بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وصل الله عل محمد واله الائمة والمهديين
رقم الســؤال: 6
الاسم: سائل
قسم : فتاوى البيوع
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،، أنا أعمل في مصرف إسلامي في دولة البحرين، وهذا المصرف يعتزم البدء في عمليات أسماها التورق، ولكنها ليست كصورة التورق الذي يتكلم عنه الفقهاء في كتب الفقه، بل هناك فرق فيها، ولكن المراقب الشرعي في المصرف وضع اسم الشيخ ابن باز في قائمة المجيزين لهذا العمل، كما أن أحد أعضاء الهيئة الشرعية احتج بأن الشيخ ابن باز كان يعلم بالمعاملة التي يجريها البنك العربي في المملكة العربية السعودية ولكنه لم يسمع عنه أنه أنكرها أو تكلم عليها. والسؤال هو: هل كان الشيخ ابن باز رحمه الله يعمل بحقيقة التورق الذي يجريه البنك العربي أو البنك الأهلي التجاري في السعودية وإن كان يعلم فما هو قوله في المسألة؟ أم أن الشيخ رحمه الله لم يكن يعلم بهذا أو أنه لم يسأل عنه، وهل هناك دليل يؤيد أنه لم يكن يعلم، خصوصا وأن إعلانات هذه البنوك قد ملأت الصحف والمجلات للدعوة لما يسمونه التورق؟ وحقيقة هذا التورق المصرفي هو أن يأتي العميل إلى المصرف الإسلامي فيطلب منه مبلغا معينا من المال ولنقل عشرة آلاف ريال سعودي، فيقوم المصرف ببيع كمية من معدن يسمون (البلوديوم) تساوى المال الذي طلبه العميل بالأجل أو بالأقساط مع زيادة معينة يحتسبها المصرف ولنقل 10 بالمائة بعد ذلك يقوم العميل بعمل وكالة للمصرف لكي يبيع هذا المعدن إلى بنك آخر متفق معه مسبقا لشراء مثل هذا المعدن بسعر السوق ثم يقوم البنك عن طريق المصرف بإيداع البيع النقدية في حساب العميل ولنقل عشرة آلاف فقط فهل هذه العملية جائزة علما بأن المصرف كما ذكرت قد وضع اسم الشيخ ابن باز والشيخ محمد بن إبراهيم في خانة المجيزين؟؟
العنوان
الجواب
الحمد لله وبعد :
التورق ؟
اختلف العلماء في حكم الزيادة على المباع الآجل .
فالمبيحون : يرون أن هذا من باب البيوع ، وليس من باب الربا في شيء { وأحل الله البيع } .
والمحرمون : يرون أن هذه الصورة ليست في حقيقتها بيعاً ، وإنما هي ربا في حقيقته ، بيعاً في شكله ، واحتجوا على ذلك بحديث : ((نهى رسول الله عن بيعتين في بيعة )) وقالوا معناه : أن يقال هذه بنقد كذا ، وبأجل كذا ، وأكدوا على هذا المعنى برواية للحديث : ((من باع بيعتين في بيعة فله أوكسهما ، أو الربا)) . فالأوكس : هو الأقل ، وهو البيع العادي الذي ليست فيه زيادة ، وعكْس الأوكس الأكثر ، وهو الزيادة ، وهو ربا .
وكان شيخنا الألباني يتشدد في النكير عليه ، وكان شيخنا ابن باز – رحمهما الله – يبيحه ولا شك عندي أن الراجح منعه لأدلة كثيرة ليس هاهنا تفصيلها .
والمتأمل في هذه الصورة عن بعد ، يدرك أنهم ما فعلوها إلا للزيادة وحيلة للربا .
ولذلك قال ابن عباس : (( وإذا استقمت بنقد ثم بعت بنسبته ، فتلك دراهم بدراهم )) . وقال شيخ الإسلام : (( معنى استقمت : قومت )) .
وقال عمر بن عبدالعزيز : (( التورق : أُخيَّة الربا )) .
وقد سئل شيخ الإسلام عن مثل هذا فقال : الحمد لله . أما إذا كان قصد الطالب أخذ دراهم بأكثر منها إلى أجل ، والمعطي يقصد إعطاءه ذلك ، فهذا ربا لا ريب في تحريمه ، وإن تحايلا على ذلك ، بأي طريقة كان ؛ فإنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ؛ فإن هذين قد قصدا الربا الذي أنزل الله في تحريمه القرآن ... والمفاسد التي لأجلها حرم الله الربا موجودة في هذه المعاملات ، زيادة مكر وخداع ، وتعب وعذاب ، فإنهم يكلفون من الرؤية والصفة والقبض ، وغير ذلك من أمور يحتاج إليها في البيع المقصود ، وهذا البيع ليس مقصوداً لهم ، وإنما المقصود : أخذ دراهم بدراهم ، فيطول عليهم الطريق الذي يؤمرون به ، فيحصل لهم الربا ، فهم من أهل الربا ، المعذبين في الدنيا والآخرة ، وقلوبهم تشهد بأن هذا الذي يفعلونه مكر وخداع وتلبيس ، ولهذا قال أيوب السختياني : يخادعون الله ، كما يخادعون الصبيان . فلو أتوا الأمر على وجهه لكان أهون علي )) الفتاوى (29/439-445) .
وإذا كان الشيخ ابن باز – رحمه الله - يجيز الزيادة على الآجل ، فلا أعلم أنه يجيز هذه الصورة المذكورة بعينها ، لأن فيها أكثر من إشكال ، والله أعلم .
المجيب الشيخ / عدنان العرعور
ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… ط§ظ„ظˆط³ط· طŒ ظ…ظˆظ‚ط¹ ط§ظ„ط´ظٹط® ط¹ط¯ظ†ط§ظ† ط§ظ„ط¹ط±ط¹ظˆط±
واحد يحلل والاخر يحرم فمن تتبع يا وهابي
والحمد لله مالك الملك
Comment