هند العهر والفجور:
غير خافٍ على أحد اشتهارها بالعهر والفجور، يحدثنا ابن أبي الحديد المعتزلي قائلاً:
(وكانت هند تذكر في مكة بفجور وعهر. وقال الزمخشري في كتاب "ربيع الأبرار": كان معاوية يعزى إلى أربعة: إلى مسافر بن أبي عمرو، وإلى عمارة بن الوليد بن المغيرة، وإلى العباس بن عبد المطلب، وإلى الصباح، مغن كان لعمارة بن الوليد. قال: وقد كان أبو سفيان دميماً قصيراً، وكان الصباح عسيفا (أجيراً) لأبي سفيان، شاباً وسيماً، فدعته هند إلى نفسها فغشيها) [شرح نهج البلاغة: ج1 ص336].
كما يُبيِّن لنا أبو الفرج الأصفهاني والبغدادي، قصتها مع مسافر الأموي، قائلين:
(أنّ مسافر بن أبي عمرو بن أميّة كان من فتيان قريش جمالاً وشعراً وسخاء. قالوا: فعشق هنداً بنت عتبة بن ربيعة وعشقته، فاتّهم بها وحملت منه ..)، والقضية معروفة حتى إنه أخبر أبا سفيان بالخبر وأنشده شعراً: (ألَّا إنّ هنداً أصبحت منك محرماً ..)، فاعتل بعد سماعه بمرض واستدعي له الطبيب الذي أخرج ريحاً بصوت وهو يعالجه، [انظر: الأغاني: ج9 ص37، خزانة الأدب: ج10 ص494].
ثم لا أتصور أنّ أحداً سبقها بالتفكير بنبش قبر ميت والتمثيل بجثته بالطريقة التالية:
قال محمد بن عقيل العلوي: (فقد كانت شديدة العداوة للنبي (ص) بمكة، ولما تجهز مشركوا قريش لغزوة أحد خرجت معهم تحرض المشركين على القتال، ولما مروا بالأبواء حيث قبرت أم النبي (ص) آمنة بنت وهب رضي الله عنها أشارت على المشركين بنبش قبرها وقالت لو نجثتم قبر أم محمد - وفي رواية بحثتم - فإن أسر منكم أحد فديتم كل إنسان بأرب من آرابها أي جزء من أجزائها، فقال بعض قريش: لا يفتح هذا الباب) [النصائح الكافية: ص112].
هذا كان حالها لما قدمت إلى أحد رافعة شعار (اعلُ هبل)، ولنرى الآن حالها في العودة، حيث يصور الواقدي وابن أبي الحديد المعتزلي وغيرهم قولها لوحشي عن حمزة الشهيد (ع):
(أرني مصرعه، فأريتها مصرعه، فقطعت مذاكيره، وجدعت أنفه، وقطعت أذنيه، ثم جعلت ذلك مسكتين (المسكة: السوار) ومعضدين وخدمتين (الخدمة: خلخال)، حتى قدمت بذلك مكة وقدمت بكبده أيضاً معها) [المغازي: ج1 ص286، شرح نهج البلاغة: ج15 ص12].
وليس بوسعي التعليق على أفعال هذه الأسرة الخبيثة، سوى أنها بلغت القمة في الإجرام والإرهاب الذي تستحي منه حتى الوحوش في البراري !!
المصدر: كتاب معركة عبادة هبل أو الله بين السفياني واليماني بقلم الاستاذ علاء السالم
Comment