا من علماء السوء المضلين و السياسيين المنحرفين) (المعجم الموضوعي / الكوراني: 581).
وعن أبي الجارود أنه سأل الإمام الباقر (ع)متى يقوم قائمكم؟ قال: يا أبا الجارود لا تدركون. فقلت: أهل زمانه؟ فقال: ولن تدرك زمانه، يقوم قائمنا بالحق بعد إياس من الشيعة، يدعو الناس ثلاثاً فلا يجيبه أحد... الى قوله (ع): ويسير الى الكوفة فيخرج منها ستة عشر ألفاً من البترية شاكين السلاح، قراء القرآن، فقهاء في الدين، قد قرحوا جباههم، وسمروا ساماتهم، وعمهم النفاق، وكلهم يقولون يا ابن فاطمة ارجع، لا حاجة لنا فيك. فيضع السيف فيهم على ظهر النجف عشية الإثنين من العصر الى العشاء... ثم الكوفة فيقتل مقاتليها حتى يرضى الله تعالى) (المعجم الموضوعي: 568 – 569).
يعلق الشيخ الكوراني على هذه الرواية، قائلاً(يبدو أن أكثر هؤلاء البترية أصلهم شيعة)) (نفسه: 570). أقول بل يبدو إنهم جميعهم من الشيعة كما يسمون أنفسهم ، ولكن الكوراني ربما شعر أنه واحد منهم فارتجف قلمه . ويا سبحان الله القائم يدعو الناس ثلاثاً ولكن لا يجيبه أحد ، فأين هؤلاء المتبجحين الكذبة الذين يقولون إننا ننتظر ظهوره ، أم لعلهم يطالبونه بالدخول في العملية السياسية والإنتخابات ! فعن حذيفة بن اليمان وجابر الأنصاري، عن رسول الله (ص)، إنه قال: (الويل الويل لأمتي من الشورى الكبرى والصغرى ، فسُئل عنهما، فقال: أما الكبرى فتنعقد في بلدتي بعد وفاتي لغصب خلافة أخي وغصب حق إبنتي، وأما الشورى الصغرى فتنعقد في الغيبة الكبرى في الزوراء لتغيير سنتي وتبديل أحكامي) (مناقب العترة /ومائتان وخمسون علامة130).
وأية سنة أبقوا وأي أحكام لم يبدلوا ؟ أ ليسوا قد نصبوا مراجعهم أئمة يتقولون في دين الله ما طابت لهم شهواتهم ؟ فالإمام الحسين (ع) قُتل من أجل الديمقراطية وليس من أجل حاكمية الله تعالى والإنتخابات أو اختيار الناس للحاكم المحرم شرعاً أضحى واجباً شرعياً ، والمنكر معروف والمعروف منكر ! عن رسول الله (ص)والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة، حتى لا تخطئون طريقهم، و لايخطئكم سنة بني إسرائيل) (بحار الأنوار ج52 : 180). ومعلوم أن بني إسرائيل اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله، كما أخبر عنهم القرآن الكريم : {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }التوبة31. ورد عن الإمام الصادق (ع) : ))إياكم والتقليد فانه من قلد في دينه هلك إن الله تعالى يقول { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ } (التوبة :31) . فلا والله ما صلوا لهم ولا صاموا ولكنهم احلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا وقلدوهم في ذلك فعبدوهم وهم لا يشعرون ((
وعن الصادق (ع)لينصرن الله هذا الأمر بمن لا خلاق له، ولو قد جاء أمرنا لقد خرج منه من هو اليوم مقيم على عبادة الأوثان) (المصدر نفسه: 392). وبربط هذا الحديث بالحديث المتقدم، يتضح أن المراد من عبادة الأوثان هو إتباع الفقهاء المضلين.
وبشان قوله(ع) لقد خرج منه ... الخ ) أقول لا تحسب أن الخارجين عن أمر أهل البيت قوم آخرين غير الشيعة ، فأمرهم (ع) هو القول بإمامتهم ولا يخرج من هذا القول إلا من كان داخل فيه وهم الشيعة تحديداً وهؤلاء هم من يخرج من أمرهم (ع) والسبب لأنهم مقيمون على عبادة الأوثان، أي إطاعة علماء السوء.
وعن ابراهيم بن عبد الحميد يقول : أخبرني من سمع أبا عبد الله يقول : إذا خرج القائم (ع) خرج من هذا الأمر من كان يظن انه من أهله ودخل فيه شبه عبدة الشمس والقمر ) غيبة النعماني ص 332 . إن المتشيعون للأسف الشديد قد أزروا بأنفسهم واتبعوا المنافقين تحت مقولة التقليد الفاسدة ، فكانت نتيجتهم الخروج من نظام ولاية أهل البيت (ع) ، عن أبي جعفر(ع) ، قاليكون في آخر الزمان قوم يتبع فيهم قوم مراؤن، يتقرون ويتنسكون، حدثاء سفهاء لايوجبون أمراً بمعروف ولا نهياً عن منكر، إلا إذا أمنوا الضرر، يطلبون لأنفسهم الرخص والمعاذير، يتبعون زلات العلماء وفساد علمهم) (تهذيب الأحكام / ج6: 180).
وعن أبي جعفر (ع)لتمحصن يا شيعة آل محمد تمحيص الكحل في العين، وإن صاحب العين يدري متى يقع الكحل في عينه، ولا يعلم متى يخرج منها، وكذلك يصبح الرجل على شريعة من أمرنا ويمسي وقد خرج منها، ويمسي على شريعة من أمرنا ويصبح وقد خرج منها) (غيبة النعماني: 214). هكذا إذن يمسي الرجل على شريعة من أمر أهل البيت ، أي إنه يقول بإمامتهم ويصبح وقد خرج منها ! أما السبب فلأنه اتبع الدجال السيستاني ، قال رسول الله (ص): (لما عرج بي الى ربي جل جلاله أتاني النداء يا محمد، قلت: لبيك... الى أن قال: وخروج رجل من ولد الحسين بن علي بن أبي طالب، وخروج الدجال يخرج من سجستان، وظهور السفياني) (بحار الأنوار ج51 ص70). ولو رجعت الى معاجم البلدان لعلمت أن سجستان هي اللفظ المعرّب لكلمة سيستان الفارسية، فالدجال بتعبير آخر يخرج من مدينة سيستان ، أي إنه سيستاني ؟
ومن باب : خذ الحكمة ولو من أفواه المجانين أقول : قال أحمد الكاتب يوماً ما مضمونه ، وهو محق في قوله : ( إن السيستاني لا يؤمن بوجود الإمام المهدي (ع) ، وإن كل من يخالف عقيدة الإنتظار ، وينساق في مشاريع سياسية من قبيل القول بولاية الفقيه ، أو الديمقراطية لا يؤمن حقاً بالإمام المهدي (ع) ) ، وعلى الرغم من أن الكاتب يفهم من عقيدة الإنتظار أن الشيعة يذهبون إلى القول بعدم وجود نظام سياسي يغطي فترة الغيبة الكبرى ، وهم بالنتيجة يميلون إلى السلبية تماماً ، ويلقون حبل النظام الاجتماعي على غاربه في هذه الفترة ، وعلى الرغم من إن هذا الفهم مغلوط إلى أبعد الحدود فيما يتعلق بفهم عقيدة الإنتظار والنظام السياسي للإسلام ، لكننا رغم ذلك نستطيع استشفاف إجابة واضحة منه على خلفية انحرافات السيستاني ، فالسيستاني لا يؤمن بالإمام المهدي (ع) وهذا كاف لجعله ينعق مع كل ناعق .
والواقع إن السيستاني يمثل نتيجة لتراكم انحرافات بدأت منذ أمد بعيد حتى انتهت الى هذه النتيجة التي تمثل خروجاً صريحاً عن حد التشيع ، وتناقضاً كاملاً لحقيقة الدين .
ويمكن في هذا الصدد أن نشير الى أن أهم أسباب الغيبة الكبرى هو إعراض الأمة عن الإمام المهدي (ع) ، الذي تجليه قلة التوقيعات الصادرة منه لوكلائه الخاصين ، حتى لقد بلغ الأمر حد أن يصدر توقيع واحد لا غير على يدي الوكيل الرابع ! وإذا علمنا أن التوقيعات تأتي عادة كأجوبة على تساؤلات القاعدة الجماهيرية المرتبطة بالإمام ، فإن قلتها الصارخة تشير بلا شك الى إعراض واضح من الأمة عن قائدها . ولكن الغيبة لم تكن تعني انتفاء أو بطلان عقيدة الإمامة أو عقيدة النص الإلهي على القائد ، وإنما هي بالأحرى عقوبة إصلاحية للأمة لتلتفت الى ما قد فرطت به ، ولكن الأمة وللأسف الشديد وقعت فيما وقعت فيه الأمم السالفة ، ورتبت على انحرافها الأول المزيد المزيد من الإنحرافات حتى باتت عملية الإصلاح تتطلب بتر الأعضاء الفاسدة وتطهير الجسم من وبائها الفتاك ، { سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً } ، { سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً }الأحزاب62 . نعم فالمنتظرون كانوا دائماً يفشلون في انتظارهم وتظهر بينهم البدع والإنحرافات ، هذا ما حدث مع الأمة التي كانت تنتظر نوحاً (ع) ومع الأمة التي انتظرت موسى وعيسى (ع) وحدث للأسف الشديد مع الأمة التي تنتظر المهدي (ع) ، (( إدريس النبي (ع) غاب عن شيعته حتى آل الأمر إلى أن تعذر عليهم القوت ، وقتل الجبار من قتل منهم وأفقر وأخاف باقيهم ، ثم ظهر ووعد شيعته بالفرج وبقيام القائم من ولده وهو نوح (ع) ثم رفع الله عز وجل إدريس (ع) فلم تزل الشيعة يتوقعون قيام نوح (ع) قرناً بعد قرن وخلفاً عن سلف ، صابرين من الطواغيت على العذاب المهين حتى ظهرت نبوة نوح (ع) )) إلزام الناصب ص 252 . فكما هو واضح إن شيعة نوح كانوا موعودين بظهوره وهو القائم الذي ينقذهم من الظلم ، وكان ذلك الوعد من نبي الله إدريس (ع) . ولكن فلننظر عندما ظهر نوح (ع) هل صدقه قومه أم كذبوه وبعبارة أخرى هل نجحوا بالانتظار أم فشلوا ؟
ينقل إلينا صاحب إلزام الناصب نقلا عن إكمال الدين للشيخ الصدوق حكايته مع قومه عند مبعثه : لما اظهر الله نبوة نوح (ع) وأيقن الشيعة بالفرج واشتدت البلوى وعظمت العزيمة ، إلى أن آل الأمر الى شدة شديدة نالت الشيعة ، والوثوب على نوح بالضرب المبرح حتى مكث (ع) في بعض الأوقات مغشيا عليه ثلاثة أيام يجري الدم من أذنه ثم أفاق ، وذلك بعد ثلاثمائة سنة من بعثه وهو في خلال ذلك يدعوهم ليلا ونهارا فيهربون ، ويدعوهم سرا فلا يجيبون ، ويدعوهم علانية فيولون ، فهّم بعد ثلاثمائة سنة بالدعاء عليهم ، وجلس بعد صلاة الفجر للدعاء فهبط عليه وفد من السماء السابعة وهم ثلاثة أملاك فسلموا عليه ثم قالوا : يا نبي الله لنا حاجة . قال وما هي ؟ قالوا : تؤخر الدعاء على قومك فإنها أول سطوة لله عز وجل في الأرض . قال : أخرت الدعاء عليهم ثلاثمائة سنة أخرى .
وعاد عليهم فصنع ما كان يصنع ، ويفعلون ما كانوا يفعلون حتى انقضت ثلاثمائة سنة ، ويئس من إيمانهم ، جلس وقت الضحى والنهار للدعاء فهبط إليه وفد من السماء السادسة وهم ثلاثة أملاك فسلموا عليه وقالوا : نحن وفد من السماء السادسة خرجنا بكرة وجئناك ضحوة ، ثم سألوه ما سأله وفد السماء السابعة ، فأجابهم مثل ما أجاب أولئك إليه .
وعاد (ع) إلى قومه يدعوهم فلا يزيدهم دعاؤه إلا فرارا حتى انقضت ثلاثمائة سنة أخرى فتمت تسعمائة سنة ، فصارت إليه الشيعة ( القلة التي آمنت به ) وشكوا ما ينالهم من العامة والطواغيت وسألوه الدعاء بالفرج فأجابهم إلى ذلك . وصلى ودعا فهبط جبرائيل (ع) فقال له : أن الله تبارك وتعالى أجاب دعوتك فقل للشيعة يأكلون التمر ويغرسون النوى ويراعونه حتى يثمر فإذا أثمر فرجت عنهم – أي ينزل العذاب على الكافرين – فحمد الله وأثنى عليه فعرّفهم ذلك فأستبشروا به ، فأكلوا التمر وغرسوا النوى وراعوه حتى أثمر ثم صاروا الى نوح بالتمر وسألوه أن ينجزهم الوعد فسال الله في ذلك فأوحى الله إليه : قل لهم كلوا هذا التمر واغرسوا النوى فإذا أثمر فرجت عنكم فلمّا ظنوا ان الخلف قد وقع عليهم ارتد منهم الثلث ، وثبت الثلثان . فأكلوا التمر وغرسوا النوى حتى إذا أثمر أتوا به نوحاً فأخبروه وسألوه ان ينجز لهم الوعد ، فسأل الله عز وجل في ذلك فأوحى الله إليه : قل لهم كلوا هذه الثمرة واغرسوا النوى ، فارتد الثلث الآخر وبقي الثلث فأكلوا التمر وغرسوا النوى فلما أثمر أتوا به نوحاً (ع) فقالوا له لم يبق منا إلا القليل ونحن نتخوف على أنفسنا بتأخر الفرج أن نهلك ، فصلى نوح (ع) فقال يا رب لم يبق من أصحابي إلا هذه العصابة واني أخاف عليهم الهلاك أن تأخر عنهم الفرج ، فأوحى عز وجل قد أجبت دعاءك فاصنع الفُلك ، وكان بين إجابة الدعاء وبين الطوفان خمسون سنة ) إلزام الناصب ص241 كمال الدين ص164 .
وكان من أخطر هذه الإنحرافات قولهم بالنيابة العامة عن الإمام المهدي (ع) ، وما تفرع عن هذه البدعة من قول بولاية الفقيه ، فالحق إن النيابة أو السفارة الخاصة المعينة بنص من الإمام المهدي (ع) مباشرة لم تنقطع في الغيبة الكبرى ، فالنائب الخاص كان على الدوام موجوداً ، ولكن الناس كانوا منصرفين عنه ، بل كانوا على استعداد دائم للفتك به فحجج الله لا تنقطع عن الناس ، وزاد الطين بلة أن الفقهاء الذين يحلو لهم السطو على منازل الأنبياء والأوصياء قد أغلقوا الباب تماماً على الناس بمقولة الولاية العامة التي لا يملكون دليلاً شرعياً عليها أبداً ، ثم أعقبوها بمقولة ولاية الفقيه ، فأصبحوا هم محط نظر الناس ، وأضحى ذكر الإمام المهدي (ع) لعقاً على ألسنتهم وكلمات يرددونها دون أن تعني شيئاً محدداً أو موقفاً معيناً ، تماماً كما حدث قبل أيام في زيارة الإمام الحسين (ع) حين حولوها من مناسبة لتجديد العهد مع حاكمية الله تعالى الى مناسبة لبيعة الأصنام البشرية التي يعبدونها من دون الله .
عن الفضيل بن يسار قال سمعت آبا عبد الله (ع) يقول ( إن قائمنا إذا قام استقبل من جهلة الناس اشد مما استقبل رسول الله (ص) من جهال الجاهلية . فقلت وكيف ذلك ؟ قال إن رسول الله (ص) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة وان قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله ، ويحتج عليه به . ثم قال (ع) : أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم ، كما يدخل الحر و القر ) غيبة النعماني ص159.
الحمد لله وصلى الله على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا أنصار الله ووفقكم الله لكل خير