بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الأ ئمة والمهديين وسلم تسليما
اَلْحَمْدُ للهِ مالِكِ الْمُلْكِ، مُجْرِي الْفُلْكِ، مُسَخِّرِ الرِّياحِ، فالِقِ الاِْصْباحِ، دَيّانِ الدّينِ، رَبِّ الْعَالَمينَ، قاِصمِ الجَّبارينَ، مُبيرِ الظّالِمينَ، مُدْرِكِ الْهارِبينَ، نَكالِ الظّالِمينَ صَريخِ الْمُسْتَصْرِخينَ، مَوْضِعِ حاجاتِ الطّالِبينَ، مُعْتَمَدِ الْمُؤْمِنينَ،اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي مِنْ خَشْيَتِهِ تَرْعَدُ السَّماءُ وَسُكّانُها، وَتَرْجُفُ الاَْرْضُ وَعُمّارُها، وَتَمُوجُ الْبِحارُ وَمَنْ يَسْبَحُ في غَمَراتِها والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد الامين وعلى آله الطيبين الطاهرين الائمة والمهديين وسلم تسليما
اخوتي المؤمنين ... اخواتي المؤمنات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد تبين في الجزء الرابع من سلسلة الغيبة والظهور ما جرى من أمر غيبة قائم آل يعقوب موسى ع وغيبته وفيها من سنة قائم آل محمد ع وهي خفاء مولده و غيبته عن قومه واصلاح امره في يوم او ليلة و كذلك غيبة الاوصياء والحجج من بعده
في هذا الجزء وهو الخامس سنرى ما جرى من امرغيبة داود النبي ع وسليمان النبي ع ودانيال النبي ع وعزير النبي ع وغيبة عيسى ع ، فما جرى من امر غيبة داود النبي ع
7. باب في غيبة داود ع
فلما كان زمان داود ع كان له أربعة أخوة و لهم أب شيخ كبير و كان داود ع من بينهم خامل الذكر و كان أصغر إخوته لا يعلمون أنه داود النبي المنتظر الذي يطهر الأرض من جالوت و جنوده و كانت الشيعة يعلمون أنه قد ولد و بلغ أشده و كانوا يرونه و يشاهدونه و لا يعلمون أنه هو فخرج داود ع و إخوته و أبوهم لما فصل طالوت بالجنود و تخلف عنهم داود و قال ما يصنع بي في هذا الوجه فاستهان به إخوته و أبوه و أقام في غنم أبيه يرعاها فاشتد الحرب و أصاب الناس جهد فرجع أبوه و قال لداود احمل إلى إخوتك طعاما يتقوون به على العدو و كان ع رجلا قصيرا قليل الشعر طاهر القلب أخلاقه نقية فخرج و القوم متقاربون بعضهم من بعض قد رجع كل واحد منهم إلى مركزه فمر داود ع على حجر فقال الحجر له بنداء رفيع يا داود خذني فاقتل بي جالوت فإني إنما خلقت لقتله فأخذه و وضعه في مخلاته التي كانت تكون فيها حجارته التي كان يرمي بها غنمه فلما دخل العسكر سمعهم يعظمون أمر جالوت فقال لهم ما تعظمون من أمره فو الله لئن عاينته لأقتلنه فتحدثوا بخبره حتى أدخل على طالوت فقال له يا فتى ما عندك من القوة و ما جربت من نفسك قال قد كان الأسد يعدو على الشاة من غنمي فأدركه فآخذ برأسه و أفك لحييه عنها فآخذها من فيه و كان الله تبارك و تعالى أوحى الله إلى طالوت أنه لا يقتل جالوت إلا من لبس درعك فملأها فدعا بدرعه فلبسها داود ع فاستوت عليه فراع ذلك طالوت و من حضره من بني إسرائيل فقال عسى الله أن يقتل به جالوت فلما أصبحوا و التقى الناس قال داود ع أروني جالوت فلما رآه أخذ الحجر فرماه به فصك به بين عينيه فدمغه و تنكس عن دابته فقال الناس قتل داود جالوت و ملكه الناس حتى لم يكن يسمع لطالوت ذكر و اجتمعت عليه بنو إسرائيل و أنزل الله تبارك و تعالى عليه الزبور و علمه صنعة الحديد فلينه له و أمر الجبال و الطير أن تسبح معه و أعطاه صوتا لم يسمع بمثله حسنا و أعطاه قوة في العبادة و أقام في بني إسرائيل نبيا و هكذا يكون سبيل القائم ع له علم إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه و أنطقه الله عز و جل فناداه اخرج يا ولي الله فاقتل أعداء الله و له سيف مغمد إذا حان وقت خروجه اقتلع ذلك السيف من غمده و أنطقه الله عز و جل فناداه السيف اخرج يا ولي الله فلا يحل لك أن تقعد عن أعداء الله فيخرج ع و يقتل أعداء الله حيث ثقفهم و يقيم حدود الله و يحكم بحكم الله عز و جل. (كتاب كمال الدين واتمام النعمة) للشيخ الصدوق ج1 ص 154- 156 و (كتاب معجم الملامح والفتن) للسيد الده سرخي الاصفهاني ج 4 ص 301 -302
اما ماجرى في امر غيبة سليمان النبي ع
8. باب في غيبة سليمان ع
ثم إن داود ع أراد أن يستخلف سليمان ع لأن الله عز و جل أوحى إليه يأمره بذلك فلما أخبر بني إسرائيل ضجوا من ذلك و قالوا يستخلف علينا حدثا و فينا من هو أكبر منه فدعا أسباط بني إسرائيل فقال لهم قد بلغني مقالتكم فأروني عصيكم فأي عصا أثمرت فصاحبها ولي الأمر من بعدي فقالوا رضينا فقال ليكتب كل واحد منكم اسمه على عصاه فكتبوه ثم جاء سليمان ع بعصاه فكتب عليها اسمه ثم أدخلت بيتا و أغلق الباب و حرسته رءوس أسباط بني إسرائيل فلما أصبح صلى بهم الغداة ثم أقبل ففتح الباب فأخرج عصيهم و قد أورقت و عصا سليمان قد أثمرت فسلموا ذلك لداود ع فاختبره بحضرة بني إسرائيل فقال له يا بني أي شيء أبرد قال عفو الله عن الناس و عفو الناس بعضهم عن بعض قال يا بني فأي شيء أحلى قال المحبة و هو روح الله في عباده فافتر داود ضاحكا فسار به في بني إسرائيل فقال هذا خليفتي فيكم من بعدي ثم أخفى سليمان بعد ذلك أمره و تزوج بامرأة و استتر من شيعته ما شاء الله أن يستتر ثم إن امرأته قالت له ذات يوم بأبي أنت و أمي ما أكمل خصالك و أطيب ريحك و لا أعلم لك خصلة أكرهها إلا أنك في مئونة أبي فلو دخلت السوق فتعرضت لرزق الله رجوت أن لا يخيبك فقال لها سليمان ع إني و الله ما عملت عملا قط و لا أحسنه فدخل السوق فجال يومه ذلك ثم رجع فلم يصب شيئا فقال لها ما أصبت شيئا قالت لا عليك إن لم يكن اليوم كان غدا فلما كان من الغد خرج إلى السوق فجال يومه فلم يقدر على شيء و رجع فأخبرها فقالت له يكون غدا إن شاء الله فلما كان من اليوم الثالث مضى حتى انتهى إلى ساحل البحر فإذا هو بصياد فقال له هل لك أن أعينك و تعطينا شيئا قال نعم فأعانه فلما فرغ أعطاه الصياد سمكتين فأخذهما و حمد الله عز و جل ثم إنه شق بطن إحداهما فإذا هو بخاتم في بطنها فأخذه فصره في ثوبه فحمد الله و أصلح السمكتين و جاء بهما إلى منزله ففرحت امرأته بذلك و قالت له إني أريد أن تدعو أبوي حتى يعلما أنك قد كسبت فدعاهما فأكلا معه فلما فرغوا قال لهم هل تعرفوني قالوا لا و الله إلا أنا لم نر إلا خيرا منك قال فأخرج خاتمه فلبسه فحن عليه الطير و الريح و غشيه الملك و حمل الجارية و أبويها إلى بلاد إصطخر و اجتمعت إليه الشيعة و استبشروا به ففرج الله عنهم مما كانوا فيه من حيرة غيبته فلما حضرته الوفاة أوصى إلى آصف بن برخيا بأمر الله تعالى ذكره فلم يزل بينهم تختلف إليه الشيعة و يأخذون عنه معالم دينهم ثم غيب الله تبارك و تعالى آصف غيبة طال أمدها ثم ظهر لهم فبقي بين قومه ما شاء الله ثم إنه ودعهم فقالوا له أين الملتقى قال على الصراط و غاب عنهم ما شاء الله (كتاب كمال الدين واتمام النعمة) للشيخ الصدوق ج1 ص 156- 157 و (كتاب معجم الملامح والفتن) للسيد الده سرخي الاصفهاني ج 4 ص 302 -304
اما ماجرى في امر غيبة دانيال النبي ع وعزير النبي ع
9. باب في غيبة دانيال ع
فاشتدت البلوى على بني إسرائيل بغيبته و تسلط عليهم بختنصر فجعل يقتل من يظفر به منهم و يطلب من يهرب و يسبي ذراريهم فاصطفى من السبي من أهل بيت يهودا أربعة نفر فيهم دانيال و اصطفى من ولد هارون عزيرا و هم يومئذ صبية صغار فمكثوا في يده و بنو إسرائيل في العذاب المهين و الحجة دانيال ع أسير في يد بختنصر تسعين سنة فلما عرف فضله و سمع أن بني إسرائيل ينتظرون خروجه و يرجون الفرج في ظهوره و على يده أمر أن يجعل في جب عظيم واسع و يجعل معه الأسد ليأكله فلم يقربه و أمر أن لا يطعم فكان الله تبارك و تعالى يأتيه بطعامه و شرابه على يد نبي من أنبيائه فكان دانيال يصوم النهار و يفطر بالليل على ما يدلي إليه من الطعام فاشتدت البلوى على شيعته و قومه و المنتظرين له و لظهوره و شك أكثرهم في الدين لطول الأمد فلما تناهى البلاء بدانيال ع و بقومه رأى بختنصر في المنام كأن ملائكة من السماء قد هبطت إلى الأرض أفواجا إلى الجب الذي فيه دانيال مسلمين عليه يبشرونه بالفرج فلما أصبح ندم على ما أتى إلى دانيال فأمر بأن يخرج من الجب فلما أخرج اعتذر إليه مما ارتكب منه من التعذيب ثم فوض إليه النظر في أمور ممالكه و القضاء بين الناس فظهر من كان مستترا من بني إسرائيل و رفعوا رءوسهم و اجتمعوا إلى دانيال ع موقنين بالفرج فلم يلبث إلا القليل على تلك الحال حتى مات.
و أفضى الأمر بعده إلى عزير ع فكانوا يجتمعون إليه و يأنسون به و يأخذون عنه معالم دينهم فغيب الله عنهم شخصه مائة عام ثم بعثه و غابت الحجج بعده و اشتدت البلوى على بني إسرائيل حتى ولد يحيى بن زكريا ع و ترعرع فظهر و له سبع سنين فقام في الناس خطيبا فحمد الله و أثنى عليه و ذكرهم بأيام الله و أخبرهم أن محن الصالحين إنما كانت لذنوب بني إسرائيل و أن العاقبة للمتقين و وعدهم الفرج بقيام المسيح ع بعد نيف و عشرين سنة من هذا القول. (كتاب كمال الدين واتمام النعمة) للشيخ الصدوق ج1 ص 157- 158 و (كتاب معجم الملامح والفتن) للسيد الده سرخي الاصفهاني ج 4 ص 304 -305
فاصل
بعد ان تبين ما جرى من غيبة داود النبي ع وغيبة سليمان النبي ع وغيبة دانيال النبي ع وعزير النبي ع نقرأ واياكم ما جرى من امر غيبة عيسى ع
10. باب في غيبة عيسى ع
فلما ولد المسيح ع أخفى الله عز و جل ولادته و غيب شخصه لأن مريم ع لما حملته انتبذت به مكانا قصيا ثم إن زكريا و خالتها أقبلا يقصان أثرها حتى هجما عليها و قد وضعت ما في بطنها و هي تقول ( يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَ كُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا) فأطلق الله تعالى ذكره لسانه بعذرها و إظهار حجتها فلما ظهرت اشتدت البلوى و الطلب على بني إسرائيل و أكب الجبابرة و الطواغيت عليهم حتى كان من أمر المسيح ما قد أخبر الله عز و جل به.
و استتر شمعون بن حمون و الشيعة حتى أفضى بهم الاستتار إلى جزيرة من جزائر البحر فأقاموا بها ففجر الله لهم العيون العذبة و أخرج لهم من كل الثمرات و جعل لهم فيها الماشية و بعث إليهم سمكة تدعى القمد لا لحم لها و لا عظم و إنما هي جلد و دم فخرجت من البحر فأوحى الله عز و جل إلى النحل أن تركبها فركبتها فأتت النحل إلى تلك الجزيرة و نهض النحل و تعلق بالشجر فعرش و بنى و كثر العسل و لم يكونوا يفقدون شيئا من أخبار المسيح ع . (كتاب كمال الدين واتمام النعمة) للشيخ الصدوق ج1 ص 158- 159 و (كتاب معجم الملامح والفتن) للسيد الده سرخي الاصفهاني ج 3 ص 311 -312
حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال حدثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى الجلودي البصري بالبصرة قال حدثنا محمد بن عطية الشامي قال حدثنا عبد الله بن عمرو بن سعيد البصري قال حدثنا هشام بن جعفر عن حماد بن عبد الله بن سليمان و كان قارئا للكتب قال قرأت في الإنجيل يا عيسى جد في أمري و لا تهزل و اسمع و أطع يا ابن الطاهرة الطهر البكر البتول أنت من غير فحل أنا خلقتك آية للعالمين فإياي فاعبد و علي فتوكل خذ الكتاب بقوة فسر لأهل سوريا بالسريانية بلغ من بين يديك إني أنا الله الدائم الذي لا أزول صدقوا النبي الأمي صاحب الجمل و المدرعة و التاج و هي العمامة و النعلين و الهراوة و هي القضيب الأنجل العينين الصلت الجبين الواضح الخدين الأقنى الأنف مفلج الثنايا كأن عنقه إبريق فضة كأن الذهب يجري في تراقيه له شعرات من صدره إلى سرته ليس على بطنه و لا على صدره شعر أسمر اللون دقيق المسربة شثن الكف و القدم إذا التفت التفت جميعا و إذا مشى فكأنما يتقلع من الصخر و ينحدر من صبب و إذا جاء مع القوم بذهم عرقه في وجهه كاللؤلؤ و ريح المسك تنفح منه لم ير قبله مثله و لا بعده طيب الريح نكاح للنساء ذو النسل القليل إنما نسله من مباركة لها بيت في الجنة لا صخب فيه و لا نصب يكفلها في آخر الزمان كما كفل زكريا أمك لها فرخان مستشهدان كلامه القرآن و دينه الإسلام و أنا السلام فطوبى لمن أدرك زمانه و شهد أيامه و سمع كلامه قال عيسى يا رب و ما طوبى قال شجرة في الجنة أنا غرستها بيدي تظل الجنان أصلها من رضوان ماؤها من تسنيم برده برد الكافور و طعمه طعم الزنجبيل من شرب من تلك العين شربة لا يظمأ بعدها أبدا فقال عيسى ع اللهم اسقني منها قال حرام يا عيسى على البشر أن يشربوا منها حتى يشرب ذلك النبي و حرام على الأمم أن يشربوا منها حتى تشرب منها أمة ذلك النبي يا عيسى أرفعك إلي ثم أهبطك في آخر الزمان لترى من أمة ذلك النبي العجائب و لتعينهم على اللعين الدجال أهبطك في وقت الصلاة لتصلي معهم إنهم أمة مرحومة و كانت للمسيح ع غيبات يسيح فيها في الأرض فلا يعرف قومه و شيعته خبره ثم ظهر فأوصى إلى شمعون بن حمون ع فلما مضى شمعون غابت الحجج بعده و اشتدت الطلب و عظمت البلوى و درس الدين و ضيعت الحقوق و أميتت الفروض و السنن و ذهب الناس يمينا و شمالا لا يعرفون أيا من أي فكانت الغيبة مائتين و خمسين سنة . (كتاب كمال الدين واتمام النعمة) للشيخ الصدوق ج1 ص 159- 161 و (كتاب معجم الملامح والفتن) للسيد الده سرخي الاصفهاني ج 3 ص 312 -313
حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار و سعد بن عبد الله جميعا عن أيوب بن نوح عن عبد الله بن المغيرة عن سعد بن أبي خلف عن معاوية بن عمار قال قال أبو عبد الله ع بقي الناس بعد عيسى ابن مريم ع خمسين و مائتي سنة بلا حجة ظاهرة . (كتاب كمال الدين واتمام النعمة) للشيخ الصدوق ج1 ص 161
حدثنا محمد بن يحيى العطار عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن سعد بن أبي خلف عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله ع قال كان بين عيسى و بين محمد ع خمسمائة عام منها مائتان و خمسون عاما ليس فيها نبي و لا عالم ظاهر قلت فما كانوا قال كانوا متمسكين بدين عيسى ع قلت فما كانوا قال كانوا مؤمنين ثم قال ع و لا يكون الأرض إلا و فيها عالم و كان ممن ضرب في الأرض لطلب الحجة سلمان الفارسي رضي الله عنه فلم يزل ينتقل من عالم إلى عالم و من فقيه إلى فقيه و يبحث عن الأسرار و يستدل بالأخبار منتظرا لقيام القائم سيد الأولين و الآخرين محمد ص أربعمائة سنة حتى بشر بولادته فلما أيقن بالفرج خرج يريد تهامة فسبي . (كتاب كمال الدين واتمام النعمة) للشيخ الصدوق ج1 ص161
اخوتي المؤمنين واخواتي المؤمنات قرأنا واياكم ماجرى من امرغيبة داود النبي ع وسليمان النبي ع ودانيال النبي ع وعزير النبي ع وغيبة عيسى ع و كذلك غيبة الاوصياء والحجج من بعده حتى بشارة محمد ص وان ما يجري على الامام المهدي ع في غيبته قد جرى على انبياء الله ورسله وحججه على خلقه ولا استغراب في ذلك فهذا الشكل قد ثبت بين الأئمة و الأنبياء بالاسم و الصفة و النعت و الفعل و كل ما كان جائزا في الأنبياء فهو جائز يجري في الأئمة حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة
نكتفي بهذا القدر في الجزء الخامس من سلسلة الغيبة والظهور والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
اللهم صل على محمد وآل محمد الأ ئمة والمهديين وسلم تسليما
اَلْحَمْدُ للهِ مالِكِ الْمُلْكِ، مُجْرِي الْفُلْكِ، مُسَخِّرِ الرِّياحِ، فالِقِ الاِْصْباحِ، دَيّانِ الدّينِ، رَبِّ الْعَالَمينَ، قاِصمِ الجَّبارينَ، مُبيرِ الظّالِمينَ، مُدْرِكِ الْهارِبينَ، نَكالِ الظّالِمينَ صَريخِ الْمُسْتَصْرِخينَ، مَوْضِعِ حاجاتِ الطّالِبينَ، مُعْتَمَدِ الْمُؤْمِنينَ،اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي مِنْ خَشْيَتِهِ تَرْعَدُ السَّماءُ وَسُكّانُها، وَتَرْجُفُ الاَْرْضُ وَعُمّارُها، وَتَمُوجُ الْبِحارُ وَمَنْ يَسْبَحُ في غَمَراتِها والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد الامين وعلى آله الطيبين الطاهرين الائمة والمهديين وسلم تسليما
اخوتي المؤمنين ... اخواتي المؤمنات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد تبين في الجزء الرابع من سلسلة الغيبة والظهور ما جرى من أمر غيبة قائم آل يعقوب موسى ع وغيبته وفيها من سنة قائم آل محمد ع وهي خفاء مولده و غيبته عن قومه واصلاح امره في يوم او ليلة و كذلك غيبة الاوصياء والحجج من بعده
في هذا الجزء وهو الخامس سنرى ما جرى من امرغيبة داود النبي ع وسليمان النبي ع ودانيال النبي ع وعزير النبي ع وغيبة عيسى ع ، فما جرى من امر غيبة داود النبي ع
7. باب في غيبة داود ع
فلما كان زمان داود ع كان له أربعة أخوة و لهم أب شيخ كبير و كان داود ع من بينهم خامل الذكر و كان أصغر إخوته لا يعلمون أنه داود النبي المنتظر الذي يطهر الأرض من جالوت و جنوده و كانت الشيعة يعلمون أنه قد ولد و بلغ أشده و كانوا يرونه و يشاهدونه و لا يعلمون أنه هو فخرج داود ع و إخوته و أبوهم لما فصل طالوت بالجنود و تخلف عنهم داود و قال ما يصنع بي في هذا الوجه فاستهان به إخوته و أبوه و أقام في غنم أبيه يرعاها فاشتد الحرب و أصاب الناس جهد فرجع أبوه و قال لداود احمل إلى إخوتك طعاما يتقوون به على العدو و كان ع رجلا قصيرا قليل الشعر طاهر القلب أخلاقه نقية فخرج و القوم متقاربون بعضهم من بعض قد رجع كل واحد منهم إلى مركزه فمر داود ع على حجر فقال الحجر له بنداء رفيع يا داود خذني فاقتل بي جالوت فإني إنما خلقت لقتله فأخذه و وضعه في مخلاته التي كانت تكون فيها حجارته التي كان يرمي بها غنمه فلما دخل العسكر سمعهم يعظمون أمر جالوت فقال لهم ما تعظمون من أمره فو الله لئن عاينته لأقتلنه فتحدثوا بخبره حتى أدخل على طالوت فقال له يا فتى ما عندك من القوة و ما جربت من نفسك قال قد كان الأسد يعدو على الشاة من غنمي فأدركه فآخذ برأسه و أفك لحييه عنها فآخذها من فيه و كان الله تبارك و تعالى أوحى الله إلى طالوت أنه لا يقتل جالوت إلا من لبس درعك فملأها فدعا بدرعه فلبسها داود ع فاستوت عليه فراع ذلك طالوت و من حضره من بني إسرائيل فقال عسى الله أن يقتل به جالوت فلما أصبحوا و التقى الناس قال داود ع أروني جالوت فلما رآه أخذ الحجر فرماه به فصك به بين عينيه فدمغه و تنكس عن دابته فقال الناس قتل داود جالوت و ملكه الناس حتى لم يكن يسمع لطالوت ذكر و اجتمعت عليه بنو إسرائيل و أنزل الله تبارك و تعالى عليه الزبور و علمه صنعة الحديد فلينه له و أمر الجبال و الطير أن تسبح معه و أعطاه صوتا لم يسمع بمثله حسنا و أعطاه قوة في العبادة و أقام في بني إسرائيل نبيا و هكذا يكون سبيل القائم ع له علم إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه و أنطقه الله عز و جل فناداه اخرج يا ولي الله فاقتل أعداء الله و له سيف مغمد إذا حان وقت خروجه اقتلع ذلك السيف من غمده و أنطقه الله عز و جل فناداه السيف اخرج يا ولي الله فلا يحل لك أن تقعد عن أعداء الله فيخرج ع و يقتل أعداء الله حيث ثقفهم و يقيم حدود الله و يحكم بحكم الله عز و جل. (كتاب كمال الدين واتمام النعمة) للشيخ الصدوق ج1 ص 154- 156 و (كتاب معجم الملامح والفتن) للسيد الده سرخي الاصفهاني ج 4 ص 301 -302
اما ماجرى في امر غيبة سليمان النبي ع
8. باب في غيبة سليمان ع
ثم إن داود ع أراد أن يستخلف سليمان ع لأن الله عز و جل أوحى إليه يأمره بذلك فلما أخبر بني إسرائيل ضجوا من ذلك و قالوا يستخلف علينا حدثا و فينا من هو أكبر منه فدعا أسباط بني إسرائيل فقال لهم قد بلغني مقالتكم فأروني عصيكم فأي عصا أثمرت فصاحبها ولي الأمر من بعدي فقالوا رضينا فقال ليكتب كل واحد منكم اسمه على عصاه فكتبوه ثم جاء سليمان ع بعصاه فكتب عليها اسمه ثم أدخلت بيتا و أغلق الباب و حرسته رءوس أسباط بني إسرائيل فلما أصبح صلى بهم الغداة ثم أقبل ففتح الباب فأخرج عصيهم و قد أورقت و عصا سليمان قد أثمرت فسلموا ذلك لداود ع فاختبره بحضرة بني إسرائيل فقال له يا بني أي شيء أبرد قال عفو الله عن الناس و عفو الناس بعضهم عن بعض قال يا بني فأي شيء أحلى قال المحبة و هو روح الله في عباده فافتر داود ضاحكا فسار به في بني إسرائيل فقال هذا خليفتي فيكم من بعدي ثم أخفى سليمان بعد ذلك أمره و تزوج بامرأة و استتر من شيعته ما شاء الله أن يستتر ثم إن امرأته قالت له ذات يوم بأبي أنت و أمي ما أكمل خصالك و أطيب ريحك و لا أعلم لك خصلة أكرهها إلا أنك في مئونة أبي فلو دخلت السوق فتعرضت لرزق الله رجوت أن لا يخيبك فقال لها سليمان ع إني و الله ما عملت عملا قط و لا أحسنه فدخل السوق فجال يومه ذلك ثم رجع فلم يصب شيئا فقال لها ما أصبت شيئا قالت لا عليك إن لم يكن اليوم كان غدا فلما كان من الغد خرج إلى السوق فجال يومه فلم يقدر على شيء و رجع فأخبرها فقالت له يكون غدا إن شاء الله فلما كان من اليوم الثالث مضى حتى انتهى إلى ساحل البحر فإذا هو بصياد فقال له هل لك أن أعينك و تعطينا شيئا قال نعم فأعانه فلما فرغ أعطاه الصياد سمكتين فأخذهما و حمد الله عز و جل ثم إنه شق بطن إحداهما فإذا هو بخاتم في بطنها فأخذه فصره في ثوبه فحمد الله و أصلح السمكتين و جاء بهما إلى منزله ففرحت امرأته بذلك و قالت له إني أريد أن تدعو أبوي حتى يعلما أنك قد كسبت فدعاهما فأكلا معه فلما فرغوا قال لهم هل تعرفوني قالوا لا و الله إلا أنا لم نر إلا خيرا منك قال فأخرج خاتمه فلبسه فحن عليه الطير و الريح و غشيه الملك و حمل الجارية و أبويها إلى بلاد إصطخر و اجتمعت إليه الشيعة و استبشروا به ففرج الله عنهم مما كانوا فيه من حيرة غيبته فلما حضرته الوفاة أوصى إلى آصف بن برخيا بأمر الله تعالى ذكره فلم يزل بينهم تختلف إليه الشيعة و يأخذون عنه معالم دينهم ثم غيب الله تبارك و تعالى آصف غيبة طال أمدها ثم ظهر لهم فبقي بين قومه ما شاء الله ثم إنه ودعهم فقالوا له أين الملتقى قال على الصراط و غاب عنهم ما شاء الله (كتاب كمال الدين واتمام النعمة) للشيخ الصدوق ج1 ص 156- 157 و (كتاب معجم الملامح والفتن) للسيد الده سرخي الاصفهاني ج 4 ص 302 -304
اما ماجرى في امر غيبة دانيال النبي ع وعزير النبي ع
9. باب في غيبة دانيال ع
فاشتدت البلوى على بني إسرائيل بغيبته و تسلط عليهم بختنصر فجعل يقتل من يظفر به منهم و يطلب من يهرب و يسبي ذراريهم فاصطفى من السبي من أهل بيت يهودا أربعة نفر فيهم دانيال و اصطفى من ولد هارون عزيرا و هم يومئذ صبية صغار فمكثوا في يده و بنو إسرائيل في العذاب المهين و الحجة دانيال ع أسير في يد بختنصر تسعين سنة فلما عرف فضله و سمع أن بني إسرائيل ينتظرون خروجه و يرجون الفرج في ظهوره و على يده أمر أن يجعل في جب عظيم واسع و يجعل معه الأسد ليأكله فلم يقربه و أمر أن لا يطعم فكان الله تبارك و تعالى يأتيه بطعامه و شرابه على يد نبي من أنبيائه فكان دانيال يصوم النهار و يفطر بالليل على ما يدلي إليه من الطعام فاشتدت البلوى على شيعته و قومه و المنتظرين له و لظهوره و شك أكثرهم في الدين لطول الأمد فلما تناهى البلاء بدانيال ع و بقومه رأى بختنصر في المنام كأن ملائكة من السماء قد هبطت إلى الأرض أفواجا إلى الجب الذي فيه دانيال مسلمين عليه يبشرونه بالفرج فلما أصبح ندم على ما أتى إلى دانيال فأمر بأن يخرج من الجب فلما أخرج اعتذر إليه مما ارتكب منه من التعذيب ثم فوض إليه النظر في أمور ممالكه و القضاء بين الناس فظهر من كان مستترا من بني إسرائيل و رفعوا رءوسهم و اجتمعوا إلى دانيال ع موقنين بالفرج فلم يلبث إلا القليل على تلك الحال حتى مات.
و أفضى الأمر بعده إلى عزير ع فكانوا يجتمعون إليه و يأنسون به و يأخذون عنه معالم دينهم فغيب الله عنهم شخصه مائة عام ثم بعثه و غابت الحجج بعده و اشتدت البلوى على بني إسرائيل حتى ولد يحيى بن زكريا ع و ترعرع فظهر و له سبع سنين فقام في الناس خطيبا فحمد الله و أثنى عليه و ذكرهم بأيام الله و أخبرهم أن محن الصالحين إنما كانت لذنوب بني إسرائيل و أن العاقبة للمتقين و وعدهم الفرج بقيام المسيح ع بعد نيف و عشرين سنة من هذا القول. (كتاب كمال الدين واتمام النعمة) للشيخ الصدوق ج1 ص 157- 158 و (كتاب معجم الملامح والفتن) للسيد الده سرخي الاصفهاني ج 4 ص 304 -305
فاصل
بعد ان تبين ما جرى من غيبة داود النبي ع وغيبة سليمان النبي ع وغيبة دانيال النبي ع وعزير النبي ع نقرأ واياكم ما جرى من امر غيبة عيسى ع
10. باب في غيبة عيسى ع
فلما ولد المسيح ع أخفى الله عز و جل ولادته و غيب شخصه لأن مريم ع لما حملته انتبذت به مكانا قصيا ثم إن زكريا و خالتها أقبلا يقصان أثرها حتى هجما عليها و قد وضعت ما في بطنها و هي تقول ( يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَ كُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا) فأطلق الله تعالى ذكره لسانه بعذرها و إظهار حجتها فلما ظهرت اشتدت البلوى و الطلب على بني إسرائيل و أكب الجبابرة و الطواغيت عليهم حتى كان من أمر المسيح ما قد أخبر الله عز و جل به.
و استتر شمعون بن حمون و الشيعة حتى أفضى بهم الاستتار إلى جزيرة من جزائر البحر فأقاموا بها ففجر الله لهم العيون العذبة و أخرج لهم من كل الثمرات و جعل لهم فيها الماشية و بعث إليهم سمكة تدعى القمد لا لحم لها و لا عظم و إنما هي جلد و دم فخرجت من البحر فأوحى الله عز و جل إلى النحل أن تركبها فركبتها فأتت النحل إلى تلك الجزيرة و نهض النحل و تعلق بالشجر فعرش و بنى و كثر العسل و لم يكونوا يفقدون شيئا من أخبار المسيح ع . (كتاب كمال الدين واتمام النعمة) للشيخ الصدوق ج1 ص 158- 159 و (كتاب معجم الملامح والفتن) للسيد الده سرخي الاصفهاني ج 3 ص 311 -312
حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال حدثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى الجلودي البصري بالبصرة قال حدثنا محمد بن عطية الشامي قال حدثنا عبد الله بن عمرو بن سعيد البصري قال حدثنا هشام بن جعفر عن حماد بن عبد الله بن سليمان و كان قارئا للكتب قال قرأت في الإنجيل يا عيسى جد في أمري و لا تهزل و اسمع و أطع يا ابن الطاهرة الطهر البكر البتول أنت من غير فحل أنا خلقتك آية للعالمين فإياي فاعبد و علي فتوكل خذ الكتاب بقوة فسر لأهل سوريا بالسريانية بلغ من بين يديك إني أنا الله الدائم الذي لا أزول صدقوا النبي الأمي صاحب الجمل و المدرعة و التاج و هي العمامة و النعلين و الهراوة و هي القضيب الأنجل العينين الصلت الجبين الواضح الخدين الأقنى الأنف مفلج الثنايا كأن عنقه إبريق فضة كأن الذهب يجري في تراقيه له شعرات من صدره إلى سرته ليس على بطنه و لا على صدره شعر أسمر اللون دقيق المسربة شثن الكف و القدم إذا التفت التفت جميعا و إذا مشى فكأنما يتقلع من الصخر و ينحدر من صبب و إذا جاء مع القوم بذهم عرقه في وجهه كاللؤلؤ و ريح المسك تنفح منه لم ير قبله مثله و لا بعده طيب الريح نكاح للنساء ذو النسل القليل إنما نسله من مباركة لها بيت في الجنة لا صخب فيه و لا نصب يكفلها في آخر الزمان كما كفل زكريا أمك لها فرخان مستشهدان كلامه القرآن و دينه الإسلام و أنا السلام فطوبى لمن أدرك زمانه و شهد أيامه و سمع كلامه قال عيسى يا رب و ما طوبى قال شجرة في الجنة أنا غرستها بيدي تظل الجنان أصلها من رضوان ماؤها من تسنيم برده برد الكافور و طعمه طعم الزنجبيل من شرب من تلك العين شربة لا يظمأ بعدها أبدا فقال عيسى ع اللهم اسقني منها قال حرام يا عيسى على البشر أن يشربوا منها حتى يشرب ذلك النبي و حرام على الأمم أن يشربوا منها حتى تشرب منها أمة ذلك النبي يا عيسى أرفعك إلي ثم أهبطك في آخر الزمان لترى من أمة ذلك النبي العجائب و لتعينهم على اللعين الدجال أهبطك في وقت الصلاة لتصلي معهم إنهم أمة مرحومة و كانت للمسيح ع غيبات يسيح فيها في الأرض فلا يعرف قومه و شيعته خبره ثم ظهر فأوصى إلى شمعون بن حمون ع فلما مضى شمعون غابت الحجج بعده و اشتدت الطلب و عظمت البلوى و درس الدين و ضيعت الحقوق و أميتت الفروض و السنن و ذهب الناس يمينا و شمالا لا يعرفون أيا من أي فكانت الغيبة مائتين و خمسين سنة . (كتاب كمال الدين واتمام النعمة) للشيخ الصدوق ج1 ص 159- 161 و (كتاب معجم الملامح والفتن) للسيد الده سرخي الاصفهاني ج 3 ص 312 -313
حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار و سعد بن عبد الله جميعا عن أيوب بن نوح عن عبد الله بن المغيرة عن سعد بن أبي خلف عن معاوية بن عمار قال قال أبو عبد الله ع بقي الناس بعد عيسى ابن مريم ع خمسين و مائتي سنة بلا حجة ظاهرة . (كتاب كمال الدين واتمام النعمة) للشيخ الصدوق ج1 ص 161
حدثنا محمد بن يحيى العطار عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن سعد بن أبي خلف عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله ع قال كان بين عيسى و بين محمد ع خمسمائة عام منها مائتان و خمسون عاما ليس فيها نبي و لا عالم ظاهر قلت فما كانوا قال كانوا متمسكين بدين عيسى ع قلت فما كانوا قال كانوا مؤمنين ثم قال ع و لا يكون الأرض إلا و فيها عالم و كان ممن ضرب في الأرض لطلب الحجة سلمان الفارسي رضي الله عنه فلم يزل ينتقل من عالم إلى عالم و من فقيه إلى فقيه و يبحث عن الأسرار و يستدل بالأخبار منتظرا لقيام القائم سيد الأولين و الآخرين محمد ص أربعمائة سنة حتى بشر بولادته فلما أيقن بالفرج خرج يريد تهامة فسبي . (كتاب كمال الدين واتمام النعمة) للشيخ الصدوق ج1 ص161
اخوتي المؤمنين واخواتي المؤمنات قرأنا واياكم ماجرى من امرغيبة داود النبي ع وسليمان النبي ع ودانيال النبي ع وعزير النبي ع وغيبة عيسى ع و كذلك غيبة الاوصياء والحجج من بعده حتى بشارة محمد ص وان ما يجري على الامام المهدي ع في غيبته قد جرى على انبياء الله ورسله وحججه على خلقه ولا استغراب في ذلك فهذا الشكل قد ثبت بين الأئمة و الأنبياء بالاسم و الصفة و النعت و الفعل و كل ما كان جائزا في الأنبياء فهو جائز يجري في الأئمة حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة
نكتفي بهذا القدر في الجزء الخامس من سلسلة الغيبة والظهور والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما