بقلم الشيخ علاء السالم ...صدر حديثا كتاب :
تقديم ..
اقتضت سنة الله الثابتة أن يُعرف خليفته سبحانه بقانون إلهي محكم؛ لا يتخلّف عن صاحبه أبداً، ولا ينفرط عقد حلقاته يوماً فينتحله - أو حلقة منه - مدعٍ كاذب أبداً. وحلقات القانون الإلهي هي: (النص، العلم، وراية البيعة لله). وبها عَرَّف الله سبحانه خلفاءه في كتابه الكريم، وهذا مثال يتعلّق بسيد الخلق محمد(ص) :
فعن النص، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الأعراف: 157].
وقال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ﴾ [الصف: 6].
وعن العلم، قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ [الجمعة: 2].
وعن الدعوة إلى الله وحاكميته، قال تعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [الحديد: 8].
وبرغم وضوح حق حبيب الله محمد (ص)، وسطوع حجته وبرهان صدقه، وتوفره على حلقات القانون الالهي أعلاه، وبرغم كل الجهد الذي بذله (ص) في توعية المسلمين وتحصينهم وحدِّ معالم الهدى والنجاة لهم، إلا أننا نجد أنّ عدداً ليس بقليل منهم اتبع أدعياء باطل كمسيلمة وسجاح.
مسيلمة الأول وصحبه ..
مسيلمة الكذاب، كان قد أسلم ثم ادعى النبوة في سنة (10) للهجرة، وزعم أنه شريك لرسول الله (ص) في النبوة، وكان كتب إليه: (إني أشركت معك، فلك نصف الأرض، ولي نصفها، ولكن قريش قوم لا يعدلون). فكتب إليه رسول الله(ص): (من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب: أما بعد فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، والعاقبة للمتقين) [انظر: تاريخ اليعقوبي: ص130].
وكان بنو حنيفة وغيرهم ممن يدّعون الإسلام قد اتبعوا مسيلمة الكذاب، في حين اتبعت قبائل أخرى مدعين كذابين أُخر كطليحة بن خويلد الذي ادعى النبوة في زمن النبي (ص) أيضاً، وكان يأمرهم بترك السجود في الصلاة ويقول: (إن الله لا يصنع بتعفر وجوهكم وتقبح أدباركم شيئاً).
وكذلك اتبعت ثلة من الهمج الرعاع سجاح بنت الحارث، التي ادّعت النبوة أيضاً، ولما قصدت بني حنيفة في اليمامة بلغ ذلك مسيلمة الكذاب، فخاف منها وأرسل إليها يستأمنها على نفسه فأمنته، فجاءها وقال لها: (لنا نصف الأرض. وكان لقريش نصفها لو عدلت، وقد رد الله عليك النصف الذي ردت قريش). فقالت له: أنزل. فقال لها: أبعدي أصحابك. ففعلت وقد ضرب لها قبة وجمّرها واجتمع بها. فقالت له: ما أوحى إليك ربك. فقال: (ألم تر إلى ربك كيف فعل بالحبلى، أخرج منها نسمة تسعى، بين صفاق وحشى). وذكر لها قولاً آخر، فقالت: أشهد إنك نبي. ثم ارتكبا الفاحشة. ثم نادى مناديه: (أنّ مسيلمة رسول الله قد وضع عنكم صلاتين مما جاءكم به محمد صلاة الفجر وصلاة العشاء الآخرة) [انظر: الكامل في التاريخ: ج2 ص355].
هؤلاء كذابون اتبعهم الهمج الرعاع في أوائل زمان الإسلام رغم فقدانهم الحجة والدليل الذي يثبت أقوالهم الباطلة، والغريب أنّ أمرهم اشتد بعد وفاة رسول الله (ص) مع أنّ سيرتهم المتحللة أخلاقياً كافية وحدها للشهادة على كذبهم !!
محمد (ص) .. اليماني الأول في الجاهلية الأولى
لا شك أنّ رسول الله محمداً (ص) ذُكر لأهل الكتاب باسمه وصفته، ومن بين الأوصاف التي وردت له وصف (اليماني)، وفي بيان ذلك يقول السيد أحمد الحسن (ع):
[حبقوق - الأصحاح الثالث: "1 صلوة لحبقوق النبي على الشجوية 2 يا رب قد سمعت خبرك فجزعت. يا رب عملك في وسط السنين أحيه. في وسط السنين عرف. في الغضب أذكر الرحمة 3 الله جاء من تيمان والقدوس من جبل فاران. سلاه. جلاله غطى السموات والأرض امتلأت من تسبيحه. 4 وكان لمعان كالنور. له من يده شعاع وهناك استتار قدرته. 5 قدامه ذهب الوبأ وعند رجليه خرجت الحمى".
المعنى: "الله جاء من تيمان" أي: الله جاء من اليمن، "والقدوس من جبل فاران" أي: القدوس جاء من مكة، وتعالى الله أن يوصف بالمجيء من السماء فكيف من الأرض؛ لأن الإتيان والمجيء تستلزم الحركة وبالتالي الحدوث وبالتالي نفي الإلوهية المطلقة، فلا يمكن أن يعتبر أنّ الذي يجيء من تيمان أو اليمن هو الله سبحانه وتعالى، ولا الذي يجيء من فاران هو القدوس سبحانه وتعالى. هذا فضلاً عن الأوصاف الأخرى كاليد تعالى الله عنها علوا كبيرا "وكان لمعان كالنور. له من يده شعاع وهناك استتار قدرته. 5 قدامه ذهب الوبأ وعند رجليه خرجت الحمى"، بل الذي يجيء هو عبد الله محمد (ص) وآله (ع) من بعده حيث إنهم من مكة ومحمد وآل محمد (ع) يمانيون أيضاً .....
وكون تيمان هي اليمن قد ورد حتى في الإنجيل على لسان عيسى (ع) عندما وصف ملكة اليمن بملكة التيمن (أو تيمان).
إنجيل متى - الأصحاح الثاني عشر: "ملكة التيمن ستقوم في الدين مع هذا الجيل وتدينه. لأنها أتت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان. وهوذا أعظم من سليمان ههنا"] كتاب رسالة في وحدة شخصية المهدي الأول واليماني: ص30.
فتبيَّن أنّ رسول الله (ص) ذُكر للمنتظرين في الجاهلية الأولى بوصف (اليماني).
وذكر لهم باسمه أيضاً، قال تعالى: ﴿.. وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ﴾ [الصف: 6].
وهذا مقطع من محاججة الإمام الرضا (ع) لجاثليق النصارى:
(.. قال الجاثليق: صفه - أي رسول الله (ص) - قال: لا أصفه إلا بما وصفه الله هو صاحب الناقة والعصا والكساء ﴿النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ﴾، يهدي إلى الطريق الأفضل والمنهاج الأعدل والصراط الأقوم، سألتك يا جاثليق بحق عيسى روح الله وكلمته هل تجد هذه الصفة في الإنجيل لهذا النبي ؟ فأطرق الجاثليق ملياً وعلم أنه إن جحد الإنجيل فقد كفر، فقال: نعم، هذه الصفة في الإنجيل، وقد ذكر عيسى في الإنجيل هذا النبي (ص) وقد صح في الإنجيل فأقررت بما فيه صفة محمد (ص) ... فلما سمع الجاثليق ورأس الجالوت ذلك علما أن الرضا (ع) عالم بالتوراة والإنجيل، فقالا: والله لقد أتى بما لا يمكننا رده ولا دفعه إلا بجحود الإنجيل والتوراة والزبور، وقد بشّر به موسى وعيسى (عليهما السلام) جميعاً، ولكن لم يتقرر عندنا بالصحة إنه محمد هذا، فأما اسمه محمد فلا يصح لنا أن نقر لكم بنبوته، ونحن شاكون إنه محمدكم. فقال الرضا (ع): احتججتم بالشك، فهل بعث الله من قبل أو من بعد من آدم إلى يومنا هذا نبياً اسمه محمد، وتجدونه في شيء من الكتب التي أنزلها على جميع الأنبياء غير محمد ؟ فأحجموا عن جوابه ..) [بحار الأنوار: ج49 ص75 فما بعد].
وكانت تلك النصوص واضحة جلية في إثبات أحقية رسول الله(ص). في حين كانت أيدي زمرة الكذابين (مسيلمة ورفقائه لعنهم الله) صفرة خالية من تلك النصوص الإلهية.
أحمد الحسن .. اليماني الموعود في الجاهلية الثانية
مثل رسول الله (ص)، كان ابنه المهدي الأول (أحمد) المذكور للناس المنتظرين في الجاهلية الثانية، وقت غربة الإسلام وبقاء اسمه فقط، (بدأ الاسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء)، فهو أيضاً ذكر باسمه مرة، وبوصف اليماني أخرى، وقد أوضحت الروايات الكثيرة ذلك.
وعطفاً على ما سبق، يقول السيد أحمد الحسن (ع):
[إنّ مسألة اليماني ليست جديدة، بل محمد (ص) أيضاً كان معروفاً عند أهل الكتاب ومبشراً به على أنه اليماني، لهذا ترك اليهود أرض الميعاد المهمة جداً عندهم واستوطن كثير منهم أرض اليمن، أي المسماة باليمن تاريخياً وليس حالياً فقط، والمدينة أيضاً من اليمن. ولا يزال اليهود في اليمن مستوطنين إلى اليوم؛ لأنهم أيضاً مبشرون باليماني وينتظرونه، أي بمحمد (ص) وباليماني من ذريته، تماماً كالبشارة بأحمد وأنها تنطبق على أكثر من مصداق في أزمان مختلفة.
فاليماني الأول محمد (ص) بُعث في اليمن أي في مكة لأنها من اليمن، واليماني الثاني من ذرية اليماني الأول يُبعث في المشرق في مسيرة عودة الإبراهيمية إلى موطنها الأصلي العراق. ولذا كان أكثر قبور الأئمة في العراق مع أنهم لم يولدوا في العراق، هذه مشيئة الله، ليثبتوا عودة الدين الإبراهيمي إلى العراق باليماني الموعود به في الديانات الثلاث. فاليهود وضح أنهم مبشرون باليماني، والمسيحيون مبشرون باليماني؛ لأنهم يعترفون بالعهد القديم التوراة أيضاً، والمسلمون السنة والشيعة مبشرون باليماني. فاليماني ليس شخصاً ورد فيه رواية الإمام الباقر (ع) فقط] كتاب رسالة في وحدة شخصية المهدي الأول واليماني: ص31.
وهذا مقطع من رواية الامام الباقر (ع) المقصودة:
قال (ع): (.. وليس في الرايات أهدى من راية اليماني، هي راية هدى؛ لأنه يدعو إلى صاحبكم، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم، وإذا خرج اليماني فانهض إليه، فإن رايته راية هدى، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه، فمن فعل فهو من أهل النار، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) [غيبة النعماني: ص264].
وواضح منها أنّ اليماني خليفة من خلفاء الله وطاعته واجبة، بدليل أنه يدعو إلى الحق والطريق المستقيم دائماً وأبداً، وكذلك بدليل أنّ الملتوي عليه من أهل النار. وإذا كان الأمر كذلك، فطريق التعرف على اليماني بكل تأكيد هو ذاته القانون الالهي المتقدم ذكره.
أما النص، فإنّ السيد أحمد الحسن احتج بوصية رسول الله (ص) ليلة وفاته المذكور فيها باسمه وصفته، وقد وصفها (ص) بأنها كتاب عاصم من الضلال، بما نقله الشيعة والسنة على حد سواء، وقد صدر أخيراً كتاب السيد اليماني أحمد الحسن (الوصية المقدسة الكتاب العاصم من الضلال)، وهو منشور في الموقع الرسمي للدعوة اليمانية المباركة، وأوضح فيه الاستدلال القطعي كتاباً وسنة وعقلاً وأثبت أحقيته وصدقه وأنه مصداقها بلا أدنى ريب. ودعا من يسمون أنفسهم مراجع للدين للرد على ما فيه، ولا زلنا ننتظر رد واحد منهم.
وأما العلم، فها هي كتب السيد أحمد الحسن التي قاربت الخمسين إصداراً، وقد ضمّت أسرار المعرفة الالهية المغيّبة عن الناس في شتى جوانبها، والمرتبطة بالقرآن والتوراة والإنجيل مرة، أو بالعقيدة الحقة المتصلة بالله وصفاته وعرشه وكرسيه وملكوته وأنبيائه ...... الخ أخرى، أو بحلال الله وحرامه ثالثة، وهكذا. ومرة أخرى فتح السيد أحمد الحسن صدره ودعا (من يصر على تكذيبه ورفض حقه بلا دليل) إلى الرد عليها إن كانوا يمتلكون علماً، وإلا وجب عليهم الانصياع له وتصديقه.
وبعد أن لاذ الجميع بالصمت سنين طويلة، دعاهم أخيراً في صفحته الرسمية في (الفايسبوك) إلى مناقشته في مواضيع أخرى تمتّ إلى إبطال شبهات الملحدين وإثبات وجود الله بتمام الصلة، وهو موضوع في غاية الأهمية كما هو معلوم، وهذا نص دعوته لهم:
[سأحاول أن أطرح مواضيع علمية مرتبطة بالخلق وبإثبات وجود إله أو عدمه
هذه المواضيع العلمية مهمة، وما أجده في الساحة العلمية أنّ الإلحاد منتصر علمياً وبفارق كبير جداً على من يدعون تمثيل الأديان، فهؤلاء الذين يسمونهم علماء سواء المسلمين الشيعة والسنة والوهابية أم المسيحيين أم اليهود يردون على مواضيع علمية دون فهم ما يطرحه علماء علم الأحياء التطوري وغيرهم أصلاً، فهم كمن أساء سمعاً فأساء إجابة، ولهذا فقد كتبت كتاباً هو مكتمل الآن تقريباً وناقشت فيه أهم النظريات العلمية المثبتة تجريبياً أو رياضياً ونظرياً، وإن شاء الله سوف أنشره عندما أجد أنّ هناك من هم مؤهلين معرفياً لفهم ما كتبت؛ لأنه يحتاج اطلاعاً لا بأس به على علوم مثل: الجيولوجيا التاريخية (أو تاريخ الأرض) والتاريخ القديم، والاركيولوجي (علم الآثار)، وعلم الأحياء التطوري، والفيزياء النظرية، والكوزمولوجي (علم الكون)، والانثروبولوجي، وعلم الهندسة الجينية، والطب، والفلسفة، وغيرها.
أسئلة للنقاش:
ما هي آراء علماء الشيعة، السنة، الوهابية، والمسيحيين بنظريتي النشوء والارتقاء أو كما يعرفها عامة الناس بنظرية التطور أو نظرية دارون ؟
وما هو رد منكرها العلمي عليها ؟
وما هو طريق إثبات وجود إله ضمن حدود الحياة الأرضية لمن يقبلون نظرية التطور ؟
ما هو رأيهم بنظرية الجينة الأنانية ؟
ما هو رأيهم بمجال هيغز وبوزون هيغز والذي يعتبر مسؤولاً عن اكتساب جسيمات المادة في هذا الكون كتلتها المادية والذي أكتشف أخيراً بتجربة مصادم الهادرونات الكبير ؟
ما هو رأيهم بنظرية الأغشية أو نظرية أم ووجود أكثر من أربعة أبعاد في هذا الكون، أحد عشر بعداً حتى الآن ؟
ما هو رأيهم بما طرحه بروفسور ستيفن هوكنج أخيراً عن أصل الكون وبدايته وأن نظرية أم ونظرية الكم كافيتين لتفسير ظهور الكون من العدم، وأنه لا يحتاج ظهور الكون من العدم غير وجود قانون الجاذبية فقط المتوفر منذ البداية حسب نظرية كل شيء أو نظرية أم، وأن الكون ممكن أن يظهر دون حاجة لفرض وجود إله ؟
ما هو رأيهم بما يقوله علماء الفيزياء بأنّ مجموع الطاقة الموجبة والمادة مع الطاقة السالبة والمادة المظلمة (أو المادة المضادة) في الكون المادي يساوي صفر ؟
متى عاش آدم في هذه الأرض ؟ ولا أريد منهم تاريخاً دقيقاً، بل اجمالياً أي مثلاً يقولون عشرات آلاف أو مئات آلاف أو ملايين السنين.
أين وقع طوفان نوح ؟
متى وقع طوفان نوح ؟ ولا أريد منهم تاريخاً دقيقاً، بل اجمالياً أي مثلاً يقولون عشرات آلاف أو مئات آلاف أو ملايين السنين.
وكيف وقع، وكيف كان الموج كالجبال كما ذكر في القرآن ؟
هل شمل الطوفان كل الأرض ؟
هل هلك كل الأحياء على الأرض بطوفان نوح ؟
وإذا كان جوابهم أنه شمل كل الأرض وهلكت كل الكائنات الحية أو على الأقل الحيوانات على الأرض، فما هو تعليلهم لوجود حيوانات الجزر المعزولة فيها فقط مثل جرابيات استراليا وحيوان الفوساfossa في مدغشقر وكثير غيرها ؟
هذه الأسئلة العلمية مرتبطة بإثبات أو إنكار وجود الله، ولهذا فعلى من يدعون تمثيل الأديان إجابتها كلها بأجوبة متوافقة مع العلم الحديث، وليس أجوبة روائية أو نصوص دينية ظنية الصدور أو الدلالة ومتعارضة مع الواقع المثبت علمياً بشكل قاطع، كحقائق التاريخ الجيولوجي للأرض وما تحتويه طبقاتها، فهكذا نصوص دينية؛ إما أنها غير صحيحة، أو أن تؤوّل؛ لأنها تعارض حقائق علمية ثابتة.
إذن، المطلوب من فقهاء الأديان إجابات علمية على الأسئلة أعلاه، وأعتقد أنهم عاجزون تماماً عن طرح أي إجابة علمية ذات قيمة، بل كل ما اطلعت عليه وجدته عبارة عن فهم خاطئ للمسائل العلمية وردهم على فهمهم الخاطئ، أي أنهم مثلاً يفرضون أنّ نظرية التطور تقول كذا ويردون على هذا القول، ويعتبرون أنفسهم قد ردوا على نظرية التطور، في حين أنهم يردون على قولهم وفهمهم الخاطئ لنظرية التطور وليس على ما تقوله نظرية التطور حقيقة.
ما أعتقده أنّ هذه المرحلة التي نعيشها اليوم وما هو مطروح في هذه المواضيع العلمية المرتبطة ارتباطاً مباشراً بالدين وبإثبات وجود الله سبحانه أكبر بكثير من هؤلاء الذين يدعون أنهم علماء الأديان،
وكتابات وأقوال فقهاء الشيعة والسنة والمسيحيين التي اطلعت عليها هي كتابات وأقوال ساذجة صالحة للتسويق المحلي فقط، ولخداع بعض اتباعهم المخدرين والراضين بالجهل لا أكثر، ولا يمكن أن تقنع ردودهم شخصاً مطلعاً بشكل جيد على علم الأحياء التطويري وعلم الجينات والفيزياء مثلاً، بل سينظر لهم على أنهم سذّج وجهال وكذابون لا أكثر.
وإن شاء الله، سأناقش لكم بعض أقوالهم وكتاباتهم في هذه الصفحة لتطلعوا بأنفسكم على مستواهم العلمي وما يحسنون، وستعلمون لماذا هم لا يجدون طريقاً علمياً لمواجهة أحمد الحسن، فيلجئون إلى الكذب والافتراء أو الاستعانة بقوات عسكرية موالية لهم للهجوم على مكتب أحمد الحسن في النجف، أو الهجوم على بيت أحمد الحسن بقوات عسكرية ضخمة، فالسبب الآن سيتوضح لكم بجلاء وهو أن وجود أحمد الحسن ظاهراً بين الناس يفضحهم ويبين جهلهم.
وسأريكم إن شاء الله في هذه الصفحة خوائهم العلمي والفكري.
وما أتمناه من المتعلمين هو أن يتعبوا أنفسهم قليلاً معي ويتعلموا ويقرؤوا، فوالله إنه يؤلمنا أن يقعوا ضحية لماكر يستغل جهلهم بمسألة علمية أو دينية معينة فيبعدهم عن الحق كما هو حاصل اليوم عندما خدعهم فقهاء الضلال بكذبة وجوب تقليد غير المعصوم.
ومن يتبنى رأياً معيناً من آرائهم فليأتي به هنا، وإن شاء الله سأطلع على ما يكتب وأتفاعل معه في كتاباتي.
وفيما يخصني فهذه الأسئلة وأكثر منها بكثير أجبتها في كتاب "وهم الإلحاد"، وإن شاء الله سأقوم بنشره قريباً، والذي يحوي أيضاً على ما يمكن أن يسمّى مناظرة علمية مع بروفسور ريتشارد دوكنز الذي يعتبر من أكبر علماء الأحياء التطويرية المعاصرين، وبروفسور ستيفن هوكنج وهو من أكبر علماء الفيزياء النظرية والرياضيات التطبيقية ومتخصص في علم الكون وله نظرية مثبتة في اشعاع الثقوب السوداء.
أنتظر رد المراجع على هذه الأسئلة كلها لتبدأ مناظرة بيني وبينهم فيها إذا كانوا رافضين للمواضيع التي طرحتها عليهم سابقاً، وأقترح عليهم أن يستعينوا بأساتذة جامعيين لفهم هذه المواضيع والمصطلحات لكي لا يتعبوني في المناظرة].
وهذا رابط صفحته الرسمية:
وتبقى أعيننا شابحة مرة أخرى تنتظر قبول واحد منهم، لترى الناس حينها العالم الحقيقي وتمييزه عن المزور الذي يكتفي بالضحك على الناس وخداعهم.
وأما فقرة القانون الإلهي الثالثة (أي الدعوة إلى الله وحاكميته)، فليس على وجه هذه الأرض رجل يدعو إلى حاكمية الله ورفض حاكمية الناس المتمثلة اليوم بالانتخابات وديمقراطية أمريكا (الدجال الأكبر)، غير السيد أحمد الحسن (ع). على أنّ هذا الانفراد آية من آيات الله التي تجلي الحق بكل وضوح لطلابه، وهل أيسر من تشخيص صاحب الحق المتجسد بداعي إلهي واحد لا غير !!
يتبع ....
مسيلمة بثوبه الجديد ... الكذاب ناصر محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً
تقديم ..
اقتضت سنة الله الثابتة أن يُعرف خليفته سبحانه بقانون إلهي محكم؛ لا يتخلّف عن صاحبه أبداً، ولا ينفرط عقد حلقاته يوماً فينتحله - أو حلقة منه - مدعٍ كاذب أبداً. وحلقات القانون الإلهي هي: (النص، العلم، وراية البيعة لله). وبها عَرَّف الله سبحانه خلفاءه في كتابه الكريم، وهذا مثال يتعلّق بسيد الخلق محمد(ص) :
فعن النص، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الأعراف: 157].
وقال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ﴾ [الصف: 6].
وعن العلم، قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ [الجمعة: 2].
وعن الدعوة إلى الله وحاكميته، قال تعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [الحديد: 8].
وبرغم وضوح حق حبيب الله محمد (ص)، وسطوع حجته وبرهان صدقه، وتوفره على حلقات القانون الالهي أعلاه، وبرغم كل الجهد الذي بذله (ص) في توعية المسلمين وتحصينهم وحدِّ معالم الهدى والنجاة لهم، إلا أننا نجد أنّ عدداً ليس بقليل منهم اتبع أدعياء باطل كمسيلمة وسجاح.
مسيلمة الأول وصحبه ..
مسيلمة الكذاب، كان قد أسلم ثم ادعى النبوة في سنة (10) للهجرة، وزعم أنه شريك لرسول الله (ص) في النبوة، وكان كتب إليه: (إني أشركت معك، فلك نصف الأرض، ولي نصفها، ولكن قريش قوم لا يعدلون). فكتب إليه رسول الله(ص): (من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب: أما بعد فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، والعاقبة للمتقين) [انظر: تاريخ اليعقوبي: ص130].
وكان بنو حنيفة وغيرهم ممن يدّعون الإسلام قد اتبعوا مسيلمة الكذاب، في حين اتبعت قبائل أخرى مدعين كذابين أُخر كطليحة بن خويلد الذي ادعى النبوة في زمن النبي (ص) أيضاً، وكان يأمرهم بترك السجود في الصلاة ويقول: (إن الله لا يصنع بتعفر وجوهكم وتقبح أدباركم شيئاً).
وكذلك اتبعت ثلة من الهمج الرعاع سجاح بنت الحارث، التي ادّعت النبوة أيضاً، ولما قصدت بني حنيفة في اليمامة بلغ ذلك مسيلمة الكذاب، فخاف منها وأرسل إليها يستأمنها على نفسه فأمنته، فجاءها وقال لها: (لنا نصف الأرض. وكان لقريش نصفها لو عدلت، وقد رد الله عليك النصف الذي ردت قريش). فقالت له: أنزل. فقال لها: أبعدي أصحابك. ففعلت وقد ضرب لها قبة وجمّرها واجتمع بها. فقالت له: ما أوحى إليك ربك. فقال: (ألم تر إلى ربك كيف فعل بالحبلى، أخرج منها نسمة تسعى، بين صفاق وحشى). وذكر لها قولاً آخر، فقالت: أشهد إنك نبي. ثم ارتكبا الفاحشة. ثم نادى مناديه: (أنّ مسيلمة رسول الله قد وضع عنكم صلاتين مما جاءكم به محمد صلاة الفجر وصلاة العشاء الآخرة) [انظر: الكامل في التاريخ: ج2 ص355].
هؤلاء كذابون اتبعهم الهمج الرعاع في أوائل زمان الإسلام رغم فقدانهم الحجة والدليل الذي يثبت أقوالهم الباطلة، والغريب أنّ أمرهم اشتد بعد وفاة رسول الله (ص) مع أنّ سيرتهم المتحللة أخلاقياً كافية وحدها للشهادة على كذبهم !!
محمد (ص) .. اليماني الأول في الجاهلية الأولى
لا شك أنّ رسول الله محمداً (ص) ذُكر لأهل الكتاب باسمه وصفته، ومن بين الأوصاف التي وردت له وصف (اليماني)، وفي بيان ذلك يقول السيد أحمد الحسن (ع):
[حبقوق - الأصحاح الثالث: "1 صلوة لحبقوق النبي على الشجوية 2 يا رب قد سمعت خبرك فجزعت. يا رب عملك في وسط السنين أحيه. في وسط السنين عرف. في الغضب أذكر الرحمة 3 الله جاء من تيمان والقدوس من جبل فاران. سلاه. جلاله غطى السموات والأرض امتلأت من تسبيحه. 4 وكان لمعان كالنور. له من يده شعاع وهناك استتار قدرته. 5 قدامه ذهب الوبأ وعند رجليه خرجت الحمى".
المعنى: "الله جاء من تيمان" أي: الله جاء من اليمن، "والقدوس من جبل فاران" أي: القدوس جاء من مكة، وتعالى الله أن يوصف بالمجيء من السماء فكيف من الأرض؛ لأن الإتيان والمجيء تستلزم الحركة وبالتالي الحدوث وبالتالي نفي الإلوهية المطلقة، فلا يمكن أن يعتبر أنّ الذي يجيء من تيمان أو اليمن هو الله سبحانه وتعالى، ولا الذي يجيء من فاران هو القدوس سبحانه وتعالى. هذا فضلاً عن الأوصاف الأخرى كاليد تعالى الله عنها علوا كبيرا "وكان لمعان كالنور. له من يده شعاع وهناك استتار قدرته. 5 قدامه ذهب الوبأ وعند رجليه خرجت الحمى"، بل الذي يجيء هو عبد الله محمد (ص) وآله (ع) من بعده حيث إنهم من مكة ومحمد وآل محمد (ع) يمانيون أيضاً .....
وكون تيمان هي اليمن قد ورد حتى في الإنجيل على لسان عيسى (ع) عندما وصف ملكة اليمن بملكة التيمن (أو تيمان).
إنجيل متى - الأصحاح الثاني عشر: "ملكة التيمن ستقوم في الدين مع هذا الجيل وتدينه. لأنها أتت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان. وهوذا أعظم من سليمان ههنا"] كتاب رسالة في وحدة شخصية المهدي الأول واليماني: ص30.
فتبيَّن أنّ رسول الله (ص) ذُكر للمنتظرين في الجاهلية الأولى بوصف (اليماني).
وذكر لهم باسمه أيضاً، قال تعالى: ﴿.. وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ﴾ [الصف: 6].
وهذا مقطع من محاججة الإمام الرضا (ع) لجاثليق النصارى:
(.. قال الجاثليق: صفه - أي رسول الله (ص) - قال: لا أصفه إلا بما وصفه الله هو صاحب الناقة والعصا والكساء ﴿النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ﴾، يهدي إلى الطريق الأفضل والمنهاج الأعدل والصراط الأقوم، سألتك يا جاثليق بحق عيسى روح الله وكلمته هل تجد هذه الصفة في الإنجيل لهذا النبي ؟ فأطرق الجاثليق ملياً وعلم أنه إن جحد الإنجيل فقد كفر، فقال: نعم، هذه الصفة في الإنجيل، وقد ذكر عيسى في الإنجيل هذا النبي (ص) وقد صح في الإنجيل فأقررت بما فيه صفة محمد (ص) ... فلما سمع الجاثليق ورأس الجالوت ذلك علما أن الرضا (ع) عالم بالتوراة والإنجيل، فقالا: والله لقد أتى بما لا يمكننا رده ولا دفعه إلا بجحود الإنجيل والتوراة والزبور، وقد بشّر به موسى وعيسى (عليهما السلام) جميعاً، ولكن لم يتقرر عندنا بالصحة إنه محمد هذا، فأما اسمه محمد فلا يصح لنا أن نقر لكم بنبوته، ونحن شاكون إنه محمدكم. فقال الرضا (ع): احتججتم بالشك، فهل بعث الله من قبل أو من بعد من آدم إلى يومنا هذا نبياً اسمه محمد، وتجدونه في شيء من الكتب التي أنزلها على جميع الأنبياء غير محمد ؟ فأحجموا عن جوابه ..) [بحار الأنوار: ج49 ص75 فما بعد].
وكانت تلك النصوص واضحة جلية في إثبات أحقية رسول الله(ص). في حين كانت أيدي زمرة الكذابين (مسيلمة ورفقائه لعنهم الله) صفرة خالية من تلك النصوص الإلهية.
أحمد الحسن .. اليماني الموعود في الجاهلية الثانية
مثل رسول الله (ص)، كان ابنه المهدي الأول (أحمد) المذكور للناس المنتظرين في الجاهلية الثانية، وقت غربة الإسلام وبقاء اسمه فقط، (بدأ الاسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء)، فهو أيضاً ذكر باسمه مرة، وبوصف اليماني أخرى، وقد أوضحت الروايات الكثيرة ذلك.
وعطفاً على ما سبق، يقول السيد أحمد الحسن (ع):
[إنّ مسألة اليماني ليست جديدة، بل محمد (ص) أيضاً كان معروفاً عند أهل الكتاب ومبشراً به على أنه اليماني، لهذا ترك اليهود أرض الميعاد المهمة جداً عندهم واستوطن كثير منهم أرض اليمن، أي المسماة باليمن تاريخياً وليس حالياً فقط، والمدينة أيضاً من اليمن. ولا يزال اليهود في اليمن مستوطنين إلى اليوم؛ لأنهم أيضاً مبشرون باليماني وينتظرونه، أي بمحمد (ص) وباليماني من ذريته، تماماً كالبشارة بأحمد وأنها تنطبق على أكثر من مصداق في أزمان مختلفة.
فاليماني الأول محمد (ص) بُعث في اليمن أي في مكة لأنها من اليمن، واليماني الثاني من ذرية اليماني الأول يُبعث في المشرق في مسيرة عودة الإبراهيمية إلى موطنها الأصلي العراق. ولذا كان أكثر قبور الأئمة في العراق مع أنهم لم يولدوا في العراق، هذه مشيئة الله، ليثبتوا عودة الدين الإبراهيمي إلى العراق باليماني الموعود به في الديانات الثلاث. فاليهود وضح أنهم مبشرون باليماني، والمسيحيون مبشرون باليماني؛ لأنهم يعترفون بالعهد القديم التوراة أيضاً، والمسلمون السنة والشيعة مبشرون باليماني. فاليماني ليس شخصاً ورد فيه رواية الإمام الباقر (ع) فقط] كتاب رسالة في وحدة شخصية المهدي الأول واليماني: ص31.
وهذا مقطع من رواية الامام الباقر (ع) المقصودة:
قال (ع): (.. وليس في الرايات أهدى من راية اليماني، هي راية هدى؛ لأنه يدعو إلى صاحبكم، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم، وإذا خرج اليماني فانهض إليه، فإن رايته راية هدى، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه، فمن فعل فهو من أهل النار، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) [غيبة النعماني: ص264].
وواضح منها أنّ اليماني خليفة من خلفاء الله وطاعته واجبة، بدليل أنه يدعو إلى الحق والطريق المستقيم دائماً وأبداً، وكذلك بدليل أنّ الملتوي عليه من أهل النار. وإذا كان الأمر كذلك، فطريق التعرف على اليماني بكل تأكيد هو ذاته القانون الالهي المتقدم ذكره.
أما النص، فإنّ السيد أحمد الحسن احتج بوصية رسول الله (ص) ليلة وفاته المذكور فيها باسمه وصفته، وقد وصفها (ص) بأنها كتاب عاصم من الضلال، بما نقله الشيعة والسنة على حد سواء، وقد صدر أخيراً كتاب السيد اليماني أحمد الحسن (الوصية المقدسة الكتاب العاصم من الضلال)، وهو منشور في الموقع الرسمي للدعوة اليمانية المباركة، وأوضح فيه الاستدلال القطعي كتاباً وسنة وعقلاً وأثبت أحقيته وصدقه وأنه مصداقها بلا أدنى ريب. ودعا من يسمون أنفسهم مراجع للدين للرد على ما فيه، ولا زلنا ننتظر رد واحد منهم.
وأما العلم، فها هي كتب السيد أحمد الحسن التي قاربت الخمسين إصداراً، وقد ضمّت أسرار المعرفة الالهية المغيّبة عن الناس في شتى جوانبها، والمرتبطة بالقرآن والتوراة والإنجيل مرة، أو بالعقيدة الحقة المتصلة بالله وصفاته وعرشه وكرسيه وملكوته وأنبيائه ...... الخ أخرى، أو بحلال الله وحرامه ثالثة، وهكذا. ومرة أخرى فتح السيد أحمد الحسن صدره ودعا (من يصر على تكذيبه ورفض حقه بلا دليل) إلى الرد عليها إن كانوا يمتلكون علماً، وإلا وجب عليهم الانصياع له وتصديقه.
وبعد أن لاذ الجميع بالصمت سنين طويلة، دعاهم أخيراً في صفحته الرسمية في (الفايسبوك) إلى مناقشته في مواضيع أخرى تمتّ إلى إبطال شبهات الملحدين وإثبات وجود الله بتمام الصلة، وهو موضوع في غاية الأهمية كما هو معلوم، وهذا نص دعوته لهم:
[سأحاول أن أطرح مواضيع علمية مرتبطة بالخلق وبإثبات وجود إله أو عدمه
هذه المواضيع العلمية مهمة، وما أجده في الساحة العلمية أنّ الإلحاد منتصر علمياً وبفارق كبير جداً على من يدعون تمثيل الأديان، فهؤلاء الذين يسمونهم علماء سواء المسلمين الشيعة والسنة والوهابية أم المسيحيين أم اليهود يردون على مواضيع علمية دون فهم ما يطرحه علماء علم الأحياء التطوري وغيرهم أصلاً، فهم كمن أساء سمعاً فأساء إجابة، ولهذا فقد كتبت كتاباً هو مكتمل الآن تقريباً وناقشت فيه أهم النظريات العلمية المثبتة تجريبياً أو رياضياً ونظرياً، وإن شاء الله سوف أنشره عندما أجد أنّ هناك من هم مؤهلين معرفياً لفهم ما كتبت؛ لأنه يحتاج اطلاعاً لا بأس به على علوم مثل: الجيولوجيا التاريخية (أو تاريخ الأرض) والتاريخ القديم، والاركيولوجي (علم الآثار)، وعلم الأحياء التطوري، والفيزياء النظرية، والكوزمولوجي (علم الكون)، والانثروبولوجي، وعلم الهندسة الجينية، والطب، والفلسفة، وغيرها.
أسئلة للنقاش:
ما هي آراء علماء الشيعة، السنة، الوهابية، والمسيحيين بنظريتي النشوء والارتقاء أو كما يعرفها عامة الناس بنظرية التطور أو نظرية دارون ؟
وما هو رد منكرها العلمي عليها ؟
وما هو طريق إثبات وجود إله ضمن حدود الحياة الأرضية لمن يقبلون نظرية التطور ؟
ما هو رأيهم بنظرية الجينة الأنانية ؟
ما هو رأيهم بمجال هيغز وبوزون هيغز والذي يعتبر مسؤولاً عن اكتساب جسيمات المادة في هذا الكون كتلتها المادية والذي أكتشف أخيراً بتجربة مصادم الهادرونات الكبير ؟
ما هو رأيهم بنظرية الأغشية أو نظرية أم ووجود أكثر من أربعة أبعاد في هذا الكون، أحد عشر بعداً حتى الآن ؟
ما هو رأيهم بما طرحه بروفسور ستيفن هوكنج أخيراً عن أصل الكون وبدايته وأن نظرية أم ونظرية الكم كافيتين لتفسير ظهور الكون من العدم، وأنه لا يحتاج ظهور الكون من العدم غير وجود قانون الجاذبية فقط المتوفر منذ البداية حسب نظرية كل شيء أو نظرية أم، وأن الكون ممكن أن يظهر دون حاجة لفرض وجود إله ؟
ما هو رأيهم بما يقوله علماء الفيزياء بأنّ مجموع الطاقة الموجبة والمادة مع الطاقة السالبة والمادة المظلمة (أو المادة المضادة) في الكون المادي يساوي صفر ؟
متى عاش آدم في هذه الأرض ؟ ولا أريد منهم تاريخاً دقيقاً، بل اجمالياً أي مثلاً يقولون عشرات آلاف أو مئات آلاف أو ملايين السنين.
أين وقع طوفان نوح ؟
متى وقع طوفان نوح ؟ ولا أريد منهم تاريخاً دقيقاً، بل اجمالياً أي مثلاً يقولون عشرات آلاف أو مئات آلاف أو ملايين السنين.
وكيف وقع، وكيف كان الموج كالجبال كما ذكر في القرآن ؟
هل شمل الطوفان كل الأرض ؟
هل هلك كل الأحياء على الأرض بطوفان نوح ؟
وإذا كان جوابهم أنه شمل كل الأرض وهلكت كل الكائنات الحية أو على الأقل الحيوانات على الأرض، فما هو تعليلهم لوجود حيوانات الجزر المعزولة فيها فقط مثل جرابيات استراليا وحيوان الفوساfossa في مدغشقر وكثير غيرها ؟
هذه الأسئلة العلمية مرتبطة بإثبات أو إنكار وجود الله، ولهذا فعلى من يدعون تمثيل الأديان إجابتها كلها بأجوبة متوافقة مع العلم الحديث، وليس أجوبة روائية أو نصوص دينية ظنية الصدور أو الدلالة ومتعارضة مع الواقع المثبت علمياً بشكل قاطع، كحقائق التاريخ الجيولوجي للأرض وما تحتويه طبقاتها، فهكذا نصوص دينية؛ إما أنها غير صحيحة، أو أن تؤوّل؛ لأنها تعارض حقائق علمية ثابتة.
إذن، المطلوب من فقهاء الأديان إجابات علمية على الأسئلة أعلاه، وأعتقد أنهم عاجزون تماماً عن طرح أي إجابة علمية ذات قيمة، بل كل ما اطلعت عليه وجدته عبارة عن فهم خاطئ للمسائل العلمية وردهم على فهمهم الخاطئ، أي أنهم مثلاً يفرضون أنّ نظرية التطور تقول كذا ويردون على هذا القول، ويعتبرون أنفسهم قد ردوا على نظرية التطور، في حين أنهم يردون على قولهم وفهمهم الخاطئ لنظرية التطور وليس على ما تقوله نظرية التطور حقيقة.
ما أعتقده أنّ هذه المرحلة التي نعيشها اليوم وما هو مطروح في هذه المواضيع العلمية المرتبطة ارتباطاً مباشراً بالدين وبإثبات وجود الله سبحانه أكبر بكثير من هؤلاء الذين يدعون أنهم علماء الأديان،
وكتابات وأقوال فقهاء الشيعة والسنة والمسيحيين التي اطلعت عليها هي كتابات وأقوال ساذجة صالحة للتسويق المحلي فقط، ولخداع بعض اتباعهم المخدرين والراضين بالجهل لا أكثر، ولا يمكن أن تقنع ردودهم شخصاً مطلعاً بشكل جيد على علم الأحياء التطويري وعلم الجينات والفيزياء مثلاً، بل سينظر لهم على أنهم سذّج وجهال وكذابون لا أكثر.
وإن شاء الله، سأناقش لكم بعض أقوالهم وكتاباتهم في هذه الصفحة لتطلعوا بأنفسكم على مستواهم العلمي وما يحسنون، وستعلمون لماذا هم لا يجدون طريقاً علمياً لمواجهة أحمد الحسن، فيلجئون إلى الكذب والافتراء أو الاستعانة بقوات عسكرية موالية لهم للهجوم على مكتب أحمد الحسن في النجف، أو الهجوم على بيت أحمد الحسن بقوات عسكرية ضخمة، فالسبب الآن سيتوضح لكم بجلاء وهو أن وجود أحمد الحسن ظاهراً بين الناس يفضحهم ويبين جهلهم.
وسأريكم إن شاء الله في هذه الصفحة خوائهم العلمي والفكري.
وما أتمناه من المتعلمين هو أن يتعبوا أنفسهم قليلاً معي ويتعلموا ويقرؤوا، فوالله إنه يؤلمنا أن يقعوا ضحية لماكر يستغل جهلهم بمسألة علمية أو دينية معينة فيبعدهم عن الحق كما هو حاصل اليوم عندما خدعهم فقهاء الضلال بكذبة وجوب تقليد غير المعصوم.
ومن يتبنى رأياً معيناً من آرائهم فليأتي به هنا، وإن شاء الله سأطلع على ما يكتب وأتفاعل معه في كتاباتي.
وفيما يخصني فهذه الأسئلة وأكثر منها بكثير أجبتها في كتاب "وهم الإلحاد"، وإن شاء الله سأقوم بنشره قريباً، والذي يحوي أيضاً على ما يمكن أن يسمّى مناظرة علمية مع بروفسور ريتشارد دوكنز الذي يعتبر من أكبر علماء الأحياء التطويرية المعاصرين، وبروفسور ستيفن هوكنج وهو من أكبر علماء الفيزياء النظرية والرياضيات التطبيقية ومتخصص في علم الكون وله نظرية مثبتة في اشعاع الثقوب السوداء.
أنتظر رد المراجع على هذه الأسئلة كلها لتبدأ مناظرة بيني وبينهم فيها إذا كانوا رافضين للمواضيع التي طرحتها عليهم سابقاً، وأقترح عليهم أن يستعينوا بأساتذة جامعيين لفهم هذه المواضيع والمصطلحات لكي لا يتعبوني في المناظرة].
وهذا رابط صفحته الرسمية:
وتبقى أعيننا شابحة مرة أخرى تنتظر قبول واحد منهم، لترى الناس حينها العالم الحقيقي وتمييزه عن المزور الذي يكتفي بالضحك على الناس وخداعهم.
وأما فقرة القانون الإلهي الثالثة (أي الدعوة إلى الله وحاكميته)، فليس على وجه هذه الأرض رجل يدعو إلى حاكمية الله ورفض حاكمية الناس المتمثلة اليوم بالانتخابات وديمقراطية أمريكا (الدجال الأكبر)، غير السيد أحمد الحسن (ع). على أنّ هذا الانفراد آية من آيات الله التي تجلي الحق بكل وضوح لطلابه، وهل أيسر من تشخيص صاحب الحق المتجسد بداعي إلهي واحد لا غير !!
يتبع ....
Comment