بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا يريد الوهابية من إثارة فتنة (سب الصحابة)؟؟!!
ليس جديداً أن يظهر الوهابية وهم قرن الشيطان في إثارة الفتنة بين المسلمين كلما لاحت لهم اللوائح ووجدوا لهم أرضاً خصبة من خلال استغلال جهل الأمة الإسلامية وعزوفها عن القراءة والبحث في تاريخها، والاستفادة من تجاربها الماضية، فهؤلاء الوهابية يلعبون على حبال الجهل ويستثيرون في الناس العصبيات ويحرضون فيهم كل ما هو جاهلي بامتياز ولا علاقة لهم بالدين الإلهي لا من قريب ولا من بعيد، وهذا واضح من خلال التلون في استخدام الخطاب القومي والعرقي والمذهبي والطائفي ملتبسا بلغة دينية هي أبعد ما تكون عن روح الإسلام السمحاء التي تمثلت بالسيرة العطرة لنبي الرحمة والإنسانية محمد(ص) عندما كان يواجه عتو قومه وجبروتهم بالدعاء لهم بالهداية قائلاً : اللهم اهدِ قومي إنهم لا يعلمون!! على الرغم من عظيم ما لاقى منهم فلم يتركوا شيئا قبيحا إلاّ وواجهوه فيه، ولكنه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله كلما أظهروا له وجهاً أقبح من سابقه أبدى لهم وجهاً أكثر سماحة ورحمة وبهاء وجمالاً، حتى أن الناظر فيما وصل من سيرته العطرة ليعجب لهذا الصبر الجميل لهذا العظيم الأخلاق الذي تشرفت الأرض بوطئ أقدامه الشريفة عليها .
إذن في كل جيل على الأمة أن تنظر في هذا النموذج العظيم للخليفة الإلهي الذي تتجسد فيه كل مبادئ الرحمة الإلهية، وتكون سيرته هي الهادي في العمل والتعامل الاجتماعي، ولا يبقى اسم الرسول(ص) شماعة تعلق عليها الأمة هزائمها ومصائبها التي هي من صنع أيديها، وعندما تستشعر نسمة انتصار راحت تجير هذا الانتصار بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان، إن من أغرب ما يلفت النظر في الأمة التي تدّعي اتباعها لرسول الله(ص) إنها حتى في حروبها مع الأعداء الذين يستبيحون الحمى وينتهكون الحرمات ترفع في بدء الحرب شعار الإسلام ولا تسمع من مقاتليها غير الكلمة العظيمة (الله أكبر) وما إن يتحقق لها شيء من النصر ، تنسى كلمة (الله أكبر) وتتخلى عنها في احتفالات النصر لترتفع بديلا لكلمة (الله أكبر) كلمة فلان وعلان، وخطط القائد الفلاني وتدريب المدرب العلاني وصوت المطرب الفلاني، وليخرج الشعب إلى الشوارع يعبر عن فرحة النصر بالرقص والغناء والدبكات وما إلى ذلك من صور التعبير الجاهلي فرحة بذلك النصر، وكأن الأمة لا تنفك تعود لحمى الجاهلية كلما لاح لها لائح يجعلها في الاختيار بين التمسك بعرى الإسلام أو العود إلى حمى الجاهلية، فتدع عرى الإسلام خلف ظهرها وتعير ظهرها لراكب الجاهلية كي يتسنمها .
لقد آن للأمة الإسلامية بعد كل مسلسلات الهزائم والانقسام والتشتت أن تبحث عن دين الله الحق الذي يضمن لها التوّحد الحقيقي وليس الصوري وتجد تحت لوائه المنعة الحقيقية الإلهية، إنّ من أعجب العجب في أمة بيّن لها رسولها عنوان عزّها ونصرتها ومنعتها منذ أكثر من ألف وثلاثمائة سنة وهي تتداوله وتتناقله وإذا ما لمست في الواقع ما يكشف عن قرب تحقق ذلك الوعد الإلهي الحق استنفرت كل قوى الجاهلية فيها لتهاجمه وتسفهه وتستهزئ به وكأنه لم يكن بشارة الرسول الأكرم(ص)، لا مناص للأمة من البحث في قضية المهدي(ص) ومعرفتها حق المعرفة، ولا ينقذها من قدرها الإلهي التعلل بظهور الدجالين والكاذبين والمدعين هذا الأمر زوراً وبهتاناً بل على العكس تماماً فظهور أولئك هو بيان واضح للأمة أنها لو كانت على وعي ومعرفة حقيقية في دينها لما استطاع أحد أن يخترق عليها دينها كائناً من كان إذا لم تكن لديه حجة إلهية حقيقية كتلك التي أتى بها الأنبياء والمرسلون(ع) من قبل!! إنّ كثرة مدعي هذا الأمر بالباطل هو إعلان إدانة للأمة وليس خللاً في أصل العقيدة لكي يقوم كل من هب ودب للنيل منها والاستهزاء بها، فالمهدي(ص) عقيدة إلهية راسخة في الفطرة الإنسانية التي لا سبيل لتبديلها، قال تعالى:{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}(الروم/30) إذن لا يستطيع أحد من الخلق أن ينكر على البشرية ما ركزّه خالقها في فطرتها ولا تستطيع التنصل منه، وما تلك المحاولات البائسة التي تعمل على توهين تلك العقيدة في أنفس الناس إلاّ عبث شيطاني ما يفتأ أن يزول عندما يفضح الله سبحانه باطله، فالدعوات الإلهية منذ آدم(ع) وإلى ما شاء الله سبحانه لا تقوم على الأوهام والأماني والتطلعات، بل تقوم على العمل والإخلاص بالعمل على وفق شريعة الله سبحانه، الشريعة التي تتطلب من العامل بها أن يأتيها ممسكاً بيد معلم إلهي قد نصبه الله سبحانه لبيانها، وهذا ما على الأمة أن تفهمه اليوم وتعيه، لا توجد أبداً شريعة لله سبحانه يُنتخب القائمون عليها انتخاباً فهذا الأمر لم يكن سابقاً ليكون اليوم، بل أن على الناس أن تعي الدرس التاريخي البليغ الذي حدث بعد رحيل رسول الله(ص) وتبتعد عن الأوهام الرومانسية بحيث عندما تقرأ ما سطرته أيدي مؤرخي السلطة عن درّة فلان أنه كانت تقع على ظهر المسلم أو صدره وقوع البلسم على الجرح، فهو يقرأ عن تلك الدرّة (وهي من عذق النخل خشنة) ولكنها لو وقعت الآن على صدره أو ظهره لهرب سريعاً والتمس دينا غير دين محمد(ص) ، فلم ينقل أحد عن سيرة رسول الرحمة والرأفة أنه كان يحمل بيده لفقراء الناس وبسطائهم غير الحب ومباسطتهم والجلوس بينهم، فحديث الدرة ـ وهو مثال تاريخي لا ينكر ـ لم يسمع يوماً إنها نزلت على ظهر أو صدر رجل من علية القوم وساداتهم ارتكب ظلما، بل كانت تلك الدرّة لا تجد لها مستراحاً إلاّ على ظهر البسطاء العامة وصدورهم، ولذلك كانت تلك الدرة على سطور التاريخ الذي يكتبه الحكام مثال السياسة الناجع في إدارة العباد، وربما تكون هذه السياسة العالمية اليوم سياسة (العصا والجزرة) هي من بركات تلك الدرة التاريخية، وهذا المثال عن الدرّة لتتأمل الأمة في تاريخها وتنظر بصدق وإنصاف لنفسها وتقارن؛ هل كانت خلافة إلهية بعد رسول الله(ص) كان هدفها الرحمة بالبسطاء والاهتمام بحال الفقراء وتفقد أحوالهم، مع محاسبة كل من كان في مأمن عن زيارة الدرّة (الأسطورة) لظهره الجليل أو صدره الجميل، غير خلافة علي بن أبي طالب(ص)؟؟؟ ولذلك ما أن حكم الناس برغبتهم وليس برضاه لأنّ رضاه أن يعمل الناس في حكومته كونه خليفة من خلفاء الله سبحانه وكونه وصياً لمحمد(ص)، ولكن الناس رغبت فيه حاكماً على سيرة من سبقه ولذلك كان مصرّاً على القول لهم وهو خليفة المبعوث رحمة للعالمين (دعوني والتمسوا غيري ، وقوله : أنا لكم وزيراً خير لكم مني أميرا)!! فرب قائل يقول : ما الباعث لهذا القول والخلافة قد سعت إليه وتحقق المراد؟؟؟ يجيب أمير المؤمنين(ص) عن ذلك السؤال المحتمل بل والواقع كما يروج له الوهابية اليوم عندما يريدون الطعن بعلي(ص) وبشرعية خلافته للرسول الأكرم(ص) قائلاً : [دعوني والتمسوا غيري ، فإنا مستقبلون أمراً له وجوه وألوان، ولا تقوم له القلوب، ولا تثبت عليه العقول ، وإن الآفاق قد غامت، والمحجة قد تنكرت ، واعلموا أني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم، ولم أصغ إلى قول القائل، وعتب العاتب، وإن تركتموني فأنا كأحدكم، ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم، وأنا لكم وزيرا خير لكم مني أميراً](من خطبة له واردة في نهج البلاغة : 138-139) فلماذا عندما يقرأ أصحاب اللحى الصفراء مشعلو الفتن وأرباب الإحن قول علي(ص) لا يذكرونه بتمامه ويقتطعونه اقتطاعاً ليصوروا لعامة الناس الذين ـ للأسف ـ لا يقرؤون : أنّ علياً(ص) لم يكن يجد نفسه كفؤاً لقيادة الناس وسياستهم!!! وواقع الخطبة يثبت أنّ علياً(ص) حقاً وصدقاً هو خليفة المبعوث رحمة للعالمين فهو شفيق عل هذه الأمة على الرغم من ابتعادها عن سبيل ربها فأراد أن يبقى فيها حاضراً كحضور الدواء لمداواة الداء ومعالجة ما يصيبها من بلاء، ولذلك سعى لدفع إمارتهم عنه لأنه لا يريد سلطاناً ، وبما أن هناك من قبل لنفسه أن ينازعه حقه ويغصبه منه من دون خوف وورع وأجابته الناس، فلا سبيل للمظلوم إلاّ أن يلجأ إلى الله سبحانه هو حسبه ونعم الوكيل بعدما أقام الحجة كاملة على الناس ولمدة ستة أشهر وهو يناشدهم حقه وهم يأبون عليه ذلك، وكذلك أمير المؤمنين(ص) كان يعلم أن هذه الخلافة التي سيق إليها قهراً ستكون سبة وبلاءً، فلو لم يكن قد ولي أمر الناس بعد عثمان بن عفان لكان ذلك موقفاً واضحاً لا لبس فيه أن أمر الخلافة هذه فيه ما فيه ولا يختلف في ذلك اثنان، ولكن وجود أمير المؤمنين(ص) على سدّة الحكم بعد الثلاثة ربما ـ وأقول ربما ـ ألبس الأمر على الناس وأعدوها خلافة، وهي لم تكن كذلك بدليل أنه ما إن صارت له خلافة الناس حتى رفع كل من له عقيرة عقيرته وحصل ما أخبر عنه أمير المؤمنين(ص) حيث بدأت الوجوه تتقلب والألوان تظهر تماماً كما أخبر، ومن معركة إلى معركة ، ومن فتنة إلى فتنة، ومن بلاء إلى بلاء حتى لقي الله سبحانه مضمخاً بدمه الطاهر الشريف!! كل هذا لماذا؟؟ لأنه أراد أن يحملهم على محمل الآخرة كما أراد الله سبحانه، ولكن الناس أصرّت أن يحملهم على محمل الدنيا وكأنهم خلقوا لها فحصل ما حصل!!
لذا فعلى المسلمين عموماً أن ينتبهوا لما يريد الوهابية بهم اليوم، وهذه العودة إلى مربع الفتنة الأول في إحياء قضية (سب الصحابة) والانتقاص منهم وازدراء المذهب السني، وكل الجردة الطويلة من التهم الواضحة البطلان ، ما هي إلاّ محاولة ربما تعيدهم إلى الواجهة كما أظهرتهم بعد سقوط العثمانيين فلما تمكنوا عاثوا في بلاد المسلمين خراباً على كل المستويات ولم يسلم من عبثهم وخرابهم حتى قبور الأولياء، بدعوى أنها مظهر من مظاهر الشرك بالله سبحانه ـ والعياذ بالله ـ وكأن الوهابيين قد شقوا صدور الناس وعلموا أن زيارة قبور الأولياء وإعمارها هو لأنهم جعلوا أولئك الأولياء(ع) شركاء لله سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا!!!
ولعمري لا أدري كيف ينطلي على مسلمي مصر خدعة أولئك فينتشروا بينهم انتشار النار من دون أن يكون للأزهر بجامعته موقف منهم صريح وهم يكفرونه علناً وفي مواقف كثيرة، ويخالفون ما يدعو إليه من التعايش السلمي بين الأديان والمذاهب، فيفرضون على الناس إما أن يكونوا على مذهبهم وإلاّ فهم كافرون؛ ويستلزم هذا التكفير (حلية الدم والعرض والمال)!!! هل يقبل المصريون اليوم هدم قبور الأولياء عندهم؟؟!! هؤلاء الوهابية هدموا قبر الحسن(ص) سبط رسول الله(ص) وسيد شباب أهل الجنة، وهدموا قبر الإمام زين العابدين والإمام الباقر والإمام الصادق(ص)، وحاولوا محاولات كثيرة لهدم ضريح أمير المؤمنين(ص) ولكن الله سبحانه في كل مرة يخزيهم ويفضحهم، وفي حاضرنا أقدموا على جريمة نكراء عندما فجّروا ضريح الإمامين العسكريين(ص) في سامراء، وهو بالأصل بيت علي الهادي والحسن العسكري(ص) وهو بيت الإمام المهدي محمد بن الحسن(ص) ، فهم هدموا بيتاً لولي من أولياء الله وحجة من حججه وهو حي يرزق!! فهل في ملتكم أيها الوهابية أن تعتدوا على حرمة البيوت وتفجرونها عند غياب أصحابها عنها وتقومون بنهبها وسلبها؟؟!! هل هذا هو الإسلام الذي تدعون الانتساب إليه؟؟ أليس في الإسلام أنّ الحق لا يسقط بالتقادم؟؟ وحق الإمام المهدي محمد بن الحسن(ص) في بيت آبائه(ص) قائم ولا يسقطه التقادم فبأي حق فجرتموه ونهبتم محتوياته؟؟؟!!!
أيها المسلمون الشرفاء في كل العالم وبالأخص المسلمون في مصر على اختلاف مذاهبهم؛ الحذر، الحذر، الحذر، من فتنة الوهابية ولا يستخفونكم كما استخف المرجفون من قبلكم زوج رسول الله(ص) وأخرجوها على جمل إلى البصرة ليقتل الآلاف من أبناء الإسلام هكذا نتيجة إثارة للنعرات الطائفية البغيضة والاحتكام للخلق الجاهلي القديم، ولا يستخفونكم أولئك الوهابية المرجفون باستعمال السيدة عائشة زوج رسول الله(ص) أو رموز الصحابة ذريعة واهية لإشعال فتنة لا تبقي ولا تذر، واتقوا الله في أنفسكم وأهليكم والله سبحانه يقول في كتابه العزيز الذي بين ظهراني الأمة ولا كتاب غيره{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}(التحريم/6)، وارجعوا للتعامل بينكم بسماحة الإسلام الحقيقية ولا يستخفنكم الجاهلون أن هناك مؤامرة على الإسلام، وما شابه تلك المواويل القديمة التي غايتها تمزيق الأمة؛ فلا أحد يستطيع أن يهز شعرة واحدة من رأس الإسلام الحق، ولا يمكن لأحد أن ينال من كتاب الله العزيز فحفظه ليس موكولاً إلى فلان وفلان ولا إلى الوهابية، بل إنّ أولئك الناس هم من أشد الناس تضييعاً وبغضاً للقرآن وأهله، والدليل هو ما حصل عندما دعوا مجموعة طيبة من أنصار الإمام المهدي(ص) للمناظرة العلنية على قناة (صفا) الفضائية ليمكروا بهم وتستحيل هذه الدعوة للضيافة والاستضافة إلى عملية غدر ومؤامرة دنيئة يترفع عن فعلها من لا دين له فكيف يفعلها من يدعي التدين؟؟؟!!! بل كيف تسمح مصر الأزهر من أن يقع مثل هذا الفعل القبيح بين ظهرانيهم ومع ذلك هم صامتون ولا يحركون ساكناً على الرغم من أن هذا الفعل سيلحق العار فعلاً ببلد فيه التعددية بل وأزهره يدرس المذهب الجعفري وعدّة من المذاهب الفقهية الإسلامية؟؟؟!! ما هي جناية ضيوفكم أنصار الإمام المهدي(ص) ـ أيها المصريون ـ الذين ناظروا عرعور قناة صفا علنا، وأعلنوا عقيدتهم واضحة دون خوف أو مراوغة؟؟!! وبينوا لكم ببيان واضح شافٍ كافٍ بأن هذا العرعور وهذه القناة لا تتورع عن تكفير أي مسلم لا يقول بمقالتها، بل وتبين للقاصي والداني أنّ هذه القناة وعرعورها الناطق باسمها ما أنشئت إلاّ لإيقاظ الفتنة بين المسلمين وإشعال نارها، ورسول الله(ص) قال ـ ما معناه ـ [الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها] ، وكذلك الله جلت قدرته يقول{ لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * َقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاء الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ }(التوبة/47-48).
ماذا يريد الوهابية من إثارة فتنة (سب الصحابة)؟؟!!
ليس جديداً أن يظهر الوهابية وهم قرن الشيطان في إثارة الفتنة بين المسلمين كلما لاحت لهم اللوائح ووجدوا لهم أرضاً خصبة من خلال استغلال جهل الأمة الإسلامية وعزوفها عن القراءة والبحث في تاريخها، والاستفادة من تجاربها الماضية، فهؤلاء الوهابية يلعبون على حبال الجهل ويستثيرون في الناس العصبيات ويحرضون فيهم كل ما هو جاهلي بامتياز ولا علاقة لهم بالدين الإلهي لا من قريب ولا من بعيد، وهذا واضح من خلال التلون في استخدام الخطاب القومي والعرقي والمذهبي والطائفي ملتبسا بلغة دينية هي أبعد ما تكون عن روح الإسلام السمحاء التي تمثلت بالسيرة العطرة لنبي الرحمة والإنسانية محمد(ص) عندما كان يواجه عتو قومه وجبروتهم بالدعاء لهم بالهداية قائلاً : اللهم اهدِ قومي إنهم لا يعلمون!! على الرغم من عظيم ما لاقى منهم فلم يتركوا شيئا قبيحا إلاّ وواجهوه فيه، ولكنه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله كلما أظهروا له وجهاً أقبح من سابقه أبدى لهم وجهاً أكثر سماحة ورحمة وبهاء وجمالاً، حتى أن الناظر فيما وصل من سيرته العطرة ليعجب لهذا الصبر الجميل لهذا العظيم الأخلاق الذي تشرفت الأرض بوطئ أقدامه الشريفة عليها .
إذن في كل جيل على الأمة أن تنظر في هذا النموذج العظيم للخليفة الإلهي الذي تتجسد فيه كل مبادئ الرحمة الإلهية، وتكون سيرته هي الهادي في العمل والتعامل الاجتماعي، ولا يبقى اسم الرسول(ص) شماعة تعلق عليها الأمة هزائمها ومصائبها التي هي من صنع أيديها، وعندما تستشعر نسمة انتصار راحت تجير هذا الانتصار بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان، إن من أغرب ما يلفت النظر في الأمة التي تدّعي اتباعها لرسول الله(ص) إنها حتى في حروبها مع الأعداء الذين يستبيحون الحمى وينتهكون الحرمات ترفع في بدء الحرب شعار الإسلام ولا تسمع من مقاتليها غير الكلمة العظيمة (الله أكبر) وما إن يتحقق لها شيء من النصر ، تنسى كلمة (الله أكبر) وتتخلى عنها في احتفالات النصر لترتفع بديلا لكلمة (الله أكبر) كلمة فلان وعلان، وخطط القائد الفلاني وتدريب المدرب العلاني وصوت المطرب الفلاني، وليخرج الشعب إلى الشوارع يعبر عن فرحة النصر بالرقص والغناء والدبكات وما إلى ذلك من صور التعبير الجاهلي فرحة بذلك النصر، وكأن الأمة لا تنفك تعود لحمى الجاهلية كلما لاح لها لائح يجعلها في الاختيار بين التمسك بعرى الإسلام أو العود إلى حمى الجاهلية، فتدع عرى الإسلام خلف ظهرها وتعير ظهرها لراكب الجاهلية كي يتسنمها .
لقد آن للأمة الإسلامية بعد كل مسلسلات الهزائم والانقسام والتشتت أن تبحث عن دين الله الحق الذي يضمن لها التوّحد الحقيقي وليس الصوري وتجد تحت لوائه المنعة الحقيقية الإلهية، إنّ من أعجب العجب في أمة بيّن لها رسولها عنوان عزّها ونصرتها ومنعتها منذ أكثر من ألف وثلاثمائة سنة وهي تتداوله وتتناقله وإذا ما لمست في الواقع ما يكشف عن قرب تحقق ذلك الوعد الإلهي الحق استنفرت كل قوى الجاهلية فيها لتهاجمه وتسفهه وتستهزئ به وكأنه لم يكن بشارة الرسول الأكرم(ص)، لا مناص للأمة من البحث في قضية المهدي(ص) ومعرفتها حق المعرفة، ولا ينقذها من قدرها الإلهي التعلل بظهور الدجالين والكاذبين والمدعين هذا الأمر زوراً وبهتاناً بل على العكس تماماً فظهور أولئك هو بيان واضح للأمة أنها لو كانت على وعي ومعرفة حقيقية في دينها لما استطاع أحد أن يخترق عليها دينها كائناً من كان إذا لم تكن لديه حجة إلهية حقيقية كتلك التي أتى بها الأنبياء والمرسلون(ع) من قبل!! إنّ كثرة مدعي هذا الأمر بالباطل هو إعلان إدانة للأمة وليس خللاً في أصل العقيدة لكي يقوم كل من هب ودب للنيل منها والاستهزاء بها، فالمهدي(ص) عقيدة إلهية راسخة في الفطرة الإنسانية التي لا سبيل لتبديلها، قال تعالى:{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}(الروم/30) إذن لا يستطيع أحد من الخلق أن ينكر على البشرية ما ركزّه خالقها في فطرتها ولا تستطيع التنصل منه، وما تلك المحاولات البائسة التي تعمل على توهين تلك العقيدة في أنفس الناس إلاّ عبث شيطاني ما يفتأ أن يزول عندما يفضح الله سبحانه باطله، فالدعوات الإلهية منذ آدم(ع) وإلى ما شاء الله سبحانه لا تقوم على الأوهام والأماني والتطلعات، بل تقوم على العمل والإخلاص بالعمل على وفق شريعة الله سبحانه، الشريعة التي تتطلب من العامل بها أن يأتيها ممسكاً بيد معلم إلهي قد نصبه الله سبحانه لبيانها، وهذا ما على الأمة أن تفهمه اليوم وتعيه، لا توجد أبداً شريعة لله سبحانه يُنتخب القائمون عليها انتخاباً فهذا الأمر لم يكن سابقاً ليكون اليوم، بل أن على الناس أن تعي الدرس التاريخي البليغ الذي حدث بعد رحيل رسول الله(ص) وتبتعد عن الأوهام الرومانسية بحيث عندما تقرأ ما سطرته أيدي مؤرخي السلطة عن درّة فلان أنه كانت تقع على ظهر المسلم أو صدره وقوع البلسم على الجرح، فهو يقرأ عن تلك الدرّة (وهي من عذق النخل خشنة) ولكنها لو وقعت الآن على صدره أو ظهره لهرب سريعاً والتمس دينا غير دين محمد(ص) ، فلم ينقل أحد عن سيرة رسول الرحمة والرأفة أنه كان يحمل بيده لفقراء الناس وبسطائهم غير الحب ومباسطتهم والجلوس بينهم، فحديث الدرة ـ وهو مثال تاريخي لا ينكر ـ لم يسمع يوماً إنها نزلت على ظهر أو صدر رجل من علية القوم وساداتهم ارتكب ظلما، بل كانت تلك الدرّة لا تجد لها مستراحاً إلاّ على ظهر البسطاء العامة وصدورهم، ولذلك كانت تلك الدرة على سطور التاريخ الذي يكتبه الحكام مثال السياسة الناجع في إدارة العباد، وربما تكون هذه السياسة العالمية اليوم سياسة (العصا والجزرة) هي من بركات تلك الدرة التاريخية، وهذا المثال عن الدرّة لتتأمل الأمة في تاريخها وتنظر بصدق وإنصاف لنفسها وتقارن؛ هل كانت خلافة إلهية بعد رسول الله(ص) كان هدفها الرحمة بالبسطاء والاهتمام بحال الفقراء وتفقد أحوالهم، مع محاسبة كل من كان في مأمن عن زيارة الدرّة (الأسطورة) لظهره الجليل أو صدره الجميل، غير خلافة علي بن أبي طالب(ص)؟؟؟ ولذلك ما أن حكم الناس برغبتهم وليس برضاه لأنّ رضاه أن يعمل الناس في حكومته كونه خليفة من خلفاء الله سبحانه وكونه وصياً لمحمد(ص)، ولكن الناس رغبت فيه حاكماً على سيرة من سبقه ولذلك كان مصرّاً على القول لهم وهو خليفة المبعوث رحمة للعالمين (دعوني والتمسوا غيري ، وقوله : أنا لكم وزيراً خير لكم مني أميرا)!! فرب قائل يقول : ما الباعث لهذا القول والخلافة قد سعت إليه وتحقق المراد؟؟؟ يجيب أمير المؤمنين(ص) عن ذلك السؤال المحتمل بل والواقع كما يروج له الوهابية اليوم عندما يريدون الطعن بعلي(ص) وبشرعية خلافته للرسول الأكرم(ص) قائلاً : [دعوني والتمسوا غيري ، فإنا مستقبلون أمراً له وجوه وألوان، ولا تقوم له القلوب، ولا تثبت عليه العقول ، وإن الآفاق قد غامت، والمحجة قد تنكرت ، واعلموا أني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم، ولم أصغ إلى قول القائل، وعتب العاتب، وإن تركتموني فأنا كأحدكم، ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم، وأنا لكم وزيرا خير لكم مني أميراً](من خطبة له واردة في نهج البلاغة : 138-139) فلماذا عندما يقرأ أصحاب اللحى الصفراء مشعلو الفتن وأرباب الإحن قول علي(ص) لا يذكرونه بتمامه ويقتطعونه اقتطاعاً ليصوروا لعامة الناس الذين ـ للأسف ـ لا يقرؤون : أنّ علياً(ص) لم يكن يجد نفسه كفؤاً لقيادة الناس وسياستهم!!! وواقع الخطبة يثبت أنّ علياً(ص) حقاً وصدقاً هو خليفة المبعوث رحمة للعالمين فهو شفيق عل هذه الأمة على الرغم من ابتعادها عن سبيل ربها فأراد أن يبقى فيها حاضراً كحضور الدواء لمداواة الداء ومعالجة ما يصيبها من بلاء، ولذلك سعى لدفع إمارتهم عنه لأنه لا يريد سلطاناً ، وبما أن هناك من قبل لنفسه أن ينازعه حقه ويغصبه منه من دون خوف وورع وأجابته الناس، فلا سبيل للمظلوم إلاّ أن يلجأ إلى الله سبحانه هو حسبه ونعم الوكيل بعدما أقام الحجة كاملة على الناس ولمدة ستة أشهر وهو يناشدهم حقه وهم يأبون عليه ذلك، وكذلك أمير المؤمنين(ص) كان يعلم أن هذه الخلافة التي سيق إليها قهراً ستكون سبة وبلاءً، فلو لم يكن قد ولي أمر الناس بعد عثمان بن عفان لكان ذلك موقفاً واضحاً لا لبس فيه أن أمر الخلافة هذه فيه ما فيه ولا يختلف في ذلك اثنان، ولكن وجود أمير المؤمنين(ص) على سدّة الحكم بعد الثلاثة ربما ـ وأقول ربما ـ ألبس الأمر على الناس وأعدوها خلافة، وهي لم تكن كذلك بدليل أنه ما إن صارت له خلافة الناس حتى رفع كل من له عقيرة عقيرته وحصل ما أخبر عنه أمير المؤمنين(ص) حيث بدأت الوجوه تتقلب والألوان تظهر تماماً كما أخبر، ومن معركة إلى معركة ، ومن فتنة إلى فتنة، ومن بلاء إلى بلاء حتى لقي الله سبحانه مضمخاً بدمه الطاهر الشريف!! كل هذا لماذا؟؟ لأنه أراد أن يحملهم على محمل الآخرة كما أراد الله سبحانه، ولكن الناس أصرّت أن يحملهم على محمل الدنيا وكأنهم خلقوا لها فحصل ما حصل!!
لذا فعلى المسلمين عموماً أن ينتبهوا لما يريد الوهابية بهم اليوم، وهذه العودة إلى مربع الفتنة الأول في إحياء قضية (سب الصحابة) والانتقاص منهم وازدراء المذهب السني، وكل الجردة الطويلة من التهم الواضحة البطلان ، ما هي إلاّ محاولة ربما تعيدهم إلى الواجهة كما أظهرتهم بعد سقوط العثمانيين فلما تمكنوا عاثوا في بلاد المسلمين خراباً على كل المستويات ولم يسلم من عبثهم وخرابهم حتى قبور الأولياء، بدعوى أنها مظهر من مظاهر الشرك بالله سبحانه ـ والعياذ بالله ـ وكأن الوهابيين قد شقوا صدور الناس وعلموا أن زيارة قبور الأولياء وإعمارها هو لأنهم جعلوا أولئك الأولياء(ع) شركاء لله سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا!!!
ولعمري لا أدري كيف ينطلي على مسلمي مصر خدعة أولئك فينتشروا بينهم انتشار النار من دون أن يكون للأزهر بجامعته موقف منهم صريح وهم يكفرونه علناً وفي مواقف كثيرة، ويخالفون ما يدعو إليه من التعايش السلمي بين الأديان والمذاهب، فيفرضون على الناس إما أن يكونوا على مذهبهم وإلاّ فهم كافرون؛ ويستلزم هذا التكفير (حلية الدم والعرض والمال)!!! هل يقبل المصريون اليوم هدم قبور الأولياء عندهم؟؟!! هؤلاء الوهابية هدموا قبر الحسن(ص) سبط رسول الله(ص) وسيد شباب أهل الجنة، وهدموا قبر الإمام زين العابدين والإمام الباقر والإمام الصادق(ص)، وحاولوا محاولات كثيرة لهدم ضريح أمير المؤمنين(ص) ولكن الله سبحانه في كل مرة يخزيهم ويفضحهم، وفي حاضرنا أقدموا على جريمة نكراء عندما فجّروا ضريح الإمامين العسكريين(ص) في سامراء، وهو بالأصل بيت علي الهادي والحسن العسكري(ص) وهو بيت الإمام المهدي محمد بن الحسن(ص) ، فهم هدموا بيتاً لولي من أولياء الله وحجة من حججه وهو حي يرزق!! فهل في ملتكم أيها الوهابية أن تعتدوا على حرمة البيوت وتفجرونها عند غياب أصحابها عنها وتقومون بنهبها وسلبها؟؟!! هل هذا هو الإسلام الذي تدعون الانتساب إليه؟؟ أليس في الإسلام أنّ الحق لا يسقط بالتقادم؟؟ وحق الإمام المهدي محمد بن الحسن(ص) في بيت آبائه(ص) قائم ولا يسقطه التقادم فبأي حق فجرتموه ونهبتم محتوياته؟؟؟!!!
أيها المسلمون الشرفاء في كل العالم وبالأخص المسلمون في مصر على اختلاف مذاهبهم؛ الحذر، الحذر، الحذر، من فتنة الوهابية ولا يستخفونكم كما استخف المرجفون من قبلكم زوج رسول الله(ص) وأخرجوها على جمل إلى البصرة ليقتل الآلاف من أبناء الإسلام هكذا نتيجة إثارة للنعرات الطائفية البغيضة والاحتكام للخلق الجاهلي القديم، ولا يستخفونكم أولئك الوهابية المرجفون باستعمال السيدة عائشة زوج رسول الله(ص) أو رموز الصحابة ذريعة واهية لإشعال فتنة لا تبقي ولا تذر، واتقوا الله في أنفسكم وأهليكم والله سبحانه يقول في كتابه العزيز الذي بين ظهراني الأمة ولا كتاب غيره{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}(التحريم/6)، وارجعوا للتعامل بينكم بسماحة الإسلام الحقيقية ولا يستخفنكم الجاهلون أن هناك مؤامرة على الإسلام، وما شابه تلك المواويل القديمة التي غايتها تمزيق الأمة؛ فلا أحد يستطيع أن يهز شعرة واحدة من رأس الإسلام الحق، ولا يمكن لأحد أن ينال من كتاب الله العزيز فحفظه ليس موكولاً إلى فلان وفلان ولا إلى الوهابية، بل إنّ أولئك الناس هم من أشد الناس تضييعاً وبغضاً للقرآن وأهله، والدليل هو ما حصل عندما دعوا مجموعة طيبة من أنصار الإمام المهدي(ص) للمناظرة العلنية على قناة (صفا) الفضائية ليمكروا بهم وتستحيل هذه الدعوة للضيافة والاستضافة إلى عملية غدر ومؤامرة دنيئة يترفع عن فعلها من لا دين له فكيف يفعلها من يدعي التدين؟؟؟!!! بل كيف تسمح مصر الأزهر من أن يقع مثل هذا الفعل القبيح بين ظهرانيهم ومع ذلك هم صامتون ولا يحركون ساكناً على الرغم من أن هذا الفعل سيلحق العار فعلاً ببلد فيه التعددية بل وأزهره يدرس المذهب الجعفري وعدّة من المذاهب الفقهية الإسلامية؟؟؟!! ما هي جناية ضيوفكم أنصار الإمام المهدي(ص) ـ أيها المصريون ـ الذين ناظروا عرعور قناة صفا علنا، وأعلنوا عقيدتهم واضحة دون خوف أو مراوغة؟؟!! وبينوا لكم ببيان واضح شافٍ كافٍ بأن هذا العرعور وهذه القناة لا تتورع عن تكفير أي مسلم لا يقول بمقالتها، بل وتبين للقاصي والداني أنّ هذه القناة وعرعورها الناطق باسمها ما أنشئت إلاّ لإيقاظ الفتنة بين المسلمين وإشعال نارها، ورسول الله(ص) قال ـ ما معناه ـ [الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها] ، وكذلك الله جلت قدرته يقول{ لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * َقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاء الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ }(التوبة/47-48).
Comment