اللهم صل على محمد وال محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما
بعد أن هجم القوم على الدار وتكاثروا على عليّ ، وضغطوا الزهراء سلام الله عليها بين الباب والجدار فكسروا ضلعاً من جنبها وأسقطوا جنيناً من بطنها ، انطلقوا بعلي
قال صاحب رسول الله ، سلمان : … وأدخل علي ملبباً [ مسكوه من ردائه مما أحاط بالعنق ] يعتلوه عتلاً إلى أبي بكر وهو يقول : أما والله لو وقع سيفي بيدي لعلمتم أنكم لن تصلوا إلى هذا مني ، وبالله لا ألوم نفسي في جهد ولو كنت في أربعين رجلاً لفرّقت جماعتكم ، فلعن الله قوماً بايعوني ثم خذلوني
فانتهره عمر بن الخطاب !! وقال له : بايع
فقال : وإن لم أفعل ؟
قال : إذاً نقتلك ذلاً وصغاراً
قال : إذن تقتلون عبدالله وأخا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم
فقال أبوبكر : أما عبدالله فنعم ، وأما أخو رسوله فلا نقرّ لك به
فقال : أتجحدون أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم آخى بين نفسه وبيني ؟ فأعادوا عليه ذلك ثلاث مرات
ثم أقبل عليّ عليهم ، وقال :
يا معاشر المهاجرين والأنصار : أنشدكم بالله ، أسمعتم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول يوم غدير خم : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه . وفي غزوة تبوك : يا علي ! أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوّة ؟ قال : ولم يدع شيئاً قاله فيه علانية للعامة إلا ذكره . فقالوا: اللهم نعم
فعندئذٍ خاف أبوبكر أن ينصروه ويمنعوه ، فبادرهم ، فقال : كل ما قلته قد سمعناه بآذننا ووعته قلوبنا ، ولكن سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول بعد هذا : إنّا أهل بيت اصطفانا الله وأكرمنا واختار لنا الآخرة على الدنيا ، وإن الله لم يكن ليجمع لنا أهل البيت النبوّة والخلافة
فقال علي : أما أحد من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم شهد هذا معك ؟
فقال عمر : صدق خليفة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قد سمعنا هذا منه كما قال !!
وقال أبو عبيدة وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل : صدق ، قد سمعنا ذلك من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم
فقال عليّ : لقد وفيتم بصحيفتكم الملعونة التي قد تعاقدتم عليها في الكعبة : إن قتل الله محمداً أو أماته أن تزووا ـ تنحّوا ـ هذا الأمر عنا أهل البيت
فقال أبوبكر : وما علمك بذلك ؟ أطلعناك عليها ؟
فقال علي : يا زبير ويا سلمان وأنت يا مقداد أذكركم بالله وبالإسلام ، أسمعتم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول ذلك لي : إن فلاناً وفلاناً ـ حتى عدّ هؤلاء الخمسة ـ قد كتبوا بينهم كتاباً وتعاهدوا وتعاقدوا على ما صنعوا ؟
قالوا : اللهم نعم ، قد سمعنا يقول ذلك لك ، فقلت له : بأبي أنت وأمي يا نبي الله ، فما تأمرني أن أفعل إذا كان ذلك ؟ فقال لك : إن وجدت عليهم أعواناً فجاهدهم ونابذهم ، وإن لم تجد اعواناً فبايعهم واصبر واحقن دمك
فقال علي : أما والله لو أن أولئك الأربعين رجلاً الذين بايعوني ، وفوا لي ، لجاهدتكم في الله والله حق جهاده ، أما والله لا ينالها أحد من عقبكم إلى يوم القيامة
ثم أشار إلى قبررسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال : « يابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء »
ثم مدّوا يده وهو يقبضها ، حتى وضعوها فوق يد أبي بكر ، وقالوا : بايع ، بايع ، وصيح في المسجد : بايع ، بايع أبوالحسن !!!
أقول : فهل هذه بيعة ؟!! وعلى ماذا بايع ؟؟ وماذا قال في بيعته ؟؟
ثم قيل للزبير : بايع الآن ، فأبى ، فوثب عليه عمر وخالد بن الوليد والمغيرة بن شعبة في أناس ، فانتزعوا سيفه من يده ، فضربوا به الأرض حتى كسر. فقال الزبير ـ وعمر على صدره ـ : يا ابن صهّاك ـ صهّاك : أمة حبشية ـ أما والله لو أن سيفي في يدي لحدت ـ أي لعدلت ـ عني ، ثم بايع
قال سلمان : ثم أخذوني فوجؤوا عنقي ـ داسوا عنقي بأرجلهم ـ وفتلوا ـ أي لوو ـ يدي ، فبايعت مكرها ، ثم بايع أبوذر والمقداد مكرهين ، وما من الأمّة أحد بايع مكرها غير عليّ وهؤلاء الأربعة
Comment