بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمد لله رب العالمين
و صلى الله على محمد و آل محمد الأئمة و المهديين و سلم تسليما
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لاشك أن عقيدة المخلص المنتظر قديمة بقدم الزمان، و إنها ليست من خصوصيات دين الإسلام فقط، فكل الأديان السماوية و التي سبقت الإسلام في الزمن بشرت بهذه الفكرة، و ان اختلفت المسميات... بل حتى الأديان و المذاهب غير السماوية وصلت إليها الفكرة وأخذت تبشر به.
لكن:
تجد هناك من خاض في التفسير و حاول أن يفهم المهدي المنتظر حسب عقله الناقص و لذلك تجد، هناك من يرى المهدي اسطورة، و البعض الأخر وصفه بالخارق، و الآخر رجل صالح، و الآخر واجب الطاعة و غيرهم قال انه خرافة و فكرة دخيلة من الديانات الأخرى و الأقوال في هذا المجال لا تحصى و لا تعد.
ربما، بل أكيد:
ربما بل عفواً أكيد، سبب كل هذه الأقول المتضاربة هو سقم الفهم، و لذلك كل شخص ذهب الى حيث ما يريد و فسر المهدي حسب فهمه و قال ان الروايات في المهدي متضاربة لا يفهم منه شئ، و سبحان الله كأنهم ترجمان الوحي لحتى يعرفون ما المراد بها.
و لكن:
اليوم ظهر وصي المهدي عليه السلام و بين كل شئ و ذهب تضارب الروايات -حسب فهمهم السقيم- أدراج الرياح و لم يعد هناك شئ لم يفهم بل فسر كل شئ فلا شبهة في الأمر لحتى يعتذروا بسبب عدم فهم الروايات، بل اصبح كل شئ بفضلٍ من الله و ولي الله واضح و من أراد المزيد فاليراجع الى الأدلة و مضامين الدعوة المباركة حيث تجدون هناك كل شئ بالتفصيل الممل.
أترككم مع مقدمة عن فكر الإباضية و من ثم عقيدتهم في المهدي المنتظر عليه السلام.
الإسلام بركنية القرآن الكريم والسنة الشريفة هم المصدر والمنبع لدى المسلمين بكافة أطيافهم للإيمان والاعتقاد بهذه الفكرة .. فالمنقذ المخلص متواتر عند كثير من أهل الشرائع الأولى ، وأحاديث المهدي المنتظر متواترة عن نبي الاسلام وعلى السنة كافة طوائف المسلمين – إلا من شذ وندر – علماً بان صحة السند لا تشترط في الأحاديث المتواترة ، مما أدى إلى شهرة الفكرة بين المسلمين على مر العصور .. في هذه السطور نحاول تسليط الضوء على فكرة المهدي المنتظر عند إتباع المذهب الإباضي ، والبحث في أفكارهم عبارة عن بحث في فرقة موجودة من الخوارج ويعتبر مذهبهم المذهب الرسمي في سلطنة عُمان.
الإباضية أحد الطوائف الإسلامية ، سمي بهذا الاسم نسبة إلى (عبد الله بن أباض التميمي) ، ولكن المؤسس الحقيقي للمذهب هو جابر بن زيد الأزدي وهو أحد التابعين ، وهو أحد تلاميذ ابن عباس ، وهو ممن روى الحديث عن السيدة عائشة وعن عدد من الصحابة ، وكان ذا مذهب خاص به في الفقه .. سياسيا ، ينسب المذهب الإباضي إلى (عبد الله بن أباض المريّ التميمي) الذي عاصر الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان (65 – 85هـ).
ودينيا ، يذكر الإباضية إن إمامهم الأول الذي أسس المذهب هو (جابر بن زيد الازدي العماني) ولذلك فان أغلب الأحاديث النبوية يرويها علماء المذهب عن جابر.
ظهر المذهب الإباضي في القرن الأول الهجري في البصرة ، فهو يعتبر من المذاهب الإسلامية القديمة ومستمر حتى الآن ، يقول الإباضيون أن مذهبهم تعود نشأته بالدرجة الأولى إلى العامل الديني والسياسي ، الذي تمثل في مبايعة عبد الله بن وهب الراسبي من طرف بعض الصحابة والتابعين الذين أنكروا التحكيم على الإمام علي بن أبي طالب u وشكلوا حركة سياسية وكان على رأس تلك الحركة ثلاث شخصيات يعود إليها البدء في تأسيس الحركة وبلورة أفكارها ومبادئها وهم : أبو بلال مرداس بن حدير التميمي ، وجابر بن زيد الازدي ، وعبد الله بن أباض.
وكانت هذه النشأة في شوال 37هـ .. اشترك أبو بلال في واقعة النهروان عام 38هـ مع الخوارج ، وبعد الهزيمة التي ألحقها بهم الإمام علي u انقسم الخوارج عام 64هـ إلى أربع فرق كبرى وهي[1]:-
والعجب أن هذه الفرق ظهرت في زمان واحد ، فصار للقوم أئمة أربعة ، كل يدعو إلى نفسه .. يرفض أتباع المذهب الإباضي حالياً أن يطلق عليهم او يسموا بالخوارج فيقولون : إن كلمة الخوارج تشمئز منها النفس وينقبض منها القلب مثل كلمة (الإرهابي) حالياً، وان حديث المروق والخروج عن الإسلام لا ينطبق عليهم ، والمتمثل في قوله صلى الله عليه وآله : (يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية) .. ويقولون إن الاعتبارات التي من أجلها أطلق المسمى على الخوارج لا وجود لها عند الإباضية مطلقاً ، وان كلمة الخوارج لا يجب أن تطلق إلا على الذين خرجوا من الدين ومرقوا من الإسلام .
إن المتتبع يرى إن الإباضية تلتقي مع الخوارج من الناحية الفكرية في قضيتين جوهريتين هما :
أولا :- رفض التحكيم : إن الإباضية والخوارج ينتقدون قبول التحكيم ويرون إن الإمام علي u مخطئ في قبوله التحكيم ، لأنه جعل حقه في الخلافة موضع نزاع مع معاوية ، وكما اخطأ في قبوله تحكيم الحكمين ، فقد أخطأ كذلك في قتاله لأهل النهروان .
ثانياً :- نفي لزوم القرشية في الإمام : فأصلها الحديث الذي ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله الذي يقول : (الخلافة في قريش) أو (كلهم من قريش) .. ورأى الإباضية وكذلك الخوارج إن الخلافة الإسلامية لا تنحصر في قبيلة أو عائلة أو طائفة وإنما يتولى أمر المسلمين الأكفاء والأقدر على خدمتهم وتسيير أمورهم .
أما الخوارج في نظر الإباضية هم طوائف قديمة من الناس من زمن التابعين رؤوسهم نافع بن الأزرق ، ونجدة بن عامر ، وعبد الله بن الصفار ومن شايعهم ، وسموا خوارج لأنهم خرجوا عن الحق وعن الأمة ، بالحكم على مرتكب الذنب بالشرك وان محاربيهم مشركون ، ويترتب على ذلك ما يترتب على حرب المشرك ، فاستحلوا ما حرم الله من الدماء والأموال بالمعصية ، وحين اخطأوا في التأويل لم يقتصروا على مجرد القول ، بل تجاوزوه إلى الفعل ، وهم باعتقادهم وعملهم وقد خرجوا من الإسلام وخرجوا عن الحق فهم الذين يمكن أن ينطبق عليهم حديث المروق من الدين .
إن الإباضية كانت من إحدى الطوائف التي رفضت التحكيم واعتزلت الإمام علي u ، ولذا فأغلب المؤرخين ينسب الإباضية إلى الخوارج على وجه العموم ، وبعضهم قال : الإباضية أعدل الخوارج ، والآخر قال : الإباضية اقرب فرق الخوارج إلى أهل السنة .. مما سبق يتبين لنا إن المذهب الإباضي (المعتدل) أحد فرق الخوارج[3]، وتكون في أول أمره كحركة سياسية ، ومع مرور الايام تطور إلى مذهب فقهي كغيره من المذاهب الإسلامية.
مصادر التشريع عند الإباضية : القرآن والسنة والإجماع والرأي ، وبالنسبة للأحاديث النبوية فيعتمدون على المسند الربيع بن حبيب الفراهيدي ويطلق عليه الإباضية (الجامع الصحيح) ويعتبرونه من أصح كتب الحديث سنداً ، لأن معظم الأحاديث رواها (الربيع) عن شيخه (أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة) عن (جابر بن زيد) عن احد الصحابة ، وتوفي الربيع بن حبيب بن عمرو الازدي مابين عام 171هـ و 180هـ ودفن في عمان .
كما يحدثنا التاريخ[4] إن الإباضية لم يخرجوا على الدولة الأموية لا خروجا سياسياً ولا خروجاً دينياً ، ولكنهم لم يكونوا راضيين عن سياسة الأمويين .. فهذا عبد الله بن أباض الذي تنسب إليه الإباضية لم يرفع السيف في وجه الدولة الأموية ولكنه اكتفى بنقد سياستهم عن طريق المراسلة ، وكذلك أبو بلال مرداس فكان ينتقد سياسة الأمويين باللسان ولم يرفع سيفاً[5]..
استمر الإباضية يقيمون (الإمامة) في عمان كلما سنحت لهم الفرصة ، فإذا ما ضعفت قامت الملكية على أنقاضها وهكذا دواليك ، وكانت آخر إمامة استطاع الإباضية إقامتها سنة 1331هـ ، واستمرت حتى عام 1375هـ[7].
تنتشر الإباضية في الوقت الحالي بشكل أساسي في سلطنة عُمان حيث يشكلون حوالي 75% من العمانيين (1,8 مليون تقريبا) ، وينتشر المذهب أيضا في وادي ميزاب في الجزائر (350 ألف تقريباً) ، وفي جبل نفوسة وفي زوارة في ليبيا (70 ألف تقريباً) ، وفي جزيرة جربه بتونس (10 آلاف تقريباً) ، بالاضافه إلى مناطق مختلفة كاليمن والشمال الإفريقي ومصر وزنجبار ومالي وغانا والسعودية وبعض المغتربين في الدول الأجنبية ، مما يشكل أتباع ومعتنقي المذهب الإباضي حالياً في العالم حوال 2,5 مليون شخص كان سبب انتشار ووجود أتباع للمذهب الإباضي حالياً في كل من عُمان وشمال إفريقيا ، هو قيام دول إباضية في تلك المناطق.
إن المهدي المنتظر في الفكر الإباضي عبارة عن خرافة لا اساس لها من الصحة ، ويعتبرون الفكرة من الإمور الغيبية التي لا ينبغي الإيمان بها إلا على أدلة قطعية ، وفي نظرهم لا توجد ادله قطعية بخصوص المهدي المنتظر ، ولذا فهم يصرّحون ويؤكدون إن أخبار المهدي قد تسربت للفكر الإسلامي قديما من أهل الكتاب (وبالخصوص اليهود) الذين اسلموا في بداية العصر الإسلامي الأول ، وكانوا يرون أخبار المخلص المنتظر من موروثهم الديني المحرَّف .
يصرح الإباضية عن فكرة المهدي المنتظر بأنها خرافية كما يقول أحد علماءهم: (انتشر بين بعض المسلمين فكرة ظهور رجل خارق في آخر الزمان يملأ الدنيا قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجورا في فترة لا تتجاوز الأيام المعدودة ، وأنه هو المهدي المنتظر .. لم يقبل الإباضية بمثل هذه الأفكار لمخالفتها منهج القرآن الكريم الذي وعد المسلمين بالنصر والتمكين في أي زمان ومكان إن هم أقاموا منهج الله وشرعه ، كما إن تلك الأفكار تنشر في الأمة التخاذل والتواكل وانتظار المجهول دون محاولة للسعي والعمل ، وفكرة المهدوية ذات أصول توراتية وهي في حقيقتها بشارة بالنبي الخاتم محمد صلى الله عليه وآله)[8].
عند الرجوع إلى الجذور التاريخية والعقدية لنظرة الإباضية للمهدي المنتظر نجد إن هذه المدرسة خلت مروياتها من الغالبية العظمة من هذا الصنف من الروايات (المهدي المنتظر أو اشراط الساعة) ، كما خلا التنظير العقدي والفقهي عبر تاريخ الفكر الإباضي من الاهتمام بهذه القضايا .. ومع مسيرة الزمن وبفعل حركة التثاقف والتلاقح بين المدرسة الإباضية والمدارس الإسلامية الأخرى حصل نوع من انتقال بعض هذه القضايا إلى قطاع بسيط جداً جداً من التفكير الإباضي ، لكن لم يصل الأمر إلى دائرة الاعتقاد بها ، ونجد هذا الأمر في بعض الكتب الإباضية في القرن الهجري السادس ، كالدليل والبرهان لأبي يعقوب الوارجلاني (توفي: 570 هـ) ذكر في ج 2ص 35 (وقد وردت عن رسول الله صلى الله عليه وآله أخبار المهدي انه يكون في آخر الزمان ، كادت تكون ضرورية ، وانه يملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعد إذ ملئت ظلماً وجوراً) وقال في ج2 ص24 : (فإن كان عن معصوم كان حقا ، ولا معصوم إلا المهدي وعيسى ابن مريم عليهما السلام).. كذلك ذكر الشيخ القطب في (وفاء الضمانة بأداء الأمانة) ج5 –ج6، عدد لا يستهان به من روايات المهدي المنتظر والدجال وعودة المسيح u دون إن يعلق عليها بشيء .. أما الشيخ الجيطالي في (قناطر الخيرات) ج3 ص546 و ص 547، ذكر عدداً من الاشراط المستقبلية للساعة مثل : طلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى u والدجال وغيرها .. لكننا نجد في أوآخر القرن الهجري الماضي وبدايات هذا القرن شهدت الساحة الإباضية عودة إلى التحفظ على فكرة المهدي المنتظر وبعض القضايا الغيبية جريا على ما كان عليه الخط الإباضي العام من عدم الاعتناء بها .. وممن تحفظوا على فكرة المهدي المنتظر من علماء الإباضية المتأخرين نذكر :-
ولمزيد من التوسع ومعرفة رأي بقية علماء الإباضية حول المهدي المنتظر ، يفضل مراجعة كتاب[13] (اشراط الساعة – النص التاريخي من ص،203 إلى ص211 ) ، للكاتب الإباضي / الأستاذ خالد بن مبارك الوهيبي ، والذي جمعها من جانبه من متفرق كتب ومخطوطات ومحاضرات الإباضية .
[1] - كتاب : الخوارج والحقيقة الغائبة ص172 ، للكاتب الإباضي : ناصر بن سليمان السابعي ط الأولى عام 1999م .
[2] - كتاب الخوارج والحقيقة الغائبة ص177.
[3] - وقد أكد الشيخ جعفر السبحاني في موسوعته الملل والنحل ج 5 ص233 ، عندما تطرق إلى حجج الإباضية ونفيهم أنهم فرقة من الخوارج قال الشيخ السبحاني : كل ما ذكروه أشبه بالخطابة ، وذلك : إن تخصيص اسم الخوارج بالمتطرفين منهم كالأزارقه والنجدات وتخصيص بلاوجه ، فقد أطلق هذا اللفظ في عصر الإمام علي u على من خرجوا عليه .. وان تسميتهم بها كان رائجاً في عصر معاوية ، أي قبل عام الستين (هجرية) وقبل إن يتسنم الازارقه والنجدات منصة القيادة .. ويستنتج من ذلك : إن الخوارج أطلق يوم أطلق على من خرج عن طاعة أمير المؤمنين u وأنكروا التحكيم عليه من غير فرق بين اولهم او من أتى بعدهم .
[4] - الدكتور عمرو خليفة النامي في مقدمة تحقيقه لكتاب أجوبة ابن خلفون .
[5] - ولكن في زمن الإمام علي u اشترك في معركة النهروان في صف الخوارج .
[6] - الإمامة في الفقه الإسلامي ، ص22 للأستاذ علي بن هلال العبري ، رسالة ماجستير عام 1991م بكلية الفقه وأصوله في الجامعة الأردنية .
[7] - المصدر السابق ص23.
[8] - كتاب الإباضية تاريخ ومنهج ومبادئ – زكريا خليفة المحرمي – عمان مكتبة الغبيراء ط الأولى 2005م.
[9] - محاضرة بعنوان من أشراط الساعة ، يوليو 1998م ، الرستاق ، سلطنة عمان نقلا عن كتاب اشراط الساعة للوهيبي ص208 .
[10] - في ظلال السنة ، تسجيلات مشارق الأنوار سلطنة عمان ، نقلا عن كتاب اشراط الساعة للوهيبي ص210.
[11] - محاضرة الدعوة والتعليم عند الإباضية ، احمد بن سعود السيابي ، بهلا ، سلطنة عمان 2003م .
[12] - سورة المائدة أيه 3 .
[13] - نشر مكتبة الغبيراء – سلطنة عمان – الطبعة الأولى 2004م.
يتبع......
و الحمد لله رب العالمين
و صلى الله على محمد و آل محمد الأئمة و المهديين و سلم تسليما
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لاشك أن عقيدة المخلص المنتظر قديمة بقدم الزمان، و إنها ليست من خصوصيات دين الإسلام فقط، فكل الأديان السماوية و التي سبقت الإسلام في الزمن بشرت بهذه الفكرة، و ان اختلفت المسميات... بل حتى الأديان و المذاهب غير السماوية وصلت إليها الفكرة وأخذت تبشر به.
لكن:
تجد هناك من خاض في التفسير و حاول أن يفهم المهدي المنتظر حسب عقله الناقص و لذلك تجد، هناك من يرى المهدي اسطورة، و البعض الأخر وصفه بالخارق، و الآخر رجل صالح، و الآخر واجب الطاعة و غيرهم قال انه خرافة و فكرة دخيلة من الديانات الأخرى و الأقوال في هذا المجال لا تحصى و لا تعد.
ربما، بل أكيد:
ربما بل عفواً أكيد، سبب كل هذه الأقول المتضاربة هو سقم الفهم، و لذلك كل شخص ذهب الى حيث ما يريد و فسر المهدي حسب فهمه و قال ان الروايات في المهدي متضاربة لا يفهم منه شئ، و سبحان الله كأنهم ترجمان الوحي لحتى يعرفون ما المراد بها.
و لكن:
اليوم ظهر وصي المهدي عليه السلام و بين كل شئ و ذهب تضارب الروايات -حسب فهمهم السقيم- أدراج الرياح و لم يعد هناك شئ لم يفهم بل فسر كل شئ فلا شبهة في الأمر لحتى يعتذروا بسبب عدم فهم الروايات، بل اصبح كل شئ بفضلٍ من الله و ولي الله واضح و من أراد المزيد فاليراجع الى الأدلة و مضامين الدعوة المباركة حيث تجدون هناك كل شئ بالتفصيل الممل.
أترككم مع مقدمة عن فكر الإباضية و من ثم عقيدتهم في المهدي المنتظر عليه السلام.
الإسلام بركنية القرآن الكريم والسنة الشريفة هم المصدر والمنبع لدى المسلمين بكافة أطيافهم للإيمان والاعتقاد بهذه الفكرة .. فالمنقذ المخلص متواتر عند كثير من أهل الشرائع الأولى ، وأحاديث المهدي المنتظر متواترة عن نبي الاسلام وعلى السنة كافة طوائف المسلمين – إلا من شذ وندر – علماً بان صحة السند لا تشترط في الأحاديث المتواترة ، مما أدى إلى شهرة الفكرة بين المسلمين على مر العصور .. في هذه السطور نحاول تسليط الضوء على فكرة المهدي المنتظر عند إتباع المذهب الإباضي ، والبحث في أفكارهم عبارة عن بحث في فرقة موجودة من الخوارج ويعتبر مذهبهم المذهب الرسمي في سلطنة عُمان.
- الإباضية: النشأة والعقائد:-
الإباضية أحد الطوائف الإسلامية ، سمي بهذا الاسم نسبة إلى (عبد الله بن أباض التميمي) ، ولكن المؤسس الحقيقي للمذهب هو جابر بن زيد الأزدي وهو أحد التابعين ، وهو أحد تلاميذ ابن عباس ، وهو ممن روى الحديث عن السيدة عائشة وعن عدد من الصحابة ، وكان ذا مذهب خاص به في الفقه .. سياسيا ، ينسب المذهب الإباضي إلى (عبد الله بن أباض المريّ التميمي) الذي عاصر الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان (65 – 85هـ).
ودينيا ، يذكر الإباضية إن إمامهم الأول الذي أسس المذهب هو (جابر بن زيد الازدي العماني) ولذلك فان أغلب الأحاديث النبوية يرويها علماء المذهب عن جابر.
ظهر المذهب الإباضي في القرن الأول الهجري في البصرة ، فهو يعتبر من المذاهب الإسلامية القديمة ومستمر حتى الآن ، يقول الإباضيون أن مذهبهم تعود نشأته بالدرجة الأولى إلى العامل الديني والسياسي ، الذي تمثل في مبايعة عبد الله بن وهب الراسبي من طرف بعض الصحابة والتابعين الذين أنكروا التحكيم على الإمام علي بن أبي طالب u وشكلوا حركة سياسية وكان على رأس تلك الحركة ثلاث شخصيات يعود إليها البدء في تأسيس الحركة وبلورة أفكارها ومبادئها وهم : أبو بلال مرداس بن حدير التميمي ، وجابر بن زيد الازدي ، وعبد الله بن أباض.
وكانت هذه النشأة في شوال 37هـ .. اشترك أبو بلال في واقعة النهروان عام 38هـ مع الخوارج ، وبعد الهزيمة التي ألحقها بهم الإمام علي u انقسم الخوارج عام 64هـ إلى أربع فرق كبرى وهي[1]:-
- الأزارقه : وهم المنسوبون إلى نافع بن الأزرق ألحنظلي (البصرة) مقتول سنة 65هـ ، (الفرقة انقرضت ولم يعد لها أثر) .
- النجدات : وهم المنسوبون إلى نجدة بن عامر الحنفي (اليمامة) (الفرقة انقرضت) .
- الصفرية : وهم المنسوبون إلى عبد الله بن الصفار السعدي (الفرقة انقرضت) .
- الإباضية : وهم المنسوبون إلى عبد الله بن أباض التميمي (متوفي 86هـ) وهو واحد من الذين ثبتوا على المنهج الذي سار عليه أهل النهروان وتتابع عليه الإباضية فيما بعد[2]، وهي الفرقة الوحيدة المستمرة حتى الآن .
والعجب أن هذه الفرق ظهرت في زمان واحد ، فصار للقوم أئمة أربعة ، كل يدعو إلى نفسه .. يرفض أتباع المذهب الإباضي حالياً أن يطلق عليهم او يسموا بالخوارج فيقولون : إن كلمة الخوارج تشمئز منها النفس وينقبض منها القلب مثل كلمة (الإرهابي) حالياً، وان حديث المروق والخروج عن الإسلام لا ينطبق عليهم ، والمتمثل في قوله صلى الله عليه وآله : (يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية) .. ويقولون إن الاعتبارات التي من أجلها أطلق المسمى على الخوارج لا وجود لها عند الإباضية مطلقاً ، وان كلمة الخوارج لا يجب أن تطلق إلا على الذين خرجوا من الدين ومرقوا من الإسلام .
إن المتتبع يرى إن الإباضية تلتقي مع الخوارج من الناحية الفكرية في قضيتين جوهريتين هما :
أولا :- رفض التحكيم : إن الإباضية والخوارج ينتقدون قبول التحكيم ويرون إن الإمام علي u مخطئ في قبوله التحكيم ، لأنه جعل حقه في الخلافة موضع نزاع مع معاوية ، وكما اخطأ في قبوله تحكيم الحكمين ، فقد أخطأ كذلك في قتاله لأهل النهروان .
ثانياً :- نفي لزوم القرشية في الإمام : فأصلها الحديث الذي ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله الذي يقول : (الخلافة في قريش) أو (كلهم من قريش) .. ورأى الإباضية وكذلك الخوارج إن الخلافة الإسلامية لا تنحصر في قبيلة أو عائلة أو طائفة وإنما يتولى أمر المسلمين الأكفاء والأقدر على خدمتهم وتسيير أمورهم .
أما الخوارج في نظر الإباضية هم طوائف قديمة من الناس من زمن التابعين رؤوسهم نافع بن الأزرق ، ونجدة بن عامر ، وعبد الله بن الصفار ومن شايعهم ، وسموا خوارج لأنهم خرجوا عن الحق وعن الأمة ، بالحكم على مرتكب الذنب بالشرك وان محاربيهم مشركون ، ويترتب على ذلك ما يترتب على حرب المشرك ، فاستحلوا ما حرم الله من الدماء والأموال بالمعصية ، وحين اخطأوا في التأويل لم يقتصروا على مجرد القول ، بل تجاوزوه إلى الفعل ، وهم باعتقادهم وعملهم وقد خرجوا من الإسلام وخرجوا عن الحق فهم الذين يمكن أن ينطبق عليهم حديث المروق من الدين .
إن الإباضية كانت من إحدى الطوائف التي رفضت التحكيم واعتزلت الإمام علي u ، ولذا فأغلب المؤرخين ينسب الإباضية إلى الخوارج على وجه العموم ، وبعضهم قال : الإباضية أعدل الخوارج ، والآخر قال : الإباضية اقرب فرق الخوارج إلى أهل السنة .. مما سبق يتبين لنا إن المذهب الإباضي (المعتدل) أحد فرق الخوارج[3]، وتكون في أول أمره كحركة سياسية ، ومع مرور الايام تطور إلى مذهب فقهي كغيره من المذاهب الإسلامية.
مصادر التشريع عند الإباضية : القرآن والسنة والإجماع والرأي ، وبالنسبة للأحاديث النبوية فيعتمدون على المسند الربيع بن حبيب الفراهيدي ويطلق عليه الإباضية (الجامع الصحيح) ويعتبرونه من أصح كتب الحديث سنداً ، لأن معظم الأحاديث رواها (الربيع) عن شيخه (أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة) عن (جابر بن زيد) عن احد الصحابة ، وتوفي الربيع بن حبيب بن عمرو الازدي مابين عام 171هـ و 180هـ ودفن في عمان .
- الانتشار التاريخي والحالي:-
كما يحدثنا التاريخ[4] إن الإباضية لم يخرجوا على الدولة الأموية لا خروجا سياسياً ولا خروجاً دينياً ، ولكنهم لم يكونوا راضيين عن سياسة الأمويين .. فهذا عبد الله بن أباض الذي تنسب إليه الإباضية لم يرفع السيف في وجه الدولة الأموية ولكنه اكتفى بنقد سياستهم عن طريق المراسلة ، وكذلك أبو بلال مرداس فكان ينتقد سياسة الأمويين باللسان ولم يرفع سيفاً[5]..
- قامت في عُمان دولة باسم الإباضية في عهد أبي العباس السفاح سنة 132هـ.
- أعلنوا الإمامة في اليمن سنة 129هـ ، وفي طرابلس شمال إفريقيا سنة 142هـ[6].
- قامت في الشمال الإفريقي دوله إباضية باسم الدولة الرستمية أسسها (عبد الرحمن بن رستم) الفارسي سنة 160هـ وجعل مدينه تاهرت عاصمتها (تيارات حالياً ، وهي مدينة جزائرية) والتي استمرت قرابة 120 سنة . وبعد سقوط الدولة الإباضية في تاهرت احتفظت التجمعات السكانية الإباضية حتى أيامنا هذه بنوع من الاستقلال الديني والسياسي ويقوم مجالس العلماء والتي عرفت في اصطلاح الإباضية (بمجالس العزابة) برعاية أمورهم .
استمر الإباضية يقيمون (الإمامة) في عمان كلما سنحت لهم الفرصة ، فإذا ما ضعفت قامت الملكية على أنقاضها وهكذا دواليك ، وكانت آخر إمامة استطاع الإباضية إقامتها سنة 1331هـ ، واستمرت حتى عام 1375هـ[7].
تنتشر الإباضية في الوقت الحالي بشكل أساسي في سلطنة عُمان حيث يشكلون حوالي 75% من العمانيين (1,8 مليون تقريبا) ، وينتشر المذهب أيضا في وادي ميزاب في الجزائر (350 ألف تقريباً) ، وفي جبل نفوسة وفي زوارة في ليبيا (70 ألف تقريباً) ، وفي جزيرة جربه بتونس (10 آلاف تقريباً) ، بالاضافه إلى مناطق مختلفة كاليمن والشمال الإفريقي ومصر وزنجبار ومالي وغانا والسعودية وبعض المغتربين في الدول الأجنبية ، مما يشكل أتباع ومعتنقي المذهب الإباضي حالياً في العالم حوال 2,5 مليون شخص كان سبب انتشار ووجود أتباع للمذهب الإباضي حالياً في كل من عُمان وشمال إفريقيا ، هو قيام دول إباضية في تلك المناطق.
- رأي الإباضية في المهدي المنتظر :-
إن المهدي المنتظر في الفكر الإباضي عبارة عن خرافة لا اساس لها من الصحة ، ويعتبرون الفكرة من الإمور الغيبية التي لا ينبغي الإيمان بها إلا على أدلة قطعية ، وفي نظرهم لا توجد ادله قطعية بخصوص المهدي المنتظر ، ولذا فهم يصرّحون ويؤكدون إن أخبار المهدي قد تسربت للفكر الإسلامي قديما من أهل الكتاب (وبالخصوص اليهود) الذين اسلموا في بداية العصر الإسلامي الأول ، وكانوا يرون أخبار المخلص المنتظر من موروثهم الديني المحرَّف .
يصرح الإباضية عن فكرة المهدي المنتظر بأنها خرافية كما يقول أحد علماءهم: (انتشر بين بعض المسلمين فكرة ظهور رجل خارق في آخر الزمان يملأ الدنيا قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجورا في فترة لا تتجاوز الأيام المعدودة ، وأنه هو المهدي المنتظر .. لم يقبل الإباضية بمثل هذه الأفكار لمخالفتها منهج القرآن الكريم الذي وعد المسلمين بالنصر والتمكين في أي زمان ومكان إن هم أقاموا منهج الله وشرعه ، كما إن تلك الأفكار تنشر في الأمة التخاذل والتواكل وانتظار المجهول دون محاولة للسعي والعمل ، وفكرة المهدوية ذات أصول توراتية وهي في حقيقتها بشارة بالنبي الخاتم محمد صلى الله عليه وآله)[8].
عند الرجوع إلى الجذور التاريخية والعقدية لنظرة الإباضية للمهدي المنتظر نجد إن هذه المدرسة خلت مروياتها من الغالبية العظمة من هذا الصنف من الروايات (المهدي المنتظر أو اشراط الساعة) ، كما خلا التنظير العقدي والفقهي عبر تاريخ الفكر الإباضي من الاهتمام بهذه القضايا .. ومع مسيرة الزمن وبفعل حركة التثاقف والتلاقح بين المدرسة الإباضية والمدارس الإسلامية الأخرى حصل نوع من انتقال بعض هذه القضايا إلى قطاع بسيط جداً جداً من التفكير الإباضي ، لكن لم يصل الأمر إلى دائرة الاعتقاد بها ، ونجد هذا الأمر في بعض الكتب الإباضية في القرن الهجري السادس ، كالدليل والبرهان لأبي يعقوب الوارجلاني (توفي: 570 هـ) ذكر في ج 2ص 35 (وقد وردت عن رسول الله صلى الله عليه وآله أخبار المهدي انه يكون في آخر الزمان ، كادت تكون ضرورية ، وانه يملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعد إذ ملئت ظلماً وجوراً) وقال في ج2 ص24 : (فإن كان عن معصوم كان حقا ، ولا معصوم إلا المهدي وعيسى ابن مريم عليهما السلام).. كذلك ذكر الشيخ القطب في (وفاء الضمانة بأداء الأمانة) ج5 –ج6، عدد لا يستهان به من روايات المهدي المنتظر والدجال وعودة المسيح u دون إن يعلق عليها بشيء .. أما الشيخ الجيطالي في (قناطر الخيرات) ج3 ص546 و ص 547، ذكر عدداً من الاشراط المستقبلية للساعة مثل : طلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى u والدجال وغيرها .. لكننا نجد في أوآخر القرن الهجري الماضي وبدايات هذا القرن شهدت الساحة الإباضية عودة إلى التحفظ على فكرة المهدي المنتظر وبعض القضايا الغيبية جريا على ما كان عليه الخط الإباضي العام من عدم الاعتناء بها .. وممن تحفظوا على فكرة المهدي المنتظر من علماء الإباضية المتأخرين نذكر :-
- قال الشيخ أحمد بن حمد الخليلي )المفتي العام الحالي لسلطنة عمان( موضحاً رأي الإباضية في مسألة المهدي المنتظر[9]: (علينا نحن ان نعمل وان يكون كل واحد منا هادياً مهدياً بمشيئة الله سبحانه وتعالى ، وأن لا ننتظر من يظهر بعد حين ، على أن الروايات في المهدي فيها الكثير من الاضطراب كما شرح ذلك العلامة رشيد رضا ، وقد وضعَت في المهدي روايات متعددة وادعى الكثير من الناس انه هو المهدي المنتظر ، ومن الناس من قال إن المهدي من ذرية الحسين بن علي ، ومنهم من قال هو من ذرية الحسن بن علي ، ومنهم من قال هو من ذرية العباس بن عبدالمطلب ، وهذا مما يدل على إن للاتجاه السياسي دخلاً في حبك هذه الروايات) .
- أما الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي (وهو مرجع الإباضية حالياً في الحديث النبوي الشريف) فقد قال في محاضرة له[10] (أحاديث المهدي مكذوبة موضوعة ، لم تثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله).
- الشيخ بكلي عبد الرحمن عمر الذي قال في الفتاوى : (أما المهدي فما قيل في الدجال فقد حيك مثله فيه من روايات متضاربة أثارت إشكالات يصعب الجمع بينها ، اتخذ المهدي ميدانا ركض فيه كثير من ذوي الغايات والمطامع في الملك والسلطان ، وكلما مضى أحدهم ولم تحقق الآمال التي نيطت به حاولوا لعب ورقته مع آخر ، كما كان اصحاب الرايات السوداء والرايات الصفراء ودعوى السفياني قبلة ، ويبدو لي والله اعلم أنها من دسائس المنظمات السرية التي أسست لهدم الإسلام وإفساده بإدخال الخرافات على تعاليمه ومبادئه ، ومن وراء ذلك تثبيط أبنائه عن العمل والأخذ بأسباب القوة اتكالا على المهدي وانتظار خروجه ، فيقعدهم ذلك عن الدفاع عنه وصيانة حماه) .
- الشيخ علي يحي معمر في الحلقة الأولى من موسعة (الإباضية في موكب التاريخ) ص5 حيث عد قضية المهدي المنتظر من الخرافات التي تسربت إلى المسلمين.
- الشيخ ناصر بن أبي نبهان الخروصي حيث قال : (وفي أخبار قومنا إن الله يبعث المهدي ويخرج الدجال وينزل عيسى من السماء ، وكل ذلك في نفسي بعيد من الصواب ، ومعي إن الخضر ميت وعيسى كذلك ) .
- الشيخ احمد بن سعود السيابي الذي قال في محاضرة له[11]: (والقول بالمهدي المنتظر ونزول المسيح عيسى u قدح في خاتمية النبوة وعصمة هذه الأمة في عدم اجتماعها على ضلال ، فهو قدح فيها أنها كانت على استقامة ، وهي رد لكلام الله تعالى بقوله: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} [12] ، وقد يقول قائل من الاخوة الإباضية إن المسالة وجدت في بعض تآليف علماء الإباضية ، فنقول له : إن هذا صحيح ، لكنه عند التأمل نجده تأثراً بما في كتب الآخرين).
ولمزيد من التوسع ومعرفة رأي بقية علماء الإباضية حول المهدي المنتظر ، يفضل مراجعة كتاب[13] (اشراط الساعة – النص التاريخي من ص،203 إلى ص211 ) ، للكاتب الإباضي / الأستاذ خالد بن مبارك الوهيبي ، والذي جمعها من جانبه من متفرق كتب ومخطوطات ومحاضرات الإباضية .
[1] - كتاب : الخوارج والحقيقة الغائبة ص172 ، للكاتب الإباضي : ناصر بن سليمان السابعي ط الأولى عام 1999م .
[2] - كتاب الخوارج والحقيقة الغائبة ص177.
[3] - وقد أكد الشيخ جعفر السبحاني في موسوعته الملل والنحل ج 5 ص233 ، عندما تطرق إلى حجج الإباضية ونفيهم أنهم فرقة من الخوارج قال الشيخ السبحاني : كل ما ذكروه أشبه بالخطابة ، وذلك : إن تخصيص اسم الخوارج بالمتطرفين منهم كالأزارقه والنجدات وتخصيص بلاوجه ، فقد أطلق هذا اللفظ في عصر الإمام علي u على من خرجوا عليه .. وان تسميتهم بها كان رائجاً في عصر معاوية ، أي قبل عام الستين (هجرية) وقبل إن يتسنم الازارقه والنجدات منصة القيادة .. ويستنتج من ذلك : إن الخوارج أطلق يوم أطلق على من خرج عن طاعة أمير المؤمنين u وأنكروا التحكيم عليه من غير فرق بين اولهم او من أتى بعدهم .
[4] - الدكتور عمرو خليفة النامي في مقدمة تحقيقه لكتاب أجوبة ابن خلفون .
[5] - ولكن في زمن الإمام علي u اشترك في معركة النهروان في صف الخوارج .
[6] - الإمامة في الفقه الإسلامي ، ص22 للأستاذ علي بن هلال العبري ، رسالة ماجستير عام 1991م بكلية الفقه وأصوله في الجامعة الأردنية .
[7] - المصدر السابق ص23.
[8] - كتاب الإباضية تاريخ ومنهج ومبادئ – زكريا خليفة المحرمي – عمان مكتبة الغبيراء ط الأولى 2005م.
[9] - محاضرة بعنوان من أشراط الساعة ، يوليو 1998م ، الرستاق ، سلطنة عمان نقلا عن كتاب اشراط الساعة للوهيبي ص208 .
[10] - في ظلال السنة ، تسجيلات مشارق الأنوار سلطنة عمان ، نقلا عن كتاب اشراط الساعة للوهيبي ص210.
[11] - محاضرة الدعوة والتعليم عند الإباضية ، احمد بن سعود السيابي ، بهلا ، سلطنة عمان 2003م .
[12] - سورة المائدة أيه 3 .
[13] - نشر مكتبة الغبيراء – سلطنة عمان – الطبعة الأولى 2004م.
يتبع......
Comment