إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

تحليل لكتاب الغيبة لشيخ الطائفة العلامة الطوسي الجزء الثاني

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • السادن
    عضو نشيط
    • 18-02-2009
    • 389

    تحليل لكتاب الغيبة لشيخ الطائفة العلامة الطوسي الجزء الثاني

    مع الشيخ الطوسي في غيبته 2: الواقفية 1

    إبراهيم عبد علي


    ( ابني هذا ـ يعني أبا الحسن موسى ـ هو القائم ، وهو من المحتوم ، وهو الذي يملؤها قسطا وعدلا ، كما مُلئت ظلما وجورا ) ـ1ـ " الصادق مشيرا إلى ولده الكاظم "



    يقسّم الشيخ الطوسي " رحمه الله " تناوله النقدي للمذهب الواقفي ، إلى ستة محاور :

    1ـ إثبات موت الإمام موسى الكاظم .

    2ـ وصيته ـ أي الكاظم موسى ـ إلى ولده علي الرضا ، بالإمامة .

    3ـ الردّ على الروايات والأحاديث التي تشير إلى مهدوية موسى .

    4ـ تبيان السبب الإقتصادي ـ المادي ، للقول بـ " الوقف " .

    5ـ الطعن في رجال الواقفة وفقهائهم .

    6ـ ظهور المعجزات الدالة على إمامة الرضا علي .



    المحور الأول ): إثبات موت " المهديّ الغائب "



    يبتدأ المؤلف في إثبات موت سيدنا موسى الكاظم " رضي الله عنه " ، من خلال مقدمة تمهيدية ، ومجموعة من الروايات التي تثبت ذلك " المدّعى " ، ولنستمع إليه معا :

    ( وأما الذي يدلّ على فساد مذهب الواقفة ، الذين وقفوا في إمامة أبي الحسن موسى " ع " ، وقالوا ؛ أنه المهديّ ، فقولهم باطل ، بما ظهر من موته ، عليه السلام ، واشتهر واستفاض .. على أن موته اشتهر " كـ " ما لم يُشتهر موت أحد من آبائه " ع " لأنه أظهِرَ ، وأحضر القضاة والشهود ، ونوديَ عليه ببغداد على الجسر ، وقيلَ : " هذا الذي تزعم الرافضة أنه حيّ لا يموت ، مات حتف أنفه " وما جرى هذا المجرى ، لا يمكن الخلاف فيه ) ـ2ـ

    ( قال الأصبهانيّ : حدّثني رجل من بعض الطالبيين ؛ أنه نوديَ عليه : " هذا موسى بن جعفر ، الذي تزعم الرافضة أنه لا يموت ، فانظروا إليه .. فنظروا إليه ، وحُمل ودُفن في مقابر قريش ) ـ3ـ

    لكن أليس هذا الإستدلال ، وتلك الرواية ، التي ساقها المؤلف ، لإثبات موت " إمامنا " الكاظم ، توحي بوجود تصوّر مسبق لدى الشيعة ـ إن لم يكن كلهم ، فعلى الأقل بعضهم ، قلّ أو كثر ـ بمهدوية موسى الكاظم ، وحتمية قيامه بالسيف ، وأنه من غير الممكن موته هكذا ، قبل قيامه على " الظالمين " وإقامته " دولة العدل الإلهي " ؟ بدليل ما ذكره المؤلف ، والراوي ، من المناداة على جثة " الميّت " من قبل رجال السلطة العباسية " هذا إمامكم ـ أيها الرافضة ـ قد مات ، وليس الأمر ، كما زعمتم ، أنه حيّ لا يموت " ..

    وكما لا يخفى فإن هذه الحقيقة " تدفع " ما ذهب إليه الشيخ الطوسي ، والكثير من علماء وفقهاء الإثني عشرية ، من أن السبب الرئيسي في تشكل المذهب الواقفي ، هو الطمع في الأموال التي كانت بحوزة بعض صحابة " الإمام " ووكلائه المقربين ، خصوصا إذا علمنا أن الكثير من أصحاب " الوقف " هم من الثقاة والصلحاء ، ومن أجلّ اصحاب الأئمة ، والمصنفات " الحديثية " للشيعة الإثني عشرية ، تمتلأ برواة " الواقفة " ، وهذا ما صرّح به الشيخ / السيد المرتضى ( ت 436 هـ ) في معرض حديثه عن الواقفة ، والغلاة من الشيعة :

    ( إن معظم الفقه وجمهوره ، بل جميعه ، لا يخلو مستنده ، ممن يذهب مذهب الواقفة ، إما أن يكون أصلا في الخبر ، أو فرعا ، راويا عن غيره ، ومرويا عنه ... فليت شعري ، أي رواية تخلص ، وتسلم ، من أن يكون في أصلها واقف ، أو غال ) ـ4ـ

    وبذلك ؛ يكون من غير المنصف ، أن نعزو سبب تشكل الفرقة الواقفية " يرحمها ويرحمنا الله " إلى العامل المادي فقط .



    المحور الثاني ): وصية الأب لـ " ولده "



    بعدها ينتقل بنا المؤلف ، إلى المحور الثاني ، في الرد على الواقفة ، وهو إثبات وصية " الإمام " موسى الكاظم ، لولده علي الرضا ، فيورد لنا مجموعة روايات ، يرى أنها تثبت " هذا " المدّعى " ، منها :

    ( روى محمد بن يعقوب الكليني ، عن محمد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن علي بن عبد الله بن المرزبان ، عن إبن سنان ـ يعني محمدا بن سنان ـ قال :

    " دخلتُ على أبي الحسن ، موسى " ع " ، من قبل أن يقدم العراق بسنة ، و " عليّ " ابنه جالس بين يديه ، فنظر إليّ وقال ؛ " يا محمد سيكون في هذه السنة حركة ، فلا تجزع "

    قلت : وما يكون ، جعلني الله فداك ؟ فقد أقلقتني ..

    قال : أصير إلى هذا الطاغية .. أما إنه لا يبدأني منه سوء ، ومِن الذي يكون بعده ..

    قلتُ : وما يكون ؟ جعلني الله فداك ..

    قال : يُظل الله الظالمين ، ويفعل الله ما يشاء ..

    قلت : وما ذاك ؟ جعلني الله فداك ..

    فأجاب الكاظم : مَن ظلمَ إبني هذا حقه ، وجحد إمامته من بعدي ؛ كان كمن ظلم علي بن أبي طالب إمامته ، وجحده حقه بعد رسول الله ( لا أدري ما هي مناسبة حديث " الكاظم " عن ولده " علي " ، في مثل تلك الحال ؟ فلا أرى من ضرورة لإقحام " الرضا " في أمر أهم واعظم سيحدث للكاظم نفسه ، وكان هذا " الأمر " هو ، أساسا ، مناسبة الحديث )

    قال " ابن سنان " : والله ، لإن مدّ الله لي في العمر ؛ لأسلمنّ له حقه ، ولأقرنّ بإمامته ( كان من المفروض على محمد بن سنان ، وفق ما يتطلبه الحال ، التأكيد على مسألة الإطمئنان على " إمامه " الكاظم ، بشكل أساسي ومُلحّ ، ومحاولة سؤاله عما سيؤول إليه أمره مع " الطاغية " الذي سيساق إليه ، لا الحديث عن ولده الذي سيليه في " الإمامة " بعد سنين طوال .. )

    " فـ " قال الكاظم : صدقتَ يا محمد ، يمدّ الله في عمرك ، وتسلمَ له حقه ، وتقر له بإمامته ، وإمامة من يكون بعده ..

    قلتُ : ومَن ذاك ؟

    قال : ابنه محمد ..

    " ف " قال ابن سنان : له الرضا والتسليم ... ) ـ5ـ

    وهذه الرواية " الشريفة " تؤكد لنا ، من جانب آخر ، عدم مصداقية ما هو مشهور لدى " الإثني عشرية " من أن هنالك أحاديث " متواترة " و " مستفيضة " عن رسول الله " ص " وعن عليّ " ع " تؤكد أن الأئمة إثنا عشر ، تمّ ذكرهم بالإسم والصفة .. فمن غير المعقول ، أن تغيب هذه النصوص ـ على استفاضتها وشهرتها كما هو المدّعى ـ عن محمد بن سنان ، هذا الذي يقرّبه " الإمام " لدرجة الإسرار له بما سيلاقيه إمامه وسيده من " طواغيت " عصره ؟ فنراه يسألُ الإمامَ الكاظم " صلوات الله وسلامه عليه " عن الإمام الذي سيليه ، والذي يأتي ، أيضا ، من بعد مَن سيليه .. ولوكان ابن سنان على اطلاع ودراية بهذه الأحاديث ؛ لما سأل " إمامه " كل تلك الأسئلة ، التي تنمّ عن جهله المطلق بـ " السلسلة الشريفة " ...

    ثم يذكر لنا الشيخ " رحمه الله " رواية أخرى ، يُثبت ، من خلالها ، وصية " العبد الصالح " ، سَميّ موسى ، لولده الرضا ، بالإمامة ، دونما إلتفات إلى أن هذه الروايات التي يوردها ، ستضعف ، إن لم تكن تنسف " في اليمّ نسفا " فرضيته حول الإثني عشر ، إسما ، وصفة ..

    ( عن أحمد بن مهران ، عن محمد بن علي ، عن محمد بن سنان ، واسماعيل بن عباد البصري ، جميعا ، عن داود الرقي ، قال : قلتُ لإبي إبراهيم " عليه السلام " ؛ جُعلتُ فداك ، إني قد كبر سني ، فخذ بيدي ، وأنقذني من النار .. مَن صاحبنا بعدك ؟ .. فأشار إلى إبنه أبي الحسن " عليه السلام " فقال : هذا صاحبكم بعدي ) ـ6ـ

    ونجد أن هذه الرواية ، مروية عن محمد بن سنان ، واسماعيل البصري ، كلاهما عن داود الرقي ، الذي يخشى دخول النار ، بسبب عدم معرفته بالإمام الذي سيلي " إمامه " موسى الكاظم ، وهذا ، كما هو بيّن ، يعني أمران :

    الأول ): عدم علم الرّقي بأحاديث " الإثني عشر " .

    الثاني ): خوفه ، وخشيته ، من موت إمامه الكاظم ، مع عدم وجود نص صريح ، من قبله ، على الإمام الذي سيخلفه .

    ويستمر المؤلف " قدّس سره الشريف " بسرد استدلالاته الروائية ، حول الوصية للـ " الرضا علي " رحمنا الله به ..

    ( عن احمد بن مهران ، عن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن أحمد بن محمد بن عبد الله ، عن الحسن ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن اسحاق بن عمار قال :

    قلت لأبي الحسن الأول : ألا تدلني على مَن آخذ منه ديني ؟

    فقال " الكاظم " : هذا إبني علي ... إن أبي أخذ بيدي ، فأدخلني إلى قبر رسول الله " ص " وقال " لي " : يا بنيّ ؛ إن الله قال " إني جاعلك في الأرض خليفة " ، وإنّ الله إذا قال قولا ؛ وفى به ) ـ7ـ

    ولي على هذه الرواية مجموعة ملاحظات ، أجملها بما يلي :

    1ـ يفاجئنا محمد بن اسحاق ، وهو يسأل " إمامه " الكاظم ؛ ألا تدلني على مَن آخذ منه ديني ؟ .. عجبا ، أليس إمامك ـ يا هذا ـ ذاته موجودا ، وتأخذ ، بالضرورة ، منه دينك ؟ فلمَ تسأله ، عمّن تأخذه منه ؟ .. يكون مقبولا ، ومستساغا ، لو أنكَ سألته ؛ إلى مَن ترجع بعد " غيبة " ـ8ـ " سميّ موسى " ، مَن " قرّبناه نجيّا " ، ليستقيم سؤالنا ، والجواب ..

    2ـ في الشطر الأخير من الرواية ، نرى الإمام ، بعد جوابه للسائل ، وتوضيحه له ، بأن ابنه " الرضا " هو الإمام من بعده ، ينتقل إنتقالة غريبة ، حينما يقول " عليه السلام " ؛ إنّ أبي ـ يعني الصادق ـ أخذ بيدي ، فأدخلني إلى قبر " جدي " وقال لي ؛ يا بنيّ ، إنّ الله قال " إني جاعلك في الأرض خليفة " وإنّ الله إذا قال قولا ، وفى به " ، ولا أدري ما هي ضرورة المقطع الأخير ، هذا ، من النص ؟ فهو ليس له دخل ، على الإطلاق ، بالجواب على سؤال " ابن عمار " حول مَن سيلي " الكاظم " .. ثم ألا نستشف من تصرف " إمامنا " الصادق " روحي فداه " وهو يأخذ بيد ولده موسى ، إلى قبر جدهما المصطفى " ص " ليقول له ، بما هو أشبه بالنبوءة العلوية ؛ أن الله ـ يا بنيّ ـ قال " إني جاعلك " يا موسى " في الأرض خليفة " ، وإن الله تعالى إذا قال قولا ، وفى به .. ألا نستشف من هذا ، مهدوية موسى الكاظم ، وأنه هو الخليفة الذي سيحكم الأرض ، ويملأها قسطا وعدلا ؟ ..

    وعلى العموم ، فهذه الرواية ، هي من أغرب الروايات " الشيعية " في هذا المجال ، فهي من جانب ، تؤكد إمامة علي الرضا ، في شطرها الأول ، فيما تشير إلى مهدوية الكاظم ، في الثاني .. ولا أدري كيف استشهد بها المؤلف ، في معرض نقده للمذهب الواقفي " رحمه الله " ؟..

    ويستمر " الطوسي " في إيراد أدلته الروائية ، فينقل لنا :

    ( عن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن محبوب ، عن نعيم الصحاف ، قال : كنت أنا ، وهشام بن الحكم ، وعلي بن يقطين ، ببغداد ، فقال علي بن يقطين : كنتُ عند " العبد الصالح " فقال لي : يا علي بن يقطين ؛ هذا عليٌّ سيد وُلدي ، أما إني نحلته كنيتي ...

    فضربَ هشام براحته جبهته ، ثم قال : ويحك ، كيف " ماذا " قلت ؟ ، فقال علي بن يقطين : سمعته ، والله ، كما قلت .. فقال هشام : إنّ الأمر ، والله ، فيه ، من بعده ) ـ9ـ

    وفي هذا النص ، أيضا ، دليل آخر ، يؤكد عدم وجود " فكرة " إثنا عشر إماما " بالإسم والصفة ، معروفين مسبقا من قبل أصحاب الأئمة ، وإلا ما هو المبرر الذي يجعل صحابيا كبيرا ومهما كهشام بن الحكم ، يضرب جبهته براحته ، لحظة استنتاجه ، من كلام ابن يقطين ، أن الإمام ، بعد " سيده " موسى ، هو ابنه علي ؟..

    وأيضا هنالك تساؤل ، حول مبرر تصرّف هشام ، آنف الذكر ، فكونه عرف أن عليا " الرضا " هو الإمام بعد موسى الكاظم ، لا يستدعي ردّة فعل كالتي رأينا .. لكن ، وللأمانة ، فالرواية ، توحي ، وإن بشكل غير مباشر ، وغير يقيني ، بإمامة " الرضا " ...

    وهنالك ، أيضا ، رواية أخرى ، يذكرها الشيخ :

    ( عن أبي الحسين محمد بن جعفر الأسدي ، عن سعد بن عبد الله ، عن جماعة من أصحابنا ، منهم محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، والحسن بن موسى الخشاب ، ومحمد بن عيسى بن عبيد ، عن محمد بن سنان ، عن الحسن بن الحسن ، قال : قلتُ لأبي الحسن موسى " ع " ؛ أسألك ؟ " ف " قال : سل إمامك .. فقلتُ : من تعني ؟ فإني لا أعرف إماما غيرك .. قال : هو عليّ إبني ، قد نحلته كنيتي ) ـ10ـ

    وهذه الرواية ، وإن كانت ، تشير ، أيضا ، إلى إمامة " الرضا " ، إلا أنها غير مستساغة ، لأننا نجد الراوي " الحسن بن الحسن " يريد أن يسأل إمامه الكاظم مسألة ، فيُفاجأ بالإمام وهو يقول له " سل إمامك " ، وهذا الأمر في غاية الغرابة والنكران ، لأنه من الطبيعي جدا ، أن موسى الكاظم هو " إمام الوقت " وليس ابنه عليا ، ولا مخرج للراوي ، كي تستقيم روايته ، إلا في حال تغييره لصيغة السؤال إلى " إلى مَن أرجع ـ يا سيدي ـ إن ذهبتَ إلى ربك ، راضيا ، مرضيا ؟ " ...

    ثم يأتي " المؤلف " برواية أخرى :

    ( عن أحمد بن إدريس ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن علي بن الحكم ، وعلي بن الحسن بن نافع ، عن هارون بن خارجة ، قال : قال لي هارون بن سعد العجلي : " قد مات إسماعيل الذي كنتم تمدّون إليه اعناقكم ، وجعفر شيخ كبير ، يموت غدا ، أو بعد غد ، فتبقون بلا إمام " .. فلم أدر ما أقول ، فأخبرتُ أبا عبد الله " ع " بمقالته فقال : " هيهات .. هيهات ، أبى الله ، والله ، أن ينقطع هذا الأمر ، حتى ينقطع الليل والنهار ، فإذا رأيته ، فقل له : " هذا موسى بن جعفر ، يكبر ونزوّجه ، ويولد له ، فيكون خلفا ، إن شاء الله " ) ـ11ـ

    ويمكننا ، من خلال هذه الرواية ، أن نخرج بمجموعة استنتاجات وملاحظات :

    1ـ إن هارون بن سعد العجلي ، لا يتبنى الخط الإمامي ، ولذا يجادل أحد أصحاب سيدنا الصادق " ع " .

    2ـ هارون " المخالف " يهزأ من هارون " الموالي " قائلا له ؛ أنّ إسماعيل ، الذي رشحه أبوه للإمامة ، وأشار إليه ؛ قد مات ، وهذا أبوه " الصادق " شيخ كبير ، قد دنا أجله ، وحين يموت ، ستبقون " أيها الشيعة " بلا إمام ترجعون إليه .

    3ـ نرى ، وبوضوح ، حيرة صاحب " الإمام " مما ذكره " المخالف " ، وهذا يؤكد ، ضمنيا ، أنه يسلم ويعترف ، بما ذكره له الآخر ، وبما أنه لا يملك جوابا ، للرد عليه ؛ اضطر للذهاب إلى " إمامه " الصادق .

    4ـ نفهم ، من خلال جواب الصادق ، قضيتين :

    الأولى ): تأكيده على أنّ الإمامة مستمرة " ما دام الليل والنهار " وهذا يعني عدم انحصارها في عدد معين ، أو على الأقل ، عدم إشارة الصادق لعدد معين .

    الثانية ): ولده موسى " سيكبر ، ونزوجه ، ويولد له " مَن يكون خلفا ! وهذا الإيضاح من قبل " مولانا " الصادق ، لا يتناسب وسؤال " المخالف " ، فقد كان المفروض أن يكتفي الإمام ، بالرد عليه من خلال إشارته إلى أنّ ولده " موسى " هو من سيكون الإمام من بعده ، بعد وفاة ابنه إسماعيل ، لينتهي الأمر .. أما أن يذكر له ؛ أنّ ولده موسى سيكبر ، ويتزوج ، ويولد له خلفا ، يكون هو الإمام من بعده ، فهذا الأمر في غاية الغرابة ، بل هو مليء بالتناقضات .

    5ـ يوحي لنا النص ، أن " إمامنا " موسى بن جعفر ، زمن وفاة أخيه الأكبر إسماعيل ، كان صغيرا جدا ، للدرجة التي يقول فيها أبوه ، أنه " سيكبر ، ونزوّجه " ، علما أنّ له عند وفاة أخيه ، أكثر من ثمانية عشر عاما ...

    وهنا يتم شيخنا " الطوسي " ، رحمه الله ، دراسة المحور الثاني ، في تناوله النقدي للفرقة الواقفية ، ليستمر ، في إبحاره بنا ، نحو مباحث أخرى ، يبدؤها بـ " أدلة الواقفة " ..

    ونبدأ ، باسم مَن نادى ، بجانب الطور ، موسى ، وقرّبه نجيّا ....



    ــــــــــــــــــ

    1ـ الكتاب : 32

    2ـ الكتاب : 19

    3ـ الكتاب : 24

    4ـ رسائل المرتضى ج3 ص 310ـ 313 / يحيى محمد : مدخل إلى الإسلام ص 393

    5ـ الكتاب : 24ـ 25

    6ـ الكتاب : 25

    7ـ الكتاب : 25

    8ـ مفردة " غيبة " تحتمل ، وفق ما رأيته لدى الشيعة الإمامية ، دلا لتين ؛ فمرة يراد بها الغيبة " من الغياب " على العكس من الظهور ، ومرة أخرى ، يعنون بها الموت ..

    9ـ الكتاب : 25 ـ 26

    10ـ الكتاب : 27

    11ـ الكتاب : 28
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎