رد: لقاء مع الأنصار....
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
اللهم صلي على محمد و ال محمد الائمة و المهديين و سلم تسليما
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
1. كيف اخترت اسمك بالمنتدى /البال توك؟ و ماذا يعني؟
في بداية فتح غرفتنا الاسلامية في البالتوك كنت أدخل من حساب والدي لأستمع للأنصار وكيفية محاورتهم ثم رأيت (المنصور15/امامي احمد) يردد على التكست (لبيك أحمد..لبيك يا يماني) فاقشعر بدني لرؤية الكتابة وعملت اسم على وفقه. فأهل البيت هم من يعرفونا به سبحانه وهم العلامة على الطريق فبدون تلبية داعي الحق الامام احمد الحسن (ع) لدمنا في التيه.
2. كيف التحقت بالدعوة؟ ومنذ متى؟
آمنت عام 2008.
إحدى الأخوات الأنصاريات، والتي كان لنا معرفة مسبقة بها قبل الدعوة بسنين، أبلغت أمي على الهاتف بأن إبن الامام المهدي قد ظهر وكنت جالسة بالقرب من أمي فأخبرتني بذلك و لكن لم أتوقع أن هذا الإبن معصوم أو واجب الطاعة فقلت في نفسي: (الامام المهدي عنده ابن؟ على كل حال نحن ننتظر الأب). وللأسف لم يكن لدي ذلك الإهتمام بالدين فأبي شيعي وأمي سنية في ذلك الوقت .. فتارة أميل الى الشيعة وأحضر الحسينيات في ذكرى المواليد واستشهاد الطاهرين رغم أنني لم أكن أعرف حتى اسمهم و لكن فقط أحب مرافقة أبي .. و تارة أذهب مع أمي الى المساجد السنية لأداء صلاة التراويح أثناء شهر رمضان.
ولكن سبحان الله في سنة إيماني بالدعوة أصبح لدي الكثير من الشكوك و كنت فعلا في حيرة أي من الأديان صحيحة فلم يكن لدي أي معرفة. بعد الرجوع من السفر، دعا الأنصار في البلدة أبي و صديقهم لإبلاغهما بالدعوة، فكان أبي يطرح الكثير من الأسألة والشكوك أما الرجل الآخر فكان ساكت معظم الوقت..وانتهى الأمر الى إيمان أبي أما صديقهم فلم يؤمن الى الآن نسأل الله لهم الهداية. عند رجوع أبي من لقاء الأنصار،ذهبت مسرعة لإستقباله كالعادة و لكن كان تغير مفاجيء في وجهه فأول ما سمعته منه أنه قال (الملتوي عليه من أهل النار).. فقلت في نفسي المسألة خطيرة وارتعبت عند سماعي تلك الكلمات رغم أنني لم أعرف من قائلها ولكن فقط التفكير أن هذا الإبن ليس كأي إبن كما تصورت بل من لا يؤمن به يستحق النار، جعلني الجأ الى الله. فصليت صلاة المغرب و لكن رجلي لم تعينني على القيام لإكمال صلاة العشاء، فصرت أبكي ولأول مرة في حياتي يأتيني هكذا شعور فرفعت يدي قائلة: يا ربي أني جاهلة. أعرف أنه علي البحث عن ديني بنفسي فهذا تكليفي و لكن لا أعرف أين أبدأ ولا أعرف ماذا أقرأ فلدي امتحانات و مدرسة فأرجوك أرجوك ساعدني لأتعرف على الدين الذي ترضاه.. اذا تريدني أن أصبح سنية سأكون سنية من اليوم و اذا تريدني أن أصبح شيعية سأصبح شيعية من اليوم أو حتى إذا تريدني أتبع أحمد الحسن لأتبعته فقط دليني على الطريق.
لا يمكن أن أصف ما شعرته فكانت هذه أول مرة أشعر بالقرب من الله و أنه يسمعني، لجأت اليه سبحانه في مسائل عديدة من قبل و لكن هذه المسألة كانت مختلفة تماما، شعرت أنني الآن وفي هذه اللحظة ولدت وجئت الى هذا العالم، أما ما سبق من حياتي فكانت لا شيء...لا شيء تماما. أتممت صلاة العشاء وكانت الطمأنينة في قلبي أن الامام أحمد الحسن (ع) حق...الكلمات تعجز عن وصف هذه الطمأنينة فهي من الله سبحانه ولايشعر بها إلا من حصلت له.
3. ما هو تاثير الدعوة على حياتك؟
كنت متلهفة لعطلة نصف السنة حتى أبدأ بقراءة كتب الامام احمد الحسن (ع)، فطبعت الكتب كلها و رتبتها بالتدريج من أول كتب صدر من الامام الى آخر ما صدر في تلك السنة. وعندما جاءت العطلة بدأت أقرأ الكتب و أسجل كل ما يطلبه الامام (ع) منا في ورقة أو أضع تأشيرات في الكتب تدل على وجود أمر من الامام يجب أن أفعله كمثال ما قاله في المتشابهات (تعلموا تعاليم الأنبياء و اعملوا بها) و توصياته لنا بقتل الانا وتقليل الطعام الا للحاجة والتزود بالتقوى و قوله (اغسلوا الطين عن أعينكم وآذانكم حتى تروا الله وتسمعوا الله وهو يكلمكم حتى في الحجر) والأذكار و الأدعية. وما أن بدأت بتطبيق القليل منها إلا وتحفزت الى معرفة المزيد و تطبيق المزيد...فعلا رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة.
وعندما انتهت العطلة لأباشر الدوام، كنت أمشي بين الناس دون الالتفات اليهم بل كأني في حوار مستمر مع الله، أراقب اشاراته وهو يعلمني في كل شيء..كنت أحضر بيانات الامام (ع) لأقرأها أثناء الفرصة أو في طريقي الى المدرسة أو رجوعي الى البيت...فابتعدت عن صديقاتي و كل من حولي لأنفرد مع الله سبحانه و كلمات الامام التي كانت تجذبني دائما و تشوقني لقراءة المزيد من علمه (ع).
يا ليت الناس يشعرون بما يشعر به الأنصار من لذة القرب من الله ومعرفة إمام زمانهم و أباهم الروحي وإخوانهم و أخواتهم الروحانيين...لم يعد للمادة تأثير أو حسبان فالأخ هو أخ الدين و الأخت هي أخت في الدين. هذه الروابط لم أشعر بها يوما قط إلا مع الأنصار. هذا مجتمع مثالي لم تعرفه الأزمنة إلا مع أولياء الله حقا.
4. موقف صعب مر عليك خلال مشوار الحق؟
بعد أن قرأت كتب الامام (ع)، لم أكن أحب التكلم في أي شيء غير الدعوة الى أن وصل بي الحال أن أكون وحيدة دائما، في المدرسة والبيت. عندما حصلت الأنتخابات في العراق و كانت صديقاتي يتكلمون عنها و كم يتمنون أن يكونوا 18 سنة حتى يشاركوا فيها، لم أتحمل الموقف فأخبرتهم بحاكمية الله وبلغتهم بالإمام احمد الحسن ولكن تجاهلوني وأصبحوا يتشاورون بينهم عن كيف تغيرت و اصبحت "معقدة" و في ليلة آخر يوم لي في المدرسة قبل تخرجي. قلت في نفسي كيف سأتخرج من المدرسة دون تعريف صفي بالامام..كيف سأواجهم يوم القيامة وهم يقولون لي لماذا لم تبلغينا و انت بيننا؟ فكنت أردد في نفسي (لا قوة الا بالله .. وعلى الله فليتوكل المؤمنون .. وقول الامام علي (ع) : قل الحق يا أبا ذر فقد قلت الحق و لم يبقي لي الحق من خليل) .. كل كلمة أصبح لها معنى. فالأمر ليس سهلا أن أواجههم كلهم وحدي ولا اعلم كيف هي ردة فعلهم ولكن رأيت رؤيا بأني أمشي مع الرسول (ص) و أبلغ الناس بمجيء الامام احمد الحسن .. فزاد الأمر يقيني وسلمت أمري الى الله.
طبعت منشورات عن آخر الزمان و مجيء المهدي احمد الحسن وحديثين او ثلاث من كتب الشيعة و السنة. كان يجب علي تبليغ أكبر عدد ممكن كما قال الامام في أحد أجوبته (ع). فأستخرت الله و كانت مبشرة. وفي اليوم التالي، كان ذلك اليوم هو يوم الخميس..وضعت المنشورات على طاولة كل البنات أثناء نزولهم الى الساحة وقت الفرصة. كذلك أعطيت المنشور الى بعض أساتذتي ومعلماتي...قلت لهم أنه ايميل حصلت عليه ولأهميته أردت أن يقرؤوه. ردة فعل الصف كانت غريبة فالبعض منهم يتسائلون ما هذا بصورة تهكمية والبعض الاخر يتهامسون بينهم .. جلست وحيدة أردد بأني الله معي يحميني وان الرسول (ص) كان يمشي معي في الرؤيا اثناء تبليغي...كان شعور رائع رغم صعوبته. أما ردة فعل الأساتذة فأحدهم استدعاني الى مكتبه وقال لي ما هذا؟ فشرحت له الأمر وقلت له لا استطيع ابلاغك بكل شيء فالامر يطول و علي الرجوع الى الصف ولكن هذا هو الموقع الرسمي .. اقرأ وستعرف الكثير .. أما ردة فعل المعلمات فاستدعتني إحداهن وايضا شرحت لها الدعوة، كانت تخاف من الفتنة فقلت لها ان امر مجيء المهدي حتمي و الاشارات تدل على ذلك ... لا اعلم ما حدث لهم الآن فقد تخرجت، أسأل الله أن يريهم الحق ان شاء الله.
كما ذكرت أن هذا حصل يوم الخميس .. وفي اليوم التالي كان صدور كتاب التوحيد للامام احمد الحسن (ع) فقد صدر يوم الجمعة والحمدلله على كل حال.
5. هل رايت رؤيا او كشف أثر بك بشكل كبير؟
في احدى الليالي اشتقت للسيدة فاطمة الزهراء (ع) فدعوت الله أن أراها ويعرفني بها لأعرفه سبحانه. فرأيت في نفس الليلة:
ليلة الأحد –
25/4/2010
ساعة 3:30 فجرا
رأيت أنني في طريق الخروج من غرفتي وإذا بوجه امرأة من نور يظهر من أعلى باب الغرفة. فقلت: الله! مولاتي فاطمة! يا بنت رسول الله. فكأن الوجه خرج من الحائط ليظهر باقي الجسم. كانت فاطمة (ع) وجهها مشرق و لابسة مثل العبائ، لونها اخضرغامق تشبه لباس السيدة مريم (في المسلسلة عن مريم ع). فقلت لها: مولاتي شكد انتظرت اشوفج، الحمد لله شفتج! (مولاتي كم انتظرت رؤيتك، الحمد لله رأيتك). فابتسمت لي وأمسكت بيداي الاثنين. فقلت لها: خادمة لكِ مولاتي، خادمة لكِ، تقبليني خادمة. ثم قلت لحظة أحضر دفتر وأكتبي لي شيئا حتى عندما أستيقظ، يكون عندي شيء طاهر منكِ أحتفظ به مثل ما أحتفظ بالتحصين المكتوب بخط الامام احمد الحسن (ع). فأحضرت دفتر أبيض سميك كنت أكتب فيه الرؤى من أعلى الرف. و أثناء هذا تحولت فاطمة (ع) الى بنت اسمها (البيعة لله) فحضنتها وقلت لها مشتاقة لكِ كثيرا! كيف حالك؟ فقالت لي: الحمد لله. ثم ضحكنا سوية وكتبت لي شيئا في الدفتر الذي أعطيته لها.
والرؤيا الأخرى:
مرة كنت نصف نائمة فرأيت الامام احمد الحسن (ع) يصلي واقفا أمام سريري في الغرفة فشاهدته وهو يصلي بخشوع و سكينة ثم أدرت ظهري الى الناحية الاخرى فرأيته جالسا على سريري كالجلوس بين السجدتين. فابتسمت له و أغمضت عيني لأكمل نومي.
6. كيف تتعامل مع الأنا ( طريقتك لمحاربتها)؟
قراءة كتب الامام و العمل بها هي الخريطة الواضحة و الفريدة لقتل الانا..فبالعمل يصبح لكل شيء معنى. وكذلك قراءة الادعية كالصحيفة السجادية و الادعية اليومية (دعاء السبت و الاحد و الاثنين...) و زيارة الائمة كل واحد في يومه (يوم السبت زيارة النبي .. الاحد زيارة الامام علي و السيدة فاطمة....الخ) وكلها مذكورة في مفاتيح الجنان.
7. مارايك بالمنتدى؟ جريدة الصراط المستقيم؟غرف البال توك الخاصة بالدعوة؟
جميعها لها تأثير إيجابي و قوي على الناس و الأنصار. فمن خلالها نستطيع أن نكون على دراية بالأوامر التي تأتي من الامام و كذلك على اتصال بالدعوة و التبليغ.
8- كلمة أخيرة؟
وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا
قد ينشغل معظمنا بالدراسة أو العمل أو الأسرة ولكن من المهم أن تكون الدعوة رقم 1 في حياتنا.
قال الامام احمد الحسن (ع) :
(قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ ، ولم يقل إلا ليأكلون أو إلا ليعملون، فإذا كان لابد من العمل والأكل والشرب، فليكن للعبادة نصيب أعظم وأوفر وأكبر. فأجملوا في الطلب يرحمكم الله، ولا تكن الدنيا منتهى همكم، ومبلغ علمكم. واعبدوا الله حق عبادته لتكون الآخرة لكم، فإن إليها المآل وفيها محط الرحال، والمقر بعد الآجال، فلا تغرنكم الحياة ولا يغرنكم بالله الغرور، فإنه سبحانه وتعالى يخاطبكم فيقول: (يا بن آدم أما تنصفني، أتحبب إليك بالنعم وتتمقت إليَّ بالمعاصي. خيري إليك منزل وشرك إلي صاعد، ولا يزال ملك كريم يأتيني عنك في كل يوم وليلة بعمل قبيح. يا بن آدم لو سمعت وصفك من غيرك، وأنت لا تعلم من الموصوف لسارعت إلى مقته)
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
اللهم صلي على محمد و ال محمد الائمة و المهديين و سلم تسليما
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
1. كيف اخترت اسمك بالمنتدى /البال توك؟ و ماذا يعني؟
في بداية فتح غرفتنا الاسلامية في البالتوك كنت أدخل من حساب والدي لأستمع للأنصار وكيفية محاورتهم ثم رأيت (المنصور15/امامي احمد) يردد على التكست (لبيك أحمد..لبيك يا يماني) فاقشعر بدني لرؤية الكتابة وعملت اسم على وفقه. فأهل البيت هم من يعرفونا به سبحانه وهم العلامة على الطريق فبدون تلبية داعي الحق الامام احمد الحسن (ع) لدمنا في التيه.
2. كيف التحقت بالدعوة؟ ومنذ متى؟
آمنت عام 2008.
إحدى الأخوات الأنصاريات، والتي كان لنا معرفة مسبقة بها قبل الدعوة بسنين، أبلغت أمي على الهاتف بأن إبن الامام المهدي قد ظهر وكنت جالسة بالقرب من أمي فأخبرتني بذلك و لكن لم أتوقع أن هذا الإبن معصوم أو واجب الطاعة فقلت في نفسي: (الامام المهدي عنده ابن؟ على كل حال نحن ننتظر الأب). وللأسف لم يكن لدي ذلك الإهتمام بالدين فأبي شيعي وأمي سنية في ذلك الوقت .. فتارة أميل الى الشيعة وأحضر الحسينيات في ذكرى المواليد واستشهاد الطاهرين رغم أنني لم أكن أعرف حتى اسمهم و لكن فقط أحب مرافقة أبي .. و تارة أذهب مع أمي الى المساجد السنية لأداء صلاة التراويح أثناء شهر رمضان.
ولكن سبحان الله في سنة إيماني بالدعوة أصبح لدي الكثير من الشكوك و كنت فعلا في حيرة أي من الأديان صحيحة فلم يكن لدي أي معرفة. بعد الرجوع من السفر، دعا الأنصار في البلدة أبي و صديقهم لإبلاغهما بالدعوة، فكان أبي يطرح الكثير من الأسألة والشكوك أما الرجل الآخر فكان ساكت معظم الوقت..وانتهى الأمر الى إيمان أبي أما صديقهم فلم يؤمن الى الآن نسأل الله لهم الهداية. عند رجوع أبي من لقاء الأنصار،ذهبت مسرعة لإستقباله كالعادة و لكن كان تغير مفاجيء في وجهه فأول ما سمعته منه أنه قال (الملتوي عليه من أهل النار).. فقلت في نفسي المسألة خطيرة وارتعبت عند سماعي تلك الكلمات رغم أنني لم أعرف من قائلها ولكن فقط التفكير أن هذا الإبن ليس كأي إبن كما تصورت بل من لا يؤمن به يستحق النار، جعلني الجأ الى الله. فصليت صلاة المغرب و لكن رجلي لم تعينني على القيام لإكمال صلاة العشاء، فصرت أبكي ولأول مرة في حياتي يأتيني هكذا شعور فرفعت يدي قائلة: يا ربي أني جاهلة. أعرف أنه علي البحث عن ديني بنفسي فهذا تكليفي و لكن لا أعرف أين أبدأ ولا أعرف ماذا أقرأ فلدي امتحانات و مدرسة فأرجوك أرجوك ساعدني لأتعرف على الدين الذي ترضاه.. اذا تريدني أن أصبح سنية سأكون سنية من اليوم و اذا تريدني أن أصبح شيعية سأصبح شيعية من اليوم أو حتى إذا تريدني أتبع أحمد الحسن لأتبعته فقط دليني على الطريق.
لا يمكن أن أصف ما شعرته فكانت هذه أول مرة أشعر بالقرب من الله و أنه يسمعني، لجأت اليه سبحانه في مسائل عديدة من قبل و لكن هذه المسألة كانت مختلفة تماما، شعرت أنني الآن وفي هذه اللحظة ولدت وجئت الى هذا العالم، أما ما سبق من حياتي فكانت لا شيء...لا شيء تماما. أتممت صلاة العشاء وكانت الطمأنينة في قلبي أن الامام أحمد الحسن (ع) حق...الكلمات تعجز عن وصف هذه الطمأنينة فهي من الله سبحانه ولايشعر بها إلا من حصلت له.
3. ما هو تاثير الدعوة على حياتك؟
كنت متلهفة لعطلة نصف السنة حتى أبدأ بقراءة كتب الامام احمد الحسن (ع)، فطبعت الكتب كلها و رتبتها بالتدريج من أول كتب صدر من الامام الى آخر ما صدر في تلك السنة. وعندما جاءت العطلة بدأت أقرأ الكتب و أسجل كل ما يطلبه الامام (ع) منا في ورقة أو أضع تأشيرات في الكتب تدل على وجود أمر من الامام يجب أن أفعله كمثال ما قاله في المتشابهات (تعلموا تعاليم الأنبياء و اعملوا بها) و توصياته لنا بقتل الانا وتقليل الطعام الا للحاجة والتزود بالتقوى و قوله (اغسلوا الطين عن أعينكم وآذانكم حتى تروا الله وتسمعوا الله وهو يكلمكم حتى في الحجر) والأذكار و الأدعية. وما أن بدأت بتطبيق القليل منها إلا وتحفزت الى معرفة المزيد و تطبيق المزيد...فعلا رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة.
وعندما انتهت العطلة لأباشر الدوام، كنت أمشي بين الناس دون الالتفات اليهم بل كأني في حوار مستمر مع الله، أراقب اشاراته وهو يعلمني في كل شيء..كنت أحضر بيانات الامام (ع) لأقرأها أثناء الفرصة أو في طريقي الى المدرسة أو رجوعي الى البيت...فابتعدت عن صديقاتي و كل من حولي لأنفرد مع الله سبحانه و كلمات الامام التي كانت تجذبني دائما و تشوقني لقراءة المزيد من علمه (ع).
يا ليت الناس يشعرون بما يشعر به الأنصار من لذة القرب من الله ومعرفة إمام زمانهم و أباهم الروحي وإخوانهم و أخواتهم الروحانيين...لم يعد للمادة تأثير أو حسبان فالأخ هو أخ الدين و الأخت هي أخت في الدين. هذه الروابط لم أشعر بها يوما قط إلا مع الأنصار. هذا مجتمع مثالي لم تعرفه الأزمنة إلا مع أولياء الله حقا.
4. موقف صعب مر عليك خلال مشوار الحق؟
بعد أن قرأت كتب الامام (ع)، لم أكن أحب التكلم في أي شيء غير الدعوة الى أن وصل بي الحال أن أكون وحيدة دائما، في المدرسة والبيت. عندما حصلت الأنتخابات في العراق و كانت صديقاتي يتكلمون عنها و كم يتمنون أن يكونوا 18 سنة حتى يشاركوا فيها، لم أتحمل الموقف فأخبرتهم بحاكمية الله وبلغتهم بالإمام احمد الحسن ولكن تجاهلوني وأصبحوا يتشاورون بينهم عن كيف تغيرت و اصبحت "معقدة" و في ليلة آخر يوم لي في المدرسة قبل تخرجي. قلت في نفسي كيف سأتخرج من المدرسة دون تعريف صفي بالامام..كيف سأواجهم يوم القيامة وهم يقولون لي لماذا لم تبلغينا و انت بيننا؟ فكنت أردد في نفسي (لا قوة الا بالله .. وعلى الله فليتوكل المؤمنون .. وقول الامام علي (ع) : قل الحق يا أبا ذر فقد قلت الحق و لم يبقي لي الحق من خليل) .. كل كلمة أصبح لها معنى. فالأمر ليس سهلا أن أواجههم كلهم وحدي ولا اعلم كيف هي ردة فعلهم ولكن رأيت رؤيا بأني أمشي مع الرسول (ص) و أبلغ الناس بمجيء الامام احمد الحسن .. فزاد الأمر يقيني وسلمت أمري الى الله.
طبعت منشورات عن آخر الزمان و مجيء المهدي احمد الحسن وحديثين او ثلاث من كتب الشيعة و السنة. كان يجب علي تبليغ أكبر عدد ممكن كما قال الامام في أحد أجوبته (ع). فأستخرت الله و كانت مبشرة. وفي اليوم التالي، كان ذلك اليوم هو يوم الخميس..وضعت المنشورات على طاولة كل البنات أثناء نزولهم الى الساحة وقت الفرصة. كذلك أعطيت المنشور الى بعض أساتذتي ومعلماتي...قلت لهم أنه ايميل حصلت عليه ولأهميته أردت أن يقرؤوه. ردة فعل الصف كانت غريبة فالبعض منهم يتسائلون ما هذا بصورة تهكمية والبعض الاخر يتهامسون بينهم .. جلست وحيدة أردد بأني الله معي يحميني وان الرسول (ص) كان يمشي معي في الرؤيا اثناء تبليغي...كان شعور رائع رغم صعوبته. أما ردة فعل الأساتذة فأحدهم استدعاني الى مكتبه وقال لي ما هذا؟ فشرحت له الأمر وقلت له لا استطيع ابلاغك بكل شيء فالامر يطول و علي الرجوع الى الصف ولكن هذا هو الموقع الرسمي .. اقرأ وستعرف الكثير .. أما ردة فعل المعلمات فاستدعتني إحداهن وايضا شرحت لها الدعوة، كانت تخاف من الفتنة فقلت لها ان امر مجيء المهدي حتمي و الاشارات تدل على ذلك ... لا اعلم ما حدث لهم الآن فقد تخرجت، أسأل الله أن يريهم الحق ان شاء الله.
كما ذكرت أن هذا حصل يوم الخميس .. وفي اليوم التالي كان صدور كتاب التوحيد للامام احمد الحسن (ع) فقد صدر يوم الجمعة والحمدلله على كل حال.
5. هل رايت رؤيا او كشف أثر بك بشكل كبير؟
في احدى الليالي اشتقت للسيدة فاطمة الزهراء (ع) فدعوت الله أن أراها ويعرفني بها لأعرفه سبحانه. فرأيت في نفس الليلة:
ليلة الأحد –
25/4/2010
ساعة 3:30 فجرا
رأيت أنني في طريق الخروج من غرفتي وإذا بوجه امرأة من نور يظهر من أعلى باب الغرفة. فقلت: الله! مولاتي فاطمة! يا بنت رسول الله. فكأن الوجه خرج من الحائط ليظهر باقي الجسم. كانت فاطمة (ع) وجهها مشرق و لابسة مثل العبائ، لونها اخضرغامق تشبه لباس السيدة مريم (في المسلسلة عن مريم ع). فقلت لها: مولاتي شكد انتظرت اشوفج، الحمد لله شفتج! (مولاتي كم انتظرت رؤيتك، الحمد لله رأيتك). فابتسمت لي وأمسكت بيداي الاثنين. فقلت لها: خادمة لكِ مولاتي، خادمة لكِ، تقبليني خادمة. ثم قلت لحظة أحضر دفتر وأكتبي لي شيئا حتى عندما أستيقظ، يكون عندي شيء طاهر منكِ أحتفظ به مثل ما أحتفظ بالتحصين المكتوب بخط الامام احمد الحسن (ع). فأحضرت دفتر أبيض سميك كنت أكتب فيه الرؤى من أعلى الرف. و أثناء هذا تحولت فاطمة (ع) الى بنت اسمها (البيعة لله) فحضنتها وقلت لها مشتاقة لكِ كثيرا! كيف حالك؟ فقالت لي: الحمد لله. ثم ضحكنا سوية وكتبت لي شيئا في الدفتر الذي أعطيته لها.
والرؤيا الأخرى:
مرة كنت نصف نائمة فرأيت الامام احمد الحسن (ع) يصلي واقفا أمام سريري في الغرفة فشاهدته وهو يصلي بخشوع و سكينة ثم أدرت ظهري الى الناحية الاخرى فرأيته جالسا على سريري كالجلوس بين السجدتين. فابتسمت له و أغمضت عيني لأكمل نومي.
6. كيف تتعامل مع الأنا ( طريقتك لمحاربتها)؟
قراءة كتب الامام و العمل بها هي الخريطة الواضحة و الفريدة لقتل الانا..فبالعمل يصبح لكل شيء معنى. وكذلك قراءة الادعية كالصحيفة السجادية و الادعية اليومية (دعاء السبت و الاحد و الاثنين...) و زيارة الائمة كل واحد في يومه (يوم السبت زيارة النبي .. الاحد زيارة الامام علي و السيدة فاطمة....الخ) وكلها مذكورة في مفاتيح الجنان.
7. مارايك بالمنتدى؟ جريدة الصراط المستقيم؟غرف البال توك الخاصة بالدعوة؟
جميعها لها تأثير إيجابي و قوي على الناس و الأنصار. فمن خلالها نستطيع أن نكون على دراية بالأوامر التي تأتي من الامام و كذلك على اتصال بالدعوة و التبليغ.
8- كلمة أخيرة؟
وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا
قد ينشغل معظمنا بالدراسة أو العمل أو الأسرة ولكن من المهم أن تكون الدعوة رقم 1 في حياتنا.
قال الامام احمد الحسن (ع) :
(قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ ، ولم يقل إلا ليأكلون أو إلا ليعملون، فإذا كان لابد من العمل والأكل والشرب، فليكن للعبادة نصيب أعظم وأوفر وأكبر. فأجملوا في الطلب يرحمكم الله، ولا تكن الدنيا منتهى همكم، ومبلغ علمكم. واعبدوا الله حق عبادته لتكون الآخرة لكم، فإن إليها المآل وفيها محط الرحال، والمقر بعد الآجال، فلا تغرنكم الحياة ولا يغرنكم بالله الغرور، فإنه سبحانه وتعالى يخاطبكم فيقول: (يا بن آدم أما تنصفني، أتحبب إليك بالنعم وتتمقت إليَّ بالمعاصي. خيري إليك منزل وشرك إلي صاعد، ولا يزال ملك كريم يأتيني عنك في كل يوم وليلة بعمل قبيح. يا بن آدم لو سمعت وصفك من غيرك، وأنت لا تعلم من الموصوف لسارعت إلى مقته)
Comment