بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل ِ على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
اشكالات ترد على الوهابية بخصوص الامام المهدي ع
قال الحافظ أبو الحسين محمد بن الحسين الآبري السجزي صاحب كتاب (مناقب الشافعي) المتوفى ? سنة 363هـ: وقد تواترت الأخبار واستفاضت عن رسول الله ( ص ) بذكر المهدي، وأنه
من أهل بيته، وأنه يملك سبع سنين، وأنه يملأ الأرض عدلاً، وأن عيسى ( ع ) يخرج فيساعده على قتل الدجَّال، وأنه يؤم هذه الأمّة، ويصلي عيسى خلفه ( 1 ).
وأهل السنة لا يرون عصمة الإمام المهدي ( ع )، ولا يقولون إنه منصوص عليه، ولا يعتقدون أنه ( ع ) يتلقَّى أوامره من السماء، بمَلَك يسدِّده أو بغيره، بل يرون أنه لا يختلف في ذلك عن غيره من الخلفاء السابقين له، إلا أن الله يوفقه، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً.
قال الدكتور عبد العليم البستوي في كتابه المهدي المنتظر: إذن فليس المهدي عجيبة من عجائب الدهر، وأي غرابة في أن
أقول: "سيتولَّى أمر المسلمين في أواخر الأيام رجل من عِتْرة النبي ( ص )، اسمه محمد بن عبد الله، فيحكم بالعدل، فيبارك له الله تعالى في حُكمه، وتعيش الأمة الإسلامية في عصره في
نعمة ورخاء"... أما ما ثبت من نزول عيسى وقتله الدجَّال فهو من الحوادث الزمنية المختصة بذلك العصر ( 2 ).
من أهل بيته، وأنه يملك سبع سنين، وأنه يملأ الأرض عدلاً، وأن عيسى ( ع ) يخرج فيساعده على قتل الدجَّال، وأنه يؤم هذه الأمّة، ويصلي عيسى خلفه ( 1 ).
وأهل السنة لا يرون عصمة الإمام المهدي ( ع )، ولا يقولون إنه منصوص عليه، ولا يعتقدون أنه ( ع ) يتلقَّى أوامره من السماء، بمَلَك يسدِّده أو بغيره، بل يرون أنه لا يختلف في ذلك عن غيره من الخلفاء السابقين له، إلا أن الله يوفقه، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً.
قال الدكتور عبد العليم البستوي في كتابه المهدي المنتظر: إذن فليس المهدي عجيبة من عجائب الدهر، وأي غرابة في أن
أقول: "سيتولَّى أمر المسلمين في أواخر الأيام رجل من عِتْرة النبي ( ص )، اسمه محمد بن عبد الله، فيحكم بالعدل، فيبارك له الله تعالى في حُكمه، وتعيش الأمة الإسلامية في عصره في
نعمة ورخاء"... أما ما ثبت من نزول عيسى وقتله الدجَّال فهو من الحوادث الزمنية المختصة بذلك العصر ( 2 ).
وعليه هنا ترد مجموعة من الاشكالات :
الإشكال الأول:
أن الإمام المهدي لا يعرف نفسه!!
فإن الإمام المهدي ( ع ) إذا كان لا يتلقَّى أوامره من السماء فإنه لن يعرف أنه هو المهدي المنتظر، لأنه ليس للمهدي علامات تميِّزه عن غيره ، فإن أهل السنة لم يذكروا للمهدي علامات خاصَّة به، إلا أن اسمه محمد، وربما أضافوا أن اسم أبيه عبد الله، وأنه من ولد فاطمة عليها السلام ، وأنه أجلى الجبهة أقنى الأنف ( 3 )، وهذه علامات غير كافية في تشخيصه وتمييزه، ليحصل عند المهدي الجزم بأنه هو المهدي الموعود.
ولأجل ذلك كثر المدَّعون للمهدوية في أهل السنة، ولعل بعض هؤلاء المدَّعين للمهدوية قد عرف هذه الثغرة العظيمة في معتقد أهل السنة فاستغلها، أو أنه قد توهَّم بالفعل أنه هو الإمام المهدي، لعدم توفّر صفات واضحة لهذه الشخصية عندهم.
قال الأستاذ أحمد أمين المصري في كتابه (ضحى الإسلام): وكان من أثر ذلك ـ أي فكرة المهدوية ـ الثورات المتتابعة في تاريخ المسلمين، ففي كل عصر يخرج داعٍ أو دعاة كلهم يزعم أنه المهدي المنتظر، ويلتفُّ حوله طائفة من الناس... ولو أحصينا عدد من خرجوا في التاريخ الإسلامي وادَّعوا المهدوية، وشرحنا ما قاموا به من ثورات، وما سبَّبوا من تشتيت للدولة الإسلامية وانقسامها وضياع وقتها لطال بنا القول ( 4 ).
وقال الدكتور محمد أحمد إسماعيل المقدَّم في كتابه (المهدي وفقه أشراط الساعة): لقد راودتْ فكرة المهدوية كثيراً من الناس، حتى ادَّعاها بعضهم لنفسه، إما لوجود بعض العلامات فيه،
أو لتكلّفه الاتصاف بها... ومنهم من لم يدَّع المهدوية لنفسه إطلاقاً، ولكنه كان متحلّياً بصفات طيبة جعلت مُحِبِّيه وأتباعه المبهورين به يدَّعون أنه المهدي المنتظر ( 5 ).
نقول: إنما نشأت هذه الظاهرة بسبب وجود ثغرة واسعة في معتقدهم أفرزتْ كل هذه الادعاءات الباطلة عبر التاريخ.
في حين أنك لا تجد مثل هذه الثغرة في معتقد الشيعة، ولهذا لم نرَ شيعيًّا ادَّعى أنه هو الإمام المهدي، لأن كل ادِّعاء من هذا القبيل سيكون مآله الرفض عندهم، فإن الإمام المهدي عند الشيعة معروف بشخصه ونَسَبه وصفاته الكاملة التي لا يتَّصف بها مُدَّعو المهدوية، وهذا كافٍ في إغلاق باب ادِّعاء المهدوية عندهم.
لا يقال: إنه لا يجب أن يعرف المهدي أنه هو المهدي، فيكفي أن يعرف أنه رجل يريد إقامة العدل في الأرض، ويريد أن يملأها قسطاً وعدلاً.
لأنا نقول: إنما يجب أن يعرف المهدي نفسه لأنه سيدَّعي أنه هو المهدي الموعود، والناس سيصفونه بذلك، وسيقبل ذلك منهم ( 6)، وادِّعاء ذلك أو الرضا به من دون يقين لا يجوز.
الإشكال الثاني:
يجب على الإمام المهدي أن يبايع واحداً من سلاطين عصره.
فإنه إن بايع الإمام المهدي ( ع ) واحداً من أولئك السلاطين فلا يجوز له القيام عليه، لأن بيعته له تعني إقراره بشرعية حُكمه ولزوم طاعته.
وإن لم يبايع أحداً منهم فقد ترك واجباً من أهم الواجبات الدينية، لأنه لا يجوز له أن يبيت ليلة وليس في عنقه بيعة لإمام، لما مرَّ من قوله ( ص ) : مَنْ مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ( 7 ).
وقوله: مَنْ مات ليس عليه إمام فميتته جاهلية ( 8 ).
وهذا الإشكال لا يرد على مذهب الشيعة، لأن الإمام المهدي ( ع )هو إمام العصر الذي تجب على كل المسلمين مبايعته ونصرته وموالاته، ولا يجب عليه أن يبايع أحداً من رعيَّته.
أن الإمام المهدي لا يعرف نفسه!!
فإن الإمام المهدي ( ع ) إذا كان لا يتلقَّى أوامره من السماء فإنه لن يعرف أنه هو المهدي المنتظر، لأنه ليس للمهدي علامات تميِّزه عن غيره ، فإن أهل السنة لم يذكروا للمهدي علامات خاصَّة به، إلا أن اسمه محمد، وربما أضافوا أن اسم أبيه عبد الله، وأنه من ولد فاطمة عليها السلام ، وأنه أجلى الجبهة أقنى الأنف ( 3 )، وهذه علامات غير كافية في تشخيصه وتمييزه، ليحصل عند المهدي الجزم بأنه هو المهدي الموعود.
ولأجل ذلك كثر المدَّعون للمهدوية في أهل السنة، ولعل بعض هؤلاء المدَّعين للمهدوية قد عرف هذه الثغرة العظيمة في معتقد أهل السنة فاستغلها، أو أنه قد توهَّم بالفعل أنه هو الإمام المهدي، لعدم توفّر صفات واضحة لهذه الشخصية عندهم.
قال الأستاذ أحمد أمين المصري في كتابه (ضحى الإسلام): وكان من أثر ذلك ـ أي فكرة المهدوية ـ الثورات المتتابعة في تاريخ المسلمين، ففي كل عصر يخرج داعٍ أو دعاة كلهم يزعم أنه المهدي المنتظر، ويلتفُّ حوله طائفة من الناس... ولو أحصينا عدد من خرجوا في التاريخ الإسلامي وادَّعوا المهدوية، وشرحنا ما قاموا به من ثورات، وما سبَّبوا من تشتيت للدولة الإسلامية وانقسامها وضياع وقتها لطال بنا القول ( 4 ).
وقال الدكتور محمد أحمد إسماعيل المقدَّم في كتابه (المهدي وفقه أشراط الساعة): لقد راودتْ فكرة المهدوية كثيراً من الناس، حتى ادَّعاها بعضهم لنفسه، إما لوجود بعض العلامات فيه،
أو لتكلّفه الاتصاف بها... ومنهم من لم يدَّع المهدوية لنفسه إطلاقاً، ولكنه كان متحلّياً بصفات طيبة جعلت مُحِبِّيه وأتباعه المبهورين به يدَّعون أنه المهدي المنتظر ( 5 ).
نقول: إنما نشأت هذه الظاهرة بسبب وجود ثغرة واسعة في معتقدهم أفرزتْ كل هذه الادعاءات الباطلة عبر التاريخ.
في حين أنك لا تجد مثل هذه الثغرة في معتقد الشيعة، ولهذا لم نرَ شيعيًّا ادَّعى أنه هو الإمام المهدي، لأن كل ادِّعاء من هذا القبيل سيكون مآله الرفض عندهم، فإن الإمام المهدي عند الشيعة معروف بشخصه ونَسَبه وصفاته الكاملة التي لا يتَّصف بها مُدَّعو المهدوية، وهذا كافٍ في إغلاق باب ادِّعاء المهدوية عندهم.
لا يقال: إنه لا يجب أن يعرف المهدي أنه هو المهدي، فيكفي أن يعرف أنه رجل يريد إقامة العدل في الأرض، ويريد أن يملأها قسطاً وعدلاً.
لأنا نقول: إنما يجب أن يعرف المهدي نفسه لأنه سيدَّعي أنه هو المهدي الموعود، والناس سيصفونه بذلك، وسيقبل ذلك منهم ( 6)، وادِّعاء ذلك أو الرضا به من دون يقين لا يجوز.
الإشكال الثاني:
يجب على الإمام المهدي أن يبايع واحداً من سلاطين عصره.
فإنه إن بايع الإمام المهدي ( ع ) واحداً من أولئك السلاطين فلا يجوز له القيام عليه، لأن بيعته له تعني إقراره بشرعية حُكمه ولزوم طاعته.
وإن لم يبايع أحداً منهم فقد ترك واجباً من أهم الواجبات الدينية، لأنه لا يجوز له أن يبيت ليلة وليس في عنقه بيعة لإمام، لما مرَّ من قوله ( ص ) : مَنْ مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ( 7 ).
وقوله: مَنْ مات ليس عليه إمام فميتته جاهلية ( 8 ).
وهذا الإشكال لا يرد على مذهب الشيعة، لأن الإمام المهدي ( ع )هو إمام العصر الذي تجب على كل المسلمين مبايعته ونصرته وموالاته، ولا يجب عليه أن يبايع أحداً من رعيَّته.
الإشكال الثالث:
حرمة قيام الإمام المهدي على سلاطين عصره.
فإن سلاطين عصره إن كانوا يحكمون بالعدل فلا يجوز القيام عليهم.
وكذلك إذا كانوا ظَلَمة، لأن الواجب عند أهل السنة هو الصبر والسَّمع والطاعة، فقد جاء في صحيح مسلم عن النبي ( ص ) أنه قال: يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنُّون بسنَّتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطِعْ ( 9 ).
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله ( ص ) : مَنْ كَرِهَ من أميره شيئاً فليصبر عليه، فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبراً فمات عليه إلا مات ميتةً جاهلية ( 10 ).
وعلى هذا جرت سيرة علماء أهل السنة على مَرّ العصور وانعقدت إجماعاتهم، وتظافرت كلماتهم، فإنهم لم يقوموا على سلاطين الدولتين الأموية والعباسية، ولم يجوِّزوا نقض بيعتهم وخلع طاعتهم، بل سلَّموا لهم مع عظيم ظلمهم وتجاهرهم بالفسق والمجون.
قال القرطبي: الذي عليه الأكثر من العلماء أن الصبر على طاعة الإمام الجائر أولى من الخروج عليه، لأن في منازعته والخروج عليه استبدال الأمن بالخوف، وإراقة الدماء، وانطلاق أيدي السفهاء، وشَنّ الغارات على المسلمين، والفساد في الأرض ( 11 ).(( وهذا الكلام هو عين التقية التي ينكرونها))
وقال أبو الطيب القنوجي في تأليف له سماه ( العبرة مما جاء في الغزو والشهادة والهجرة ): وقد تواترت الأحاديث في النهي عن الخروج على الأئمة ما لم يظهر منهم الكفر البَوَاح أو ترك الصلاة، فإذا لم يظهر من الإمام الأول أحد الأمرين لم يجز الخروج عليه وإن بلغ في الظلم أي مبلغ، لكنه يجب أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر بحسب الاستطاعة ( 12 ).
وقال ابن بطال : وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلِّب، والجهاد معه، وأن طاعته خير من الخروج عليه، لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء... ولم يستثنوا من ذلك إلا إذا وقع من السلطان الكفر الصريح، فلا تجوز طاعته في ذلك، بل تجب مجاهدته لمن قدر عليها ( 13 ).
وقال النووي : وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين وإن كانوا فسقة ظالمين، وقد تظاهرت الأحاديث بمعنى ما ذكرته... قال العلماء: وسبب عدم انعزاله وتحريم الخروج عليه ما يترتب على ذلك من الفتن وإراقة الدماء وفساد ذات البين، فتكون المفسدة في عزله أكثر منها في بقائه.
إلى أن قال: وقال جماهير أهل السنة من الفقهاء والمحدِّثين والمتكلِّمين: لا ينعزل بالفسق والظلم وتعطيل الحقوق، ولا يُخلَع، ولا يجوز الخروج عليه بذلك، بل يجب وعظه وتخويفه، للأحاديث الواردة في ذلك ( 14 ).
والمتأمِّل في أحاديثهم يجد أنها متظافرة في الدلالة على لزوم الجماعة، وعدم جواز القيام حتى لو لم يكن للمسلمين إمام، فقد
أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن النبي ( ص )أنه قال لحذيفة: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم. فقلت: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال: فاعتزل تلك الفِرَق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ( 15 ).
فإذا تقرَّر ذلك يتضح أنه لا مُصحِّح لقيام الإمام المهدي ( ع ) على سلاطين عصره بحسب دلالة الأحاديث الصحيحة عند أهل السنة.
وأما عند الشيعة فإن مثل هذا الإشكال لا يَرِد على مذهبهم، لأن الإمام المهدي ( ع ) معصوم عندهم، وفعله هو الحق، سواء قام أم قعد.
حرمة قيام الإمام المهدي على سلاطين عصره.
فإن سلاطين عصره إن كانوا يحكمون بالعدل فلا يجوز القيام عليهم.
وكذلك إذا كانوا ظَلَمة، لأن الواجب عند أهل السنة هو الصبر والسَّمع والطاعة، فقد جاء في صحيح مسلم عن النبي ( ص ) أنه قال: يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنُّون بسنَّتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطِعْ ( 9 ).
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله ( ص ) : مَنْ كَرِهَ من أميره شيئاً فليصبر عليه، فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبراً فمات عليه إلا مات ميتةً جاهلية ( 10 ).
وعلى هذا جرت سيرة علماء أهل السنة على مَرّ العصور وانعقدت إجماعاتهم، وتظافرت كلماتهم، فإنهم لم يقوموا على سلاطين الدولتين الأموية والعباسية، ولم يجوِّزوا نقض بيعتهم وخلع طاعتهم، بل سلَّموا لهم مع عظيم ظلمهم وتجاهرهم بالفسق والمجون.
قال القرطبي: الذي عليه الأكثر من العلماء أن الصبر على طاعة الإمام الجائر أولى من الخروج عليه، لأن في منازعته والخروج عليه استبدال الأمن بالخوف، وإراقة الدماء، وانطلاق أيدي السفهاء، وشَنّ الغارات على المسلمين، والفساد في الأرض ( 11 ).(( وهذا الكلام هو عين التقية التي ينكرونها))
وقال أبو الطيب القنوجي في تأليف له سماه ( العبرة مما جاء في الغزو والشهادة والهجرة ): وقد تواترت الأحاديث في النهي عن الخروج على الأئمة ما لم يظهر منهم الكفر البَوَاح أو ترك الصلاة، فإذا لم يظهر من الإمام الأول أحد الأمرين لم يجز الخروج عليه وإن بلغ في الظلم أي مبلغ، لكنه يجب أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر بحسب الاستطاعة ( 12 ).
وقال ابن بطال : وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلِّب، والجهاد معه، وأن طاعته خير من الخروج عليه، لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء... ولم يستثنوا من ذلك إلا إذا وقع من السلطان الكفر الصريح، فلا تجوز طاعته في ذلك، بل تجب مجاهدته لمن قدر عليها ( 13 ).
وقال النووي : وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين وإن كانوا فسقة ظالمين، وقد تظاهرت الأحاديث بمعنى ما ذكرته... قال العلماء: وسبب عدم انعزاله وتحريم الخروج عليه ما يترتب على ذلك من الفتن وإراقة الدماء وفساد ذات البين، فتكون المفسدة في عزله أكثر منها في بقائه.
إلى أن قال: وقال جماهير أهل السنة من الفقهاء والمحدِّثين والمتكلِّمين: لا ينعزل بالفسق والظلم وتعطيل الحقوق، ولا يُخلَع، ولا يجوز الخروج عليه بذلك، بل يجب وعظه وتخويفه، للأحاديث الواردة في ذلك ( 14 ).
والمتأمِّل في أحاديثهم يجد أنها متظافرة في الدلالة على لزوم الجماعة، وعدم جواز القيام حتى لو لم يكن للمسلمين إمام، فقد
أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن النبي ( ص )أنه قال لحذيفة: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم. فقلت: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال: فاعتزل تلك الفِرَق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ( 15 ).
فإذا تقرَّر ذلك يتضح أنه لا مُصحِّح لقيام الإمام المهدي ( ع ) على سلاطين عصره بحسب دلالة الأحاديث الصحيحة عند أهل السنة.
وأما عند الشيعة فإن مثل هذا الإشكال لا يَرِد على مذهبهم، لأن الإمام المهدي ( ع ) معصوم عندهم، وفعله هو الحق، سواء قام أم قعد.
الإشكال الرابع:
أن الناس لا يستطيعون تمييز الإمام المهدي المنتظر عن غيره.
وذلك لأن الإمام المهدي ( ع ) عند أهل السنة ليست له علامات تشخِّصه، ولا تجري على يده كرامات تميِّزه عن غيره ممن يدَّعون المهدوية.
وهذا ما أوقع الكثير من الناس في اللبس حتى صدَّقوا المدَّعين للمهدوية تارة، وظنوا المهدوية في بعض آخر تارة أخرى.
وأما الشيعة فالأمر عندهم سهل، لأنهم لا يعتقدون بمهدوية مَن لا يأتي بالكرامة الدالة على صدقه، فكل من عجز عن ذلك فهو كذَّاب مفترٍ عندهم.
لا يقال: إنه لا يجب على الناس أن يعرفوا أنه هو المهدي المنتظر، بل يكفي معرفتهم بأنه رجل يقيم العدل، فيتبعونه لرغبتهم في ذلك.
لأنا نقول: إنما يجب على الناس أن يعرفوا أنه هو المهدي المنتظر لينصروه في حركته الإصلاحية إن كانوا يرون وجوب نصرته على غيره، ولئلا يحاربوه وينصروا سلاطين الجور عليه إن كانوا لا يرون وجوب القيام معه.
أن الناس لا يستطيعون تمييز الإمام المهدي المنتظر عن غيره.
وذلك لأن الإمام المهدي ( ع ) عند أهل السنة ليست له علامات تشخِّصه، ولا تجري على يده كرامات تميِّزه عن غيره ممن يدَّعون المهدوية.
وهذا ما أوقع الكثير من الناس في اللبس حتى صدَّقوا المدَّعين للمهدوية تارة، وظنوا المهدوية في بعض آخر تارة أخرى.
وأما الشيعة فالأمر عندهم سهل، لأنهم لا يعتقدون بمهدوية مَن لا يأتي بالكرامة الدالة على صدقه، فكل من عجز عن ذلك فهو كذَّاب مفترٍ عندهم.
لا يقال: إنه لا يجب على الناس أن يعرفوا أنه هو المهدي المنتظر، بل يكفي معرفتهم بأنه رجل يقيم العدل، فيتبعونه لرغبتهم في ذلك.
لأنا نقول: إنما يجب على الناس أن يعرفوا أنه هو المهدي المنتظر لينصروه في حركته الإصلاحية إن كانوا يرون وجوب نصرته على غيره، ولئلا يحاربوه وينصروا سلاطين الجور عليه إن كانوا لا يرون وجوب القيام معه.
الإشكال الخامس:
وجوب قتال الإمام المهدي وردعه عن قيامه.
وذلك لأنه شاقٌّ للطاعة ومفرِّقٌ للجماعة.
فقد أخرج مسلم في صحيحه بسنده عن عرفجة قال: سمعت رسول الله ( ص )يقول: إنه ستكون هَنَاتٌ وهنات، فمن أراد أن يفرِّق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان ( 16 ).
وعن عرفجة قال: سمعت رسول الله ( ص ) يقول: مِنْ أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرِّق جماعتكم فاقتلوه ( 17 ).
قال القرطبي في تفسيره: لو خرج خارجيٌّ على إمام معروف العدالة وجب على الناس جهاده، فإن كان الإمام فاسقاً والخارجي مظهر للعدل لم ينبغِ للناس أن يسرعوا إلى نصرة الخارجي حتى يتبيَّن أمره فيما يُظهر من العدل، أو تتفق كلمة الجماعة على خلع الأول ( 18 ).
نقول: إن أحاديثهم وأقوالهم تدل على لزوم محاربة كل خارج، وبما أن الإمام المهدي ( ع ) لا خصوصية له من هذه الناحية، فهذه الأحاديث تشمله، وتوجب قتاله وردعه عن قيامه.
ومن الواضح أن هذا الإشكال لا يَرِدُ على مذهب الشيعة، لاعتقادهم أن الإمام المهدي ( ع ) إمام مفترض الطاعة وواجب النصرة.
وجوب قتال الإمام المهدي وردعه عن قيامه.
وذلك لأنه شاقٌّ للطاعة ومفرِّقٌ للجماعة.
فقد أخرج مسلم في صحيحه بسنده عن عرفجة قال: سمعت رسول الله ( ص )يقول: إنه ستكون هَنَاتٌ وهنات، فمن أراد أن يفرِّق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان ( 16 ).
وعن عرفجة قال: سمعت رسول الله ( ص ) يقول: مِنْ أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرِّق جماعتكم فاقتلوه ( 17 ).
قال القرطبي في تفسيره: لو خرج خارجيٌّ على إمام معروف العدالة وجب على الناس جهاده، فإن كان الإمام فاسقاً والخارجي مظهر للعدل لم ينبغِ للناس أن يسرعوا إلى نصرة الخارجي حتى يتبيَّن أمره فيما يُظهر من العدل، أو تتفق كلمة الجماعة على خلع الأول ( 18 ).
نقول: إن أحاديثهم وأقوالهم تدل على لزوم محاربة كل خارج، وبما أن الإمام المهدي ( ع ) لا خصوصية له من هذه الناحية، فهذه الأحاديث تشمله، وتوجب قتاله وردعه عن قيامه.
ومن الواضح أن هذا الإشكال لا يَرِدُ على مذهب الشيعة، لاعتقادهم أن الإمام المهدي ( ع ) إمام مفترض الطاعة وواجب النصرة.
الإشكال السادس:
وجوب طاعة سلاطين الجور عند قيام الإمام المهدي
( ع ).
فإن أهل السنة إذا كانوا قد بايعوا حُكَّام عصرهم على السمع والطاعة، فلا يجوز لهم نكث بيعتهم، وعليهم السمع والطاعة ، لما أخرجه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر عن النبي ( ص ) أنه قال: مَنْ خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حُجَّة له ( 19 ).
وعنه ( ص ) أنه قال: وإذا رأيتم مِنْ ولاتكم شيئاً تكرهونه فاكرهوا عمله، ولا تنزعوا يداً من طاعة ( 20 ).
وعنه ( ص )أنه قال: اسمعوا وأطيعوا، فإنما عليهم ما حُمِّلوا، وعليكم ما حُمِّلتم ( 21 ).
وأما إن كانوا لم يبايعوا أولئك الحكَّام على السمع والطاعة فقد تركوا ما يجب عليهم من لزوم المبادرة إلى بيعة إمام المسلمين كما دلَّت على ذلك أحاديثهم وأقوال علمائهم التي مرَّ ذكرها.
وحينئذ نتساءل: ما هو موقف هؤلاء من الإمام المهدي ( ع ) ؟ هل يبايعونه وينصرونه وفي أعناقهم بيعة لغيره ؟ أو يلتزمون ببيعتهم السابقة لحُكّام عصرهم، فينصرونهم عليه، ولا يبايعون الإمام ( ع ) إلا بعد ظفره وانتصاره ؟
وأما الشيعة فبما أنهم لا يرون بيعة غير الإمام المعصوم فإن هذا الإشكال لا يرد عليهم من رأس.
الإشكال السابع:
أن حكومة الإمام المهدي غير شرعية.
وذلك لأن شرعية الحُكْم إما أن تكون مستمَدَّة من النَّص أو البيعة.
أما النَّص على الإمام المهدي ( ع ) فهو مفقود عندهم، فهم لا يقولون بالنص على أحد، وأحاديث المهدي عندهم لم تنص على رجل معروف بعينه، وإنما ذكرت له بعض الصفات القليلة.
وأما البيعة فإن بايعه بعض المسلمين فبيعتهم لا تنفع، لما روي عن عمر بن الخطاب أنه قال: مَنْ بايَعَ رجلاً عن غير مشورة من المسلمين فلا يُتابَع هو ولا الذي بايعه تغرَّة أن يُقتلا ( 22 ).
وأما إن بايعه من يَدَّعون أنهم أهل الحل والعقد فكذلك، لأنه لا تُعرَف جماعة موصوفة بهذا الوصف بعد عصر الصحابة كما مرَّ.
وأما إن بايعه كل المسلمين فإن هذه البيعة لن تتحقق إلا بعد أن يستولي الإمام ( ع ) على جميع الممالك الإسلامية، وهذا يعني أنخلافته قبل حصول هذه البيعة العامَّة لم تكن شرعية بحال من الأحوال، ويترتب على ذلك أنه لا يجوز نصرته في حركته الإصلاحية، وأن كل من نصره كان آثماً مأزوراً.
ولهذا قال حفص بن غياث: قلت لسفيان الثوري: يا أبا عبد الله، إن الناس قد أكثروا في المهدي فما تقول فيه؟ قال: إنْ مَرَّ على بابك فلا تكن معه في شيء حتى يجتمع الناس عليه ( 23 ).
الإشكال الثامن:
لماذا لم تتم عملية ملء الأرض قسطاً وعدلاً على يد بعض الأنبياء والمرسلين أو غيرهم ممن يُفَضِّلهم أهل السنة على الإمام المهدي
وعنه ( ص ) أنه قال: وإذا رأيتم مِنْ ولاتكم شيئاً تكرهونه فاكرهوا عمله، ولا تنزعوا يداً من طاعة ( 20 ).
وعنه ( ص )أنه قال: اسمعوا وأطيعوا، فإنما عليهم ما حُمِّلوا، وعليكم ما حُمِّلتم ( 21 ).
وأما إن كانوا لم يبايعوا أولئك الحكَّام على السمع والطاعة فقد تركوا ما يجب عليهم من لزوم المبادرة إلى بيعة إمام المسلمين كما دلَّت على ذلك أحاديثهم وأقوال علمائهم التي مرَّ ذكرها.
وحينئذ نتساءل: ما هو موقف هؤلاء من الإمام المهدي ( ع ) ؟ هل يبايعونه وينصرونه وفي أعناقهم بيعة لغيره ؟ أو يلتزمون ببيعتهم السابقة لحُكّام عصرهم، فينصرونهم عليه، ولا يبايعون الإمام ( ع ) إلا بعد ظفره وانتصاره ؟
وأما الشيعة فبما أنهم لا يرون بيعة غير الإمام المعصوم فإن هذا الإشكال لا يرد عليهم من رأس.
الإشكال السابع:
أن حكومة الإمام المهدي غير شرعية.
وذلك لأن شرعية الحُكْم إما أن تكون مستمَدَّة من النَّص أو البيعة.
أما النَّص على الإمام المهدي ( ع ) فهو مفقود عندهم، فهم لا يقولون بالنص على أحد، وأحاديث المهدي عندهم لم تنص على رجل معروف بعينه، وإنما ذكرت له بعض الصفات القليلة.
وأما البيعة فإن بايعه بعض المسلمين فبيعتهم لا تنفع، لما روي عن عمر بن الخطاب أنه قال: مَنْ بايَعَ رجلاً عن غير مشورة من المسلمين فلا يُتابَع هو ولا الذي بايعه تغرَّة أن يُقتلا ( 22 ).
وأما إن بايعه من يَدَّعون أنهم أهل الحل والعقد فكذلك، لأنه لا تُعرَف جماعة موصوفة بهذا الوصف بعد عصر الصحابة كما مرَّ.
وأما إن بايعه كل المسلمين فإن هذه البيعة لن تتحقق إلا بعد أن يستولي الإمام ( ع ) على جميع الممالك الإسلامية، وهذا يعني أنخلافته قبل حصول هذه البيعة العامَّة لم تكن شرعية بحال من الأحوال، ويترتب على ذلك أنه لا يجوز نصرته في حركته الإصلاحية، وأن كل من نصره كان آثماً مأزوراً.
ولهذا قال حفص بن غياث: قلت لسفيان الثوري: يا أبا عبد الله، إن الناس قد أكثروا في المهدي فما تقول فيه؟ قال: إنْ مَرَّ على بابك فلا تكن معه في شيء حتى يجتمع الناس عليه ( 23 ).
الإشكال الثامن:
لماذا لم تتم عملية ملء الأرض قسطاً وعدلاً على يد بعض الأنبياء والمرسلين أو غيرهم ممن يُفَضِّلهم أهل السنة على الإمام المهدي
( ع )، وتمَّت هذه العملية على يدي رجل ليس له أدنى فضل على كثير من صلحاء هذه الأمة ؟
فإن أهل السنة لا يساوون أهل البيت ( ع ) بكثير من خلفائهم وعلمائهم وصلحائهم، فضلاً عن مساواتهم ببعض الأنبياء السابقين ( ع )، ولهذا أنكروا كل فضيلة لأهل البيت ( ع ) لم يثبت مثلها لآحاد هذه الأمة، كإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى وما شاكلها.
الإشكال التاسع:
تعارض أحاديث لزوم طاعة سلاطين الجور وعدم الخروج عليهم مع قيام الإمام المهدي
تعارض أحاديث لزوم طاعة سلاطين الجور وعدم الخروج عليهم مع قيام الإمام المهدي
( ع ).
وذلك لأن أحاديثهم التي امتلأت بها صحاحهم لا تُجيز الخروج على سلاطين الجور، بل توجب على المسلمين طاعتهم كما مرَّ مفصَّلاً، وليس فيها ما يخصِّص قيام الإمام المهدي ( ع ) بالجواز.
وعليه فإما أن نحكم بأن هذه الأحاديث الناهية عن القيام على سلاطين الجور كلها باطلة ومكذوبة وإن خرَّجوها في صحاحهم.
وإما أن نحكم بأن قيام الإمام المهدي ( ع ) غير صحيح، لمخالفته لتلك الأحاديث الصحيحة.
ومثل هذا الإشكال لا يرد على مذهب الشيعة، لعدم وجود أحاديث تنهى عن القيام على سلاطين الجور، تشمل بعمومها الإمام المعصوم.
وعليه فإما أن نحكم بأن هذه الأحاديث الناهية عن القيام على سلاطين الجور كلها باطلة ومكذوبة وإن خرَّجوها في صحاحهم.
وإما أن نحكم بأن قيام الإمام المهدي ( ع ) غير صحيح، لمخالفته لتلك الأحاديث الصحيحة.
ومثل هذا الإشكال لا يرد على مذهب الشيعة، لعدم وجود أحاديث تنهى عن القيام على سلاطين الجور، تشمل بعمومها الإمام المعصوم.
الإشكال العاشر:
أن الإمام المهدي ( ع )أفضل من عيسى بن مريم ( ع ).
وذلك لأن أهل السنة قد اتَّفقوا على أن عيسى ( ع )يصلي خلف الإمام المهدي، وقد روي ذلك في أحاديثهم، فقد أخرج مسلم في صحيحه عن
جابر أنه قال: سمعت النبي ( ص )يقول: لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة. قال: فينزل عيسى بن مريم ( ع )فيقول أميرهم: تعال صلِّ لنا. فيقول: لا، إنَّ بعضكم على بعض أُمَراء تكرمةَ الله هذه الأمَّة ( 24 ).
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ( ص ): كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم، وإمامكم منكم ( 25 ).
ومحل الإشكال هو: كيف يأتم عيسى بن مريم ( ع ) وهو نبي من أولي العزم بالإمام المهدي ( ع ) الذي هو واحد من صلحاء هذه الأمة ؟
فإن قيل: إنما كان ذلك بأمر عيسى ( ع ) ؟
قلنا: إن الفاضل لا يقتدي بالمفضول، والنبي لا يقتدي بمن هو دونه، وامتناع عيسى ( ع ) عن التقدم لإمامة الناس دالٌّ على أفضلية المهدي عليه.
ويدل على ذلك أيضاً أن المسلمين قد اتَّفقوا على أن الذي يتولَّى أمر هذه الأمة هو الإمام المهدي ( ع ) دون عيسى ( ع ) الذي سيكون حينئذ من رعية المهدي ( ع )!!
وهذا إشكال لا حلَّ له إلا بالقول بأفضلية الإمام المهدي ( ع ) على عيسى ( ع ).
وذهب بعضهم إلى أن عيسى ( ع ) إنما يصلي خلف الإمام المهدي ( ع ) مرة واحدة فقط، ثم تكون الإمامة لعيسى ( ع )، وتستمر إمامته للمسلمين إلى حين وفاته.
وهذا القول لا يستند إلى حجة صحيحة، بل تردُّه الأحاديث الصحيحة ( 26 ) التي دلَّت على أنَّ الإمام المهدي ( ع ) لا إمام عليه بعد ظهوره، وأنه هو إمام المسلمين وخليفتهم الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، مع نزول عيسى ( ع ) في عصره.
مضافاً إلى أنَّ حديث مسلم قد علَّل إمامة المهدي ( ع ) بأنها تكرمة مِن الله سبحانه لهذه الأمة بأن جعل عليها إماماً منها لا من غيرها، وهذا يقتضي دوام الإمامة وبقائها كما لا يخفى.
أن الإمام المهدي ( ع )أفضل من عيسى بن مريم ( ع ).
وذلك لأن أهل السنة قد اتَّفقوا على أن عيسى ( ع )يصلي خلف الإمام المهدي، وقد روي ذلك في أحاديثهم، فقد أخرج مسلم في صحيحه عن
جابر أنه قال: سمعت النبي ( ص )يقول: لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة. قال: فينزل عيسى بن مريم ( ع )فيقول أميرهم: تعال صلِّ لنا. فيقول: لا، إنَّ بعضكم على بعض أُمَراء تكرمةَ الله هذه الأمَّة ( 24 ).
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ( ص ): كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم، وإمامكم منكم ( 25 ).
ومحل الإشكال هو: كيف يأتم عيسى بن مريم ( ع ) وهو نبي من أولي العزم بالإمام المهدي ( ع ) الذي هو واحد من صلحاء هذه الأمة ؟
فإن قيل: إنما كان ذلك بأمر عيسى ( ع ) ؟
قلنا: إن الفاضل لا يقتدي بالمفضول، والنبي لا يقتدي بمن هو دونه، وامتناع عيسى ( ع ) عن التقدم لإمامة الناس دالٌّ على أفضلية المهدي عليه.
ويدل على ذلك أيضاً أن المسلمين قد اتَّفقوا على أن الذي يتولَّى أمر هذه الأمة هو الإمام المهدي ( ع ) دون عيسى ( ع ) الذي سيكون حينئذ من رعية المهدي ( ع )!!
وهذا إشكال لا حلَّ له إلا بالقول بأفضلية الإمام المهدي ( ع ) على عيسى ( ع ).
وذهب بعضهم إلى أن عيسى ( ع ) إنما يصلي خلف الإمام المهدي ( ع ) مرة واحدة فقط، ثم تكون الإمامة لعيسى ( ع )، وتستمر إمامته للمسلمين إلى حين وفاته.
وهذا القول لا يستند إلى حجة صحيحة، بل تردُّه الأحاديث الصحيحة ( 26 ) التي دلَّت على أنَّ الإمام المهدي ( ع ) لا إمام عليه بعد ظهوره، وأنه هو إمام المسلمين وخليفتهم الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، مع نزول عيسى ( ع ) في عصره.
مضافاً إلى أنَّ حديث مسلم قد علَّل إمامة المهدي ( ع ) بأنها تكرمة مِن الله سبحانه لهذه الأمة بأن جعل عليها إماماً منها لا من غيرها، وهذا يقتضي دوام الإمامة وبقائها كما لا يخفى.
والحمد لله رب العالمين
Comment