بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد والمحمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
ولعنة الله على من خالفهم وانحرف عن صراطهم المستقيم
ولعنة الله على من انكر حقهم وقلل شأنهم وحمل الناس على اكتافهم
وضيع على العامة طريق معرفتهم وهو الوصية والعلم
والحمد لله الذي شرفنا بهم
ونسأله تعالى ان يمن علينا بصحبتهم والتسليم لهم
وان يرزقنا الشهادة للحق بين يديهم وان يكرمنا ويختم لنا بالشهادة على اعداء الله
{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } التوبة32 – 33
****************************
تعرف على الوهابية
- [ 1 ] الوهابية ومؤسسها :
- تنسب الفرقةالوهابية إلى محمد بن عبد الوهاب بن سليمان النجدي ، المولود سنة 1111 ه ،والمتوفى سنة 1206 ه.
وكان هذا قد أخذشيئاًً من العلوم الدينية ، كما كان مولعاً بمطالعة أخبار مدعي النبوة كمسيلمةالكذاب وسجاح والأسود العنسي وطليحة الأسدي ، فظهر منه أيام دراسته زيغ وإنحراف كبير ، مما دعا والده وسائر مشايخة إلى تحذير الناس منه ، فقالوا فيه : سيضل هذا ،ويضل الله به من أبعده وأشقاه ؟.
وفي سنة 1143 هأظهر محمد بن عبد الوهاب الدعوة إلى مذهبه الجديد ، ولكن وقف بوجهه والده ومشايخه ،فأبطلوا أقواله ، فلم تلق رواجاً حتى توفي والده سنه 1153 ه فجدد دعوته بينالبسطاء والعوام فتابعة حثالة من الناس ، فثار عليه أهل بلده وهموا بقتلة ، ففر إلى (العيينة )وهناك تقرب إلى أمير العيينة وتزوج أختالأمير ، ومكث عنده يدعو إلى نفسة وإلى بدعته ، فضاق أهل العيينة منه ذرعاً فطردوه من بلدتهم ،
فخرج إلى (الدرعية ) شرقي نجد ، وهذهالبلاد كانت من قبل بلاد مسيلمة الكذاب التي إنطلقت منها أحزاب الردة.
فراجت أفكارمحمد بن عبد الوهاب في هذه البلاد وإتبعه أميرها محمد بن سعود ، وعامة أهلها ، وكانفي ذلك كله يتصرف وكأنه صاحب الإجتهاد المطلق ، فهولا يعبأ بقول أحد من أئمةالإجتهاد لا من السلف ولا من المعاصرين له ، هذا ولم يكن هو على الحقيقة ممن يمتإلى الإجتهاد بصلة.
هكذا وصفة أخوه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب ، وهو أعرف الناس به ، وقد الف كتاباًً في إبطال دعوةأخية وإثبات زيفها ، ومما جاء فيه عبارة موجزة وجامعة في التعريف بالوهابية ومؤسسها
قال : فيها : اليوم إبتلي الناس بمن ينتسب إلى الكتاب والسنةويستنبط من علومهما ولا يبالي : من خالفه ، ومن خالفه فهو عنده كافر ، هذا وهو لميكن فيه خصلة واحدة من خصال أهل الإجتهاد ، ولا والله ولا عشر واحدة ، ومع هذا راجكلامه على كثير من الجهال ، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
- إنظر :تاريخ نجد لمحمود شكري الآلوسي ، الصواعق الإلهية فيالرد على الوهابية للشيخ سليمان بن عبد الوهاب : 7 ، فتنة الوهابية :5
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- [ 2 ] أصول الفكر الوهابي :
- للفرقة الوهابية أصل معلن وأصل خفي ..
- أما الأصل المعلن ، فهو : إخلاص التوحيد لله ، ومحاربةالشرك والأوثان ، ولكن ليس لهذا الأصل ما يصدقه من واقع الحركة الوهابية كما سترى.
- وأما الأصل الخفي ، فهو :تمزيق المسلمين وإثارة الفتنوالحروب فيما بينهم خدمة للمستعمر الغربي ، وهذا هو المحور الذي دارت حوله جهود الوهابية منذ نشأتها وحتى اليوم .. فهو الأصل الحقيقي الذي سخر له الأصل المعلن منأجل إغواء البسطاء وعوام الناس ، فلاشك أن شعار ( إخلاص التوحيد ومحاربة الشرك)
شعار جذاب سيندفع تحته أتباعهم بكل حماس ، وهم لايشعرون أنه ذريعة لتحقيق الأصل الخفي ، ولقد إثبت المحققون في تاريخ الوهابية أنهذه الدعوة قد أنشئت في الأصل بأمر مباشر من وزارة المستعمرات البريطانية
إنظر مثلاًً : ( أعمدة الإستعمار) لخيري حماد ، و ( تاريخ نجد ) لسنت جون فيلبيأو عبد الله فيلبي ، و ( مذكرات حاييم وايزمن) أولرئيس وزراء للكيان صهيوني ، و (مذكرات مستر همفر ) ، و ( الوهابية نقد وتحليل ) للدكتور همايون همتي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- [ 3 ] مصادر الفكر الوهابي :
- قسمت الوهابية العقائد إلى قسمين :
الأول :ما ورد فيه نص في الكتاب أو السنة .. فزعموا أن هذايأخذونه من الكتاب والسنة مباشرة ، دون الرجوع إلى إجتهاد المجتهدين في معناه ،سواء كانوا من الصحابة أو التابعين أو غيرهم من أئمة الإجتهاد.
والقسم الثاني : ما لم يرد فيه نص ... وزعموا أنهم يرجعون فيهإلى فقه الإمام أحمد بن حنبل وإبن تيمية ، لكنهم أخفقوا في الأمرين معاً ، ووقعوافي التناقض وإرتكبوا المحدور ، فمن ذلك :
-أ- إنهم جمدوا علي معان فهموها من ظواهر بعض النصوص ،فخالفوا الأصول والإجماع ، ومن هنا وصفهم الشيخ محمد عبدة بأنهم : ( أضيق عطنا وأحرج صدراًً من المقلدين ، فهم يرون وجوب الأخذ بما يفهممن اللفظ الوارد والتقيد به بدون التفات إلى ما تقتضيه الأصول التي قام عليهاالدين ).
- إنظر : ( الإسلام والنصرانية لمحمدعبدة ، وهامشه لرشيد رضا : ص 97 - الطبعة الثامنة).
-ب - خالفوا الإمام أحمد صراحة في تكفيرهم من خالفهم من المسلمين ، في حين لم يجدوا في فتاوى الإمام أحمد ما يشهد لعقيدتهم هذه ، بل
على العكس ،كانت سيرته وفتاواه كلها بخلاف ذلك ، فهو لا يكفر أحداً من أهل القبلة بذنب كبيراًكان أو صغيراً ، إلاّ بترك الصلاة. ( العقيدة لأحمد بن حنبل : 120 )
وأيضا : لميجدوا عند إبن تيمية ما يشهد لعقيدتهم هذه ، بل الذي ورد عن إبن تيمية هو العكس منذلك تماماً ، قال إبن تيمية : إن من وإلى موافقيه وعادى مخالفيه ، وفرق جماعةالمسلمين ، وكفر وفسق مخالفيه في مسائل الآراء والإجتهادات ، وإستحل قتالهم ، فهومن أهل التفرق والإختلاف. ( مجموعة فتاوى إبن تيمية 3 : 349) ، فالوهابية إذن وفق العقيدة إبن تيمية هم من أهل التفرقوالإختلاف.
-
ج - إن عقيدة الوهابية في زيارة المشاهد تقتضي بأن الإمام أحمد نفسه ومن وافقه من السلف هم من المشركين الذين تجب البراءة منهم ويجب هدردمائهم وأموالهم .. فقد نقل إبن تيمية أن الإمام أحمد قد كتب جزءاً في زيارة مشهدالإمام الحسين (ع) في كربلاء ، وما ينبغي أن يفعله الزائر هناك ، وقال إبن تيمية : إن الناس في زمن الإمام أحمد كانوا ينتابونه ، أي يقصدون زيارته. ( رأس الحسين لإبن تيمية - المطبوع مع إستشهاد الحسين للطبري : 902).
أما في عقيدة الوهابية فإن شد الرحال إلى المشاهد وقصد زيارتها من الشرك الذي تهدر معه الدماءوالأموال وبهذا فقد حكموا بالشرك وهدر الدماء والأموال على الإمام أحمد ومن عاصرهومن كان قبلهم من السلف الذين كانوا يفعلون ذلك ويستحبونه بل لازم قولهم : أن الأمةمنذ ذلك العصر كلهم مشركون وكفار وهذا يتعدى حتى إلى الصحابة أيضاًً ، فبأي شئ إذنينسبون أنفسهم إلى الإمام أحمد وإلى السلف؟.
-د- مثل ذلك يقال : أيضاًً ، عن عقيدتهم بالاستشفاع بالنبي (ص) ، فعندهم إن من طلب الشفاعة من النبي (ص) بعد موته فقد أشرك الشرك الأكبر ، وقدجعل النبي عندئذ وثناً يعبد من دون الله ، وعلى هذا أوجبوا هدر دمه وماله. ( تطهير الإعتقاد للصنعاني : 7).
بينما ثبت في الصحيح أن كثيراًً من أجلاء الصحابة والتابعين كانوا يفعلون ذلك ويستجاب لهم عاجلا، وقد صحح ذلك إبن تيمية أيضاًً في كتابه ( الزيارة 7 : 101 - 106 ).
من طرق عديدة نقلها بطولها ، عن البيهقي والطبراني وإبن أبي الدنيا وأحمد بن حنبل وإبن السني ،رغم أنه أصر على خلافها إصراراً على الرأي رغم إعترافه بوجود البرهان على خلافه ،إلا أن إبن تيمية لا يرى ذلك من الشرك الأكبر كما فعلت الوهابية ، فيكون أولئك الصحابة والتابعون - وفق العقيدة الوهابية - من المشركين الذين يجب قتلهم وليسهؤلاء وحدهم مشركين في عقيدة الوهابية ، بل الآخرون ممن كان يبلغه فعلهم هذا في إستشفاعهم بالنبي (ص) ولا ينكر عليهم ولا يكفرهم ، هؤلاء أيضاًً محكوم عليهم.. بهدرالدماء والأموال فمن أبقوا يا ترى من هذه الأمة على الإسلام ؟ ومن هو إذن سلفهمالذي يقتدون به ؟.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- [ 4 ] عقيدتهم في الصحابة :
- أ - ثبت في ما تقدم أن عقيدة الوهابية تقتضي على جل الصحابةبالكفر والشرك.. هذا حكمهم على جل الصحابة الذين عاشوا بعد النبي (ص) وأجازواالإستشفاع به (ص) ، أو سمعوا به فلم يحكموا عليه بالكفر والشرك ولا هدروا دمه ولاإستباحوا أمواله هذا هو لازم عقيدتهم ، وهذا هو حكمهم بالفعل ، أما حين يروغون عنهبالقول في ما يزعمونه من تعظيم الصحابة ، فإنما يريدون منه إغواء البسطاء وتضليلالناس ، كما يخشون أيضاًً عواقب تصريحهم بذلك.
- ب- لم تقف الوهابية عند هذا الحد ، بل تناولوا الصحابة الذينكانوا حول الرسول (ص) في حياته أيضاًً.. فقال محمد بن عبد الوهاب مؤسس الوهابية مانصه : إن جماعة من الصحابة كانوا يجاهدون مع الرسول ويصلون معه ويزكون ويصومونويحجون ، ومع ذلك فقد كانوا كفاراً بعيدين عن الإسلام ( الرسائل العملية التسع لمحمد بن عبد الوهاب - رسالة كشف الشبهات : 120 طبعة سنة 1987 م).
- ج - مما يؤكد عقيدتهم هذه في الصحابة مبالغة كتابهم وعلمائهمفي الدفاع ، عن يزيد بن معاوية والثناء علية في حين لم يعرف التاريخ عدواً للصحابةكيزيد ، ولا عرف التاريخ أحداًً أباح دماء الصحابة وأعراضهم كما فعل يزيد في وقعةالحرة بالمدينة المنورة حيث أباحها لجنده ثلاثة أيام يقتلون رجالها وكلهم منالصحابة وأبناء الصحابة
ويهتكون الأعراض وهي أعراض الصحابة فإفتضوا العذارى منبنات الصحابة حتى أنجبت منهن نحو الف عذراء لا يدرى من أولدهن ! ! وقبل ذلك كانفعله في كربلاء في قتل ثمانية عشر رجلاًًً من أهل بيت الرسول (ص) ، فيهم سبطهوريحانته الحسين ، وأولاده وأولاد أخية الحسن ، ومن معه من إخوته وأبناءهم وحتىالرضيع منهم. وبعد ذلك فعله في مكة المكرمة
وأحرق الكعبة ، ذلك هو يزيد الذي يثنونعلية .. ومن يدري لعلهم يثنون علية لأجل أعماله تلك وفعله ذلك في الصحابة ونسائهموذرياتهم ؟ وأغرب من ذلك أن يزيد كان لا يقيم الصلاة ، وكان يشرب الخمرة.. فهم بحكمإنتسابهم إلى فقه الإمام أحمد ينبغي أن يفتوا بكفرة لأجل هذا وحده.. ولكنهم أثنواعليه وإعتذروا له.. فلأي شئ أثنوا على يزيد مع علمهم بكل ما تقدم من فعلة وخصاله ،بينما كفروا من إستشفع بالرسول أو قصد زيارته وإن كان من كبار الصحابة والتابعينومجتهديهم ؟ هل لأن يزيد أفنى صحابة رسول الله (ص) وهتك أعراضهم وإستباح أموالهموذراريهم ؟.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد والمحمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
ولعنة الله على من خالفهم وانحرف عن صراطهم المستقيم
ولعنة الله على من انكر حقهم وقلل شأنهم وحمل الناس على اكتافهم
وضيع على العامة طريق معرفتهم وهو الوصية والعلم
والحمد لله الذي شرفنا بهم
ونسأله تعالى ان يمن علينا بصحبتهم والتسليم لهم
وان يرزقنا الشهادة للحق بين يديهم وان يكرمنا ويختم لنا بالشهادة على اعداء الله
{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } التوبة32 – 33
****************************
تعرف على الوهابية
- [ 1 ] الوهابية ومؤسسها :
- تنسب الفرقةالوهابية إلى محمد بن عبد الوهاب بن سليمان النجدي ، المولود سنة 1111 ه ،والمتوفى سنة 1206 ه.
وكان هذا قد أخذشيئاًً من العلوم الدينية ، كما كان مولعاً بمطالعة أخبار مدعي النبوة كمسيلمةالكذاب وسجاح والأسود العنسي وطليحة الأسدي ، فظهر منه أيام دراسته زيغ وإنحراف كبير ، مما دعا والده وسائر مشايخة إلى تحذير الناس منه ، فقالوا فيه : سيضل هذا ،ويضل الله به من أبعده وأشقاه ؟.
وفي سنة 1143 هأظهر محمد بن عبد الوهاب الدعوة إلى مذهبه الجديد ، ولكن وقف بوجهه والده ومشايخه ،فأبطلوا أقواله ، فلم تلق رواجاً حتى توفي والده سنه 1153 ه فجدد دعوته بينالبسطاء والعوام فتابعة حثالة من الناس ، فثار عليه أهل بلده وهموا بقتلة ، ففر إلى (العيينة )وهناك تقرب إلى أمير العيينة وتزوج أختالأمير ، ومكث عنده يدعو إلى نفسة وإلى بدعته ، فضاق أهل العيينة منه ذرعاً فطردوه من بلدتهم ،
فخرج إلى (الدرعية ) شرقي نجد ، وهذهالبلاد كانت من قبل بلاد مسيلمة الكذاب التي إنطلقت منها أحزاب الردة.
فراجت أفكارمحمد بن عبد الوهاب في هذه البلاد وإتبعه أميرها محمد بن سعود ، وعامة أهلها ، وكانفي ذلك كله يتصرف وكأنه صاحب الإجتهاد المطلق ، فهولا يعبأ بقول أحد من أئمةالإجتهاد لا من السلف ولا من المعاصرين له ، هذا ولم يكن هو على الحقيقة ممن يمتإلى الإجتهاد بصلة.
هكذا وصفة أخوه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب ، وهو أعرف الناس به ، وقد الف كتاباًً في إبطال دعوةأخية وإثبات زيفها ، ومما جاء فيه عبارة موجزة وجامعة في التعريف بالوهابية ومؤسسها
قال : فيها : اليوم إبتلي الناس بمن ينتسب إلى الكتاب والسنةويستنبط من علومهما ولا يبالي : من خالفه ، ومن خالفه فهو عنده كافر ، هذا وهو لميكن فيه خصلة واحدة من خصال أهل الإجتهاد ، ولا والله ولا عشر واحدة ، ومع هذا راجكلامه على كثير من الجهال ، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
- إنظر :تاريخ نجد لمحمود شكري الآلوسي ، الصواعق الإلهية فيالرد على الوهابية للشيخ سليمان بن عبد الوهاب : 7 ، فتنة الوهابية :5
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- [ 2 ] أصول الفكر الوهابي :
- للفرقة الوهابية أصل معلن وأصل خفي ..
- أما الأصل المعلن ، فهو : إخلاص التوحيد لله ، ومحاربةالشرك والأوثان ، ولكن ليس لهذا الأصل ما يصدقه من واقع الحركة الوهابية كما سترى.
- وأما الأصل الخفي ، فهو :تمزيق المسلمين وإثارة الفتنوالحروب فيما بينهم خدمة للمستعمر الغربي ، وهذا هو المحور الذي دارت حوله جهود الوهابية منذ نشأتها وحتى اليوم .. فهو الأصل الحقيقي الذي سخر له الأصل المعلن منأجل إغواء البسطاء وعوام الناس ، فلاشك أن شعار ( إخلاص التوحيد ومحاربة الشرك)
شعار جذاب سيندفع تحته أتباعهم بكل حماس ، وهم لايشعرون أنه ذريعة لتحقيق الأصل الخفي ، ولقد إثبت المحققون في تاريخ الوهابية أنهذه الدعوة قد أنشئت في الأصل بأمر مباشر من وزارة المستعمرات البريطانية
إنظر مثلاًً : ( أعمدة الإستعمار) لخيري حماد ، و ( تاريخ نجد ) لسنت جون فيلبيأو عبد الله فيلبي ، و ( مذكرات حاييم وايزمن) أولرئيس وزراء للكيان صهيوني ، و (مذكرات مستر همفر ) ، و ( الوهابية نقد وتحليل ) للدكتور همايون همتي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- [ 3 ] مصادر الفكر الوهابي :
- قسمت الوهابية العقائد إلى قسمين :
الأول :ما ورد فيه نص في الكتاب أو السنة .. فزعموا أن هذايأخذونه من الكتاب والسنة مباشرة ، دون الرجوع إلى إجتهاد المجتهدين في معناه ،سواء كانوا من الصحابة أو التابعين أو غيرهم من أئمة الإجتهاد.
والقسم الثاني : ما لم يرد فيه نص ... وزعموا أنهم يرجعون فيهإلى فقه الإمام أحمد بن حنبل وإبن تيمية ، لكنهم أخفقوا في الأمرين معاً ، ووقعوافي التناقض وإرتكبوا المحدور ، فمن ذلك :
-أ- إنهم جمدوا علي معان فهموها من ظواهر بعض النصوص ،فخالفوا الأصول والإجماع ، ومن هنا وصفهم الشيخ محمد عبدة بأنهم : ( أضيق عطنا وأحرج صدراًً من المقلدين ، فهم يرون وجوب الأخذ بما يفهممن اللفظ الوارد والتقيد به بدون التفات إلى ما تقتضيه الأصول التي قام عليهاالدين ).
- إنظر : ( الإسلام والنصرانية لمحمدعبدة ، وهامشه لرشيد رضا : ص 97 - الطبعة الثامنة).
-ب - خالفوا الإمام أحمد صراحة في تكفيرهم من خالفهم من المسلمين ، في حين لم يجدوا في فتاوى الإمام أحمد ما يشهد لعقيدتهم هذه ، بل
على العكس ،كانت سيرته وفتاواه كلها بخلاف ذلك ، فهو لا يكفر أحداً من أهل القبلة بذنب كبيراًكان أو صغيراً ، إلاّ بترك الصلاة. ( العقيدة لأحمد بن حنبل : 120 )
وأيضا : لميجدوا عند إبن تيمية ما يشهد لعقيدتهم هذه ، بل الذي ورد عن إبن تيمية هو العكس منذلك تماماً ، قال إبن تيمية : إن من وإلى موافقيه وعادى مخالفيه ، وفرق جماعةالمسلمين ، وكفر وفسق مخالفيه في مسائل الآراء والإجتهادات ، وإستحل قتالهم ، فهومن أهل التفرق والإختلاف. ( مجموعة فتاوى إبن تيمية 3 : 349) ، فالوهابية إذن وفق العقيدة إبن تيمية هم من أهل التفرقوالإختلاف.
-
ج - إن عقيدة الوهابية في زيارة المشاهد تقتضي بأن الإمام أحمد نفسه ومن وافقه من السلف هم من المشركين الذين تجب البراءة منهم ويجب هدردمائهم وأموالهم .. فقد نقل إبن تيمية أن الإمام أحمد قد كتب جزءاً في زيارة مشهدالإمام الحسين (ع) في كربلاء ، وما ينبغي أن يفعله الزائر هناك ، وقال إبن تيمية : إن الناس في زمن الإمام أحمد كانوا ينتابونه ، أي يقصدون زيارته. ( رأس الحسين لإبن تيمية - المطبوع مع إستشهاد الحسين للطبري : 902).
أما في عقيدة الوهابية فإن شد الرحال إلى المشاهد وقصد زيارتها من الشرك الذي تهدر معه الدماءوالأموال وبهذا فقد حكموا بالشرك وهدر الدماء والأموال على الإمام أحمد ومن عاصرهومن كان قبلهم من السلف الذين كانوا يفعلون ذلك ويستحبونه بل لازم قولهم : أن الأمةمنذ ذلك العصر كلهم مشركون وكفار وهذا يتعدى حتى إلى الصحابة أيضاًً ، فبأي شئ إذنينسبون أنفسهم إلى الإمام أحمد وإلى السلف؟.
-د- مثل ذلك يقال : أيضاًً ، عن عقيدتهم بالاستشفاع بالنبي (ص) ، فعندهم إن من طلب الشفاعة من النبي (ص) بعد موته فقد أشرك الشرك الأكبر ، وقدجعل النبي عندئذ وثناً يعبد من دون الله ، وعلى هذا أوجبوا هدر دمه وماله. ( تطهير الإعتقاد للصنعاني : 7).
بينما ثبت في الصحيح أن كثيراًً من أجلاء الصحابة والتابعين كانوا يفعلون ذلك ويستجاب لهم عاجلا، وقد صحح ذلك إبن تيمية أيضاًً في كتابه ( الزيارة 7 : 101 - 106 ).
من طرق عديدة نقلها بطولها ، عن البيهقي والطبراني وإبن أبي الدنيا وأحمد بن حنبل وإبن السني ،رغم أنه أصر على خلافها إصراراً على الرأي رغم إعترافه بوجود البرهان على خلافه ،إلا أن إبن تيمية لا يرى ذلك من الشرك الأكبر كما فعلت الوهابية ، فيكون أولئك الصحابة والتابعون - وفق العقيدة الوهابية - من المشركين الذين يجب قتلهم وليسهؤلاء وحدهم مشركين في عقيدة الوهابية ، بل الآخرون ممن كان يبلغه فعلهم هذا في إستشفاعهم بالنبي (ص) ولا ينكر عليهم ولا يكفرهم ، هؤلاء أيضاًً محكوم عليهم.. بهدرالدماء والأموال فمن أبقوا يا ترى من هذه الأمة على الإسلام ؟ ومن هو إذن سلفهمالذي يقتدون به ؟.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- [ 4 ] عقيدتهم في الصحابة :
- أ - ثبت في ما تقدم أن عقيدة الوهابية تقتضي على جل الصحابةبالكفر والشرك.. هذا حكمهم على جل الصحابة الذين عاشوا بعد النبي (ص) وأجازواالإستشفاع به (ص) ، أو سمعوا به فلم يحكموا عليه بالكفر والشرك ولا هدروا دمه ولاإستباحوا أمواله هذا هو لازم عقيدتهم ، وهذا هو حكمهم بالفعل ، أما حين يروغون عنهبالقول في ما يزعمونه من تعظيم الصحابة ، فإنما يريدون منه إغواء البسطاء وتضليلالناس ، كما يخشون أيضاًً عواقب تصريحهم بذلك.
- ب- لم تقف الوهابية عند هذا الحد ، بل تناولوا الصحابة الذينكانوا حول الرسول (ص) في حياته أيضاًً.. فقال محمد بن عبد الوهاب مؤسس الوهابية مانصه : إن جماعة من الصحابة كانوا يجاهدون مع الرسول ويصلون معه ويزكون ويصومونويحجون ، ومع ذلك فقد كانوا كفاراً بعيدين عن الإسلام ( الرسائل العملية التسع لمحمد بن عبد الوهاب - رسالة كشف الشبهات : 120 طبعة سنة 1987 م).
- ج - مما يؤكد عقيدتهم هذه في الصحابة مبالغة كتابهم وعلمائهمفي الدفاع ، عن يزيد بن معاوية والثناء علية في حين لم يعرف التاريخ عدواً للصحابةكيزيد ، ولا عرف التاريخ أحداًً أباح دماء الصحابة وأعراضهم كما فعل يزيد في وقعةالحرة بالمدينة المنورة حيث أباحها لجنده ثلاثة أيام يقتلون رجالها وكلهم منالصحابة وأبناء الصحابة
ويهتكون الأعراض وهي أعراض الصحابة فإفتضوا العذارى منبنات الصحابة حتى أنجبت منهن نحو الف عذراء لا يدرى من أولدهن ! ! وقبل ذلك كانفعله في كربلاء في قتل ثمانية عشر رجلاًًً من أهل بيت الرسول (ص) ، فيهم سبطهوريحانته الحسين ، وأولاده وأولاد أخية الحسن ، ومن معه من إخوته وأبناءهم وحتىالرضيع منهم. وبعد ذلك فعله في مكة المكرمة
وأحرق الكعبة ، ذلك هو يزيد الذي يثنونعلية .. ومن يدري لعلهم يثنون علية لأجل أعماله تلك وفعله ذلك في الصحابة ونسائهموذرياتهم ؟ وأغرب من ذلك أن يزيد كان لا يقيم الصلاة ، وكان يشرب الخمرة.. فهم بحكمإنتسابهم إلى فقه الإمام أحمد ينبغي أن يفتوا بكفرة لأجل هذا وحده.. ولكنهم أثنواعليه وإعتذروا له.. فلأي شئ أثنوا على يزيد مع علمهم بكل ما تقدم من فعلة وخصاله ،بينما كفروا من إستشفع بالرسول أو قصد زيارته وإن كان من كبار الصحابة والتابعينومجتهديهم ؟ هل لأن يزيد أفنى صحابة رسول الله (ص) وهتك أعراضهم وإستباح أموالهموذراريهم ؟.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Comment