إن الشخصية التي نريد أن نكشف اللثام عنها هي شخصية متنبي القاديانية: المرزا غلام أحمد , الذي قام يعلن بأن الله إنما وعد بظهور مثيل عيسى في الأرض لا بظهور عيسى نفسه, وبأنه هو ذلك المثيل الذي وعد الله بظهوره فهو المسيح الموعود. ثم راح يزعم بأنه نبي ورسول يوحى إليه, وصاغ لنفسه وحياً كالقرآن,وابتنى لنفسه مسجداً في بلدة قاديان وسماه المسجد الأقصى. وسمى بلدته مكة المسيح, وسمى أزواجه أمهات المؤمنين, وأخذ يجمع الأتباع من حوله, والمستخرب البريطاني من ورائه يمده ويغذيه بشكل مكشوف.
ثم أعلن أن ظواهر الكتاب والسنة مصروفة إلى الاستعارات والتأويلات المختلفة, وأخذ يحرف كما يشاء في شرع الله وحكمه, وكان من جملة هديه في ذلك أن الجهاد منسوخ لا سيما مع الإنجليز,ولم يزل على حاله تلك يدعي النبوة ويكذب على الله وأنبيائه, ويضع نفسه للناس موضع عيسى بن مريم عليه السلام, إلى أن رماه قضاء الله تعالى بالهيضة(داء الكوليرا),ومات في بيت الخلاء ساقطاً على وجهه. فكان موته عبرة لأولي الأبصار.
وإليك أخي القارئ نبذة عن حياة هذا الشقي الكذاب الذي أحدث شرخاً في مجتمعه وأسس نحلة بل ديانة جديدة تعرف باسم القاديانية , ولهذه الجماعة وجود الآن ولهم مراكز في مختلف أنحاء العالم ولهم محطة فضائية . وأحب من خلال هذه الترجمة أن أضعك في حقيقة مؤسس هذه الجماعة ومدى ارتباطها بأعداء الإسلام حتى يكون كل مسلم على حذر منها ومن أفكارها ودسائسها , وليعلم الجميع من خلال ما أسرده من حقائق أن الهدف الأساسي من تأسيس هذه الفرقة الضالة هو إحداث شرخ كبير في قلب المجتمع المسلم.
نشأة الميرزا غلام أحمد:
ولد الميرزا غلام أحمد حوالي عام 1839 أو1840 في مدينة قاديان , إحدى مدن مقاطعة بنجاب بالهند , في بيت اشتهر بخدمة سياسة المستخرب الإنكليزي. فالمرزا غلام مرتضى والد المرزا غلام أحمد كان من أخلص أصدقاء الاحتلال الإنجليزي الذي فرض سيطرته تلك الأيام على شبه القارة الهندية. ولقد وقع المؤرخون في شك من مولده مع أن المرزا في كتابه البرية حدد تاريخ ميلاده حيث صرح أنه ولد عام1839أو1840 , وذلك لأن المتنبي الكذاب قد أدرج ضمن نبوءاته أنه يموت في سن يكون قد تجاوز فيها الثمانين , وتاريخ وفاته معلوم واضح كما كان تاريخ ميلاده معلوماً واضحاً, وقد رأى القاديانيون أنهم قد وقعوا في حرج مجابهة الجماهير الذين أدركوا كذب المتنبي بعد وفاته كما أدركوا كذبه قبل أن يموت, ولقد مات وهو لم يبلغ السبعين من عمره, فأراد القاديانيون حفاظاً على ماء وجههم أن يتلاعبوا بتاريخ مولده, ولقد وقعت المحاولة الأولى من الخليفة الثاني للقاديانية , حيث ذهب إلى أنه ولد سنة 1837, وهناك محاولة أخرى إلى أنه ولد سنة 1835 ثم كانت المحاولة الأخيرة التي ذهبت إلى أنه ولد1831, وقد سجل المرزا تاريخ ولادته بنفسه فإما أن يصدقوه وإما أن يكذبوه وكلاهما شر ألم بهم.
نسبه وأسرته:
ينتمي الميرزا غلام أحمد القادياني إلى السلالة المغولية وإلى فرع من فروعها يسمى"برلاس", وظهر له متأخراً (أو ألهم من ربه وكُلم على حد زعمه) أنه من النسل الفارسي, ويذكر المتنبي أسرته ومولده فيقول: إن اسمي غلام أحمد, واسم أبي غلام مرتضى, واسم أبيه عطا محمد, وقومي مغول برلاس, ولكنه يقول في مقام آخر أن أسرته فارسية ثم يقول في مناسبة أخرى أنه صيني الأصل , ومرة أنه فاطمي بن فاطمة (بنت الرسول صلى الله عليه وسلم) , فهذه هي أسرته وكلما تسأله عن تقلباته في النسب يقول لك: إنه هكذا أخبر عن الله وقد صدق الله (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً) , وبعد هذا يحدث المرزا غلام عن أبيه فيقول: إن أبي كان له كرسي في ديوان الحكومة , وكان من أوفياء الحكومة الإنجليزية , وخدم الحكومة العالية(الإنجليزية) فوق طاقته, ولكن بعد ذلك بدأ الزوال والانحطاط لأسرتي(لعله كان هذا بسبب الخيانة للمواطنين والعمالة للمستخرب الإنجليزي) حتى بقيت أسرتي كأسرة مزارع فقير.
وقد عرف بيت الميرزا غلام أحمد بالولاء والإخلاص للمستخرب الإنكليزي والتفاني في طاعتهم وتشييد ملكهم ولقد كان الإنجليز محتلين يومها الهند.
يقول الميرزا غلام أحمد: "لقد أقرت الحكومة بأن أسرتي في مقدمة الأسر التي عرفت في الهند بالنصح والإخلاص للحكومة الإنجليزية, ودلت الوثائق التاريخية على أن والدي وأسرتي كانوا من كبار المخلصين لهذه الحكومة من أول عهدها, وصدق ذلك الموظفون الإنجليز الكبار. وقد قدم والدي فرقة مؤلفة من خمسين فارساً لمساعدة الحكومة الإنجليزية في ثورة عام1857, وتلقى على ذلك رسائل شكر وتقدير من رجال الحكومة, وكان أخي الأكبر غلام قادر بجوار الإنجليز على جبهة من جبهات حرب الثورة (التي حدثت في الهند عام1857 وقام بها أهل الهند ضد الاستخراب الإنكليزي وقد صب الجيش الإنكليزي على الثوار بعد تمكنه من قمع الثورة أنواعاً من الظلم والتنكيل وضروباً من التعذيب تقشعر من سماعها الأبدان), والميرزا لا يطلق على هذه الانطلاقة الكبرى كلمة الثورة كما جاءت في الترجمة العربية , وإنما يطلق عليها كلمة "الغدر الشامل" لأنه يعتبر الحرب التحريرية ضد الاستخراب الإنجليزي خروجاً على السادة الإنجليز وخيانة في حقهم.
كما أن أسرة الميرزا غلام أحمد كانت تدين بالولاء الخالص الصادق لحكم السيخ الذين حكموا بعض مناطق الهند قبل الاحتلال الانجليزي, ومن المعروف أن السيخ كانوا ألد أعداء الإسلام والمسلمين.فحين استولوا على مقاطعة بنجاب وما جاورها من البلاد بعد التفكك الذي أصاب الحكم الإسلامي في تلك البلاد أعملوا فيها أيدي السلب والنهب, وعاثوا في الأرض فساداً, وكانوا يأتون المنكرات ويشفون غليلهم بقتل النساء والعجزة وهتك الأعراض وإهانة المساجد. إلا أن المرزا غلام مرتضى لم يقصر في مساندة حكم السيخ الطغاة. وكان بينه وبين الحكام السيخ من علاقات الصداقة والود ما دفعت المهراجا رانجيت سينغ مؤسس دولة السيخ إلى طلب عودته إلى قاديان(وطنه القديم) من مهجره الذي كان يعيش فيه, فجاء وانضم هو وإخوانه إلى جيش المهارجا رانجيت سينغ.
إذن ففي مثل هذه الأسرة الخائنة وُلد المرزا غلام أحمد.
طفولته وتعليمه:
تلقى الغلام في صغره بعض الكتب العربية والفارسية وتعلم الصرف والنحو كما ذكر هو عن نفسه" ولما ترعرعت ووضعت قدمي في الشباب قرأت قليلاً من الفارسية ونبذة من رسائل الصرف والنحو وعدة من العلوم, وشيئاً يسيراً من كتب الطب, وكان أبي عرافاً حاذقاً وكانت له يد طولى في هذا الفن, وكذلك لم يتفق لي التوغل في علم الحديث والأصول والفقه إلا كطل من الوبل". وكان بعض أساتذته حشاشين وأفيونيين كما ذكر ابنه وخليفته محمود أحمد في خطابه المنشور في جريدة قاديانية "الفضل"5شباط1929", ولقد ظهر أثر تعليمه في كتاباته ومقالاته فهو لا يخطئ فقط في المسائل العلمية الدقيقة, بل يغلط في الأمور المعروفة البسيطة التاريخية فمثلاً يقول: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد وبعد أيام من ولادته مات أبوه" مع أن كل من له أدنى تعلق بالتاريخ الإسلامي أو السيرة يعرف أن عبد الله والد رسول الله صلى الله عليه وسلم مات قبل ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم. وأيضاً كتب في كتابه "عين المعرفة" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد له أحد عشر ابناً , توفي كلهم , وما أدري من أين أخذ هذا؟ فالتاريخ والسيرة يخبرنا أنه ولد للرسول صلى الله عليه وسلم أربعة من البنين: الطيب والطاهر والقاسم وإبراهيم.
وكتب المرزا مرة:" إن الولد الموعود ولد في الشهر الرابع من الأشهر الإسلامية يعني ولد في صفر" والأطفال يعرفون أن صفر ليس الشهر الرابع من الأشهر الإسلامية بل هو الشهر الثاني.
وأما الأشياء التي امتاز بها في طفولته فهي كما يلي:
1- بجبنه 2- بسفاهته 3- باختلاس الأموال 4- بأمراضه.
ولقد ذكر يعقوب علي القادياني أن الغلام لم يدخل في المنازلات والمصارعات كعادة أبناء الشرفاء آنذاك, ولم يتعلم الفنون العسكرية , ع أن الناس كانوا يعدون ذلك من لوازم الشرف والشجاعة.
ويذكر ابنه مخبراً عن شخصية أبيه: أخبرتني أمي(أي زوجة الغلام) أن حضرة المسيح الموعود ذهب مرة في أيام شبابه ليستلم تقاعد جده , وذهب معه رجل كان اسمه إمام الدين وذهب به إلى خارج قاديان ولما أنفذ الغلام كل ما كان عنده تركه إمام الدين وحده, ولكن الغلام لم يرجع إلى البيت لأجل الخجل والندامة بل ذهب إلى سيالكوت وتوظف هناك بمكافأة زهيدة قدرها خمس عشرة روبية.
وظيفته وأشغاله:
توظف المرزا في محكمة حاكم المديرية في مدينة سيالكوت بمرتب يساوي خمس عشرة روبية , وبقي على ذلك أربع سنوات من عام1864إلى عام1868 قرأ خلال ذلك كتابين في الإنجليزية ودخل في اختبار للحقوق وأخفق فيه, واستقال من هذه الوظيفة عام1868, وشارك والده في المحاكمات والقضايا التي كان مشغولاً بها.
أمراضه:
لقد كان المرزا مصاباً بأمراض كثيرة فقد أصيب بشبابه بمرض هستيريا والنوبات العصبية العنيفة, وكان يغمى عليه في بعض هذه النوبات ويخر صريعاً, وأصيب المرزا بداء البول السكري.
ويذكر غلام أحمد عن قوته الرجولية في رسالة أرسلها إلى نور الدين خليفته الأول يقول فيها:"ما أظن أنكم بلغتم في ضعف الدماغ مثل ما بلغت, وحينما تزوجت كنت مستيقناً أني لست برجل".
وكان المرزا مصاباً بمرض عصبي كما كان سيئ الذاكرة والحفظ, ويقول المرزا عن نفسه:"وأنا سيئ الحفظ جداً, ألتقي بشخص مرات عديدة ثم بعد مدة أنسى بأني كنت لقيته وبلغت هذه الحالة فوق الوصف. ولقد أخبر الكذاب عن نفسه أنه يلازمه مرضان خطيران مرض في النصف الأعلى من جسمه وهو دوار الرأس ومرض في النصف الأسفل من جسمه وهو سلس البول, وهذان المرضان يلازمانه-كما ذكر- منذ نشر ادعاءه بكونه مأموراً من الله عز وجل
وأخيراً ابتلي هذا الرجل الذي لو سمي بمجموعة الأمراض لما كان ذلك خلاف الواقع بمرض المراق وهو نوع من الماليخوليا.
وصدق الله القائل: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)
المراحل التدريجية لدعاويه الكاذبة:
إن المرزا غلام أحمد ظهر في عام 1880 كأحد الدعاة إلى الإسلام والمناظرين لخصومه من غير المسلمين, وتدرج في دعاويه الكاذبة, وانتقل من مرحلة إلى مرحلة مغيراً عقيدته وسنعرض لمختلف مراحل حياته نذكر فيها ما أعلنه من مختلف العقائد والأفكار ليتبين للقارئ ما كان عليه المرزا من العقائد والأفكار المتضاربة بين مرحلة وأخرى.
المرحلة الأولى: 1880-1888:
لقد كان في هذه المرحلة مناظراً عادياً يدعو إلى الإسلام , ويحرص على أن يوضح أن كل عقيدة من عقائده موافقة لعقائد أهل الإسلام, وكان المسلمون يرصدون ما يقوله المرزا وخاصة ما كان يقوله عن نفسه أنه أفضل أولياء الأمة , لكنه كان يعود فيطمئنهم ويلطف غضبهم , ويحاول تأويل أقواله لإقناعهم بصحة عقائده.
المرحلة الثانية:
في سنة1888 دعا المسلمين إلى بيعته , وبدأ منذ أوائل 1889 يأخذ البيعة منهم على أنه مجدد العصر ومأمور من عند الله تعالى.
المرحلة الثالثة:
في سنة 1891 أعلن أن المسيح قد مات وادعى أنه هو المسيح الموعود والمهدي المعهود مما أقلق عامة المسلمين وأقامهم وأقعدهم.
وفي بدء هذه المرحلة يكتب المرزا نفسهثم بقيت إلى اثنتي عشرة سنة-وهي مدة مديدة- غافلاً كل الغفلة عن أن الله تعالى قد خاطبني بالمسيح الموعود بكل إصرار وشدة في البراهين(البراهين الأحمدية) وما زلت على عقيدة نزول عيسى العامة. ولكن لما انقضت اثنتا عشرة سنة آن أن تنكشف علي العقيدة الثابتة. فتواتر على الإلهام إنك المسيح الموعود )
المرحلة الرابعة:
في سنة1900 بدأ الخواص من أتباع المرزا يلقبونه بالنبي صراحة , وينزلونه المنزلة السامية التي قد خصها القرآن بالأنبياء. أما المرزا فقد كان يصدقهم تارة ويحاول أخرى إقناع الذين كانوا مترددين في الإيمان بنبوته بتأويل نبوته بكلمات"النبي الناقص"أو "النبي الجزئي" أو "النبي المحدث" مثلاً.
وفي هذا الدور خطب أحد أتباع المرزا-وهو المولوي عبد الكريم-خطبة الجمعة في7-8-1900قال فيها:"واعلموا أنكم إن لم تحكموا المسيح الموعود في كل ما يشجر بينكم وتؤمنوا به كما آمن الصحابة بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم, كنتم إلى حد كبير من المفرقين بين رسل الله كغير الأحمديين", وبعد صلاة الجمعة صدقه المرزا قائلاً: نعم! إن مذهبي هو عين ما قد بينته في خطبتك. ولكن لم يتجاوز المرزا حد التأييد والمصادقة للقائلين بنبوته بل كان يتجنب دعوى النبوة بصراحة في هذا الدور.
وكانت عقيدته في تلك الأيام على حسب ما بينه ابنه وخليفته المرزا بشير الدين محمود: إن للمرزا فضلاً جزئياً على المسيح وإذا قيل إنه نبي فإنما هي نبوة جزئية أو نبوة غير كاملة.
المرحلة الخامسة:
في سنة 1901 أعلن المرزا بوجه سافر أنه النبي والرسول , ولم يعد في أكثر كتاباته يقيد نبوته ورسالته بكلمات النقص أو الجزئية أو المحدثية.
المرحلة السادسة:
في سنة1904 ادعى فيها أنه كرشن , وكرشن هذا معبود من معبودي الهنادك , يعتقدون فيه ما يعتقد المسلمون في الله عز وجل
معيشته:
بدأ المرزا حياته كموظف صغير يزيد مرتبه على جنيه, وبدأ حياته في تقشف وزهادة, حتى تبوأ الزعامة الدينية فاتسع له العيش وأقبلت عليه الدنيا. وقد ذكر ذلك بنفسه فقال: "إنني لم أكن آمل نظراً إلى حياتي وإمكانيتها أن يحصل لي عشر روبيات شهرياً, ولكن الله الذي يرفع الفقراء من الحضيض, ويرغم المتكبرين قد أخذ بيدي, وأنا أؤكد أن ما جاءني من الوارد ومن الإعلانات والتبرعات إلى هذا الوقت(عام1907) لا يقل عن ثلاثمائة ألف روبية وبما يزيد على ذلك.
وقد توسع بعد ذلك في المطاعم والمشارب والأبنية, وعني بتناول الأطعمة المغذية والأدوية والمعجونات المقوية الثمينة, واستعمال المسك والعنبر, وكان يتعاطى في بعض الأحيان بعض أنواع المشروبات القوية المسكرة, وتصرف في الأموال والواردات تصرفاً مطلقاً أثار اعتراضاً من كبار المخلصين.
زواجه وذريته:
تزوج أولاً سنة1852 أو1853 في أسرته,ورزق ولدين, أحدهما المرزا سلطان أحمد والآخر المرزا فضل أحمد(طلق هذه الزوجة عام1884), وتزوج بعد ذلك في دهلي عام 1891, والقاديانيون يلقبون هذه الزوجة الثانية بأم المؤمنين, وقد ولدت له سائر أولاده, منهم خليفته الثاني المرزا بشير الدين محمود , والمرزا بشير أحمد صاحب كتاب سيرة المهدي ,والمرزا شريف أحمد.
ولقد تنبأ الغلام عام 1888 بأنه سيتزوج الفتاة"محمدي بيكم" وهي من أسرته, وقد أخبر أن أمر قضي في السماء, ونبأه الله به مراراً وتكرارً وتحدى عليه العالم, وشاء الله أن تتزوج الفتاة بشاب آخر وعاشا بعد ذلك مدة طويلة .
تهذيبه وأخلاقه:
لقد كان المرزا عديم المثال في أخلاقه وتهذيبه , لأنه لا يمكن أن يوجد شتم أو سب لم يعرفه ولم يستعمله لخصومه ومخالفيه, فمرة تنبأ عن موت رجل في زمن محدد, ولكن هذا الرجل لم يمت حسب تنبؤه في هذه المدة فقال له بعض العلماء: أنت تظن أنك نبي ولا تتكلم إلا بوحي الله عز وجل, فكيف يمكن أن يخلف وعد الله تبارك وتعالى؟ فبدل أن يجيبهم بدليل بدأ يسبهم هم, وجميع علماء المسلمين, وهذا نص ما قاله في كتابه "انجام آثم"ص21:
"لا يوجد في الدنيا شيء أنجس من الخنزير, ولكن العلماء الذين يخالفونني هم أنجس من الخنزير, أيها العلماء يا آكلي الجيفة, وأيتها الأرواح النجسة".
كذلك فإن الميرزا يشتم مخالفيه ويصفهم بقوله في خطبة إلهامية"بعضهم كالكلاب وبعضهم كالذئاب وبعضهم كالخنازير" , ثم لم يقتنع بوصف أعدائه بهذه الصفات عمومياً, وبدأ يسبهم معيناً مشخصاً بذكر أسمائهم فيقول: "مت يا عبد الشيطان المسمى بعبد الحق", وقال في كتابه أنوار الإسلام ص30: لم يقتنع عبد الحق بفتوحاتنا فيكون له الرغبة أن يصير ولد الحرام".
وكان من مخالفيه رجل يسمى(سعد الله) فقدم إليه باقة من أخلاقه ذكرها في كتابه انجام آثام ص281:"غول لئيم فاسق شيطان ملعون نطفة السفهاء خبيث مفسد مزور(لاحظ معي كلام نبي القاديانية) منحوس وابن الفاحشة.
ويخاطب المناظر الشهير الشيخ ثناء الله الأمر تسري في حاشية(انجام آثم)ص25: "يا كلب, يا آكل الجيفة" وأيضاً يخاطبه في(تتمة حقيقة الوحي ص26): "يا أبا جهل" وأيضاً في كتابه (إعجاز أحمدي ص43): "ابن الريح الغدار".
ويخاطب أحد مشايخ الطرق في الهند في(نزول المسيح ص75-76) بقوله: "كذاب مزور خبيث عقرب يا أرض كولرة(مسكن هذا الشيخ) لعنة الله عليك, صرت ملعوناً لأجل الملعون, شيخ الضلالة غول شقي".
ويذكر المرزا جميع أعدائه في بيت شعر عربي يقول فيه:
إن العدا صاروا خنازير الفلا ونساؤهم من دونهم الأكلب
وأكثر من ذلك كان نبي القاديانية يطلق الشتائم التي يأبى من له أدنى نصيب من الأخلاق أن يسمعها فضلاً عن أن يتلفظ بها وخاصة الشتائم التي يجب فيها حد القذف. وما ذكرته يعد نماذج بسيطة من أخلاق متنبي القاديانية, ولقد تجاوز كل الحدود, ولا يمكن أن يوجد له مثيل وإلا هل يوجد واحد يسود أربع صفحات كاملة فقط في اللعنات؟!! نعم!لقد سود المرزا غلام أحمد أربع صفحات كاملة من كتابه فقط بكتابة"لعنة, لعنة, لعنة, لعنة" وردد كتابة هذه اللفظة ألف مرة على مخالف خالفه (انظر نور الحق 118-122للغلام). ثم هل يوجد أحد يشتم الأنبياء؟!! وها هو المرزا يشتم سيدنا عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام , ويصفه بأنه رجل خمار, وسيئ السيرة(والعياذ بالله) انظر كتابه"حاشية ست بجن ص172", والعجب كل العجب من أن هذا اللعان الفاحش يدعي أنه نبي وهو الذي قال: إن السب والشتم ليسا من أعمال الصديقين وأن مؤمناً لا يكون لعاناً.
هذا وقد أدان القاضيان في المحكمة الجنائية المتنبي القادياني بأنه(أي الغلام) سيئ الخلق وفاحش اللسان وبذيء الألفاظ, وأخذا منه العهد بأن لا يستعمل مثل هذه الألفاظ مرة أخرى لمخالفيه, وها هو يقول في كتابه(مقدمة كتاب البرية ص13): "أنا عاهدت أمام نائب الحاكم بأني لا أستعمل بعد ذلك ألفاظاً سيئة".
أكاذيبه:
يقول المتنبي القادياني: إن الكذب أم الخبائث, والمرزا نفسه كان معتاداً على صياغة الأكاذيب والأباطيل, وأكبر افتراءاته أن الله أرسله, ولقد كان المرزا ينسب إلى القرآن ما ليس منه, مثلاً يقول في كتابه نور الحق ج1ص46(قال الله تعالى: وجادلهم بالحكمة والموعظة الحسنة) مع أنه لا توجد هذه العبارة في القرآن وإنما الآية الكريمة(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن), وقد كررها الغلام أكثر من عشر مرات بإرادة التغيير والتحريف.
وقال في كتابه تذكرة الشهادتين ص34:"انظروا ماذا قال الله تعالى في القرآن الكريم: لا يوجد أظلم ممن افترى علي وأنا أهلك المفتري عجلاً ولا أمهله", وتوجد هذه العبارات في كتبه كما كانت مع أنها طبعت مرات. إذن فالغلام يريد أن يوهم الناس أن القرآن مختلف فيه.
ولقد كذب الغلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كذب على القرآن , فذكر في كتابه إزالة الأوهام ص253"أن رسول الله سئل عن القيامة, متى تقوم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تقوم القيامة إلى مئة سنة من تاريخ اليوم على جميع بني آدم" مع أنه لم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم أبداً أن القيامة تقوم على جميع بني آدم إلى مئة سنة, ولا يستطيع أحد إثباته. وكذب أيضاً حيث قال"ورد في الأحاديث الصحيحة أن المسيح الموعود ينزل على رأس القرن, ويكون إماماً للقرن الرابع عشر", ولقد افترى الغلام على جميع الأنبياء حيث قال:"قد اجتمع كشوف الأنبياء السابقين على أن المسيح الموعود يولد في القرن الرابع عشر, وأيضاً يولد في بنجاب".
ومن أكاذيبه قوله في كتاب تحفة الندوة "بايعني في السنوات العديدة أكثر من مئة ألف شخص", وبعد ثلاث سنوات ونصف كتب ما نصه:"تاب على يدي قريباً من أربعمائة ألف شخص إلى الآن", ولقد أعلن ابنه وخليفته بعد موته بأربع عشرة سنة:"إن أفراد القاديانية بلغوا إلى أربعمائة ألف أو خمسمائة ألف", ولكن الإحصاءات الرسمية بينت كذب القادياني وكذب ابنه كما اعترف ابنه قائلاً:"إن عدد القاديانية في بنجاب ست وخمسون ألفاً حسب الإحصائيات الرسمية, ويقدر عدد القاديانية في بقية الهند عشرين ألفاً قادياني فهكذا يبلغ عددنا إلى ست وسبعين ألف شخص".
ولقد كذب في عام 1899 حيث قال:"تحققت وصدقت من تنبوءاتي أكثر من ثلاثة آلاف نبوة", ولكن بعد سنتين كذب نفسه بنفسه حيث كتب(أنا نفسي رأيت أنه قد تحقق لي إلى الآن مئة وخمسين نبوة), ومن أكاذيبه ما ذكره في كتابه(تذكرة الشهادتين ص41):"إن معجزاتي زادت على مليون معجزة", فأي دجل بعد هذا الدجل وأي كذب بعد هذا الكذب!!.
إلهاماته:
سأعرض لبعض إلهامات المرزا حتى يتبين للقارئ من أي نوع أوحي إليه, وما المقصود من مثل هذه الإلهامات, وهل من المعقول أن يكون كلام الباري مهملاً كما صوره غلام أحمد المتنبي؟!
يقول غلام أحمد:"إني ألهمت" و "إن شاء الله" فما شرح هو ولا غيره ما معنى إن شاء الله, ويقول أيضاً: إنه ألهم "رجل معقول" من المعقول؟ غير معروف, وأيضاً:"الأسف كل الأسف", و"فراش العيش", و"فوهة بركان, مصالح العرب- - -".
وهذه نماذج من إلهاماته, والكثير منها على هذه الشاكلة, والمراد منها غير معلوم حتى ولا للمرزا نفسه, وهذا دليل قاطع على دجله وكذبه على الله تبارك وتعالى.
نصوص من كتب المرزا غلام أحمد تبيين ولاءه المطلق للإنجليز وشدة إخلاصه لهم:
يقول المرزا في كتابه(ترياق القلوب):"لم تبخل عائلتي ولم تضن ولن تبخل ولن تضن بدماء أبنائها في خدمة مصالح الحكومة الإنجليزية أبداً", ويقول في (ملحق بكتاب شهادة القرآن):"لقد قضيت معظم عمري في تأييد الحكومة الإنجليزية ومؤازرتها, وقد ألفت في منع الجهاد ووجوب طاعة أولي الأمر الإنجليز من الكتب والنشرات ما لو جمع بعضها إلى بعض لملأ خمسين خزانة), وقد نشرت جميع هذه الكتب في البلاد العربية ومصر والشام وكابل والروم.
ويقول في محل آخر:"لقد ظللت منذ حداثة سني, وقد ناهزت اليوم الستين أجاهد بلساني وقلمي لأصرف قلوب المسلمين إلى الإخلاص للحكومة الإنجليزية , ولما فيه خيرها والعطف عليها.وأنادي بإلغاء فكرة الجهاد التي يدين بها بعض جهالهم والتي تمنعهم من الإخلاص لهذه الحكومة".
ويقول في كتابه"الملفوظات الأحمدية": بل لقد بالغت هذه الحكومة(أي الحكومة البريطانية) في الإحسان إلينا, ولها علينا أياد بيضاء, حتى إننا إن خرجنا من ها هنا(أي من حدود هذه الدولة) لا يمكن أن نلتجئ إلى مكة ولا إلى قسطنطينية, فكيف يمكن إذاً أن يمر في خاطرنا شيء من سوء الظن بهذه الحكومة.
ويقول المرزا في كتابه"تبليغ الرسالة":
(لا يمكنني أن أحقق دعوتي كمال التحقيق في مكة ولا في المدينة ولا في الروم ولا في الشام ولا في فارس ولا في كابل, ولكن تحت هذه الحكومة التي أدعو إليها دائماً بالازدهار والانتصار.)
ويقول في كتابه(نصيحة غالية للجماعة) وهي مندرجة في (تبليغ الرسالة):
"إن الحكومة البريطانية رحمة لكم وبركة عليكم , وهي الحصن الذي أقامه الله لوقايتكم , فقدروها حق التقدير من أعماق قلوبكم ومهجكم, والإنجليز خير لكم ألف مرة من هؤلاء المسلمين الذين يخالفونكم , لأن الإنكليز لا يريدون إذلالكم ولا يرون وجوب قتلكم, ويقول أيضاً: فجميع الأحمديين المخلصين الذين يعتقدون المرزا مرسلاً يجب عليهم أن يوقنوا من أعماق قلوبهم من غير مجاملة ولا رياء بأن الحكومة البريطانية إنما هي فضل لهم من الله وظل من رحمته, وأن يعتقدوا اعتقاداً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه بأن حياة هذه الحكومة هي حياتهم.
ويقول في كتاب شهادة القرآن:"من ديني الذي أنا أبديه للناس مرة بعد أخرى أن الإسلام ينقسم إلى قسمين:الأول: أن نطيع الله تعالى, والثاني: أن نطيع الحكومة التي بسطت الأمن, وأظلتنا بظلها, وحمتنا من أيدي الظالمين, وهذه الحكومة هي الحكومة الإنجليزية.
موقف المسلمين وعلمائهم تجاه المرزا غلام أحمد وجماعته القاديانية:
لقد فزع لهذه الفتنة القاديانية علماء الإسلام وقادة الفكر في الهند , فتصدوا لها وحاربوها بأقلامهم وألسنتهم وعلمهم, واعتبروا المعتنقين لها خارجين عن دائرة الإسلام , ولقد طالب المسلمون مراراً وتكراراً في عهد الاحتلال الإنكليزي للهند بفصل القاديانيين عن المسلمين إلا أن نداءاتهم لم تجد شيئاً.
وفي طليعة المحاربين لهذه الفتنة الدكتور محمد إقبال, ولقد قال في كلمة وجهها إلى كبرى صحف الهند(statesman) ما يلي: "إن القاديانية مؤامرة مدروسة ترمي إلى تأسيس طائفة جديدة تدعمها نبوة جديدة منافسة لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم, ولأجل ذلك؛ إن القاديانيين يتخذون موقف الانفصال الكامل من المسلمين في الشؤون الدينية والاجتماعية".
ونظراً لخطورة هذه الفئة عقد قادة الإسلام وزعماء الجمعيات الإسلامية الذين كانوا يمثلون كل مذهب من المذاهب الإسلامية السائدة في باكستان اجتماعاً في عام1953 بمدينة كراتشي, وطالبوا بأن تجعل القاديانية أقلية غير مسلمة على غرار الأقليات غير الإسلامية.
ولقد ألف العلماء في الرد على الغلام القادياني ونقض الأباطيل التي جاء بها بالعربية والفارسية والأردية ومن هذه الكتب:
1- هدية المهديين في آية خاتم النبيين :محمد شفيع
2- القاديانية ثورة على النبوة المحمدية والإسلام: أبو الحسن الندوي
3- القادياني والقاديانية: أبو الحسن الندوي
4- المسألة القاديانية: أبو الأعلى المودودي
5- البيانات في الرد على القاديانية: المودودي
6- طائفة القاديانية: محمد الخضر حسين
7- فصل قضية القادياني: أبو الوفاء ثناء الله الأمر تسري
8- رسالة في الرد على القاديانية: محمد نذير حسين الدهلوي
9- الحق المبين في الرد على القاديانيين الدجالين: محمد حمدي الجويجاتي
وغيرها من الكتب التي تربو على الأربعين كتاباً في الرد على هذا الشقي الضال وتبيين كذبه وإفكه.
عاقبته وموته:
لقد كان موته دليلاً على كذبه ودجله, فلقد كان المتنبي القادياني يجلب اللعنات على نفسه لافتراءاته على الله والرسول والقرآن والأنبياء فناقشه العلماء وعبثاً حاولوا إصلاحه وإرجاعه إلى الإسلام, وحينما رأوا إصراره وصموده على الكفر والارتداد ودعوى النبوة نازلوه وناظروه وأظهروا كذبه, وبعد إتمام الحجة أفتوا بالإجماع على كفره ودجله, وكان على رأس هؤلاء العلماء الشيخ الجليل العلامة ثناء الله الأمر تسري, فقد جرى بينه وبين الغلام عدة مناظرات ومناقشات تحريرية وتقريرية, ودوماً كان الانتصار حليفاً للشيخ ثناء الله مما جعل الغلام يشتعل غيظاً وحنقاً, ودفعه إلى أن يصدر نشرة في15-4-1907 وجهها إلى الشيخ, وبين فيها أن الشيخ قد أساء إليه وشهر فيه في البلاد بأنه كذاب مفتر. ثم دعا في هذه النشرة أن يهلك الله الكاذب في حياة الصادق بالأمراض المهلكة مثل الطاعون والكوليرا, وفعلاً بعد ثلاثة عشر شهراً وعشرة أيام جاءه قضاء الله وقدره بصورة بشعة كان يتمناها للشيخ الجليل, بنفس الصورة ونفس المرض الذي نص عليه هو بالكوليرا.
هذا وقد نشرت الجرائد الهندية آنذاك"أن غلام أحمد لما ابتلي بالكوليرا كانت النجاسة تخرج من فمه قبل الموت, ومات وكان جالساً في بيت الخلاء لقضاء الحاجة", ولقد عاش الشيخ الجليل ثناء الله بعد موت الغلام قريباً من أربعين سنة يهدم بنيان القاديانية.
وبعد فهذا ما أحببت أن أورده عن حياة المرزا غلام أحمد وأخلاقياته ومعاملاته وأكاذيبه, ولم نتقول على الشخص ما لم يقله بل سقنا نصوصاً من كتبه تبين عقيدة الرجل ليتبين لكل ذي لب حقيقة الغلام, ولتكون شاهد صدق على كذب الغلام وإفكه.
قال الله تعالى: ((وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ)). الأنعام
إعداد : أنس زغلول
ثم أعلن أن ظواهر الكتاب والسنة مصروفة إلى الاستعارات والتأويلات المختلفة, وأخذ يحرف كما يشاء في شرع الله وحكمه, وكان من جملة هديه في ذلك أن الجهاد منسوخ لا سيما مع الإنجليز,ولم يزل على حاله تلك يدعي النبوة ويكذب على الله وأنبيائه, ويضع نفسه للناس موضع عيسى بن مريم عليه السلام, إلى أن رماه قضاء الله تعالى بالهيضة(داء الكوليرا),ومات في بيت الخلاء ساقطاً على وجهه. فكان موته عبرة لأولي الأبصار.
وإليك أخي القارئ نبذة عن حياة هذا الشقي الكذاب الذي أحدث شرخاً في مجتمعه وأسس نحلة بل ديانة جديدة تعرف باسم القاديانية , ولهذه الجماعة وجود الآن ولهم مراكز في مختلف أنحاء العالم ولهم محطة فضائية . وأحب من خلال هذه الترجمة أن أضعك في حقيقة مؤسس هذه الجماعة ومدى ارتباطها بأعداء الإسلام حتى يكون كل مسلم على حذر منها ومن أفكارها ودسائسها , وليعلم الجميع من خلال ما أسرده من حقائق أن الهدف الأساسي من تأسيس هذه الفرقة الضالة هو إحداث شرخ كبير في قلب المجتمع المسلم.
نشأة الميرزا غلام أحمد:
ولد الميرزا غلام أحمد حوالي عام 1839 أو1840 في مدينة قاديان , إحدى مدن مقاطعة بنجاب بالهند , في بيت اشتهر بخدمة سياسة المستخرب الإنكليزي. فالمرزا غلام مرتضى والد المرزا غلام أحمد كان من أخلص أصدقاء الاحتلال الإنجليزي الذي فرض سيطرته تلك الأيام على شبه القارة الهندية. ولقد وقع المؤرخون في شك من مولده مع أن المرزا في كتابه البرية حدد تاريخ ميلاده حيث صرح أنه ولد عام1839أو1840 , وذلك لأن المتنبي الكذاب قد أدرج ضمن نبوءاته أنه يموت في سن يكون قد تجاوز فيها الثمانين , وتاريخ وفاته معلوم واضح كما كان تاريخ ميلاده معلوماً واضحاً, وقد رأى القاديانيون أنهم قد وقعوا في حرج مجابهة الجماهير الذين أدركوا كذب المتنبي بعد وفاته كما أدركوا كذبه قبل أن يموت, ولقد مات وهو لم يبلغ السبعين من عمره, فأراد القاديانيون حفاظاً على ماء وجههم أن يتلاعبوا بتاريخ مولده, ولقد وقعت المحاولة الأولى من الخليفة الثاني للقاديانية , حيث ذهب إلى أنه ولد سنة 1837, وهناك محاولة أخرى إلى أنه ولد سنة 1835 ثم كانت المحاولة الأخيرة التي ذهبت إلى أنه ولد1831, وقد سجل المرزا تاريخ ولادته بنفسه فإما أن يصدقوه وإما أن يكذبوه وكلاهما شر ألم بهم.
نسبه وأسرته:
ينتمي الميرزا غلام أحمد القادياني إلى السلالة المغولية وإلى فرع من فروعها يسمى"برلاس", وظهر له متأخراً (أو ألهم من ربه وكُلم على حد زعمه) أنه من النسل الفارسي, ويذكر المتنبي أسرته ومولده فيقول: إن اسمي غلام أحمد, واسم أبي غلام مرتضى, واسم أبيه عطا محمد, وقومي مغول برلاس, ولكنه يقول في مقام آخر أن أسرته فارسية ثم يقول في مناسبة أخرى أنه صيني الأصل , ومرة أنه فاطمي بن فاطمة (بنت الرسول صلى الله عليه وسلم) , فهذه هي أسرته وكلما تسأله عن تقلباته في النسب يقول لك: إنه هكذا أخبر عن الله وقد صدق الله (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً) , وبعد هذا يحدث المرزا غلام عن أبيه فيقول: إن أبي كان له كرسي في ديوان الحكومة , وكان من أوفياء الحكومة الإنجليزية , وخدم الحكومة العالية(الإنجليزية) فوق طاقته, ولكن بعد ذلك بدأ الزوال والانحطاط لأسرتي(لعله كان هذا بسبب الخيانة للمواطنين والعمالة للمستخرب الإنجليزي) حتى بقيت أسرتي كأسرة مزارع فقير.
وقد عرف بيت الميرزا غلام أحمد بالولاء والإخلاص للمستخرب الإنكليزي والتفاني في طاعتهم وتشييد ملكهم ولقد كان الإنجليز محتلين يومها الهند.
يقول الميرزا غلام أحمد: "لقد أقرت الحكومة بأن أسرتي في مقدمة الأسر التي عرفت في الهند بالنصح والإخلاص للحكومة الإنجليزية, ودلت الوثائق التاريخية على أن والدي وأسرتي كانوا من كبار المخلصين لهذه الحكومة من أول عهدها, وصدق ذلك الموظفون الإنجليز الكبار. وقد قدم والدي فرقة مؤلفة من خمسين فارساً لمساعدة الحكومة الإنجليزية في ثورة عام1857, وتلقى على ذلك رسائل شكر وتقدير من رجال الحكومة, وكان أخي الأكبر غلام قادر بجوار الإنجليز على جبهة من جبهات حرب الثورة (التي حدثت في الهند عام1857 وقام بها أهل الهند ضد الاستخراب الإنكليزي وقد صب الجيش الإنكليزي على الثوار بعد تمكنه من قمع الثورة أنواعاً من الظلم والتنكيل وضروباً من التعذيب تقشعر من سماعها الأبدان), والميرزا لا يطلق على هذه الانطلاقة الكبرى كلمة الثورة كما جاءت في الترجمة العربية , وإنما يطلق عليها كلمة "الغدر الشامل" لأنه يعتبر الحرب التحريرية ضد الاستخراب الإنجليزي خروجاً على السادة الإنجليز وخيانة في حقهم.
كما أن أسرة الميرزا غلام أحمد كانت تدين بالولاء الخالص الصادق لحكم السيخ الذين حكموا بعض مناطق الهند قبل الاحتلال الانجليزي, ومن المعروف أن السيخ كانوا ألد أعداء الإسلام والمسلمين.فحين استولوا على مقاطعة بنجاب وما جاورها من البلاد بعد التفكك الذي أصاب الحكم الإسلامي في تلك البلاد أعملوا فيها أيدي السلب والنهب, وعاثوا في الأرض فساداً, وكانوا يأتون المنكرات ويشفون غليلهم بقتل النساء والعجزة وهتك الأعراض وإهانة المساجد. إلا أن المرزا غلام مرتضى لم يقصر في مساندة حكم السيخ الطغاة. وكان بينه وبين الحكام السيخ من علاقات الصداقة والود ما دفعت المهراجا رانجيت سينغ مؤسس دولة السيخ إلى طلب عودته إلى قاديان(وطنه القديم) من مهجره الذي كان يعيش فيه, فجاء وانضم هو وإخوانه إلى جيش المهارجا رانجيت سينغ.
إذن ففي مثل هذه الأسرة الخائنة وُلد المرزا غلام أحمد.
طفولته وتعليمه:
تلقى الغلام في صغره بعض الكتب العربية والفارسية وتعلم الصرف والنحو كما ذكر هو عن نفسه" ولما ترعرعت ووضعت قدمي في الشباب قرأت قليلاً من الفارسية ونبذة من رسائل الصرف والنحو وعدة من العلوم, وشيئاً يسيراً من كتب الطب, وكان أبي عرافاً حاذقاً وكانت له يد طولى في هذا الفن, وكذلك لم يتفق لي التوغل في علم الحديث والأصول والفقه إلا كطل من الوبل". وكان بعض أساتذته حشاشين وأفيونيين كما ذكر ابنه وخليفته محمود أحمد في خطابه المنشور في جريدة قاديانية "الفضل"5شباط1929", ولقد ظهر أثر تعليمه في كتاباته ومقالاته فهو لا يخطئ فقط في المسائل العلمية الدقيقة, بل يغلط في الأمور المعروفة البسيطة التاريخية فمثلاً يقول: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد وبعد أيام من ولادته مات أبوه" مع أن كل من له أدنى تعلق بالتاريخ الإسلامي أو السيرة يعرف أن عبد الله والد رسول الله صلى الله عليه وسلم مات قبل ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم. وأيضاً كتب في كتابه "عين المعرفة" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد له أحد عشر ابناً , توفي كلهم , وما أدري من أين أخذ هذا؟ فالتاريخ والسيرة يخبرنا أنه ولد للرسول صلى الله عليه وسلم أربعة من البنين: الطيب والطاهر والقاسم وإبراهيم.
وكتب المرزا مرة:" إن الولد الموعود ولد في الشهر الرابع من الأشهر الإسلامية يعني ولد في صفر" والأطفال يعرفون أن صفر ليس الشهر الرابع من الأشهر الإسلامية بل هو الشهر الثاني.
وأما الأشياء التي امتاز بها في طفولته فهي كما يلي:
1- بجبنه 2- بسفاهته 3- باختلاس الأموال 4- بأمراضه.
ولقد ذكر يعقوب علي القادياني أن الغلام لم يدخل في المنازلات والمصارعات كعادة أبناء الشرفاء آنذاك, ولم يتعلم الفنون العسكرية , ع أن الناس كانوا يعدون ذلك من لوازم الشرف والشجاعة.
ويذكر ابنه مخبراً عن شخصية أبيه: أخبرتني أمي(أي زوجة الغلام) أن حضرة المسيح الموعود ذهب مرة في أيام شبابه ليستلم تقاعد جده , وذهب معه رجل كان اسمه إمام الدين وذهب به إلى خارج قاديان ولما أنفذ الغلام كل ما كان عنده تركه إمام الدين وحده, ولكن الغلام لم يرجع إلى البيت لأجل الخجل والندامة بل ذهب إلى سيالكوت وتوظف هناك بمكافأة زهيدة قدرها خمس عشرة روبية.
وظيفته وأشغاله:
توظف المرزا في محكمة حاكم المديرية في مدينة سيالكوت بمرتب يساوي خمس عشرة روبية , وبقي على ذلك أربع سنوات من عام1864إلى عام1868 قرأ خلال ذلك كتابين في الإنجليزية ودخل في اختبار للحقوق وأخفق فيه, واستقال من هذه الوظيفة عام1868, وشارك والده في المحاكمات والقضايا التي كان مشغولاً بها.
أمراضه:
لقد كان المرزا مصاباً بأمراض كثيرة فقد أصيب بشبابه بمرض هستيريا والنوبات العصبية العنيفة, وكان يغمى عليه في بعض هذه النوبات ويخر صريعاً, وأصيب المرزا بداء البول السكري.
ويذكر غلام أحمد عن قوته الرجولية في رسالة أرسلها إلى نور الدين خليفته الأول يقول فيها:"ما أظن أنكم بلغتم في ضعف الدماغ مثل ما بلغت, وحينما تزوجت كنت مستيقناً أني لست برجل".
وكان المرزا مصاباً بمرض عصبي كما كان سيئ الذاكرة والحفظ, ويقول المرزا عن نفسه:"وأنا سيئ الحفظ جداً, ألتقي بشخص مرات عديدة ثم بعد مدة أنسى بأني كنت لقيته وبلغت هذه الحالة فوق الوصف. ولقد أخبر الكذاب عن نفسه أنه يلازمه مرضان خطيران مرض في النصف الأعلى من جسمه وهو دوار الرأس ومرض في النصف الأسفل من جسمه وهو سلس البول, وهذان المرضان يلازمانه-كما ذكر- منذ نشر ادعاءه بكونه مأموراً من الله عز وجل
وأخيراً ابتلي هذا الرجل الذي لو سمي بمجموعة الأمراض لما كان ذلك خلاف الواقع بمرض المراق وهو نوع من الماليخوليا.
وصدق الله القائل: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)
المراحل التدريجية لدعاويه الكاذبة:
إن المرزا غلام أحمد ظهر في عام 1880 كأحد الدعاة إلى الإسلام والمناظرين لخصومه من غير المسلمين, وتدرج في دعاويه الكاذبة, وانتقل من مرحلة إلى مرحلة مغيراً عقيدته وسنعرض لمختلف مراحل حياته نذكر فيها ما أعلنه من مختلف العقائد والأفكار ليتبين للقارئ ما كان عليه المرزا من العقائد والأفكار المتضاربة بين مرحلة وأخرى.
المرحلة الأولى: 1880-1888:
لقد كان في هذه المرحلة مناظراً عادياً يدعو إلى الإسلام , ويحرص على أن يوضح أن كل عقيدة من عقائده موافقة لعقائد أهل الإسلام, وكان المسلمون يرصدون ما يقوله المرزا وخاصة ما كان يقوله عن نفسه أنه أفضل أولياء الأمة , لكنه كان يعود فيطمئنهم ويلطف غضبهم , ويحاول تأويل أقواله لإقناعهم بصحة عقائده.
المرحلة الثانية:
في سنة1888 دعا المسلمين إلى بيعته , وبدأ منذ أوائل 1889 يأخذ البيعة منهم على أنه مجدد العصر ومأمور من عند الله تعالى.
المرحلة الثالثة:
في سنة 1891 أعلن أن المسيح قد مات وادعى أنه هو المسيح الموعود والمهدي المعهود مما أقلق عامة المسلمين وأقامهم وأقعدهم.
وفي بدء هذه المرحلة يكتب المرزا نفسهثم بقيت إلى اثنتي عشرة سنة-وهي مدة مديدة- غافلاً كل الغفلة عن أن الله تعالى قد خاطبني بالمسيح الموعود بكل إصرار وشدة في البراهين(البراهين الأحمدية) وما زلت على عقيدة نزول عيسى العامة. ولكن لما انقضت اثنتا عشرة سنة آن أن تنكشف علي العقيدة الثابتة. فتواتر على الإلهام إنك المسيح الموعود )
المرحلة الرابعة:
في سنة1900 بدأ الخواص من أتباع المرزا يلقبونه بالنبي صراحة , وينزلونه المنزلة السامية التي قد خصها القرآن بالأنبياء. أما المرزا فقد كان يصدقهم تارة ويحاول أخرى إقناع الذين كانوا مترددين في الإيمان بنبوته بتأويل نبوته بكلمات"النبي الناقص"أو "النبي الجزئي" أو "النبي المحدث" مثلاً.
وفي هذا الدور خطب أحد أتباع المرزا-وهو المولوي عبد الكريم-خطبة الجمعة في7-8-1900قال فيها:"واعلموا أنكم إن لم تحكموا المسيح الموعود في كل ما يشجر بينكم وتؤمنوا به كما آمن الصحابة بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم, كنتم إلى حد كبير من المفرقين بين رسل الله كغير الأحمديين", وبعد صلاة الجمعة صدقه المرزا قائلاً: نعم! إن مذهبي هو عين ما قد بينته في خطبتك. ولكن لم يتجاوز المرزا حد التأييد والمصادقة للقائلين بنبوته بل كان يتجنب دعوى النبوة بصراحة في هذا الدور.
وكانت عقيدته في تلك الأيام على حسب ما بينه ابنه وخليفته المرزا بشير الدين محمود: إن للمرزا فضلاً جزئياً على المسيح وإذا قيل إنه نبي فإنما هي نبوة جزئية أو نبوة غير كاملة.
المرحلة الخامسة:
في سنة 1901 أعلن المرزا بوجه سافر أنه النبي والرسول , ولم يعد في أكثر كتاباته يقيد نبوته ورسالته بكلمات النقص أو الجزئية أو المحدثية.
المرحلة السادسة:
في سنة1904 ادعى فيها أنه كرشن , وكرشن هذا معبود من معبودي الهنادك , يعتقدون فيه ما يعتقد المسلمون في الله عز وجل
معيشته:
بدأ المرزا حياته كموظف صغير يزيد مرتبه على جنيه, وبدأ حياته في تقشف وزهادة, حتى تبوأ الزعامة الدينية فاتسع له العيش وأقبلت عليه الدنيا. وقد ذكر ذلك بنفسه فقال: "إنني لم أكن آمل نظراً إلى حياتي وإمكانيتها أن يحصل لي عشر روبيات شهرياً, ولكن الله الذي يرفع الفقراء من الحضيض, ويرغم المتكبرين قد أخذ بيدي, وأنا أؤكد أن ما جاءني من الوارد ومن الإعلانات والتبرعات إلى هذا الوقت(عام1907) لا يقل عن ثلاثمائة ألف روبية وبما يزيد على ذلك.
وقد توسع بعد ذلك في المطاعم والمشارب والأبنية, وعني بتناول الأطعمة المغذية والأدوية والمعجونات المقوية الثمينة, واستعمال المسك والعنبر, وكان يتعاطى في بعض الأحيان بعض أنواع المشروبات القوية المسكرة, وتصرف في الأموال والواردات تصرفاً مطلقاً أثار اعتراضاً من كبار المخلصين.
زواجه وذريته:
تزوج أولاً سنة1852 أو1853 في أسرته,ورزق ولدين, أحدهما المرزا سلطان أحمد والآخر المرزا فضل أحمد(طلق هذه الزوجة عام1884), وتزوج بعد ذلك في دهلي عام 1891, والقاديانيون يلقبون هذه الزوجة الثانية بأم المؤمنين, وقد ولدت له سائر أولاده, منهم خليفته الثاني المرزا بشير الدين محمود , والمرزا بشير أحمد صاحب كتاب سيرة المهدي ,والمرزا شريف أحمد.
ولقد تنبأ الغلام عام 1888 بأنه سيتزوج الفتاة"محمدي بيكم" وهي من أسرته, وقد أخبر أن أمر قضي في السماء, ونبأه الله به مراراً وتكرارً وتحدى عليه العالم, وشاء الله أن تتزوج الفتاة بشاب آخر وعاشا بعد ذلك مدة طويلة .
تهذيبه وأخلاقه:
لقد كان المرزا عديم المثال في أخلاقه وتهذيبه , لأنه لا يمكن أن يوجد شتم أو سب لم يعرفه ولم يستعمله لخصومه ومخالفيه, فمرة تنبأ عن موت رجل في زمن محدد, ولكن هذا الرجل لم يمت حسب تنبؤه في هذه المدة فقال له بعض العلماء: أنت تظن أنك نبي ولا تتكلم إلا بوحي الله عز وجل, فكيف يمكن أن يخلف وعد الله تبارك وتعالى؟ فبدل أن يجيبهم بدليل بدأ يسبهم هم, وجميع علماء المسلمين, وهذا نص ما قاله في كتابه "انجام آثم"ص21:
"لا يوجد في الدنيا شيء أنجس من الخنزير, ولكن العلماء الذين يخالفونني هم أنجس من الخنزير, أيها العلماء يا آكلي الجيفة, وأيتها الأرواح النجسة".
كذلك فإن الميرزا يشتم مخالفيه ويصفهم بقوله في خطبة إلهامية"بعضهم كالكلاب وبعضهم كالذئاب وبعضهم كالخنازير" , ثم لم يقتنع بوصف أعدائه بهذه الصفات عمومياً, وبدأ يسبهم معيناً مشخصاً بذكر أسمائهم فيقول: "مت يا عبد الشيطان المسمى بعبد الحق", وقال في كتابه أنوار الإسلام ص30: لم يقتنع عبد الحق بفتوحاتنا فيكون له الرغبة أن يصير ولد الحرام".
وكان من مخالفيه رجل يسمى(سعد الله) فقدم إليه باقة من أخلاقه ذكرها في كتابه انجام آثام ص281:"غول لئيم فاسق شيطان ملعون نطفة السفهاء خبيث مفسد مزور(لاحظ معي كلام نبي القاديانية) منحوس وابن الفاحشة.
ويخاطب المناظر الشهير الشيخ ثناء الله الأمر تسري في حاشية(انجام آثم)ص25: "يا كلب, يا آكل الجيفة" وأيضاً يخاطبه في(تتمة حقيقة الوحي ص26): "يا أبا جهل" وأيضاً في كتابه (إعجاز أحمدي ص43): "ابن الريح الغدار".
ويخاطب أحد مشايخ الطرق في الهند في(نزول المسيح ص75-76) بقوله: "كذاب مزور خبيث عقرب يا أرض كولرة(مسكن هذا الشيخ) لعنة الله عليك, صرت ملعوناً لأجل الملعون, شيخ الضلالة غول شقي".
ويذكر المرزا جميع أعدائه في بيت شعر عربي يقول فيه:
إن العدا صاروا خنازير الفلا ونساؤهم من دونهم الأكلب
وأكثر من ذلك كان نبي القاديانية يطلق الشتائم التي يأبى من له أدنى نصيب من الأخلاق أن يسمعها فضلاً عن أن يتلفظ بها وخاصة الشتائم التي يجب فيها حد القذف. وما ذكرته يعد نماذج بسيطة من أخلاق متنبي القاديانية, ولقد تجاوز كل الحدود, ولا يمكن أن يوجد له مثيل وإلا هل يوجد واحد يسود أربع صفحات كاملة فقط في اللعنات؟!! نعم!لقد سود المرزا غلام أحمد أربع صفحات كاملة من كتابه فقط بكتابة"لعنة, لعنة, لعنة, لعنة" وردد كتابة هذه اللفظة ألف مرة على مخالف خالفه (انظر نور الحق 118-122للغلام). ثم هل يوجد أحد يشتم الأنبياء؟!! وها هو المرزا يشتم سيدنا عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام , ويصفه بأنه رجل خمار, وسيئ السيرة(والعياذ بالله) انظر كتابه"حاشية ست بجن ص172", والعجب كل العجب من أن هذا اللعان الفاحش يدعي أنه نبي وهو الذي قال: إن السب والشتم ليسا من أعمال الصديقين وأن مؤمناً لا يكون لعاناً.
هذا وقد أدان القاضيان في المحكمة الجنائية المتنبي القادياني بأنه(أي الغلام) سيئ الخلق وفاحش اللسان وبذيء الألفاظ, وأخذا منه العهد بأن لا يستعمل مثل هذه الألفاظ مرة أخرى لمخالفيه, وها هو يقول في كتابه(مقدمة كتاب البرية ص13): "أنا عاهدت أمام نائب الحاكم بأني لا أستعمل بعد ذلك ألفاظاً سيئة".
أكاذيبه:
يقول المتنبي القادياني: إن الكذب أم الخبائث, والمرزا نفسه كان معتاداً على صياغة الأكاذيب والأباطيل, وأكبر افتراءاته أن الله أرسله, ولقد كان المرزا ينسب إلى القرآن ما ليس منه, مثلاً يقول في كتابه نور الحق ج1ص46(قال الله تعالى: وجادلهم بالحكمة والموعظة الحسنة) مع أنه لا توجد هذه العبارة في القرآن وإنما الآية الكريمة(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن), وقد كررها الغلام أكثر من عشر مرات بإرادة التغيير والتحريف.
وقال في كتابه تذكرة الشهادتين ص34:"انظروا ماذا قال الله تعالى في القرآن الكريم: لا يوجد أظلم ممن افترى علي وأنا أهلك المفتري عجلاً ولا أمهله", وتوجد هذه العبارات في كتبه كما كانت مع أنها طبعت مرات. إذن فالغلام يريد أن يوهم الناس أن القرآن مختلف فيه.
ولقد كذب الغلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كذب على القرآن , فذكر في كتابه إزالة الأوهام ص253"أن رسول الله سئل عن القيامة, متى تقوم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تقوم القيامة إلى مئة سنة من تاريخ اليوم على جميع بني آدم" مع أنه لم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم أبداً أن القيامة تقوم على جميع بني آدم إلى مئة سنة, ولا يستطيع أحد إثباته. وكذب أيضاً حيث قال"ورد في الأحاديث الصحيحة أن المسيح الموعود ينزل على رأس القرن, ويكون إماماً للقرن الرابع عشر", ولقد افترى الغلام على جميع الأنبياء حيث قال:"قد اجتمع كشوف الأنبياء السابقين على أن المسيح الموعود يولد في القرن الرابع عشر, وأيضاً يولد في بنجاب".
ومن أكاذيبه قوله في كتاب تحفة الندوة "بايعني في السنوات العديدة أكثر من مئة ألف شخص", وبعد ثلاث سنوات ونصف كتب ما نصه:"تاب على يدي قريباً من أربعمائة ألف شخص إلى الآن", ولقد أعلن ابنه وخليفته بعد موته بأربع عشرة سنة:"إن أفراد القاديانية بلغوا إلى أربعمائة ألف أو خمسمائة ألف", ولكن الإحصاءات الرسمية بينت كذب القادياني وكذب ابنه كما اعترف ابنه قائلاً:"إن عدد القاديانية في بنجاب ست وخمسون ألفاً حسب الإحصائيات الرسمية, ويقدر عدد القاديانية في بقية الهند عشرين ألفاً قادياني فهكذا يبلغ عددنا إلى ست وسبعين ألف شخص".
ولقد كذب في عام 1899 حيث قال:"تحققت وصدقت من تنبوءاتي أكثر من ثلاثة آلاف نبوة", ولكن بعد سنتين كذب نفسه بنفسه حيث كتب(أنا نفسي رأيت أنه قد تحقق لي إلى الآن مئة وخمسين نبوة), ومن أكاذيبه ما ذكره في كتابه(تذكرة الشهادتين ص41):"إن معجزاتي زادت على مليون معجزة", فأي دجل بعد هذا الدجل وأي كذب بعد هذا الكذب!!.
إلهاماته:
سأعرض لبعض إلهامات المرزا حتى يتبين للقارئ من أي نوع أوحي إليه, وما المقصود من مثل هذه الإلهامات, وهل من المعقول أن يكون كلام الباري مهملاً كما صوره غلام أحمد المتنبي؟!
يقول غلام أحمد:"إني ألهمت" و "إن شاء الله" فما شرح هو ولا غيره ما معنى إن شاء الله, ويقول أيضاً: إنه ألهم "رجل معقول" من المعقول؟ غير معروف, وأيضاً:"الأسف كل الأسف", و"فراش العيش", و"فوهة بركان, مصالح العرب- - -".
وهذه نماذج من إلهاماته, والكثير منها على هذه الشاكلة, والمراد منها غير معلوم حتى ولا للمرزا نفسه, وهذا دليل قاطع على دجله وكذبه على الله تبارك وتعالى.
نصوص من كتب المرزا غلام أحمد تبيين ولاءه المطلق للإنجليز وشدة إخلاصه لهم:
يقول المرزا في كتابه(ترياق القلوب):"لم تبخل عائلتي ولم تضن ولن تبخل ولن تضن بدماء أبنائها في خدمة مصالح الحكومة الإنجليزية أبداً", ويقول في (ملحق بكتاب شهادة القرآن):"لقد قضيت معظم عمري في تأييد الحكومة الإنجليزية ومؤازرتها, وقد ألفت في منع الجهاد ووجوب طاعة أولي الأمر الإنجليز من الكتب والنشرات ما لو جمع بعضها إلى بعض لملأ خمسين خزانة), وقد نشرت جميع هذه الكتب في البلاد العربية ومصر والشام وكابل والروم.
ويقول في محل آخر:"لقد ظللت منذ حداثة سني, وقد ناهزت اليوم الستين أجاهد بلساني وقلمي لأصرف قلوب المسلمين إلى الإخلاص للحكومة الإنجليزية , ولما فيه خيرها والعطف عليها.وأنادي بإلغاء فكرة الجهاد التي يدين بها بعض جهالهم والتي تمنعهم من الإخلاص لهذه الحكومة".
ويقول في كتابه"الملفوظات الأحمدية": بل لقد بالغت هذه الحكومة(أي الحكومة البريطانية) في الإحسان إلينا, ولها علينا أياد بيضاء, حتى إننا إن خرجنا من ها هنا(أي من حدود هذه الدولة) لا يمكن أن نلتجئ إلى مكة ولا إلى قسطنطينية, فكيف يمكن إذاً أن يمر في خاطرنا شيء من سوء الظن بهذه الحكومة.
ويقول المرزا في كتابه"تبليغ الرسالة":
(لا يمكنني أن أحقق دعوتي كمال التحقيق في مكة ولا في المدينة ولا في الروم ولا في الشام ولا في فارس ولا في كابل, ولكن تحت هذه الحكومة التي أدعو إليها دائماً بالازدهار والانتصار.)
ويقول في كتابه(نصيحة غالية للجماعة) وهي مندرجة في (تبليغ الرسالة):
"إن الحكومة البريطانية رحمة لكم وبركة عليكم , وهي الحصن الذي أقامه الله لوقايتكم , فقدروها حق التقدير من أعماق قلوبكم ومهجكم, والإنجليز خير لكم ألف مرة من هؤلاء المسلمين الذين يخالفونكم , لأن الإنكليز لا يريدون إذلالكم ولا يرون وجوب قتلكم, ويقول أيضاً: فجميع الأحمديين المخلصين الذين يعتقدون المرزا مرسلاً يجب عليهم أن يوقنوا من أعماق قلوبهم من غير مجاملة ولا رياء بأن الحكومة البريطانية إنما هي فضل لهم من الله وظل من رحمته, وأن يعتقدوا اعتقاداً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه بأن حياة هذه الحكومة هي حياتهم.
ويقول في كتاب شهادة القرآن:"من ديني الذي أنا أبديه للناس مرة بعد أخرى أن الإسلام ينقسم إلى قسمين:الأول: أن نطيع الله تعالى, والثاني: أن نطيع الحكومة التي بسطت الأمن, وأظلتنا بظلها, وحمتنا من أيدي الظالمين, وهذه الحكومة هي الحكومة الإنجليزية.
موقف المسلمين وعلمائهم تجاه المرزا غلام أحمد وجماعته القاديانية:
لقد فزع لهذه الفتنة القاديانية علماء الإسلام وقادة الفكر في الهند , فتصدوا لها وحاربوها بأقلامهم وألسنتهم وعلمهم, واعتبروا المعتنقين لها خارجين عن دائرة الإسلام , ولقد طالب المسلمون مراراً وتكراراً في عهد الاحتلال الإنكليزي للهند بفصل القاديانيين عن المسلمين إلا أن نداءاتهم لم تجد شيئاً.
وفي طليعة المحاربين لهذه الفتنة الدكتور محمد إقبال, ولقد قال في كلمة وجهها إلى كبرى صحف الهند(statesman) ما يلي: "إن القاديانية مؤامرة مدروسة ترمي إلى تأسيس طائفة جديدة تدعمها نبوة جديدة منافسة لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم, ولأجل ذلك؛ إن القاديانيين يتخذون موقف الانفصال الكامل من المسلمين في الشؤون الدينية والاجتماعية".
ونظراً لخطورة هذه الفئة عقد قادة الإسلام وزعماء الجمعيات الإسلامية الذين كانوا يمثلون كل مذهب من المذاهب الإسلامية السائدة في باكستان اجتماعاً في عام1953 بمدينة كراتشي, وطالبوا بأن تجعل القاديانية أقلية غير مسلمة على غرار الأقليات غير الإسلامية.
ولقد ألف العلماء في الرد على الغلام القادياني ونقض الأباطيل التي جاء بها بالعربية والفارسية والأردية ومن هذه الكتب:
1- هدية المهديين في آية خاتم النبيين :محمد شفيع
2- القاديانية ثورة على النبوة المحمدية والإسلام: أبو الحسن الندوي
3- القادياني والقاديانية: أبو الحسن الندوي
4- المسألة القاديانية: أبو الأعلى المودودي
5- البيانات في الرد على القاديانية: المودودي
6- طائفة القاديانية: محمد الخضر حسين
7- فصل قضية القادياني: أبو الوفاء ثناء الله الأمر تسري
8- رسالة في الرد على القاديانية: محمد نذير حسين الدهلوي
9- الحق المبين في الرد على القاديانيين الدجالين: محمد حمدي الجويجاتي
وغيرها من الكتب التي تربو على الأربعين كتاباً في الرد على هذا الشقي الضال وتبيين كذبه وإفكه.
عاقبته وموته:
لقد كان موته دليلاً على كذبه ودجله, فلقد كان المتنبي القادياني يجلب اللعنات على نفسه لافتراءاته على الله والرسول والقرآن والأنبياء فناقشه العلماء وعبثاً حاولوا إصلاحه وإرجاعه إلى الإسلام, وحينما رأوا إصراره وصموده على الكفر والارتداد ودعوى النبوة نازلوه وناظروه وأظهروا كذبه, وبعد إتمام الحجة أفتوا بالإجماع على كفره ودجله, وكان على رأس هؤلاء العلماء الشيخ الجليل العلامة ثناء الله الأمر تسري, فقد جرى بينه وبين الغلام عدة مناظرات ومناقشات تحريرية وتقريرية, ودوماً كان الانتصار حليفاً للشيخ ثناء الله مما جعل الغلام يشتعل غيظاً وحنقاً, ودفعه إلى أن يصدر نشرة في15-4-1907 وجهها إلى الشيخ, وبين فيها أن الشيخ قد أساء إليه وشهر فيه في البلاد بأنه كذاب مفتر. ثم دعا في هذه النشرة أن يهلك الله الكاذب في حياة الصادق بالأمراض المهلكة مثل الطاعون والكوليرا, وفعلاً بعد ثلاثة عشر شهراً وعشرة أيام جاءه قضاء الله وقدره بصورة بشعة كان يتمناها للشيخ الجليل, بنفس الصورة ونفس المرض الذي نص عليه هو بالكوليرا.
هذا وقد نشرت الجرائد الهندية آنذاك"أن غلام أحمد لما ابتلي بالكوليرا كانت النجاسة تخرج من فمه قبل الموت, ومات وكان جالساً في بيت الخلاء لقضاء الحاجة", ولقد عاش الشيخ الجليل ثناء الله بعد موت الغلام قريباً من أربعين سنة يهدم بنيان القاديانية.
وبعد فهذا ما أحببت أن أورده عن حياة المرزا غلام أحمد وأخلاقياته ومعاملاته وأكاذيبه, ولم نتقول على الشخص ما لم يقله بل سقنا نصوصاً من كتبه تبين عقيدة الرجل ليتبين لكل ذي لب حقيقة الغلام, ولتكون شاهد صدق على كذب الغلام وإفكه.
قال الله تعالى: ((وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ)). الأنعام
إعداد : أنس زغلول
Comment