ما هي الطائفة البكتاشية ؟
البكتاشية هي الطريقة التركية التي أسسها الشيخ محمد بن إبراهيم أتا الشهير بالحاج بكتاش ، المتوفي في عام 1336م ، وهي خليط من الطرق الصوفية التي تقدمتها مثل القلندرية واليسوية والحيدرية ، وهي الطرق التي سايرت البيئة التركية ، وفشت فيها بتأثير من العقيدة الشامانية .
فلسفة الطريقة : ويرى بعض البحاثة أن الطريقة البكتاشية ، هي مزيج من عقيدة وحدة الوجود ، ويقول أحمد سري ( شيخ مشايخ الطريقة ) ، الطريقة العلية البكتاشية هي طريقة أهل البيت الطاهر رضوان الله عليهم أجمعين ، وقد انحدرت أصولها من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، وعن أولاده وأحفاده إلى أن وصلت إلى مشايخنا الكرام ، يداً بيد وكابراً عن كابر ، وعنهم أخذنا مبادئ هذه الطريقة الجليلة . وقد وضع الحاج بكتاش كتاباً سماه ( مقالات ) اتبع فيه فكرة الإثني عشرية والتولي والتبرئة ، وهي من مصطلحات الشيعة .
انتشار الطريقة : وقد كثر أتباع البكتاشية في تركيا ، وساعد على انتشارها الأسلوب الذي كان شيوخها يتحدثون به إلى الأتراك السذج ، وكانت تعتبر الشيخ اليسوي مرشداً لشيخها ، وتنادي بمبادئ هذا الشيخ ، ولكن رويداً رويداً استقلت وأصبحت لها مبادئها الخاصة . اتصلت البكتاشية بفرقة الأنكشارية التركية . وقد سار السلطان أورخان التركي ( 1326 – 1389م ) مع فرقة الإنكشارية إلى الحاج بكتاش ، وطلب منه أن يباركها فوضع الشيخ يده على رأس أحد جنودها ودعا لهم قائلاً : ( فليكن اسمهم إنكشارية ) ، اللهم اجعل وجوههم بيضاء وسيوفهم فواصل ، ورماحهم قاتلة ، واجعلهم منتصرين قاهرين لأعدائهم . ومن هنا سمى الإنكشارية أنفسهم بالبكتاشية ، وتوثقت العرى بين الطريقة البكتاشية ، وأقوى فرقة جيش في تركيا حينها ، بل وفي السلطة العثمانية . وكانت التكايا البكتاشية المنتشرة في أرجاء السلطة العثمانية موئلاً للإنكشارية ، وكان لكل ثكنة عسكرية إنكشارية مرشد بكتاشي ، كما أقيمت تكية بكتاشية قرب كل معسكر للإنكشارية ، وبذلك تسلطت البكتاشية على الإنكشارية تسلطاً تاماً إلى أن قضى السلطان محمود الثاني على نفوذ أتباع هذه الطريقة ومشايخها على الإنكشارية والدولة عام 1826م ، لكن أتباعها أخذوا بنشرها في صفوف الشعب ، وقد لاقت رواجاً كبيراً بسبب ما كان في أشعارها من لذة روحية وسهولة في الأسلوب ، ولما امتاز به شيوخها من رقة الحاشية وحلو الحديث والبعد عن الجدل العنيف ، وكانت تكاياها مثالاً للنظافة والأناقة مع ما اشتهرت به من السر البكتاشي ، والأشعار الميسرة التي كانت تنشد في التكايا ، وتعرف بالنفس ، وكان من أشهر شعراء البكتاشية الشاعر ( يونس أمره ) ، وكانت لهم تكية في جبل الجيوشي في القاهرة ، يرقد بها جثمان الشيخ عبد الله المغاوري ، وهو أحد أقطابها وشعرائها ، ثم بنيت لهم تكية أخرى في المعادي في القاهرة وآخر شيوخها هو أحمد سري بابا .
تراتبية الطريقة : وقد قسم أصحاب البكتاشية المنتسبين إليها إلى درجات هي :
1 – العاشق وهو الذي يحب الطريقة ويعتنق مبادئها ، وله رغبة في الانضمام إليها ، ويكثر الحضور إلى التكية .
2 – الطالب : وهو الذي يعلن رغبته بالانضمام ويرشحه الشيخ لذلك ليتقبل الإقرار ويعطي العهد وتقام له حفلة لهذا الغرض .
3 – المحب : وهو الطالب الذي انتسب بعد حفلة الإقرار إلى الطريقة البكتاشية وحصل على البيعة .
4 – الدرويش : وهو الذي يتبحر في آداب الطريقة وعلومها ، ويلم بأركانها ومبادئها وأركانها ، ويهب نفسه لخدمة العامة فيها .
5 – الباب : وهي درجة المشيخة ولا يصل إليها الدرويش إلا بعد مدة طويلة ، حيث يكون قد عرف الرموز وألم بها .
6 – الدده : وهو الخليفة ولا يمنح هذه المرتبة إلا شيخ مشايخ الطريقة ، الذي يعتبر بمثابة رئيس لهذه الطريقة ويكون الدده رئيساً لفرع من فروع الطريقة .
7 – الدده بابا : وهو شيخ المشايخ ، وينتخب من الخلفاء ، وهو المدير العام لشؤون الطريقة وأتباعها في العالم .
التكية البكتاشية : وهي عبارة عن ضيعة كبيرة واسعة ، فيها قصر ضخم يقيم فيه شيخها ، وفيها قبور مزخرفة تضم رفات مشايخ الطريقة والمؤثرين في انتشارها بين الناس ، وفيها غرف ضخمةً أيضاً يقيم بها الدراويش منقطعين لعبادة الله سبحانه والذكر ، وفيها أيضاً آلاف المواشي من البقر والغنم ، ويقال أن التكية السليمانية في دمشق والتي بناها السلطان سليمان القانوني كانت بكتاشية ، لكن عدداً من المؤرخين ينفون ذلك ويقولون إنما كانت مدرسة ونادي للفقراء من أهل دمشق . وتحصل التكية البكتاشية على احتياجاتها من الأموال من منتسبي الطريقة في البلد الذي تتواجد فيه ، وعلى المنتسب أن يقوم بواجبات عديدة في خدمة التكية منها خدمة الدراويش وخدمة الضيوف .
العهد ودخول التكية : ولقبول المريد أو الطالب نظام خاص ، فعند دخوله إلى ميدان التكية يقرأ الدليل أبياتاً معينة من الشعر !! ، ثم يقول اللهم صلي على جمال محمد وكمال علي والحسن والحسين ، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، ثم يقول جئت بباب الحق بالشوق سائلاً مقراً به محمداً وحيدراً ، وطالب بالسر والفيض منهما ومن الزهراء والبشير شبراً . ثم يقرأ الشيخ على الطالب آية البيعة إن الذين يبايعونك . . . بعد ذلك يقول الطالب أبياتاً من الشعر يعلن بها دخول الطريقة : وبالحب أسلمت الحشا خادماً لآل العباس وملاذي هو الحاج بكتاش قطب الأولياء .
آداب زيارة التكية : على الزائر أن يغتسل قبل زيارة التكية ، وعليه أن يحمل معه هدية ولو كمية من الملح ، فإذا وصل الباب شمر على رجليه ، ولا يجوز له أن يطأ العتبة برجله لأنها مقدسة ، ثم يلتحق بالخدمة التي تطلب منه ، وفي وقت المجلس يجلس حسب مرتبته والمراتب بالأقدمية . ثم يذهب المريد إلى القبر الموجود بالتكية ، ولزيارة القبر آداب خاصة منها السلام المخصوص ، ثم العودة ووجهه إلى القبر حتى يخرج الشيخ من الغرفة المجاورة ، وفي العادة لا يجلس مع المريدين والزوار إلا إذا حصل على الأذن بذلك من الشيخ ، ولا يزوره المريد إلا بصحبة الدرويش المختص ، وعليه أن يخلع حذاءه ويدخل مطأطئ الرأس ، ويقف على خطوات من الشيخ ويقرأ النص التالي : وجهك بصورة الحق إشارة . وجهك الحج والعمرة والزيارة . وجهك للطائعين قبلة الإمارة . وجهك القرآن الموجز العبارة . ثم يتقدم المريد ويقبل يد الشيخ ، ثم يعود بظهره عدة خطوات ولا يجلس حتى يأذن له الشيخ بالجلوس . أما الشيخ فلا بد أن يراعي ما يلي :
1 – أن يضع إبهام القدم اليمنى فوق اليسرى .
2 – وضع اليدين على الصدر فوق السرة .
المصدر:التاريخ الاسلامي رؤية معاصرة،د/جمال الدين فالح الكيلاني ،مكتبة المصطفى ،القاهرة،2011،ص23
البكتاشية هي الطريقة التركية التي أسسها الشيخ محمد بن إبراهيم أتا الشهير بالحاج بكتاش ، المتوفي في عام 1336م ، وهي خليط من الطرق الصوفية التي تقدمتها مثل القلندرية واليسوية والحيدرية ، وهي الطرق التي سايرت البيئة التركية ، وفشت فيها بتأثير من العقيدة الشامانية .
فلسفة الطريقة : ويرى بعض البحاثة أن الطريقة البكتاشية ، هي مزيج من عقيدة وحدة الوجود ، ويقول أحمد سري ( شيخ مشايخ الطريقة ) ، الطريقة العلية البكتاشية هي طريقة أهل البيت الطاهر رضوان الله عليهم أجمعين ، وقد انحدرت أصولها من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، وعن أولاده وأحفاده إلى أن وصلت إلى مشايخنا الكرام ، يداً بيد وكابراً عن كابر ، وعنهم أخذنا مبادئ هذه الطريقة الجليلة . وقد وضع الحاج بكتاش كتاباً سماه ( مقالات ) اتبع فيه فكرة الإثني عشرية والتولي والتبرئة ، وهي من مصطلحات الشيعة .
انتشار الطريقة : وقد كثر أتباع البكتاشية في تركيا ، وساعد على انتشارها الأسلوب الذي كان شيوخها يتحدثون به إلى الأتراك السذج ، وكانت تعتبر الشيخ اليسوي مرشداً لشيخها ، وتنادي بمبادئ هذا الشيخ ، ولكن رويداً رويداً استقلت وأصبحت لها مبادئها الخاصة . اتصلت البكتاشية بفرقة الأنكشارية التركية . وقد سار السلطان أورخان التركي ( 1326 – 1389م ) مع فرقة الإنكشارية إلى الحاج بكتاش ، وطلب منه أن يباركها فوضع الشيخ يده على رأس أحد جنودها ودعا لهم قائلاً : ( فليكن اسمهم إنكشارية ) ، اللهم اجعل وجوههم بيضاء وسيوفهم فواصل ، ورماحهم قاتلة ، واجعلهم منتصرين قاهرين لأعدائهم . ومن هنا سمى الإنكشارية أنفسهم بالبكتاشية ، وتوثقت العرى بين الطريقة البكتاشية ، وأقوى فرقة جيش في تركيا حينها ، بل وفي السلطة العثمانية . وكانت التكايا البكتاشية المنتشرة في أرجاء السلطة العثمانية موئلاً للإنكشارية ، وكان لكل ثكنة عسكرية إنكشارية مرشد بكتاشي ، كما أقيمت تكية بكتاشية قرب كل معسكر للإنكشارية ، وبذلك تسلطت البكتاشية على الإنكشارية تسلطاً تاماً إلى أن قضى السلطان محمود الثاني على نفوذ أتباع هذه الطريقة ومشايخها على الإنكشارية والدولة عام 1826م ، لكن أتباعها أخذوا بنشرها في صفوف الشعب ، وقد لاقت رواجاً كبيراً بسبب ما كان في أشعارها من لذة روحية وسهولة في الأسلوب ، ولما امتاز به شيوخها من رقة الحاشية وحلو الحديث والبعد عن الجدل العنيف ، وكانت تكاياها مثالاً للنظافة والأناقة مع ما اشتهرت به من السر البكتاشي ، والأشعار الميسرة التي كانت تنشد في التكايا ، وتعرف بالنفس ، وكان من أشهر شعراء البكتاشية الشاعر ( يونس أمره ) ، وكانت لهم تكية في جبل الجيوشي في القاهرة ، يرقد بها جثمان الشيخ عبد الله المغاوري ، وهو أحد أقطابها وشعرائها ، ثم بنيت لهم تكية أخرى في المعادي في القاهرة وآخر شيوخها هو أحمد سري بابا .
تراتبية الطريقة : وقد قسم أصحاب البكتاشية المنتسبين إليها إلى درجات هي :
1 – العاشق وهو الذي يحب الطريقة ويعتنق مبادئها ، وله رغبة في الانضمام إليها ، ويكثر الحضور إلى التكية .
2 – الطالب : وهو الذي يعلن رغبته بالانضمام ويرشحه الشيخ لذلك ليتقبل الإقرار ويعطي العهد وتقام له حفلة لهذا الغرض .
3 – المحب : وهو الطالب الذي انتسب بعد حفلة الإقرار إلى الطريقة البكتاشية وحصل على البيعة .
4 – الدرويش : وهو الذي يتبحر في آداب الطريقة وعلومها ، ويلم بأركانها ومبادئها وأركانها ، ويهب نفسه لخدمة العامة فيها .
5 – الباب : وهي درجة المشيخة ولا يصل إليها الدرويش إلا بعد مدة طويلة ، حيث يكون قد عرف الرموز وألم بها .
6 – الدده : وهو الخليفة ولا يمنح هذه المرتبة إلا شيخ مشايخ الطريقة ، الذي يعتبر بمثابة رئيس لهذه الطريقة ويكون الدده رئيساً لفرع من فروع الطريقة .
7 – الدده بابا : وهو شيخ المشايخ ، وينتخب من الخلفاء ، وهو المدير العام لشؤون الطريقة وأتباعها في العالم .
التكية البكتاشية : وهي عبارة عن ضيعة كبيرة واسعة ، فيها قصر ضخم يقيم فيه شيخها ، وفيها قبور مزخرفة تضم رفات مشايخ الطريقة والمؤثرين في انتشارها بين الناس ، وفيها غرف ضخمةً أيضاً يقيم بها الدراويش منقطعين لعبادة الله سبحانه والذكر ، وفيها أيضاً آلاف المواشي من البقر والغنم ، ويقال أن التكية السليمانية في دمشق والتي بناها السلطان سليمان القانوني كانت بكتاشية ، لكن عدداً من المؤرخين ينفون ذلك ويقولون إنما كانت مدرسة ونادي للفقراء من أهل دمشق . وتحصل التكية البكتاشية على احتياجاتها من الأموال من منتسبي الطريقة في البلد الذي تتواجد فيه ، وعلى المنتسب أن يقوم بواجبات عديدة في خدمة التكية منها خدمة الدراويش وخدمة الضيوف .
العهد ودخول التكية : ولقبول المريد أو الطالب نظام خاص ، فعند دخوله إلى ميدان التكية يقرأ الدليل أبياتاً معينة من الشعر !! ، ثم يقول اللهم صلي على جمال محمد وكمال علي والحسن والحسين ، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، ثم يقول جئت بباب الحق بالشوق سائلاً مقراً به محمداً وحيدراً ، وطالب بالسر والفيض منهما ومن الزهراء والبشير شبراً . ثم يقرأ الشيخ على الطالب آية البيعة إن الذين يبايعونك . . . بعد ذلك يقول الطالب أبياتاً من الشعر يعلن بها دخول الطريقة : وبالحب أسلمت الحشا خادماً لآل العباس وملاذي هو الحاج بكتاش قطب الأولياء .
آداب زيارة التكية : على الزائر أن يغتسل قبل زيارة التكية ، وعليه أن يحمل معه هدية ولو كمية من الملح ، فإذا وصل الباب شمر على رجليه ، ولا يجوز له أن يطأ العتبة برجله لأنها مقدسة ، ثم يلتحق بالخدمة التي تطلب منه ، وفي وقت المجلس يجلس حسب مرتبته والمراتب بالأقدمية . ثم يذهب المريد إلى القبر الموجود بالتكية ، ولزيارة القبر آداب خاصة منها السلام المخصوص ، ثم العودة ووجهه إلى القبر حتى يخرج الشيخ من الغرفة المجاورة ، وفي العادة لا يجلس مع المريدين والزوار إلا إذا حصل على الأذن بذلك من الشيخ ، ولا يزوره المريد إلا بصحبة الدرويش المختص ، وعليه أن يخلع حذاءه ويدخل مطأطئ الرأس ، ويقف على خطوات من الشيخ ويقرأ النص التالي : وجهك بصورة الحق إشارة . وجهك الحج والعمرة والزيارة . وجهك للطائعين قبلة الإمارة . وجهك القرآن الموجز العبارة . ثم يتقدم المريد ويقبل يد الشيخ ، ثم يعود بظهره عدة خطوات ولا يجلس حتى يأذن له الشيخ بالجلوس . أما الشيخ فلا بد أن يراعي ما يلي :
1 – أن يضع إبهام القدم اليمنى فوق اليسرى .
2 – وضع اليدين على الصدر فوق السرة .
المصدر:التاريخ الاسلامي رؤية معاصرة،د/جمال الدين فالح الكيلاني ،مكتبة المصطفى ،القاهرة،2011،ص23