لماذا لم يرفع علي بن أبي طالب سيفه؟ ولماذا طلب منه رسول الله (ص) أن يصبر على الظلم من بعده؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله
وصلى الله على محمد وال محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
يقول احمد الحسن ع:
" ... لماذا لم يرفع علي بن أبي طالب سيفه؟ ولماذا طلب منه رسول الله (ص) أن يصبر على الظلم من بعده؟!
ومع أنّ الإجابة فيما قدمت من البحث وفي قول أمير المؤمنين (ع): (فإن أقل يقولوا حرص على الملك، وإن أسكت يقولوا جزع من الموت، هيهات بعد اللتيا والتي، والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه، بل أندمجت على مكنون علم لو بحت به لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطوى البعيدة).
ولكن لا بأس من التوضيح قليلاً، وأذكر هنا سببين:
الأول: إنّ الإسلام لم يترسخ في نفوس الناس، فإسلامهم ظاهري وليس إيماناً حقيقياً راسخاً لا يخشى على أهله من الارتداد، فحالهم كحال التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، إلاّ القليل منهم، قال تعالى: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا﴾ .
وقال تعالى: ﴿وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيراً﴾ .
وفي القرآن آيات كثيرة دالة على أنّ حال كثير من المسلمين متزلزل ومع وجود المنافقين، لك أن تعرف النتيجة، وعلى هذا فعلى الوصي أن يرضى بالظاهر، ويصبر كما رضي رسول الله (ص) بالظاهر وصبر على المنافقين، ومن يستمع لكلامهم. وإلاّ فسيهدم هذا البناء الذي أجهد رسول الله (ص) ووصيه (ع) أكثر من عشرين سنة لتشييده. فالفائدة العظيمة المرجوة من هذا الدين وهي تمام نور الله في أرضه، وعبادة أهل الأرض لله ونشر كلمة لا إله إلاّ الله.
ورفع راية الله أكبر على كل بقعة في الأرض لن تحقق في زمن النبي (ص) أو الوصي، بل في زمن خاتم الأوصياء المهدي (ع)، وهذه سنة إلهية في الأمم السابقة، فقد أُرسل موسى إلى قوم من بني إسرائيل وعبروا معه البحر، ولكن في صحراء سيناء تمردوا عليه ورفضوا قتال الجبابرة.
قال تعالى: ﴿قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَداً مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾ ، وبالتالي رفضوا حمل كلمة لا إله إلاّ الله إلى الناس، وعاقبهم الله سبحانه وتعالى بالتيه في صحراء سيناء أربعين سنة.
وكان نتيجة هذا التيه العقوبة الإصلاحية خروج أمة ربانية صالحة، وهم أبناء هؤلاء الفاسقين وأحفادهم، وقد حملوا كلمة لا إله إلاّ الله مع يوشع بن نون وصي موسى (ع)، وقاتلوا الجبابرة والطواغيت ونصروا دين الله في أرضه.
إذن فالنتيجة المرجوة من هذه الأمة هي في آخر الزمان، أي في زمن ظهور المهدي (ع)، ونرجوا من الله أن يكون زماننا كما يدل عليه كثير من الروايات، والله أعلم.
وقد مر فيما سبق عن رسول الله (ص)، قال: (.. إنما مثل أمتي كمثل حديقة أطعم منها فوجاً ما لعل آخرها فوجاً يكون أعرضها بحراً وأعمقها طولاً وأطولها فرعاً وأحسنها جناً ...).
إذن فالرسول يرجو أن يكون آخر فوج من أمته هو أفضلها، بل لعل هذه الأمة أي أصحاب المهدي وأنصاره لا يقرنون بمن سبقهم، سواء من هذه الأمة أو من سواها على طول مسيرة الإنسانية على الأرض، وقد مر وصفهم بالحديث القدسي: (وانتجبت لذلك الوقت عباداً لي امتحنت قلوبهم للأيمان، وحشوتها بالورع والإخلاص واليقين والتقوى والخشوع والصدق والحلم والصبر والوقار والتقى والزهد في الدنيا، والرغبة فيما عندي، وأجعلهم دعاة الشمس والقمر، واستخلفهم في الأرض … أولئك أوليائي، اخترت لهم نبياً مصطفى، وأميناً مرتضى، فجعلته لهم نبياً ورسول، وجعلتهم له أولياء وأنصار، تلك أمة اخترتها …).
والروايات عن أهل بيت العصمة في فضل أصحاب المهدي (ع) وأنصاره كثيرة، ولو لم يكن من فضلهم إلاّ إعلاء كلمة الله ونشر التوحيد في كل بقعة من بقاع الأرض لكفى.
ثانياً: إنّ صبر أمير المؤمنين (ع) كان حجة بالغة له، فهو قد بين حقه ثم أعرض عن منازعة القوم الإمارة والحكم، ليبين أنّه (ع) زاهد بهذه الإمارة وإنّما طلبه لها لإقامة الحق ونشر العدل ونصرة الدين، وقد أبصر أمير المؤمنين (ع) عبر القرون بقية هذه الأمة وذراريهم، وعلم أنهم سيعلمون ما جرّه عليهم تنحية الوصي عن الإمارة واغتصاب حقه من قبل الجبت والطاغوت، حتى وصل الأمر إلى تسلط أولاد البغايا والزانيات على هذه الأمة، وقد مر عليك هذا المعنى في خطبة الزهراء (ع) حيث قالت: (أما لعمر الهك لقد لقحت فنظرة ريثما تنتج، ثم احتلبوا طلاع القعب دماً عبيطاً وزعاقاً مرّاً هنالك يخسر المبطلون ويعرف التالون غب ما سن الأولون) .
وفي النهاية رجعت الخلافة إلى الإمام علي (ع) بعد هن وهن، وحمل الناس على الحق واستقبل بهم القبلة والصراط المستقيم، ولكنهم لم يحتملوا مرارة الحق، وبعد أن قضوا وطراً في الانحراف عن صراط الله المستقيم لم يحتملوا عدالة علي (ع) ومساواته لهم بالعطاء، بعد أن اعتادوا التميّز والأثرة من الماضين فبعد أن اعتادوا عبادة العجل وطاعة السامري، لم يرق لهم طاعة علي وعبادة الله الواحد الأحد، وقبول شريعته التي أراد علي (ع) العمل بها في مجتمع مزّقه فساد الماضين، ومع هذا فقد رفع علي (ع) للحق راية وأرشد الناس إلى أتباعها، ولكنهم خذلوه وخذلوا ولده المعصومين من بعده الذين لم يدخّروا جهداً للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في سبيل إرشاد المسلمين إلى الصراط المستقيم حتى قضوا بين مسموم ومقطع بالسيوف.
فعن أبي الهيثم ابن التيهان، إنّ أمير المؤمنين (ع) خطب الناس في المدينة فقال:
(الحمد لله الذي لا إله إلاّ هو، أيها الأمة التي خدعت فانخدعت، وعرفت خديعة من خدعها فأصرت على ما عرفت، واتبعت أهوائها وضربت في عشواء غوائها، وقد استبان لها الحق فصدت عنه والطريق الواضح فتنكبته، أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لو اقتبستم العلم من معدنه، وشربتم الماء بعذوبته، وادخرتم الخير من موضعه، وأخذتم الطريق من واضحه، وسلكتم من الحق نهجه، لنهجت بكم السبل، وبدت لكم الأعلام، وأضاء لكم الإسلام، فأكلتم رغداً، وما عال فيكم عائل ولا ظلم منكم مسلم ولا معاهد، ولكن سلكتم سبيل الظلّام، فأظلمت عليكم دنياكم برحبها، وسدت عليكم أبواب العلم، فقلتم بأهوائكم، واختلفتم في دينكم، فأفتيتم في دين الله بغير علم، واتبعتم الغواة فأغوتكم، وتركتم الأئمة فتركوكم، فأصبحتم تحكمون بأهوائكم، إذا ذكر الأمر سألتم أهل الذكر، فإذا أفتوكم قلتم هو العلم بعينه، فكيف وقد تركتموه ونبذتموه وخالفتموه؟ رويداً عمّا قليل تحصدون جميع ما زرعتم، وتجدون وخيم ما اجترمتم، وما اجتلبتم.
والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لقد علمتم إني صاحبكم، والذي به أُمرتم، وإني عالمكم والذي به نجاتكم ووصي نبيكم، وخيرة ربكم ولسان نوركم، والعالم بما يصلحكم، فعن قليل رويداً ينزل بكم ما وعدتم، وما نزل بالأمم قبلكم، وسيسألكم الله عز وجل عن أئمتكم، معهم تحشرون وإلى الله عز وجل غداً تصيرون، أمّا والله لو كان لي عدّة أصحاب طالوت أو عدة أهل بدر وهم أعدادكم، لضربتكم بالسيف حتى تؤولوا إلى الحق، وتنيبوا للصدق، فكان أرتق للعتق، وأخذوا بالرفق، اللهم فاحكم بيننا بالحق وأنت خير الحاكمين). "
المصدر: كتاب العجل1.لأحمد الحسن
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله
وصلى الله على محمد وال محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
يقول احمد الحسن ع:
" ... لماذا لم يرفع علي بن أبي طالب سيفه؟ ولماذا طلب منه رسول الله (ص) أن يصبر على الظلم من بعده؟!
ومع أنّ الإجابة فيما قدمت من البحث وفي قول أمير المؤمنين (ع): (فإن أقل يقولوا حرص على الملك، وإن أسكت يقولوا جزع من الموت، هيهات بعد اللتيا والتي، والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه، بل أندمجت على مكنون علم لو بحت به لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطوى البعيدة).
ولكن لا بأس من التوضيح قليلاً، وأذكر هنا سببين:
الأول: إنّ الإسلام لم يترسخ في نفوس الناس، فإسلامهم ظاهري وليس إيماناً حقيقياً راسخاً لا يخشى على أهله من الارتداد، فحالهم كحال التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، إلاّ القليل منهم، قال تعالى: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا﴾ .
وقال تعالى: ﴿وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيراً﴾ .
وفي القرآن آيات كثيرة دالة على أنّ حال كثير من المسلمين متزلزل ومع وجود المنافقين، لك أن تعرف النتيجة، وعلى هذا فعلى الوصي أن يرضى بالظاهر، ويصبر كما رضي رسول الله (ص) بالظاهر وصبر على المنافقين، ومن يستمع لكلامهم. وإلاّ فسيهدم هذا البناء الذي أجهد رسول الله (ص) ووصيه (ع) أكثر من عشرين سنة لتشييده. فالفائدة العظيمة المرجوة من هذا الدين وهي تمام نور الله في أرضه، وعبادة أهل الأرض لله ونشر كلمة لا إله إلاّ الله.
ورفع راية الله أكبر على كل بقعة في الأرض لن تحقق في زمن النبي (ص) أو الوصي، بل في زمن خاتم الأوصياء المهدي (ع)، وهذه سنة إلهية في الأمم السابقة، فقد أُرسل موسى إلى قوم من بني إسرائيل وعبروا معه البحر، ولكن في صحراء سيناء تمردوا عليه ورفضوا قتال الجبابرة.
قال تعالى: ﴿قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَداً مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾ ، وبالتالي رفضوا حمل كلمة لا إله إلاّ الله إلى الناس، وعاقبهم الله سبحانه وتعالى بالتيه في صحراء سيناء أربعين سنة.
وكان نتيجة هذا التيه العقوبة الإصلاحية خروج أمة ربانية صالحة، وهم أبناء هؤلاء الفاسقين وأحفادهم، وقد حملوا كلمة لا إله إلاّ الله مع يوشع بن نون وصي موسى (ع)، وقاتلوا الجبابرة والطواغيت ونصروا دين الله في أرضه.
إذن فالنتيجة المرجوة من هذه الأمة هي في آخر الزمان، أي في زمن ظهور المهدي (ع)، ونرجوا من الله أن يكون زماننا كما يدل عليه كثير من الروايات، والله أعلم.
وقد مر فيما سبق عن رسول الله (ص)، قال: (.. إنما مثل أمتي كمثل حديقة أطعم منها فوجاً ما لعل آخرها فوجاً يكون أعرضها بحراً وأعمقها طولاً وأطولها فرعاً وأحسنها جناً ...).
إذن فالرسول يرجو أن يكون آخر فوج من أمته هو أفضلها، بل لعل هذه الأمة أي أصحاب المهدي وأنصاره لا يقرنون بمن سبقهم، سواء من هذه الأمة أو من سواها على طول مسيرة الإنسانية على الأرض، وقد مر وصفهم بالحديث القدسي: (وانتجبت لذلك الوقت عباداً لي امتحنت قلوبهم للأيمان، وحشوتها بالورع والإخلاص واليقين والتقوى والخشوع والصدق والحلم والصبر والوقار والتقى والزهد في الدنيا، والرغبة فيما عندي، وأجعلهم دعاة الشمس والقمر، واستخلفهم في الأرض … أولئك أوليائي، اخترت لهم نبياً مصطفى، وأميناً مرتضى، فجعلته لهم نبياً ورسول، وجعلتهم له أولياء وأنصار، تلك أمة اخترتها …).
والروايات عن أهل بيت العصمة في فضل أصحاب المهدي (ع) وأنصاره كثيرة، ولو لم يكن من فضلهم إلاّ إعلاء كلمة الله ونشر التوحيد في كل بقعة من بقاع الأرض لكفى.
ثانياً: إنّ صبر أمير المؤمنين (ع) كان حجة بالغة له، فهو قد بين حقه ثم أعرض عن منازعة القوم الإمارة والحكم، ليبين أنّه (ع) زاهد بهذه الإمارة وإنّما طلبه لها لإقامة الحق ونشر العدل ونصرة الدين، وقد أبصر أمير المؤمنين (ع) عبر القرون بقية هذه الأمة وذراريهم، وعلم أنهم سيعلمون ما جرّه عليهم تنحية الوصي عن الإمارة واغتصاب حقه من قبل الجبت والطاغوت، حتى وصل الأمر إلى تسلط أولاد البغايا والزانيات على هذه الأمة، وقد مر عليك هذا المعنى في خطبة الزهراء (ع) حيث قالت: (أما لعمر الهك لقد لقحت فنظرة ريثما تنتج، ثم احتلبوا طلاع القعب دماً عبيطاً وزعاقاً مرّاً هنالك يخسر المبطلون ويعرف التالون غب ما سن الأولون) .
وفي النهاية رجعت الخلافة إلى الإمام علي (ع) بعد هن وهن، وحمل الناس على الحق واستقبل بهم القبلة والصراط المستقيم، ولكنهم لم يحتملوا مرارة الحق، وبعد أن قضوا وطراً في الانحراف عن صراط الله المستقيم لم يحتملوا عدالة علي (ع) ومساواته لهم بالعطاء، بعد أن اعتادوا التميّز والأثرة من الماضين فبعد أن اعتادوا عبادة العجل وطاعة السامري، لم يرق لهم طاعة علي وعبادة الله الواحد الأحد، وقبول شريعته التي أراد علي (ع) العمل بها في مجتمع مزّقه فساد الماضين، ومع هذا فقد رفع علي (ع) للحق راية وأرشد الناس إلى أتباعها، ولكنهم خذلوه وخذلوا ولده المعصومين من بعده الذين لم يدخّروا جهداً للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في سبيل إرشاد المسلمين إلى الصراط المستقيم حتى قضوا بين مسموم ومقطع بالسيوف.
فعن أبي الهيثم ابن التيهان، إنّ أمير المؤمنين (ع) خطب الناس في المدينة فقال:
(الحمد لله الذي لا إله إلاّ هو، أيها الأمة التي خدعت فانخدعت، وعرفت خديعة من خدعها فأصرت على ما عرفت، واتبعت أهوائها وضربت في عشواء غوائها، وقد استبان لها الحق فصدت عنه والطريق الواضح فتنكبته، أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لو اقتبستم العلم من معدنه، وشربتم الماء بعذوبته، وادخرتم الخير من موضعه، وأخذتم الطريق من واضحه، وسلكتم من الحق نهجه، لنهجت بكم السبل، وبدت لكم الأعلام، وأضاء لكم الإسلام، فأكلتم رغداً، وما عال فيكم عائل ولا ظلم منكم مسلم ولا معاهد، ولكن سلكتم سبيل الظلّام، فأظلمت عليكم دنياكم برحبها، وسدت عليكم أبواب العلم، فقلتم بأهوائكم، واختلفتم في دينكم، فأفتيتم في دين الله بغير علم، واتبعتم الغواة فأغوتكم، وتركتم الأئمة فتركوكم، فأصبحتم تحكمون بأهوائكم، إذا ذكر الأمر سألتم أهل الذكر، فإذا أفتوكم قلتم هو العلم بعينه، فكيف وقد تركتموه ونبذتموه وخالفتموه؟ رويداً عمّا قليل تحصدون جميع ما زرعتم، وتجدون وخيم ما اجترمتم، وما اجتلبتم.
والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لقد علمتم إني صاحبكم، والذي به أُمرتم، وإني عالمكم والذي به نجاتكم ووصي نبيكم، وخيرة ربكم ولسان نوركم، والعالم بما يصلحكم، فعن قليل رويداً ينزل بكم ما وعدتم، وما نزل بالأمم قبلكم، وسيسألكم الله عز وجل عن أئمتكم، معهم تحشرون وإلى الله عز وجل غداً تصيرون، أمّا والله لو كان لي عدّة أصحاب طالوت أو عدة أهل بدر وهم أعدادكم، لضربتكم بالسيف حتى تؤولوا إلى الحق، وتنيبوا للصدق، فكان أرتق للعتق، وأخذوا بالرفق، اللهم فاحكم بيننا بالحق وأنت خير الحاكمين). "
المصدر: كتاب العجل1.لأحمد الحسن
Comment