أبو سفيان كما عرَّف نفسه:
لا أعتقد أنّ مسلماً لا يعرف قول أبي سفيان بعد انتهاء معركة أحد، هذا والنبي (ص) مضمّخ بدم جراحاته، وكبد عمّه حمزة (ع) لا زال يقطر دمه من فم هند زوجة أبي سفيان لعنهما الله، فرفع صوته منادياً:
(يوم بيوم بدر والحرب سجال، إنكم ستجدون في القوم مثلة .. ثم أخذ يرتجز: أعل هبل أعل هبل. فقال رسول الله (ص) ألا تجيبونه ؟ فقالوا: يا رسول الله ما نقول ؟ قال: الله أعلى وأجل، قال: إن لنا العزى ولا عزى لكم، فقال رسول الله (ص) ألا تجيبوه ؟ قالوا: يا رسول الله وما نقول ؟ قال قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم) [انظر: صحيح البخاري: ج4 ص27].
بل كان شغف أبي سفيان وحزبه بالمعبود (هبل) وصل حدّاً كانوا يرون أنهم (آله) أي (آل هبل)، لذا كان شعارهم المفضل يوم أُحد: (يا للعزى يا آل هبل) !!
وبالرغم من أنّ بعض السفيانيين قديماً وحديثاً حاول زوراً تصوير حسن إسلامه، لكن الحقيقة تكذبهم قولاً وفعلاً:
فأبو سفيان الذي لم يألُ جهداً في حرب رسول الله (ص) ومن آمن به في أول انطلاقة الدعوة الإلهية، استمر هو وآله وحزبهم الأرجاس من بعده على ذات النهج في استئصال كل ما طالته أياديهم القذرة مما يمتّ إلى الله ونبيه وآله ورسالته بصلة.
روى ابن عساكر بسنده: (عن ابن عباس قال: رأى أبو سفيان رسول الله (ص) يمشي في الناس والناس يطؤون عقبه فقال بينه وبين نفسه: لو عاودت هذا الرجل القتال، فجاء رسول الله (ص) حتى ضرب بيده في صدره فقال: إذاً يخزيك الله، فقال أتوب إلى الله وأستغفر الله ما تفوهت به) [تاريخ مدينة دمشق: ج23 ص458].
وهل تاب حقاً ؟ كما أرادوا تلميع وجهه القبيح ؟
ثم أخذ إلى أُحد وهو أعمى ووقف على قبر حمزة بن عبد المطلب (ع) وقال شامتاً بعد أن ركل قبره برجله: - ذق عقق - قالها ثلاثاً، ثم قال: يا أبا عمارة، إن الذي نازعناكم عليه بالأمس صار بيد صبياننا !!
بل هذا نص قول أبي سفيان لما بويع عثمان بالخلافة، وهو يكشف أنّ الرجل ما آمن بالله يوماً، كما ينقله ابن أبي الحديد المعتزلي:
(قال الشعبي: فلما دخل عثمان رحله دخل إليه بنو أمية حتى امتلأت بهم الدار، ثم أغلقوها عليهم، فقال أبو سفيان بن حرب: أعندكم أحد من غيركم ؟ قالوا: لا، قال: يا بني أمية، تلقفوها تلقف الكرة، فو الذي يحلف به أبو سفيان، ما من عذاب ولا حساب، ولا جنة ولا نار، ولا بعث ولا قيامة) [شرح نهج البلاغة: ج9 ص53].
(وهذا كفر صراح يلحقه اللعنة من الله كما لحقت الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) [شرح نهج البلاغة: ج15 ص175].
وفي نص آخر لابن عساكر عنه أنه قال: (اللهم اجعل الأمر أمر جاهلية، والملك ملك غاصبية، واجعل أوتاد الأرض لبني أمية) [تاريخ مدينة دمشق: ج23 ص471].
وأما المثلة المتقدمة في كلامه (ستجدون في القوم مثلة)، فهي تعني التمثيل بالميت، تلك هي سيرة أبي سفيان وزوجته وولده من بعده:
قال ابن إسحاق: (وقد كان الحليس بن زبان سيد الأحابيش قد مر بأبي سفيان، وهو يضرب في شدق حمزة بن عبد المطلب بزج الرمح ويقول: ذق عقق (أي العدو البعيد أو قاطع الرحم)، فقال الحليس: يا بني كنانة، هذا سيد قريش يصنع بابن عمه ما ترون لحماً ؟ فقال: ويحك ! اكتمها عني، فإنها كانت زلة) [السيرة النبوية لابن هشام: ج3 ص579].
المصدر : كتاب معركة عبادة هبل أو الله بين السفياني واليماني
لا أعتقد أنّ مسلماً لا يعرف قول أبي سفيان بعد انتهاء معركة أحد، هذا والنبي (ص) مضمّخ بدم جراحاته، وكبد عمّه حمزة (ع) لا زال يقطر دمه من فم هند زوجة أبي سفيان لعنهما الله، فرفع صوته منادياً:
(يوم بيوم بدر والحرب سجال، إنكم ستجدون في القوم مثلة .. ثم أخذ يرتجز: أعل هبل أعل هبل. فقال رسول الله (ص) ألا تجيبونه ؟ فقالوا: يا رسول الله ما نقول ؟ قال: الله أعلى وأجل، قال: إن لنا العزى ولا عزى لكم، فقال رسول الله (ص) ألا تجيبوه ؟ قالوا: يا رسول الله وما نقول ؟ قال قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم) [انظر: صحيح البخاري: ج4 ص27].
بل كان شغف أبي سفيان وحزبه بالمعبود (هبل) وصل حدّاً كانوا يرون أنهم (آله) أي (آل هبل)، لذا كان شعارهم المفضل يوم أُحد: (يا للعزى يا آل هبل) !!
وبالرغم من أنّ بعض السفيانيين قديماً وحديثاً حاول زوراً تصوير حسن إسلامه، لكن الحقيقة تكذبهم قولاً وفعلاً:
فأبو سفيان الذي لم يألُ جهداً في حرب رسول الله (ص) ومن آمن به في أول انطلاقة الدعوة الإلهية، استمر هو وآله وحزبهم الأرجاس من بعده على ذات النهج في استئصال كل ما طالته أياديهم القذرة مما يمتّ إلى الله ونبيه وآله ورسالته بصلة.
روى ابن عساكر بسنده: (عن ابن عباس قال: رأى أبو سفيان رسول الله (ص) يمشي في الناس والناس يطؤون عقبه فقال بينه وبين نفسه: لو عاودت هذا الرجل القتال، فجاء رسول الله (ص) حتى ضرب بيده في صدره فقال: إذاً يخزيك الله، فقال أتوب إلى الله وأستغفر الله ما تفوهت به) [تاريخ مدينة دمشق: ج23 ص458].
وهل تاب حقاً ؟ كما أرادوا تلميع وجهه القبيح ؟
ثم أخذ إلى أُحد وهو أعمى ووقف على قبر حمزة بن عبد المطلب (ع) وقال شامتاً بعد أن ركل قبره برجله: - ذق عقق - قالها ثلاثاً، ثم قال: يا أبا عمارة، إن الذي نازعناكم عليه بالأمس صار بيد صبياننا !!
بل هذا نص قول أبي سفيان لما بويع عثمان بالخلافة، وهو يكشف أنّ الرجل ما آمن بالله يوماً، كما ينقله ابن أبي الحديد المعتزلي:
(قال الشعبي: فلما دخل عثمان رحله دخل إليه بنو أمية حتى امتلأت بهم الدار، ثم أغلقوها عليهم، فقال أبو سفيان بن حرب: أعندكم أحد من غيركم ؟ قالوا: لا، قال: يا بني أمية، تلقفوها تلقف الكرة، فو الذي يحلف به أبو سفيان، ما من عذاب ولا حساب، ولا جنة ولا نار، ولا بعث ولا قيامة) [شرح نهج البلاغة: ج9 ص53].
(وهذا كفر صراح يلحقه اللعنة من الله كما لحقت الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) [شرح نهج البلاغة: ج15 ص175].
وفي نص آخر لابن عساكر عنه أنه قال: (اللهم اجعل الأمر أمر جاهلية، والملك ملك غاصبية، واجعل أوتاد الأرض لبني أمية) [تاريخ مدينة دمشق: ج23 ص471].
وأما المثلة المتقدمة في كلامه (ستجدون في القوم مثلة)، فهي تعني التمثيل بالميت، تلك هي سيرة أبي سفيان وزوجته وولده من بعده:
قال ابن إسحاق: (وقد كان الحليس بن زبان سيد الأحابيش قد مر بأبي سفيان، وهو يضرب في شدق حمزة بن عبد المطلب بزج الرمح ويقول: ذق عقق (أي العدو البعيد أو قاطع الرحم)، فقال الحليس: يا بني كنانة، هذا سيد قريش يصنع بابن عمه ما ترون لحماً ؟ فقال: ويحك ! اكتمها عني، فإنها كانت زلة) [السيرة النبوية لابن هشام: ج3 ص579].
المصدر : كتاب معركة عبادة هبل أو الله بين السفياني واليماني
Comment