الهندوسية...التاريخ....والإعتقاد
بقلم : علي حسن الشيخ حبيب
تدين غالبية الشعب الهندي بالهندوسية التي هي ليست ديانة فقط وأنما هي تاريخ الهند وقد اختلط النظام الديني بمختلف الأنظمة السياسي والآجتماعي والآقتصادي ولكي يضمن أصحاب النفوذ الديني و السياسي نفوذهم كرسوا نظام طبقي اجتماعي يضمن لهم السيطرة وقسمت الهند الى أربع طبقات.
اولا البراهمة:
جاء في نصوصهم المقدسة أن الإله الأكبر برهما قد (عهد إلى البراهمة بقراءة الويد وتعليمه والقيام بأعمال يكيه لأنفسهم ولغيرهم وخصهم بإعطاء الصدقات وقبولها). وأبناء هذه الطبقة هم كما يقول كولر "من الكهنة والمعلمين الذي يعدُّون بصفة عامة حملة الثقافة ومهماتهم هي الحفاظ على المعرفة والثقافة وإرضاء الآلهة والحفاظ على العدالة والأخلاق".
ثانيا كشاتريا:
تتولّى هذه الفئة مسألة الحفاظ على الأمن في البلاد لذلك من الواجب أن يتميّز أبناؤها بالكفاءة بحيث يكون لهم في المجتمع الإقدام والمهابة ويقول جون كولر في تعريف الكشاتريا ما يلي: "وتتألف طبقة الكشاتريا من حماة المجتمع والقائمين على إدارة شؤونه وهم حراس باقي المجتمع والقائمون على أمنه وعلى تنفيذ القواعد المختلفة التي تقتضيها الوظائف الاجتماعية الضرورية وجاء في الجيتا أنَّ البطولة والقوّة والاستقامة وعدم الهرب في المعركة والكرم والقيادة هي واجبات رجال الكشاتريا ".
ثالثا الفايشاش:
مهمة هذه الطبقة أساسية و يقع الشأن الاقتصادي بيد هذه الطبقة وعملهم هذا لايقومون به اختياراً بل تنص عليه (منُّوسَمَرتي)، التي تقول:" وفرض على الويش سبعة أمور هي: حفظ الحيوانات ورعيها وإعطاء الصدقات، والقيام بعبادة يكيه، وقراءة الويد، والعمل بالتجارة، والتعامل بالربا، والاشتغال بالزراعة".
رابعا شودار:
وهي أدنى طبقات المجتمع في هرم التوزيع الهندوسي وهؤلاء أشبه ما يكونون بالعبيد فواجبهم الخدمة والعمل وإنجاز كلّ ما يوكل لهم من الطبقات الأعلى
وهناك أله لكل طبقة ومنذ الألف السادس قبل الميلاد حصلت هجرات عديدة و كان الآريون الآتون هاجروا من ضفاف بحر قزوين وهم المجموعة الأبرز والتي نبعت منها الديانة الهندوسية وبعد نزاعات شهدتها الهند مع باقي موجات الآريون وكلمة (آري) معناها الشريف.
لـم تنسب الهندوسية لشخص بل هي مزيج من تراث شعوب تمازجت في مجتمع واحد. يعتبر الإله الاساسي في عقيدة الهندوس هو برهم وقد تحدث البستاني في دائرة معارفه عن أصله فقال:" إنه من أصل فارسي مركب من كلمتين هما براي أي الارتفاع وماه أي عظيم أو ميه أي النشر ".
تطالعك المصادر والمراجع عن آلاف الآلهة التي يؤمنون بها الهندوس و لكل آلة منها اختصاص معين.
ويذكر ول ديورانت: " لو أحصينا الآلهة في الهند لاقتضى ذلك مائة مجلد وبعضها أقرب في طبيعته إلى الملائكة وبعضها قريب الى الشياطين وطائفة منهم يعبدون أجرام سماوية مثل الشمس وكثير منهم يعبدون الحيوانات أو الطيور فالهندوسي لا يرى فارقاً بعيداً بين الحيوان والإنسان فكلاهما له روح ".
وكلّ هذه الآلة تسمى (كارما) مثلاً الفيل الإله جانيشا واعتبروه ابن شيفا وفيه تتجسّد طبيعة الإنسان الحيوانية وكذلك القردة والأفاعي التي تسمى (ناجا) وعندهم قدسية خاصة لها وترى النّاس في كثير من مناطق الهند يقيمون كلّ عام حفلاً دينياً تكريماً للأفاعي ويقدّمون الهدايا مثل اللبن والموز لأفاعي الناجا عند مداخل جحورها وقد أقيمت المعابد تمجيداً للأفاعي مثل معبد شرق ميسور.
و ترتكز الديانة الهندوسية على ثالوث إلهي مكون من:
خالق هو براهما
وحافظ هو فيشنو
ومدمّر مهلك هو شيفا.
اما فشنو : ويسمونه الحافظ وهو المسيطر على العالم وهو الذي يتولى حفظ كل شيىء في هذا العالم وهو إله ممتلئ بالحبّ الذي يغذي الحياة ويبقي عليها و يصوّرونه على هيئة إنسان يجسّد الخير للبشر ويساعده في مهمته آلهة آخرون ومنهم راما وكرشنا ويحتل فيشنو موقعاً بارزا في الشعائر الهندوسية.
اما شيفا: وهو إله الفناء والدمار المهلك للعالـم و إله القسوة والتدمير وهو تجسيد لتلك القوّة الكونية التي تعمل على تخريب جميع الصور الكونية والكائنات العضوية و الكواكب.
ولهذا الثالوث تجليات في آلهة أخرى مثل كرشنا وراما وبودا وكاليكي.
وإذا أردنا أن نعرف بعض وظائف هذه الآلهة نراهم قد اعتبروا كرشنا آتياً من أجل إحلال السّلام
وبودا وهي من أجل نشر المعرفة والتعليم.
أمّا كاليكي Kalki فهو الإله المنتظر عند الهندوس والذي لـم ينـزل بعد الى الارض ولـم يحن وقت تجليه.
ظهور كالكي في نبؤة نهاية العالم
هناك خلافات حول زمان هذه النبؤة والهدف الإلهي منها.
في الصور الشعبية يظهر الأڤتار وهو يركب حصانا أبيض ومعه سيف لتدمير الشر الذي سببه كالي يوغا. حسب النبؤة سيقضي على الشيطان كالي ويجدد الدارما (طرق الفضيلة) والخلق ويؤسس عصر الصلاح من جديد.
أمّا العقائد الهندوسية :
فهم لا يؤمنون بحياة أخرى فيها جنّة ونار وثواب وعقاب وإنَّما يرتبط مصير النفس بموضوع التناسخ حيث تنتقل الأنفس من بدن إلى آخر وأعمال الإنسان هي التي تحدد مصير النفس فإذا سلك سبيل الخير انعتقت نفسه من دورة الحياة في الأبدان واتحدّت بالروح الكلية وإلاَّ تبقى في هذه الدورة متنقلة من بدن إلى آخر.
والنفس في معتقدهم يمكن أن ترقى إلى الكمال أمّا البدن فسمته النقص ولكي يحقّق الجسد درجة ما من التطهير ينبغي عليه أن يستغل وجود الروح فيه ولهذا قالوا بحرق البدن عند الموت والموت عندهم نهاية لا تجدّد لها.
وخلاصها يتمّ عن طريق ممارسة رياضة (اليوغا) وهذه الرياضة منها قسوة على البدن وتعويد للنفس على الصبر والثبات واليوجا كلمة معناها( النير) لأنَّها تخلّص النفس من أدران البدن.
اما مقدساتهم هي:
نهر الغانج الذي يحجون إليه سنوياً بقصد التطهر بمائه وكذلك يلقون فيه رماد موتاهم بعد أن يتمّ إحراق أجسادهم بعد الموت ويكتسي هذه الأهمية من كونه ينبع حسب زعمهم من تحت قدمي الإله الحافظ فيشنو.
البقر يقدسونه الهندوس ولا يأكلون لحومه والأبقار وهي تنتقل عندهم في شوارع المدن حيث تشاء وبحرية تامة لا يزعجها أحد وقد حصل الكثير من حوادث السير في الهند نتيجة توقف سريع إكراماً لبقرة ويستخدمون بول الابقار للعلاج والتبرك ويضعه الكهنة في أوعية ويرشونه على الجمهور بعد انتهاء طقوسهم في المعابد أما إذا ماتت البقرة وجب دفنها بأحسن الطقوس الدينية.
الطهارة:
فالجنابة كما جاء في نصوص كتابهم منُّوسَمَرتي يتمّ التطهر منها بالاغتسال ( إذا ما خرج المني من الإنسان فإنَّه يتطهر بالغسل) كما أن (المرء يطهر بالغسل إذا ما لامس شخصاً من الأسافل، أو امرأة حائضاً أو نفساء، أو جثمان ميّت أو لمس من قد لمس جثمان ميّت).
الصلاة:
ارتداء الثياب النظيفة ذات اللون الأصفر أو الأبيض مع غسل الأيدي والأفواه بالماء ويؤدي كلّ من الرّجل والمرأة الصلاة بهيئة مختلفة عن الآخر فالرجل يجلس متربعاً والمرأة تجثو على ركبتيها عند الصلاة التي يقيمونها في اليوم مرتين صباحاً ومساءً فصلاة الصبح عليه أن يؤديها وهو واقف على قدميه من الفجر حتّى مطلع الشمس وصلاة المساء يؤديها وهو جالس ويمتد وقتها إلى ظهور النجوم . ولا يتهاون الهندوس في أمر الصلاة وقد نصت كتبهم المقدسة على طرد من لـم يؤدها ويصبح من المنبوذين (الشودار) . ويستخدم الهندوس عند طقوسهم التي تكون برفقة الكاهن في المعابد إضافة إلى الماء في الطهارة النّار والبخور و الأزهار.
إحراق الموتى:
في المفهوم الهندوسي النفس هي الأساس والبدن ليس له أهمية فإن النفس عندهم تنتقل في دورة الحياة من بدن إلى آخر طلباً للتزكية والتطهر لذلك إذا ما مات الهندوسي فيكون في طقوسهم إحراق جثمانه ومن ثُمَّ وضع الرماد في أنبوب وإلقاء هذا الرماد في نهر الغانج النهر المقدّس عندهم. يغسل الميّت بالماء وكلّ الفتوح في الجسم تغلق تماماً. يحرق الجسم بالنّار المحترمة عندهم التي يقررها الكاهن يلقى عليها الحطب والمتخلّف (الرماد) من الحريق تتلى عليه التعاويذ والتراتيل الهندوسية ثُمَّ يتمّ وضعه في أنبوب لرميه بعدها في نهر الغانج.
المرأة عند الهندوس:
تفرض الديانة الهندوسية على المرأة صغيرة وشابّة أو مسنَّة ألا تعمل عملاً ولو داخل دارها بمطلق إرادتها وحريتها بل يجب أن تكون في صغرها تابعة لأبيها وفي صباها لزوجها وإذا مات زوجها فلإبنها ولا تكون مطلقة الحرية.
المصادر:
1. البستاني، بطرس، دائرة المعارف، بيروت، دار المعرفة.
2. ديورانت، ول، قصة الحضارة، ترجمة الدكتور زكي نجيب محمود، بيروت، دار الجيل، 1408هـ /
3.البيروني، أبو الريحان، الفلسفة الهندية، راجعه وقدّم له د. عبد الحليم محمود وعثمان عبد المنعم يوسف، صيدا ـ بيروت، المكتبة العصرية، د.ت، ص26ـ27.
4. حقّي، د. إحسان، مقدمة لكتاب منوسمرتي، أو شرع منو، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط1، سنة 1409هـ / 1988م، ص27.
5. السحمراني، أسعد، من قاموس الأديان، بحث الهندوسية، دار النفائس، بيروت، ط1، 1419هـ / 1998م،
بقلم : علي حسن الشيخ حبيب
تدين غالبية الشعب الهندي بالهندوسية التي هي ليست ديانة فقط وأنما هي تاريخ الهند وقد اختلط النظام الديني بمختلف الأنظمة السياسي والآجتماعي والآقتصادي ولكي يضمن أصحاب النفوذ الديني و السياسي نفوذهم كرسوا نظام طبقي اجتماعي يضمن لهم السيطرة وقسمت الهند الى أربع طبقات.
اولا البراهمة:
جاء في نصوصهم المقدسة أن الإله الأكبر برهما قد (عهد إلى البراهمة بقراءة الويد وتعليمه والقيام بأعمال يكيه لأنفسهم ولغيرهم وخصهم بإعطاء الصدقات وقبولها). وأبناء هذه الطبقة هم كما يقول كولر "من الكهنة والمعلمين الذي يعدُّون بصفة عامة حملة الثقافة ومهماتهم هي الحفاظ على المعرفة والثقافة وإرضاء الآلهة والحفاظ على العدالة والأخلاق".
ثانيا كشاتريا:
تتولّى هذه الفئة مسألة الحفاظ على الأمن في البلاد لذلك من الواجب أن يتميّز أبناؤها بالكفاءة بحيث يكون لهم في المجتمع الإقدام والمهابة ويقول جون كولر في تعريف الكشاتريا ما يلي: "وتتألف طبقة الكشاتريا من حماة المجتمع والقائمين على إدارة شؤونه وهم حراس باقي المجتمع والقائمون على أمنه وعلى تنفيذ القواعد المختلفة التي تقتضيها الوظائف الاجتماعية الضرورية وجاء في الجيتا أنَّ البطولة والقوّة والاستقامة وعدم الهرب في المعركة والكرم والقيادة هي واجبات رجال الكشاتريا ".
ثالثا الفايشاش:
مهمة هذه الطبقة أساسية و يقع الشأن الاقتصادي بيد هذه الطبقة وعملهم هذا لايقومون به اختياراً بل تنص عليه (منُّوسَمَرتي)، التي تقول:" وفرض على الويش سبعة أمور هي: حفظ الحيوانات ورعيها وإعطاء الصدقات، والقيام بعبادة يكيه، وقراءة الويد، والعمل بالتجارة، والتعامل بالربا، والاشتغال بالزراعة".
رابعا شودار:
وهي أدنى طبقات المجتمع في هرم التوزيع الهندوسي وهؤلاء أشبه ما يكونون بالعبيد فواجبهم الخدمة والعمل وإنجاز كلّ ما يوكل لهم من الطبقات الأعلى
وهناك أله لكل طبقة ومنذ الألف السادس قبل الميلاد حصلت هجرات عديدة و كان الآريون الآتون هاجروا من ضفاف بحر قزوين وهم المجموعة الأبرز والتي نبعت منها الديانة الهندوسية وبعد نزاعات شهدتها الهند مع باقي موجات الآريون وكلمة (آري) معناها الشريف.
لـم تنسب الهندوسية لشخص بل هي مزيج من تراث شعوب تمازجت في مجتمع واحد. يعتبر الإله الاساسي في عقيدة الهندوس هو برهم وقد تحدث البستاني في دائرة معارفه عن أصله فقال:" إنه من أصل فارسي مركب من كلمتين هما براي أي الارتفاع وماه أي عظيم أو ميه أي النشر ".
تطالعك المصادر والمراجع عن آلاف الآلهة التي يؤمنون بها الهندوس و لكل آلة منها اختصاص معين.
ويذكر ول ديورانت: " لو أحصينا الآلهة في الهند لاقتضى ذلك مائة مجلد وبعضها أقرب في طبيعته إلى الملائكة وبعضها قريب الى الشياطين وطائفة منهم يعبدون أجرام سماوية مثل الشمس وكثير منهم يعبدون الحيوانات أو الطيور فالهندوسي لا يرى فارقاً بعيداً بين الحيوان والإنسان فكلاهما له روح ".
وكلّ هذه الآلة تسمى (كارما) مثلاً الفيل الإله جانيشا واعتبروه ابن شيفا وفيه تتجسّد طبيعة الإنسان الحيوانية وكذلك القردة والأفاعي التي تسمى (ناجا) وعندهم قدسية خاصة لها وترى النّاس في كثير من مناطق الهند يقيمون كلّ عام حفلاً دينياً تكريماً للأفاعي ويقدّمون الهدايا مثل اللبن والموز لأفاعي الناجا عند مداخل جحورها وقد أقيمت المعابد تمجيداً للأفاعي مثل معبد شرق ميسور.
و ترتكز الديانة الهندوسية على ثالوث إلهي مكون من:
خالق هو براهما
وحافظ هو فيشنو
ومدمّر مهلك هو شيفا.
اما فشنو : ويسمونه الحافظ وهو المسيطر على العالم وهو الذي يتولى حفظ كل شيىء في هذا العالم وهو إله ممتلئ بالحبّ الذي يغذي الحياة ويبقي عليها و يصوّرونه على هيئة إنسان يجسّد الخير للبشر ويساعده في مهمته آلهة آخرون ومنهم راما وكرشنا ويحتل فيشنو موقعاً بارزا في الشعائر الهندوسية.
اما شيفا: وهو إله الفناء والدمار المهلك للعالـم و إله القسوة والتدمير وهو تجسيد لتلك القوّة الكونية التي تعمل على تخريب جميع الصور الكونية والكائنات العضوية و الكواكب.
ولهذا الثالوث تجليات في آلهة أخرى مثل كرشنا وراما وبودا وكاليكي.
وإذا أردنا أن نعرف بعض وظائف هذه الآلهة نراهم قد اعتبروا كرشنا آتياً من أجل إحلال السّلام
وبودا وهي من أجل نشر المعرفة والتعليم.
أمّا كاليكي Kalki فهو الإله المنتظر عند الهندوس والذي لـم ينـزل بعد الى الارض ولـم يحن وقت تجليه.
ظهور كالكي في نبؤة نهاية العالم
هناك خلافات حول زمان هذه النبؤة والهدف الإلهي منها.
في الصور الشعبية يظهر الأڤتار وهو يركب حصانا أبيض ومعه سيف لتدمير الشر الذي سببه كالي يوغا. حسب النبؤة سيقضي على الشيطان كالي ويجدد الدارما (طرق الفضيلة) والخلق ويؤسس عصر الصلاح من جديد.
أمّا العقائد الهندوسية :
فهم لا يؤمنون بحياة أخرى فيها جنّة ونار وثواب وعقاب وإنَّما يرتبط مصير النفس بموضوع التناسخ حيث تنتقل الأنفس من بدن إلى آخر وأعمال الإنسان هي التي تحدد مصير النفس فإذا سلك سبيل الخير انعتقت نفسه من دورة الحياة في الأبدان واتحدّت بالروح الكلية وإلاَّ تبقى في هذه الدورة متنقلة من بدن إلى آخر.
والنفس في معتقدهم يمكن أن ترقى إلى الكمال أمّا البدن فسمته النقص ولكي يحقّق الجسد درجة ما من التطهير ينبغي عليه أن يستغل وجود الروح فيه ولهذا قالوا بحرق البدن عند الموت والموت عندهم نهاية لا تجدّد لها.
وخلاصها يتمّ عن طريق ممارسة رياضة (اليوغا) وهذه الرياضة منها قسوة على البدن وتعويد للنفس على الصبر والثبات واليوجا كلمة معناها( النير) لأنَّها تخلّص النفس من أدران البدن.
اما مقدساتهم هي:
نهر الغانج الذي يحجون إليه سنوياً بقصد التطهر بمائه وكذلك يلقون فيه رماد موتاهم بعد أن يتمّ إحراق أجسادهم بعد الموت ويكتسي هذه الأهمية من كونه ينبع حسب زعمهم من تحت قدمي الإله الحافظ فيشنو.
البقر يقدسونه الهندوس ولا يأكلون لحومه والأبقار وهي تنتقل عندهم في شوارع المدن حيث تشاء وبحرية تامة لا يزعجها أحد وقد حصل الكثير من حوادث السير في الهند نتيجة توقف سريع إكراماً لبقرة ويستخدمون بول الابقار للعلاج والتبرك ويضعه الكهنة في أوعية ويرشونه على الجمهور بعد انتهاء طقوسهم في المعابد أما إذا ماتت البقرة وجب دفنها بأحسن الطقوس الدينية.
الطهارة:
فالجنابة كما جاء في نصوص كتابهم منُّوسَمَرتي يتمّ التطهر منها بالاغتسال ( إذا ما خرج المني من الإنسان فإنَّه يتطهر بالغسل) كما أن (المرء يطهر بالغسل إذا ما لامس شخصاً من الأسافل، أو امرأة حائضاً أو نفساء، أو جثمان ميّت أو لمس من قد لمس جثمان ميّت).
الصلاة:
ارتداء الثياب النظيفة ذات اللون الأصفر أو الأبيض مع غسل الأيدي والأفواه بالماء ويؤدي كلّ من الرّجل والمرأة الصلاة بهيئة مختلفة عن الآخر فالرجل يجلس متربعاً والمرأة تجثو على ركبتيها عند الصلاة التي يقيمونها في اليوم مرتين صباحاً ومساءً فصلاة الصبح عليه أن يؤديها وهو واقف على قدميه من الفجر حتّى مطلع الشمس وصلاة المساء يؤديها وهو جالس ويمتد وقتها إلى ظهور النجوم . ولا يتهاون الهندوس في أمر الصلاة وقد نصت كتبهم المقدسة على طرد من لـم يؤدها ويصبح من المنبوذين (الشودار) . ويستخدم الهندوس عند طقوسهم التي تكون برفقة الكاهن في المعابد إضافة إلى الماء في الطهارة النّار والبخور و الأزهار.
إحراق الموتى:
في المفهوم الهندوسي النفس هي الأساس والبدن ليس له أهمية فإن النفس عندهم تنتقل في دورة الحياة من بدن إلى آخر طلباً للتزكية والتطهر لذلك إذا ما مات الهندوسي فيكون في طقوسهم إحراق جثمانه ومن ثُمَّ وضع الرماد في أنبوب وإلقاء هذا الرماد في نهر الغانج النهر المقدّس عندهم. يغسل الميّت بالماء وكلّ الفتوح في الجسم تغلق تماماً. يحرق الجسم بالنّار المحترمة عندهم التي يقررها الكاهن يلقى عليها الحطب والمتخلّف (الرماد) من الحريق تتلى عليه التعاويذ والتراتيل الهندوسية ثُمَّ يتمّ وضعه في أنبوب لرميه بعدها في نهر الغانج.
المرأة عند الهندوس:
تفرض الديانة الهندوسية على المرأة صغيرة وشابّة أو مسنَّة ألا تعمل عملاً ولو داخل دارها بمطلق إرادتها وحريتها بل يجب أن تكون في صغرها تابعة لأبيها وفي صباها لزوجها وإذا مات زوجها فلإبنها ولا تكون مطلقة الحرية.
المصادر:
1. البستاني، بطرس، دائرة المعارف، بيروت، دار المعرفة.
2. ديورانت، ول، قصة الحضارة، ترجمة الدكتور زكي نجيب محمود، بيروت، دار الجيل، 1408هـ /
3.البيروني، أبو الريحان، الفلسفة الهندية، راجعه وقدّم له د. عبد الحليم محمود وعثمان عبد المنعم يوسف، صيدا ـ بيروت، المكتبة العصرية، د.ت، ص26ـ27.
4. حقّي، د. إحسان، مقدمة لكتاب منوسمرتي، أو شرع منو، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط1، سنة 1409هـ / 1988م، ص27.
5. السحمراني، أسعد، من قاموس الأديان، بحث الهندوسية، دار النفائس، بيروت، ط1، 1419هـ / 1998م،