بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديينوسلم تسليما
القاديانية والانكليز :
نستعرض شيئا بسيطا من تاريخ الانكليز في الهند لانه فيه الاثر الكبير على الحركة القاديانية
بدأ الانكليز يفدون على شبه القارة الهندية بعد اكتشاف ” رأس الرجاء الصالح ” ويفتحون محلات تجارية يتخذون منها ذريعة للتدخل في شؤون البلاد الداخلية ، ثم وحدوها في سنة 1009 ه = 1600 م باسم ” شركة الهند الشرقية الانكليزية للتجارة ” ورسخت أقدامهم ، واستمروا في تزايد وقوة بالتدريج . وقد أمعنوا في إذلال الجنود واحتقارهم لعقائدهم في داخل الثكنات العسكرية ، سواء أكانوا من المسلمين أم من الهندوس ، ومن أمثلة ذلك البسيطة أنهم كانوا يدهنون الخراطيش بشحم البقر والخنازير ، وعندما تتجمد يأمرون الجنود بإزالتها بأسنانهم عمدا ، فيتذمرون ويعلنون مخالفة ذلك لعقائدهم الدينية - فالبقر محرم عند الهندوس والخنازير محرمة عند المسلمين – إلا أن القواد الإنجليز كانوا يجبرونهم على الطاعة ويعاقبون المخالفين ، فخرج رهط على تنفيذ الأوامر ، فأصدرت المحاكم في حقهم أحكاما قاسية في 15 شهر رمضان سنة 1273 ه = 9 مارس 1857 م ، فاحتدم الجيش غيظا ووثب الجنود على قوادهم الانكليز فقتلوهم في داخل الثكنات ، واندفعوا نحو العاصمة ” دلهي ” وجرت دماء القوة الإنجليزية – التي حالت دون وصولهم – أنهارا ، وقام أحرار الهند من المسلمين والهنادك بثورة عارمة ، فألحقوا بالانكليز خسائر فادحة في الأرواح ، لكن الانكليز انتصروا على الثورة وفعلوا بالثوار مالا يتصوره العقل من وحشية وجرائم أدت إلى براءة الكثير من عقلائهم مما حصل . وتحمل المسلمون العبء الأكبر من الاضطهاد قبل الثورة ، ومن التنكيل والانتقام بعدها ما لم يتحمله غيرهم ، ونصبت لهم المشانق في شوارع ” دلهي ” وأعدموا ثلاثة آلاف ، رجل ، ودخلوا مسجدها بخيولهم ، وكلما وجدوا رجلا طويل اللحية ظنوه مسلما فقتلوه ، وكانوا يشدون البعض على أفواه المدافع ويطلقون قذائفها فتتناثر أجزاؤهم في الفضاء كما كتبه الضابط الانكليزي ” روبرت ” في رسالة إلى أمه ، وبلغ عدد قتلاهم في ” دلهي ” وحدها سبعة وعشرين ألفا ، وكتب ” ونكلسون ” إلى ” أدوارد ” : ” علينا أن نسن قانونا يبيح لنا إحراق الثوار وسلخ جلودهم وهم أحياء ، لأن نار الانتقام التي تأججت في صدورنا لا تخمد بالشنق وحده ” ، وقد فعلوا ذلك أيضا ، فقد كتب المستر ” دي لين ” مدير جريدة ” تايمز إن إنديا ” : أن المسلمين كانوا يخاطون بجلود الخنازير ثم يدلكون بشحومها وتخاط عليهم ويحرقون وهو أحياء ” ، وكتب مثل ذلك المستر ” گربر ” المشرف على القوات الانكليزية في شمال الهند ، وكتب ” ونكلسون ” و ” لورنس ” و ” مونتجمري ” فضائح أخرى . وفي سنة 1275 ه = أول تشرين الثاني سنة 1858 م أصدرت الملكة ” فكتوريا ” قرارا بنقل حكم الهند من يد الشركة إلى يد الحكومة البريطانية ، وعينت ” لورد كايينتج ” أول حاكم عام من قبلها ، وبذلك انتهى الحكم الاسلامي في الهند رسميا بعد أن استمر ثمانية قرون ونصفا ، وظل الانكليز يحكمون الهند إلى أن ادعوا الخروج منها على أثر شطرها عام 1367 ه = 1947 م ، حيث أعلن استقلال الباكستان في 14 آب وتشكيل الحكومة الهندية في 15 منه. دائرة معارف القرن العشرين 10 / 545
وكان القاديانية يحلمون بأن تصبح البلاد الهندية على سعتها قاعدة لهم ، ولذلك مجدوا شخصيات الهندوس الدينية ، وأقاموا علاقات مع زعماء السياسة ، وخطبوا ود ” نهرو ” وأغروه حتى أعجب بهم ، وأشيع في الأوساط الإسلامية أنه اعتبرهم أحسن طوائف المسلمين ، لأن نبيهم ينحدر من الجنس الهندي ولهم مركز مقدس ” قاديان ” في الهند . وانطلاقا من هذه المطامع السياسية حبذوا فكرة وحدة الهند وعارضوا قيام دولة الباكستان ، ولما قامت صرفوا جهدهم للنيل من مسلمي الباكستان ، واستفادوا من رعاية الانكليز في ترسيخ أقدامهم في مختلف ودائر الدولة الفتية ونالوا مناصب كبيرة . وكان السير ” ظفر الله خان ” أول وزير خارجية لباكستان العقل المخطط للقاديانية ، وقد اغتنم فرصة وفاة القائد محمد علي جناح فشحن وزارته والمفوضيات خارج الباكستان بالقاديانيين . وخطوا خطوة أخطر حين تسربوا إلى الجيش والشرطة ومصلحة الطيران وتغلغلوا في المرافق الحيوية الأخرى . وقد قامت جماعة منهم برئاسة زعيمهم ” بشير الدين ” فهاجرت إلى الباكستان – بينما بقي جماعة في مركزهم قاديان في الهند – واستطاع المهاجرون بمساعدة النفوذ الانكليزي الحصول من الحكومة على مساحة شاسعة من الأرض في إقليم ” جنهنك ” بنوا عليها مدينة خاصة بهم سموها ” ربوة “. وفي الحقيقة أن عش القاديانية في الباكستان ” ربوة ” بمثابة الفاتيكان للمسيحيين ، فهي دويلة داخل دولة فيها كل ما للحكومة من دوائر ومكاتب وشعب مستقلة لكل من الشؤون الخارجية والداخلية والإعلام والشؤون العامة ، وحرس وطني باسم ” هيئة خدام الأحمدية ” وتنظيم عسكري على شاكلة الميليشيا يتألف من فرقتين منتظمتين ، تدعى الأولى ” الهادفة ” والثانية ” الفرقان ” وكلها تمارس نشاطها في داخل نطاقها المحدود . ولشعبة الأمور العامة دائرة مخابرات مهمتها جمع المعلومات عن نشاط الحكومة والمنظمات السياسية المناهضة للقاديانية ، وتقوم بعثتها في إسرائيل بنشاط كبير ، فالمركزان ” قاديان ” و ” ربوة ” على اتصال دائم بها ، ويجري بينهما تبادل الأشخاص بين الحين والآخر عن طريق بعض الدول الإفريقية التي تتعاون معها وتصدر لمبعوثيها جوازات السفر ، ولذلك وغيره فإن مسلمي الباكستان في قلق دائم من تحركاتهم المشبوهة ، وحيطة وحذر من نشاطهم الهدام وتخطيطهم الخطر . وفي سنة 1371 ه = 1951 م اشتركوا في الانقلاب الفاشل ، ولولا رحمة الله بتلك الدولة الناشئة لكان مصيرها دولة قاديانية .
رد الجميل للانكليز:
وكل هذا ويد الانكليز تساندهم وتدعمهم ولابد للحركة القايدانية من رد الجميل الانكليزي الذي بفضلهم وقفت الحركة على اقدامها فصرح غلام احمد بقوله :
” وإني لعلى يقين بأنه بقدر ما يكثر أتباعي يقل المعتقدون بمسألة الجهاد, فإنه مجرد الإيمان بي هو انكار للجهاد ” ( تبليغ الرسالة ج7 ص17 ).
ويقول أيضًا : ” والمأمولمن الحكومة أن تعامل هذه الأسرة ( يعني أسرته ) التي هى من غرس الإنجليز أنفسهم ومن صنائعهم بكل حزم و احتياط وتحقيق رعاية وتوصي رجال حكومتها أن تعاملني وجماعتي بعطف خاص ورعاية فائقة …” ( تبليغ الرسالة ج 7 ص 19 – 25 )
ويقول أيضًا : ” لقد ألفت عشرات من الكتب العربية والفارسية والأردرية أثبت فيها أنه لا يحل الجهاد أصلاً ضد الحكومة الإنجليزية التي أحسنت إلينا , بل بالعكس من ذلك , يجب على كل مسلم أن يطيع هذه الحكومة بكل اخلاص , وقد انفقت على طبع هذه الكتب أموالاً كبيرة , وأرسلتها إلى البلاد الإسلامية ,وأنا عارف أن هذه البلاد ( الهند) وكون أتباعي جماعة تفيض قلوبهم اخلاصًا لهذه الحكومة والنصح لها , انهم على جانب عظيم من الإخلاص , وأنا أعتقد أنهم بركة لهذه البلاد . ومخلصون لهذه الحكومة ومتفانون في خدمتها ” ( من رسالة مقدمة إلى الحكومة الإنجليزية بقلم غلام أحمد , القاديانية نشأتها وتطورها ص 130 ) .
ويقول أيضا : ” لقد قضيت عمري في تأييد الحكومة الإنجليزية ونصرتها , وقد ألفت في منع الجهاد ووجوب طاعة أولى الأمر الإنجليز من الكتب والإعلانات والنشرات ما لو جمع بعضها إلى بعض لملأ خمسين خزانة , وقد نشرت جميع هذه الكتب في البلاد الإسلامية ومصر والشام وتركيا , وكان هدفي دائما أن يصبح المسلمون مخلصين لهذه الحكومة , وتمحى من قلوبهم قصص المهدي السفاك والمسيح السفاح والأحكام التي تبعث فيهم عاطفة الجهاد وتفسد قلوب الحمقى ” ( ترياق القلوب ص 12 ) .
ويقول أيضا : ” ها قد انتهت الحروب الدينية حسبما كان مذكورا في الأحاديث النبوية من أن المسيح إذا نزل وضع الحرب , وبناء عليه , فالقتال في سبيل الدين اليوم حرام , والذي يشهر السيف الآن باسم الدين ويسمي نفسه غازيا ويقتل الكفار , فإنما يعصي الله ورسوله ” ( الخطبة الإلهامية ص 9 ) .
ويقول في موضع آخر : ” لقد ألغي الجهاد في عصر المسيح الموعود إلغاء باتا , لقد آن أن تفتح أبواب السماء وقد عطل الجهاد في الأرض وتوقفت الحروب كما جاء في الأحاديث, إن الجهاد لدين يحرم في عهد المسيح ” ( الأربعين ص 199 ) .
ثم لخص موقفه وموقف أتباعه من قضية الجهاد فقال : ” إن الفرقة الإسلامية التي قلدني الله إمامتها وسيادتها , تمتاز بأنها لا ترى الجهاد بالسيف ولا تنتظره , بل إن الفئة المباركة لا تستحله سرا كان أم علانية وتحرمه تحريما باتا ” ( الأربعين ص 11 ) .
ففي هذا الوقت العصيب الذي كانت تمر به الآمة الإسلامية التي كانت أحوج ما تكون إلى داعية يوحد شملها ويوحد صفوفها ضد العدو الغاضب , انبعث ذلك الصوت المميت القاتل لقوى الأمة , مطالبا بإبطال الجهاد بدلا من بعث الأمة وجمع شملها وتعبئتها ضد المعتدين !
ولقد عبر الزعيم الهندي نهرو عن الدور التخريبي الذي قام به الغلام وجماعته لخدمة الأهداف الإستعمارية حيث قال بعد عودته من بريطانيا : ” إنني في سفري هذا أخذت درسا جديدا , وهو أننا إذا أردنا أن نضعف قوة بريطانيا في الهند علينا أن نضعف الجماعة القاديانية ” ( د.أحمد عوف : القاديانية , الخطر الذي يهدد الإسلام ص 101 ) .
أقول لو لم يصرح بعمالته غمض على أحد أمره ، فكيف وقد ملأ كتبه بالاعترافات الصريحة والاعلان المكشوف ، وفيما يلي نموذج من تلك التصريحات : “ فقد ساعدهم ( الانكليز ” والدي مساعدة كبيرة في قمع تمرد 1857 ( يقصد ثورة الشعب الهندي على البريطانيين الغزاة ) ومدهم بخمسين فارسا مسلحا لضرب الثورة ، لذلك تدفقت على والدي رسائل الشكر والامتنان من قبل الحكام ، وكذلك ساندهم والدي في المعارك الأخرى التي خاضها المتمردون ( يقصد الوطنيين الأحرار ) “كتابالبرية / 3.
” ولما توفي والدي ناب عنه أخي الكبير ميرزا غلام قادر في خدمة الحكومة البريطانية ، فشملته هو الآخر بعنايتها ، ولما توفي هو الآخر اقتفيت آثارهما وسلكت مسلكهما في إعلان الحب والولاء للحكومة والطاعة لها ، وقد عاهدت الله منذ ذلك الحين على أنني لن أكتب شيئا ضد هذه الحكومة “نور الحق 1 / 28. “
أقول مدعيا : أنا أكثر المسلمين إخلاصا للحكومة الانكليزية ، لأن هناك ثلاثة أمور جعلتني أحتل الدرجة الأولى في الاخلاص لها . 1 – تربية المرحوم الوالد . 2 – أيادي الحكومة البيضاء . 3 – إلهام من الله تعالى ” ترياق الفاروق / 309 و 310 ..
وقد خاطب أتباعه قائلا : ” اسمعوا : إن السلطة الانكليزية رحمة لكم وبركة عليكم ، وهي الحصن المنيع الذي أقام الله لوقايتكم ، فعليكم أن ‹ صفحة 33 › تقدروها حق التقدير من سويداء قلوبكم ، والانكليز خير لكم ألف مرة من هؤلاء المسلمين الذين يحاربونكم ” تبليغ الرسالة 10 / 123.
وهو يعترف بصراحة بأنه لا يستطيع ترويج بضاعته الزائفة ، وإعلان دعوته الكاذبة ومزاعمه الفاسدة ، في أي بقعة إسلامية من العالم ، لأن ذلك يؤدي إلى دق عنقه وإراقة دمه ، فهو يقول : ” لا يمكن أن أحقق دعوتي كل التحقيق في مكة ، ولا في المدينة ، ولا في الروم – يقصد تركيا – ولا في الشام ، ولا في فارس ، ولا في كابل ، إلا في كنف هذه الحكومة التي أدعو لها دائما بالازدهار والانتصار ” تبليغ الرسالة 6 / 69. وبعد أن أعلن ولاءه المكشوف بهذا الشكل عاد يستجدي العطف عليه وعلى أتباعه ، ويرجو من الحكومة الانكليزية أن تنظير إليهم نظر رأفة ورحمة وتحميهم من المسلمين ، فقد وجه كتابا إلى الحاكم الانكليزي في المنطقة يقول فيه : ” . . . القصد من وراء ذلك الطلب الذي تقدمت به إلى حضرتكم ، والذي يحتوي على أسماء أتباعي أيضا ، هو أنني وأن كنت أستحق رعاية خاصة من الحكومة الانكليزية نظرا للخدمات الخاصة التي قمت بها أنا وأسلافي نحو الحكومة الموقرة بصدق وإخلاص وتجرد وبتحمس قوي ، أرجو من الحكومة السامية أن تجعل هذه الأسرة – يعني أسرته – التي عرفتها وفيه موالية لها مؤمنة بها مستميتة في سبيلها بعد تجارب استمرت خمسين سنة مضت ، هذه الأسرة التي شهد لها أركان الحكومة الموقرة بأنها أول المخلصين لها والقائمين على خدمتها ، أرجو من الحكومة السامية أن تجعل هذه الأسرة التي هذا شأنها ، والتي هي عبارة عن غرسها نفسها ، أن تجعلها موضع رعاية خاصة . . . “تبليغ الرسالة / الجزء السابع / تحت عنوان : رجاء الأحقر غلام أحمد القادياني إلى حضرة الحاكم دام إقباله
ومن هذا وحده يكفي لبطلان هذه الحركة الشيطانية في تحريف دين الله عز وجل {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَالَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }البقرة120
وقد تبين العطاء المتبادل بين الانكليز وبين غلام احمد في تبادل المصالح وتاييد بعضهم الاخر , وكلامه في تعطيل الجهاد ضد الاحتلال الانكليزي لهو معارض للقران الكريم والسنة النبوية الشريفة التي نصت على الجهاد والقتال ضد المحتلين .
( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفي بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ) التوبة : 111.
ومنها : ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدون درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما * درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما ) النساء : 95 – 96
كما حثت عليه السنة النبوية ، فقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ” من ترك الجهاد ألبسه الله ذلا وفقرا في معيشته ومحقا في دينه “
وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ” الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه ، وهو لباس التقوى ودرع الله الحصينة وجنته الوثيقة ، فمن تركه ألبسه الله ثوب الذل وشمله البلاء . . ” نهج البلاغة 1 / 63
ومن أجل ذلك كان المسلمون يعلنون الثورة على العدو الكافر إذا غزاهم في عقر دارهم ، ويهبون للجهاد في سبيل الله في مقاومته ودحره ، وكان على رأس الداعين إلى الجهاد علماء الدين العاملين رحمهم الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(صحيفة الصراط المستقيم/عدد 33/سنة 2 في 08/03/2011 – 2 ربيع الثاني 1432هـ ق)
اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديينوسلم تسليما
القاديانية والانكليز :
نستعرض شيئا بسيطا من تاريخ الانكليز في الهند لانه فيه الاثر الكبير على الحركة القاديانية
بدأ الانكليز يفدون على شبه القارة الهندية بعد اكتشاف ” رأس الرجاء الصالح ” ويفتحون محلات تجارية يتخذون منها ذريعة للتدخل في شؤون البلاد الداخلية ، ثم وحدوها في سنة 1009 ه = 1600 م باسم ” شركة الهند الشرقية الانكليزية للتجارة ” ورسخت أقدامهم ، واستمروا في تزايد وقوة بالتدريج . وقد أمعنوا في إذلال الجنود واحتقارهم لعقائدهم في داخل الثكنات العسكرية ، سواء أكانوا من المسلمين أم من الهندوس ، ومن أمثلة ذلك البسيطة أنهم كانوا يدهنون الخراطيش بشحم البقر والخنازير ، وعندما تتجمد يأمرون الجنود بإزالتها بأسنانهم عمدا ، فيتذمرون ويعلنون مخالفة ذلك لعقائدهم الدينية - فالبقر محرم عند الهندوس والخنازير محرمة عند المسلمين – إلا أن القواد الإنجليز كانوا يجبرونهم على الطاعة ويعاقبون المخالفين ، فخرج رهط على تنفيذ الأوامر ، فأصدرت المحاكم في حقهم أحكاما قاسية في 15 شهر رمضان سنة 1273 ه = 9 مارس 1857 م ، فاحتدم الجيش غيظا ووثب الجنود على قوادهم الانكليز فقتلوهم في داخل الثكنات ، واندفعوا نحو العاصمة ” دلهي ” وجرت دماء القوة الإنجليزية – التي حالت دون وصولهم – أنهارا ، وقام أحرار الهند من المسلمين والهنادك بثورة عارمة ، فألحقوا بالانكليز خسائر فادحة في الأرواح ، لكن الانكليز انتصروا على الثورة وفعلوا بالثوار مالا يتصوره العقل من وحشية وجرائم أدت إلى براءة الكثير من عقلائهم مما حصل . وتحمل المسلمون العبء الأكبر من الاضطهاد قبل الثورة ، ومن التنكيل والانتقام بعدها ما لم يتحمله غيرهم ، ونصبت لهم المشانق في شوارع ” دلهي ” وأعدموا ثلاثة آلاف ، رجل ، ودخلوا مسجدها بخيولهم ، وكلما وجدوا رجلا طويل اللحية ظنوه مسلما فقتلوه ، وكانوا يشدون البعض على أفواه المدافع ويطلقون قذائفها فتتناثر أجزاؤهم في الفضاء كما كتبه الضابط الانكليزي ” روبرت ” في رسالة إلى أمه ، وبلغ عدد قتلاهم في ” دلهي ” وحدها سبعة وعشرين ألفا ، وكتب ” ونكلسون ” إلى ” أدوارد ” : ” علينا أن نسن قانونا يبيح لنا إحراق الثوار وسلخ جلودهم وهم أحياء ، لأن نار الانتقام التي تأججت في صدورنا لا تخمد بالشنق وحده ” ، وقد فعلوا ذلك أيضا ، فقد كتب المستر ” دي لين ” مدير جريدة ” تايمز إن إنديا ” : أن المسلمين كانوا يخاطون بجلود الخنازير ثم يدلكون بشحومها وتخاط عليهم ويحرقون وهو أحياء ” ، وكتب مثل ذلك المستر ” گربر ” المشرف على القوات الانكليزية في شمال الهند ، وكتب ” ونكلسون ” و ” لورنس ” و ” مونتجمري ” فضائح أخرى . وفي سنة 1275 ه = أول تشرين الثاني سنة 1858 م أصدرت الملكة ” فكتوريا ” قرارا بنقل حكم الهند من يد الشركة إلى يد الحكومة البريطانية ، وعينت ” لورد كايينتج ” أول حاكم عام من قبلها ، وبذلك انتهى الحكم الاسلامي في الهند رسميا بعد أن استمر ثمانية قرون ونصفا ، وظل الانكليز يحكمون الهند إلى أن ادعوا الخروج منها على أثر شطرها عام 1367 ه = 1947 م ، حيث أعلن استقلال الباكستان في 14 آب وتشكيل الحكومة الهندية في 15 منه. دائرة معارف القرن العشرين 10 / 545
وكان القاديانية يحلمون بأن تصبح البلاد الهندية على سعتها قاعدة لهم ، ولذلك مجدوا شخصيات الهندوس الدينية ، وأقاموا علاقات مع زعماء السياسة ، وخطبوا ود ” نهرو ” وأغروه حتى أعجب بهم ، وأشيع في الأوساط الإسلامية أنه اعتبرهم أحسن طوائف المسلمين ، لأن نبيهم ينحدر من الجنس الهندي ولهم مركز مقدس ” قاديان ” في الهند . وانطلاقا من هذه المطامع السياسية حبذوا فكرة وحدة الهند وعارضوا قيام دولة الباكستان ، ولما قامت صرفوا جهدهم للنيل من مسلمي الباكستان ، واستفادوا من رعاية الانكليز في ترسيخ أقدامهم في مختلف ودائر الدولة الفتية ونالوا مناصب كبيرة . وكان السير ” ظفر الله خان ” أول وزير خارجية لباكستان العقل المخطط للقاديانية ، وقد اغتنم فرصة وفاة القائد محمد علي جناح فشحن وزارته والمفوضيات خارج الباكستان بالقاديانيين . وخطوا خطوة أخطر حين تسربوا إلى الجيش والشرطة ومصلحة الطيران وتغلغلوا في المرافق الحيوية الأخرى . وقد قامت جماعة منهم برئاسة زعيمهم ” بشير الدين ” فهاجرت إلى الباكستان – بينما بقي جماعة في مركزهم قاديان في الهند – واستطاع المهاجرون بمساعدة النفوذ الانكليزي الحصول من الحكومة على مساحة شاسعة من الأرض في إقليم ” جنهنك ” بنوا عليها مدينة خاصة بهم سموها ” ربوة “. وفي الحقيقة أن عش القاديانية في الباكستان ” ربوة ” بمثابة الفاتيكان للمسيحيين ، فهي دويلة داخل دولة فيها كل ما للحكومة من دوائر ومكاتب وشعب مستقلة لكل من الشؤون الخارجية والداخلية والإعلام والشؤون العامة ، وحرس وطني باسم ” هيئة خدام الأحمدية ” وتنظيم عسكري على شاكلة الميليشيا يتألف من فرقتين منتظمتين ، تدعى الأولى ” الهادفة ” والثانية ” الفرقان ” وكلها تمارس نشاطها في داخل نطاقها المحدود . ولشعبة الأمور العامة دائرة مخابرات مهمتها جمع المعلومات عن نشاط الحكومة والمنظمات السياسية المناهضة للقاديانية ، وتقوم بعثتها في إسرائيل بنشاط كبير ، فالمركزان ” قاديان ” و ” ربوة ” على اتصال دائم بها ، ويجري بينهما تبادل الأشخاص بين الحين والآخر عن طريق بعض الدول الإفريقية التي تتعاون معها وتصدر لمبعوثيها جوازات السفر ، ولذلك وغيره فإن مسلمي الباكستان في قلق دائم من تحركاتهم المشبوهة ، وحيطة وحذر من نشاطهم الهدام وتخطيطهم الخطر . وفي سنة 1371 ه = 1951 م اشتركوا في الانقلاب الفاشل ، ولولا رحمة الله بتلك الدولة الناشئة لكان مصيرها دولة قاديانية .
رد الجميل للانكليز:
وكل هذا ويد الانكليز تساندهم وتدعمهم ولابد للحركة القايدانية من رد الجميل الانكليزي الذي بفضلهم وقفت الحركة على اقدامها فصرح غلام احمد بقوله :
” وإني لعلى يقين بأنه بقدر ما يكثر أتباعي يقل المعتقدون بمسألة الجهاد, فإنه مجرد الإيمان بي هو انكار للجهاد ” ( تبليغ الرسالة ج7 ص17 ).
ويقول أيضًا : ” والمأمولمن الحكومة أن تعامل هذه الأسرة ( يعني أسرته ) التي هى من غرس الإنجليز أنفسهم ومن صنائعهم بكل حزم و احتياط وتحقيق رعاية وتوصي رجال حكومتها أن تعاملني وجماعتي بعطف خاص ورعاية فائقة …” ( تبليغ الرسالة ج 7 ص 19 – 25 )
ويقول أيضًا : ” لقد ألفت عشرات من الكتب العربية والفارسية والأردرية أثبت فيها أنه لا يحل الجهاد أصلاً ضد الحكومة الإنجليزية التي أحسنت إلينا , بل بالعكس من ذلك , يجب على كل مسلم أن يطيع هذه الحكومة بكل اخلاص , وقد انفقت على طبع هذه الكتب أموالاً كبيرة , وأرسلتها إلى البلاد الإسلامية ,وأنا عارف أن هذه البلاد ( الهند) وكون أتباعي جماعة تفيض قلوبهم اخلاصًا لهذه الحكومة والنصح لها , انهم على جانب عظيم من الإخلاص , وأنا أعتقد أنهم بركة لهذه البلاد . ومخلصون لهذه الحكومة ومتفانون في خدمتها ” ( من رسالة مقدمة إلى الحكومة الإنجليزية بقلم غلام أحمد , القاديانية نشأتها وتطورها ص 130 ) .
ويقول أيضا : ” لقد قضيت عمري في تأييد الحكومة الإنجليزية ونصرتها , وقد ألفت في منع الجهاد ووجوب طاعة أولى الأمر الإنجليز من الكتب والإعلانات والنشرات ما لو جمع بعضها إلى بعض لملأ خمسين خزانة , وقد نشرت جميع هذه الكتب في البلاد الإسلامية ومصر والشام وتركيا , وكان هدفي دائما أن يصبح المسلمون مخلصين لهذه الحكومة , وتمحى من قلوبهم قصص المهدي السفاك والمسيح السفاح والأحكام التي تبعث فيهم عاطفة الجهاد وتفسد قلوب الحمقى ” ( ترياق القلوب ص 12 ) .
ويقول أيضا : ” ها قد انتهت الحروب الدينية حسبما كان مذكورا في الأحاديث النبوية من أن المسيح إذا نزل وضع الحرب , وبناء عليه , فالقتال في سبيل الدين اليوم حرام , والذي يشهر السيف الآن باسم الدين ويسمي نفسه غازيا ويقتل الكفار , فإنما يعصي الله ورسوله ” ( الخطبة الإلهامية ص 9 ) .
ويقول في موضع آخر : ” لقد ألغي الجهاد في عصر المسيح الموعود إلغاء باتا , لقد آن أن تفتح أبواب السماء وقد عطل الجهاد في الأرض وتوقفت الحروب كما جاء في الأحاديث, إن الجهاد لدين يحرم في عهد المسيح ” ( الأربعين ص 199 ) .
ثم لخص موقفه وموقف أتباعه من قضية الجهاد فقال : ” إن الفرقة الإسلامية التي قلدني الله إمامتها وسيادتها , تمتاز بأنها لا ترى الجهاد بالسيف ولا تنتظره , بل إن الفئة المباركة لا تستحله سرا كان أم علانية وتحرمه تحريما باتا ” ( الأربعين ص 11 ) .
ففي هذا الوقت العصيب الذي كانت تمر به الآمة الإسلامية التي كانت أحوج ما تكون إلى داعية يوحد شملها ويوحد صفوفها ضد العدو الغاضب , انبعث ذلك الصوت المميت القاتل لقوى الأمة , مطالبا بإبطال الجهاد بدلا من بعث الأمة وجمع شملها وتعبئتها ضد المعتدين !
ولقد عبر الزعيم الهندي نهرو عن الدور التخريبي الذي قام به الغلام وجماعته لخدمة الأهداف الإستعمارية حيث قال بعد عودته من بريطانيا : ” إنني في سفري هذا أخذت درسا جديدا , وهو أننا إذا أردنا أن نضعف قوة بريطانيا في الهند علينا أن نضعف الجماعة القاديانية ” ( د.أحمد عوف : القاديانية , الخطر الذي يهدد الإسلام ص 101 ) .
أقول لو لم يصرح بعمالته غمض على أحد أمره ، فكيف وقد ملأ كتبه بالاعترافات الصريحة والاعلان المكشوف ، وفيما يلي نموذج من تلك التصريحات : “ فقد ساعدهم ( الانكليز ” والدي مساعدة كبيرة في قمع تمرد 1857 ( يقصد ثورة الشعب الهندي على البريطانيين الغزاة ) ومدهم بخمسين فارسا مسلحا لضرب الثورة ، لذلك تدفقت على والدي رسائل الشكر والامتنان من قبل الحكام ، وكذلك ساندهم والدي في المعارك الأخرى التي خاضها المتمردون ( يقصد الوطنيين الأحرار ) “كتابالبرية / 3.
” ولما توفي والدي ناب عنه أخي الكبير ميرزا غلام قادر في خدمة الحكومة البريطانية ، فشملته هو الآخر بعنايتها ، ولما توفي هو الآخر اقتفيت آثارهما وسلكت مسلكهما في إعلان الحب والولاء للحكومة والطاعة لها ، وقد عاهدت الله منذ ذلك الحين على أنني لن أكتب شيئا ضد هذه الحكومة “نور الحق 1 / 28. “
أقول مدعيا : أنا أكثر المسلمين إخلاصا للحكومة الانكليزية ، لأن هناك ثلاثة أمور جعلتني أحتل الدرجة الأولى في الاخلاص لها . 1 – تربية المرحوم الوالد . 2 – أيادي الحكومة البيضاء . 3 – إلهام من الله تعالى ” ترياق الفاروق / 309 و 310 ..
وقد خاطب أتباعه قائلا : ” اسمعوا : إن السلطة الانكليزية رحمة لكم وبركة عليكم ، وهي الحصن المنيع الذي أقام الله لوقايتكم ، فعليكم أن ‹ صفحة 33 › تقدروها حق التقدير من سويداء قلوبكم ، والانكليز خير لكم ألف مرة من هؤلاء المسلمين الذين يحاربونكم ” تبليغ الرسالة 10 / 123.
وهو يعترف بصراحة بأنه لا يستطيع ترويج بضاعته الزائفة ، وإعلان دعوته الكاذبة ومزاعمه الفاسدة ، في أي بقعة إسلامية من العالم ، لأن ذلك يؤدي إلى دق عنقه وإراقة دمه ، فهو يقول : ” لا يمكن أن أحقق دعوتي كل التحقيق في مكة ، ولا في المدينة ، ولا في الروم – يقصد تركيا – ولا في الشام ، ولا في فارس ، ولا في كابل ، إلا في كنف هذه الحكومة التي أدعو لها دائما بالازدهار والانتصار ” تبليغ الرسالة 6 / 69. وبعد أن أعلن ولاءه المكشوف بهذا الشكل عاد يستجدي العطف عليه وعلى أتباعه ، ويرجو من الحكومة الانكليزية أن تنظير إليهم نظر رأفة ورحمة وتحميهم من المسلمين ، فقد وجه كتابا إلى الحاكم الانكليزي في المنطقة يقول فيه : ” . . . القصد من وراء ذلك الطلب الذي تقدمت به إلى حضرتكم ، والذي يحتوي على أسماء أتباعي أيضا ، هو أنني وأن كنت أستحق رعاية خاصة من الحكومة الانكليزية نظرا للخدمات الخاصة التي قمت بها أنا وأسلافي نحو الحكومة الموقرة بصدق وإخلاص وتجرد وبتحمس قوي ، أرجو من الحكومة السامية أن تجعل هذه الأسرة – يعني أسرته – التي عرفتها وفيه موالية لها مؤمنة بها مستميتة في سبيلها بعد تجارب استمرت خمسين سنة مضت ، هذه الأسرة التي شهد لها أركان الحكومة الموقرة بأنها أول المخلصين لها والقائمين على خدمتها ، أرجو من الحكومة السامية أن تجعل هذه الأسرة التي هذا شأنها ، والتي هي عبارة عن غرسها نفسها ، أن تجعلها موضع رعاية خاصة . . . “تبليغ الرسالة / الجزء السابع / تحت عنوان : رجاء الأحقر غلام أحمد القادياني إلى حضرة الحاكم دام إقباله
ومن هذا وحده يكفي لبطلان هذه الحركة الشيطانية في تحريف دين الله عز وجل {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَالَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }البقرة120
وقد تبين العطاء المتبادل بين الانكليز وبين غلام احمد في تبادل المصالح وتاييد بعضهم الاخر , وكلامه في تعطيل الجهاد ضد الاحتلال الانكليزي لهو معارض للقران الكريم والسنة النبوية الشريفة التي نصت على الجهاد والقتال ضد المحتلين .
( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفي بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ) التوبة : 111.
ومنها : ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدون درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما * درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما ) النساء : 95 – 96
كما حثت عليه السنة النبوية ، فقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ” من ترك الجهاد ألبسه الله ذلا وفقرا في معيشته ومحقا في دينه “
وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ” الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه ، وهو لباس التقوى ودرع الله الحصينة وجنته الوثيقة ، فمن تركه ألبسه الله ثوب الذل وشمله البلاء . . ” نهج البلاغة 1 / 63
ومن أجل ذلك كان المسلمون يعلنون الثورة على العدو الكافر إذا غزاهم في عقر دارهم ، ويهبون للجهاد في سبيل الله في مقاومته ودحره ، وكان على رأس الداعين إلى الجهاد علماء الدين العاملين رحمهم الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(صحيفة الصراط المستقيم/عدد 33/سنة 2 في 08/03/2011 – 2 ربيع الثاني 1432هـ ق)