بسم الله الرحمن الرحيم ولا قوة الا بالله العلي العظيم
(أما بالنسبة للسب والشتم فليست من أخلاقنا وأسأل الله أن يمن عليّ ويجعلني ممن يغفرون لمن يسيء لهم، وأعوذ بالله أن يجعلني جباراً شقياً، وقد نهيت المؤمنين والمؤمنات عن الخلق السيئ الذي يسيء لهم أولاً وللإسلام الذي جاء به محمد <ص> ثانياً باعتبارهم محسوبين عليه <ص>، وطلبت منهم أن يتحلوا بأخلاق القرآن، ويعلم كثير منهم كم مرة طلبت منهم قراءة بعض السور التي تبين الأخلاق الإلهية والعمل بها، فالاستهزاء والسب والشتم والتنابز بالألقاب والتعرض لأعراض الناس وكل خلق لا يرضاه الله فهو منبوذ مرفوض رفضاً قاطعاً عندنا لا نقبله ولا نقبل أن يتخلق به أحد من المؤمنين والمؤمنات) ـ الامام احمد الحسن (ع) ـ الجواب المنير عبر الاثير
بين الآل والصحابة حكم السب يختلف
تجاوز موضوع السب والشتم (سب الصحابة) فاصل الزمان والمكان واصبح رافعو هذا الشعار يشنون حربا شعواء على كل من يشم منه ريح الحب والولاء لاهل بيت المصطفى (ع), فتبدا اصابع الاتهام توجه والاحكام الجاهزة توزع وفتاوى التكفير تلفق ...
فلنر الان كيف ان العقوبة ـ عقوبة الذي يسب الخليفة الاول والثاني ـ نافذة حتى في عالم الملكوت وما بعد الموت
** ما رووه بشأنْ من تكلم بعد الموت لبيان عقوبة شاتم أبي بكر وعمر
قال الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا : حدثنا يحيى بن يوسف الزمي ، قال حدثنا شعيب بن صفوان ، عن عبد الملك بن عمير قال : كان بالكوفة رجل يعطي الأكفان فمات رجلٌ فقيل له ، فأخذ كفنا وانطلق حتى دخل على الميت ، وهو مسجى فتنفس وألقى الثوب عن وجهه ، وقال غروني أهلكـوني النار ، أهلكـوني النـار . فقـلنا له : قـل لا إله إلا الله. قال : لا أستطيع أن أقولها . وقيل ولم ؟ قال : بشتمي أبا بكر وعمر . (1)
** شخص آخر نقلوا عنه أنه تكلم بعد الموت لبيان عقوبة شتم أبي بكر وعمر
قال الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا : وحدثني الوليد بن شجاع بن الوليد السكوني ، قال حدثنا أبي ، قال سمعت خلف بن حوشب يقول : مات رجل بالمدائن ، فلما غطوا عليه ثوبه قام بعض القوم وبقي بعضهم فحرك الثوب ، أو فتحرك الثوب فقال به فكشفه عنه فقال : قوم مخضبة لحاهم في هذا المسجد ، يعني مسجد المدائن يلعنون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ، ويتبرءون منهما الذين جاءوني يقبضون روحي يلعنونهم ويتبرؤون منهم. فقلنا : يا فلان لعلك بليت من ذلك بشيء ؟ فقال : أستغـفر الله ، أستغـفر الله ، ثـم كـان كأنما كـانت حصاة فـرمي بها . (2)
قال الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا : حدثنا أبي رحمه الله ، والحسين بن الحسن قالا : حدثنا وضّاح بن حسان الأنباري ، قال حدثنا عبد الرحمن المحاربي ، قال حدثني أبو الخصيب ، قال : كنت بجازر وكنت لا أسمع بميت مات إلا كفنته ، قال : فأتاني رجلٌ فقال : إنّ هاهنا ميتاً قد مات وليس عليه كفن . قال : فقلت لصاحب لي : انطلق بنا ، فانطلقنا فأتيناهم فإذا هم جلوس ، وبينهم ميت مسجى وعلى بطنه لبنة أو طنة ، فقلت : ألا تأخذون في غلسه ؟ فقالوا : ليس له كفن. فقلت لصاحبي : انطلق فجئنا بكفن ، فانطلق وجلست مع القوم ، فبينا نحن جلوس إذ وثب فألقى اللبنة أو الطينة عن بطنه وجلس وهو يقول : النار النار ، فقلت : قل لا إله إلا الله ، فقال : إنها ليست بنافعتي ، لعن الله مشيخة بالكوفة غروني حتى سببت أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ، ثم خر ميتا فقلت : والله لا كفنته فقمت ، ولم أكفنه . قال : فأرسل إلى ابن هبيرة الأكبر فسألني أن أحدثه بهذا الحديث فحدثته. (3)
ما ذكره ابن قيم الجوزية أثناء حديثه عن الروح وتأثيرها حيث قال : فصل المائة ما قد اشترك في العلم به عامة أهل الأرض من لقاء أرواح الموتى وسؤالهم لهم وإخبارهم إياهم بأمور خفيت عليهم فرأوها عيانا ، وهذا أكثر من أنْ يتكلف إيراده ، وأعجب من هذا الوجه الحادي والمائة أن روح النائم يحصل لها في المنام آثار فتصبح يراها على البدن عياناً ، وهي من تأثير للروح في الروح كما ذكر القيراوني في كتاب البستان ، قال : كان لي جار يشتم أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ، فلما كان ذات يوم أكثر من شتمهما فتناولته وتناولي ، فانصرفت إلى منزلي وأنا مغموم حزين فنمت وتركت العشاء ، فرأيت رسول الله (ص) في المنام ، فقلت : يا رسول الله فلان يسب أصحابك . قال : من أصحابي ؟ قلت : أبو بكر وعمر ؟ فقال : خذ هذه المدية ، فأذبحه بها ، فأخذتها فأضجعته وذبحته ورأيت كأن يدي أصابها من دمه ، فألقيت المدية وأهويت بيدي إلى الأرض لأمسحها ، فانتبهت وأنا أسمع الصراخ من نحو داره . فقلت : ما هذا الصراخ ؟ قالوا : فلان مات فجأة ، فلما أصبحنا جئت فنظرت إليه فإذا خط موضع الذبح. (4)
لا عجب ان تجد هكذا روايات خصوصا ان كان هذا حال مشايخهم وعلمائمهم :
"فقد قال ابن تيمية: إن كان مستحلاً لسب الصحابة رضي الله تعالى عنهم فهو كافر.
وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك بقوله: « من سبَّ أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين » [السلسلة الصحيحة 2340].
وقال صلى الله عليه وسلم: « لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحداً أنفق مثل أُحد ذهباً ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه » [رواه البخاري].
وسُئل الإمام أحمد عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة رضي الله تعالى عنهم أجمعين فقال: ما أراه على الإسلام.
وقال الإمام مالك رحمه الله تعالى: من شتم أحداً من أصحاب محمّد صلى الله عليه وسلم أبا بكر أو عمر أو عثمان أو معاوية أو عمرو بن العاص، فإن قال كانوا على ضلال وكفر قُتل.
قال الشيخ محمّد بن عبد الوهاب: فمن سبهم فقد خالف ما أمر الله تعالى من إكرامهم، ومن اعتقد السوء فيهم كلهم أو جمهورهم فقد كذّب الله تعالى فيما أخبر من كمالهم وفضلهم ومكذبه كافر." ـ منقول من موقع للافتاء السني ـ
* ان تكفير أي إنسان أو اتهامه بالخروج عن ربقة الاسلام فان هذا يجرده عمليا من حقوقه الإنسانية ويعرضه للإهانة والقتل واستحلال عرضه وماله.
سب اهل بيت النبوة ـ امير المؤمنين انموذجا
وكفى بذلك ظلما وجورا أن يسن سب علي (ع) على المنابر
لقد بدأ معاوية ذلك في الشام زمن خروجه على أمير المؤمنين (ع)، وأصبح سنة في زمن حكومته في كل ولايات المسلمين.
** روى مسلم عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : " أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا ، فقال : مامنعك أن تسب أبا التراب ، فقال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله (ص) فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم " (5) .
** ولقد روى ابن سعد إن من شروط الحسن (ع) على معاوية أن يكف عن سب علي وهو يسمع قال : " ووفى معاوية للحسن ببيت المال وكان فيه يومئذ ستة آلاف ألف درهم واحتملها الحسن وتجهز بها هو وأهل بيته إلى المدينة ، وكف معاوية عن سب علي والحسن يسمع "(6).
** وقال في ( بغية الطلب في تاريخ حلب ) : " أبو أيوب خالد بن زيد ، بدري ، وهو الذي نزل على النبي مقدمه المدينة ، وهوكان على مقدمة علي يوم صفين ، وهو الذي قال لمعاوية حين سب عليا : كف يا معاوية عن سب علي في الناس ، فقال معاوية : ما أقدر على ذلك منهم ، فقال أبو أيوب : والله لا أسكن أرضا أسمع فيها سب علي ، فخرج إلى سيف البحر حتى مات ، رحمه الله " (7)
وقد ثبت بالأسانيد الصحيحة أن المغيرة بن شعبة أول ولاة معاوية طاعة له في سب علي (ع) ، روى الحاكم عن زياد بن علاقة عن عمه : " أن المغيرة بن شعبة سب علي بن أبي طالب ، فقام إليه زيد بن أرقم ، فقال : يا مغيرة ألم تعلم أن رسول الله (ص) نهى عن سب الأموات فلم تسب عليا وقد مات " .
قال الحاكم : " هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه هكذا " ، وقال الذهبي : " على شرط مسلم " (8) .
وروى أحمد عن عبدالله بن ظالم قال : " خطب المغيرة بن شعبة فنال من علي ، فخرج سعيد بن زيد فقال : ألا تعجب من هذا يسب عليا ! " (9).
بل من الواضح أن المغيرة كان يوصي عماله بذلك ، فقد روى ابن الأثير : " ولما ولي المغيرة الكوفة استعمل كثير بن شهاب على الري ، وكان يكثر من سب علي على منبر الري " (10) .
ولم ينقطع سب علي على منابر بني أمية إلا في زمن عمر بن عبدالعزيز قال ابن سعد : " كان الولاة من بني أمية قبل عمر بن عبدالعزيز يشتمون عليا رحمه الله فلما ولي عمر أمسك عن ذلك " (11)
سب زوجات النبي (ص) بعضهن البعض
اوردت هذا الحديث عندهم فقط لاعرف موقفهم الصريح منه وهل ينطبق على ابطاله حكم من سب صحابيا ام لا ؟
كانت عندنا أم سلمة فجاء النبي صلى الله عليه وسلم عند جنح الليل قالت فذكرت شيئا صنعه بيده وجعل لا يفطن لأم سلمة قالت وجعلت تومئ إليه حتى فطن قال لأم سلمة أهكذا الآن أما كان واحدة منا عندك إلا في خلائه كما أرى وسبت عائشة فجعل النبي صلى الله عليه وسلم ينهاها فتأبى فقال النبي صلى الله عليه وسلم سبيها فسبتها حتى غلبتها فانطلقت أم سلمة إلى علي وفاطمة فقالت إن عائشة سبتها وقالت لكم وقالت لكم فقال علي اذهبي إليه فقولي له إن عائشة قالت لنا وقالت لنا أتيك ورب الكعبة فرجعت إلى علي فذكرت له الذي قال لها فقال أما كفاك إلا أن قالت لنا عائشة وقالت لنا حتى أتتك فاطمة فقالت لها إنها حبة أبيك ورب الكعبة فرجعت إلى علي فذكرت له الذي قال لها فقال أما كفاك إلا أن قالت لنا عائشة وقالت لنا حتى أتت فاطمة فقالت لها أنها حبة أبيك ورب الكعبة (12)
ـــــــــــــــــــــــــــ
1ـ من عاش بعد الموت لابن أبي الدنيا ص 21 ، 22 رقم 16
2ـ من عاش بعد الموت لابن أبي الدنيا ص 22 رقم 17
3ـ من عاش بعد الموت لابن أبي الدنيا ص 23 رقم 18
4ـ كتاب الروح ص 188 ، 189 ط. دار الكتب العلمية / بيروت سنة 1395هـ وص 215 ط. مكتبة الصفا / القاهرة سنة 1422هـ- 2002م
5ـ صحيح مسلم ج4 ص 1871
6ـ ترجمة الإمام الحسن (ع) من القسم غير المطبوع من الطبقات ، تحقيق السيد الطباطبائي ص 77 ، وروى الخبر في ( تاريخ دمشق ) عن ابن سعد ج13 ص 266 ، وفي ( تهذيب الكمال ) ج6 ص 247 ، وأيضا الذهبي في ( سير أعلام النبلاء ) ج3 ص 264
7ـ بغية الطلب في تاريخ حلب ج7 ص 3033
8ـ المستدرك على الصحيحين ج1 ص 541 .
9ـ مسند أحمد ج3 ص181 ، وقال محققو الطبعة : " والحديث صحيح لغيره وهذا إسناد حسن " .
10ـ الكامل في التاريخ ج3 ص 278
11ـ الطبقات الكبرى ج4 ص 67
12ـ الراوي: عائشة المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 4/324
Comment