عمر يؤسس الشورى:
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع:
(أما والله لقد تقمصها فلان وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى. ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير. فسدلت دونها ثوبا وطويت عنها كشحاً. وطفقت أرتأي بين أن أصول بيد جذاء أو أصبر على طخية عمياء يهرم فيها الكبير. ويشيب فيها الصغير. ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى فصبرت وفي العين قذى. وفي الحلق شجا أرى تراثي نهبا حتى مضى الأول لسبيله فأدلى بها إلى فلان بعده. (ثم تمثل بقول الأعشى):
شتان ما يومي على كورها ويوم حيان أخي جابر
فيا عجباً بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته لشد ما تشطرا ضرعيها فصيرها في حوزة خشناء يغلظ كلامها ويخشن مسها. ويكثر العثار فيها. والاعتذار منها، فصاحبها كراكب الصعبة إن أشنق لها خرم. وإن أسلس لها تقحم فمني الناس لعمر الله بخبط وشماس وتلون واعتراض. فصبرت على طول المدة وشدة المحنة. حتى إذا مضى لسبيله. جعلها في جماعة زعم أني أحدهم فيا لله وللشورى متى اعترض الريب في مع الأول منهم حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر لكني أسففت إذ أسفوا وطرت إذ طاروا. فصغى رجل منهم لضغنه ومال الآخر لصهره مع هن وهن إلى أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثيله ومعتلفه. وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع إلى أن انتكث فتله. وأجهز عليه عمله وكبت به بطنته ...)
نهج البلاغة بشرح محمد عبده: ج1 ص30.
من خلال النص السابق نفهم أنّ الشورى جاءت بعد خلافة عمر بن الخطاب، وهو من أسسها، والذي يجده الباحث في النصوص أنّ عمر التجأ إلى الشورى وكان مخالفاً لها لكن ألجأته إليها ظروف سيأتي بيانها؛ حيث صرّح هو بذلك.
فقال: (لو كان أبو عبيدة حياً لوليته) مسند أحمد: ج1 ص18، سير أعلام النبلاء: الجزء الأول، وغيرهما.
وقال: (لو كان سالم مولى أبي حذيفة حياً لوليته) تفسير البحر المحيط لابن حيان الأندلسي: ج4 ص314، تاريخ ابن خلدون: ج1 ص194.
وقال: قوله: ( لو كان معاذ بن جبل حياً لوليته) مسند أحمد، الطبقات، سير أعلام النبلاء: بترجمة معاذ .
فلم يكن عمر بن الخطاب يعتقد أهلية هؤلاء للخلافة مع وجود علي بن أبي طالب ع، ومع ذلك أقدم على تأسيس بدعة في الإسلام وهي بدعة الشورى في الحكم وخطب خطبته التي ذكر فيها السقيفة وبيعة أبي بكر فحذر من العودة إلى مثلها، فقال:
(فمن بايع رجلاً من غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه ، تغرة أن يقتلا) مسند أحمد:ج1 ص56، صحيح البخاري: ج8 ص26، عمدة القاري: ج24 ص7، تاريخ الإسلام للذهبي:ج3 ص8، وقال: متفق على صحته.
وهكذا حدد الخليفة نظاماً للحكم لم يكن موجوداً قبله بل هو لم يقرّه وإلاّ لما صرح قائلاً:
(لو كان سالم مولى أبي حذيفة حياً لوليته)، وقال : (لو كان سالم حياً لما جعلتها شورى) البداية والنهاية: ج6 ص370، طبقات ابن سعد: ج3 ص248.
وقبل عمر لم يكن لمبدأ الشورى عين ولا أثر، ولم يؤمن بها الخليفة الأول أبو بكر، بل هو نظام حدده الخليفة عمر ويجب على الأمة امتثاله، وحتى لم يكن لأهل الحل والعقد عين ولا أثر.
ثم إنّ عمر بن الخطاب ضرب بأحاديث الرسول الصريحة في كون الإمامة والخلافة في قريش،
حيث تمنى سالماً ولم يكن قرشياً بل هو من بلاد فارس وأصله من اصطخر وكان مولى لأبي حذيفة
وأمّا معاذ؛ فهو رجل من الأنصار وليس من قريش.
فقد روى محمد بن عيسى الترمذي في سننه، قال: (حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، حدثنا عمر بن عبيد الطنافسي عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله : يكون من بعدي اثنا عشر أميراً قال : ثم تكلم بشئ لم أفهمه فسألت الذي يليني فقال: قال: كلهم من قريش، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح) سنن الترمذي: ج9 ص 66، ط الصاوي بمصر.
وروى مسلم بن حجاج القشيري في صحيحه، قال: (.... حدثنا خالد عن حصين عن جابر بن سمرة قال: دخلت مع أبي على النبي فسمعته يقول: إنّ هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة قال ثم تكلم بكلام خفي علي قال: فقلت لأبي ما قال ؟ قال: كلهم من قريش) صحيح مسلم: ج6 ص3، ط محمد علي صبيح بمصر.
وروى البخاري في صحيحه، قال: (حدثني محمد بن المثنى، حدثنا غندر، حدثنا شعبة عن عبد الملك سمعت جابر بن سمرة قال: سمعت النبي يقول: يكون اثنا عشر أميرا فقال كلمة لم أسمعها فقال أبي: إنه قال: كلهم من قريش) صحيح البخاري: ج 9 ص 81، ط الأميرية بمصر.
مقتبس من بحث رسالة في الشورى
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع:
(أما والله لقد تقمصها فلان وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى. ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير. فسدلت دونها ثوبا وطويت عنها كشحاً. وطفقت أرتأي بين أن أصول بيد جذاء أو أصبر على طخية عمياء يهرم فيها الكبير. ويشيب فيها الصغير. ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى فصبرت وفي العين قذى. وفي الحلق شجا أرى تراثي نهبا حتى مضى الأول لسبيله فأدلى بها إلى فلان بعده. (ثم تمثل بقول الأعشى):
شتان ما يومي على كورها ويوم حيان أخي جابر
فيا عجباً بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته لشد ما تشطرا ضرعيها فصيرها في حوزة خشناء يغلظ كلامها ويخشن مسها. ويكثر العثار فيها. والاعتذار منها، فصاحبها كراكب الصعبة إن أشنق لها خرم. وإن أسلس لها تقحم فمني الناس لعمر الله بخبط وشماس وتلون واعتراض. فصبرت على طول المدة وشدة المحنة. حتى إذا مضى لسبيله. جعلها في جماعة زعم أني أحدهم فيا لله وللشورى متى اعترض الريب في مع الأول منهم حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر لكني أسففت إذ أسفوا وطرت إذ طاروا. فصغى رجل منهم لضغنه ومال الآخر لصهره مع هن وهن إلى أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثيله ومعتلفه. وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع إلى أن انتكث فتله. وأجهز عليه عمله وكبت به بطنته ...)
نهج البلاغة بشرح محمد عبده: ج1 ص30.
من خلال النص السابق نفهم أنّ الشورى جاءت بعد خلافة عمر بن الخطاب، وهو من أسسها، والذي يجده الباحث في النصوص أنّ عمر التجأ إلى الشورى وكان مخالفاً لها لكن ألجأته إليها ظروف سيأتي بيانها؛ حيث صرّح هو بذلك.
فقال: (لو كان أبو عبيدة حياً لوليته) مسند أحمد: ج1 ص18، سير أعلام النبلاء: الجزء الأول، وغيرهما.
وقال: (لو كان سالم مولى أبي حذيفة حياً لوليته) تفسير البحر المحيط لابن حيان الأندلسي: ج4 ص314، تاريخ ابن خلدون: ج1 ص194.
وقال: قوله: ( لو كان معاذ بن جبل حياً لوليته) مسند أحمد، الطبقات، سير أعلام النبلاء: بترجمة معاذ .
فلم يكن عمر بن الخطاب يعتقد أهلية هؤلاء للخلافة مع وجود علي بن أبي طالب ع، ومع ذلك أقدم على تأسيس بدعة في الإسلام وهي بدعة الشورى في الحكم وخطب خطبته التي ذكر فيها السقيفة وبيعة أبي بكر فحذر من العودة إلى مثلها، فقال:
(فمن بايع رجلاً من غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه ، تغرة أن يقتلا) مسند أحمد:ج1 ص56، صحيح البخاري: ج8 ص26، عمدة القاري: ج24 ص7، تاريخ الإسلام للذهبي:ج3 ص8، وقال: متفق على صحته.
وهكذا حدد الخليفة نظاماً للحكم لم يكن موجوداً قبله بل هو لم يقرّه وإلاّ لما صرح قائلاً:
(لو كان سالم مولى أبي حذيفة حياً لوليته)، وقال : (لو كان سالم حياً لما جعلتها شورى) البداية والنهاية: ج6 ص370، طبقات ابن سعد: ج3 ص248.
وقبل عمر لم يكن لمبدأ الشورى عين ولا أثر، ولم يؤمن بها الخليفة الأول أبو بكر، بل هو نظام حدده الخليفة عمر ويجب على الأمة امتثاله، وحتى لم يكن لأهل الحل والعقد عين ولا أثر.
ثم إنّ عمر بن الخطاب ضرب بأحاديث الرسول الصريحة في كون الإمامة والخلافة في قريش،
حيث تمنى سالماً ولم يكن قرشياً بل هو من بلاد فارس وأصله من اصطخر وكان مولى لأبي حذيفة
وأمّا معاذ؛ فهو رجل من الأنصار وليس من قريش.
فقد روى محمد بن عيسى الترمذي في سننه، قال: (حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، حدثنا عمر بن عبيد الطنافسي عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله : يكون من بعدي اثنا عشر أميراً قال : ثم تكلم بشئ لم أفهمه فسألت الذي يليني فقال: قال: كلهم من قريش، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح) سنن الترمذي: ج9 ص 66، ط الصاوي بمصر.
وروى مسلم بن حجاج القشيري في صحيحه، قال: (.... حدثنا خالد عن حصين عن جابر بن سمرة قال: دخلت مع أبي على النبي فسمعته يقول: إنّ هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة قال ثم تكلم بكلام خفي علي قال: فقلت لأبي ما قال ؟ قال: كلهم من قريش) صحيح مسلم: ج6 ص3، ط محمد علي صبيح بمصر.
وروى البخاري في صحيحه، قال: (حدثني محمد بن المثنى، حدثنا غندر، حدثنا شعبة عن عبد الملك سمعت جابر بن سمرة قال: سمعت النبي يقول: يكون اثنا عشر أميرا فقال كلمة لم أسمعها فقال أبي: إنه قال: كلهم من قريش) صحيح البخاري: ج 9 ص 81، ط الأميرية بمصر.
مقتبس من بحث رسالة في الشورى
Comment