المهدي في كتب السلف
منذ الأيام السالفة وقصة ظهور مصلح آخر الزمان أصل لقاعدة أساسية رددته البشرية الماضية باستمرار.
يهدينا اليوم لواقعية هذا الأصل في حياة السلف ما نجده عبر الإنسان القديم من آثار.فتورسيم fotorism
وتعني الاعتقاد بمرحلة آخر الزمان وترقب ظهور منقذ, تمثل أصلاًٌَََُ مسلما من حيث الأساس عند الأديان السماوية كاليهودية والزرادشتية والمسيحية(بمذاهبها الأساسية الثلاثة: الكاثوليك, البروتستانت, والأرثوذكس) وحتى لدى مدّّّعي النبوة, وفي الإسلام على وجه الخصوص وقد بسط الحديث بهذا الصدد في أبحاث علم الأديان.
بشائر وتنبؤات كثيرة حول المهدي, وظهوره نجدها في ما وقع بأيدينا من الكتب المقدسة وآثار السلف الأخرى, وما وصلنا من مقولات الحكماء القدامى. وقد جمع بعض المتتبعين قسما من هذه البشائر والمقولات.وقيل إن هناك بعض الأقوال بهذا الصدد في آثار مصر القديمة.
ونشير هنا إلى مجموعة من مصادر بشائر الماضين وأبناء الزمن الداثر.
1- في أفق الزرادشتية
وردت أفكار كثيرة حول آخر الزمان, وظهور الموعود في كتب وآثار زرادشتية. ومن جملة هذه الآثار:
كتاب أوستا.
كتاب زندي.
كتاب رسالة جاماسب.
كتاب رسالة قصة دينيك.
كتاب رسالة زرادشت.
طرحت الديانة الزرادشتية موعودين يطلق على كل منهم اسم(سوشيانت). وكان هؤلاء الموعودون ثلاثة, أكثرهم أهمية الموعود الثالث. وقد كانوا يلقبونه بـ(سوشيانت المنتصر) وسوشيانت هذا هو الموعود حيث قالوا:
أن سوشيانت المزدية بمثابة كريشناي البراهمة, وبوذا الخامس لدى البوذية, والمسيح لدى اليهودية, وفارقليط عند العيسوية, وبمنزلة المهدي لدى المسلمين.
سوف نشير إلى أنه كلما طرق حديث(الموعود) في كل زمن ولدى كل قوم وأمة, وفي كل أٍرض وبلسان أي نبي أو حكيم جاء هذا الحديث متناسبا في لغة تعبيره واصطلاحاته وأسمائه مع طبيعة الشعب الذي أثير الحديث في أوساطه. والمقصود النهائي من سائر الأسماء والتعابير والإشارات هو موعود آخر الزمان.
وهذا الموعود هو المهدي, والمهدي الموعود.
2- في العرف الهندي
ورد الحديث حول المنقذ والموعود في أعراف الهنود وكتبهم أيضا. نظير كتاب(مهابهاراتا) وكتاب(بورانه ها). قالوا في هذا الصدد:
تذهب الأديان جميعا إلى أنه في نهاية كل مرحلة من مراحل التاريخ يتجه البشر صوب الانحطاط المعنوي والأخلاقي, وحيث يكونون في حال هبوط فطري وابتعاد عن المبدأ, ويمضون في حركتهم مضي الأحجار الهابطة نحو الأسفل, فلا يمكنهم أنفسهم أن يضعوا نهاية لهذه الحركة التنازلية والهبوط المعنوي والأخلاقي. إذن؛ فلا بد من يوم تظهر فيه شخصية معنوية على مستوى رفيع تستلهم مبدأ الوحي وتنتشل العالم من ظلمات الجهل والضياع والظلم والتجاوز. وقد أشير لهذه الحائق في تعاليم كل دين إشارة رمزية منسجمة مع المعتقدات والقيم الأخرى انسجاما كاملا.
فمثلا في الديانة الهندية وفي كتب بورانا( Purana ) شرح تفصيلي حول مرحلة العصر الكالي( kali ), يعني: آخر مرحلة قبل ظهور أوتاراي ويشنو العاشر. والمعني بالعصر الكالي, هو آخر الزمان, فتعد المرحلة المعاصرة(العصر الكالي).
3- في أفق البوذية
جاء في بعض المصادر والدراسات أن مسألة الانتظار قضية مطروحة في الديانة البوذية. ففي هذا العرف(أي العرف البوذي) كان هناك انتظار, والمنتظر هو(بوذا الخامس).
واضح أن التعبير الوارد عي هذه البشائر والإشارات وألوان الانتظار والموعودين يتناسب مع ثقافة شعوب كل دين جاءت في سياقه, فمثلا في الديانة الزرادشتية(سوشيانت المنتصر) وفي العرف الهندي(اوتارا) وفي البوذية(بوذا الخامس).
4- في الأفق اليهودي
اليهود الذين يرون أنفسهم أتباع موسى الكليم(ع) ينتظرون موعودا أيضا. فقد أشير باستمرار إلى الموعود في آثار الديانة اليهودية... وأسفار التوراة وكتب أخرى لأنبيائهم, وإذا أردنا الاعتماد على الأفكار التي جاءت في كتاب(نبوءة هيلد) وحي الطفل, فسوف نضع اليد على أفكار كثيرة بصدد ظهور الرسول الأكرم(ص) ومقاطع من تاريخ وسيرة النبي وملابسات بعثته, وبعض مؤشرات آخر الزمان, والرجعة, وإشارات لشخصية الإمام الحجة بن الحسن المهدي(ع) بل نضع اليد أيضا على إشارات حول واقعة عاشوراء.
على أية حال, فحيث إن اليهود لم يؤمنوا بالسيد المسيح(ع) فموعودهم لم يظهر حتى الآن, وإذا تأملنا في مجموع التراث اليهودي المقدس نجد فيه تصوير لملامح موعودين ثلاثة:
السيد المسيح(ع).
الرسول الخاتم محمد(ص).
الإمام المهدي(ع).
في ضوء هذا الأفق يلون الانتظار في اليهودية بلون خاص. فحيث إن هذه الملة لم تتابع أيا من السيد المسيح(ع), و الرسول محمد(ص), فلا بد أن تظل قلقة حساسة إزاء قضية الموعود, ومفهوم الانتظار.
وعليها أن لا تمر على كل البشائر والإشارات التي وردت في نصوصها وكتبها مرور عابر سبيل غافل.
اليهودٍ, لا بد أن يكونوا أشد انتظارا من المنتظرين الآخرين, وأن يعكفوا بشكل أكبر على تأمل مفهوم الانتظار, والاستعداد ليوم الظهور, وأن يرفعوا اليد عن كل ألوان الظلم والخيانة التي يمارسونها بحق البشرية, ويخشوا عواقب الظلم والعدوان, فهؤلاء لم يذعنوا لموعوديهم المسيح(ع) والرسول(ص), إلا أنهم سوف لا ينجون من سطوة الموعود الثالث وعدله.. ولذا يرد في الروايات أن جماعة من اليهود تلتف حول(الدجال), وتسنده, و بظهور المهدي ونزول المسيح إلى الأرض يقتل هؤلاء قتلا جماعيا لتعود ساحة التاريخ والإنسانية نقية من وجود هذه الجرثومة الملوثة.
وإليك أسماء جملة من كتب اليهودية والعهد القديم, التي ورد فيها الحديث عن الموعود:
كتاب دانيال النبي .
كتاب حجى(حكى) النبي.
كتاب صفينا النبي.
كتاب أشعيا النبي.
وقد جاءت في زبور داود(ع) أيضا أفكار بهذا الصدد كما تحدث القرآن عن الزبور, وتثبيت مبدأ غلبة الصالحين فيه:
(ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون)(1).
أشير هنا إلى أن البشائر المذكورة في آثار اليهود المقدسة بأجمعها واقعية وصحيحة, وقد تحقق قسم منها, والقسم الآخر سيتحقق, إلا أن هؤلاء- يعني اليهود- لم يقبلوا منطق الحق لا من المسيح(ع), ولا من الرسول(ص) ٍٍٍِِ[رغم أن البشارة بهذين النبيين العظيمين قد وردت في كتب اليهود أنفسهمٍ], إلا أنهم سيقبلون بفعل حسام المهدي..
ونحن على أمل أن يستوفي أبناء الإسلام الراشدون- قبل حسام المهدي- ثمن كل ألوان القتل والخيانة والفساد والانحطاط والتدني الذي صنعته يد المفسدين والظالمين والخونة من هذه الملة المشؤومة المتجاوزة.
وبغض النظر عن حقانية اليهود وعدمها, وتسليمهم لمنطق الحق وعدمه, فقد جاء بعد موسى(ع) سيدنا المسيح(ع) ونسخ دين موسى وأضحت الديانة اليهودية ديانة منسوخة وشريعة مهملة عمليا. وبعد السيد المسيح ظهر محمد بن عبد الله(ص) نبينا الأكرم(النبي الذي بشر عيسى المسيح(ع) بقدومه أيضا)(2) ونسخ الدين المسيحي أيضا. وأضحت الديانة المسيحية ديانة منسوخة, وشريعة ملغاة عمليا.
ومنذ فجر الإسلام وحتى اليوم وإلى قيام الساعة ينفرد الإسلام على وجه الأرض بوصفه الدين السماوي المبتنى على أساس الوحي والنبوة. وكتاب الله بين الناس يبقى على الدوام(القرآن), والموعود اليوم هو المهدي(ع), و تضحي كل البشائر والإشارات التي وصلتنا عن طريق الأنبياء وكبار السلف صادقة بحق المهدي(ع), وهي تنظر إليه وتلحظ ظهوره, والمهدي هو المصداق الواقعي لها جميعا...
5- في عرف المسيحية
في عرف المسيحية أو في كتب هذا العرف المقدسة قد وصلت إلينا بشائر أوضح وأوفر بصدد موعود آخر الزمان. ومنشأ هذا الأمر يعود إلى:
أولا, القرب الزماني, إذ أنه بظهور السيد المسيح(ع) اقترب أمر ظهور المهدي(ع) وفق مقياس الزمن العام.
المنشأ الآخر لهذا الأمر هو: أن حظ آثار المسيحية من التحريف أقل نسبيا مما عليه آثار الملل السابقة. ويرتبط هذا المنشأ بالزمن أيضا, إذ أن آثار اليهود المقدسة بدأ من مرحلة نزولها وصدورها قطعت زمنا أكبر مما قطعته آثار المسيحية بدءا من مرحلة نزولها وصدورها.
وقد كان هذا الأمر باعثا لعدم إتاحة الفرصة ليد التحريف والتعمية لتلعب نفس الدور الذي لعبته في آثار اليهودية وتراثها رغم الجهد الذي بذله علماء المسيحية في هذا الصدد, وأخذهم ظاهرة التحريف بنظر الاعتبار في قبولهم وردهم للأناجيل, وقد كان نصيب(إنجيل برنابا) القليل من التأييد.
على أية حال, فقد جاءت هذه البشائر أيضا في تراث المسيحية الديني. ونشير هنا إلى بعض الكتب التي وردت فيها البشائر والإشارات حول ظهور الموعود في آخر الزمان:
إنجيل متى.
إنجيل لوقا.
إنجيل مرقس.
إنجيل برنابا.
مكاشفات يوحنا.
منذ الأيام السالفة وقصة ظهور مصلح آخر الزمان أصل لقاعدة أساسية رددته البشرية الماضية باستمرار.
يهدينا اليوم لواقعية هذا الأصل في حياة السلف ما نجده عبر الإنسان القديم من آثار.فتورسيم fotorism
وتعني الاعتقاد بمرحلة آخر الزمان وترقب ظهور منقذ, تمثل أصلاًٌَََُ مسلما من حيث الأساس عند الأديان السماوية كاليهودية والزرادشتية والمسيحية(بمذاهبها الأساسية الثلاثة: الكاثوليك, البروتستانت, والأرثوذكس) وحتى لدى مدّّّعي النبوة, وفي الإسلام على وجه الخصوص وقد بسط الحديث بهذا الصدد في أبحاث علم الأديان.
بشائر وتنبؤات كثيرة حول المهدي, وظهوره نجدها في ما وقع بأيدينا من الكتب المقدسة وآثار السلف الأخرى, وما وصلنا من مقولات الحكماء القدامى. وقد جمع بعض المتتبعين قسما من هذه البشائر والمقولات.وقيل إن هناك بعض الأقوال بهذا الصدد في آثار مصر القديمة.
ونشير هنا إلى مجموعة من مصادر بشائر الماضين وأبناء الزمن الداثر.
1- في أفق الزرادشتية
وردت أفكار كثيرة حول آخر الزمان, وظهور الموعود في كتب وآثار زرادشتية. ومن جملة هذه الآثار:
كتاب أوستا.
كتاب زندي.
كتاب رسالة جاماسب.
كتاب رسالة قصة دينيك.
كتاب رسالة زرادشت.
طرحت الديانة الزرادشتية موعودين يطلق على كل منهم اسم(سوشيانت). وكان هؤلاء الموعودون ثلاثة, أكثرهم أهمية الموعود الثالث. وقد كانوا يلقبونه بـ(سوشيانت المنتصر) وسوشيانت هذا هو الموعود حيث قالوا:
أن سوشيانت المزدية بمثابة كريشناي البراهمة, وبوذا الخامس لدى البوذية, والمسيح لدى اليهودية, وفارقليط عند العيسوية, وبمنزلة المهدي لدى المسلمين.
سوف نشير إلى أنه كلما طرق حديث(الموعود) في كل زمن ولدى كل قوم وأمة, وفي كل أٍرض وبلسان أي نبي أو حكيم جاء هذا الحديث متناسبا في لغة تعبيره واصطلاحاته وأسمائه مع طبيعة الشعب الذي أثير الحديث في أوساطه. والمقصود النهائي من سائر الأسماء والتعابير والإشارات هو موعود آخر الزمان.
وهذا الموعود هو المهدي, والمهدي الموعود.
2- في العرف الهندي
ورد الحديث حول المنقذ والموعود في أعراف الهنود وكتبهم أيضا. نظير كتاب(مهابهاراتا) وكتاب(بورانه ها). قالوا في هذا الصدد:
تذهب الأديان جميعا إلى أنه في نهاية كل مرحلة من مراحل التاريخ يتجه البشر صوب الانحطاط المعنوي والأخلاقي, وحيث يكونون في حال هبوط فطري وابتعاد عن المبدأ, ويمضون في حركتهم مضي الأحجار الهابطة نحو الأسفل, فلا يمكنهم أنفسهم أن يضعوا نهاية لهذه الحركة التنازلية والهبوط المعنوي والأخلاقي. إذن؛ فلا بد من يوم تظهر فيه شخصية معنوية على مستوى رفيع تستلهم مبدأ الوحي وتنتشل العالم من ظلمات الجهل والضياع والظلم والتجاوز. وقد أشير لهذه الحائق في تعاليم كل دين إشارة رمزية منسجمة مع المعتقدات والقيم الأخرى انسجاما كاملا.
فمثلا في الديانة الهندية وفي كتب بورانا( Purana ) شرح تفصيلي حول مرحلة العصر الكالي( kali ), يعني: آخر مرحلة قبل ظهور أوتاراي ويشنو العاشر. والمعني بالعصر الكالي, هو آخر الزمان, فتعد المرحلة المعاصرة(العصر الكالي).
3- في أفق البوذية
جاء في بعض المصادر والدراسات أن مسألة الانتظار قضية مطروحة في الديانة البوذية. ففي هذا العرف(أي العرف البوذي) كان هناك انتظار, والمنتظر هو(بوذا الخامس).
واضح أن التعبير الوارد عي هذه البشائر والإشارات وألوان الانتظار والموعودين يتناسب مع ثقافة شعوب كل دين جاءت في سياقه, فمثلا في الديانة الزرادشتية(سوشيانت المنتصر) وفي العرف الهندي(اوتارا) وفي البوذية(بوذا الخامس).
4- في الأفق اليهودي
اليهود الذين يرون أنفسهم أتباع موسى الكليم(ع) ينتظرون موعودا أيضا. فقد أشير باستمرار إلى الموعود في آثار الديانة اليهودية... وأسفار التوراة وكتب أخرى لأنبيائهم, وإذا أردنا الاعتماد على الأفكار التي جاءت في كتاب(نبوءة هيلد) وحي الطفل, فسوف نضع اليد على أفكار كثيرة بصدد ظهور الرسول الأكرم(ص) ومقاطع من تاريخ وسيرة النبي وملابسات بعثته, وبعض مؤشرات آخر الزمان, والرجعة, وإشارات لشخصية الإمام الحجة بن الحسن المهدي(ع) بل نضع اليد أيضا على إشارات حول واقعة عاشوراء.
على أية حال, فحيث إن اليهود لم يؤمنوا بالسيد المسيح(ع) فموعودهم لم يظهر حتى الآن, وإذا تأملنا في مجموع التراث اليهودي المقدس نجد فيه تصوير لملامح موعودين ثلاثة:
السيد المسيح(ع).
الرسول الخاتم محمد(ص).
الإمام المهدي(ع).
في ضوء هذا الأفق يلون الانتظار في اليهودية بلون خاص. فحيث إن هذه الملة لم تتابع أيا من السيد المسيح(ع), و الرسول محمد(ص), فلا بد أن تظل قلقة حساسة إزاء قضية الموعود, ومفهوم الانتظار.
وعليها أن لا تمر على كل البشائر والإشارات التي وردت في نصوصها وكتبها مرور عابر سبيل غافل.
اليهودٍ, لا بد أن يكونوا أشد انتظارا من المنتظرين الآخرين, وأن يعكفوا بشكل أكبر على تأمل مفهوم الانتظار, والاستعداد ليوم الظهور, وأن يرفعوا اليد عن كل ألوان الظلم والخيانة التي يمارسونها بحق البشرية, ويخشوا عواقب الظلم والعدوان, فهؤلاء لم يذعنوا لموعوديهم المسيح(ع) والرسول(ص), إلا أنهم سوف لا ينجون من سطوة الموعود الثالث وعدله.. ولذا يرد في الروايات أن جماعة من اليهود تلتف حول(الدجال), وتسنده, و بظهور المهدي ونزول المسيح إلى الأرض يقتل هؤلاء قتلا جماعيا لتعود ساحة التاريخ والإنسانية نقية من وجود هذه الجرثومة الملوثة.
وإليك أسماء جملة من كتب اليهودية والعهد القديم, التي ورد فيها الحديث عن الموعود:
كتاب دانيال النبي .
كتاب حجى(حكى) النبي.
كتاب صفينا النبي.
كتاب أشعيا النبي.
وقد جاءت في زبور داود(ع) أيضا أفكار بهذا الصدد كما تحدث القرآن عن الزبور, وتثبيت مبدأ غلبة الصالحين فيه:
(ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون)(1).
أشير هنا إلى أن البشائر المذكورة في آثار اليهود المقدسة بأجمعها واقعية وصحيحة, وقد تحقق قسم منها, والقسم الآخر سيتحقق, إلا أن هؤلاء- يعني اليهود- لم يقبلوا منطق الحق لا من المسيح(ع), ولا من الرسول(ص) ٍٍٍِِ[رغم أن البشارة بهذين النبيين العظيمين قد وردت في كتب اليهود أنفسهمٍ], إلا أنهم سيقبلون بفعل حسام المهدي..
ونحن على أمل أن يستوفي أبناء الإسلام الراشدون- قبل حسام المهدي- ثمن كل ألوان القتل والخيانة والفساد والانحطاط والتدني الذي صنعته يد المفسدين والظالمين والخونة من هذه الملة المشؤومة المتجاوزة.
وبغض النظر عن حقانية اليهود وعدمها, وتسليمهم لمنطق الحق وعدمه, فقد جاء بعد موسى(ع) سيدنا المسيح(ع) ونسخ دين موسى وأضحت الديانة اليهودية ديانة منسوخة وشريعة مهملة عمليا. وبعد السيد المسيح ظهر محمد بن عبد الله(ص) نبينا الأكرم(النبي الذي بشر عيسى المسيح(ع) بقدومه أيضا)(2) ونسخ الدين المسيحي أيضا. وأضحت الديانة المسيحية ديانة منسوخة, وشريعة ملغاة عمليا.
ومنذ فجر الإسلام وحتى اليوم وإلى قيام الساعة ينفرد الإسلام على وجه الأرض بوصفه الدين السماوي المبتنى على أساس الوحي والنبوة. وكتاب الله بين الناس يبقى على الدوام(القرآن), والموعود اليوم هو المهدي(ع), و تضحي كل البشائر والإشارات التي وصلتنا عن طريق الأنبياء وكبار السلف صادقة بحق المهدي(ع), وهي تنظر إليه وتلحظ ظهوره, والمهدي هو المصداق الواقعي لها جميعا...
5- في عرف المسيحية
في عرف المسيحية أو في كتب هذا العرف المقدسة قد وصلت إلينا بشائر أوضح وأوفر بصدد موعود آخر الزمان. ومنشأ هذا الأمر يعود إلى:
أولا, القرب الزماني, إذ أنه بظهور السيد المسيح(ع) اقترب أمر ظهور المهدي(ع) وفق مقياس الزمن العام.
المنشأ الآخر لهذا الأمر هو: أن حظ آثار المسيحية من التحريف أقل نسبيا مما عليه آثار الملل السابقة. ويرتبط هذا المنشأ بالزمن أيضا, إذ أن آثار اليهود المقدسة بدأ من مرحلة نزولها وصدورها قطعت زمنا أكبر مما قطعته آثار المسيحية بدءا من مرحلة نزولها وصدورها.
وقد كان هذا الأمر باعثا لعدم إتاحة الفرصة ليد التحريف والتعمية لتلعب نفس الدور الذي لعبته في آثار اليهودية وتراثها رغم الجهد الذي بذله علماء المسيحية في هذا الصدد, وأخذهم ظاهرة التحريف بنظر الاعتبار في قبولهم وردهم للأناجيل, وقد كان نصيب(إنجيل برنابا) القليل من التأييد.
على أية حال, فقد جاءت هذه البشائر أيضا في تراث المسيحية الديني. ونشير هنا إلى بعض الكتب التي وردت فيها البشائر والإشارات حول ظهور الموعود في آخر الزمان:
إنجيل متى.
إنجيل لوقا.
إنجيل مرقس.
إنجيل برنابا.
مكاشفات يوحنا.
Comment