بسم الله الرحمن الرحیم
اللهم صل علی محمد وال محمد الائمه والمهدیین وسلم تسلیما
الفرية: البدعة العظيمة والكذب المتعمد في دين الله تعالى.
قال الخليل في العين: 8 /280:
(الفري: الشق... وفريت الشيء بالسيف وبالشفرة قطعته وشققته. وفرى يفري فلان الكذب، إذا اختلقه... الفَرِيُّ: الأمر العظيم، في قوله عز وجل: لقد جئت شيئاً فرياً).
وقال الجوهري في الصحاح: 6/24:
(وفرى فلان كذباً إذا خلقه. وافتراه: اختلقه، والإسم الفرية. وفلان يفري الفرى: إذا كان يأتي بالعجب في عمل. قوله تعالى: لقد جئت شيئاً فرياً، أي مصنوعاً مختلقاً، وقيل عظيماً).
وقال الراغب في المفردات ص 379:
(وقوله: لقد جئت شيئاً فرياً، قيل معناه عظيماً وقيل عجيباً وقيل مصنوعاً. وكل ذلك إشارة إلى معنى واحد).
الصفحة 17 ولا يبعد أن يكون أصل تعبير (الفرية على الله) نبوياً، وأن تكون عائشة وأهل البيت أخذوه منه (صلى الله عليه وآله).
وقد روى أحمد شبيهاً له في مسنده 3/491 عن واثلة بن الأسقع قال:
(سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أعظم الفرية ثلاث... إلخ).
كما لا يبعد أن يكون في أصله وصفاً لليهود.
وقد روى الهيثمي في مجمع الزوائد: 4/122 أن عبدالله بن رواحة قاله ليهود خيبر:
(فلما طاف في نخلهم فنظر إليه قال: والله ما أعلم من خلق الله أحداً أعظم فرية عند الله وعداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم منكم). انتهى.
وأوضح من ذلك الرواية التالية التي تدل على أن اليهود منبع (الفِرَى) على الله تعالى.
وروى المجلسي في بحار الأنوار 36/194:
(عن ابن عباس أنه حضر مجلس عمر بن الخطاب يوماً وعنده كعب الحبر.
إذ قال (عمر): يا كعب أحافظ أنت للتوراة؟
قال كعب: إني لأحفظ منها كثيراً.
فقال رجل من جنبة المجلس: يا أمير المؤمنين سله أين كان الله جل ثناؤه قبل أن يخلق عرشه، ومِمَّ خلق الماء الذي جعل عليه عرشه؟
فقال عمر: يا كعب هل عندك من هذا علم؟
فقال كعب: نعم يا أمير المؤمنين، نجد في الأصل الحكيم أن الله تبارك وتعالى كان قديماً قبل خلق العرش وكان على صخرة بيت المقدس في الهواء، فلما أراد أن يخلق عرشه تفل تفلة كانت منها البحار الغامرة واللجج الدائرة،
الصفحة 18 فهناك خلق عرشه من بعض الصخرة التي كانت تحته، وآخر ما بقي منها لمسجد قدسه! قال ابن عباس: وكان علي بن أبي طالب (عليه السلام) حاضراً، فَعَظَّمَ عَلِيٌّ ربه، وقام على قدميه، ونفض ثيابه! فأقسم عليه عمر لمَاَ عاد إلى مجلسه، ففعله.
قال عمر: غص عليها يا غواص، ما تقول يا أبا الحسن، فما علمتك إلا مفرجاً للغم.
فالتفت علي (عليه السلام) إلى كعب فقال:
غلط أصحابك، وحرفوا كتب الله وفتحوا الفرية عليه!!
يا كعب ويحك! إن الصخرة التي زعمت لا تحوي جلاله ولا تسع عظمته، والهواء الذي ذكرت لا يحوز أقطاره، ولو كانت الصخرة والهواء قديمين معه لكان لهما قدمته، وعزّ الله وجل أن يقال له مكان يومي إليه، والله ليس كما يقول الملحدون ولا كما يظن الجاهلون، ولكن كان ولا مكان، بحيث لا تبلغه الأذهان، وقولي (كان) عجز عن كونه وهو مما عَلَّمَ من البيان يقول الله عز وجل (خلق الإنسان علمه البيان) فقولي له (كان) ما علمني من البيان لأنطق بحججه وعظمته، وكان ولم يزل ربنا مقتدراً على ما يشاء محيطاً بكل الأشياء، ثم كَوَّنَ ما أراد بلا فكرة حادثة له أصاب، ولا شبهة دخلت عليه فيما أراد، وإنه عز وجل خلق نوراً ابتدعه من غير شئ، ثم خلق منه ظلمة، وكان قديراً أن يخلق الظلمة لا من شئ كما خلق النور من غير شئ، ثم خلق من الظلمة نوراً وخلق من النور ياقوتة غلظها كغلظ سبع سماوات وسبع أرضين، ثم زجر الياقوتة فماعت لهيبته فصارت ماءً مرتعداً ولا يزال
الصفحة 19 مرتعداً إلى يوم القيامة، ثم خلق عرشه من نوره وجعله على الماء، وللعرش عشرة آلاف لسان يسبح الله كل لسان منها بعشرة آلاف لغة ليس فيها لغة تشبه الأخرى، وكان العرش على الماء من دونه حجب الضباب، وذلك قوله: وكان عرشه على الماء ليبلوكم. يا كعب ويحك، إن من كانت البحار تفلته على قولك، كان أعظم من أن تحويه صخرة بيت المقدس أو يحويه الهواء الذي أشرت إليه أنه حل فيه!
فضحك عمر بن الخطاب وقال: هذا هو الأمر، وهكذا يكون العلم، لا كعلمك يا كعب. لا عشت إلى زمان لا أرى فيه أبا حسن). انتهى.
والحمدلله رب العالمین
اللهم صل علی محمد وال محمد الائمه والمهدیین وسلم تسلیما
الفرية: البدعة العظيمة والكذب المتعمد في دين الله تعالى.
قال الخليل في العين: 8 /280:
(الفري: الشق... وفريت الشيء بالسيف وبالشفرة قطعته وشققته. وفرى يفري فلان الكذب، إذا اختلقه... الفَرِيُّ: الأمر العظيم، في قوله عز وجل: لقد جئت شيئاً فرياً).
وقال الجوهري في الصحاح: 6/24:
(وفرى فلان كذباً إذا خلقه. وافتراه: اختلقه، والإسم الفرية. وفلان يفري الفرى: إذا كان يأتي بالعجب في عمل. قوله تعالى: لقد جئت شيئاً فرياً، أي مصنوعاً مختلقاً، وقيل عظيماً).
وقال الراغب في المفردات ص 379:
(وقوله: لقد جئت شيئاً فرياً، قيل معناه عظيماً وقيل عجيباً وقيل مصنوعاً. وكل ذلك إشارة إلى معنى واحد).
الصفحة 17 ولا يبعد أن يكون أصل تعبير (الفرية على الله) نبوياً، وأن تكون عائشة وأهل البيت أخذوه منه (صلى الله عليه وآله).
وقد روى أحمد شبيهاً له في مسنده 3/491 عن واثلة بن الأسقع قال:
(سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أعظم الفرية ثلاث... إلخ).
كما لا يبعد أن يكون في أصله وصفاً لليهود.
وقد روى الهيثمي في مجمع الزوائد: 4/122 أن عبدالله بن رواحة قاله ليهود خيبر:
(فلما طاف في نخلهم فنظر إليه قال: والله ما أعلم من خلق الله أحداً أعظم فرية عند الله وعداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم منكم). انتهى.
وأوضح من ذلك الرواية التالية التي تدل على أن اليهود منبع (الفِرَى) على الله تعالى.
وروى المجلسي في بحار الأنوار 36/194:
(عن ابن عباس أنه حضر مجلس عمر بن الخطاب يوماً وعنده كعب الحبر.
إذ قال (عمر): يا كعب أحافظ أنت للتوراة؟
قال كعب: إني لأحفظ منها كثيراً.
فقال رجل من جنبة المجلس: يا أمير المؤمنين سله أين كان الله جل ثناؤه قبل أن يخلق عرشه، ومِمَّ خلق الماء الذي جعل عليه عرشه؟
فقال عمر: يا كعب هل عندك من هذا علم؟
فقال كعب: نعم يا أمير المؤمنين، نجد في الأصل الحكيم أن الله تبارك وتعالى كان قديماً قبل خلق العرش وكان على صخرة بيت المقدس في الهواء، فلما أراد أن يخلق عرشه تفل تفلة كانت منها البحار الغامرة واللجج الدائرة،
الصفحة 18 فهناك خلق عرشه من بعض الصخرة التي كانت تحته، وآخر ما بقي منها لمسجد قدسه! قال ابن عباس: وكان علي بن أبي طالب (عليه السلام) حاضراً، فَعَظَّمَ عَلِيٌّ ربه، وقام على قدميه، ونفض ثيابه! فأقسم عليه عمر لمَاَ عاد إلى مجلسه، ففعله.
قال عمر: غص عليها يا غواص، ما تقول يا أبا الحسن، فما علمتك إلا مفرجاً للغم.
فالتفت علي (عليه السلام) إلى كعب فقال:
غلط أصحابك، وحرفوا كتب الله وفتحوا الفرية عليه!!
يا كعب ويحك! إن الصخرة التي زعمت لا تحوي جلاله ولا تسع عظمته، والهواء الذي ذكرت لا يحوز أقطاره، ولو كانت الصخرة والهواء قديمين معه لكان لهما قدمته، وعزّ الله وجل أن يقال له مكان يومي إليه، والله ليس كما يقول الملحدون ولا كما يظن الجاهلون، ولكن كان ولا مكان، بحيث لا تبلغه الأذهان، وقولي (كان) عجز عن كونه وهو مما عَلَّمَ من البيان يقول الله عز وجل (خلق الإنسان علمه البيان) فقولي له (كان) ما علمني من البيان لأنطق بحججه وعظمته، وكان ولم يزل ربنا مقتدراً على ما يشاء محيطاً بكل الأشياء، ثم كَوَّنَ ما أراد بلا فكرة حادثة له أصاب، ولا شبهة دخلت عليه فيما أراد، وإنه عز وجل خلق نوراً ابتدعه من غير شئ، ثم خلق منه ظلمة، وكان قديراً أن يخلق الظلمة لا من شئ كما خلق النور من غير شئ، ثم خلق من الظلمة نوراً وخلق من النور ياقوتة غلظها كغلظ سبع سماوات وسبع أرضين، ثم زجر الياقوتة فماعت لهيبته فصارت ماءً مرتعداً ولا يزال
الصفحة 19 مرتعداً إلى يوم القيامة، ثم خلق عرشه من نوره وجعله على الماء، وللعرش عشرة آلاف لسان يسبح الله كل لسان منها بعشرة آلاف لغة ليس فيها لغة تشبه الأخرى، وكان العرش على الماء من دونه حجب الضباب، وذلك قوله: وكان عرشه على الماء ليبلوكم. يا كعب ويحك، إن من كانت البحار تفلته على قولك، كان أعظم من أن تحويه صخرة بيت المقدس أو يحويه الهواء الذي أشرت إليه أنه حل فيه!
فضحك عمر بن الخطاب وقال: هذا هو الأمر، وهكذا يكون العلم، لا كعلمك يا كعب. لا عشت إلى زمان لا أرى فيه أبا حسن). انتهى.
والحمدلله رب العالمین