شهادة ابن عباس في امير المؤمنين علي عليه السلام
عن عطاء، كان لعلي - رضي الله تعالى عنه - موقف من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، إذا خرج أخذ بيده، فلا يخطو خطوة إلا قال: اللهم هذا علي ابتغى مرضاتك؛ فارض عنه، حتى يصعد المنبر.
وروى أبو عثمان قاضي الري عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، قال: كان عبد الله بن عباس يحدث على شفير زمزم ونحن عنده، فلما قضى حديثه قام إليه رجل فقال:
يا بن عباس، إني رجل من أهل الشام، رأيتهم يتبرءون من علي ويلعنونه؛
فقال ابن عباس: لعنهم الله تعالى في الدنيا والآخرة، وأعد لهم عذابا مهينا، ألبعد قرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
أو أنه لم يكن أول ذكران العالمين إيمانا بالله ورسوله، وأول من صلى وركع وعمل بأعمال البر؟.
قال الشامي: إنهم والله ما ينكرون من قرابته وسابقيته، غير أنهم يزعمون أنه قتل الناس.
فقال ابن عباس: ثكلتهم أمهاتهم، إن عليا أعرف بالله ورسوله وبحكمهما منهم، فلم يقتل إلا من استحق القتل.
فقال: يا بن عباس، إن قومي جمعوا لي نفقة، وأنا رسولهم إليك وأمينهم، لا يسعك أن تردني بغير حاجتي، فإن القوم هالكون في حقه؛ ففرج عنهم فرج الله عنك.
فقال ابن عباس: يا أخا الشام، إن مثل علي بن أبي طالب في هذه الأمة في عمله وفضله كمثل العبد الصالح، الذي لقيه موسى - عليه السلام - حين انتهى إلى ساحل البحر فقال:
" هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا " " الكهف: 66
قال العالم:
" إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر " " الكهف: 67 - 68 "
فلما خرق السفينة لم يصبر موسى، وترك ما ضمن له من ترك السؤال في خرق السفينة، وقتل الغلام، وإقامة الجدار، وكان العالم أعلم بما يأتي من موسى، وكبر على موسى الحق وعظم؛ إذ لم يكن يعرفه وهو نبي مرسل، فكيف أنت يا أخا أهل الشام وأصحابك،
إن عليا لم يقتل إلا من كان يستحق القتل،
وإني أخبرك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عند أم سلمة زوجته إذ أقبل علي يريد الدخول، فنقر نقرا خفيفا، فعرف النبي صلى الله عليه وسلم نقره فقال: يا أم سلمة، قومي فافتحي الباب، فقالت:
يا رسول الله، من ذا الذي يبلغ خطره أن أستقبله بمحاسني،
فقال: يا أم سلمة، إن طاعتي طاعة الله عز وجل، قومي فافتحي؟
فإن بالباب رجلا ليس بالخرق ولا بالنزق ولا بالعجل في أمره،
يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله،
يا أم سلمة، إن تفتحي الباب له فلن يدخل حتى يخفي عليه الوطء.
فلم يدخل حتى غابت عنه،
وخفي عليه الوطء،
فلما لم يحس لها حركة دفع الباب ودخل، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه السلام،
وقال: يا أم سلمة، هل تعرفين هذا؟
قالت: نعم، هذا علي بن أبي طالب،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
نعم، هذا علي،
سيط لحمه بلحمي،
ودمه بدمي،
وهو مني بمنزلة هارون من موسى؛ إلا أنه لا نبي بعدي،
يا أم سلمة، هذا علي سيد المؤمنين،
وأمير المسلمين،
وموضع سري وعلمي،
وبابي الذي الرأي إليه،
وهو الوصي على أهل بيتي والأخيار من أمتي،
وهو أخي في الدنيا والآخرة،
وهو معي في السناء الأعلى،
اشهدي يا أم سلمة أن عليا يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين،
قال ابن عباس: وقتلهم لله رضا، وللأمة صلاح، ولأهل الضلالة سخط.
فقال الشامي يا بن عباس، من الناكثون؟
قال: الذين بايعوا عليا بالمدينة ثم نكثوا؛
فقاتلهم بالبصرة،
وهم أصحاب الجمل،
وأما القاسطون معاوية وأصحابه،
والمارقون أهل النهروان ومن معهم.
فقال الشامي: يا بن عباس، ملأت صدري نورا وحكمة، وفرجت عني فرج الله تعالى عنك، أشهد أن عليا مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
الكتاب : سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي المؤلف : العصامي
عن عطاء، كان لعلي - رضي الله تعالى عنه - موقف من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، إذا خرج أخذ بيده، فلا يخطو خطوة إلا قال: اللهم هذا علي ابتغى مرضاتك؛ فارض عنه، حتى يصعد المنبر.
وروى أبو عثمان قاضي الري عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، قال: كان عبد الله بن عباس يحدث على شفير زمزم ونحن عنده، فلما قضى حديثه قام إليه رجل فقال:
يا بن عباس، إني رجل من أهل الشام، رأيتهم يتبرءون من علي ويلعنونه؛
فقال ابن عباس: لعنهم الله تعالى في الدنيا والآخرة، وأعد لهم عذابا مهينا، ألبعد قرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
أو أنه لم يكن أول ذكران العالمين إيمانا بالله ورسوله، وأول من صلى وركع وعمل بأعمال البر؟.
قال الشامي: إنهم والله ما ينكرون من قرابته وسابقيته، غير أنهم يزعمون أنه قتل الناس.
فقال ابن عباس: ثكلتهم أمهاتهم، إن عليا أعرف بالله ورسوله وبحكمهما منهم، فلم يقتل إلا من استحق القتل.
فقال: يا بن عباس، إن قومي جمعوا لي نفقة، وأنا رسولهم إليك وأمينهم، لا يسعك أن تردني بغير حاجتي، فإن القوم هالكون في حقه؛ ففرج عنهم فرج الله عنك.
فقال ابن عباس: يا أخا الشام، إن مثل علي بن أبي طالب في هذه الأمة في عمله وفضله كمثل العبد الصالح، الذي لقيه موسى - عليه السلام - حين انتهى إلى ساحل البحر فقال:
" هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا " " الكهف: 66
قال العالم:
" إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر " " الكهف: 67 - 68 "
فلما خرق السفينة لم يصبر موسى، وترك ما ضمن له من ترك السؤال في خرق السفينة، وقتل الغلام، وإقامة الجدار، وكان العالم أعلم بما يأتي من موسى، وكبر على موسى الحق وعظم؛ إذ لم يكن يعرفه وهو نبي مرسل، فكيف أنت يا أخا أهل الشام وأصحابك،
إن عليا لم يقتل إلا من كان يستحق القتل،
وإني أخبرك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عند أم سلمة زوجته إذ أقبل علي يريد الدخول، فنقر نقرا خفيفا، فعرف النبي صلى الله عليه وسلم نقره فقال: يا أم سلمة، قومي فافتحي الباب، فقالت:
يا رسول الله، من ذا الذي يبلغ خطره أن أستقبله بمحاسني،
فقال: يا أم سلمة، إن طاعتي طاعة الله عز وجل، قومي فافتحي؟
فإن بالباب رجلا ليس بالخرق ولا بالنزق ولا بالعجل في أمره،
يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله،
يا أم سلمة، إن تفتحي الباب له فلن يدخل حتى يخفي عليه الوطء.
فلم يدخل حتى غابت عنه،
وخفي عليه الوطء،
فلما لم يحس لها حركة دفع الباب ودخل، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه السلام،
وقال: يا أم سلمة، هل تعرفين هذا؟
قالت: نعم، هذا علي بن أبي طالب،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
نعم، هذا علي،
سيط لحمه بلحمي،
ودمه بدمي،
وهو مني بمنزلة هارون من موسى؛ إلا أنه لا نبي بعدي،
يا أم سلمة، هذا علي سيد المؤمنين،
وأمير المسلمين،
وموضع سري وعلمي،
وبابي الذي الرأي إليه،
وهو الوصي على أهل بيتي والأخيار من أمتي،
وهو أخي في الدنيا والآخرة،
وهو معي في السناء الأعلى،
اشهدي يا أم سلمة أن عليا يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين،
قال ابن عباس: وقتلهم لله رضا، وللأمة صلاح، ولأهل الضلالة سخط.
فقال الشامي يا بن عباس، من الناكثون؟
قال: الذين بايعوا عليا بالمدينة ثم نكثوا؛
فقاتلهم بالبصرة،
وهم أصحاب الجمل،
وأما القاسطون معاوية وأصحابه،
والمارقون أهل النهروان ومن معهم.
فقال الشامي: يا بن عباس، ملأت صدري نورا وحكمة، وفرجت عني فرج الله تعالى عنك، أشهد أن عليا مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
الكتاب : سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي المؤلف : العصامي
Comment