المؤسس الحقيقي للسلفية وهو ابن تيمية، نجد ان علماء عصره ومن بعدهم هجروه وكفره البعض، وما ذلك الا للأفكار التي نادى بها. فهؤلاء الطاعنون بابن تيمية هم طاعنون ضمنا باتباعه السلفية لانهم حملوا افكاره من بعده. واليك بعض ما قيل فيه:
1ـ الشيخ صفىّ الدين الهِندي الأرموي (المتوفّى 710 هـ ) و هو متكلّم أشعريٌّ مَدَحَه السبكي; باحَثَ ابن تيمية، و لمّا ناظره و وَجَدَه يخرج من شيء إلى شيء قال له: ما أراك يابن تيميّة إلاّ كالعُصفور حيث أردتُ أن أقبضه من مكان فَرّ إلى مكان آخر.(1) طبقات الشافعية الكبرى للسبكي: 9/162
2ـ الحافظ شمس الدين الذهبىّ (المتوفّى 748 هـ ) كتب له رسالة ينصحه فيها بقسوة، فيها: إلى كم ترى القذاةَ في عين أخيك و تنسى الجذعَ في عينك؟ إلى كم تمدَح نفسك و شقاشِقك و عباراتكَ، و تذم العُلَماءَ و تتّبع عوراتِ الناس؟ فهل معظم أتباعِك إلاّ قعيدٌ مربوطٌ خفيفُ العَقل، أو عاميٌ كذابٌ بليدُ الذهن... أما آنَ لَكَ أن تَرعوي، أما حانَ لكَ أنْ تتوبَ و تنيب؟(2). تكملة السيف الصقيل تأليف الشيخ محمد الكوثري وكيل الأزهر ص 190، نقله من خط ابن قاضي شهبة .
وقال شيخ الاسلام الذهبي تلميذ شيخ الاسلام ابن تيمية! في رسالته زغل العلم غير موجودة في الاصل: «فان برعت في الاصول وتوابعها من المنطق والحكمة والفلسفة وآراء الاوائل ومحارات العقول واعتصمت مع ذلك بالكتاب والسنة واصول السلف ولفقت بين العقل والنقل، فما اظنك في ذلك تبلغ رتبة ابن تيمية ولا واللّه تقاربها، وقد رايت ما آل امره اليه من الحط عليه والهجر والتضليل والتكفير والتكذيب بحق وبباطل، فقد كان قبل ان يدخل في هذه الصناعة منورامضيئا على محياه سيماء السلف ثم صار مظلما كسوفا (3)هناك كلام للذهبي في الثناء على ابن تيمية ولكن
رسالته هذه «بيان زغل العلم» كتبهامتاخرا ..
وقد نودي على ابن تيمية بدمشق: «من اعتقد عقيدة ابن تيمية حل دمه وماله» (4)-الدرر الكامنة ، ابن حجر العسقلاني : 1/147 . مرآة الجنان
، اليافعي :2/242 .3ـ الحافظ عليّ بن عبد الكافي السبكي (المتوفّى 756 هـ ) ردّ على ابن تيمية فيمن ردَّ عليه، و ألّفَ فيه كتاباً أسماه: «شفاء السقام في زيارة خير الأنام». و قد كتب في مقدّمة كتاب له اسمه: «الدرة المضيئة في الردّ على ابن تيمية» ما هذا لفظُه: أمّا بعد، لمّا أحْدَث ابن تيمية ما أحْدَث في أصولِ العَقائد، و نَقَضَ دعائم الإسلام بعد أن كان مُستتِراً بتبعيّة الكتابِ و السنّة مُظهِراً أنّه داع إلى الحق هاد إلى الجنة، فَخَرَجَ عَن الاتّباع إلى الابتداع، و شذَّ عن جماعة المسلمين بمخالفةِ الإجماع، و قال بما يقتضي الجِسمية و التركيب في الذات المقدّسة... .(5). الدرّة المضيئة: 6 .
وقال المجتهد تقي الدين السبكي: «اما بعد، فانه لما احدث ابن تيمية مااحدث في اصول العقائد ونقض من دعائم الاسلام الاركان والمعاقد، بعد ان كان مستترا بتبعية الكتاب والسنة مظهرا انه داع الى الحق هاد الى الجنة، فخرج من الاتباع الى الابتداع وشذ عن جماعة المسلمين بمخالفة الاجماع، وقال بما يقتضي الجسمية والتركيب في ذات المقدس وان الافتقار الى الجزء ليس بمحال، وقال بحلول الحوادث بذات اللّه تعالى وان القرآن محدث تكلم اللّه به بعد ان لم يكن، وانه يتكلم ويسكت ويحدث في ذاته الارادات بحسب المخلوقات، وتعدى في ذلك الى استلزام قدم العالم، والتزامه بالقول با نه لا اول للمخلوقات، وقال بحوادث لا اول لها، فاثبت الصفة القديمة حادثة والمخلوق الحادث قديما، ولم يجمع احد هذين القولين في ملة من الملل ولا نحلة من النحل، فلم يدخل في فرقة من الفرق الثلاثة والسبعين التي افترقت عليها الامة ولا وقفت به مع امة من الامم همة، وكل ذلك وان كان كفرا شنيعا مما تقل جملته بالنسبة لما احدث في الفروع» (6).الدرة المضيئة في الرد على ابن تيمية : ص1 2 .
4- شهاب الدين ابن حجر العسقلاني (المتوفّى 852 هـ )قال في كتابه: «الدُّرر الكامِنة في أعيان المائة الثامنة»: قام عليه جماعة منالفُقَهاء بِسَبَبِ الفتوى الحمويّة و بَحَثوا مَعَه، و مُنِعَ مِن الكلام.
ثم ذكر سجونَه، و ما أصدَرَه العُلماء عليه منأحكام(7). الدرر الكامنة: 1/154. ولقد صنف الحافظ ابن حجر العسقلاني هذه الفتاوى، فقال:
افترق الناس فيه شيعا? فمنهم من نسبه إلى التجسيم لما ذكر في العقيدة الحموية والواسطية وغيرهما من ذلك، كقوله: إن اليد والقدم والساق والوجه صفات حقيقية، وإنه مستو على العرش بذاته.
? ومنهم من ينسبه إلى الزندقة لقوله: إن النبي (ص) لا يستغاث به.
? ومنهم من ينسبه إلى النفاق لقوله في علي: إنه كان مخذولا حيثما توجه، وإنه حاول الخلافة مرارا فلم ينلها، وإنه قاتل للرئاسة لا للديانة. ولقوله: إنه كان يحب الرئاسة وإن عثمان كان يحب المال. ولقوله: علي أسلم صبيا والصبي لا يصح إسلامه، وبكلامه في خطبة بنت أبي جهل فإنه شنع في ذلك فألزموه بالنفاق لقوله (ص): " ولا يبغضك إلا منافق ".
? ونسبه قوم إلى أنه كان يسعى في الإمامة الكبرى، فإنه كان يلهج بذكر ابن تومرت ويطريه. (الدرر الكامنة 1: 155)
وهذه أقوال متعددة بتعدد آرائه..
وقال الفقيه ابن حجر احد كبار علماء الشافعية: «واياك ان تصغي الى ما في كتب ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية وغيرهما ممن اتخذ الهه هواه واضله اللّه على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد اللّه وكيف تجاوز هؤلاء الملحدون الحدود وتعدوا الرسوم وخرقوا سياج الشريعة والحقيقة فظنوا بذلك انهم على هدى من ربهم وليسوا كذلك، بل هم على اسواءالضلال واقبح الخصال وابلغ المقت والخسران وازهى الكذب والبهتان، فخذل اللّهم تبعهم وطهر الارض من امثالهم»-(8) الفتاوى الحديثية : ص203 . وأجمل القول فيه ابن حجر في " الفتاوى الحديثية " فقال.
: «ابن تيمية عبد خذله اللّه واضله واعماه واصمه واذله،وبذلك صرح الائمة الذين بينوا فساد احواله وكذب اقواله، ومن اراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الامام المجتهد المتفق على امامته وجلالته وبلوغه مرتبة الاجتهاد ابي الحسن السبكي وولده التاج والشيخ الحمد بن جماعة واهل عصرهم وغيرهم من الشافعية والمالكية والحنفية» (9) . المصدر السابق : ص114 . قال: والحاصل أن لا يقام لكلامه وزن، وأن يرمى في كل وعر وحزن.. ويعتقد فيه أنه مبتدع ضال مضل غال، عامله الله بعدله، وأجارنا من مثل طريقته وعقيدته وفعله، آمين.(10) المصدر السابق (: 86)
5ـ شهاب الدين ابن حجر الهيتمي (المتوفّى 973 هـ ) قال في ترجمة ابن تيمية: ابن تيمية عبدٌ خَذَله اللّهُ، و أضلَّه وأعماه و أصمّه و أذلّه. و بذلك صرّح الأئمةُ الذين بيّنوا فسادَ أحوالِه و كذبَأقواله... والحاصل أنّه لا يُقامُ لكلامه بل يرمي في كل و عروحَزْن، و يُعتَقَد فيهأنه مبتدع ضالٌّ مضلٌّ غالٌ عامَلَه الله بَعدلِهِ، و أجارَنا من مِثل طريقته، وعقيدتِهِ، و فعله(11). المصدر السابق (: 86)
و له كتاب حول زيارة القبر النبوي، ردَّ فيه على ابنتيمية.
6- النبهاني (المتوفّى 1350 هـ ) قالَ في كتابه «شواهدالحق»: قد ثبت وتحقّق و ظَهَر ظهورَ الشمس في رائعة النهار أنّ عُلماء المذاهبالأربعة قد اتّفقوا على ردّ بدع ابنِ تيمية، و منهم مَن طَعَنوا بصحّة نَقله، كماطَعَنوا بكمالِ عقلِهِ.(12) شواهد الحق ص 791 . ألّفه عام 1323هـ ، و قد أدّى حق الكلام فيه في الرّد على بدع ابن تيمية.
وهذه طائفة من كَلِمات العلماءِ في ابن تيمية وأحوالِهِ و أقوالِهِ تكفي على قلّتِها لإلقاءِ الضوءِ على شخصيّته و طبيعةأفكاره.
وقد كفر ابن تيمية قضاة المذاهب الاربعة في مصر، حين حرم زيارة قبرالنبي (ص) واصدر الشاميون فتيا، وكتب عليها البرهان ابن الفركاخ الفزاري نحواربعين سطرا باشياء الى ان قال بتكفيره، ووافقه على ذلك الشهاب بن جهبل، وكتب تحت خطه كذلك المالكي، ثم عرضت الفتيا لقاضي القضاة الشافعية بمصر،البدر بن جماعة فكتب على ظاهر الفتوى: الحمد للّه، هذا المنقول باطنها جواب عن السؤال عن قوله: ان زيارة الانبياء والصالحين بدعة. وما ذكره من نحو ذلك ومن انه لا يرخص بالسفر لزيارة الانبياء باطل مردود عليه، وقد نقل جماعة من العلماء ان زيارة النبي فضيلة وسنة مجمع عليها، وهذا المفتي المذكور يعني ابن تيمية آينبغي ان يزجر عن مثل هذه الفتاوى الباطلة عند الائمة والعلماء، ويمنع من الفتاوى الغريبة، ويحبس اذا لم يمتنع من ذلك، ويشهر امره ليحتفظ الناس من الاقتداء به.
وكتبه محمد بن إبراهيم بن سعد اللّه بن جماعة الشافعي، وكذلك يقول محمد ابن الجريري الأنصاري الحنفي: لكن يحبس ألان جزما مطلقا.
وكذلك يقول محمد بن ابي بكر المالكي: ويبالغ في زجره حسبما تندفع تلك المفسدة وغيرها من المفاسد.
وكذلك يقول احمد بن عمر المقدسي الحنبلي (13) -راجع الغدير ، الاميني : 5/87 نقلا عن تكملة السيف الصقيل ، محمد زاهد الكوثري :ص155 .
وقال الحافظ صلاح الدين العلائي: «ذكر المسائل التي خالف فيها ابن تيمية الناس في الاصول والفروع... وأما مقالاته في اصول الدين... ان العالم قديم بالنوع ولم يزل مع اللّه مخلوقا دائما... ومنها قوله بالجسمية والجهة والانتقال وهو مردود...
واستغفر اللّه من كتابة مثل هذا فضلا عن اعتقاده» (14). -التنبيه والرد ، السقاف ، عن مخطوط كتاب ذخائر القصر في تراجم نبلاء العصر : للحافظ ابنطولون الحنفي : 32 33
ونقله السقاف عن كتاب التوفيق الرباني .
وشنع على ابن تيمية ورد عليه المجدد ابن دقيق العيد واليافعي في «مرآة الجنان» وملا علي القاري في شرحه على الشفا والشهاب الخفاجي، ومحمدالزرقاني المالكي، والمناوي الشافعي، وابن حجر العسقلاني في فتحه، والحافظ زين الدين العراقي وولي الدين العراقي وغيرهم الكثير (15). -فراجع بعض اقوالهم في كتاب التنبيه والرد على معتقدقدم العالم والحد : ص14 آ23. .
هذه هي خلاصة القول في هذا الرجل الذي وجدت فيه البدعة الوهابية خير قدوة لها، فتمسكت بكل ما شذ وانحرف من أفكاره، ثم زادت فوق ذلك شذوذا وانحرافا..
الرجل الذي أخذ يروج له بعض دعاة السلفية، فاحتالوا لذلك بأن ستروا قبائح أفكاره وعقائده الضالة وانحرافاته فهم لا يعرجون على شئ منها بذكر رغم أنها تشغل أكثر من ثلاثة أرباع ما كتبه من كتب ورسائل، (يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون).
وصلى الله على محمد وال محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرأ
بقلم شاهد الحق
1ـ الشيخ صفىّ الدين الهِندي الأرموي (المتوفّى 710 هـ ) و هو متكلّم أشعريٌّ مَدَحَه السبكي; باحَثَ ابن تيمية، و لمّا ناظره و وَجَدَه يخرج من شيء إلى شيء قال له: ما أراك يابن تيميّة إلاّ كالعُصفور حيث أردتُ أن أقبضه من مكان فَرّ إلى مكان آخر.(1) طبقات الشافعية الكبرى للسبكي: 9/162
2ـ الحافظ شمس الدين الذهبىّ (المتوفّى 748 هـ ) كتب له رسالة ينصحه فيها بقسوة، فيها: إلى كم ترى القذاةَ في عين أخيك و تنسى الجذعَ في عينك؟ إلى كم تمدَح نفسك و شقاشِقك و عباراتكَ، و تذم العُلَماءَ و تتّبع عوراتِ الناس؟ فهل معظم أتباعِك إلاّ قعيدٌ مربوطٌ خفيفُ العَقل، أو عاميٌ كذابٌ بليدُ الذهن... أما آنَ لَكَ أن تَرعوي، أما حانَ لكَ أنْ تتوبَ و تنيب؟(2). تكملة السيف الصقيل تأليف الشيخ محمد الكوثري وكيل الأزهر ص 190، نقله من خط ابن قاضي شهبة .
وقال شيخ الاسلام الذهبي تلميذ شيخ الاسلام ابن تيمية! في رسالته زغل العلم غير موجودة في الاصل: «فان برعت في الاصول وتوابعها من المنطق والحكمة والفلسفة وآراء الاوائل ومحارات العقول واعتصمت مع ذلك بالكتاب والسنة واصول السلف ولفقت بين العقل والنقل، فما اظنك في ذلك تبلغ رتبة ابن تيمية ولا واللّه تقاربها، وقد رايت ما آل امره اليه من الحط عليه والهجر والتضليل والتكفير والتكذيب بحق وبباطل، فقد كان قبل ان يدخل في هذه الصناعة منورامضيئا على محياه سيماء السلف ثم صار مظلما كسوفا (3)هناك كلام للذهبي في الثناء على ابن تيمية ولكن
رسالته هذه «بيان زغل العلم» كتبهامتاخرا ..
وقد نودي على ابن تيمية بدمشق: «من اعتقد عقيدة ابن تيمية حل دمه وماله» (4)-الدرر الكامنة ، ابن حجر العسقلاني : 1/147 . مرآة الجنان
، اليافعي :2/242 .3ـ الحافظ عليّ بن عبد الكافي السبكي (المتوفّى 756 هـ ) ردّ على ابن تيمية فيمن ردَّ عليه، و ألّفَ فيه كتاباً أسماه: «شفاء السقام في زيارة خير الأنام». و قد كتب في مقدّمة كتاب له اسمه: «الدرة المضيئة في الردّ على ابن تيمية» ما هذا لفظُه: أمّا بعد، لمّا أحْدَث ابن تيمية ما أحْدَث في أصولِ العَقائد، و نَقَضَ دعائم الإسلام بعد أن كان مُستتِراً بتبعيّة الكتابِ و السنّة مُظهِراً أنّه داع إلى الحق هاد إلى الجنة، فَخَرَجَ عَن الاتّباع إلى الابتداع، و شذَّ عن جماعة المسلمين بمخالفةِ الإجماع، و قال بما يقتضي الجِسمية و التركيب في الذات المقدّسة... .(5). الدرّة المضيئة: 6 .
وقال المجتهد تقي الدين السبكي: «اما بعد، فانه لما احدث ابن تيمية مااحدث في اصول العقائد ونقض من دعائم الاسلام الاركان والمعاقد، بعد ان كان مستترا بتبعية الكتاب والسنة مظهرا انه داع الى الحق هاد الى الجنة، فخرج من الاتباع الى الابتداع وشذ عن جماعة المسلمين بمخالفة الاجماع، وقال بما يقتضي الجسمية والتركيب في ذات المقدس وان الافتقار الى الجزء ليس بمحال، وقال بحلول الحوادث بذات اللّه تعالى وان القرآن محدث تكلم اللّه به بعد ان لم يكن، وانه يتكلم ويسكت ويحدث في ذاته الارادات بحسب المخلوقات، وتعدى في ذلك الى استلزام قدم العالم، والتزامه بالقول با نه لا اول للمخلوقات، وقال بحوادث لا اول لها، فاثبت الصفة القديمة حادثة والمخلوق الحادث قديما، ولم يجمع احد هذين القولين في ملة من الملل ولا نحلة من النحل، فلم يدخل في فرقة من الفرق الثلاثة والسبعين التي افترقت عليها الامة ولا وقفت به مع امة من الامم همة، وكل ذلك وان كان كفرا شنيعا مما تقل جملته بالنسبة لما احدث في الفروع» (6).الدرة المضيئة في الرد على ابن تيمية : ص1 2 .
4- شهاب الدين ابن حجر العسقلاني (المتوفّى 852 هـ )قال في كتابه: «الدُّرر الكامِنة في أعيان المائة الثامنة»: قام عليه جماعة منالفُقَهاء بِسَبَبِ الفتوى الحمويّة و بَحَثوا مَعَه، و مُنِعَ مِن الكلام.
ثم ذكر سجونَه، و ما أصدَرَه العُلماء عليه منأحكام(7). الدرر الكامنة: 1/154. ولقد صنف الحافظ ابن حجر العسقلاني هذه الفتاوى، فقال:
افترق الناس فيه شيعا? فمنهم من نسبه إلى التجسيم لما ذكر في العقيدة الحموية والواسطية وغيرهما من ذلك، كقوله: إن اليد والقدم والساق والوجه صفات حقيقية، وإنه مستو على العرش بذاته.
? ومنهم من ينسبه إلى الزندقة لقوله: إن النبي (ص) لا يستغاث به.
? ومنهم من ينسبه إلى النفاق لقوله في علي: إنه كان مخذولا حيثما توجه، وإنه حاول الخلافة مرارا فلم ينلها، وإنه قاتل للرئاسة لا للديانة. ولقوله: إنه كان يحب الرئاسة وإن عثمان كان يحب المال. ولقوله: علي أسلم صبيا والصبي لا يصح إسلامه، وبكلامه في خطبة بنت أبي جهل فإنه شنع في ذلك فألزموه بالنفاق لقوله (ص): " ولا يبغضك إلا منافق ".
? ونسبه قوم إلى أنه كان يسعى في الإمامة الكبرى، فإنه كان يلهج بذكر ابن تومرت ويطريه. (الدرر الكامنة 1: 155)
وهذه أقوال متعددة بتعدد آرائه..
وقال الفقيه ابن حجر احد كبار علماء الشافعية: «واياك ان تصغي الى ما في كتب ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية وغيرهما ممن اتخذ الهه هواه واضله اللّه على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد اللّه وكيف تجاوز هؤلاء الملحدون الحدود وتعدوا الرسوم وخرقوا سياج الشريعة والحقيقة فظنوا بذلك انهم على هدى من ربهم وليسوا كذلك، بل هم على اسواءالضلال واقبح الخصال وابلغ المقت والخسران وازهى الكذب والبهتان، فخذل اللّهم تبعهم وطهر الارض من امثالهم»-(8) الفتاوى الحديثية : ص203 . وأجمل القول فيه ابن حجر في " الفتاوى الحديثية " فقال.
: «ابن تيمية عبد خذله اللّه واضله واعماه واصمه واذله،وبذلك صرح الائمة الذين بينوا فساد احواله وكذب اقواله، ومن اراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الامام المجتهد المتفق على امامته وجلالته وبلوغه مرتبة الاجتهاد ابي الحسن السبكي وولده التاج والشيخ الحمد بن جماعة واهل عصرهم وغيرهم من الشافعية والمالكية والحنفية» (9) . المصدر السابق : ص114 . قال: والحاصل أن لا يقام لكلامه وزن، وأن يرمى في كل وعر وحزن.. ويعتقد فيه أنه مبتدع ضال مضل غال، عامله الله بعدله، وأجارنا من مثل طريقته وعقيدته وفعله، آمين.(10) المصدر السابق (: 86)
5ـ شهاب الدين ابن حجر الهيتمي (المتوفّى 973 هـ ) قال في ترجمة ابن تيمية: ابن تيمية عبدٌ خَذَله اللّهُ، و أضلَّه وأعماه و أصمّه و أذلّه. و بذلك صرّح الأئمةُ الذين بيّنوا فسادَ أحوالِه و كذبَأقواله... والحاصل أنّه لا يُقامُ لكلامه بل يرمي في كل و عروحَزْن، و يُعتَقَد فيهأنه مبتدع ضالٌّ مضلٌّ غالٌ عامَلَه الله بَعدلِهِ، و أجارَنا من مِثل طريقته، وعقيدتِهِ، و فعله(11). المصدر السابق (: 86)
و له كتاب حول زيارة القبر النبوي، ردَّ فيه على ابنتيمية.
6- النبهاني (المتوفّى 1350 هـ ) قالَ في كتابه «شواهدالحق»: قد ثبت وتحقّق و ظَهَر ظهورَ الشمس في رائعة النهار أنّ عُلماء المذاهبالأربعة قد اتّفقوا على ردّ بدع ابنِ تيمية، و منهم مَن طَعَنوا بصحّة نَقله، كماطَعَنوا بكمالِ عقلِهِ.(12) شواهد الحق ص 791 . ألّفه عام 1323هـ ، و قد أدّى حق الكلام فيه في الرّد على بدع ابن تيمية.
وهذه طائفة من كَلِمات العلماءِ في ابن تيمية وأحوالِهِ و أقوالِهِ تكفي على قلّتِها لإلقاءِ الضوءِ على شخصيّته و طبيعةأفكاره.
وقد كفر ابن تيمية قضاة المذاهب الاربعة في مصر، حين حرم زيارة قبرالنبي (ص) واصدر الشاميون فتيا، وكتب عليها البرهان ابن الفركاخ الفزاري نحواربعين سطرا باشياء الى ان قال بتكفيره، ووافقه على ذلك الشهاب بن جهبل، وكتب تحت خطه كذلك المالكي، ثم عرضت الفتيا لقاضي القضاة الشافعية بمصر،البدر بن جماعة فكتب على ظاهر الفتوى: الحمد للّه، هذا المنقول باطنها جواب عن السؤال عن قوله: ان زيارة الانبياء والصالحين بدعة. وما ذكره من نحو ذلك ومن انه لا يرخص بالسفر لزيارة الانبياء باطل مردود عليه، وقد نقل جماعة من العلماء ان زيارة النبي فضيلة وسنة مجمع عليها، وهذا المفتي المذكور يعني ابن تيمية آينبغي ان يزجر عن مثل هذه الفتاوى الباطلة عند الائمة والعلماء، ويمنع من الفتاوى الغريبة، ويحبس اذا لم يمتنع من ذلك، ويشهر امره ليحتفظ الناس من الاقتداء به.
وكتبه محمد بن إبراهيم بن سعد اللّه بن جماعة الشافعي، وكذلك يقول محمد ابن الجريري الأنصاري الحنفي: لكن يحبس ألان جزما مطلقا.
وكذلك يقول محمد بن ابي بكر المالكي: ويبالغ في زجره حسبما تندفع تلك المفسدة وغيرها من المفاسد.
وكذلك يقول احمد بن عمر المقدسي الحنبلي (13) -راجع الغدير ، الاميني : 5/87 نقلا عن تكملة السيف الصقيل ، محمد زاهد الكوثري :ص155 .
وقال الحافظ صلاح الدين العلائي: «ذكر المسائل التي خالف فيها ابن تيمية الناس في الاصول والفروع... وأما مقالاته في اصول الدين... ان العالم قديم بالنوع ولم يزل مع اللّه مخلوقا دائما... ومنها قوله بالجسمية والجهة والانتقال وهو مردود...
واستغفر اللّه من كتابة مثل هذا فضلا عن اعتقاده» (14). -التنبيه والرد ، السقاف ، عن مخطوط كتاب ذخائر القصر في تراجم نبلاء العصر : للحافظ ابنطولون الحنفي : 32 33
ونقله السقاف عن كتاب التوفيق الرباني .
وشنع على ابن تيمية ورد عليه المجدد ابن دقيق العيد واليافعي في «مرآة الجنان» وملا علي القاري في شرحه على الشفا والشهاب الخفاجي، ومحمدالزرقاني المالكي، والمناوي الشافعي، وابن حجر العسقلاني في فتحه، والحافظ زين الدين العراقي وولي الدين العراقي وغيرهم الكثير (15). -فراجع بعض اقوالهم في كتاب التنبيه والرد على معتقدقدم العالم والحد : ص14 آ23. .
هذه هي خلاصة القول في هذا الرجل الذي وجدت فيه البدعة الوهابية خير قدوة لها، فتمسكت بكل ما شذ وانحرف من أفكاره، ثم زادت فوق ذلك شذوذا وانحرافا..
الرجل الذي أخذ يروج له بعض دعاة السلفية، فاحتالوا لذلك بأن ستروا قبائح أفكاره وعقائده الضالة وانحرافاته فهم لا يعرجون على شئ منها بذكر رغم أنها تشغل أكثر من ثلاثة أرباع ما كتبه من كتب ورسائل، (يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون).
وصلى الله على محمد وال محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرأ
بقلم شاهد الحق
Comment