بسم الله الرحمن الرحيم
اللهمّ صل على محمد وآل محمد الأئمه والمهديين وسلّم تسليما كثيرا
اطرح على أنظاركم ومسامعكم هذا الحوار الّذي جرى بين أخ سني وأخ شيعي على الفايس بك
عن مسألة التوّسل والعامود الموجود في جبل عرفات
بدأ الحوار بينهم عندما عرض أحد الأخوه الشيعه فيلم من اليوتيوب
اليكم الحوار من أوله لآخره
ولكم التعليق من بعده
البدايه.....
الأخ الشيعي عرض على صفحته بالفايس بك :
· صنم هبل يظهر من جديد في مكة المكرمة
الأخ السنّي
·
اتقِ الله فيما تقول، ستسأل عن كل كلمة يوم القيامة.
أولاً: عنوان الفيديو هو كذب و افتراء. المشركون فيما مضى كانوا يعبدون هبل و لكن أهل السعودية و حجاج بيت الله الحرام يعبدون الله وحده لا شريك له.
ثانياً: عند الفراعنة المسلَّة تمثل إله الشمس رع و ليس الشيطان و ليس هناك أي رابط بينها و بين النصب في السعودية.
ثالثاً: ليس هناك من جبل عرفة بل هو جبل الرحمة و أسفله صعيد عرفات.
رابعاً: يُمنع الناس من الإقتراب من قبر الرسول و صاحبيه خشية انتشار البدع و التصرفات الضالّة التي لا تمتُّ للسيرة النبوية بشيء.
خامساً: ما يفعله الناس عند قبور الأولياء و آل البيت من التوسل بهم و الطلب منهم هو بإجماع أهل العلم مخالف للشريعة المحمدية. ما كنَّا نعلم عن الرسول أنه توسل بأي شخص للتقرب من الله. إتق الله و لا تنشر التفرقة بين المسلمين. إتق الله.
أحد الأخوه الشيعه
من قال لك يا سيد احمد ان هناك من يملك الحق في منع ما لم يمنع منه رسول الله (ص) بل امر رسول الله بالتوسل بالانبياء والاولياء والصالحين وهذه سنة الانبياء والاولياء على مر التاريخ ولم يتجرا عليها بهذه الخفة احد، اما التذرع باهل العلم فالظاهر انك لا تقرا الا في كتاب واحد ولا تقرا التاريخ الاسلامي كله!!!
الأخ الشيعي عارض الفيلم
حياك الله أخي محمد أولا: أنا لم أقل شيء ولم أرفع الفيديو ولم أصممه جل ما فعلته أنني نقلت الرابط و "ناقل الكفر ليس بكافر"
ثانيا: نحن وإياك إن شاء الله مسلمون وموحدون ونعرف تمام المعرفة أن كل ما يعبد من دون الله إن كان صنما أو حجرا أو حيوانا فهو يمثل الشيطان حتى ولو لم يكن يعبد الشيطان مباشرة, فمثلا الفراعنة عندما عبدو آلهة متعددة وتركوا التوحيد فهم عبدوا الشيطان وتركوا الله سبحانه حتى ولو لم يعلموا وهذا نوع من غواية ابليس لهم لحرفهم عن الله سبحانه (فوعزتك لأغوينهم أجمعين الا عبادك منهم المخلصين)
ثم لو سلمنا جدلا أن أن هدا النصب ليس شيطانيا ومن التراث الثقافي ويجب المحافظة عليه فبالله عليك أخبرني كيف ترضى أن يبقى هذا النصب ويهدم بيت أم المؤمنين خديجة (ع) حيث ولدت الزهراء (ع) وبني مكانه بيوت خلاء أجلكم الله!!!! أليس هذا من التراث الثقافي والإسلامي؟
ثالثا: جزاك الله خيرا أعتذر عن صاحب المقطع عن اسم جبل عرفة ربما التسمية خطأ ولكن المعنى واضح
رابعا وخامسا: قال تعالى: وابتغوا إليه الوسيلة (سورة المائدة)
وقال تعالى (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين)
ولا يخفى عليك أخي الكريم أن سجود الملائكة لآدم (ع) لم يكن عبادة له بل هو عبادة الله سبحانه وتعالى من حيث أمرهم عبر طاعة آدم وجعله وسيلة للتقرب إلى الله سبحانه حيث أن ابليس لا مشكلة لديه في السجود لله مباشرة وقد عبد الله آلاف السنين ولكنه رفض السجود لآدم وخالف أمر الله
فلذلك التبرك والتوسل بسيد المرسلين (ص) وأهل البيت (ع) هو جائز بل هو مستحب كونهم لهم مكانة رفيعة غند الله سبحانه, والدعاء لله عبر التوسل بهم مستجاب بإذن الله وللتوضيح أكثر سأذكر هذه الرواية التي مفترض أنها حجة عليك كونك ملتزم بمصادر اخوتنا أهل السنة:
وليس معنى الزيارة للتبرك أن الرسول يخلق لهم البركة بل المعنى أنهم يرجون أن يخلق الله لهم البركة بزيارتهم لقبره. والدليل على ذلك ما رواه البيهقي بإسْنادٍ صَحِيح عن مالك الدار وكانَ خازن عمر قال: أصاب الناس قحط (أي وَقَعت مَجاعَةٌ، تِسْعَةَ أشْهُرٍ انقَطعَ المطَرُ عَنْهُم) في زمان عمر (أي في خِلافَتِه) فجاء رجل (أي مِنَ الصّحابةِ) إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسول الله استسق لأمتك فَإنَّهُم قَدْ هلكوا فأتي الرجل في المنام (أي أُرِيَ في المنام أن رسول الله يكلّمه) فقيل له: أقرىء عمر السلامَ (أي سلّم لي عليه) وأخبره أنَّهُم يسقون،وقُلْ لَهُ: عَليكَ الكيس الكيس. فأتى الرجل عمر فأَخْبرَهُ، فبكى عمر وقَالَ: يا رب مَا ءالوا إلا ما عجزت.وقَد جاءَ في تَفْسِيرِ هذَا الرجل أنّهُ بلال بن الحارث المزني الصحابي. فهذَا الصحابي قد قصد قبر الرسول للتبرك فَلَم ينكر علَيهِ عمر ولا غَيْرُهُ فَبطَلت دَعْوى ابن تيمية أنَّ هذهِ الزيارة شركية.
أما إذا كنت من أتباع ابن تيمية فأسأل الله لك الهداية لأن هذا الرجل ناصبي ومعلن العداء لأهل البيت
وإذا كان فضح تجاوزات الوهابية وآل سعود هو تفرقة بين المسلمين فعلى الإسلام السلام يا صديقي
والحمد لله وحده
الأخ السنّي
الوسيلة وسيلتان، وسيلة جائزة، بل مشروعة، مأمور بها، ووسيلة ممنوعة، أما الوسيلة المشروعة: فهي التوسل إلى الله بالإيمان، والعمل الصالح وسائر ما شرعه الله -جل وعلا-، وهي المراد في قوله : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ)، (35) سورة المائدة . يعني قربة إليه بطاعته كالصلاة، والصوم، والصدقة والحج، وإخلاص العبادة لله ونحو ذلك، وهي المراد في قوله -جل وعلا-: (قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً)،ثم قال بعده: (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا)، (56-57)سورة الإسراء. لو تكرمت لو تعيدون الآية مرةً أخرى؟ (قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً)ثم قال بعده: ( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا)(56-57) سورة الإسراء. فقوله سبحانه: (قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ)، (56) سورة الإسراء. يعني من دون الله، من أصنام، وأشجار، وأحجار، وأنبياء، وغير ذلك. (فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً) (56) سورة الإسراء. يعني أولئك المدعوون، لا يملكون كشف الضر عن داعيهم من مرضٍ، أو جنونٍ، أو غير ذلك، ولا تحويلا، يعني ولا تحويل من حال ٍ إلى حال، من شدة إلى سهولة، أو من عضو إلى عضو، لا يملكون ذلك، بل هم عاجزون عن ذلك، وإنما هو بيد الله -سبحانه وتعالى-، ثم قال: (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ)، (57) سورة الإسراء.، يعني أولئك الذين يدعوهم هؤلاء المشركون من أنبياء، أو صالحين، أو ملائكة يبتغون إلى ربهم الوسيلة، يعني هم يبتغون يطلبون إلى الله الوسيلة، وهي القربة إليه بطاعته من صلاةٍ، وصومٍ، وصدقاتٍ، وغير ذلك، ويرجون رحمته، ولهذا عملوا، واجتهدوا في طاعته، ويخافون عذابه -سبحانه وتعالى-. فهذه الوسيلة هي القيام بحقه من توحيده، طاعته بفعل الأوامر، وترك النواهي، وهي الإيمان، والهدى، والتقوى، وهي ما بعث الله به الرسل -عليهم الصلاة والسلام- من قول، ٍوعمل، فهذه الوسيلة واجبة في الواجبات، مستحبة في المستحبات، فالتوسل إليه بتوحيده، والإخلاص له، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت هذا أمر لازم وفريضة، في الحجة الأولى من العمر، وكذلك التوسل إليه بترك المعاصي أمر لازم وفريضة، والتوسل إليه بالنوافل، صلاة النافلة، وصوم النافلة، والصدقة النافلة، والإكثار من ذكر الله أيضاً مستحب وقربة وطاعة، وذلك جعله الله من أسباب دخول الجنة، والنجاة من النار.
أما الوسيلة الأخرى التي لا تجوز، فهي التوسل إليه بدعاء الأموات والاستغاثة بالأموات، هذه وسائل شركية يسميها المشركون وسيلة وهي شرك أكبر، وهي المراد في قوله سبحانه: (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ)(18) سورة يونس. ويقول -جل وعلا-: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى)، (3) سورة الزمر . يقولون: ما نعبدهم إلا ليقربونا زلفى، فاتخذوهم وسيلة بهذا المعنى، بدعائهم، وسؤالهم وطلب الشفاعة منهم، والنصر على الأعداء، وشفاء المرضى، ونحو ذلك، وزعموا أنهم بهذا يكون لهم وسيلة وهذا هو الشرك الأكبر، وهذا هو دين المشركين، نسأل الله العافية، فإن المشركين يزعمون أن عبادتهم للأنبياء، والملائكة، والصالحين، والجن وسيلة إلى مقاصدهم، وأن هذه المعبودات تشفع لهم عند الله، وتقربهم من الله زلفى، فأبطل الله ذلك، وأكذبهم بذلك، قال -تعالى- في هذه حقهمقُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)، (18) سورة . بعدها قوله -سبحانه وتعالى-: (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ) (18) سورة يونس. فأبطل الله ذلك في قوله: (قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ-أي تخبرن الله- بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)، (18) سورة يونس. وقال في آية الزمر: (فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ*أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ -يعني يقولون- إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ
زُلْفَى) (2-3) سورة الزمر. فأكذبهم الله -سبحانه وتعالى- في قوله : (إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ)، (3) سورة الزمر. فسماهم كذبة في قولهم أنها تقربهم إلى الله زلفى، كفرة بهذا العمل، بدعائهم إياهم، والاستغاثة بهم، ونذرهم لهم، وذبحهم لهم، ونحو ذلك، فالواجب على جميع المكلفين، بل على جميع الناس الحذر من هذه الوسيلة، فلا يفعلها المكلف، ولا غير المكلف، يجب على المسلم أن يحذرها، وعليه أن يحذر غير المكلفين من أولاده أن يفعلها أيضاً، فالله هو الذي يعبد -سبحانه وتعالى-، هو الذي يدعى، هو الذي يرجى، هو الذي يسأل بالنصر على الأعداء، والشفاء للمرضى، وغير ذلك من الحاجات في العبادة، يقول -سبحانه وتعالى- في كتابه العظيم: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ*مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ*إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)،(56-58) سورة الذاريات. ويقول سبحانه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، (21) سورة البقرة . ويقول عن نبيه -صلى الله عليه وسلم-: (قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)، (188) سورة الأعراف . ونذير وبشير ليس بمعبود من دون الله، وليس بإله مع الله -سبحانه وتعالى-.
وقال -جل وعلا-: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا*وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ-يعني محمد- كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا*قُلْ إِنَّمَا -قل يا محمد- أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا*قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا*قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا*إِلَّا بَلَاغًا مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ)، (18-23) سورة الجن . فهو -صلى لله عليه وسلم- لا يملك للناس ضراً ولا رشدا. ولا يملك لنفسه نفعاً، ولا ضراً. كما لا يملك لغيره، بل هذه الأمور بيد الله، هو الذي يملك النفع والضر، والعطاء والمنع، والشفاء من الأمراض، والنصر على الأعداء، هو بيده -سبحانه وتعالى
وهناك نوع ثاني من الوسيلة الممنوعة، هو التوسل بجاه فلان، وحق فلان، هذه وسيلة ممنوعة، لكنها ليست شركاً أكبر، بل هي من وسائل الشرك، من وسائل الشرك، كأن يقول اللهم إني أسألك بجاه محمد، أو بجاه فلان، أو بحق أنبيائك، هذا لا يجوز، هذه بدعة ليس عليها دليل، الله يقول: (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)، (180) سورة الأعراف . ادعوه بأسمائه وصفاته.وهكذا يتوسل في الأعمال الصالحة في الصلاة، والصوم، وبر الوالدين، وصلة الرحم، والعفة عن الفواحش، هذه وسائل شرعية ليعلم الناس فضل الأعمال الصالحة، وأنها من أسباب تفريج الكروب تيسير الأمور وان الواجب على العبد أن يحذر غضب الله و أسباب عقابه،ومتى قدر على المعصية فليحذر، وليبتعد عنها ومتى قدر على البر والخير فليفعل، أما توسل عمر -رضي الله عنه- بالعباس، فهذا توسل بدعائه، بدعاء العباس فإنه كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أجدب الناس كان يسأل الله -عز وجل- الغيث وكان الناس يسرعون إليه، ويقولون: يا رسول الله استغث لنا، هلكت الأموال، وانقطعت السبل؛ بسبب الجدب، فيستغيث الله ويسأله -سبحانه- أن يغيث العباد فيغيثهم -سبحانه وتعالى-، فلما أجدبوا في عهد عمر قال: اللهم إنا كنا نتوسلك بنبينا حين كان بين أيدينا، فتسقينا وإنا نتوسل بك بعم نبينا، قم يا عباس، فادعوا الله لنا، فقام العباس ودعا لهم، واستغاث فسقاهم الله، والعباس عم النبي -صلى الله عليه وسلم- فهذا توسل بدعاء العباس مثل ما كانوا يتوسلون بدعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- في حياته، فدل ذلك على أنه بعد وفاته لا يستغاث به، ولا يطلب منه الغوث -عليه الصلاة والسلام-؛ لأنه لا يستطيع ذلك، انقطع عمله المتعلق بالدنيا، ولهذا طلب عمر -رضي الله عنه- من العباس أن يدعو الله، وأن يغيث الناس، فقام العباس ودعا فأغاث الله الناس.
وبهذا يتضح أن الوسيلة ثلاثة أقسام: قسم مشروع: وهو التوسل إلى الله بتوحيده والإيمان به، والأعمال الصالحات، وبأسمائه وصفاته، وقسم شرك: وهو التوسل إلى بالله بدعاء الأموات، والاستغاثة بالأموات، والنذر لهم، والذبح لهم، أو التوسل بالأصنام، أو بالأشجار و الأحجار، أو بالجن هذا شرك أكبر، والشرك الثالث: بدعة لا يجوز، وليس بشرك، وليس مشروعاً، بل هو بدعة، وهو التوسل بحق فلان، أو جاه فلان، أو جاه فلان، أو جاه النبي أو حق فلان، أو جاه فلان، أو حق الأنبياء هذا هو المنكر، وهو البدعة ومن وسائل الشرك، ومن الوسائل الشرعية كما تقدم التوسل بالأعمال الصالحة، التوسل بأسماء الله وصفاته، والتوسل بالأعمال الصالحة هذا كله من التوسل الشرعي.
الأخ الشيعي
ما هكذا يا سعد تورد الإبل.. أنت طرحت إشكالات و أنا وأعوذ بالله من الأنا قد وضحتها وجاوبتك عليها وأنت لم ترد عليها إلا على اشكالية التوسل وقد استطردت وأطلت ولك الأجر إن أصبت إن شاء الله... مع العلم أني قد أوردت لك حديثا صحيحا واحتججت عليك به كونك ملتزم بمصادر أهل السنة والجماعة ولولا ذلك لأوردت لك العديد من الأدلة الثابتة عند الشيعة بخصوص هذا الموضوع. وبدل أن تناقش هذه الرواية ذهبت إلى رواية أخرى حيث توسل عمر بالعباس عم النبي (ص) والملفت أن هذه الرواية من حيث لا تدري أوقعتك في أحد الأمرين وكلاهما لا يصبان في مسار بحثك, الأمر الأول هو أن عمر نفسه توسل بإنسان وجعله وسيلة إلى الله وبهذا جعلت من عمر مشركا بالله في هذا الإطار, والأمر الثاني هو أن عمر ليس أفضل من في الأمة في زمانه بدليل حاجته إلى العباس وفي مواضع أخرى إلى أمير المؤمنين علي (ع) يعني ماذا كان ينقص عمر أن يدعوا بنفسه وهو أفضل أهل زمانه كما تعتقدون؟!
ولا تقل لي أن التوسل بالحي يجوز وبالميت فلا لأنك بهذا أنت ستجعل من رسول الله (ص) مجرد رسول للصحابة فقط ولزمانه فقط يتنتفعون هم فقط من بركات وجوده وتموت كراماته (ص) بمجرد موته ورحيله ولا ينالنا نحن مثلا هذا الشرف أبدا وهو الرسول الخاتم إلى يوم الدين... (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) فالأنبياء والائمة والأولياء والشهداء والصديقون ليسوا كسائر البشر العاديين ينتهي دورهم بمجرد موتهم في الحياة الدنيا بل هم أحياء عند ربهم يرزقون وبفضل من ربهم يروننا ويعلمون حاجاتنا. وأتمنى أن تشاهد هذا الرابط ليؤكد لك ما قلته كون الشيخ رحمه الله من العلماء الأعلام عندكم
عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتوسل بعم النبي العباس الشيخ الشعراوي يثبت جواز التوس...
الأخ الشيعي
وبالعودة إلى موضوع الوسيلة فأنت ذكرت أن المقصود بها الوسائل العبادية من صلاة وصوم وزكاة وهذا صحيح لكن الموضوع أشمل وأعمق من هذا وقد ورد معنى آخر للوسيلة في هذا الدعاء الراقي والمشهور عندكم... (اللهم رب الدعوة التامة والصلاة القائمة آت سيدنا محمد الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة وابعثه اللهم المقام المحمود الذى وعدته إنك لا تخلف الميعاد).. ومعنى الوسيلة هنا بكل وضوح مختلف عن الوسائل العبادية المذكورة سابقا بل هي مرتبطة بالمقام الرفيع والدرجة العالية التي وصل إليها سيدنا المصطفى (ص) وجعله وسيلة ينتفع بها العباد المؤمنون بعد موته...
كما أنك أوردت العديد من الأيات الشريفة وفسرتها بظاهرها... (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) ويا صديقي إعلم يرحمك الله أن العلم أو مدينة العلم هو محمد وبابها علي والراسخون في العلم هم أئمة أهل البيت صلوات ربي عليهم, ولا أنت ولا أنا ولا مليون واحد على شاكلتي الحقيرة يجرؤ أن يبين بواطن الآيات سواهم... فتستطيع أنت أن تأتي بتفسير وأنا بتفسير وغيرنا بتفسير لكن هل نجزم أنه التفسير الصحيح؟ بالطبع لا...
أتفق معك على موضوع عبادة البشر الذي ذكرته وبأنه شرك صريح ولكن أخي ما ذكرته هو خارج الموضوع نهائيا فهل من يتوسل بالأولياء يعبدهم؟ ومن قال أننا نعبد غيره سبحانه إن العبادة لله وحده لا شريك له ولا نظير وإن جميع الأنبياء والمرسلين والأولياء لا يملكون ضرا ولا نفعا إلا بإذن الله... فالملك ليس بيدهم بل بيد الله عز وجل فإذا أراد الله حصل وإن لم يرد لم يحصل ولكننا نسأل الله عبرهم أن يجيبنا فإذا أراد الله أمرا جعله وإلا فلا حول ولا قوة إلا به... كذلك الأمر بالنسبة للمعجزات فهي كلها بأمر الله لا بأمر الأنبياء والأولياء فالمعجزة إذا أرادها الله حصلت بحسب حكمته وتدبيره سبحانه. لا كما يظن بعض الجهلة مثلا بأن علي قلع باب خيبر بحوله وقوته! بل بحول الله وقوته سبحانه, فعلي (ع) لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله وما هو إلا عبد من عبيد الله
وما زال النقاش جاريا بين الأخوين
أترك لكم التعليق
اللهمّ صل على محمد وآل محمد الأئمه والمهديين وسلّم تسليما كثيرا
اطرح على أنظاركم ومسامعكم هذا الحوار الّذي جرى بين أخ سني وأخ شيعي على الفايس بك
عن مسألة التوّسل والعامود الموجود في جبل عرفات
بدأ الحوار بينهم عندما عرض أحد الأخوه الشيعه فيلم من اليوتيوب
اليكم الحوار من أوله لآخره
ولكم التعليق من بعده
البدايه.....
الأخ الشيعي عرض على صفحته بالفايس بك :
· صنم هبل يظهر من جديد في مكة المكرمة
الأخ السنّي
·
اتقِ الله فيما تقول، ستسأل عن كل كلمة يوم القيامة.
أولاً: عنوان الفيديو هو كذب و افتراء. المشركون فيما مضى كانوا يعبدون هبل و لكن أهل السعودية و حجاج بيت الله الحرام يعبدون الله وحده لا شريك له.
ثانياً: عند الفراعنة المسلَّة تمثل إله الشمس رع و ليس الشيطان و ليس هناك أي رابط بينها و بين النصب في السعودية.
ثالثاً: ليس هناك من جبل عرفة بل هو جبل الرحمة و أسفله صعيد عرفات.
رابعاً: يُمنع الناس من الإقتراب من قبر الرسول و صاحبيه خشية انتشار البدع و التصرفات الضالّة التي لا تمتُّ للسيرة النبوية بشيء.
خامساً: ما يفعله الناس عند قبور الأولياء و آل البيت من التوسل بهم و الطلب منهم هو بإجماع أهل العلم مخالف للشريعة المحمدية. ما كنَّا نعلم عن الرسول أنه توسل بأي شخص للتقرب من الله. إتق الله و لا تنشر التفرقة بين المسلمين. إتق الله.
أحد الأخوه الشيعه
من قال لك يا سيد احمد ان هناك من يملك الحق في منع ما لم يمنع منه رسول الله (ص) بل امر رسول الله بالتوسل بالانبياء والاولياء والصالحين وهذه سنة الانبياء والاولياء على مر التاريخ ولم يتجرا عليها بهذه الخفة احد، اما التذرع باهل العلم فالظاهر انك لا تقرا الا في كتاب واحد ولا تقرا التاريخ الاسلامي كله!!!
الأخ الشيعي عارض الفيلم
حياك الله أخي محمد أولا: أنا لم أقل شيء ولم أرفع الفيديو ولم أصممه جل ما فعلته أنني نقلت الرابط و "ناقل الكفر ليس بكافر"
ثانيا: نحن وإياك إن شاء الله مسلمون وموحدون ونعرف تمام المعرفة أن كل ما يعبد من دون الله إن كان صنما أو حجرا أو حيوانا فهو يمثل الشيطان حتى ولو لم يكن يعبد الشيطان مباشرة, فمثلا الفراعنة عندما عبدو آلهة متعددة وتركوا التوحيد فهم عبدوا الشيطان وتركوا الله سبحانه حتى ولو لم يعلموا وهذا نوع من غواية ابليس لهم لحرفهم عن الله سبحانه (فوعزتك لأغوينهم أجمعين الا عبادك منهم المخلصين)
ثم لو سلمنا جدلا أن أن هدا النصب ليس شيطانيا ومن التراث الثقافي ويجب المحافظة عليه فبالله عليك أخبرني كيف ترضى أن يبقى هذا النصب ويهدم بيت أم المؤمنين خديجة (ع) حيث ولدت الزهراء (ع) وبني مكانه بيوت خلاء أجلكم الله!!!! أليس هذا من التراث الثقافي والإسلامي؟
ثالثا: جزاك الله خيرا أعتذر عن صاحب المقطع عن اسم جبل عرفة ربما التسمية خطأ ولكن المعنى واضح
رابعا وخامسا: قال تعالى: وابتغوا إليه الوسيلة (سورة المائدة)
وقال تعالى (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين)
ولا يخفى عليك أخي الكريم أن سجود الملائكة لآدم (ع) لم يكن عبادة له بل هو عبادة الله سبحانه وتعالى من حيث أمرهم عبر طاعة آدم وجعله وسيلة للتقرب إلى الله سبحانه حيث أن ابليس لا مشكلة لديه في السجود لله مباشرة وقد عبد الله آلاف السنين ولكنه رفض السجود لآدم وخالف أمر الله
فلذلك التبرك والتوسل بسيد المرسلين (ص) وأهل البيت (ع) هو جائز بل هو مستحب كونهم لهم مكانة رفيعة غند الله سبحانه, والدعاء لله عبر التوسل بهم مستجاب بإذن الله وللتوضيح أكثر سأذكر هذه الرواية التي مفترض أنها حجة عليك كونك ملتزم بمصادر اخوتنا أهل السنة:
وليس معنى الزيارة للتبرك أن الرسول يخلق لهم البركة بل المعنى أنهم يرجون أن يخلق الله لهم البركة بزيارتهم لقبره. والدليل على ذلك ما رواه البيهقي بإسْنادٍ صَحِيح عن مالك الدار وكانَ خازن عمر قال: أصاب الناس قحط (أي وَقَعت مَجاعَةٌ، تِسْعَةَ أشْهُرٍ انقَطعَ المطَرُ عَنْهُم) في زمان عمر (أي في خِلافَتِه) فجاء رجل (أي مِنَ الصّحابةِ) إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسول الله استسق لأمتك فَإنَّهُم قَدْ هلكوا فأتي الرجل في المنام (أي أُرِيَ في المنام أن رسول الله يكلّمه) فقيل له: أقرىء عمر السلامَ (أي سلّم لي عليه) وأخبره أنَّهُم يسقون،وقُلْ لَهُ: عَليكَ الكيس الكيس. فأتى الرجل عمر فأَخْبرَهُ، فبكى عمر وقَالَ: يا رب مَا ءالوا إلا ما عجزت.وقَد جاءَ في تَفْسِيرِ هذَا الرجل أنّهُ بلال بن الحارث المزني الصحابي. فهذَا الصحابي قد قصد قبر الرسول للتبرك فَلَم ينكر علَيهِ عمر ولا غَيْرُهُ فَبطَلت دَعْوى ابن تيمية أنَّ هذهِ الزيارة شركية.
أما إذا كنت من أتباع ابن تيمية فأسأل الله لك الهداية لأن هذا الرجل ناصبي ومعلن العداء لأهل البيت
وإذا كان فضح تجاوزات الوهابية وآل سعود هو تفرقة بين المسلمين فعلى الإسلام السلام يا صديقي
والحمد لله وحده
الأخ السنّي
الوسيلة وسيلتان، وسيلة جائزة، بل مشروعة، مأمور بها، ووسيلة ممنوعة، أما الوسيلة المشروعة: فهي التوسل إلى الله بالإيمان، والعمل الصالح وسائر ما شرعه الله -جل وعلا-، وهي المراد في قوله : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ)، (35) سورة المائدة . يعني قربة إليه بطاعته كالصلاة، والصوم، والصدقة والحج، وإخلاص العبادة لله ونحو ذلك، وهي المراد في قوله -جل وعلا-: (قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً)،ثم قال بعده: (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا)، (56-57)سورة الإسراء. لو تكرمت لو تعيدون الآية مرةً أخرى؟ (قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً)ثم قال بعده: ( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا)(56-57) سورة الإسراء. فقوله سبحانه: (قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ)، (56) سورة الإسراء. يعني من دون الله، من أصنام، وأشجار، وأحجار، وأنبياء، وغير ذلك. (فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً) (56) سورة الإسراء. يعني أولئك المدعوون، لا يملكون كشف الضر عن داعيهم من مرضٍ، أو جنونٍ، أو غير ذلك، ولا تحويلا، يعني ولا تحويل من حال ٍ إلى حال، من شدة إلى سهولة، أو من عضو إلى عضو، لا يملكون ذلك، بل هم عاجزون عن ذلك، وإنما هو بيد الله -سبحانه وتعالى-، ثم قال: (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ)، (57) سورة الإسراء.، يعني أولئك الذين يدعوهم هؤلاء المشركون من أنبياء، أو صالحين، أو ملائكة يبتغون إلى ربهم الوسيلة، يعني هم يبتغون يطلبون إلى الله الوسيلة، وهي القربة إليه بطاعته من صلاةٍ، وصومٍ، وصدقاتٍ، وغير ذلك، ويرجون رحمته، ولهذا عملوا، واجتهدوا في طاعته، ويخافون عذابه -سبحانه وتعالى-. فهذه الوسيلة هي القيام بحقه من توحيده، طاعته بفعل الأوامر، وترك النواهي، وهي الإيمان، والهدى، والتقوى، وهي ما بعث الله به الرسل -عليهم الصلاة والسلام- من قول، ٍوعمل، فهذه الوسيلة واجبة في الواجبات، مستحبة في المستحبات، فالتوسل إليه بتوحيده، والإخلاص له، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت هذا أمر لازم وفريضة، في الحجة الأولى من العمر، وكذلك التوسل إليه بترك المعاصي أمر لازم وفريضة، والتوسل إليه بالنوافل، صلاة النافلة، وصوم النافلة، والصدقة النافلة، والإكثار من ذكر الله أيضاً مستحب وقربة وطاعة، وذلك جعله الله من أسباب دخول الجنة، والنجاة من النار.
أما الوسيلة الأخرى التي لا تجوز، فهي التوسل إليه بدعاء الأموات والاستغاثة بالأموات، هذه وسائل شركية يسميها المشركون وسيلة وهي شرك أكبر، وهي المراد في قوله سبحانه: (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ)(18) سورة يونس. ويقول -جل وعلا-: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى)، (3) سورة الزمر . يقولون: ما نعبدهم إلا ليقربونا زلفى، فاتخذوهم وسيلة بهذا المعنى، بدعائهم، وسؤالهم وطلب الشفاعة منهم، والنصر على الأعداء، وشفاء المرضى، ونحو ذلك، وزعموا أنهم بهذا يكون لهم وسيلة وهذا هو الشرك الأكبر، وهذا هو دين المشركين، نسأل الله العافية، فإن المشركين يزعمون أن عبادتهم للأنبياء، والملائكة، والصالحين، والجن وسيلة إلى مقاصدهم، وأن هذه المعبودات تشفع لهم عند الله، وتقربهم من الله زلفى، فأبطل الله ذلك، وأكذبهم بذلك، قال -تعالى- في هذه حقهمقُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)، (18) سورة . بعدها قوله -سبحانه وتعالى-: (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ) (18) سورة يونس. فأبطل الله ذلك في قوله: (قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ-أي تخبرن الله- بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)، (18) سورة يونس. وقال في آية الزمر: (فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ*أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ -يعني يقولون- إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ
زُلْفَى) (2-3) سورة الزمر. فأكذبهم الله -سبحانه وتعالى- في قوله : (إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ)، (3) سورة الزمر. فسماهم كذبة في قولهم أنها تقربهم إلى الله زلفى، كفرة بهذا العمل، بدعائهم إياهم، والاستغاثة بهم، ونذرهم لهم، وذبحهم لهم، ونحو ذلك، فالواجب على جميع المكلفين، بل على جميع الناس الحذر من هذه الوسيلة، فلا يفعلها المكلف، ولا غير المكلف، يجب على المسلم أن يحذرها، وعليه أن يحذر غير المكلفين من أولاده أن يفعلها أيضاً، فالله هو الذي يعبد -سبحانه وتعالى-، هو الذي يدعى، هو الذي يرجى، هو الذي يسأل بالنصر على الأعداء، والشفاء للمرضى، وغير ذلك من الحاجات في العبادة، يقول -سبحانه وتعالى- في كتابه العظيم: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ*مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ*إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)،(56-58) سورة الذاريات. ويقول سبحانه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، (21) سورة البقرة . ويقول عن نبيه -صلى الله عليه وسلم-: (قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)، (188) سورة الأعراف . ونذير وبشير ليس بمعبود من دون الله، وليس بإله مع الله -سبحانه وتعالى-.
وقال -جل وعلا-: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا*وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ-يعني محمد- كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا*قُلْ إِنَّمَا -قل يا محمد- أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا*قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا*قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا*إِلَّا بَلَاغًا مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ)، (18-23) سورة الجن . فهو -صلى لله عليه وسلم- لا يملك للناس ضراً ولا رشدا. ولا يملك لنفسه نفعاً، ولا ضراً. كما لا يملك لغيره، بل هذه الأمور بيد الله، هو الذي يملك النفع والضر، والعطاء والمنع، والشفاء من الأمراض، والنصر على الأعداء، هو بيده -سبحانه وتعالى
وهناك نوع ثاني من الوسيلة الممنوعة، هو التوسل بجاه فلان، وحق فلان، هذه وسيلة ممنوعة، لكنها ليست شركاً أكبر، بل هي من وسائل الشرك، من وسائل الشرك، كأن يقول اللهم إني أسألك بجاه محمد، أو بجاه فلان، أو بحق أنبيائك، هذا لا يجوز، هذه بدعة ليس عليها دليل، الله يقول: (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)، (180) سورة الأعراف . ادعوه بأسمائه وصفاته.وهكذا يتوسل في الأعمال الصالحة في الصلاة، والصوم، وبر الوالدين، وصلة الرحم، والعفة عن الفواحش، هذه وسائل شرعية ليعلم الناس فضل الأعمال الصالحة، وأنها من أسباب تفريج الكروب تيسير الأمور وان الواجب على العبد أن يحذر غضب الله و أسباب عقابه،ومتى قدر على المعصية فليحذر، وليبتعد عنها ومتى قدر على البر والخير فليفعل، أما توسل عمر -رضي الله عنه- بالعباس، فهذا توسل بدعائه، بدعاء العباس فإنه كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أجدب الناس كان يسأل الله -عز وجل- الغيث وكان الناس يسرعون إليه، ويقولون: يا رسول الله استغث لنا، هلكت الأموال، وانقطعت السبل؛ بسبب الجدب، فيستغيث الله ويسأله -سبحانه- أن يغيث العباد فيغيثهم -سبحانه وتعالى-، فلما أجدبوا في عهد عمر قال: اللهم إنا كنا نتوسلك بنبينا حين كان بين أيدينا، فتسقينا وإنا نتوسل بك بعم نبينا، قم يا عباس، فادعوا الله لنا، فقام العباس ودعا لهم، واستغاث فسقاهم الله، والعباس عم النبي -صلى الله عليه وسلم- فهذا توسل بدعاء العباس مثل ما كانوا يتوسلون بدعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- في حياته، فدل ذلك على أنه بعد وفاته لا يستغاث به، ولا يطلب منه الغوث -عليه الصلاة والسلام-؛ لأنه لا يستطيع ذلك، انقطع عمله المتعلق بالدنيا، ولهذا طلب عمر -رضي الله عنه- من العباس أن يدعو الله، وأن يغيث الناس، فقام العباس ودعا فأغاث الله الناس.
وبهذا يتضح أن الوسيلة ثلاثة أقسام: قسم مشروع: وهو التوسل إلى الله بتوحيده والإيمان به، والأعمال الصالحات، وبأسمائه وصفاته، وقسم شرك: وهو التوسل إلى بالله بدعاء الأموات، والاستغاثة بالأموات، والنذر لهم، والذبح لهم، أو التوسل بالأصنام، أو بالأشجار و الأحجار، أو بالجن هذا شرك أكبر، والشرك الثالث: بدعة لا يجوز، وليس بشرك، وليس مشروعاً، بل هو بدعة، وهو التوسل بحق فلان، أو جاه فلان، أو جاه فلان، أو جاه النبي أو حق فلان، أو جاه فلان، أو حق الأنبياء هذا هو المنكر، وهو البدعة ومن وسائل الشرك، ومن الوسائل الشرعية كما تقدم التوسل بالأعمال الصالحة، التوسل بأسماء الله وصفاته، والتوسل بالأعمال الصالحة هذا كله من التوسل الشرعي.
الأخ الشيعي
ما هكذا يا سعد تورد الإبل.. أنت طرحت إشكالات و أنا وأعوذ بالله من الأنا قد وضحتها وجاوبتك عليها وأنت لم ترد عليها إلا على اشكالية التوسل وقد استطردت وأطلت ولك الأجر إن أصبت إن شاء الله... مع العلم أني قد أوردت لك حديثا صحيحا واحتججت عليك به كونك ملتزم بمصادر أهل السنة والجماعة ولولا ذلك لأوردت لك العديد من الأدلة الثابتة عند الشيعة بخصوص هذا الموضوع. وبدل أن تناقش هذه الرواية ذهبت إلى رواية أخرى حيث توسل عمر بالعباس عم النبي (ص) والملفت أن هذه الرواية من حيث لا تدري أوقعتك في أحد الأمرين وكلاهما لا يصبان في مسار بحثك, الأمر الأول هو أن عمر نفسه توسل بإنسان وجعله وسيلة إلى الله وبهذا جعلت من عمر مشركا بالله في هذا الإطار, والأمر الثاني هو أن عمر ليس أفضل من في الأمة في زمانه بدليل حاجته إلى العباس وفي مواضع أخرى إلى أمير المؤمنين علي (ع) يعني ماذا كان ينقص عمر أن يدعوا بنفسه وهو أفضل أهل زمانه كما تعتقدون؟!
ولا تقل لي أن التوسل بالحي يجوز وبالميت فلا لأنك بهذا أنت ستجعل من رسول الله (ص) مجرد رسول للصحابة فقط ولزمانه فقط يتنتفعون هم فقط من بركات وجوده وتموت كراماته (ص) بمجرد موته ورحيله ولا ينالنا نحن مثلا هذا الشرف أبدا وهو الرسول الخاتم إلى يوم الدين... (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) فالأنبياء والائمة والأولياء والشهداء والصديقون ليسوا كسائر البشر العاديين ينتهي دورهم بمجرد موتهم في الحياة الدنيا بل هم أحياء عند ربهم يرزقون وبفضل من ربهم يروننا ويعلمون حاجاتنا. وأتمنى أن تشاهد هذا الرابط ليؤكد لك ما قلته كون الشيخ رحمه الله من العلماء الأعلام عندكم
عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتوسل بعم النبي العباس الشيخ الشعراوي يثبت جواز التوس...
الأخ الشيعي
وبالعودة إلى موضوع الوسيلة فأنت ذكرت أن المقصود بها الوسائل العبادية من صلاة وصوم وزكاة وهذا صحيح لكن الموضوع أشمل وأعمق من هذا وقد ورد معنى آخر للوسيلة في هذا الدعاء الراقي والمشهور عندكم... (اللهم رب الدعوة التامة والصلاة القائمة آت سيدنا محمد الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة وابعثه اللهم المقام المحمود الذى وعدته إنك لا تخلف الميعاد).. ومعنى الوسيلة هنا بكل وضوح مختلف عن الوسائل العبادية المذكورة سابقا بل هي مرتبطة بالمقام الرفيع والدرجة العالية التي وصل إليها سيدنا المصطفى (ص) وجعله وسيلة ينتفع بها العباد المؤمنون بعد موته...
كما أنك أوردت العديد من الأيات الشريفة وفسرتها بظاهرها... (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) ويا صديقي إعلم يرحمك الله أن العلم أو مدينة العلم هو محمد وبابها علي والراسخون في العلم هم أئمة أهل البيت صلوات ربي عليهم, ولا أنت ولا أنا ولا مليون واحد على شاكلتي الحقيرة يجرؤ أن يبين بواطن الآيات سواهم... فتستطيع أنت أن تأتي بتفسير وأنا بتفسير وغيرنا بتفسير لكن هل نجزم أنه التفسير الصحيح؟ بالطبع لا...
أتفق معك على موضوع عبادة البشر الذي ذكرته وبأنه شرك صريح ولكن أخي ما ذكرته هو خارج الموضوع نهائيا فهل من يتوسل بالأولياء يعبدهم؟ ومن قال أننا نعبد غيره سبحانه إن العبادة لله وحده لا شريك له ولا نظير وإن جميع الأنبياء والمرسلين والأولياء لا يملكون ضرا ولا نفعا إلا بإذن الله... فالملك ليس بيدهم بل بيد الله عز وجل فإذا أراد الله حصل وإن لم يرد لم يحصل ولكننا نسأل الله عبرهم أن يجيبنا فإذا أراد الله أمرا جعله وإلا فلا حول ولا قوة إلا به... كذلك الأمر بالنسبة للمعجزات فهي كلها بأمر الله لا بأمر الأنبياء والأولياء فالمعجزة إذا أرادها الله حصلت بحسب حكمته وتدبيره سبحانه. لا كما يظن بعض الجهلة مثلا بأن علي قلع باب خيبر بحوله وقوته! بل بحول الله وقوته سبحانه, فعلي (ع) لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله وما هو إلا عبد من عبيد الله
وما زال النقاش جاريا بين الأخوين
أترك لكم التعليق
Comment