بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله رب العالمين
اللهم صلّ على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
مسألة (عصمة الأنبياء والمرسلين (ع) ) في عقيدة السلفية الوهابية—
أقوال علمائهم:
1. قد أجمع المسلمون قاطبة على أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام – ولاسيما محمد – صلى الله عليه وسلم – معصومون من الخطأ فيما يبلغونه عن الله عز وجل ، قال تعالى : {والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى * علمه شديد القوى } النجم /1-5، فنبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – معصوم في كل ما يبلغ عن الله قولاً وعملاً وتقريراً ، هذا لا نزاع فيه بين أهل العلم .
عبدالعزيز بن باز| فتاوى ابن باز ( ج6/371 )
2. إن القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر : هو قول أكثر علماء الإسلام ، وجميع الطوائف ... وهو أيضاً قول أكثر أهل التفسير والحديث والفقهاء ، بل لم يُنقل عن السلف والأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول .
ابن تيمية الحرّاني| مجموع الفتاوى ( 4 / 319 ) .
3. الأنبياء والرسل يخطئون ولكن الله تعالى لا يقرهم على خطئهم بل يبين لهم خطأهم رحمة بهم وبأممهم ويعفو عن زلتهم ويقبل توبتهم فضلا منه ورحمة والله غفور رحيم كما يظهر ذلك من تتبع الآيات القرآنية التي جاءت فيما ذكر من الموضوعات في هذا السؤال ... وأما أبنا آدم فمع انهما ليسا من الأنبياء .... بين الله سوء صنيعه بأخيه ....
عبد العزيز بن باز، عبد الرزاق عفيفي، عبد الله بن غديان، عبد الله بن قعود | فتاوى اللجنة الدائمة برقم 6290 ( 3 / 194 ) .
4. وعامة ما يُنقل عن جمهور العلماء أنهم غير معصومين عن الإقرار على الصغائر ، ولا يقرون عليها ، ولا يقولون إنها لا تقع بحال ، وأول من نُقل عنهم من طوائف الأمة القول بالعصمة مطلقاً ، وأعظمهم قولاً لذلك : الرافضة ، فإنهم يقولون بالعصمة حتى ما يقع على سبيل النسيان والسهو والتأويل .
ابن تيمية| مجموع الفتاوى ( 4 / 320 ) .
5. فان الآيات الدالة على نبوة الأنبياء دلت على أنهم معصومون فيما يخبرون به عن الله عز وجل فلا يكون خبرهم إلا حقًا وهذا معنى النبوة وهو يتضمن أن الله ينبئه بالغيب وأنه ينبئ الناس بالغيب والرسول مأمور بدعوة الخلق وتبليغهم رسالات ربه .
ابن تيمية| مجموع الفتاوى ( 18 / 7 ) .
استدلالهم من القرآن والسنة والسيرة النبوية:
1. قوله تعالى عن آدم : { وعصى آدم ربه فغوى * ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى } طه / 121-122.
2. قوله تعالى { قال هذا من عمل الشيطان إنه عدوٌ مضلٌ مبين* قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم } القصص/15،16 .
3. قوله تعالى : { فاستغفر ربه وخر راكعاً وأناب * فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب} ص / 23،24 .
4. قوله تعالى { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم } التحريم /1.
5. قوله تعالى : { عبس وتولى * أن جاءه الأعمى }عبس /1-2.
6. قال ابن عباس : " فلما أسروا الأسارى قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لأبي بكر وعمر : " ما ترون في هؤلاء الأسارى ؟ " فقال أبو بكر : يا نبي الله ! هم بنو العم والعشيرة , أرى أن تأخذ منهم فدية , فتكون لنا قوة على الكفار , فعسى الله أن يهديهم للإسلام ، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " ما ترى يا ابن الخطاب ؟ " قال : قلت لا ، والله يا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ما أرى الذي رأى أبو بكر ، ولكني أرى أن تمكنا فنضرب أعناقهم ، فتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه ، وتمكني من فلان - نسيبا لعمر – فأضرب عنقه ، فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها ، فهوي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ما قال أبو بكر ، ولم يهو ما قلت ، فلما كان من الغد جئت فإذا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأبو بكر قاعدين وهما يبكيان ، قلت : يا رسول الله، أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك ؟ فإن وجدت بكاء بكيت ، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما ، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " أبكي للذي عَرَضَ عليّ أصحابُك من أخذهم الفداء ، لقد عُرِض عليّ عذابُهم أدنى من هذه الشجرة " – شجرة قريبة من نبي الله – صلى الله عليه وسلم - وأنزل الله عز وجل : { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض } إلى قوله : { فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا } الأنفال / 67–69."
رواه مسلم في صحيحه ( 4588 ) و أحمد (13143)
7. عن رافع بن خديج قَالَ: قَدِمَ نَبِيّ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم – الْمَدِينَةَ ، وَهُمْ يَأْبُرُونَ النّخْلَ . يَقُولُونَ يُلَقّحُونَ النّخْلَ . فَقَالَ : "مَا تَصْنَعُونَ ؟ " قَالُوا : كُنّا نَصْنَعُهُ. قَالَ : "لَعَلّكُمْ لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا كَانَ خَيْراً " فَتَرَكُوهُ . فَنَفَضَتْ أَوْ قال : فَنَقَصَتْ . قَالَ : فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ : " إِنّمَا أَنَا بَشَرٌ ، إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ دِينِكُمْ فَخُذُوا بِهِ ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ رَأْيي ، فَإِنّمَا أَنَا بَشَرٌ"
رواه مسلم ( 2361 ) و (6127)
ومعنى التأبير : التلقيح .
8. قوله صلى الله عليه وسلم " إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران ، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد " .
رواه البخاري ( 6919 ) ومسلم ( 1716 ) من حديث أبي هريرة .1
*******************
أمّا عصمة الأنبياء والاوصياء (ع) في عقيدة الامام المهدي (ع) كما اوصلها وصي ورسول الامام المهدي السيد احمد الحسن (ع)—
[… هم هكذا فقهاء الضلال وعلماء السوء دائما لا يقبلون ان يكون الأنبياء والأوصياء بشرا مثلهم اخلصوا لله حتى تفضل عليهم وكلمهم وعصمهم (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) ورغم بيان الله الشافي في القران نجدهم اليوم يضفون على الأنبياء والأوصياء السابقين صفات اللاهوت المطلق مثل عدم النسيان والسهو مئة بالمئة و التمكن من فعل كل شيء ومعرفة كل شيء إلى غيرها من صفات اللاهوت المطلق سبحانه وهذا لأنهم اليوم كأولئك بالأمس لا يقبلون الانقياد لبشر مثلهم أصبح طاهرا ومقدسا بعمله وإخلاصه لله ولهذا فهو صاحب فضل ويستحق أن يقدمه الله. هم يصورون من يدعون انهم يؤمنون بهم من الماضين عليهم السلام أنهم ليسوا بشر مثلهم بل مميزون عنهم بصفايا وهبات ربانية ابتداء دون أن يلتفتوا إلى أنهم بهذا القول السفيه يلغون فضل المعصوم ويتهمون الله في عدله ولهذا فالحقيقة الجلية لكل عاقل أن هؤلاء اليوم لا يؤمنون بعلي عليه السلام ولا الحسين عليه السلام أبدا بل هؤلاء السفهاء الذين يشترطون أن يأتي المعصوم بمعاجز تقهرهم ليؤمنوا به كانوا سينضمون لمعسكر الحسين عليه السلام في كربلاء معسكر الحسين المكسور المهزوم المقتول المنكس الراية المنهوب الخيم المسبي النساء. والله لن أكون مجازفا إن قلت أن هؤلاء الجهلة الذين يُعرفون المعصوم اليوم بأنه خارق للعادة في كل شيء كانوا سيكونون أول المبادرين لقتل الحسين ليس طاعة ليزيد بل طاعة لأهوائهم وارضاءً لنفوسهم المتكبرة الحاسدة لأولياء الله التي تأبى الإقرار بتقصيرها فتدعي القصور إمام المعصوم لتلغي فضله وتلغي الإشارة الصادرة من وجود هذا الإنسان الطاهر المقدس بعمله إلى النجاسة والخبث في سريرة من سواه بقدر ما وطبعا هذه الإشارة مؤلمة لمن يدعون أنهم نواب المعصوم أو يمثلونه وليس لديهم وسيلة للخلاص الا بأحد القولين إما أن يجعلوه مثلهم تماما ويرتبوا له خطايا وأعمال سفيهة كأعمالهم وهذا موجود في التوراة والبخاري ومسلم ويؤمن به اليهود وبعض السنة أو الوهابيون بالخصوص أو أن يلجئوا إلى تمييزه ابتداء فتلغى المقارنة وتلغى الإشارة وهذا ما فعله المسيحيون وبعض المتشيعة…]2
————————————
المصادر:
1- موقع الإسلام سؤال وجواب للشيخ محمد صالح المنجد السؤال7208 و السؤال42216
2- خطاب محرم 1432 هـ للسيد أحمد الحسن (ع)
والحمدلله رب العالمين
اللهم صلّ على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
مسألة (عصمة الأنبياء والمرسلين (ع) ) في عقيدة السلفية الوهابية—
أقوال علمائهم:
1. قد أجمع المسلمون قاطبة على أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام – ولاسيما محمد – صلى الله عليه وسلم – معصومون من الخطأ فيما يبلغونه عن الله عز وجل ، قال تعالى : {والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى * علمه شديد القوى } النجم /1-5، فنبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – معصوم في كل ما يبلغ عن الله قولاً وعملاً وتقريراً ، هذا لا نزاع فيه بين أهل العلم .
عبدالعزيز بن باز| فتاوى ابن باز ( ج6/371 )
2. إن القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر : هو قول أكثر علماء الإسلام ، وجميع الطوائف ... وهو أيضاً قول أكثر أهل التفسير والحديث والفقهاء ، بل لم يُنقل عن السلف والأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول .
ابن تيمية الحرّاني| مجموع الفتاوى ( 4 / 319 ) .
3. الأنبياء والرسل يخطئون ولكن الله تعالى لا يقرهم على خطئهم بل يبين لهم خطأهم رحمة بهم وبأممهم ويعفو عن زلتهم ويقبل توبتهم فضلا منه ورحمة والله غفور رحيم كما يظهر ذلك من تتبع الآيات القرآنية التي جاءت فيما ذكر من الموضوعات في هذا السؤال ... وأما أبنا آدم فمع انهما ليسا من الأنبياء .... بين الله سوء صنيعه بأخيه ....
عبد العزيز بن باز، عبد الرزاق عفيفي، عبد الله بن غديان، عبد الله بن قعود | فتاوى اللجنة الدائمة برقم 6290 ( 3 / 194 ) .
4. وعامة ما يُنقل عن جمهور العلماء أنهم غير معصومين عن الإقرار على الصغائر ، ولا يقرون عليها ، ولا يقولون إنها لا تقع بحال ، وأول من نُقل عنهم من طوائف الأمة القول بالعصمة مطلقاً ، وأعظمهم قولاً لذلك : الرافضة ، فإنهم يقولون بالعصمة حتى ما يقع على سبيل النسيان والسهو والتأويل .
ابن تيمية| مجموع الفتاوى ( 4 / 320 ) .
5. فان الآيات الدالة على نبوة الأنبياء دلت على أنهم معصومون فيما يخبرون به عن الله عز وجل فلا يكون خبرهم إلا حقًا وهذا معنى النبوة وهو يتضمن أن الله ينبئه بالغيب وأنه ينبئ الناس بالغيب والرسول مأمور بدعوة الخلق وتبليغهم رسالات ربه .
ابن تيمية| مجموع الفتاوى ( 18 / 7 ) .
استدلالهم من القرآن والسنة والسيرة النبوية:
1. قوله تعالى عن آدم : { وعصى آدم ربه فغوى * ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى } طه / 121-122.
2. قوله تعالى { قال هذا من عمل الشيطان إنه عدوٌ مضلٌ مبين* قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم } القصص/15،16 .
3. قوله تعالى : { فاستغفر ربه وخر راكعاً وأناب * فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب} ص / 23،24 .
4. قوله تعالى { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم } التحريم /1.
5. قوله تعالى : { عبس وتولى * أن جاءه الأعمى }عبس /1-2.
6. قال ابن عباس : " فلما أسروا الأسارى قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لأبي بكر وعمر : " ما ترون في هؤلاء الأسارى ؟ " فقال أبو بكر : يا نبي الله ! هم بنو العم والعشيرة , أرى أن تأخذ منهم فدية , فتكون لنا قوة على الكفار , فعسى الله أن يهديهم للإسلام ، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " ما ترى يا ابن الخطاب ؟ " قال : قلت لا ، والله يا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ما أرى الذي رأى أبو بكر ، ولكني أرى أن تمكنا فنضرب أعناقهم ، فتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه ، وتمكني من فلان - نسيبا لعمر – فأضرب عنقه ، فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها ، فهوي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ما قال أبو بكر ، ولم يهو ما قلت ، فلما كان من الغد جئت فإذا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأبو بكر قاعدين وهما يبكيان ، قلت : يا رسول الله، أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك ؟ فإن وجدت بكاء بكيت ، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما ، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " أبكي للذي عَرَضَ عليّ أصحابُك من أخذهم الفداء ، لقد عُرِض عليّ عذابُهم أدنى من هذه الشجرة " – شجرة قريبة من نبي الله – صلى الله عليه وسلم - وأنزل الله عز وجل : { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض } إلى قوله : { فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا } الأنفال / 67–69."
رواه مسلم في صحيحه ( 4588 ) و أحمد (13143)
7. عن رافع بن خديج قَالَ: قَدِمَ نَبِيّ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم – الْمَدِينَةَ ، وَهُمْ يَأْبُرُونَ النّخْلَ . يَقُولُونَ يُلَقّحُونَ النّخْلَ . فَقَالَ : "مَا تَصْنَعُونَ ؟ " قَالُوا : كُنّا نَصْنَعُهُ. قَالَ : "لَعَلّكُمْ لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا كَانَ خَيْراً " فَتَرَكُوهُ . فَنَفَضَتْ أَوْ قال : فَنَقَصَتْ . قَالَ : فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ : " إِنّمَا أَنَا بَشَرٌ ، إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ دِينِكُمْ فَخُذُوا بِهِ ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ رَأْيي ، فَإِنّمَا أَنَا بَشَرٌ"
رواه مسلم ( 2361 ) و (6127)
ومعنى التأبير : التلقيح .
8. قوله صلى الله عليه وسلم " إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران ، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد " .
رواه البخاري ( 6919 ) ومسلم ( 1716 ) من حديث أبي هريرة .1
*******************
أمّا عصمة الأنبياء والاوصياء (ع) في عقيدة الامام المهدي (ع) كما اوصلها وصي ورسول الامام المهدي السيد احمد الحسن (ع)—
[… هم هكذا فقهاء الضلال وعلماء السوء دائما لا يقبلون ان يكون الأنبياء والأوصياء بشرا مثلهم اخلصوا لله حتى تفضل عليهم وكلمهم وعصمهم (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) ورغم بيان الله الشافي في القران نجدهم اليوم يضفون على الأنبياء والأوصياء السابقين صفات اللاهوت المطلق مثل عدم النسيان والسهو مئة بالمئة و التمكن من فعل كل شيء ومعرفة كل شيء إلى غيرها من صفات اللاهوت المطلق سبحانه وهذا لأنهم اليوم كأولئك بالأمس لا يقبلون الانقياد لبشر مثلهم أصبح طاهرا ومقدسا بعمله وإخلاصه لله ولهذا فهو صاحب فضل ويستحق أن يقدمه الله. هم يصورون من يدعون انهم يؤمنون بهم من الماضين عليهم السلام أنهم ليسوا بشر مثلهم بل مميزون عنهم بصفايا وهبات ربانية ابتداء دون أن يلتفتوا إلى أنهم بهذا القول السفيه يلغون فضل المعصوم ويتهمون الله في عدله ولهذا فالحقيقة الجلية لكل عاقل أن هؤلاء اليوم لا يؤمنون بعلي عليه السلام ولا الحسين عليه السلام أبدا بل هؤلاء السفهاء الذين يشترطون أن يأتي المعصوم بمعاجز تقهرهم ليؤمنوا به كانوا سينضمون لمعسكر الحسين عليه السلام في كربلاء معسكر الحسين المكسور المهزوم المقتول المنكس الراية المنهوب الخيم المسبي النساء. والله لن أكون مجازفا إن قلت أن هؤلاء الجهلة الذين يُعرفون المعصوم اليوم بأنه خارق للعادة في كل شيء كانوا سيكونون أول المبادرين لقتل الحسين ليس طاعة ليزيد بل طاعة لأهوائهم وارضاءً لنفوسهم المتكبرة الحاسدة لأولياء الله التي تأبى الإقرار بتقصيرها فتدعي القصور إمام المعصوم لتلغي فضله وتلغي الإشارة الصادرة من وجود هذا الإنسان الطاهر المقدس بعمله إلى النجاسة والخبث في سريرة من سواه بقدر ما وطبعا هذه الإشارة مؤلمة لمن يدعون أنهم نواب المعصوم أو يمثلونه وليس لديهم وسيلة للخلاص الا بأحد القولين إما أن يجعلوه مثلهم تماما ويرتبوا له خطايا وأعمال سفيهة كأعمالهم وهذا موجود في التوراة والبخاري ومسلم ويؤمن به اليهود وبعض السنة أو الوهابيون بالخصوص أو أن يلجئوا إلى تمييزه ابتداء فتلغى المقارنة وتلغى الإشارة وهذا ما فعله المسيحيون وبعض المتشيعة…]2
————————————
المصادر:
1- موقع الإسلام سؤال وجواب للشيخ محمد صالح المنجد السؤال7208 و السؤال42216
2- خطاب محرم 1432 هـ للسيد أحمد الحسن (ع)
Comment