ابن تيمية في منظار علماء عصره وغيرهم
بعض ما قاله علماء المذاهب الأربعة في حقّ بن تيمية .* الشيخ صفىّ الدين الهِندي الأرموي المتوفّى 710 هـو هو متكلّم أشعريٌّ مَدَحَه السبكي; باحَثَ ابن تيمية، و لمّا ناظره و وَجَدَهيخرج من شيء إلى شيء قال له: ما أراك يابن تيميّة إلاّ كالعُصفور حيث أردتُ أنأقبضه من مكان فَرّ إلى مكان آخر. طبقات الشافعية الكبرى للسبكي / تكملة السيف الصقيل تأليف الشيخمحمد الكوثري وكيل الأزهر ص 190، نقله من خط ابن قاضي شهبة .
9/162 .
* الحافظ شمس الدين الذهبىّ (المتوفّى 748 هـ ) كتبله رسالة ينصحه,فيها بقسوة ، فيها :
( إلى كم ترى القذاةَ في عين أخيك وتنسى الجذعَ في عينك؟ إلى كم تمدَح نفسك و شقاشِقك و عباراتكَ، و تذم العُلَماءَ )
* الحافظ عليّ بن عبد الكافي السبكي (المتوفّى 756 هـ)ردّ على ابن تيمية فيمن ردَّ عليه، و ألّفَ فيه كتاباً أسماه: «شفاء السقام فيزيارة خير الأنام».
و قد كتب في مقدّمة كتاب له اسمه: «الدرة المضيئة في الردّ علىابن تيمية» ما هذا لفظُه:
أمّا بعد، لمّا أحْدَث ابن تيمية ما أحْدَث في أصولِالعَقائد، و نَقَضَ دعائم الإسلام بعد أن كان مُستتِراً بتبعيّة الكتابِ و السنّةمُظهِراً أنّه داع إلى الحق هاد إلى الجنة، فَخَرَجَ عَن الاتّباع إلى الابتداع، وشذَّ عن جماعة المسلمين بمخالفةِ الإجماع، و قال بما يقتضي الجِسمية و التركيب فيالذات المقدّسة.... الدرّة المضيئة: 6 .
* شهاب الدين ابن حجر العسقلاني (المتوفّى 852 هـ)قال في كتابه: «الدُّرر الكامِنة في أعيان المائة الثامنة»: قام عليه جماعة منالفُقَهاء بِسَبَبِ الفتوى الحمويّة و بَحَثوا مَعَه، و مُنِعَ مِن الكلام.
ثم ذكر سجونَه، و ما أصدَرَه العُلماء عليه منأحكام.الدرر الكامنة: 1/154.
* شهاب الدين ابن حجر الهيتمي (المتوفّى 973 هـ ) قالفي ترجمة ابنتيمية: ابن تيمية عبدٌ خَذَله اللّهُ، و أضلَّه وأعماه و أصمّه و أذلّه. و بذلك صرّح الأئمةُ الذين بيّنوا فسادَ أحوالِه و كذبَأقواله... والحاصل أنّه لا يُقامُ لكلامه بل يرمي في كل و عروحَزْن، و يُعتَقَد فيهأنه مبتدع ضالٌّ مضلٌّ غالٌ عامَلَه الله بَعدلِهِ، و أجارَنا من مِثل طريقته، وعقيدتِهِ، و فعله . الفتاوى الحديثية: 86
و له كتاب حول زيارة القبر النبوي، ردَّ فيه على ابنتيمية.
* النبهاني (المتوفّى 1350 هـ ) قالَ في كتابه «شواهدالحق»: قد ثبت وتحقّق و ظَهَر ظهورَ الشمس في رائعة النهار أنّ عُلماء المذاهبالأربعة قد اتّفقوا على ردّ بدع ابنِ تيمية، و منهم مَن طَعَنوا بصحّة نَقله، كماطَعَنوا بكمالِ عقلِهِ. شواهد الحق ص 791 . ألّفه عام 1323هـ ، و قد أدّى حق الكلام فيه في الرّد على بدع ابن تيمية.
أن من أطلق على ابن تيمية شيخ الإسلام فهو بـهذا الإطلاق كافر ، انظر الضوء اللامع ج9ص292
* قال ابن حجر : " وقال شيخ شيوخنا الحافظ أبو الفتح اليعمري في ترجمته ابن تيمية : ... فوصلوا بالأمراء أمره ، وأعمل كل منهم في كفره وفكره ، فرتبوا محاضر وألبوا الرويبضة للسعي بها بين الأكابر ، وسعوا في نقله إلى حضرة المملكة بالديار المصرية ، فنقل وأودع السجن ساعة حضوره واعتقل ، وعقدوا لإراقة دمه مجالس ، وحشدوا لذلك قوما من عمار الزوايا وسكان المدارس ، ما بين مجامل في المنازعة ومخاتل في المخادعة ومجاهر بالتكفير مبادئ بالمقاطعة ، يسومونه ريب المنون وربك يعلم ما تكن صدروهم وما يعلنون ، وليس المجاهر بكفره بأسوء حال من المجامل ... ... " الدرر الكامنة ج1 ص94 .
هذه طائفة من كَلِمات العلماءِ في ابن تيمية وأحوالِهِ و أقوالِهِ تكفي على قلّتِها لإلقاءِ الضوءِ على شخصيّته و طبيعةأفكار
الردود على قائد الوهابية والكتب الصادرة ضده
ابن تيمّية ـ باذر بذور النفاق
ما صدر ضدّه منالكتب:
* شفاء السقام في زيارة قبر الإمام: بقلم تقىّ الدينالسبكي.
* الدرّة المضيئة في الردّ على ابن تيميّة: بقلم تقىّ الدين السبكي
* المقالة المرضيّة: تأليف قاضي قضاة المالكيّة تقىّ الدين أبي عبدالله الأخنائي.
* نجم المهتدي و رجم المقتدي: بقلم فخر بن محمّد القرشي.
* دفع الشبهة: بقلم تقىّ الدين الحصني.
* التحفة المختارة في الردّ على منكر الزيارة: بقلم تاج الدين.
هذه بعض الردود التي كُتبت ضدّ عقائد ابن تيميّة وآرائه السقيمة، و كشفتْ عن سفاهتها وقشريَّتها.
هجوم العلماء و الفقهاء عليه، و إصدار الحكم و الفتوى بفسقه تارةً
و بكفره تارةً أُخرى، و التحذير من البدَع التيأحدثها في الدين الحنيف
و منهم قاضي القضاة في مصر «البدر بن جماعة» فقد كتبوا إليه رأي ابن تيميّة في زيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ فكتب قاضي القضاة:
( إنّ زيارة النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ سُنَّة مستحبة، و قد اتّفق العلماء على ذلك، و كلّمن يرى حرمة زيارته فيجب على العلماء زجره و نهيه عن مثل هذه الآراء، فإن لم يردعهذلك لزم حبسُه و فضحه بين الناس حتى لا يقتدوا به).
و ليس هذا القاضي الشافعي في مصر وحيداً في فتواه هذه،بل أصدر قضاة المالكية والحنبلية فتاوى مماثلة في تفسيق ابن تيميّة والحكم بضلالهوانحرافه. للتفصيل راجع كتاب «دفع الشبهة» تأليف تقي الدين الحصني.
وبالإضافة إلى ذلك كلّه، فقد كتب الذهبي الَّذي يُعتبرمن علماء القرن الثامن الهجري، و له تأليفات قيّمة في الحديث و الرجال ـ و كانمُعاصراً لابن تيميّة ـ كتب رسالة ودّية إليه ينهاه فيها عن منكراته، و شبَّهه فيهابالحجّاج الثقفي في ضلاله و فساده.
و قد نُشرت هذه الرسالة في كتاب تكملة السيف الصقيل ص 190، كما نَشر نَصّها الشيخ الأميني في كتاب الغدير: 5/87 ـ 89 فراجع
.
إلى أن أهْلك الله ابنَ تيميّة في عام 728 هـ في سجن الشام، فحاول تلميذه ابن القيّم أن يواصل نهج أُستاذه، لكنّه لم يفلح في ذلك، فماتت أفكار ابن تيميّة بموته، و فنيتْ بفنائه، و زالت بزواله، واستراح المؤمنون من بدعهو ضلالاته.
Comment